- د. محمود الغزالي
- تحرير: محمد الفضيلي
تتمثل المشكلة التي نتحدث عنها في:
ما هو سر تقدم وتخلف الشعوب والأمم؟
وهل الإسلام سبب في تخلف الشعوب والدول الإسلامية؟
اختلفت الآراء وتباينت حول الإجابة عن هذا التساؤل، فالبعض يحلو له أن يربط التقدم بالإنسان، والبعض يحلو له أن يربط ذلك بالثروة وكميتها ووجودها، والبعض يربط ذلك بالأيديولوجيا والأديان التي يعتنقها الناس، والبعض يربط بالزمن، والبعض يربط بالمكان، والبعض يربط بالأفكار السائدة، والبعض يربط بالأخلاق والتعاملات الإنسانية، والبعض يربط بنوعية التفكير، والبعض يربط بالعلماء والمفكرين، والبعض يربط بالعمل والعاملين، والبعض يربط بالسياسة والسياسيين، والبعض يربطه بالخالق وإرادته، والبعض يربطه بالإيمان والكفر.
وهنا تأتي التساؤلات:
هل التقدم مرتبط بأي من هذه الأمور التي ذكرت؟, أو هو مزيج منها جميعا؟ أو مرتبط ببعضها دون البعض الآخر، هل الدين يؤثر سلبا أو إيجابا؟ هل الدين من أسباب التقدم أو التخلف؟ أو أن الواقع المتخلف الذي تعيشه بعض المجتمعات جعل البعض منهم يظن أن الدين هو سبب ذلك، هل هناك ارتباط وتلازم بين الدين والتقدم؟ أو على العكس لا بد أن يفصل الدين ويكون معزولا، أو يكون موجودا في حين دون حين ليحصل التقدم، ما الذي حدا بالبعض أن يربط بين الدين والتقدم، هل التمسك الحقيقي بالدين له ارتباط بتقدم الشعوب والأمم؟ أو هل التعاليم التي يدعو إليها هذا الدين هي التي لها علاقة بالتقدم والتخلف، هل أقوال وأفعال بعض المنتمين لهذا الدين هي التي تجعلنا نحكم بأن هذا الدين سبب للتخلف ؟ وهل هذه النظرة سليمة…أم أن البعض اتخذها حجة فقط لإلصاق التخلف بالدين؟ وأن هذا يدخل تحت الهجمة الشرسة التي يحملها الأعداء لهذا الدين، هل القول بالتلازم بين الدين والتقدم مسألة من الدين؟ وهل القول بعدم التلازم بين الدين والتقدم مسألة تخالف الدين؟ لا شك أن الإجابة عن هذه الافتراضات والتساؤلات أعلاه تولد لدى القارئ انطباعا أوليا عن أن ما يدور بخلد كل واحد منا حول هذا الموضوع هي نفس الإجابات عند الآخرين تقريبا.
إذن فلماذا يوجد عند البعض بعض الشبهات أو الشك؟ أم أنها قناعات يحملها البعض، وهل لواقع مجتمعاتنا المتخلف دور في نشأة هذه الشبهات والشكوك؟ أو أن هناك من يوجه هذه الأفكار، وهناك من يتبناها بقصد أو بغير قصد، هل ذلك مرتبط بنظرية المؤامرة؟ أو أن هذا تفكير طبيعي وتسلسل منطقي ناشئ مما تعيشه المجتمعات المتخلفة.
وكيف يجب أن نتعامل معه؟ ومع من يحمل هذه الأفكار بقصد أو بدون قصد؟ وهل توقفنا عند القول بنظرية المؤامرة سيعمل على حل المشكلة أو الإجابة عن التساؤلات والشكوك؟ أو أن التعامل الصحيح هو تجاوز هذه النقطة ومحاولة الإجابة أو إزالة اللبس عند البعض دون البحث عن النوايا والخبايا أو توقعها، وأن التعامل السليم مع الأفكار غير الصحيحة, ومع المشكلات التي تعترض الفرد هو الإجابات السليمة وبيان النظرة الصحيحة. وهذا هو المنهج البحثي السليم في التعامل مع المشكلات الذي يهتم بجوهر المشكلة ولا يهتم بالأشخاص, بعيدا عن التعصب أو التشكيك والتخوين.
وبعد هذه المقدمة والتمهيد نأتي لنحاول الوقوف على الإجابة عن تساؤل المشكلة على النحو الآتي:
إن المتتبع للتاريخ يلحظ أن الشعوب والأمم والحضارات مرت بفترات ازدهار وتقدم, ومرت بفترات ضعف وتخلف، وقد نشأت حضارات قديمة ازدهرت وتطورت وتقدمت, كالحضارة الفرعونية والصينية والهندية والبابلية والآشورية والسبأية والحميرية والفارسية والرومانية، وقوم عاد ومدينتهم إرم التي لم يخلق مثلها في البلاد، وقوم بلقيس وعرشها العظيم، ولو تتبعنا هذه الحضارات وتقدمها لتبين لنا أنها حضارات كانت لها ديانات وأفكار باطلة، ومع ذلك تقدمت وازدهرت.
وهناك حضارات أخرى كملك سليمان الذي لا ينبغي لأحد من بعده، وذي القرنين صاحب سد يأجوج ومأجوج الذي بني على غير عادة سابقة، وملك داود، والحضارة الإسلامية وخاصة في عهد ازدهارها أيام هارون الرشيد، وغيرها من الحضارات التي آمن أصحابها وكانوا على الدين الحق، وقد حققت تقدما وازدهارا ليس له نظير.
إذن فالتقدم العمراني والحياتي ليس بينه وبين الدين تلازم حتمي، وإلا استلزم أن نقول أن أصحاب الديانات الباطلة لا بد وأن يكونوا متخلفين في ركب الحضارة والتقدم، وهذا لم يحصل.
ومن خلال هذا وذاك نستنتج أن هناك عوامل أخرى غير الدين جعلها الله عزوجل سببا في حصول التقدم الحضاري والمادي، وأن الله عزوجل خلق في هذا الكون نواميس من تمسك بها وعمل على تطبيقها فإنه ينال التقدم المادي والحضاري، بغض النظر عن الديانة التي يعتنقها أصحاب هذه الحضارة، ومن هذه النواميس مثلا: الصدق والأمانة والوفاء والإخلاص والتفاني، والجد والنشاط، والرحمة والإنسانية، والحرية والعدالة والمساواة، واستخراج الموارد المتاحة واستغلالها الاستغلال الأنسب، وتوزيعها التوزيع العادل، فمن حقق بهذه الأمور فإنه ينال الرفعة والتقدم الدنيوي، بغض النظر عن الدين والمعتقد الذي يحمله، وهل هو على صواب أو على خطأ.
لذا وجدنا مثلا أن من صفات القائد الناجح التي ذكرت في القرآن: حفيظ، عليم، قوي، أمين، رحيم ليس فظا ولا غليظا، عادل، ولم نجد شرط كثرة العبادة أو السجود أو قراءة القرآن منها. لأن الشروط الأولى خيرها متعد تنفع صاحبها وتتعدى إلى غيره من المواطنين. بينما الشروط الأخرى خيرها قاصر على صاحبها فقط.
وإذا كان الأمر كذلك، وأن التقدم والازدهار المادي لا يتلازمان مع الدين الحق، فما فائدة الدين إذن؟, وما فائدة تعاليم الإسلام ومبادئه وقواعده ونظمه وأوامره ونواهيه؟ ما فائدة الدين إذا كان التقدم يرتبط بنواميس وأمور أخرى غير الدين؟ وما فائدة تعاليم الإسلام ومبادئه وقواعده ونظمه وأوامره ونواهيه ؟
إن الله عزوجل عندما خلق الناس أمرهم بالاستخلاف وعمارة الأرض، وعمارة الأرض تعني التقدم المادي، الذي يرتبط بالنواميس الإلهية التي ذكرناها، أما الاستخلاف فيشمل إلى جانب ذلك إقامة الدين وتوحيد الخالق؛ لذا فكلما ابتعد الناس عن دين الله وانحرفت فطرتهم عن التوحيد والدين الحق قام الله بإرسال الرسل ليردوا الناس إلى الطريق الصحيح والصراط المستقيم.
إن الشعوب والأمم والحضارات قد تتقدم وتزدهر في ناحية العمران والمادة إن عملت وطبقت النواميس المذكورة، ولكن ما الذي يحمي هذا التقدم ويطيل في عمره، ما الذي يضمن عدم انحراف هذه المجتمعات والأقوام عن الطريق السليم الذي تستحق بموجبه العقاب الإلهي الجماعي الذي استحقته كثير من الأمم السابقة، التي وصلت إلى أوج التقدم المادي والعمراني ولكنها انحرفت عن طريق الاستخلاف الحقيقي الذي يعتمد على توحيد الخالق والاستسلام والخضوع والانقياد له دون غيره، وإضافة النعم إلى المنعم الحقيقي.
وجدنا على سبيل المثال قوم فرعون وحضارة الفراعنة عندما انحرفت عن المنهج القويم وألهوا فرعون، وبغوا وأفسدوا في الأرض أغرقهم الله هم وفرعونهم، وكذا قوم عاد عندما سيطر عليهم الغرور والكبر أهلكهكهم الله بريح صرصر عاتية.
وهكذا نجد أن المدنية والتقدم المادي الذي حصل بنواميس أخرى غير الدين قد ينحرف أقوامها، فيستوجبون العقوبة المزيلة لهذه النعم؛ لأنهم لم يحموا هذه المدنية والتقدم المادي بالدين الحق، ولم ينسبوا النعم إلى المنعم الحقيقي فظلموا أنفسهم، واستحقوا العقاب، لأن الظلم هو وضع الشيء في غير محله.
ولنعد الآن إلى موضوعنا الأساسي الذي يثيره البعض وهو يتمثل في الأسئلة الآتية:
- السؤال الأول: هل الإسلام هو المشكلة ؟
لا شك أن من يعرف الإسلام ويعرف مبادئه وأهدافه وخصائصه ووسائله، يجد أنه قد حمل أنبل الأهداف والمبادئ، وأن أي أمة تطبقها في واقعها لا شك أنها سترتقي وتعلو، كما أن خصائصه وتشريعاته فيها من السعة المرونة والقابلية لأن تستوعب جميع الحوادث والمستجدات في أي عصر من العصور، كما أن وسائله ليست جامدة ولا محدودة بل هي متجددة ومتعددة وقابلة للتطبيق؛ إذن فالإسلام من الناحية النظرية ليس سببا في المشكلة ولا يمكن أن يكون كذلك، وأكبر دليل على ذلك أن دولته وصلت في فترة من الفترات لأن تكون أرقى دول المعمورة، فوجدت الاختراعات والابتكارات التي عجز العالم إلى يومنا هذا عن محاكاتها، بل وحتى عجزوا عن تفسير النظريات العلمية التي استندت إليها، وما ساعة الطيور في الجامع الأموي، وساعة الأسود في الأندلس، وتحويل التراب تبرا، إلا شاهد بسيط على التقدم الهائل الذي وصل إليه المسلمون في ذلك الوقت.
- السؤال الثاني: هل الإسلام سبب تخلف المسلمين في هذا الزمن؟
لمعرفة الإجابة عن هذا السؤال نستعرض تاريخ الإسلام: فنجد أن المسلمين وصلوا إلى ذروة المجد والتطور والسيطرة في فترات مختلفة من تاريخنا الإسلامي وذلك عندما طبقوا تعاليمه، وما عهد عمر بن عبدالعزيز وهارون الرشيد عنا ببعيد، ولو كان الإسلام سببا للتخلف لما قامت له حضارة ودولة في أي عصر من العصور.
- السؤال الثالث: هل نحن بحاجة إلى أن نترك تعاليم الإسلام لننطلق في مجال التقدم والبحوث؟
الجواب: لا، لسنا بحاجة إلى ذلك، بل على العكس من ذلك فتعاليم الإسلام تحثنا على العلم والتقدم والرقي، فأول آية نزلت هي {اقرأ باسم ربك الذي خلق} العلق: 1.
- السؤال الرابع: هل تعاليم الإسلام جامدة وسببت عرقلة للمسلمين ؟
لا، ليست كذلك، فلو كانت كذلك لما حقق المسلمون تقدما يذكر في أي عصر من العصور، ولو كانت جامدة فلن تدوم دولة الإسلام إلى يومنا هذا، وكانت قد انتهت وتوقفت في القرن الأول أو الثاني الهجري.
- السؤال الخامس: هل أصبحت هذه التعاليم لا تتناسب مع العصر الحاضر لأنها نزلت ووضعت لتناسب العصر الذي نزلت فيه فحسب ؟
هذا الكلام غير صحيح، والدليل على ذلك أن الإسلام في بدايته وجد في جزيرة العرب، ثم توسع وانتشر والتقى وتفاعل مع غيره من الحضارات كالحضارة الفارسية والرومانية وغيرهما، واستوعبها وتعامل معها واستفاد منها مع شيء من التهذيب والتطوير.
- السؤال السادس: هل يجب علينا أن نفصل الدين عن الدولة حتى نحقق التقدم العلمي الذي ننشده ؟
لا يجب علينا ذلك؛ بسبب ما قدمنا من عدم حتمية التلازم بين الدين والتقدم العلمي من جهة، ومن جهة أخرى فقد أثبت واقع الحضارة الإسلامية في القرون الوسطى خطأ هذه المقولة بالنظر إلى ما وصلت إليه من تقدم ورقي في حين أن الحضارات الأخرى في حينها كانت تعيش عصور الانحطاط والظلام والتخلف.
وبعد الإجابة عن هذه الأسئلة نأتي الآن لندلل ونمثل أن الإسلام من الناحية النظرية يعد أكمل الدساتير والأنظمة، وأن السر في تخلف المسلمين والدول الإسلامية في هذا الزمن ناتج عن بعدهم عن تعاليم الإسلام، وعدم تطبيقها، لا عن الإسلام نفسه كما يحلو للبعض أن يدعي.
فمثلا في النظام الاقتصادي في الإسلام:
يتميز الاقتصاد الإسلامي عن غيره من النظم بميزات ونظريات وأفكار متعددة، تجعله ينال الصدارة والتفوق إن طبقها المسلمون في واقعهم منها على سبيل المثال:
- النظرية الاقتصادية العامة في الإسلام هي نظرية الكفاية والحاجة، أي كفاية الموارد لحاجات الناس، وتعني: أن الله أودع في كل بلد من البلدان من الموارد الذاتية والبشرية ما يكفي ويغني الناس في تلك البلاد، ففي كل بلد توجد ثروات تكفي بحاجة سكان تلك البلاد، كالمعادن والثروة البترولية والبحرية والحيوانية والزراعية والسياحة والصناعة والأنشطة البشرية، وما على الناس إلا أن يقوموا باستخراج هذه الثروات واستغلالها الاستغلال الأمثل وتوزيعها على السكان التوزيع العادل، وبناء على هذه النظرية السليمة لا توجد بلدان فقيرة في أصلها وبلدان غنية في أصلها، وإنما توجد بلدان استخرجت الثروات التي وجدت في بلدانها واستغلتها الاستغلال الأمثل ووزعتها على سكانها ومواطنيها التوزيع العادل السليم فأصبح سكانها أغنياء ودولتهم غنية، ودول أخرى لم تستخرج الثروات أو استخرجتها ولم تستغلها الاستغلال الصحيح، ولم توزعها على سكانها ومواطنيها التوزيع العادل السليم، فأصبح سكانها فقراء، وأصبحت تسمى بالدول الفقيرة.
ولو طبقت هذه النظرية من قبل العالم لعاش الناس في سلام وأمان بعيدا عن التكالب والصرعات، ولأصبح التنافس والتعاون هو السائد بين دول العالم، ولكن هيهات هيهات.
- النظرية الاقتصادية الدولية العامة تقوم على أساس تكدس الثروات في مناطق معينة من العالم، وتعني: أنه توجد مناطق معينة ومحدودة في العالم توجد فيها ثروات هائلة وبكميات ضخمة، بينما هناك دول ومناطق محدودة الثروات، ونتج عن هذه النظرية الخاطئة أن الدول القوية القادرة تسعى للاستحواذ على هذه الثروات المكدسة في تلك البقع من العالم بطريقة أو بأخرى، حتى وإن أدى ذلك إلى الاستيلاء بالقوة العسكرية أو الاحتلال أو فرض السيطرة واستغلال النزاعات والانقسامات التي يخلقونها بهدف السيطرة والاستحواذ، وهذا يفسر لنا سر تكالب الدول التي تسمى بالعظمى على تقاسم النفوذ وخلق الصراعات وتغذيتها في الدول العربية على سبيل المثال، للاعتقاد السائد عند هذه الدول الطامعة بأن العالم العربي يحمل الثروات الهائلة.
وفي الختام تأتي النتيجة, أنه لا يمكن لدين حمل كل هذه المبادئ القيمة، والنظريات السليمة، والأهداف العظيمة، والتشريعات المرنة المتوائمة مع كل زمان ومكان وحدث أن يكون السبب في مشكلة تخلف المسلمين في زماننا هذا، وأن المشكلة في المسلمين أنفسهم الذين ابتعدوا كثيرا، أو شوهوا الإسلام وأظهروه على غير صورته الحقيقية، أو استخدموا الدين والتدين لأغراضهم الدنيوية وأهوائهم المادية، أي أنهم باعوا الدين الدنيا، وحالهم:
يا بائع الدين بالدنيا وزينتها
أصبحت يا هذا لا دنيا ولا دينا
فالمشكلة إذن في المطبقين والحاملين، لا في الإسلام ومبادئه وأحكامه ونظرياته، وعلينا أن نفرق بين النظرية وتطبيقها، وبين الدين وما يحمله من مثل وآراء بناءة وبين أتباعه الحاملين له، فلا يمكن تحميل الدين والإسلام مالا يحتمل.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين
جزاك الله خيرا ، وجزا الله صاحب الموقع خير الجزاء
لكن هناك نقطة اشار اليها الكاتب عن الاقتصاد الإسلامي اظن انها تفتقر إلى دليل، وهي النظرية التي سماها الكاتب نظرية الكفاية والحاجة وقال انها النظرية الإسلامية ..
اتمنى ان كان الكاتب يقرأ تعليقي أن يرد بالدليل عليها أو أي أحد يستطيع .. وشكراً
آمين وإياك عني وعن صاحب الموقع.
شكرا جزيلا يا أستاذ أسامة لحسن تفاعلك مع الموضوع، واهتمامك بقضايا الاقتصاد الإسلامي.
بالنسبة للنظريتين الاقتصاديتين اللتين ذكرتهما في المقال، فهما مما أحفظهما وأتذكرهما تذكرا تاما لأهميتهما، وهما مما استفدناه من دراستنا لمادة الاقتصاد الإسلامي في مرحلة تمهيدي الماجستير.
والواقع يشهد لهما، ولصدق محتواهما.
وفق الله الجميع.
بارك الله فيك دكتورنا، أمتعت وآلمت في آن واحد.
طيب طالما قلت أن الدين ليس لازما من لوازم التقدم وأن شعوبا وأمما تقدمت وهي كافرة ، فهل ينطبق هذا الكلام علينا كمسلمين : أن نأخذ منهم أسباب التقدم والتطور ونكون مثلهم في ميادين التقدم والتطور بدون الحاجة إلى الإلتزام الديني ؟ أم أن أسباب التقدم عند المسلمين لها بعد غيبي يختلف عن الكفار إذ أن الله اقتضت حكمته أنه لن يعزنا ويرفع شأننا دنيويا إلا إذا تمسكنا بالدين ؟ وهل يمكننا استشفاف ذلك من قول عمر رضي الله عنه : نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله ؟ وهل فرَض الله علينا هذا الشرط الازم للتقدم ألا وهو التمسك بالدين لحكمته سبحانه التي اقتضت علينا كمسلمين أن نبلغ دين الله في الأرض وأيضا لطبيعة ولزوم وجود المدافعة و الصراع بين الحق والباطل في الدنيا ؟