عام

الشذوذ الجنسي: من الاضطراب النفسي إلى التحرر الجنسي

  • لور إم. دِكِي
  • ترجمة: فهمي إبراهيم
  • تحرير: عبدالفتاح أنور

وهم يشيرون لمثالها بـ “العالِمة المتميزة” لتعزيزها لعملية التحول الجنسي. وقد تم إعلان الجائزة في صحيفة “الطبيب النفسي الأمريكي”.

وفي تقديم مثل هذه الجائزة فإنّ اتحاد الطب النفسي الأمريكي يرسل إشارةً واضحة إلى الخريجين المحتملين؛ أنه من يدخل المجالَ بِفَهمٍ مختلف لِطبيعةِ الإنسان= لن يُرحَّبَ بِه.

ومع ذلك فإن أستاذ الطب النفسي المتميز في مستشفى جُونز هُوبكِنز؛ د. باول ماكْيُو قد أدلى بشهادته مؤخرا للمحكمة العُليا أن: تَبَنِّي وتدعيم هوية المتحولين جنسيا هو حل مثير للمشاكل.

حيث يقول: “أولئك الراسخون في معتقداتهم الجنسية يتطورون من التحول الاجتماعي إلى التدخلات الجراحية على مسئوليتهم الشخصية. في الحقيقة إن كانت الأدلة تظهر لنا شيئا فهي تشير إلى أن أولئك الذين يمرون بكل مرحلة الجراحة لا يرتحلون إلا خطوات بسيطة. هناك أدلة قليلة على أن اتحاد الطب الأمريكي يصوِّر التحول الاجتماعي على أنه العلاج الشافي”.يُشَبِّهُ د. ماكيو التحولَ الجنسيَّ بفقدان الشهية العصبي؛ الذي فيه يُقنع المريضُ نفسَه أنه سَمين رغم أنه في الحقيقة نحيف.

ويُكمل د. ماكيو:

“إن ما يوجِّهُ اتحادَ الطب الأمريكي إلى دعم قضية التحول الجنسي هو الأيديولوجية وليس العلم“.

حينما صُنِّفَ التحولُ الجنسي اضطرابًا نفسيا قبل عقد أو نحو ذلك من الزمن؛ رأَى متخصصو علم النفسِ أنَ رفضَ المرء لِجنسهِ البيولوجي دليلٌ على المرض العقلي.

يفصِّل عالمُ النفس الأمريكي الخلفيةَ المضطربة للطالبة التي تلقَّت الجائزة (وهي لور إم. دِكي). فهي كنموذج لذَوِي اضطراب الهوية الجنسية؛ تصف طفولةً صادمة: والدها مدمن للكحول وله حياة شاذة سرية، وقد عانَت من إدمان الكحول والاكتئاب والأفكار الإلحادية والسحاق، ثم لاحقا قررَتْ أن السعادةَ يمكن إيجادها أخيرا في أن تصبح رجلا.

ولكن في النص القديم: فإن د. كينيث زاكَّر و د. سوزان برادلي يرَونَ اضطرابَ الهُوية الجنسية والمشاكلَ النفس جنسية لدى الأطفال والبالغين كاضطراب وليس كمسار للتحرر.

حيث عمِلَ كِلا الطبيبَين على نطاق واسع مع الأطفال ذوي الاضطرابات الجنسية. فَفي خلفية الرجال الذين تمنَّوا أن يصبحوا نساءً غالبًا ما وُجد نوعان من الأمهات: أولئك اللاتي تمسَّكن بأبنائهم بدرجة كبيرة ليصنعوا تعايُشًا سعيدًا، ونتيجة ذلك أن الأولاد لا يستطيعون تحديد “أين تتوقف الأم وأين يبدؤون هم”، والنوع الآخر هو المرأة القلِقة شديدة التوتر والتي سعى أبناؤها لتطويرِ اندماجٍ دفاعي معها كوسيلة للحفاظِ على التوازنِ النفسي.

وقد اكتشف الأطباء أيضا أن ذلك الطفل كان أكثرَ حساسيةً من الطبيعي، حيث كان -بشكل فطري- ضعيفَ التحمل تجاه المحفِّزات العالية في المواقف العصيبة.

كما أن آباء الأولاد ذوي الاضطرابات الجنسية لم يكونوا نموذجيين. فقد كانوا يميلون إلى التراجع والرُّضُوخ لقرارات زوجاتهم بما فيها التسامح و/أو الموافقة على التصرف الأنثوي لابنهم.

أما في حالة البنات ذات الاضطرابات الجنسية فقد وجدَ الطبيبان أن نسبة 77% كانت والداتهنَّ لديهنّ تاريخ مع الاكتئاب، وقد لمَّحَا أن البنت قد تكون شعُرَت بنفورٍ لا واعي من التآلف/التجانس مع أمِّها لأنها تراها ضعيفة وعاجزة غير كفء. فتواصل الأم مع ابنتها الأنثى سواء بشكل مباشر أو غير مباشر كان غير آمن.

وبخلفية صادمة كهذه يقول الباحثون أن كثيرا من البنات ذات اضطراب الهوية الجنسية هنَّ بالفعل مَلأى بالعدوانية والسلطة وأوهام الحماية.

ومع ذلك فالاتحاد الطبي الأمريكي يوافق على أن هذه الطالبة (لور إم. دِكي) هي رجل الآن، بدلا من إمعان النظر في الأسباب النفسية التي أدَّت بها إلى رفض جنسها البيولوجي، وعلاوةً على ذلك يتم ترقيتُها في درجات مهنتهم.

بحث جديد يكتشف أسلوب الترابط المرتبك

نُشِرَت مقالة صحفية في جريدة Frontiers in Psychology بعنوان “أنماط الترابط والصدمات المعقدة في عينة من البالغين المُشَخَّصين بالاضطراب الجنسي”، ودرسَت 95 بالغا من المضطربين جنسيا.

وجد الباحثون أن البالغين المضطربين جنسيا قد ظهر لديهم مستويات عالية من ارتباك الترابط مع الآخرين.

وقد ظهر نمط متكرر في الرجال وهو أن الآباء أكثر تدَخُّلًا وإساءة جسدية ونفسية في حين إن الأبناء غالبا ما يكونوا منفصلين عن أمهاتهم.

ماذا تعني هذه الاكتشافات؟

أن مؤلِّفِي الدراسة البحثية الأخيرة يَنوُونَ أن النظر لهذه الأنماط العائلية كعوامل خطر فقط، ولا يرغبون أن ينظروا لها كمسبب لهذه الحالة.

على أية حال، ترى التحليلات الطبية أن أي نمط عائلي يتدخل في روابط الطفل بنفس الجنس سيكون بشكلٍ منطقي مثيرا للمشاكل. الآباء المذكورون في الدراسة أعلاه والموصوفون بـ “الأكثر تدخلا” قد يكونون نرجسيين؛ وهم الآباء الذين استخدموا أبناءهم كانعِكاساتٍ نرجسية لأنفسهم.

بما أن هؤلاء الرجال تم الإبلاغ عنهم من قِبَل أبنائهم كمسيئين، فقد يَتبع ذلك أن يميلَ الأبناءُ إلى رفضِهم كأدواتٍ تعريفية. وبالتالي قد يرفض الابناء الرجولة التي مَثَّلَها آباؤهم، ثم يرفضون أجسادَهم الرجولية تبعا لذلك، ثم يَسعَون جاهدين ليصبحوا تلك الأم التي تم فصلها عنهم.

أما في حالة النساء الذين اعتقدوا أنفسهم رجالا في الأصل؛ فإن الدراسةَ وجدَت أمهاتٍ أكثر تَدَخُّلًا (نرجسيةً) بالإضافة للانفصال والتجاهل من قِبَلِ آبائهم. وفي السيرة الذاتية لـ تشازتيتي بُونو (المعروف بـ تشاز) الذي تحوَّلَ من الهوية السحاقية للمتحولة جنسيًّا، نجد فيها تفسيرا مثيرا للاهتمام لهذا النمط.

هجر البحث النفسي الديناميكي

اتحاد الطب الأمريكي لا يرغب في النظر إلى المُسَبِّبات الكامنة تحت السطح، وهو الأمر الذي إذا حدثَ؛ قد يُغضِبُ مجموعة  ذات سلطة لها مصالح داخلية (مجتمع الميم/LGBT). لقد تخلَّوا تماما عن المسار الكلاسيكي لـ “اعرف نفسك”، والآن يؤيدون كل حالة غريبة بدون طرح أول وأهم سؤال في علم النفس وهو “لماذا؟”

اقرأ ايضًا: بالدليل: التحول الجنسي لا يجدي نفعا

المصدر
josephnicolosi

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى