مارك مانسون
ترجمة: حنان العنزي
تحرير: أسامة خالد العمرات
العديد من العادات السامة في ظل العلاقات تنشأ داخل ثقافاتنا، وفي نهاية المطاف نتقبلها كشيء طبيعي، وفيما يلي سنذكر أهم هذه العلامات.
في المدرسة الثانوية، لا توجد فصول تعلّمنا كيف نصبح أحبّاء جيدين وألّا نكون من حثالة البشر، لكن تعلّمنا بيولوجية الجنس وجميع جوانب الزواج، وربما قرأنا القليل من روايات الحب غير المعروفة من القرن التاسع عشر والتي علمتنا ألا نرتكب حماقات في علاقاتنا.
لكن بدون أفكار واضحة من البالغين، فليس أمامنا سوى التجربة والخطأ، وإذا كنت مثل معظم الناس، فهذا خطأ في الغالب.
فلنأخذ جولة ونكتشف سلسلة من العلاقات السامة في عالم المواعدة المعقد من الأساس.
كما ذكرنا سابقًا، فإنّ العديد من العادات السامة داخل عالم العلاقات تنبع من ثقافتنا بالأساس، وهذه إحدى المشكلات الشائعة بيننا، ومن جهة أخرى، نحن نقدّس الحب الرومانسي غير العقلاني الذي يصيبنا بالذهول، لدرجة أن ترى مشهدًا لتحطيم الصحون وسط الدموع، وفي النهاية نراه تصرفًا مُحببًا، ونسخر من الحب التقليدي وما يتضمنه من تصرفات أو مشاعر شهوانية.
العديد من الرجال والنساء يتم تشجيعهم على تشييء بعضهم البعض، وتشييء علاقاتهم الرومانسية، ومن ثم يُنظر إلى شركاء حياتنا كإنجازات وجوائز، وليس كبشر نبادلهم نفس الدعم العاطفي.
توجد العديد من برامج وكتب المساعدة الذاتية لكنها ليست بذاك النفع، وطبعًا خير مثال لدى العديد منّا هم أهلونا.
ماهي علاقات الحب السّامة؟
العديد منّا يدخل عالم العلاقات، لكن غير مدركين أن اعتقاداتنا وأفكارنا حول علاقات الحب هي بالفعل سامة، لذا بدايةّ فلنوضح ماهي علاقة الحب السامّة:
”ترتكز علاقة الحب الصحية على ثلاثة أسس: الاحترام والثقة والمودة، وتصبح سامّة عندما يعطي أحد الطرفين أو كلاهما الأولوية للحب فوق الأسس الثلاث“.
للوهلة الأولى، قد يرى البعض هذا الكلام ضرباً من الجنون، لكن لا ينبغي للحب أن يكون السبب الرئيسي لدوام الارتباط، وأيضاً حتى لا يُعمينا في أحكامنا بشتى الأمور.
إذا وضعت الحب الذي تحظى به من العلاقة فوق الاحترام؛ فلن تمانع إن عُوملتَ أو عوملتِ كممسحة، وإذا وضعت الحب فوق الثقة ستتسامح مع الكذب والخيانة، وإذا وضعت الحب فوق المودة ستتحمل البرود والبعد في العلاقة.
نحن نتحمل علاقات الحب السيئة لعدة أسباب؛ منها قلة احترامنا لذواتنا أو أننا لا نملك الإدراك الكافي لوضع العلاقة، أو ربما لا نعرف كيف نتحكم بمشاعرنا، وهكذا، كل ما ذُكر آنفاً يخلق علاقة حب سطحية ومُجهدة وغير صحية نفسياً.
ستّ علامات لعلاقات الحب السّامة قد تظنها طبيعية
علاقات الحب السامّة تتشكل بأشكالٍ مختلفة، لكنّني ذكرت أبرز العلامات المؤشرة للعلاقات السيئة التي يتغافل عنها العديد من الناس أو يرونها من سمات العلاقة الصحية، وأولئك هم الأسوأ.
في الآتي سنذكر أكثر ستة تصرفات شائعة في العلاقات، ويعتقد العديد من الأزواج أنها تصرفات صحية وطبيعية، لكنها في الحقيقة تصرفات سامّة وتؤذي من يعز عليك.
- ورقة التعقب في العلاقة
ماهي ظاهرة ”ورقة التعقب“؟ تحدث عندما تربطك علاقة بأحدهم، ولكنه يستمر بذكر أخطائك في الماضي، ومن هناك يبدأ بإلقاء اللوم عليك، إذا استمر كلا الطرفين على هذا النحو؛ فستؤول الأمور إلى ما أسميه بـ ”البطاقة الرابحة في العلاقات“، وتتحول العلاقة إلى ساحة معركة، ليريا من الطرف الذي ارتكب أخطاءً أكثر في الشهور أو السنين الماضية؟ ومن له الفضل على الآخر.
لنقل أنك تصرفت أو تصرفتِ ببلاهة في حفلة عيد ميلاد سينثيا الثامن والعشرين في عام ٢٠١٠
ومنذ ذلك الحين أصبح هذا التصرف يلاحقك لدرجة تدمير حياتك، لماذا؟ لأنه لا يمر أسبوع حتى يتم تذكيرك به، لكن لا بأس، لقد ضبطت شريكك متلبساً وهو يرسل رسائل غزلية إلى زميل العمل، وهنا ستستغل هذا الموقف لصالحك ويصبح ورقتك الرابحة بسبب خيانته، حتى ترد عليه متى ما ذُكرت بمواقفك المحرجة، وهنا ستشعر بأنكما متعادلين، أليس كذلك؟
هذا خطأ.
لماذا يُعد هذا تصرفاً ساماً: علاقة ورقة التعقب ضربة مزدوجة من الشقاء، فبدلًا من حل المشاكل الحالية تتهرب وتركز على أخطاء الماضي، تستجمع مرارة الألم من الذكريات السيئة حتى تتلاعب بشريك حياتك وتدخله في قوقعة الذنب في الوقت الحاضر.
إذا استمرت العلاقة على هذا النحو، كلا الطرفان سيستنزفان طاقتهما للوصول لمن هو أجدر باللوم ومن الأفضل بينهما، أيضًا يميل الناس إلى إضاعة وقتهم في تجنب المشاكل مع الطرف الآخر بدلًا من الوضوح والمصارحة معه.
إذًا الحل هو: التعامل مع المشاكل كل على حدة، فلو أن أحد الطرفين لديه عادة الخيانة؛ فهذه إشارة إلى مشاكل على المدى الطويل، لكن على الرغم من إحراج الطرف الآخر لك عام ٢٠١٠ وشعورهِ بالأسى تجاه الموقف وتجاهله لك في هذا اليوم، فهذا ليس له ارتباط بعلاقتكما الحالية، لذا لا داعي باسترجاع الموضوع في كل مرة تحدث مشكلة بينما.
يتحتم عليك أن تدرك إذا اخترت شريك أحلامك المنشود؛ فأنت تختار الارتباط بماضيه وطباعه، إذا لم تقبل كل هذا فمعناه من الأساس أنت لا تقبُله شريكًا لك، إذا أزعجك شيءٌ في السنة الماضية، كان عليك مواجهته السنة الماضية.
٢. رمي “التلميحات” وبعض التصرفات العدوانية
عوضًا عن مصارحة شريكك بما يزعجك بكل وضوح ومصداقية، تدفعه إلى اكتشاف المشكلة بنفسه، حيث تستخدم وسائل ضيقة الأفق كي تستفزه، مبررًا للآخرين سبب شكاويك.
لماذا تُعد عادة سامة؟: لأنها دليل قاطع لعلاقة غير مريحة وطرفين يعانيان من صعوبة في التواصل والتحدث مع بعضهما بكل أريحية ووضوح، فلو كنت مرتاحاً مع شريكك وتشعر بالأمان معه لن تكون مضطرًّا إلى رمي التلميحات وقت الغضب أو الانزعاج، فمن يرمي التلميحات يعاني من الانتقاد، وهو مستعد لإطلاق الأحكام على الطرف الآخر متى ما تفوه بتصريح.
الحل: افتح قلبك وعبّر عن رغباتك بصورة واضحة، وصارح شريكك بأنّه ليس مسؤولًا أو ملزمًا بمشاعرك، بل اطلبه داعمًا لك، فلو كان يحبك سيقدم لك يد العون على الدوام.
٣. وضع العلاقة موضع الرهينة
عندما يكون لدى شريكك انتقاد أو شكوى بسيطة؛ سيبتزّك و يهددك بإنهاء علاقتكما، مثال: عندما ينزعج شريكك من برودك لن يقول: “أنت باردٌ تجاهي معظم الوقت” بل سيقول “لا يمكنني الارتباط بشخصٍ باردٍ معي طوال الوقت”.
لماذا يعد هذ تصرفا سامًّا؟: التهديد بإنهاء علاقتكما وكأنها رهينة تؤدي إلى مشاعر ابتزاز وتخلق مشاكل تافهة، حتى أسخف مشكلة في تيار العلاقة تتحول إلى كارثة، إنّه لأمر حاسم لكلا الطرفين أن يعرفا كيف يحلان مشاكلهما من دون التهديد بإنهاء علاقتهما، فإذا انعدمت حرية التعبير بين الشريكين، فكلاهما سيكبح مشاعره وأفكاره وآراءه، والنتيجة علاقة خالية من الثقة ومليئة بالتلاعب.
الحل: من الطبيعي أن تكره صفات عدة وتنزعج من شريكك في أمور شتى -ببساطة لأنك إنسان وهذه مشاعر أي إنسان طبيعي- لكن عليك أن تعي الفرق بين الإخلاص والحب، فهما مختلفان كليًّا، حيث تستطيع الارتباط بأحدهم بكل تفانٍ دون محبّته، يمكنك أن تكون شريكًا وفيًّا طول حياتك لكنّك ستغضب وتنزعج منه في عدة أوقات، وفي المقابل، الشريكان اللذان يتواصلان ويصيغان لبعضهما البعض حتى لو كان انتقادًا؛ فسيصبح انتقادًا بناءً ومن دون إطلاق أحكام سنجد علاقتهما قوية ومتينة.
- إلقاء اللوم على شريكك بسبب مشاعرك
لنقل كان يومكَ سيئًا و شاقًّا، في المقابل تنتظر من شريكك الدعم والمواساة، لكنّك تنزعج لأنه لا يواسيك بالقدر الكافي لعدة أسباب منها: مكالمات العمل الطويلة، أو عند معانقته تجده مشتّتًا، وعندما تريد قضاء الوقت معه في المنزل ومشاهدة فيلم معاً؛ لا يستطيع لأنه مشغول بخطط أخرى مع أصدقائه وسيخرج معهم.
كنت محبطًا طيلة اليوم وردة فعل شريكك زادتك إحباطًا، تجد نفسك مع شخصٍ متبلد المشاعر وقاس القلب تجاهك، طبعًا أنت لم تبُح له بأي شيء، ولم تطلب أي دعمٍ عاطفي، بل فطريًّا عليه أن يكتشف ذلك بنفسه ويطبطب عليك، عليه أن يتجاهل خططه ومكالمته من أجل حالتك العاطفية اليابسة.
لماذا يعد هذا سامًّا؟: إلقاء اللوم على أزواجنا وزوجاتنا لأنهم مصدر مشاكلنا ومشاعرنا السلبية في كل مرة أمر أناني ومثال تقليدي لعلاقة ذات حدود ضعيفة، عندما تراجع مواقفك السابقة وتلوم شريكك معتبرًا أنّه مسؤول عن مشاعرك طوال الوقت (والعكس بالعكس) سيقود إلى علاقة اتكالية، كل شيء -حتى قراءة كتاب أو مشاهدة تلفاز- يتم فيها التفاوض، إذا بدأ أحد الزوجين بالاستياء؛ كل الرغبات الشخصية تصبح في مهب الريح، لأنه وقت تخفيف الآلام والطبطبة.
المشكلة الكبرى هي أنّ الميل إلى الاعتماد على الطرف الآخر سيولد شعور الاستياء، بالطبع سأتّفهم شريك حياتي إذا حظيَ بيومٍ سيئ وأراد تفريغ غضبه علي وأن يحظى بالمزيد من الانتباه. لكن إذا أصبحتْ حياتي تدور حول مشاكله في كل مرة يحظى فيها بيوم سيئ، حينها سأتحول إلى شخصٍ عنيف ومتلاعب حول مشاعره ورغباته.
الحل: كن مسؤولاً عن مشاعرك وفي المقابل توقع من شريك حياتك أن يكون مسؤولًا عن مشاعره الخاصة، فهناك فرقٌ دقيق بين أن تكون داعمًا لشريك حياتك، وأن يكون هو مسؤولًا عن مشاعرك، فأيُّ تضحية تقدمها يجب أن تكون بمحض اختيارك، وليس لأنّ هذا هو المتوقع، حالما يصبح الطرفان مسؤولين عن انحدار ومزاجية بعضهما البعض؛ سيحفز كلًّا منهما إلى إخفاء حقيقة مشاعره والتلاعب بمشاعر الآخر.
٥. الغيرة باسم ”الحب“ ([1])
هي حالة تصبح فيها غاضبًا عندما ترى شريكك يتحدث أو يلمس أو يتصل أو يراسل أو يخرج أو حتى يعطس بجوار شخصٍ آخر ثم بعدها تفرغ غضبك عليه للتحكم بتصرفاته، بالعادة هذا النوع من الغيرة يؤدي إلى تصرفات جنونية كقرصنة حسابات شريكك الإلكترونية واختلاس النظر إلى رسائله بينما يستحم، أو ملاحقته من دون علمه إذا خرج من المنزل والظهور أمامه بشكل مفاجئ.
لماذا يعتبر تصرفا سامًّا: ما يفاجئني هم أولئك الذين يعتبرون هذا التصرف نوعًا من العاطفة، معتبرين الشريك الذي لا يغار لا يحب بالقدر الكافي.
بالطبع هذا تصرف جنوني، فبدلًا من أن يحبك بالقدر الكافي يتحكم ويتلاعب بك، وفوق هذا يُقدم لك رسالة مفادها أنّك لست أهلًا للثقة، ويخلق دراما ونزاعات لا طائل منها، والأسوأ من كل هذا أنّه يحط من قدرك، فإذا كان شريك حياتي لا يثق بي إذا تواجدتُ بالقرب من أشخاص آخرين من الجنس الآخر؛ فهذا تلميح إلى أنني مخادع أو لا أستطيع التحكم بدوافعي، وعلى أية حال، هذا النوع من شركاء الحياة لا أرغب بالارتباط به.
كيف أتصرف إذن؟: ثق بشريك حياتك على أكمل وجه، أعلم أنها فكرة متطرفة، وأعلم أن الغيرة شعور طبيعي، لكنّ الغيرة المفرطة وهوس السيطرة ينبع من إحساسك بعدم الجدارة، عليك أن تتعلم كيف تتعامل مع هذه المشاعر ولا تفرضها على المقربين إليك، إذا لم تسارع في معالجة هذه الغيرة المبالغ فيها فستدفع شريك حياتك إلى الابتعاد عنك.
٦. حل المشاكل بشراء الهدايا الثمينة
بمجرد أن يحدث خلاف كبير بينكما تحّل المشكلة بشراء أشياء ثمينة أو الذهاب إلى رحلة في مكان ما، طبعًا هذا ليس حلًا، فكل ما قمت به تغطية المشكلة بدلًا من حلّها.
والديّ كانا خبيرين في هذا، والنتيجة طلاق بعد علاقة استمرت ١٥ سنة، بالكاد كانا يتحدّثان مع بعضهما، بعد طلاقهما أخبراني كلاهما أنّ سبب طلاقهما الرئيسي هو استمرارهما بتغطية مشاكلهما بالمتعة والملذّات.
لماذا تعتبر عادة سامة؟: شراء الأشياء لا يغطي فقط المشكلة (ودائمًا ما تظهر نفس المشكلة، وتكون أسوأ من المرة الأولى) إنّما تخلق علاقة غير صحية، هذه المشكلة ليست متعلقة بجنسٍ معين، لكن سأستخدم الطريقة “التقليدية” كضرب مثال، لنتخيل امرأة غاضبة من زوجها، يأتي الرجل و”يحل” المشكلة بشراء هدية أو الذهاب إلى مطعم فاخر، هذا التصرف سيحفز اللاوعي لدى المرأة حتى تجد أسبابًا أكثر كي تنزعج من الرجل، لكنّه أيضًا لا يعطي الرجل أي حافز على الإطلاق ليكون مسؤولًا بالفعل عن مشاكل العلاقة، والنتيجة؟ زوج يائس يعتبر نفسه ماكينة صراف آلي، وزوجة تشعر بمرارة لاذعة ولا أحد يستمع إليها.
ماذا تفعل إذن؟: تعامل مع المشكلة، هل انهدمت الثقة؟ تحدث عن محاولة استرجاعها، أحدكما يشعر بالإهمال أو انعدام التقدير؟ تحدث عن وسائل استرجاعها، تواصل وحسب!
فعل أشياء جميلة ذات مغزى وأهمية من أجل الطرف الآخر بعد خِصام من أجل تماسك العلاقة وإظهار الأسف ليس شيئًا خاطئًا، أو من أجل تأكيد الالتزام الذي بينهما، لكن لا ينبغي أبدًا استخدام الهدايا أو الأشياء الفاخرة لتحل محل التعامل مع المشكلات العاطفية الأساسية، الهدايا والرحلات تسمى كماليات، ولها سبب، وتقدّر قيمتها عندما يكون الوضع مستقرًا، لكن إذا استخدمتها من أجل التّستّر على مشاكلك، ستجد نفسك وسط مشاكل كبيرة في المستقبل.
كيف تغير علاقة سامة إلى علاقة صحية
تذكّر، العلاقة السامة تحدث إذا وضعت الحبّ فوق كل شيء، ومن ضمنها الاحترام والثقة و المودّة.
الموضوع أكثر من ”فترة عصيبة“؛ بل هو تصرفات سيئة ومتكررة على المدى الطويل تؤذي أحد الطرفين أو كلاهما. إذن كيف تغير نمط هذه العادات في العلاقة؟
الآن، الطريق من علاقة سامة إلى علاقة صحية سيكون وعرًا، و سأكون صريحًا: معظم الناس سيفشلون، لكن هناك فرصة في العديد من الأمور لكي تصبح أفضل، فدورك قد انتهى، لكن إذا استطعت القيام بهذه الأمور الثلاثة، فلديك فرصة لإنجاح العلاقة:
- كلا الزوجين لديه رغبة بالتغيير. يبدو هذا واضحًا للغاية، إذا لم يكن أحدكما جادًا بتحسين العلاقة فسيفشل الأمر، في المقابل، إذا أعرب كلاكما من الصميم برغبة التغيير فقد تتقدمان.
- كلا الطرفين يدركان قلة المودة أو الثقة أو الاحترام، وعليهما تحسين الوضع. حتى لو أردتما تحسين الأوضاع، يجب أن تعترفا بوجود المشاكل، والموافقة على ما يحتاج التحسين، هذا أصعب مما يبدو. أحد الطرفين يشعر بأنه ليس أهلًا للثقة ويعملان عليها، بينما الطرف الآخر ليس لديه ثقة في العلاقة لانعدام العاطفة. أو أحدهما ليس صريحًا بشأن ماهية المشكلة، على سبيل المثال كلاهما لا يرغبان بقول أنا لا أثق بك، مهما يكن، عليك أن تكون واضحًا وصريحًا حول ما يجعل علاقتكما سامة.
- كلا الطرفين يستطيعان النقاش بطريقة صحية ومن دون المبالغة بإلقاء اللوم أو إطلاق الأحكام. أنت مستعد لحل مشاكلكما، أنت أيضًا في نفس الكفّة لمعرفة المشكلة الحقيقية، لكن إذا حاول أحدكما أو كلاكما إلقاء اللوم على الاخر فلا يوجد أي تقدم، لا يهم من هو المخطئ فالهدف الأهم هو تغيير منحنى علاقتكما إلى علاقة صحية، وهذا يعني أنّ علاقتكما أولى من رغبتكما الأنانية في ”الفوز“ أو من هو صاحب الحق.
مجددًا، إصلاح العلاقة السامة ليس بالأمر السهل، لكن كل ما هو ثمين في هذه الحياة يتطلب جهدًا، وربما تصل إلى الرغبة في إنهاء العلاقة في مرحلة معينة، ولا ضير في ذلك، لكن إذا كنتما ترغبان من الصميم في إصلاح علاقتكما؛ فالأمر يستحق الجهد والمناقشات المحرجة، ونعم، حتى الألم.
([1]) هذه وجهة نظر المؤلف من خلفية غربية؛ أما في الإسلام فإن الغيرة خلق كريم جبل عليه الإنسان السوي الذي كرمه ربه وفضله، وقد أعلى الإسلام قدرها وأشاد بذكرها، وعن سعيد بن زيد رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ” من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد“. والغيرة في موطنها والاعتدال فيها بالنسبة للرجال والنساء من جملة الأمور المحمودة، والمعاشرة بالمعروف تقتضي ذلك، ويجب على كل طرف أن يقدر غيرة صاحبه عليه، وما من أمر إلا و له طرفان ووسط، وثبت عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال :”إن من الغيرة ما يحب الله و منها ما يبغض الله و إن من الخيلاء ما يحب الله و منها ما يبغض الله فأما الغيرة التي يحبها الله فالغيرة في الريبة وأما الغيرة التي يبغض الله فالغيرة في غير الريبة و أما الخيلاء التي يحبها الله فاختيال الرجل في القتال و اختياله عند الصدقة و أما الخيلاء التي يبغض الله فاختيال الرجل في البغي و الفخر”. (رواه أحمد وغيره وحسنه الألباني). (المراجع)
