- ترجمة: لينا منصور
- مراجعة: عبد الله الشهري
- تحرير: عبد الرحمن الجندل
إنّ الاكتشافات الرقمية المتصاعدة تغير مجتمعاتنا واقتصادنا ونمط حياتنا. إننا لا نبالغ عندما نقر بالتأثير الضخم لهذه المكتشفات وتحسينها المحتمل لكل جوانب المجتمع، وهنا تبرز الحاجة الملحّة لأبحاث متعددة الاختصاصات تبدأ بتوظيف هذه المبتكرات الرقمية في صالح حياتنا اليومية، وتنتهي بفهم عميق لعلاقة هذه الحداثة الرقمية مع المجتمع.
عينة أبحاث من جامعة مدينة هونغ كونغ للتقنية الرقمية
إنّ البيانات متعددة الأبعاد جزء مهم ممّا يسمى اليوم بـ (البيانات الضخمة) وهو تعبير دارج للتطور الجديد الذي لم يسبق له مثيل الذي جلبته شبكة الإنترنت وأنظمة التواصل والحاسبات والهواتف النقالة في هذه الحقبة الرقمية. وبينما تعدنا (البيانات الضخمة) بإمكانات مذهلة فإن المفاهيم الرياضياتيّة والحاسوبية لا زالت تتطور بشكل مستمر ومثير للجدل.
يقود يان هونغ -وهو برفسور عريق في مجال هندسة الحاسوب وعميد كلية العلوم والهندسة- بحثاً يحقق في النماذج الرياضيّاتية والخوارزميات الحاسوبيّة لإحدى النماذج الحاسوبيّة (tensor computing) وتطبيقاتها على تحليل البيانات على وجه متعدد المجالات وعلى تحليل الصور والبيانات البيو-طبية. في إحدى مشروعاته استخدم البيانات البيو-طبية للبحث في أسباب مقاومة العلاجات في مرضى سرطان الرئة لتحقيق هدف العلاج الشخصي (personalized treatment).
في هذا العصر الرقمي غدت الخصوصية والثقة والأمن إحدى المشكلات الرئيسية فيما يخص الأنشطة ووجهات الاتصال. يقوم الباحثون من قسم علم الحاسوب في جامعة مدينة هونغ كونغ ببحث تعاوني يتضمن خبراء من جامعات هونج كونج لتطوير تقنيات جديدة تُعنى بالخصوصية لتمكن المستخدمين من البحث خلال بيانات مشفرة وتدقيق النتائج من محللي البيانات والدخول بأمان إلى خدمات الرفع والتحميل على الإنترنت أو ما يعرف بالتخزين السحابي (cloud storage).
ويعمل أكاديميون من قسم أنظمة المعلومات على إجراء بحث متعلق بتقنية سلسلة الكتل (blockchain technology) يعمل على توسيع تطبيقاتها على المجالات البنكية والمالية عن طريق استغلال الكلمات المفتاحية المشفرة المستخدمة في البحث وتوفير أمن معلوماتي يغذي السلسلة في تقنية سلسلة الكتل.
ويجري العلماء في جامعة مدينة هونغ كونغ بحثاً عابراً للتخصصات لفهم أثر التكنولوجيا الرقمية على المجتمع؛ ويبحث د. أيونغ ساه -وهو باحث اجتماعي في كلية وسائل الإعلام الإبداعية وقسم نظم المعلومات- في كيف تؤثر التجربة الرقمية الافتراضية على مواقف وأفكار وسلوكيات الأفراد مثل ظاهرة النوموفوبيا أي فوبيا وقلق التواجد بلا الهاتف النقال.
أول مدرسة بيانات ومنشأة بحثية في هونغ كونغ
استجابةً لتزايد الحاجة على بيانات العلماء والمهندسين، قامت جامعة مدينة هونغ كونغ بإطلاق كلية علم البيانات، ومنشأة هونغ كونغ لعلوم البيانات.
وتعد أول منشأة أكاديمية مستقلة لعلوم البيانات في هونغ كونغ وتوفر حرمًا جامعيًا بوسائل تعليمية واسعة تتبنى التعاون، وتوفر التدريب للطلاب ذوي المقاييس العالية من التخصصات والصناعات المتعلقة بعلوم البيانات.
وتمثل مجمّعًا لتشارُكِ الأبحاث لمعالجة المشاكل والتحديات المتعلقة في علوم البيانات. هذه المبادرات تعكس التطور الاستراتيجي لجامعة مدينة هونغ كونغ لتلبي حاجات الاقتصاد القائم على البيانات الآن وفي المستقبل.
المصدر: times higher education