عام

تخلص من الفوضى المنزلية

  • إليزابيث سكوت
  • ترجمة: نهى سعود
  • تحرير: ريم الطيار

الفوضى؛ معظمنا لديه القليل منها هنا أو هناك، أما في الواقع فالكثير منا تغلب الفوضى على أمورهم. يتجنب أكثر من ثلث من يقرؤون المقال العودة إلى منازلهم لامتلائها بالفوضى، وعجزهم عن إيجاد نقطة بداية لعملية التنظيف، في المقابل، أكد أقل من عشرة بالمئة خلو منازلهم من الفوضى.

 

كيف تؤثر كل هذه الفوضى علينا؟

 

الوقت:

يعتقد الناس أن الفوضى هادرة للطاقة، لكنها هادرة للوقت أيضًا، كيف؟ قاطنوا المنازل الفوضوية يقضون المزيد من الوقت بشكل يومي للبحث عن أشيائهم المفقودة، مثل المفاتيح، والمال، والأحذية، والأدوات، وما إلى ذلك. حتى في حين رؤيتنا لما نبحث عنه يصعب علينا ملاحظته في ظل كل هذه الفوضى المحيطة، والوقت الذي يُستنزف في البحث وسط الفوضى يتزايد بسرعة.

 

المال:

عندما لا نمتلك أوراقًا مالية منظمة، سنفقد الفواتير، مما يُخلِّف تراكمًا للرسوم المتأخرة، كما أن الغفلة عما نملك -نتيجة الفوضى- وشراءه مرة أخرى يحملّنا تكلفة جديدة.

 

الضغط:

إن أشد الخسائر التي تسببها الفوضى وضوحًا، هي ازدياد الضغط على حياة المرء، فيما يلي بعض الأمثلة التي تتسبب بها الفوضى:

  • يُعدّ استقبال الضيوف أمرًا مُحرجًا، أو حدثًا يتطلب التحضير طوال اليوم استعدادًا له.
  • تصبح كل غرفة مكانًا لاحتواء تذكيرات بصرية للأعمال التي تتطلب القيام بتنظيفها.
  • تصبح الاستفادة من منزلك للقيام بأنشطة رياضية، أواليوغا أمرًا صعبًا، أومستحيلًا من دون قضاء وقت هائل في إخلاء المكان.
  • وفقًا لمبادئ “فنغ شوي” فإن الفوضى تستخرج طاقتك السلبية، ويمكنك الشعور بهذا بالفعل!
  • المنزل المكتظ والفوضوي، يتحول من كونهِ ملاذًا بعد الاجهاد الطويل إلى ضغوط كبيرة بالإضافة إلى الإحباط، والإرهاق المتزايدين.

 

مستوى واقعي من الفوضى:

بالنسبة لمعظمنا -لاسيما من لديهم أطفال صغار- ليس من الواقعي الحفاظ على المنزل على أكمل وجه في كل لحظة بشكلٍ يومي، في حين أنه من الملهم أن تتصفح (الكتالوجات) التي تحتوي على غرفًا مؤثثة بشكلٍ جميل، أو تتجول في منزل نموذجي رائع وغير مزدحم، إلا أن التمسك بمعايير عالية من الدقة لن يكون غير واقعي فحسب، بل من الممكن أن يسبب أيضًا ضغطًا إضافيًا، على سبيل المثال: إذا وجدت نفسك تنزعج، أوتستاء من أفراد عائلتك بسبب عبثهم البسيط بحاجياتك للدرجة التي تُجهد الانسجام لديك، فأنت تحتاج إلى أن تُخفض معاييرك.

 

 

كم هو مبالغٌ فيه؟

معرفتنا بكمية الخسائر التي تسببها الفوضى لا يعني بالضرورة معرفتنا بمقدار الفوضى الزائدة، بينما نعلم أن الأكوام المكتظة تسبب الإجهاد، كما نعلم أن المنزل المثالي غير واقعي بالنسبة للبعض منا، قد يتباين مستوى الفوضى التي يمكن تحمُّلها من شخص إلى آخر.

 

الضغط العصبي:

هي العلامة الأولى التي قد توضح تأثير الفوضى عليك، وعلى مستويات التوتر لديك أثناء تواجدك في المنزل، من المفيد أن تتذكر كلما كان المنزل ملجأ آمنا لك كلما كان باستطاعتك تقديره بشكلٍ أفضل، قم بمراجعة نفسك، هل تواجدك في المنزل يوفر لك الاسترخاء اللازم أم لا؟

 

الصحبة:

قد يكون من الصعب عليك أن تقوم بتنظيف المنزل بالكامل قبل زيارة أحدهم، هل ستشعر بالحماس لحضور ضيف مفاجئ دون القلق من القيام بعملية التنظيم اللازمة قبل وصوله؟

 

التنظيم:

هل  يتسم منزلك بالتنظيم الكافي للعثور على حاجياتك دون الحاجة للبحث المطول؟

 

كيفية التنظيم:

هنالك العديد من الكتب، وحتى مواقع الويب المخصصة لمساعدتك على إعادة تنظيم منزلك، ولكن هناك بعض الخطوات الأساسية التي تساعد بشكلٍ فعّال:

  1. اذهب إلى غرفة تلو الأخرى، وقسّم أغراضك إلى أربعة صناديق كالتالي: أشياء للتبرع بها، أشياء للتخلص منها، أشياء للاحتفاظ بها، وأشياء للتخزين، إن كنت لا تحتاجها أو تحبها ضع في الحسبان تخلصك منها.
  2. احتفظ بالأدوات في محيط الأماكن التي تُستخدم فيها؛ كالمفاتيح في الباب على سبيل المثال.
  3. لا تنتقل إلى تنظيم غرفة أخرى قبل الانتهاء من التي قبلها بالكامل.

