العلم

اقطعوا رؤوس الخبراء

  • نشر: المكتبة الوطنية الأمريكية للطب
  • ترجمة: خالد بين أحمد بني عرابة
  • تحرير: غادة الزويد

أعلن ديف ساكيت Dave Sackett رائد الطب القائم على الأدلة، في الصفحة ١t٢٨٣ من الدورية الطبية البريطانية أنه “لن يحاضر أو ​​يكتب أو يحكم مرة أخرى على أي شيء يتعلق بالممارسة السريرية القائمة على الأدلة”. وهكذا ينتهي عصر آخر من عصور الطب.

لم يفعل ساكيت ذلك لأنه لم يعد يؤمن بالممارسة السريرية القائمة على الأدلة؛ بل لأنه قلق من تضخم قوة الخبراء. وبأسلوب استفزازي مميز يقترح ساكيت أن “يكون تقاعد الخبراء إلزاميًا في مرحلة ما من ترقيتهم وعملهم الأكاديمي”. وفي الحقيقة توجد هناك مشكلتان مع الخبراء، الأولى أن آراءهم تُعطى وزنًا أكبر مما تستحقه على أسس علمية، وبالتالي تعرقل التقدم العلمي القائم على السبر والتجربة، أما المشكلة الثانية فهي أنه من المرجح أن يراجع هؤلاء الخبراء طلبات المنح ومخطوطات الدراسات والبحوث وينظرون إليها من زاوية اتفاقها مع آرائهم، وبالتالي فهم منحازون ضد الأفكار الجديدة التي تخالف ما عرفوه وألفوه.

ويعد هذا التقاعد من كونه خبيرًا هو الثاني لساكيت، ففي عام 1983 تخلى عن منصب الخبير في الامتثال العلاجي -(قياس مدى امتثال المرضى للإرشادات والتعليمات الطبية وأثر ذلك على تحسن حالاتهم)- وعلى أثر ذلك الإعلان عن التقاعد تلقى ساكيت سيلاً من الرسائل الإلكترونية الحماسية من الباحثين الشباب، ولكن لم يصله شيء تقريبًا من الخبراء. وربما سيتبع المزيد من الخبراء رأي ساكيت هذه المرة، لكن ليس في التقاعد، بل في طرق باب جديد للدراسة والبحث. وهذه أيضاً، حجة ثالثة للتخلي عن كونك خبيرًا، وهي أن الأشخاص الذين لديهم القدرة على أن يصبحوا خبراء في موضوع واحد يمكنهم الآن إعمال قوة تفكيرهم في موضوع جديد والتميز فيه. فغالبًا ما يأتي الابتكار من الجمع بين الأفكار من مختلف التخصصات، ومن هنا جاء الطب القائم على الأدلة بتطبيق الأفكار الوبائية على الممارسة السريرية.

هذا وقد تحدت الدورية الطبية البريطانية BMJ قراءها من الخبراء إما أن يتخلوا عن منصب الخبير، أو يقدموا حججًا مقنعة قائمة على الأدلة تصب في صالح الخبراء وتدعم موقفهم.

يأتي إعلان ساكيت التاريخي في خضم قضية تضم عوامل أخرى تشكل أحداثًا تاريخية مهمة. وقد سبق لنا أن نشرنا 10 رسائل تتعلق بهذه القضية ألا وهي قضية هارولد شيبمان Harold Shipman، الممارس العام المدان بقتل 15 مريضًا. لقد كانت هذه حالة استثنائية وبالتالي لم يكن من المتوقع أن تؤثر على السياسة العامة. لكن في الواقع، يبدو أن لهذه الحادثة تأثيرًا قويًا، وكثيرًا ما ترتبط بوفاة الأطفال من جراحة القلب في بريستول بالرغم من الاختلاف التام بين هذه وتلك. وفي إحدى المناقشات التي أثارتها قضية شيبمان -والتي تتعلق بالكشف عن جريمة قتل في رسالة بعثها إلى وزارة الداخلية- يدافع جون هافارد John Havard، -السكرتير السابق للدورية الطبية البريطانية-، الرغبة في أن يقول: “لقد أخبرتكم بذلك” فقد كان هو و BMA لسنوات يصرحون بأن الأنظمة بحاجة إلى التحسين؛ للكشف عن جرائم القتل السرية (ص١٢٧١) وكثيرًا ما تم تجاهلهم.

لحظة تاريخية أخيرة تنتظر الحقل الطبي الأسبوع المقبل وهي تصويت الأطباء المبتدئين على صفقة جديدة للأجور، وقالت فيونا موس Fiona Moss في مقال لها في الدورية الطبية البريطانية (ص1224) في هذا الموضوع بأن التصويت سيكون حاسمًا ليس فقط لأجور الأطباء، بل لصحة المرضى وسلامتهم أيضًا

المصدر
ncbi.nlm.nih

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى