- بقلم: راشيل فيلتمان (10- أكتوبر- 2019).
- ترجمة: زينب عبد المطلب.
- تحرير: هياء العيسى.
يشعر مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) بالقلق – وبشكل خاص- على الأطفال حديثي الولادة المصابين بمرض الزهري.
من السَّهلِ القضاء على الالتهابات – إلا إذا ما عولجت –.
إليك ما تحتاج معرفته:
هل تشير كلٌّ من العدوى المنقولة جنسيًا (STIs), والأمراض المنقولة جنسيًا (STDs) لنفس الشيء؟ ماهي الأمراض المنقولة جنسيًا ذات المعدَّلات المرتفعة؟
بدايةً, سأقدم توضيحًا بسيطًا:
يستخدم مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) مصطلح (STDs) في تقاريره؛ وهو اختصار للأمراض المنقولة جنسيًا, لكن عندما نتوسع في الحديث عن الصحة الجنسية؛ فإن مصطلح العدوى المنقولة جنسيًا (STIs) أكثر دقة؛ إذ العديد من الإصابات بالعدوى لا تتحول إلى “أمراض”، بل آلام تُغيِّر وظيفة الجسم, فالهربس([1]) -على سبيل المثال- لا يسبب أعراضًا لدى غالبية الأشخاص المصابين به.
فالخلاصة: أن مصطلح العدوى الجنسية (STIs)يُغَطي قاعدة أكبر من مصطلح الأمراض الجنسية (STDs)؛ إلا أن تقرير مركز مكافحة الأمراض يسمي الأشخاص الذين تم تشخيصهم بعدوى -من قبل أطبَّائهم- بالمصطلح القديم والمألوف: الأمراض المنقولة جنسيًا (STDs).
ومن خلال ما سبق؛ نخلص إلى أنَّ مصطلح العدوى المنقولة جنسيًا (STIs) والأمراض المنقولة جنسيًا (STDs) لهما ذات المعنى؛ ولذلك عندما يقول مركز مكافحة الأمراض: (أنَّ معدلات الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا مرتفعة للغاية) لا يعني بالضرورة أن معدلات الإصابة بجميع الأمراض المنقولة جنسيًا قد بلغت ذروتها.
يًركِّزُ التقرير السَّنوي لمركز مكافحة الأمراض على: (الكلاميديا, والسيلان, والزهري)، وهي من الأمراض الشَّائعة التي تنتقل عن طريق الجنس بشكلٍ أساسي (يمكن أن تنتقل الكثير من الفيروسات العشوائية والأوبئة البكتيرية من خلال أشكال مختلفة من النشاط الجنسي، كما سيخبرك أي شخص قام بمواعدة شخص ما مصاب بالأنفلونزا، لكنك لن تصاب بالكلاميديا عن طريق السعال), ويتم الإبلاغ عن فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) بشكلٍ منفصل، كما بقيت معدلات الإصابة به ثابتة في السنوات الأخيرة بشكل عام.
كيف تغيّرت معدلات الإصابة؟
شَهِد عام 2018 ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات الإصابة بالأمراض الثلاثة الشائعة السابق ذكرها – وقد تأخّرت تقارير مركز مكافحة الأمراض لمدة عام تقريبًا؛ إذ استغرق تجميع البيانات وتحليلها وقتًا-؛ حيث تلقَّى مركز مكافحة الأمراض (580.000) بلاغ عن حالات مصابة بمرض السيلان، وهو ما يمثل زيادة بنسبة (5 ٪) عن عام 2017, حتى عُدَّ أسوأ عام للعدوى البكتيرية منذ عام 1991! كما قفزت الحالات بنسبة مهولة بلغت (63٪) منذ عام 2014.
كما سجلت الكلاميديا رقمًا قياسيًا؛ إذ وصلت الحالات إلى 1.7 مليون حالة, وارتفعت بنسبة (3 ٪) عن عام 2017, وبنسبة (19٪) منذ 2014.
وعُدَّ مرض الزهري أكثر تعقيدًا؛ إذ تظهر العدوى البكتيرية على عدة مراحل -إذا لم يتم علاجها بالمضادات الحيوية-, وزادت حالات المرحلة الأولى والثانية -وهما أكبر مسبب للعدوى- بنسبة (14٪)، لتصل إلى (35000) حالة, وهو أعلى رقم تسجلّه منذ عام 1991.
ويهتمُّ مركز مكافحة الأمراض اهتمامًا بالغًا بتنامي الإصابة بمرض الزهري الخَلْقي عند الأطفال حديثي الولادة، والذي قد يسبب مشاكل صحية خَطِرَة أثناء مرحلة البلوغ, وقد تلقَّى مركز مكافحة الأمراض (1300) بلاغ في عام 2018، وهو ما يمثل زيادة بنسبة (40٪), كما زادت الوفيات المرتبطة بهذا المرض بنسبة (22٪), حيث بلغت (94) حالة وفاة، وهذا مع وجود القدرة على علاج المرضى -بسهولة- بواسطة المضادَّات الحيوية؛ إذا توفَّرت الرعاية الطبية.
لماذا ترتفع معدلات الأمراض المنقولة جنسيًا؟
الواضح أنَّ العوامل المذكورة أعلاه ليست المسؤولة عن مأزقنا الحالي؛ فوفقًا لتقريرٍ نشرهُ مركز مكافحة الأمراض في شهر فبراير بُيِّنَ فيه: أن ارتفاع نسبة انتقال مرض الزهري بين الجنسين يرتبط ارتباطًا وثيقًا بأوبئة تعاطي المخدرات الحديثة، ويمكن معالجته من خلال توفير إمكانية أفضل للحصول على المشورة والرعاية الصحية.
ويفيد مركز مكافحة الأمراض أيضًا أن أكثر من نصف برامج الوقاية من الأمراض المنقولة جنسيًا قد شهدت انخفاضًا في ميزانياتها في السنوات الأخيرة؛ مما أدى إلى إغلاق العيادات، وتقليص إمكانية الفحص، وفقدان الموظفين، والحد من متابعة المرضى.
ما مدى قلق الناس بشأن الأمراض المنقولة جنسيًا؟
الخبر السار هو أن جميع الأمراض الثلاثة -المذكورة أعلاه- بكتيرية؛ ومن السهل علاجها عمومًا, الأخبار السيئة تكمن في أنَّ كلمة “عمومًا” مخادعة!
ففي معظم الأحوال تكون الحالات المصابة بأحد هذه الأمراض الثلاثة المنقولة جنسيًا على ما يرام بعد تناولهم المضادات الحيويَّة, وقد لا تتعرض لأي أعراض سيئة, لكن المشكلة في أن الكثير من الناس لا تخضع للفحوصات؛ مما يعني أنها لا تتلقى العلاج، ويمكن أن تنقل العدوى إلى شركاء آخرين؛ فإذا زاد عدد الأشخاص المصابين بهذه العدوى؛ زاد عدد المضادات الحيوية التي نحتاجها لعلاجهم – ومن المرجح أن تزيد مسببات المرض من مقاومته-, ولهذا السبب؛ من المهم ممارسة الجنس الآمن وإجراء الفحوصات في وقت مبكر, وبشكل دوري.
كيف يمكن للنساء الحوامل تجنب مرض الزهري الخَلْقي؟
من المهم أن نتذكر أنه يمكن للناس تمرير مرض الزهري ذهابًا وإيابًا؛ فإذا عُولجَ المريض ولم يعالج شريكه؛ فيمكنه أن ينقل للسليم العدوى مرة ثانية في أي وقت! فإذا كنتِ لا تزالين على اتصال جنسي مع شريكٍ لم يجري اختبار مرض الزهري، أو تم تشخيصه بالمرض ولم يتابع العلاج، أو كان على اتصال جنسي مع أشخاص آخرين؛ فيجب عليكِ حينها إعادة إجراء الفحوصات مرة أخرى خلال الثلث الثالث من الحمل؛ للتأكد من انتفاء الحاجة إلى جرعة علاجية أخرى, ويحثُّ مركز مكافحة الأمراض مقدمي الرعاية الصحية على اتباع هذه البروتوكولات, والانتباه للمرضى المعرَّضين للخطر, فإذا لم ينبهكِ الطبيب بأهمية إجراء هذا الفحص؛ لا يعني أنك على بر الأمان.
ماذا يمكننا أن نفعل للحد من معدلات الأمراض المنقولة جنسيا؟
يعمل مكتب مساعد وزير الصحة (OASH) على خطة العمل الفيدرالية للعدوى المنقولة جنسيّا STI، ومن المفترض أن تكون جاهزة بحلول عام 2020, وحتى ذلك الحين؛ تقع المسؤولية على الأطباء والمرضى؛ لإجراء التغيير, وإجراء الفحوصات, والحصول على العلاج, واستخدام الواقي الذكري, والتحدث مع الشركاء حول اختبارات العدوى المنقولة جنسيًا STI السابقة والحالية, وإظهار التشخيص الخاص بالمريض, وتناول المضادات الحيوية على النحو المطلوب, وعدم إحراج الأصدقاء أو العائلة أو الشركاء المصابين أو المعرضين للإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا؛ بل ينبغي تشجيعهم على إجراء الفحوصات وتناول العلاج, والصراحة عند الإجابة حول السجل الجنسي مع الطبيب -حتى لو لم يكن موجودًا لمناقشة مشكلة متعلقة بالجنس-, وسؤال الحكومة المحلية عن سعيها ودعمها لمراقبة صحة السكّان المعرّضين للخطر؛ فالتأكد من حصول كافة فئات المجتمع على رعاية طبية؛ أفضل طريقة لمراقبة العدوى.
ويمكن لأي شخص أن يصاب بالأمراض المنقولة جنسيًا؛ إلا إذا كنا أذكياء بكيفية ممارسة الجنس, وتأكَّدنا أنّ كل شخص في البلاد يتمتع بسهولة الوصول إلى الفحوصات والعلاج؛ يمكننا حينها منع الأمراض المنقولة جنسيًا من التحول إلى أوبئة خَطِرَة.
([1]) مرض فيروسي يسبب تقرّحات.