 

يمكنك القيام بهذه الخطوات كلها خلال يوم واحد، أوعلى مدى عدة أسابيع بزيادة ثلاثون دقيقة إذا كنت سريع العمل.

إذا كان باستطاعتك التنظيم مستعينًا بالخطوات المبتدئة أعلاه، فيمكنك القيام بالمزيد من الخطوات التي تساعد في تخفيف الإجهاد من خلال التنظيم مستعيناً بالموقع الإلكتروني: Flylady .net

 

تنظيم ما تبقى:

بعد إيجاد أماكن لتخزين الحاجيات، كن حريصًا على وضعها بصورة متناسقة وذات رونق.

يمكنك تنظيم ألعاب الأطفال في أحواض لإبقاء فوضى اللعب بعيدًا عن مرأى العين، كما يوفر عملية تنظيف أسرع.

وجود أدراج تنظيم لحاجياتك في دورة المياه، والمطبخ يضمن عدم غمر المكانين بالعناصر العشوائية.

وجود نظام للاحتفاظ بالمواد الورقية يسهم في تسهيل عملية الحصول عليها عند الحاجة، والتخلص منها، كما أن بذل الجهد الآن سيضمن لك حفظًا للنظام، وتوفيرًا للوقت والجهد في سنواتك المقبلة.

 

خلق الجمال:

بمجرد الانتهاء من تنظيم منزلك، يمكنك إضافة لمسات لطيفة لإضفاء المزيد من الاسترخاء، وجعل منزلك ملاذًا مثاليًا آمنًا.

كما أوصي بوجود نظام تشغيل موسيقى نظرا لما يحمله من فوائد لتحقيق الاسترخاء.[1] قد ترغب أيضًا بالحصول على شموع العلاج بالروائح، أوالفواحات.

كما تساعد مستلزمات الاسترخاء المنزلية في الغرفة على الاستغراق في النوم.

أخيرًا أوصيك بخلق مساحتك الخاصة للتأمل، وكتابة اليوميات، فقد تصبح الجزء المفضل لديك من المنزل.

خلق هالة إيجابية:

قد ترغب أيضًا في تعلم دمج بعض مبادئ “فنغ شوي”، فن التنظيم القديم، لتزيين منزلك بطريقة تقلل من الإجهاد اليومي، وتساعدك في بناء نمط الحياة الذي ترنو إليه.

الحصول على منزل منظم يبدو رائعًا، ولكن الحفاظ على هذا النظام قد يتطلب القليل من الجهد؛ كالذي يتطلبه حفاظك على وزنك مثاليًا.

ولحسن الحظ يمكنك خفض مستوى هذا الجهد بمساعدة مشورة الخبراء، فيما يلي أبرز نصائح خبراء إزالة الفوضى:

  • تقيد بجدول زمني، هذه طريقة منظمة بشكلٍ رائع للحفاظ على نظافة المنزل، وتساعد على وجه الخصوص أولئك الذين يعملون بشكلٍ أفضل في وجود قائمة مهام مُسبقة.
  • اتبع قاعدة “ثلاثون ثانية”. وهي تختلف عن قاعدة الخمس ثواني التي تنص على تناول الطعام من على الأرض خلال خمس ثوانٍ من تواجده، فلا يجب الخلط بينهما. هذه القاعدة المفيدة المكتشفة من قبل “ساره فيلتون” من موقع “Messies Anonymous” تعمل كالتالي: إذا كانت المهمة لا تستغرق أكثر من ثلاثين ثانية كوضع حذائك في مكانه أو فرز البريد وغيرها من الوظائف البسيطة الأخرى، قم بها. هل تذكر الأكوام التي تخلصت منها للتو؟ الفوضى تجذب بعضها بعضا وتبني نفسها على البعثرة التي تتولد في الأماكن المعتادة. كالباب الأمامي وطاولة المطبخ، شيئًا فشيئًا يومًا بعد يوم.
  • توصي “تارلا سيلي” بالتركيز على المناطق التي عادةً ما تُخلِّف بها فوضاك في نهاية كل يوم حتى لا تتحول إلى فوضى عارمة يومًا تلو الآخر، ضع أدواتك في أماكنها المخصصة، بمجرد حصولك على مكان لكل غرض فأنت في الطريق الصحيح.
  • عندما تأخذ شيئًا ما يجب عليك بكل بساطة إعادته.
  • اقتطع من وقتك خمسة عشرة دقيقة اتباعًا لوصية العديد من الخبراء، للاستماع إلى الموسيقى، والقيام بالتنظيف بشكلٍ متكرر في اليوم الواحد.

ستتفاجىء بمقدار ما تنجزه خلال هذه الدقائق المعدودة دون التأثير على جدولك اليومي.

  • توقف عن استقبال البريد غير المهم، فإحدى الطرق البسيطة التي تتمثل في التقليل من الفوضى الورقية، هو التخلص منها قبل وصولها.

 

نصائح أبسط:

  • عند حصولك على شيء تخلص من آخر.
  • قم بتنظيف خفيف في ختام كل يوم.
  • قم بتوسيع مهمة التنظيف في ختام كل أسبوع، أواستأجر من يؤدي هذه المهمة بدلًا عنك في حال مقدرتك المالية.
  • استقبل ضيوفك كلما سنحت لك الفرصة، واستمتع بمنزلك حق الاستمتاع، عش وأنت تُقدِّس ملاذك الحديث والجميل، سيساعدك هذا في الحفاظ عليه بهذه الصورة.

[1] – تقتضي الأمانة العلمية نقل النص كما هو، مع ذلك لا يتبنى ’أثارة‘ جميع الأفكار الواردة في المقال. (المراجع)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى