- جوزيف نيكولوسي
- ترجمة: أحمد إبراهيم
- تحرير: عبد الرحمن بن سامي الجندل
لا أحد يريد أن يحمل أخبارًا سيئة لجماعة يقال بأنها عانت من التمييز، ولكن لأن المثلية الجنسية متجذرة في الجرح الجندري، فإن الجانب المظلم من حياة المثليين يستمر في الظهور بعناد، على الرغم من جهود مروجيها لإخفائها.
تخبرنا الإحصاءات أن الشذوذ الجنسي غالبًا ما يرتبط بتعاطي المخدرات، والجنس الجماعي، والممارسات الجنسية غير الآمنة، حيث يتشارك جزء كبير من مثليي الجنس في ممارسات سادية/مازوشية، وممارسة الجنس في الأماكن العامة.
كثيرٌ من الناس -سواء كانوا أسوياء أو غير ذلك- لديهم فضولٌ حول “الجانب المظلم من الحياة” وينشغلون به لفترة، لكن سرعان ما يرفض أولئك الذين يتمتعون بصحة نفسية وروحانية عالية، أشياء مثل الإهانة والأذى، والذي يمتهن كرامتهم البشرية.
لكن لماذا يواصل الكثير من المثليين في سلوكيات تدمر النفس والروح، برغم ما في هذه السلوكيات من امتهان لكرامة الإنسان؟
لا تقتصر هذه الظاهرة على جزء من ثقافة فرعية لمجتمع المثليين، فحتى أندرو سوليفان -وهو محافظ معروف جيدًا في حركة المثليين، ويعرّف نفسه بأنه كاثوليكي على الرغم من رفضه الواضح للمعتقدات الكاثوليكية الأساسية- يدافع عما يسميه: “جمال وغموض وروحانية الجنس” في كتابه: (Love Undetectable).
في خطاب ألقاه أمام حشد من طلاب الجامعات ونشر في: (Pastoral Care Ministries Newsletter – Spring 2000) قال القس ميل وايت: إنه لا يكافح لمنع المواد الإباحية، بل يستخدمها! هذا القس يتزعم جماعة تضغط من أجل تطبيع الزواج المثلي.
تلقى الكاتبان المحافظان غابرييل روتيللو -مؤلف كتاب: علم البيئة الجنسية (Sexual Ecology) -ومايكل أنجلو سيجنوريل -مؤلف كتاب: الحياة في الخارج (Life Outside)- نقدًا لاذعًا من مجتمع المثليين الأكثر تطرفًا؛ لأنهما تحدثا بقوة عن مخاطر الجنس غير المسؤول، والأمراض المنقولة جنسيًا.
ومع ذلك، عندما يتحدث (سيجنوريل) عن الممارسات البذيئة وغير الآدمية التي تُمارس في الحدائق العامة والحمامات، فإنه حريص على ملاحظة أنه هو نفسه لن يحكم عليه أبدًا، فيقول:
“لا يوجد شيء خاطئ من الناحية الأخلاقية في هذا! وأقول ذلك كشخص لديه -بالتأكيد- نصيبه من الممارسات الجنسية في الأماكن العامة، منذ سن مراهقتي إلى الشباب.”(1)
وبالمثل، يقول غابرييل روتيللو إنه تعرض للعار بسبب دوره فيما يسمى بـ “الصليبي الأخلاقي” ضد الجنس غير الآمن. ومع ذلك يشرح:
“دعني أقول ببساطة إنه ليس لدي أي اعتراض أخلاقي على الجنس الجماعي، بشرط ألا يؤدي إلى أوبئة هائلة من الأمراض الفتاكة. لقد استمتعت بفترة السبعينيات، ولم أكن أعتقد أنه كان هناك أي خطأ أخلاقي في أسلوب ممارسة الجنس في الأماكن العامة، كما أعتقد أنه بالنسبة للكثير من الناس، يمكن أن يكون الجنس الجماعي مفيدًا ومتحررًا وممتعًا. “(2)
نظرة فاحصة
عندما يتحدث أحدهم عن الجانب المظلم لممارسات المثليين فهذا لا يكون بغرض تقريعهم، إنما يكون الغرض الأساسي منه فهم وتحديد النمط النفسي الذي يتعاملون معه.
عادة ما يكون علماء النفس متضاربين للغاية -أو ببساطة غير مطلعين- في الاعتراف بأي نمط، أو إعطاء أي أهمية لهذا التطرف الجنسي.
في الواقع، تم التخلص من الكثير من الأحكام القيمية/المعيارية للغة علماء النفس، التي يمكن أن تفسر معنى وأهمية سلوك معين؛ فعلى سبيل المثال: ينص قاموس علم النفس لعام: 1975م على أن “الهيام الجنسي بالجمادات (الفتشية) والمثلية الجنسية والاستعراضية والسادية والماسوشية، هي أكثر أنواع الانحرافات الجنسية شيوعًا”.
الآن، وبعد مرور 25 عامًا، حُذفت كلمة “انحراف” مطلقًا كسِمَةٍ لهذه الممارسات؛ وباتت تُعرف باسم “الاختلافات”.
النقص العاطفي يؤدي لترسيخ الرغبة الجنسية
نظرًا لأن المثلية الجنسية قائمة على النقص؛ فإن الجانب المظلم من حياة المثليين -الذي يتميز بالإدمان الجنسي وترسيخ الرغبة الجنسية- يستمر في الظهور بشكل جامح، رغم جهود وجهائهم في إخفائها.
حقائق ثقافية (Culture Facts)، وهي أوراق منشورة على الإنترنت لمجلس أبحاث الأسرة، نشرت حديثًا عن معرض في الشارع تستطيع من خلاله- أي المعرض- ملاحظة بعض الممارسات السادية، والمعرض برعاية جزئية من حملة حقوق الإنسان، والجماعة الوطنية لحقوق المثليين والسحاقيات، وهما مجموعتان بارزتان -جدًا- ملتزمتان بإدماج المثلية الجنسية وتطبيعها.
شملت ممارسات هذا الحدث: الجَلْد العلني، وثقب الجسد، والجنس العام، والمازوشية السادية، والعري العلني من قبل المتظاهرين في المسيرة، وباعت أكشاك المعرض ملصقات تنتقص من الذات الإلهية، وأخرى كتب عليها: “أنا أعبد الشيطان”، وقام التجار ببيع أطواق الكلاب المرصعة والسياط الجلدية للمشاركين -وليس لكلابهم-، وعلى هامش المعرض، تم ربط رجل يرتدي زي راهبة كاثوليكية على صليب مع كشف أردافه، ودُعي المتفرجون لجلده للحصول على دولارين كقيمة تبرع.
إلى متى سيظل علماء النفس في حالة إنكار للجانب المظلم من حياة المثليين؟ وفي حالة تجاهل للأسباب المؤدية إلى ذلك؟ وإلى متى يظل هؤلاء العلماء يبررون مثل هذه الشذوذات الجنسية؟
إلى متى يمكن لعلماء النفس أن ينكروا أهمية الجانب المظلم، ويتجاهلوا ما يعنيه عن الحالة الجنسية المثلية؟
وهناك مسألة تثير القلق بشكل أكبر: إلى متى سيفتح علماء النفس بفارغ الصبر الباب أمام حياة مثلي الجنس لكل الخلط الجنسي؟!
اقرأ ايضًا: الشذوذ والغرب
(1) “Nostalgia Trip,” by Michaelangelo Signorile, The Gay and Lesbian Review, Spring 1998, Volume Five, No. 2, p. 27.
(2) “This is Sexual Ecology,” by Gabriel Rotello, The Gay and Lesbian Review, Spring 1998, Volume Five, No. 2, p. 24.