- داريوس فوركس
- ترجمة: الهنوف الحازمي
- تحرير: ريم الطيار
كنت أتحدث إلى إحدى طالباتي مؤخرًا في دورتي التدريبية عن الإنتاجية والتغلب على التسويف.
ذكرت بأنها أرادت إنشاء مدونة، ولكنها لم تفعل شيئًا لمدة 10 سنوات!
وفي نهاية المطاف أرادت التخلي عن هدفها وقالت: “ربما حان الوقت للمضي قُدماً”.
وأنا أفهم ذلك لأن الأمر استغرق مني عقدًا من الزمن تقريباً قبل أن أبدأ بالكتابة، وقد جربت عدة أشياء مختلفة، حتى أني جربت كتابة القصص الخيالية، ولكن أهدافي لم تتحقق!
في الحقيقة هذا شيء يمكن لكل شخص فهمه؛ ربما تريد إنشاء مشروع تجاري، أو تأليف كتاب، أو بث بودكاست، أو إنشاء تطبيق، أو بناء محفظة أسهم، لكنك لم تبدأ أبدًا، فما هو السبب؟
نقول أحيانًا: ” ليس لدي وقت! أنا مشغول جداً! لكن هذا غير صحيح، يمكننا دائمًا توفير الوقت للأشياء المهمة.
المشكلة ليست في الوقت، بل في شيء آخر، لقد أدركت هذا عندما كنت أشاهد مقطع فديو للكاتب زيغ زيغلر؛ الذي كتب أكثر من 30 كتاب، وقام بتأليف بعض أهم الكتب في التاريخ في مجال تدريب المبيعات. فكان يقول:
“المشكلة في افتقارك للاتجاه وليس في الوقت؛ ففي النهاية جميعنا لدينا 24 ساعة في اليوم”.
لماذا نتعثر ولا نستطيع الإنجاز؟
عادةً ما نجبر أنفسنا على العمل عندما نعلق في الحياة، أو حين نشعر بعدم الإنتاجية، ونظن أننا بحاجة إلى المزيد من قوة الإرادة والتحفيز لنبدأ العمل.
كان يمر أحد أصدقائي بنفس نمط الإنتاجية منذ أن عرفته؛ فكان يشعر بإلهام خارق لتغيير حياته بين الحين والآخر، والبدء بالعمل على أهدافه.
كان يريد فعل كل شيء في الوقت ذاته؛ يحسن من شكله، ويستيقظ مبكرًا، ويتأمل، ويغير نظامه الغذائي، ويقرأ أكثر، ويبني عملاً جانبياً كونه مصممًا مستقلاً.
خمن ماذا حدث بعد بضعة أسابيع عالية الإنتاجية؟
بدأ بنشاط، ولكنه سرعان ما انهار، بسبب تقلبات مسيرته صعودًا أو هبوطًا، إما أن يكون متحمسًا للغاية أو عالقًا تمامًا ويضيع وقته، لذلك لم يحرز أي تقدم ملحوظ خلال السنوات الماضية.
إنني أفهم هذا النمط لأني اعتدت العيش هكذا، ولكن هذا قبل أن أفهم لماذا كنت عالقًا، والسبب يكمن في أنه لم تكن لدي أدنى فكرة عن الاتجاه، كنت أجرب عدة أشياء في الوقت نفسه وبدون سبب وجيه.
فقط لأن ديفيد جوجينز يركض 10 أميال في اليوم لا يعني أنه يجب عليك ذلك، أو لأن جاكو ويلينك يستيقظ في الرابعة صباحًا لا يعني أنك متكاسل إن استيقظت في الثامنة صباحًا.
إلى أين انت ذاهب؟ وما الذي تحتاجه لتصل إلى وجهتك؟
اسأل نفسك هذين السؤالين إذا كنت دائمًا تكافح من أجل الإنتاجية أو بسبب أنك لم تحرز تقدمًا ملحوظًا في حياتك.
إن أعظم تغيير حدث في حياتي هو عندما قررت أن أصبح مؤلفًا بدوام كامل، عندما قررت أن أسعى لتلك المهنة، شعرت بالاتجاه على الفور، وأخيرًا اتضحت لي الرؤية.
أحد أصدقائي كان يقول لمدة خمس سنوات:” أنا لا أعرف ما الاتجاه الذي أريد أن أسلكه”، وعندما يسألني كيف فعلتها، كنت دائمًا أقول له نفس الشيء: بأني فقط اخترت اتجاهًا ومضيت فيه.
“ولكن كيف تعرف بأن هذا هو القرار الصحيح؟”
لم تكن لدي فكرة، فكيف تعرف أي شيء عن المستقبل؟ إن أردت أن تغير حياتك وتحرز تقدمًا، عليك أن تتقبل الغموض.
ولكن إليك الأمر المهم: عليك أن تعتاد على شعورك بعدم الراحة.
هل تختلق الأعذار؟
إن من أفضل الأشياء التي يمكنك القيام بها لنفسك، هي إدراك سبب اختلاقك للأعذار؛ في بداية هذا العام لم أكن في أوج طاقتي، وإنتاجيتي فبدأت أتذمر قليلاً.
“أشعر بالبرد، لا أستطيع أن أسافر، الأيام تكرر نفسها، من الصعب أن أكتب!”.
كنت افعل ذلك لبضعة أيام حتى أدركت شيئًا وقلت لنفسي:” إنك تختلق الأعذار، فقط اصمت وافعل ما تقوم به دائمًا”.
إن الطريقة الوحيدة لتحيا حياة جيدة هي بقاؤك نشيطًا، مارس التمارين الرياضية، استمتع بعملك، ابحث عن السعادة في أبسط الأشياء، كُن مفيداً. هكذا نعمل نحن البشر، وهذا ما يمنحنا الفرح.
لتبسيط الأمور على نفسك، أنت بحاجة إلى نظام تعتمد عليه عندما تكون عالقًا، ولهذا أنا معجب بوجود نظام إنتاجية، لست بحاجة إليه عندما تكون الأمور على ما يرام، ولكني بحاجته عندما لا أكون كذلك.
هل ستتوقف عن اختلاق الأعذار وقول إنك لا تملك الوقت لممارسة التمارين، أو قضاء الوقت مع من تحب، أو الاعتناء بسلامة عقلك، أو القيام بعملك؟
أم هل ستلهم نفسك بأن يكون لك اتجاه في الحياة؟ ستكون على ما يرام إن كانت إجابتك، نعم.
اقرأ ايضًا: كيف تكُفّ عن التسويف؟