- ميتول باتل
- ترجمة: أبوطالب بن محمد الشقيفي
- تحرير: بلال الخصاونة
سألني أحد الأصدقاء مؤخرا عن كيفية تكوين عادة القراءة، فسألته عن نوعية الكتب التي يُحب أن يقرأها، فاجأني جوابه حين قال: لا أستطيع أن أتذكر متى كانت آخر مرة قرأت فيها كتابا كاملا، ولكنني قد قرأت الكثير من الأخبار والمواد على الإنترنت!
واعترفَت لي إحدى صديقاتي بالمشكلات التي تواجهها أثناء القراءة خصوصاً مع كتب الخيال رغم أنها قد اعتادت على القراءة. فتقول –على حد تعبيرها- إن هناك قدرا كافيا من الدراما التي تحدث في كل مكان في العالم؛ فهي -عندما تقرأ كتابا خياليا- لا تشعر بأن في الأمر خيالاً!
هناك من يقول إنه “يفضل ممارسة الحياة الواقعية بدلاً من القراءة عنها في الكتب”.
بالنسبة لهذا النوع من الناس الذين يعتقدون أن حياتهم ممتعة ومتنوعة بما يكفي ليجدوا فيها الحكمة والمهارات العاطفية التي توجّه تصرفاتهم داخل مجتمعاتهم المعقدة، فلا شأن لي بهم وأخشى أن أحطم أوهامهم اللذيذة هذه. إنني هنا أريد إرشاد الذي يرغبون حقاً في القراءة ولكنهم لا يستطيعون لسببٍ ما.
هناك اختلاف بين قراءة الأخبار والمقالات على الإنترنت وبين قراءة الكتب؛ أعني النصوص الطويلة (الكتب والروايات) والقطع القصيرة (كالأخبار والمقالات على الإنترنت). فإنه أثناء التمرير السريع على النصوص القصيرة والمدونات والأخبار على الإنترنت والضغط على الرابط تلو الرابطـ، ستضعف العمليات المعرفية، ونتجه نحو الاستعجال، وينتج من ذلك سوء الفهم، وعدم القدرة على التركيز والاحتفاظ بالمعلومات.
أقترحُ بعض المقاربات لإعادة إحياء وتنمية عادة القراءة، فلا بد أن نجد لك طريقة تمكّنك من القراءة بانتظام سوى إجبار نفسك عليها.
- انتقل من قراءة المقالات على الإنترنت إلى قراءة الكتب
إذا كنت تستمتع بالقراءة على الإنترنت حول بعض الموضوعات المحددة، فحاول البحث عبر الإنترنت أو في مكتبة عامة أو تجارية عن كتب تناقش هذه الموضوعات. ولا تنس أن تبحث عن اسم كاتب تلك المقالات التي على الإنترنت فربما تجد له كتبا منشورة أيضا. فلا شك أنك ستتعمّق في الموضوع خلال قراءتك عنه في كتاب طويل. ولا تنس أيضا أن تسأل بائعي الكتب والكتبيّين عن الكتاب الذي يتحدث عن موضوعاتك المفضلة؛ فهم يعشقون التفاعل مع القرّاء وتوصيتهم ببعض أنواع الكتب.
وإذا كنت تعيش في منطقة لا يوجد بها مكتبات عامة أو تجارية، فيمكنك الانضمام إلى إحدى تلك المكتبات على الإنترنت وتحميل الكتب على أجهزتك الإلكترونية.
- انتقل من مشاهدة الأفلام إلى قراءة الكتب
إذا كنت تحب مشاهدة الأفلام فشاهد الفيلم الذي أصله كتابٌ ثم مُثّل في فيلم، واقرأ الكتاب بعد ذلك. وإذا استطعت –وأنا أجزم أنك تستطيع- فلا تشاهد الفيلم قبل قراءة الكتاب. فإنك لو بحثت بسرعة في غوغل، ستجد أفلاما مصنّفة على أنها روايات مكتوبة، سواء كانت هذه الكتب قد تم الإعلان عنها أو سيتم في المستقبل القريب. وبعد انتهائك من قراءة هذا الكتاب، حاول مشاهدة الفيلم الذي تحول عنه. ستعرف حينها كمية ما فاتك عندما تركت الكتاب واكتفيت بمشاهدة الفيلم فقط!
- اقرأ في أدب الرحلات
إذا كنت من محبي السفر، فابحث عن الكتب التي تتحدث عن مكان رحلتك القادمة. واقرأ تلك الكتب قبل وأثناء وبعد السفر، وستجد بعد كل ذلك أنها جعلت رحلتك مُرضية جدا وغنية بالتجارب.
تدور كتب الرحلات والسفر غالبا حول السير في الطرق والأماكن المعروفة والمألوفة، لكنها قد تعرّفنا على أماكن جديدة أيضا. ليس هذا فحسب، بل وتشجعنا باستمرار على زيارتها والتعرف عليها.
- اقرأ القصص القصيرة
إذا كان يخيفك طول كتب الروايات فاستبدلها بكتب القصص القصيرة. فبالرغم من أنك قد تأتي على مثل هذه الكتب بسرعة في جلسة واحدة، لكنها ستفتح شهيتك لقراءة الأعمال الروائية الطويلة فيما بعد. وهناك الكثير جدا من كتب القصص القصيرة المتوفرة على الإنترنت التي بإمكانها أن تجعل القراءة إحدى عاداتك المنتظمة.
- اقرأ مع الأصدقاء
إذا كنت لا تستطيع القراءة بمفردك أو كنت تريد أن تُشْرِكَ أحدا معك في القراءة، فانضمّ إلى أحد نوادي الكتاب أو أسّس أنت نادياً جديداً.
بالرغم من أنني أفضل القراءة بمفردي لكنني أحيانا أحب مناقشة الكتب الغريبة مع الأصدقاء في نادي الكتاب.
إذا لم تجد أحد هذه النوادي بالقرب منك، فستجده على الإنترنت؛ فأنا كثيرا ما أناقش الكتب على الإنترنت مع القراء من مختلف أنحاء العالم، ويذهلني جداً مدى اختلاف تفسيراتنا لنفس الكتاب الذي قرأناه، فأستفيد بهذا شيئا جديداً باستمرار.
وهناك حل آخر وهو أن تبحث عمن يحب أن يقرأ فتطلب منه أن يقرأ معك نفس الكتاب الذي تريد أن تقرأه. أو اقرأ أنت معه نفس الكتاب الذي يقرأه وناقش معه الكتاب فصلاً فصلاً بعد ذلك. فهذا يجعلك تفهم الكتاب جيداً وتستمتع به بطريقة مختلفة.
- اشتر جهاز قارئ آلي
إذا كنت تعاني من ضيق الوقت، فاستعن بالقارئ الآلي أو استمع إلى كتابٍ صوتي جيد؛ فبهذا تستطيع أن تقرأ وأنت في انتظار دورك في البقالة، أو خلال الرحلات اليومية، أو أثناء قيامك بالأعمال اليومية المتكررة. ستُذهل حينها من كمية الوقت الذي قضيته في القراءة بعد أن كان يذهب منك سُدى. لذلك استعدْ بعضاً من هذه الأوقات الضائعة واجعلها من نصيب القراءة.
- اكتب يوميات
ابدأ بكتابة يوميات القراءة واكتب عن كل شيء قرأته في ذلك اليوم. فهذا سيساعدك في صقل أفكارك وتأملاتك داخل الموضوعات التي قرأتها. فهذه الأفكار هي بيت القصيد والهدف الأساسي من قراءة أي شيء. ثم انشر تلك اليوميات في إحدى المجلات أو المدونات على الإنترنت أو ما يحلو لك.
- ضع أهدافاً للقراءة
إذا كان يجذبك تحقيق الأهداف ومشاهدة التطور الكمّي في قراءتك للكتب، فاشترك في أحد المواقع على الإنترنت مثل “Goodreads” أو”LibraryThing” لتسجيل كل كتاب قرأته حسب تاريخ القراءة، وتستطيع أيضا وضع تقييمك لمدى إعجابك بذلك الكتاب. وأنا أستخدم أحد هذه المواقع لأراقب مكتبتي وقائمة الكتب التي أود قراءتها.
لا تتردد في أن تضع أهدافاً يوميّةً للقراءة، فتحقيق هذه الأهداف يشجعك على وضع أهداف قرائية أكبر وإنجازها بعد ذلك.
- استمع إلى بودكاست للكتب
استمع إلى بعض حلقات البودكاست المتعلقة بالكتب، والتي يتم فيها استضافة المؤلفين ومناقشة كتبهم. ففي كثير من المرات اشتريت الكتاب لأنني استمعت إلى مؤلفه وهو يتحدث عنه.
وهناك الكثير من حلقات البودكاست التي تستطيع أن تختار منها؛ فبالنسبة للقصة القصيرة أحب “The New Yorker Fiction” و” The New Yorker Writer’s Voice” و”NPR’s Selected Shorts”.
كما أحب أيضا “ BBC World Book Club“ و“CBC’s Writers and Company“ و“ BBC Radio 4 Book club“ و“ Guardian Books“.
- احضر الفعاليات أو المهرجانات الأدبية
إذا كان هناك أي مهرجانات أدبية متعلقة بالكتب تقام بالقرب منك؛ فحاول الذهاب إليها مرة في السنة على الأقل.
ففي كل سنة يقام عندنا معرض للكتاب، وفي كل شهر مهرجان أدبي، ولم تفتني هذه الفعاليات أبدا. لا أقول أنني أستطيع الذهاب إلى المهرجان طوال أيام الأسبوع ولكنني أجد الوقت في إجازة نهاية الأسبوع. ففي الاحتفال بالكتب مع القراء الآخرين متعةٌ استثنائية.
اقرأ ايضاً: لماذا لا أستطيعُ أن أُكمِل كتابًا؟