تقارير ودراسات

المخاطر الصحية للمثلية الجنسية

  • أندريه فان مول
  • ترجمة: طارق محمود
  • تحرير: بدر الحربي

باستخدام أي مقياس احصائي قابل للتكرار، فإن النسبة المئوية للسكان الذين يعتبرون ذوي ميول جنسية شاذة، أو ما يرمز لهم بالاختصار (GLBT)؛ ستكون ضئيلة جداً، سواء كانوا هم: مثليين (رجال تنجذب للرجال، أو نساء تنجذب للنساء)، أو ثنائيي الجنس (ينجذبون للرجال والنساء على حد سواء)، أو متحولون جنسياً (رجل يشعر أنه امرأة أو العكس).

ويقدر (مركز الولايات المتحدة للسيطرة على الأمراض والوقاية منها) أو ما يعرف اختصاراً بـ(CDC) أن الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال (MSM) يشكلون ما يقرب من 2- 4% من السكان الذكور في الولايات المتحدة[1].كما أجرى (المركز الوطني لأبحاث الرأي) بجامعة شيكاغو الدراسات الاستقصائية المتعلقة بالمثلية الجنسية، منذ أواخر الثمانينيات، ووجد أن ما يقرب من 2% من سكان الولايات المتحدة يُعرّفون أنفسهم بأنهم إما مثليين، أو ثنائيي الجنس[2]. وأظهر (المسح الوطني لنمو الأسرة) لعامي (2006-2008م) الذي أجراه (المركز الوطني للإحصائيات الصحية) التابع لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أنه من بين النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 18 و44 عامًا، تم تحديد 3.5% منهن على أنهن ثنائيات الجنس، مع 1.4% منهن على أنهن مثليات، ومن بين الرجال من نفس الفئة العمرية، ادعى 1.7% هوية مثلي الجنس، و1.1% قالوا أنهم ثنائيو الجنس[3].

ولم يتم بعد الإجابة، بشكل قاطع، على مسألة الأصل النهائي للتوجه الجنسي، ولكن هناك القليل جدًا من الأدلة على أن أي شخص يحمل بداخله ميولًا جنسية بديلة. وقد استعرض باين وبارسونز الأوراق العلمية لعام 1993م في مجلة أرشيفات الطب النفسي العام؛ فيما يخص الدراسات الرئيسة حول هذا الموضوع، ولم يجدا أي دليل يؤيد أن التوجه الجنسي محدد وراثيًا أو بيولوجيًا[4].

كما لاحظ الباحثان، فريدمان وداوني، من كلية الطب بجامعة كولومبيا، بأنه: “كثيرًا ما يسمع المرء في المؤتمرات… أن الشذوذ الجنسي ثابت وغير قابل للتعديل. هذا غير صحيح… إن التأكيد على أن المثلية الجنسية شيء وراثي، هو أمر اختزالي لدرجة أنه يجب رفضه كمبدأ عام لعلم النفس”[5].(*)

وأكد الدكتور فرانسيس إس كولينز، المدير الحالي للمعاهد الوطنية الأمريكية للصحة والمدير السابق للمعهد القومي لأبحاث الجينوم البشري، أن المثلية الجنسية “تتأثر وراثيًا ولكنها ليست مرتبطة بالحمض النووي” وأن ” أي جينات تمثل نزعات فقط، لا اختيارات مسبقة”[6] فالنزعات والميول ليست قدراً يولد الإنسان به.(**)

وأصدرت الجمعية الأمريكية لعلم النفس، كُتيباً في عام 2008م بعنوان: (التوجه الجنسي والمثلية الجنسية إجابات لأسئلتك من أجل فهم أفضل)، ويذكر، هذا الكتيب، أنه: “لا يوجد إجماع بين العلماء حول الأسباب الدقيقة التي تجعل الفرد يطور توجهًا مغايرًا للجنس، أو ثنائي الميول الجنسية، أو مثليًا. على الرغم من أن الكثير من الأبحاث، قد فحصت التأثيرات الجينية والهرمونية والتنموية والاجتماعية والثقافية؛ المحتملة على التوجه الجنسي، ولم تظهر أي نتائج تسمح للعلماء باستنتاج أن التوجه الجنسي يتم تحديده بواسطة أي عامل أو عوامل معينة. ويعتقد الكثيرون أن الطبيعة والتنشئة يلعبان أدوارًا معقدة؛ فيعاني معظم الناس من إحساس ضئيل أو معدوم باختيار ميولهم الجنسية”[7].

وقد لا يختار المثليون عوامل انجذابهم، لكنهم، في حالة عدم وجود الدافع، يختارون شركائهم الجنسيين.

ومن منظور الصحة الوطنية، فإن القضية ليست أصل التوجه الجنسي المثلي؛ ولكن عواقب الانخراط في مثل هذا النشاط الجنسي، حيث تصبح العواقب الصحية السلبية للنشاط الجنسي البديل؛ أكثر قابلية للفهم، من خلال التعرف أولاً على طبيعة الممارسات الجنسية المعنية، فقد كشفت دراسة استقصائية أجريت عام 1979م في كتاب (The Gay Report) عن النسبة المئوية للرجال المثليين الذين شاركوا في الممارسات الآتية: 99% الجنس الفموي، 91% الجنس الشرجي، 82% وضع الفم على فتحة الشرج، 22% وضع اليد في فتحة الشرج أو المهبل، 23% التبول على الآخر، 4% التغوط على الآخر[8]. ومن الجدير بالذكر أن مؤلفا الكتاب مثليو الجنس.

هذا وقد وجدت مقالة في مجلة طبية في مايو 2011م، أن: “مص أو أكل السائل المنوي، من فتحة شرج شخص ما” كانت ممارسة مرغوبة في أكثر من 15% من الملفات الشخصية للرجال في “أحد أكبر مواقع الإنترنت، التي تستهدف على وجه التحديد الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال، والذين يبحثون عن شركاء لممارسة الجنس غير الآمن[9].

كما يصف موقع (الرابطة الطبية للمثليين والمثليات)، الذي يُعرَف اختصاراً بـ(GLMA)، الآثار الضارة الآتية المرتبطة بالممارسة الجنسية المثلية، وهي معدلات أعلى من: فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، وتعاطي المخدرات، والاكتئاب والقلق، والتهاب الكبد، والأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي مثل:(الورم الحليمي الشرجي أو ما يسمى بفيروس الورم الحليمي البشري، والسيلان، والزهري، والكلاميديا)، وأنواع معينة من السرطان، وتعاطي الكحول، وتعاطي التبغ، واضطرابات الأكل، والسمنة[10].

وفي فبراير 2009م، قدمت (مجموعة مثليو ومتحولو الجنس) الكندية شكوى بشأن حقوق الإنسان ضد الحكومة الكندية ووزارة الصحة الكندية، مؤكدين أن السكان الكنديين مثليو الجنس، والمتحولون جنسيًا؛ يعانون من: انخفاض في متوسط العمر، ومن زيادة في معدل الانتحار، وشرب الكحول، وتعاطي المخدرات، والسرطان، والأمراض المعدية، وفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، والاكتئاب. وهذه الشكوى جديرة بالملاحظة، لأنها تناقض تأكيدات أولئك الذين يزعمون أن الإحصائيات الصحية السلبية المنسوبة إلى الأفراد المثليين والمتحولين جنسيًا؛ هي مجرد دلالة على عدم قبول هؤلاء الأفراد، وأن الإحصائيات المذكورة ستتحسن مع زيادة تقبلهم.

وفي كندا، وهي نموذج للبلد الداعم للمثلية بامتياز، حيث احتفلت الكنائس الليبرالية بها، وحيث الجمهور الذي تم إجباره على الصمت من خلال فزاعة خطاب الكراهية، ومع ذلك فإن المؤشرات الصحية السيئة للمثليين في كندا لا تزال قائمة، وهذا يدل على أن تقبل هؤلاء الأفراد ليس الترياق الموعود للمشاكل المتأصلة في الممارسات الجنسية المثلية.(***)

ومرة أخرى: فإن كتاب (The Gay Report)، و(الرابطة الطبية للمثليين والمثليات)، وشكوى حقوق الإنسان التي قدمها (التحالف الكندي للمثليين والمتحولين جنسيًا) هي المصدر من داخل مجتمع المثليين جنسيًا.

 

انخفاض متوسط العمر

يوثق الدكتور ج. ساتينوفر، أن المثليين جنسياً يفقدون خمسة وعشرين إلى ثلاثين عامًا من حياتهم. وتضم قائمة الأمراض المرتبطة بالمثلية: السيلان، والكلاميديا، والزهري، والهربس، وفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، وغيرها من الأمراض المنقولة جنسياً، بالإضافة إلى الالتهابات والأمراض المعوية، والسرطانات، وإدمان الكحول، والانتحار، والعديد من الأسباب الأخرى[11].

كما أشارت دراسة كندية عام 1997م، نُشرت في المجلة الدولية لعلم الأوبئة، إلى أنه في المناطق الحضرية، كان لدى الرجال المثليين، متوسط عمر، مماثل لذلك في كندا في سبعينيات القرن التاسع عشر. وخلص الباحثون إلى أنه: “في أي مركز كندي رئيسي، متوسط العمر المتوقع في سن 20 عامًا للرجال المثليين وثنائيي الجنس هو 8 إلى 20 عامًا أقل من جميع الرجال”[12].

 

العدوي (الأمراض المنقولة جنسيًا)

لابد من التأكيد، في البداية، على أن الأمراض المنقولة عن طريق الجنس موجودة أيضًا بين غير الشواذ؛ لكنَّ مستوى تفشيها بين الشواذ يفوق ذلك بكثير.

ومما يشير إلى هذا، فقد أظهرت البيانات المقدمة في (المؤتمر الوطني للوقاية من الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي) لعام 2010م، التابع للمركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها؛ أن معدل التشخيصات الجديدة لفيروس نقص المناعة البشرية، بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال (MSM) كان أكبر بمقدار 44 مرة مقارنة بالرجال الآخرين، وأكبر بمقدار 40 مرة مقارنة بالنساء. كما كان معدل الإصابة بمرض الزهري الأولي والثانوي، بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال، هو أكبر بمقدار 46 مرة مقارنة بالرجال الآخرين، كما أنه أكبر بمقدار 71 مرة مقارنة بالنساء[13].

وعلاوة على ذلك، وَثقتْ دراسة تمت مناقشتها في مؤتمر الإيدز الدولي، في عام 2000م أن 16% من الرجال المثليين المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، في عينة على مستوى البلاد في الولايات المتحدة؛ اعترفوا بوقوع واحد على الأقل من الجماع غير الآمن، مع شريك غير مدرك لإصابتهم[14].

ويحذر مركز السيطرة على الأمراض (CDC)، أيضًا، على صفحته في الانترنت، ويورد بعض المعلومات العلمية حول التهاب الكبد الفيروسي، حيث يقول المركز: “الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال (MSM) معرضون، بشكل كبير، لخطر الإصابة ببعض الأمراض المنقولة جنسيًا (STDs)، بما في ذلك التهاب الكبد A، والتهاب الكبد B، وفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، والزهري، والسيلان، والكلاميديا… ما يقرب من 15 – 25% من جميع حالات العدوى الجديدة، بفيروس التهاب الكبد B في الولايات المتحدة من بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال”[15].

وأفاد قسم الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، التابع لمراكز السيطرة على الأمراض؛ وذلك في أبريل 2011م، أن: “الصحة الجنسية للمثليين، وثنائيي الجنس، وغيرهم من الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال (MSM)، في الولايات المتحدة؛ لا تتحسن، على الرغم من التقدم، الكبير، في إعطائهم الحقوق الاجتماعية والسياسية وحقوق الإنسان. وبدلاً من تحسن صحة هؤلاء، يظل فيروس نقص المناعة البشرية، والأمراض المنقولة جنسيًا؛ مرتفعة بشكل ملحوظ، بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال، وقد تزايدت منذ ما يقرب من عقدين من الزمن”[16].

كما وجدت دراسة منشورة في المجلة الأمريكية للصحة العامة (طبعة 1999م)، أن النساء ذوات الميول الجنسية المزدوجة: “كُنَّ أكثر عرضة من النساء المغايرات للإبلاغ عن تعاطي المخدرات في الأشهر الثلاثة التي سبقت الدراسة، ولوجود عدد أكبر من الشركاء الذكور في حياتهن، ولممارسة الجنس مع شريك جنسي مارس الجنس من قبلُ مع عاهرة، ولممارسة الجنس في سن مبكرة، وللتّعرض لممارسة الجنس قسرياً”. وخلصت الدراسة إلى أن: “العاملين في مجال الصحة يجب أن يكونوا على دراية بتجارب النساء ذوات الميول الجنسية المزدوجة، لأن هذا قد يكون علامة على السلوكيات، التي تنطوي على أخطار متعددة للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، والأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي”[17].

وأكدت دراسة أجريت عام 2000م، في مجلة العدوى المنقولة جنسيًا، أن النساء اللائي يمارسن الجنس مع النساء (WSW)، لديهن معدلات أعلى من الإصابة بالتهاب المهبل البكتيري، والتهاب الكبد الوبائي C، والسلوكيات المعرضة لخطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)؛ مقارنة بالنساء المغايرات[18].

وتُوضح هذه المصادر، أن الأفراد المثليين، والمتحولين جنسيًا، ليس لديهم، فقط، معدلات إيجابية أعلى للإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا، وفيروس نقص المناعة البشرية، ولكنهم لا يُبلِّغون دائمًا شركائهم الجنسيين بوجود مثل هذه الأمراض، وأن بعض شركائهم الجنسيين قد يظلوا مغايرين، بالرغم من تعريفهم لأنفسهم على أنهم ينجذبون إلى نفس الجنس. وهو ما يعني أن الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي بين الأشخاص المثليين، والمتحولين جنسيا؛ لا تنحصر في مجتمع الشواذ، بل يمكن أن تؤثر على المجتمع كله وبشكل عام.

 

السرطان:

وجدت دراسة منشورة في مجلة السرطان، أن احتمالات إبلاغ الرجال الشواذ عن إصابتهم بالسرطان، هو أعلى بــ 1.9 مرة، وذلك مقارنة بالرجال الذين يمارسون الجنس مع النساء، وأن احتمالات إبلاغ النساء المثليات ومزدوجات الميول الجنسية، عن صحة سيئة أو أفضل من السيئة بقليل، هو أعلى بــ 2.0 مرة و2.3 مرة على التوالي، وذلك مقارنة مع النساء اللواتي نجون من السرطان، وكنَّ يمارسنَ الجنس مع الرجال[19]، وفي مقابلة ذات صلة، حدد الباحث الرئيسي في الدراسة الدكتور بوهمر، أن السرطانات المذكورة مرتبطة بالإيدز وغير مرتبطة بالإيدز. وكانت الأمثلة التي قُدِمت، على السرطانات غير المرتبطة بالإيدز، هي: “سرطان الشرج، والرئة، والخصية، وسرطان الغدد الليمفاوية (هودجكين)”[20].

وتُشير صفحة الويب الخاصة بـ(جمعية السرطان الأمريكية)، تحت عنوان: “حقائق عن السرطان للرجال المثليين وثنائيي الجنس”؛ إلى أن الرجال المثليين معرضون بشكل متزايد لخطر الإصابة بسرطان الرئة، والخصية، والقولون، والشرج[21]. في حين تشير صفحة الويب التي بعنون: “حقائق عن السرطان للمثليات ومزدوجات الميل الجنسي”؛ إلى أن المثليات ومزدوجات الجنس معرضات، بشكل متزايد، لخطر الإصابة بسرطان الثدي، والرئة، والقولون، والمبيض، وبطانة الرحم[22]. ولكلتا المجموعتين المذكورتين، توصف عوامل الخطر على أنها تنبع، جزئيًا، من المعدلات المرتفعة لاستخدام التبغ، وتعاطي الكحول، وزيادة الوزن. أما بالنسبة للأورام الخبيثة في الثدي وأمراض النساء، فتوضح صفحة “حقائق عن السرطان للمثليات ومزدوجات الميل الجنسي”؛ أن “النساء اللواتي لم ينجبن أطفالًا ولم يرضعن، ولم يستخدمن موانع الحمل الفموية (تتناول عن طريق الفم)، ومن يلدن في سن متأخرة هن أكثر عرضة للإصابة بالسرطان؛ حيث تتوفر هذه العوامل بشكل أكبر عند المثليات ومزدوجات الميل الجنسي وتؤثر عليهن.

ويعرض موقع الويب الخاص بالرابطة الطبية للمثليين والمثليات (GLMA)؛ الصفحة التي يجب على المثليات مناقشتها مع مقدم الرعاية الصحية الخاص بهن، والتي تنص على ما يأتي: “المثليات لديهن أعلى تركيز من عوامل خطر الإصابة بسرطان الثدي من أي مجموعة أخري من النساء في العالم” و “المثليات لديهن مستويات أعلى من خطر الإصابة بالعديد من السرطانات النسائية”[23].

كما تحذر صفحة الويب الخاصة بـ GLMA من عشرة أشياء يجب على المثليين مناقشتها مع مقدم الرعاية الصحية، فتقول: “قد يكون الرجال المثليون معرضين لخطر الموت بسبب سرطان البروستاتا أو الخصية أو القولون. كما تلاحظ: “… زيادة معدلات الإصابة بسرطان الشرج لدى الرجال المثليين”[24].

 

الصحة النفسية:

أكد مسح الصحة النفسية بهولندا (NEMESIS) أن “الأشخاص المثليين، معرضون بشكل أكبر للإصابة بالاضطرابات النفسية.” وقد شُخِص وجود اضطرابات المزاج والقلق عند المثليين، وكذلك شُخص عندهم وجود أكثر من مرض نفسي، وكذلك اضطرابات تتعلق بتعاطي المخدرات [25].

وبالإضافة إلى ذلك وجدت دراسة نيوزيلندية، أجريت عام 1999م، أن الشباب المثليين والمثليات ومزدوجي الميول الجنسية؛ معرضون بشكل متزايد لخطر السلوك والتفكير الانتحاري، والاكتئاب الشديد، واضطراب القلق العام، واضطرابات السلوك، واستهلاك التبغ، واضطرابات متعددة أخرى مقارنة بالمغايرين[26].

وقد أظهرت دراسة، أجريت عام 1999م، على الرجال البالغين، بعنوان “التوجه الجنسي والانتحار”، أن التوجه الجنسي المثلي مرتبط بشكل كبير بأربعة مقاييس للانتحار (أفكار حول الموت، والرغبة في الموت، والأفكار الانتحارية، ومحاولة الانتحار). وبعد الأخذ في الاعتبار عوامل، مثل تعاطي المخدرات، والأعراض الاكتئابية، ظلت ثلاثة من أربعة مقاييس، باستثناء “الرغبة في الموت”، أعلى بين الشواذ مقارنة بالمغايرين[27].

وفي مجال الصحة النفسية، أيضًا، توصلت دراسة أجريت عام 2001م، إلى استنتاجات مماثلة، تنص على أن: “التوجه الجنسي المثلي، يرتبط بارتفاع عام لمخاطر: القلق، واضطرابات المزاج، واضطرابات تعاطي المخدرات، والأفكار والخطط الانتحارية”[28].

 

العنف:

وكذلك فيما يخص العنف، فقد ظهر أن العنف أعلى في العلاقات المثلية، ففي عام 2004م، ومن خلال منحة قدرها (50000 دولار أمريكي) قدمتها (مؤسسة بلو شيلد – كإلىفورنيا)، أطلقت الرابطة الطبية للمثليين والمثليات “مشروع عنف العلاقة بين المثليين”؛ لتثقيف المهنيين الطبيين، حول المعدل المرتفع للعنف المنزلي في تلك المجتمعات. وقالت ماريان بالين، مديرة برنامج مكافحة العنف في مؤسسة بلو شيلد – كاليفورنيا: “تدرك مؤسسة بلو شيلد في كاليفورنيا، أنه لم يتم إيلاء اهتمام يذكر للعنف المنزلي بين المثليين والمتحولين جنسيًا”[29].

في عام 1993م، أشار برنامج في بوسطن، لضحايا مهاجمة المثليين، إلى أن نصف المكالمات التي تلقوها تعتبر عنفًا منزليًا[30].

وقد يفترض المرء أن العنف هو في الأساس ظاهرة ذكورية، لكن الأوراق العلمية تدحض ذلك؛ فقد نشرت مجلة أبحاث الخدمة الاجتماعية في عام 1991م، دراسة استقصائية لأكثر من 1100 مثلية، حيث أقر أكثر من النصف منهنَّ بأنهن “تعرضنَ للإساءة من قبل عشيقة أو شريكة. وكانت الأشكال الأكثر تكرارًا من أشكال الإساءة، هي: الإساءة اللفظية والعاطفية والنفسية، والإساءة الجسدية والنفسية المشتركة”[31].

وذكرت دراسة، أيضًا، أجريت في عام 1994م، في مجلة (الاستشارات وعلم النفس السريري)؛ أن 37% من المثليات تعرضن للإيذاء الجسدي كبالغين أو أطفال، و 32% تعرضن إما للاغتصاب أو للضرب[32].

 

الشباب في خطر

هذا، وقد أفاد مركز السيطرة على الأمراض (CDC)، في 6 يونيو 2011م؛ بنتائج استطلاعات سلوكيات الشباب الخطيرة، خلال الفترة:( 2001م-2009م)، حيث كشفت، هذه النتائج، أن “الطلاب المثليين، أو الطالبات المثليات، لديهم معدلات أعلى، وذلك لسبع من فئات المخاطر الصحية العشرة، وهي: السلوكيات التي تساهم في العنف، والسلوكيات المتعلقة بمحاولة الانتحار، وتعاطي التبغ، وتعاطي الكحول، وتعاطي المخدرات، والسلوكيات الجنسية الضارة، وعدم القدرة على التحكم في الوزن [33].

وفي الختام، نرى مجموعة كبيرة من المؤلفات العلمية، التي تؤكد مرارًا وتكرارًا أن الشواذ يزيدون من معدلات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، وتعاطي المخدرات، وتعاطي الكحول، وتعاطي التبغ، والاكتئاب، والقلق، واضطرابات الأكل، والانتحار، والسمنة، والتهاب الكبد بأشكاله المختلفة، والعديد من الأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي، وأنواع السرطان المختلفة، والعنف، مع انخفاض في متوسط العمر المتوقع بشكل كبير. وكذلك تنتقل مشاكل الأمراض المعدية، إلى السكان المغايرين، من خلال طرق متعددة تحدثنا عنها في قسم الأمراض المنقولة جنسياً في هذا المقال.

وعلى الرغم من أن الناس، عمومًا، لا يختارون ميولهم الجنسية، إلا أنهم يختارون الأشخاص الذين يمارسون الجنس معهم، باستثناء حالات الإكراه أو العنف؛ فلن تحمي الميول الجنسية للفرد من عواقب السلوك الجنسي المثلي، وهذه العواقب يمكن أن تؤثر على السكان بشكل عام. ولم يثبت، حتى الآن، أن زيادة القبول المجتمعي للسلوك الجنسي المثلي مفيد في الحد من العواقب الصحية السلبية لتلك الممارسات الجنسية.

ولقد أصبح أولئك الذين يُعارِضون السلوكيات الجنسية المثلية؛ يتعرضون، بشكل مستمر، إلى تكتيك التشويش، المتمثل في وصفهم بالمتعصبين والكارهين.

إن الاختلاف مع الممارسات الجنسية المثلية، ليس كراهية أو مضايقة أو إرهاب أو عنف؛ بل هو تعبير عن رأي راسخ بقوة في الأوراق الطبية.

اقرأ ايضًا: مأساة الجنس عند الغرب


[*] يؤمن الداعمون لحركات الشذوذ الجنسي بالحتمية البيولوجية، أي: أنك مجرد روبوت ينصاع وراء أوامر ذرات جسده، بلا حول لك ولا قوة، وهذه نظرة اختزالية للغاية وخاطئة؛ لأنه يمكن من خلال العديد من الطرق كالعلاج النفسي Psychotherapy أن تغير من سلوكياتك وتتحكم في ذاتك، بما في ذلك السلوكيات الجنسية المثلية. وهذه ورقة من مكتبة جامعة ويسكونسن، كانت بمثابة رد على ادعاءات تقرير منشور من الجمعية الأمريكية لعلم النفس، يزعم أنه لا يمكن تغيير التوجة الجنسي المثلي https://search.library.wisc.edu/catalog/9910104287902121.

[**] المقصود أن المرء منا، قد يحمل جينات في حمضه النووي تخلق عنده ميولاً جنسية مثلية، فيُصبح عنده ميل فقط لممارسة الشذوذ، لكن هذه الجينات لا تجبرك أن تكون مثلي رغماً عنك، فيمكنك أن تقاوم هذه الميول، كما يستطيع السارق أن يقاوم ميول رغبته في السرقة، وكما يستطيع شارب الخمور أن يقاوم ميول رغبته في شرب الخمور.

[***] يزعم داعمو الشذوذ الجنسي، دائمًا، أن الحالة النفسية التي تدفعهم للإدمان، أو الانتحار، وغيره، سببها عدم تقبل المجتمع لهم؛ وليس السلوك المثلي الجنسي نفسه. إلا أن الأوراق العلمية تذكر دائماً أن السبب غير معروف، وقد يكون كما يزعمون عدم تقبل المجتمع لهم هو السبب، أو قد يكون أسلوب وسلوك حياتهم نفسه. انظر صفحة 557 هنا:

https://www.cambridge.org/core/journals/the-british-journal-of-psychiatry/article/mental-health-and-quality-of-life-of-gay-men-and-lesbians-in-england-and-wales/C7D648F03AF79A362AE68F5B4B14E6C0

وكندا، كما ذُكِر بالأعلى دليل على أن أسلوب وسلوك حياتهم، نفسه، هو السبب؛ لأن المجتمع الكندي يتقبل المثليين، وكما أنه تُوجَد دراسات لاحظت علاقة بين التحيز ضد المثليين والصحة السيئة لهم، كذلك يُوجَد، أيضًا، دراسات متعددة لم تجد أي صله تُذكر بين التحيز ضدهم، والصحة السيئة. على سبيل المثال كل هذه الدراسات:

https://bit.ly/2Ju6EiQ

https://bit.ly/37yIHPz

https://bit.ly/39D3pQE

https://bit.ly/2Vsd9VK

https://bit.ly/33EyIH1

https://bit.ly/2VwdRRW

https://bit.ly/3mzO9Yp

فلا يوجد أي دليل مؤكد أن التحيز ضدهم هو السبب.


المصادر

[1]https://www.cdc.gov/stdconference/2010/msmpressrelease.pdf

[2]http://www.norc.org/PDFs/Publications/AmericanSexualBehavior2006.pdf (pp. 57).

[3]https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/21560887/ (pp. 29, 30).

[4]https://jamanetwork.com/journals/jamapsychiatry/article-abstract/496110 (,50, p. 229-239).

[5]http://cup.columbia.edu/book/sexual-orientation-and-psychodynamic-psychotherapy/9780231120579 (p. 39.)

[6]https://www.simonandschuster.com/books/The-Language-of-God/Francis-S-Collins/9781416542742 (p. 257-263).

[7]https://www.apa.org/topics/lgbt/orientation

[8]https://www.amazon.com/Gay-Report-Lesbians-Sexual-Experiences/dp/B001KRWC7Q

[9] https://link.springer.com/article/10.1007/s10508-011-9770-0

[10]http://www.glma.org/index.cfm?fuseaction=Page.viewPage&pageID=691

[11]http://bakerpublishinggroup.com/books/homosexuality-and-the-politics-of-truth/145611 (pp. 51, 68-69).

[12]https://academic.oup.com/ije/article/26/3/657/742184

[13]https://www.cdc.gov/stdconference/2010/msmpressrelease.pdf

[14]https://www.sfgate.com/health/article/Some-with-HIV-aren-t-disclosing-before-sex-3052701.php

[15]https://www.cdc.gov/hepatitis/Populations/msm.htm

[16]https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/21331797/

[17]https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC1509027/

[18]https://sti.bmj.com/content/76/5/345

[19]https://acsjournals.onlinelibrary.wiley.com/doi/full/10.1002/cncr.25950

[20]http://www.bu.edu/articles/2011/cancer-rates-poor-health-higher-for-gay-community/

[21]http://www.cancer.org/Healthy/FindCancerEarly/MensHealth/cancer-facts-forgay-and-bisexual-men

[22] http://www.cancer.org/healthy/findcancerearly/womenshealth/cancer-factsfor-lesbians-and-bisexual-women

[23]http://www.glma.org/index.cfm?fuseaction=Page.viewPage&pageID=691

[24]http://www.glma.org/index.cfm?fuseaction=Page.viewPage&pageID=690

[25] https://jamanetwork.com/journals/jamapsychiatry/fullarticle/481699

[26] https://jamanetwork.com/journals/jamapsychiatry/fullarticle/205418

[27] https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/10530625/

[28] https://ajph.aphapublications.org/doi/10.2105/ajph.91.6.933

[29]https://www.cnsnews.com/news/article/domestic-violence-lgbt-relationships-targeted

[30] Patricia King, “Not So Different, After All,” Newsweek, Oct. 4, 1993.

[31] https://www.tandfonline.com/doi/abs/10.1300/J079v15n01_03

[32] https://content.apa.org/record/1994-33304-001

[33] http://www.cdc.gov/media/releases/2011/p0606_yrbsurvey.html

المصدر
cmda

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى