عام

نصائح لفن كتابة القصة

  • حمود الباهلي

انتشرت القصة في عالمنا، نجدها في تقرير صحفي وتحليل سياسي ومقطع فيديو تعليمي، يستعملها الجميع لإيصال أفكارهم، الواعظ والممثل “الكوميدي” والمسوق.

ومع أننا نتعاطى معها بشكل يومي لكن يخفى على بعضنا كيف يكتب قصة. وقد عملت القاصة إيما كوتس في شركة “بكسار” لإنتاج “الإنيمشين” لسنوات وغردت ب(22) قاعدة كيف تسرد قصة جيدة[1] هي خلاصة تجربتها، وقد تداول كثيرون هذه القواعد، وهذه خلاصتها[2].

 القواعد:          

  1. نعجب بالشخصيات التي تسعى للنجاح أكثر من الشخصيات الناجحة

يقع كثير من القصاص في فخ محبة شخصياتهم، فيصورنها قادرة على إنجاز المهام بسهولة.

لكن القصص المشوقة قائمة على الكفاح. البطل الذي تتحسن قدراته تدريجياً مع القصة يشدنا أكثر من البطل الذي اكتملت قدراته منذ بداية القصة.

كلما كانت التحديات التي تواجه الشخصية أكبر، زاد تعلق القراء بها. من المهم استثمار صفات الشخصية الشجاعة، الصبر، الذكاء، الإخلاص في تجاوز هذه التحديات.

معظمنا أشخاص عاديون، لذلك نتعاطف مع الشخصية العادية في القصة عندما تحاول تحقيق إنجاز كبير وتعلق في أذاننا فترة طويلة.

أما قصص الأبطال الذين لهم قدرات استثنائية، فلا تعلق بذاكرتنا طويلا لأنهم لا يمثلوننا.

  1. حدد جمهورك:

لكل قصة جمهورها الخاص، يصدق هذا على الإنتاج المحلي والعالمي، يندر أن تحظى رواية بإعجاب شرائح متعددة.

من المهم أن تحدد جمهورك، هل تستهدف المتدينين مثلا؟ المراهقين؟

بعض الكتاب لا يهمه أن تصل روايته لعدد كبير من الناس.

هل أنت قادر أن تكتب قصة تعبر فيها عن أفكارك حتى لو كان لها قراء محدودون؟

  1. أعد كتابة القصة بعدما تنتهي منها

من الأقوال المتداولة في الكتابة أن الكتابة هي إعادة الكتابة، هذا يصدق على كتابة القصة.

لكن متى تعيد كتابة القصة؟ هل خلال فصولها؟

الأفضل ألا تعيد كتابة جزء من القصة حتى تنتهي من كتابة القصة تماماً، فنهايةُ القصةِ تحددُ المواضع التي تحتاج لحذف أو تعديل سواء كانت شخصيات أو مشاهد.

يُفضل بعض الكتاب أن يبدأ كتابة القصة من دون أن تكون نهاية القصة واضحة لديه، قد تنجح طريقتهم، لكنها تستهلك الكثير من الجهد.

  1. قلل من عدد الشخصيات

يفضل بعض الكتاب المبتدئين توزيع الأفكار والسمات الشخصية على عدد كبير من الشخصيات، لكن يتشوش ذهن القارئ من كثرة الشخصيات.

فالأفضل أن يقلل الكاتبُ الشخصيات ما أمكن، بالمقابل يعمق الشخصيات من خلال تنويع صفاتها.

تذكر دائما أن القارئ سريع الملل ويسأم من الحشو، احذف (المعلومات/المشاهد/ الشخصيات) التي لا تقدم إضافة جوهرية للقصة.

  1. تحدى شخصياتك!

منطقة الراحة لكل شخصية بالقصة هي تحركها فيما هي متميزة به، لكن هذا لا يشد القارئ، فالقارئ يبحث عن معضلة يعيش مع البطل تفاصيل التغلب عليها؛ فيكون التحدي أن تضعها في ظروف تتطلب عكس ما هي متميزة به.

مثل أن تكون شخصية صادقة، لكن تتعرض لظرف يجعلها تكذب، تفاعل الشخصية عاطفياً مع هذا المأزق هو ما يكتسبها تشويقاً.

مثال آخر أيضاً ممكن تكون مهارة الشخصية أن تجيد العزف على البيانو، لكن التحدي أن يتخلى عن هذه المهارة من أجل مساعدة صديق يفوز بمسابقة عزف مثلا.

  1. لا تحتفظ بجزء من القصة في ذهنك

يواجه بعض الكتاب مشكلة أن شخصية أو حوار في ذهنه لكن لا يستطيع كتابته، يود وضعه على الورق لكن لا يستطيع، إذا أمضيت وقتاً أطول من المعتاد في حل هذه المشكلة، لا تتوقف عندها.

تنازل بكل سهولة عن أي جزء في القصة موجود في ذهنك تعجز أن تدمجه في القصة.

تذكر ليس شرطاً أن تكون قصتك تامة وخالية من العيوب أو بها جميع الأفكار والحوارات التي تريد.

  1. فاجئ قراءك!

إحدى أعظم عيوب القصة والتي تجعلها باهتة ولا طعم لها هي توقع القارئ للأحداث.

لتجاوز هذا العيب، ضع قائمة بالمسارات المختلفة التي يمكن أن تسير فيها الشخصية خلال موقف، اختر المسار الأبعد في نظرك، لا تجعل القارئ يتوقع بسهولة ما تود سرده.

بالتأكيد عليك الموازنة بين أن تحتوي قصتك على منعطفات لا تخطر على بال القارئ وبين كونها غير منطقية البتة.

  1. حلل القصص التي تحب

لكل قصة بناء خاص بها، حلل القصص التي تحبها، تعرف على أساليب السرد وكيفية بناء الشخصيات، تركيب الجمل في الحوارات.

حاول محاكاة الأساليب التي راقت لك، ليس هذا سرقة! وإنما تعلم من تجارب ناجحة.

ستجد نفسك بعد فترة قادراً على بناء قصتك.

  1. اجعل شخصياتك واضحة المعالم

يفضل بعض الكتاب ألا يجعل لشخصياتهم معالم واضحة حتى يسهل عليهم تطويع الشخصيات للمسار القصصي الذي يفضلونه.

إياك أن تكون منهم!

هذه أسهل طريقة لجعل قصتك باهتة.

يفضل القراء القصة التي يجدون فيها شخصيات واضحة المعالم، سماتهم الشخصية، آرائهم وانفعالتهم.

  1. ما رسالتك من القصة؟

تمتاز القصة الشيقة أنها جواب على سؤل جوهري، مثلا قصة تتناول سؤال هل يستحق الوطن التضحية من أجله؟ أو قصة تتساءل عن أخلاقية الخيانة الزوجية إذا كان الطرف الثاني لا يكترث.

يرتبط السؤالُ التي تريد القصة الإجابة عنه بثيمة القصة، والسمات النفسية للشخصيات

تتوافق قصص التجسس مع الشخصيات القلقة مثلاً أكثر من الرزينة.

حدد السؤال الذي تحاول الإجابة عنه قبل البدء في كتابة القصة.

  1. عبر عن مشاعر شخصياتك بدقة.

عندما تكتب قصة، فأنت تنشئ شخصيات وهمية، لتجعلها قريبة من القراء يجب أن تجعل القارئ يعيش الأجواء النفسية للشخصية، حتى ولو لم يمر بها القارئ من قبل.

الغوص في أعماق النفس البشرية والقدرة على عرض المشاعر المتضاربة التي تنتاب الشخصية في لحظة مفصلية في القصة هو ما يميز القاص الناجح من غيره.

  1. لا يوجد جهد ضائع

إذا بدأت كتابة قصة واستغرقت منك وقتاً ثم توقفت ولم تستطع إكمالها، لا يعني هذا أنك أضعت وقتك، ما بذلته في رسم شخصياتك في قصتك التي لم تفرغ منها، من الممكن استخدامه في قصص ثانية.

  1. ركز على الأجزاء الهامة:

الأجزاء المهمة في القصة هي الهيكل العام لها، رسم الشخصيات والتحديات التي تواجها، بعد ذلك تأتي التفصيلات مثل الأسماء والأماكن والحوارات.

تذكر أن التفصيلات تتبع الأجزاء المهمة وليس العكس.

تحدد الشخصياتُ نوعيةَ الحوار بينها وليس الحوار هو ما يرسم الشخصيات.

  1. وظف الصدف بذكاء

من الطرق المستخدمة لدى القصاص لتغير مسار الأحداث هو استخدام الصدف.

لكن من المهم أن تستخدم الصدفة لتجعل الشخصية تدخل في معضلة وليس العكس.

إذا أخرجت شخصيتك من ورطة وقعت بها عن طريق الصدف، فهذا يعني نقصاً لديك في استثمار ما لدى القصة من إمكانيات.

  1. تدرب على تعديل القصص:

مر عليك بالتأكيد قصص وروايات شخصيات لا تحبها، أو مشاهد لم تعجبك، لماذا لا تعيد كتابة الجزء الذي لم يعجبك وتجرى التعديلات اللازمة على بقية القصة.

هل فكرت أن تعيد صياغة حوار في مقطع روائي؟ تعدل من سمات الشخصية الرئيسية لتفق مع المعضلة التي توجهها؟

حاول صياغة القصة من منظور شخصية غير الشخصية الرئيسية.

هذه مرشدات تساعدك عند كتابة القصة، لكن تذكر لا تتوقف عند الإرشادات كثيراً. لابد أن تقرأ عددا كبيراً ومتنوعاً من القصص حتى تستطيع تلمس مواطن الإبداع لدى الروائيين والقصاص.


[1]  https://42courses.medium.com/pixars-22-rules-of-storytelling-dc24162fe8ce

[2]  لأن هذه القواعد موجزة جداً، وبعضها متداخل، فقد دمجت بعض النصائح وجعلتها 15 قاعدة، مع شرحها شرحاً موجزاً. (الكاتب)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى