التربية والتعليم

هل يجب علينا منع الوجبات السريعة في المدارس؟

خمسة خبراء يجيبون عن هذا السؤال

  • ساشا بتروفا
  • ترجمة: ميار رمضان
  • مراجعة: مصطفى هندي
  • تحرير: رنين الأحمد

معدلات السمنة في استراليا وحول العالم في تزايد مستمر، ومنذ سنوات طوال ومنظمات الصحة العامة والطب تناشد المدارس بمنع بيع الوجبات السريعة لوقف هذا التزايد.

فمنذ عام 2007، مُنعت الأغذية والمشروبات التي تحتوي على دهون أوسكريات في المدراس الحكومية في غرب استراليا. وفي دراسة أجريت عام 2008، أثبتت أن الأطفال الذين يعيشون في غرب استراليا يأكلون بشكل صحي أكثر من غيرهم نتيجة لمنع هذه الوجبات. ومع ذلك لازال هناك بعض المدارس الإقليمية التي لا تكافح من أجل الالتزام بهذا المنع.

حظرت بعض البلدان، بما فيها كندا وشيلي، الوجبات السريعة في مدارسها. فهل ينبغي على استراليا أن تفعل نفس الشيء؟

قمنا بطرح هذا السؤال على خمسة خبراء، وكانت النتيجة أن أربعة من أصل خمسة قالوا “نعم”.

  • آنّا بيترز، وهي أخصائية في علم الأوبئة للصحة العامة ،قالت: نعم.

أوضحت آنا أن في استراليا يعاني واحد من كل أربعة أطفال من فرط الوزن أو السمنة، وأحد أسباب ذلك هي حقيقة أن ثلث طاقة أطفالنا اليومية يكتسبوها عن طريق الوجبات السريعة. نعرف جميعا بأن نظامنا الغذائي يتأثر بشكل كبير بالطعام المحيط بنا. قامت شركة جوجل في الآونة الأخيرة، بجعل الأغذية الصحية متاحة في أماكن العمل التابعة لها. ومنذ ذلك الحين ازداد تناول الموظفون للأغذية والمشروبات الصحية في أماكن العمل. كما أوضحت 91 دراسة بحثية على مستوى العالم نفس النتيجة في المدارس.

كلما زادت الوجبات السريعة، كلما زاد طلب الأطفال لها. لذا تغيير الوجبات السريعة المتاحة في المدارس سوف يشجع الأطفال على تناول الطعام الصحي، وذلك لأنهم يمضون معظم الوقت في المدرسة، لذلك إذا كان تزويدهم بأطعمة شهية وميسورة التكلفة وصحية، سوف يرفعهم درجة على مستوى الصحة والبنيان، فلم لا نفعل ذلك؟

  • دارين باول، وهو محاضر في التربية البدنية، قال : لا.

أوضحت باول أن المجتمعات الغربية تميل إلى التركيز على الجوانب الصحية للغذاء، وتصنيفها على أنها ببساطة إما “جيدة” أو”سيئة”.

ولكن الغذاء مرتبط بجوانب أخرى في الحياة، بما في ذلك الثقافة والسياسة والتنشئة الاجتماعية. فالموز “صحي” من الناحية الغذائية، غير أن الأشخاص الذين يجمعونه يخضعون لظروف عمل سيئة. وربما لا توافق شريحة الكعك السكرية التوجيهات الغذائية، ولكن عندما ننظر إليها من ناحية الخبز والتشارك والاحتفال والتمتع بأكلها، نرى أنها تزيد من سعادتنا.

ربما يؤدي منع الوجبات السريعة في المدارس إلى تناولها بطرق غير صحيحة. فعلى سبيل المثال، ربما يخجل الطفل (أو حتى والديه) من جلب قطعة الكعكة إلى داخل المدرسة، في حين أن هذا المنع لا يطبق على الفوارق الغذائية التي تجعل من الصعب على الأطفال الحصول على الغذاء ” الصحيح” خارج أبواب المدرسة.

  • إفلين فولدرز، وهي أخصائية التغذية في قسم الأطفال، قالت: نعم.

أوضحت إفلين بأن الإعلانات التي تعرض على التلفاز والأجهزة المحمولة ووسائل النقل واللوحات الإعلانية تجذب نظر الأطفال. والواقع أن هذا الكم الهائل من المنافذ الغذائية والأطعمة يتزايد بالتزامن مع ازدياد خدمات التوصيل مثل أكلات أوبر، مما يجعل الغذاء غير الصحي يبدو جذاباً وسهل المنال. فينبغي حماية الأطفال من ذلك، على الأقل في إطار المدارس. ولذا فالتعرف على الخيارات الغذائية الجيدة في بيئة محكومة يشكل خطوة نحو الحد من معدلات البدانة بين الأطفال.

هناك ظروف أخرى تجعل للأطفال الحرية في الاختيار وتعلم كيف يتحكموا في هذا الكم الهائل من الأكل غير الصحي حولهم. فكل طفل يتعامل مع مطعم المدرسة بطريقة مختلفة (فبعض الأطفال يتعاملون معه يوميا، وآخرون يتعاملون مرة كل فصل دراسي)، فلذلك ربما لا يؤثر المنع على كل طفل، ولكن إذا كنا جادين في شأن صحتهم، فإن سياسات منع الوجبات السريعة في المدارس ستكون طريقة جيدة للمحافظة عليها.

  • غاري ساكس، وهي أستاذة الوقاية من السمنة، قالت: نعم

قالت غاري بأن المدارس ينبغي أن تكون أماكن صحية، فهي تؤدي دورا هاماً في تنمية معارف الأطفال وعاداتهم فيما يتعلق بالغذاء. فالمدارس تشكل المعايير الاجتماعية، وبالتالي فهي توفر فرصة لتحسين الوجبات الغذائية للأطفال. ولهذا تدعو منظمة الصحة العالمية كافة المدارس أن تكون داعمة للصحة.

ففي العديد من البلدان مثل كندا و شيلي، لا يمكن بيع الأغذية غير الصحية للأطفال أو حتى توفيرها لهم. منعت بعض البلدان في استراليا، مثل نيو سوث ويلز، وصول الأغذية غير الصحية لمدارسها. من الممكن فرض قيود على الأغذية غير الصحية على الرغم من أن الأدلة تشير إلى أن المدارس تحتاج إلى دعم في العملية الانتقالية.

في استراليا، يأتي معظم الأطفال في المرحلة المدرسية بغذائهم من البيت، وهذا من شأنه أن يزيد من صعوبة فرض منع الوجبات السريعة، مقارنة بالبلدان التي توفر مدارسها وجبة الغذاء للأطفال في المدارس. فالبداية الجيدة هي منع الأطفال من إحضار أنواع غذائية معينة من الغذاء المعلب غير الصحي مثل رقائق البطاطس (الشيبس) والمشروبات الغازية والشوكولاتة.

  • نتالي بارليتا، خبيرة التغذية، قالت: نعم

قالت بأن العديد من الدراسات أثبتت أن خيارات الأطفال الغذائية تتأثر ببيئتهم. وأضافت أن طفلا واحداً من كل عشرة أطفال استراليين يأكل كمية جيدة من الخضراوات.

من الضار بالأطفال أن نواصل تقديم الأطعمة المحملة بالسكر و الكربوهيدرات المكررة والدهون غير الصحية والمواد الصناعية، والتي تدفعهم لإدمانها وتتدهور حالتهم الصحية وبناينهم. فالأنظمة الغذائية غير الصحية يمكن أن تؤثر بشكل سلبي على التعلم والسلوك، و يرجع ذالك إلي جانب عدم استقرار مستويات السكر في الدم، مما يؤثر بشكل متزايد على الأداء المدرسي. هذه المشاكل سوف تنتج على المدى الطويل مشاكل أخرى في الصحة العقلية، مثل زيادة معدل القلق والاكتئاب.

     ومن ناحية أخرى، أوضحت هذه الأبحاث أن تهيئة بيئة غذائية تتسم بالإيجابية (مثل اشتراك الأطفال في الزراعة والطهي ومشاركتهم في أكل الغذاء الصحي) من شأنه أن يغير سلوكهم إلى جانب صحي. وإنه الوقت المناسب للمدارس  لتصعدعلى متن عربة المطاعم الصحية وجني ثمارها المتعددة.

المصدر
theconversation

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى