- د. إدوارد إبرامسون
- ترجمة: رنا عفيفي
- تحرير: الجوهره باوزير
إذا كنت تعتقد أن وزن طفلك آخذٌ في الازدياد فأنت لست وحدك، فعدد الأطفال زائدي الوزن تضاعف ثلاث مرات منذ الستينيات.
ووفقًا لمركز مراقبة ومنع العدوى CDC فإن حوالي 14.4 مليون طفل (19.3%) ممن تتراوح أعمارهم من عامين إلى تسعة عشر عامًا كانوا مصابين بالسمنة، والأرقام أسوأ ما بين الأطفال والمراهقين المنتمين للأقليات العرقية، فقد وصل معدل الانتشار إلى 25.6% بين ذوي الأصول الإسبانية، و24.2% بين الأطفال الأمريكيين من أصلٍ إفريقي.
كيف تعرف إن كان طفلك زائد الوزن؟
على الرغم من وجود بيانات جيدة تشمل أعدادًا كبيرة من الأطفال، إلا أن تحديد السمنة لدى أي طفل ليس بالأمر اليسير، فالأطفال لا يسير نموهم جميعًا على نفس الوتيرة، لذا من الصعب تحديد ما إذا كان طفلك قد اكتسب وزنًا نتيجة طفرة في النمو، أو أن هذه الزيادة تعكس شيئًا مثيرًا للقلق. وقد وضع مركز مراقبة ومنع العدوى مؤشرًا لقياس كتلة الجسم مدرَّجًا مئويًّا اعتمادًا على العمر، وعلى الرغم من أنه ليس مقياسًا مثاليًّا إلا أنه سيخبرك بكتلة جسم طفلك مقارنة بالأطفال الآخرين من نفس عمره.
ما الذي يجب عليك تجنبه؟
إذا توصلت لقناعة أن وزن طفلك زائدًا أو مصاب بالسمنة فأول ما عليك فعله حينها ألا تلزمه باتباع حمية غذائية. هناك أدلة كثيرة على أن اتباع حمية غذائية في مرحلة الطفولة يؤدي إلى نتائج عكسية، ومنها الشعور بالخجل، وضعف الثقة بالنفس. وقد عملت مع المئات من المراهقين والبالغين الذين يعانون من اضطرابات الطعام، ولقد أخبرني معظمهم بأنهم قد اختبروا حميات غذائية فاشلة خلال طفولتهم.
وهناك طريقة أخرى جُرِّبَت وثَبُت فشلها ألا وهي منع الطفل أطعمة معينة، فالتصريح بأن المكرونة والجبن والمثلجات أو رقائق البطاطا أطعمة سيئة ويجب تجنبها سيثمر برد فعل عكسي، وسيزيد جاذبية هذه الأطعمة المحظورة! وستكون حينها كمن يرسم خطوط المعركة للنزاعات التي ستنشب بينك وبين طفلك ضامنة استمرار الصراع الذي سيتركك أنت وطفلك غير سعيدين.
وهنا يأتي السؤال: “لكنني لا أريد أن يعاني طفلي من أي اضطرابات في الأكل أو مشاكل صحية أو الشعور بالنقص الذي يصاحب السمنة عادةً، فماذا عليّ فعله؟”
كيف يمكنك المساعدة؟
بدلًا من الحمية الغذائية يمكنك التركيز على الأكل الصحي وأن تصنعه بنفسك. دع أطفالك يرونك وأنت تستمتع بتناول الفاكهة والخضروات، كما يمكنكم محاولة زراعة بعضها. يكفي في ذلك استخدام أواني الزراعة التي تعلق على النوافذ -أو حتى بوضع التربة للزراعة في أكواب ورقية- واستخدام شتلات الجزر أو أي من الخضر التي تنمو براعمها سريعًا، سيثير ذلك اهتمام طفلك. وإذا كنت تعيش جوار أحد البساتين التي تتيح لك اختيار خضرك بنفسك، فخطط لاصطحاب أطفالك في نزهة لها وشجعهم على دعوة أحد أصدقائهم لاختيار الفراولة أو التوت.
لا تُحبط إن استمر أولادك في رفضهم تناول الخضروات، فعادةً ما يستغرق إقبال الأطفال على تجربة نوع جديد من الطعام عشر محاولات. ابدأ بتقديم الخضروات الجديدة والأصغر حجمًا كالبازلاء الحلوة والجزر الصغير، بدلًا من الخضروات التي لها مذاق قوي كالبروكلي أو الهليون.
ومن قال إن عليك التوقف عن اللعب بالطعام؟ استمتع بالأغذية الملونة. كما يمكن للأطفال الصغار طهي الخضروات وتزيين أطباق التقديم بالخضر وأنواع التوت والأعشاب -وإن توفرت يمكن تناول الزهور الصالحة للأكل-، وتأكد حينها من تناول حصتك كاملة وأن تثني على طاهيك الصغير.
ماذا عن الوجبات السريعة؟
إن منع أي نوع من الطعام مهما كان مسببًا للسمنة قد يؤدي إلى نشوء نوع من الصراع والضيق لدى الأطفال في كل الأعمار. إليك مثال على ذلك: إذا كان طفلك في المدرسة المتوسطة وقد توقف أصدقاؤه لتناول مشروبًا مثلجًا فماذا عليه أن يفعل؟ إذا لم يكن معه شرابًا مثلهم وسأله أصدقاؤه لماذا لا يشاركهم، فغالبًا ما سيشعر بالإحراج من إخبارهم بأن والديه يمنعانه من ذلك. حتى إن كان على علم بأن السعرات الحرارية الخالية -التي لا تحمل قيمة غذائية- غير مفيدة فمن المحتمل أنه سيتأثر بهم وسيتناول الشراب المثلج مثلهم، وغالبًا ما سيشعر بالذنب فيما بعد وسيكذب عليك.
لذا بدلًا من منع الأطعمة يمكنك أن تشرح له أن بعض الأطعمة قد تكون لذيذة لكنها لا تقدم لنا أي قيمة غذائية. طمئن أطفالك أن الأطعمة لا يمكن تناولها بشكل روتيني، لكن يمكنهم الاستمتاع بتناولها في بعض الأحيان.
ومن الجدير بالذكر أن طفلك في مرحلة النمو لا يحتاج لخسارة الوزن، فثبات وزنه يعني أنه على الأرجح سينحف مع استمراره في النمو.
اقرأ ايضًا: هل يجب علينا منع الوجبات السريعة في المدارس؟