- إبراهيم بن ممدوح الشمري
- اسم الكتاب: (الحِكَم الربوية- دراسة نقدية لأهم ما قيل في حكمة تحريم الربا وتاريخ هذه الأقوال وأدلتها وآثارها ونقدها)
- اسم المؤلف: د. منصور بن عبد الرحمن الغامدي
- دار النشر: دار الميمان للنشر والتوزيع.
- الطبعة: الأولى.
- سنة الإصدار: ١٤٣٨ هـ.
- عدد الصفحات: ٢٣٠ صفحة.
١- هذا الكتاب عبارة عن دراسة مقاصدية، وافتتح الباحث كتابه بأن علم مقاصد الشريعة (من العلوم النافعة للعبد في تقربه إلى الله وسيره إليه؛ إذ به يُراعي حكمة العبادة، ويحاذر حكم المنهيات، ويلتزم أمر الله ونهيه دون تحيّل على مقاصده وحِكمه)، ثم ختمه بقوله: (وهكذا يظهر أن لتحرير مقصد تحريم الربا أثرًا مهمًّا في تعيين طريق الحيلة المحرمة على الربا، وطريق المخرج المباح والمشروع من الربا).
٢- قام الكتاب في منهجه وهيكله على عقْد فصل لكل حكمة ربوية، ثم تضمن كل فصل مبحثين: المبحث الأول، ويكون في توصيف الحكمة من خلال أربعة مطالب:
أ- بيان الحكمة.
ب- شرح الحكمة.
ج- أدلة الحكمة.
د- فقه الحكمة.
والمبحث الثاني، ويكون في نقد الحكمة.
٣- يهدف الكتاب إلى تصحيح موقف الناس من الحكمة من حيث تزييف ما يتصوره كثيرون من أن الحديث عن الحكمة لا يستدعي تمحيصًا ولا تدقيقًا، بل هو حديث سهل ميسور كما يُقال، لكن الباحث يرى أن لا فرق بين الحديث عن حُكم الله وحكمته، كما يرى أنه من الأهمية بمكان الربط بين الحكمة والمذهب الفقهي الذي يتسق معه في أحكام الربا، وهذا ما تناوله الباحث في (فقه الحكمة).
٤- عقد الباحث سبعة فصول في كل فصل تناول حكمة واحدة، وهي:
الفصل الأول: القول بجهالة الحكمة.
الفصل الثاني: حكمة استقرار الأثمان.
الفصل الثالث: حكمة الإجراءات التشريفية.
الفصل الرابع: حكمة مخالفة الخِلْقة.
الفصل الخامس: حكمة كفاءة التوزيع.
الفصل السادس: حكمة الإحسان اللازم.
الفصل السابع: حكمة الإحسان المقرب.
ثم الخاتمة، وفيها:
أ- عرض النظريات المقاصدية بطريقة تاريخية.
ب- عرض الاتجاهات العامة للنظريات المقاصدية.
ج- الموازنة بين الاتجاهات العامة للنظريات.
د- الاتجاه الذي يميل إليه الكتاب.
هـ- موقف النظريات من التحايل على الربا.
٥- قرّر الباحث في الفصل الأول: القول بجهالة الحكمة ما يلي:
أ- أن القول بجهالة الحكمة يعني أن الحكمة التي حُرّم من أجلها الربا مجهولة، وعليه فإن أحكام الربا غير معقولة المعنى على هذا القول!
ب- أبرز من انتحل هذا القول: الجويني، ثم تلميذه الغزالي، ثم العز بن عبد السلام، ثم الشاطبي.
ج- أن هذا القول يقوم على عدم العلم، وليس هو علمًا بالعدم.
٦- قرّر الباحث في الفصل الثاني: حكمة استقرار الأثمان ما يلي:
أ- أن حكمة استقرار الأثمان تعني ثبات القيمة وعدم ارتفاعها وانخفاضها كالسلع؛ لأنها معيار للأشياء.
ب- أبرز من انتحل هذا الحكمة: ابن تيمية، ثم تلميذه ابن القيم.
ج- هذه الحكمة (حكمة استقرار الأثمان) أصبحت اليوم من نظريات الاقتصاد الإسلامي.
٧- قرّر الباحث في الفصل الثالث: حكمة الإجراءات التشريفية ما يلي:
أ- أن حكمة الإجراءات التشريفية تعني أن التحريم في ربا البيوع لشرف هذه الأصناف الستة وما يوافقها، ومقتضى هذا التشريف: حياطتها وصيانتها بجملة من الإجراءات التي توحي بشرفها.
ب- أبرز من انتحل هذا الحكمة: الأبياري، ثم القرافي.
ج- نقل الباحث عن الغزالي نقده لهذه الحكمة بأنها غير معهودة في تصرفات الشرع.
٧- قرّر الباحث في الفصل الرابع: حكمة مخالفة الخِلْقة ما يلي:
أ- أن حكمة مخالفة الخِلْقة تعني أن الحكمة من تحريم الربا في النقدين والأطعمة؛ لكون الربا فيها يُعدّ مخالفة للخلْقة التي خُلقت لأجلها.
ب- أبرز من انتحل هذا الحكمة: الغزالي.
ج- مقتضى هذه الحكمة: عدم جريان الربا في الأوراق النقدية، والإلكترونية؛ لأنها تواضع عليها الناس ولم تُخلق نقودًا.
٨- قرّر الباحث في الفصل الخامس: حكمة كفاءة التوزيع ما يلي:
أ- أن حكمة كفاءة التوزيع تعني أن مقصد تحريم الربا هو درء مفسدتي غياب العدالة وغياب الكفاءة الاقتصادية، ولذلك للتحفيز على عقود المشاركات؛ لما فيها من تحقيق العدالة بين الطرفين، والكفاءة الاقتصادية.
ب- أبرز من انتحل هذا الحكمة: أبو العلا المودودي، ومحمد نجاة صديقي، ومحمد عمر شابرا، ورفيق يونس المصري، ومجلس الفكر الإسلامي في باكستان، وعدنان عويضة.
ج- نشأت هذه الحكمة في شبه القارة الهندية في القرن العشرين الميلادي.
٩- قرّر الباحث في الفصل السادس: حكمة الإحسان اللازم ما يلي:
أ- أن حكمة الإحسان اللازم تعني أن مقصد تحريم الربا هو درء الضرر الواقع على المدين المعسر، فلزم الإحسان إليه بإنظاره إلى ميسرة، ولا يجوز استغلال حاجته.
ب- أبرز من انتحل هذا الحكمة: ابن تيمية، ثم تلميذه ابن القيم، ونُسبت إلى جعفر الصادق، لكنها لم تثبت عنه.
ج- هذه الحكمة تميل إلى البعد الأخلاقي، وليس الاقتصادي، وهي من أسلم الحِكَم الواردة في بيان حكمة تحريم الربا؛ لكونها مقتبسة من سياق القرآن الكريم، ومن الأمور الحسية المشاهدة المعقولة لدى الجميع.
١٠- قرّر الباحث في الفصل السابع: حكمة الإحسان المقرب ما يلي:
أ- أن حكمة الإحسان المقرب تعني أن التحريم في بعض صور الربا؛ لأجل الإلزام بالإحسان في الطريق السهل للتداين بين الناس بثًّا للإحسان ونشرًا له؛ لأن الربا يسدّ طريق المعروف.
ب- أبرز من انتحل هذا الحكمة: جعفر الصادق حسب ما رُوي عنه.
ج- أن بين الربا وفعل المعروف منافاة شديدة؛ فكلما انتشر ربا القروض ضعف المعروف كما هو مشاهد.
١١- في الخاتمة عرض الباحث النظريات المقاصدية بطريقة تاريخية:
أ- نظرية الإحسان، وهي الأقدم؛ لأنها مروية عن جعفر الصادق.
ب- نظرية الإجراءات التشريفية، ولا يعرف الباحث أول من قررها.
ج- نظرية جهالة الحكمة.
د- نظرية مخالفة الخِلْقة.
هـ- نظرية استقرار الأثمان.
١٢- الاتجاه الذي مال إليه الباحث هو الاتجاه الأخلاقي؛ لظواهر القرآن، ولبشاعة الربا في النفوس، وظهور مفاسده في حياة الناس.
١٣- ختامًا: تميز الكتاب بما يلي:
أ- الفكرة بهذا القوام، والمعالجة بهذا التمام، يُعدّ ابتكارًا علميًّا وبحثيًّا يحسب للباحث.
ب- طول نفَس الباحث في استقصاء النقول ذات العلاقة، وقراءتها قراءة تحليلية هادئة، وحسن الاستنتاج منها، دون إفراط أو تفريط.
ج- الحس النقدي الرفيع، وقوة التصوير للدعاوى، وصرامة المنهجية الجدلية معها، دون تهوين أو تهويل.
د- حسن الموازنة بين آراء أصحاب الاتجاه الواحد، فمع نسبة الرأي إليهم جميعًا، إلا أن الباحث يميز بين تقريراتهم ويبرز الفروق بينها.
هـ- الدقة في بناء الأقوال على أصولها، مع ملاحظة آثارها ولوازمها، ومدى اتساعها وضيقها.
و- الموضوعية والأدب العلمي وإنصاف الجميع.
وقد يلاحظ على الكتاب:
أ- وقوع تكرار فيه، وربما للباحث عذر ظاهر وهو اقتضاء مقام المناقشة والنقد لذلك.
ب- حصول بعض الأخطاء اللغوية التي لا وجه لها.
ج- بيْن الحكم الربوية التي درسها الباحث نوعُ تداخل، وربما للباحث عذر ظاهر في ذلك وهو أهمية إفراد كل حكمة بمبحث مستقل؛ لإيفائها حقها من الدراسة والفحص.