التربية والتعليم

خمسة أشياء عليك تجنبها في الكتابة الأكاديمية

  • نشر: scribendi
  • ترجمة: الجوهرة المطيري
  • تحرير: مهاب هشام الدين

نصائح لتحسين جودة الكتابة الأكاديمية

يكتب الأساتذة والباحثون خططًا بحثية، ويؤلفون كتبًا أكاديمية ومجلات علمية، ويصمّمون دورات ويقدمونها، ولقد جمع محررونا أكثر 5 أخطاء شائعة بعد تحرير الآلاف من الأوراق الأكاديمية، واقترح الأكاديميون حلولًا لتجنبها:

  • المبني للمجهول

تحتوي الجملة المبنية للمعلوم على: فاعل، ومفعول به مباشر: (كتبتُ البحث)

أما في الجملة المبنية للمجهول فيحل المفعول به محل الفاعل في الجملة، ويكون هو من وقع عليه الفعل، وليس المباشر له: (كُتِبَ البحث).

يُستخدَم المبني للمجهول في الكتابة الأكاديمية عادةً عندما لا يُعرَف الفاعل، أو لا يُحدَد في الجملة، أو عندما لا يُحبِّذ الباحث استخدام ضمائر الفاعل مثل: أنا ونحن، أو عندما تكون نتيجة الفعل أهم من الفاعل، وفي هذه الحالات يكون استخدام المبني للمجهول مناسبًا في الكتابة الأكاديمية، وخاصة عندما ينجم عن إعادة صياغة الجملة عبث لغوي أو تعقيد لا داعي له في الصياغة.

ولكن قد تُعطِّل الجملة المبنية للمجهول فهم القارئ، وفي حالات قصوى تُمثِّل تخليًا عن المسؤولية كالأمثلة التالية:

– (اُرتكبَت الأخطاء)

مَن اِرتكب الأخطاء؟ جُمل كهذه تجعل القارئ يتساءل عمّا إذا كان الكاتب يحاول خِداعه.

الجملة المبنية للمجهول معقدة عامةً؛ لذا ننصح بالاطلاع على كتابتك الأكاديمية، وتدقيق جميع أفعال الكينونة، هل هناك طريقة لأن تصبح الجملة أكثر رصانة بتعريف الفاعل، وإعادته إلى محله في الجملة كفاعل؟

  • استخدام جمل مركبة البنية مع عدم الحاجة لذلك

تعتمد الكثير من الكتابات الأكاديمية على التفكير بطريقة مركبة ومعقدة وهذا ضروري؛ ولكنه لا يسوغ التعبير عن هذه الأفكار بالكتابة المعقدة والمبهمة.

من الشائع استخدام الجمل المُلتوِية والمُعرِّفات المبهمة وغيرها في الكتابة الأكاديمية، ومن هذا المنطلق قامت مجلة علمية بعقد مسابقة لاختيار الجملة الأسوأ للعام! إن مقدرتك على تعقيد الجمل ليس هو المغزى من الكتابة الأكاديمية؛ ولكن المغزى الحقيقي هو إيصال أفكارك، فضلًا عن ذلك فإن الكتابة الأكاديمية التي تبدو وكأنها كُتبَت مبهمة عن قصد تجعل محررينا الأكاديميين وقراء البحوث يتساءلون عمّا إذا كان الكاتب نفسه يفهم قصده أم لا!

يمكنك تبسيط وتيسير أسلوبك في الكتابة الأكاديمية، وفي الوقت ذاته تبتعد عن السطحية في طرح الأفكار، وتحافظ على بعض التعبيرات المجازية والمركبة، وننصح بقراءة كل جملة بصوت مسموع والتفكير في طرق لإزالة الحشو والإطناب من الجمل بفصل كل واحدة على حدة، وضع نفسك مكان القارئ لترى ما إذا كان المعنى يصله بوضوح.

  • المفردات الأقل شيوعًا واستخدامًا

تُعرَف الكتابة الأكاديمية باستخدام الكثير من المفردات الخاصة والمعقدة والتي لا تنقل المعنى بوضوح، وبينما تستهدف الكتابة الأكاديمية القُرّاء المطلعين والذين يفهمون المصطلحات المستخدمة في المجال إلا أن بعض الكُتّاب يتجاوز ذلك إلى حد استخدام كلمات متعددة المقاطع، ومرادفات من النادر استخدامها عوضًا عن المفردات البسيطة والمؤثرة. حاول الابتعاد عن استخدام اللغة الاصطلاحية والغامضة، وتذكَّر دائمًا أن الهدف هو إيصال أفكارك وليس إخفائها بالمصطلحات الغامضة.

  • الاستخدام المفرط للحواشي السفلية

الحواشي السفلية هي وسيلة مفيدة لإضافة معلومات قيِّمة خارجة عن إطار البحث، ولكن في بعض الأحيان يُكثر الكاتب من استخدامها وبالتالي يرهق القارئ، وننصحك بأن تسأل نفسك عمّا إذا كان هناك مسوغ أو داعٍ لكتابة كل حاشية سفلية، وما إذا كانت المعلومة هامة بما فيه الكفاية لتكون في حاشية سفلية أم لا، فمن الممكن أن تكون هامة بما فيه الكفاية لكتابتها في المتن.

  • السرقة الأدبية

السرقة الأدبية ليست مجرد عادة سيئة في الكتابة الأكاديمية؛ بل يمكن أن تتسبب في طردك أو فصلك من العمل، ولا يجب أن تقع السرقة الأدبية عن قصد، بل العشوائية والإهمال في البحث والكتابة قد توقعك فيها. تَجنُّب السرقة الأدبية أمر بسيط، كل ما عليك فعله هو أن تنسب كلام الآخرين إلى مصادره عند استخدامك له، والتأني والانتباه، وكتابة الملاحظات، والحذر والمبالغة في الإشارة إلى المصادر، وتأكد من أن المعلومات في قائمة المراجع دقيقة وكاملة. يعمل الكُتّاب بجد على أبحاثهم لذا انسب الفضل لأصحابه.

إن تحسين جودة كتابتك الأكاديمية سيساعدك على تحسين أبحاثك، ويزيد من فرص نشرها في المجلات العلمية.

اقرأ ايضًا: لماذا يكتب الأكاديميون بشكل سيء للغاية؟

المصدر
scribendi

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. عند الحديث عن تجويد الكتابة الأكاديمية فمن المهم التطرق للحديث عن الإشكالات اللغوية الناتجة عن مأزق الترجمة الحرفية، فالكتابة العربية تعاني من ضعف الاعتماد على صيغة “المبني للمجهول” في مقابل التمتمة المذمومة، وتغصّ بالحشو اللغوي في مقابل الإيجاز المعقول: فجملة “تم القيام بكتابة التعلقي” من المممكن إيجازها بكلمتي “كُتب التعليق”، ولكنها مشكلة الصياغة المتفشية في واقع الكتابات الأكاديمية العربية، بخلاف واقع الكتابات الأكاديمية الإنجليزية التي تطرق لها الكاتب والتي لها مشكلاتها الأخرى والمختلفة عنا -أحياناً- كذلك.
    كل الشكر والتقدير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى