عام

نصائح لكتابة تعريف بالكتب المتخصصة

  • د. هيلين كارا
  • ترجمة: عمر الخولي
  • تحرير: عبد الله بن أحمد الغامدي

“التعريف بالكتاب” هو النصُ المكتوب على غلاف الكتاب الخلفي ليُخبرك عن موضوع الكتاب، ومع ذلك؛ فهو ليس مجرد وصف بل أيضًا أداة تسويقية. ولهذا السبب؛ يجد البعض التعريف بالكتاب أمرًا شاقًا، بل أيضًا ثقيل الظل.

أحب كتابة تعريفات الكتب، ومن أسباب هذا الحب حبي للكتابة وأني دائمًا ما أحظى بمهمة مختلفة ومشوقة خاصة بصياغة الكلام. ومن أسبابه أيضًا نَيْلي فرصة أتفاخر بها، ولنفس هذا السبب أحب أن أُسأل عن العقود الرسمية، وأحب إلقاء كلمة رئيسية في المحافل وإدارة ورش العمل. وبشكل عام، يعتبر التفاخر أسلوبًا سيئًا، لكن ليس في هذه المواقف، وكذلك في كتابة تعريف الكتاب.

وأتفهم بشدة صعوبة وثقل كتابة التعريف على بعض الناس، خصوصًا الأكاديميين الذين يتدربون على عدم الإطناب، ومن ثم يقضي الواحد منهم الكثير من الوقت في تقليص مجهوداته لاتباع القيود الأكاديمية، وهو أمر جيد، ولكن عليك تبني أسلوبٍ مختلفٍ عند كتابة التعريف بالكتاب.

على أي حال، إن كنت ممَّن يجد صعوبة في كتابة تعريفات الكتب، أو كنت مقبلًا على هذه المهمة لأول مرة؛ من المفترض أن تساعدك هذه النصائح في كتابة تعريف أخّاذ.

1- ابدأ بدراسة تعريفات بعض الكتب في مجالك؛ دوّن ما يعجبك وما لا يعجبك منها، ودوّن – بالأخص – ما يمكن أن يحثك على فتح الكتاب والشروع في قراءته

2- ارجع إلى طلبك لنشر كتابك وإلى المراجعات التي أتتك على مسودة الكتاب، وانتقِ كل الإطراءات (كلمة كانت أو عبارة أو جملة) في ملف جديد؛ ثم فكر في “ما” يمكنك أن تستخدمه في تعريف كتابك و”كيف” تستخدمه

3- أعد النظر في طلب النشر وابحث فيه عن أفكار أو كلمات يمكن استعمالها في التعريف بالكتاب.

4- ابذل وسعك في بيان ما يمتاز به كتابك عن غيره من الكتب

5- استخدم لغة قوية. ولا أعني بقوية “بذيئة” (إلا إن كنت في نوع أدبي فرعي خاص جدًا)؛ بل كلمات كـ “أولًا” – “فَذ” – “رائد”، لا سيما الكلمات المستخدمة من قبل مراجعين الكتاب و/أو المستخدمة في طلب نشر الكتاب. يثير هذا النوع من اللغة الفضول عند القراء المستهدفين.

6- حدد جمهور كتابك.

يمكن أن يتم هذا الأمر حسب فئة القُرّاء (طلاب – مدرسون – باحثون مبتدئون) أو بالاهتمامات (على سبيل المثال: كل من له اهتمام بالتصميم والتخطيط العمراني).

7- ابذل قصارى جهدك في أول جملة فإنها أهم ما في التعريف، اجعلها أخّاذة قدر وسعك

8- ابذل تقريبًا نفس الجهد في آخر جملة.

غالبًا ما تستخدم تعريفات الكتب الأدبية نهاية مشوقة: مثل “هل يتعافى (كرتز) من هذا البلاء العظيم يومًا ما؟” – “هل تلحق (لِلا) بالقاتل المتسلسل قبل أن يقتل المزيد؟”… نادرًا ما تجد هذا في الكتب الأكاديمية، لكن يمكننا على الأقل محاولة جعلها – الجملة الأخيرة – مثيرة للفضول.

9- أعط قيمة لكل كلمة.

عادة ما يُحدُّ “التعريف بالكتاب” بـ 100 إلى 150 كلمة؛ لذا فليس هناك متسع للحشو.

10- توقع إسهامات من فريق التسويق الخاص بالناشر فإنهم جيدون في هذا الأمر. وإليك مثال من التعريف الخاص بكتابي “البحث والتقييم للطلاب والممارسين المشغولين”، تقول الجملة الثانية منه: “يستجيب هذا الكتاب ببراعة لمطالب الباحثين، آخذًا في اعتباره كيف يمكن للطلاب والأكاديميين والمتخصصين – على حدٍ سواء – توفير الوقت والضغوطات دون المساس بجودة أبحاثهم أو نتائجها”. عليَّ أن أعزو غالب – أو كل – هذه الجملة إلى “كاثرن كينج” مدير التسويق في “بوليسي برِس Policy Press”، وهي قطعًا جملة افتتاحية جيدة.

11- سواء حصلت على إسهامات من الناشر أم لم تحصل؛ اعرض تعريفك على بعض الأصدقاء أو الزملاء ممن تثق أنه يعطيك تقييمًا بنَّاءً أمينًا.

12- كن مستعدًا لأن تراجع كثيرًا، وتمحو كثيرًا، وتراجع مرات أخرى، وهلم جرا.

وكثيرًا ما يُنصح كُتَّاب التعريفات باستخدام أسلوبهم الخاص، وأتفق مع هذه النصيحة إلى حدٍ معين؛ فلا يمتلك الواحد منا أسلوبًا واحدًا! فكر كيف يمكن أن تتكلم مع طفل متعب بعمْر عامين، أو مع ضابط شرطة قد أوقفك لتوه في الشارع؛ أليست أساليب مختلفة؟ كذلك الأمر مع الكتب وتعريفاتها؛ في الكتاب، تحادث قراءك مستحضرًا وجودهم معك. وفي تعريفه، تحاول إقناعهم بالانضمام إليك بالداخل. مرةً أخرى، فكر كيف يمكن لأسلوبك أن يتغير في مواقف واقعية شبيهة؛ كأن تتحادث مع صديقك على طاولة في إحدى المقاهي، في مقابل محاولتك السابقة لإقناعه بالجلوس معك في المقهى عندما تود ذلك بشدة.

في نهاية المطاف، هذا ما يسعى إليه تعريف كتابك؛ إقناع القراء المستهدفين بالموافقة على الانضمام إليك؛ ليصبحوا قراء حقيقيين، ليحملوا كلماتك وأفكارك.

اقرأ ايضًا: أدب التقديم: مُقدِّمات العقَّاد أنموذجًا

المصدر
lse

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى