عام

في مجاوزة الاستشراق

مقارنة بين إدوارد سعيد ووائل حلاق ومحمود شاكر

  • اسماعيل العبودي

حمل المقالة PDF

1- مقدمة

الاستشراق هي الدراسات الغربية عن الشرق عموماً ومن ضمنه الإسلام، وهناك اهتمام كبير في نقد الاستشراق في كل حضارات العالم، بل وظهور منهجيات معرفية تتجاوز البحث الاستشراقي عن حضارات وثقافات غير غربية مع تسميات مختلفة “دراسات ما بعد الاستعمار”، “دراسات التابع”،[1] وغيرها من المنهجيات، وأغلب هذه الدراسات اعتمدت على المنهجيات ما بعد الحداثية مثل فوكو ودريدا أو غرامشي وغيرهم، يعتبر إدوارد سعيد من أوائل من نقد الاستشراق غربياً واستفاد من أدوات فوكو وغرامشي، ثم قدم وائل حلاق نقداً مهماً لإدوارد سعيد، وهذا المبحث سيناقش هذين النقدين واقتراحهما لمجاوزة الاستشراق وينقدهما، ثم يشرح نقد محمود شاكر للاستشراق، ومنهجية مجاوزة الاستشراق.

 2- نقد إدوارد سعيد 

إدوارد سعيد (1935-2003) المسيحي ذو الثقافة الأمريكية صاحب الجذور الفلسطينية، ناقد أدبي درس في هارفرد، ودرّس في كولومبيا، تأثر بهزيمة العرب عام 1967 أمام إسرائيل وهو ما أوصله إلى كتابة كتاب الاستشراق، وإعادة بناء ذاته العربية والفلسطينية، عمل مع ياسر عرفات لفترة ثم تغيرت العلاقة بينهما بسبب بعض السياسات.

يُعَد كتاب إدوارد سعيد “الاستشراق” عملاً مدوياً وصادماً للدراسات الاستشراقية، وجعل كثير من الباحثين في هذا المجال في موقع الدفاع عن النفس من التهم التي وجهها سعيد لهم ، بل وصل ببعضهم الحال أن ترك مجال بحثه وتحول إلى مجالات أخرى، يجب التنبيه هنا أن قصد سعيد بالاستشراق جميع أشكال البحوث المقدمة عن الشرق سواء رحلات أو تقارير استخباراتية أو دراسات إسلامية أو أنثروبولوجية.

في الصفحات الأولى من الاستشراق ذكر سعيد أنه اعتمد على فوكو في كتابه وبالذات كتابيه “أركيولوجيا المعرفة” و “المراقبة والعقاب”[2] وتتلخص فكرة فوكو أن الخطاب هو سلطة ونفوذ معرفي يفرض على المتلقي فهم معين لذاته، وهذا المتلقي أيضاً له استراتيجيات لتحرر من هذه السلطة والنفوذ وسيأتي تفصيل أكثر في ثنايا البحث لهذا الموضوع. يقول سعيد إن الاستشراق عزز من هوية أوروبا ودعم هويتها “من خلال وضعها لذاتها في مقابل الشرق باعتبارها ذاتاً بديلة أو دفينة”[3]، وحدود الشرق في الاستشراق هي “حتى العقود الأولى من القرن التاسع عشر في الهند والأراضي المذكورة في الكتاب المقدس”[4].

في مقطع يلخص رأي سعيد في الاستشراق “أن القيمة الكبرى للاستشراق تكمن في كونه دليلاً على السيطرة الأوروبية الأمريكية على الشرق أكثر من كونه خطاباً صادقاً عن الشرق”[5]، ويقصد بقوله دليلاً أي أنه مرشداً أميناً للدول والسياسيين للسيطرة على الشرق، فهو ليس أوهاماً او أساطير تروى عن الشرق، إنما هو أدوات للسيطرة على الشرق؛ ولذا فيتسم “الاستشراق من قوة متماسكة متلاحمة من الوشائج، والروابط الوثيقة إلى أبعد حد بينه وبين المؤسسات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تمنحه القوه”[6]، ويكمل هذا العنصر وجود فكرة الهوية الأوروبية المهيمنة على بقية الشعوب، وهنا يأتي دور المستشرق في صنع علاقته مع بقية شعوب العالم بصفته المهيمن وصاحب “اليد العليا”[7]، وهذه الصورة التي صنعها المستشرق عن الشرقي تداخلت في جميع حقول الثقافة والسياسة الغربية،[8] ويكمل سعيد في تقصي الاستشراق ليقول “إنها ضرباً من الجهد البشري المتعمد– لا من التسلسل المنطقي وغير المشروط للأحداث-)[9] وأعاد ربطها بالعمل السياسي. وتعمق أكثر ليقول إن الكتاب المقدس “هو الخلفية التي نشأ فيها ما أسميته بالاستشراق”[10]، هدف كتاب سعيد كما يقول في جزئين، الأول: تحديد الجذور والأنساب الفكرية للاستشراق[11]، الثاني: “نقد الافتراضات التي يعتمد عليه معظم عملهم”.[12]

فرق سعيد بني نوعين من المعرفة الأولى: المعرفة البحتة والأخرى: المعرفة السياسية، والفارق بينهما أن المعرفة السياسية هي المؤثرة في صنع القرار السياسي ومشحونة سياسياً وقد يتبنى راسمو السياسات نتائج هذه البحوث؛[13] ولذا “فإن الشرط الحاسم الذي تصطدم به معظم ألوان المعرفة المنتجة في الغرب المعاصر (وأنا أتحدث هنا بصفة أساسية عن الولايات المتحدة) هو أن تكون منزهة عن السياسة، بمعنى أن تكون علمية أكاديمية محايدة، تعلو على مستوى المعتقدات المذهبية الحزبية أو ضيقة الأفق”[14]، بمعنى أن سعيد يقبل المنتج المعرفي الغربي بفرضياته الفكرية والفلسفية ويتحدد نقده على الاستخدام السياسي البحت لهذه الفرضيات، وهذا ما يفتخر به سعيد فيقول “أسعدني الحظ فاكتسبتها في تعليمي”[15]، وسار على هذا المبدأ كثير من الدراسات النقدية المتأثرة بسعيد مثل دراسات ما بعد الاستعمار والتابع وغيرها، وهذا ما سينقده وائل حلاق كما سنرى في المبحث القادم.

من الجوانب المهمة في نقد سعيد للاستشراق هي نقده “النظرة الجهورانية للشرق”، بمعنى النظر للشرق كجوهر لا يتغير ولا يتحول على مر السنين؛ ولذا يسهل استكشافه من خلال فقه اللغة (الفيلولوجيا)، وكان لهذا العلم نتائج كبيرة في البحث الغربي عموماً والاستشراقي من ضمنه، وهذا العلم هو الذي ساهم بشكل مباشر في علمنة النظرة الغربية للحياة والوجود فهي ثمرة “للرأي القائل بأن اللغة ظاهرة بشرية محضة”[16] ويستدل بقول فوكو بأن “”اكتشاف اللغة” كان حدثاً علمانياً أزاح التصور الديني”[17] عن اللغة وأن الفرق بين نظرة المسيحية للتاريخ ونظرة فقه اللغة للتاريخ “هو ما أتاح قيام فقه اللغة الحديث”[18]، من خلال فقه اللغة جرى تحنيط الشرق ووضعه مجالاً للبحث فــ”رينان يعتبر الساميين نموذجاً لتوقف التطور والنمو”[19]، أطنب سعيد في شرح وجهة نظر رينان بصفته ممثلاً للاستشراق وبالأخص اهتمام رينان بفقه اللغة الذي سيساهم بقوه بإنتاج المعارف الاستشراقية وفرضياته وأهمها الجوهرانية والتي تعني إرجاع كل الأشياء إلى أصلها “لا مهرب من الأصول، ومن الأنماط التي لولا هذه الأصول ما نشأت”[20]، ولذا من المحال أن يتصور المستشرق أن السامي أو الشرقي يتجاوز أصوله الجوهرية فهو توقف في لحظة تاريخية معينة،[21] والمستشرق أتى ليخبره عن تلك الأصول.

أما الحل الذي يطرحه سعيد لمشكلة تسيس الاستشراق، فهو نموذج عمله نفسه، الذي هو فكرة فوكو السلطة-والمعرفة “وقد يكون أهم عمل على الإطلاق هو القيام بدراسات في البدائل المعاصرة للاستشراق، أو التساؤل عن كيفية دراسة الثقافات والشعوب الأخرى من منظور تحرري أور برئ من القمع والتلاعب. ولكن على المرء عندها أن يعيد التفكير في مشكلة المعرفة والسلطة برمتها”[22]، إلا أن سعيد يشعر بالحرج أنه لم يقم بهذه المهمة.[23]

نقد سعيد الاستشراق المسيس الذي يخدم أهداف الدولة السياسية فيسعى لتنميط الشرق في نمط معين لتسهل إدارته واستعماره، في المقابل تبنى العلوم الإنسانية وآمن بها للقيام بدور بناء في البحث العلمي البحت، أما فقه اللغة الخادم المنهجي للاستشراق فليس لديه رأي واضح تجاهه، ويمكن الاستدلال بتبنيه للعلوم الإنسانية “البحتة” أنه لا يعارض فقه اللغة.

3- نقد حلاق لسعيد والاستشراق

حلاق (1955- …) باحث مهم في الدراسات الشرعية في الغرب ألف عدداً من الكتاب المؤثرة في الشريعة الإسلامية ومقالات كثيرة في نفس المجال، أصوله فلسطينية مسيحية درس في إسرائيل ثم أكمل دراساته العليا في أمريكا، ومن رسالته للدكتوراه عن “إغلاق باب الاجتهاد” وهو في حالة صراع مستمرة مع الفرضيات الاستشراقية وبالذات في الفقه؛ ولذا يأتي كتابه عن الاستشراق إتماماً لمسيرته في النقد التفصيلي للاستشراق الفقهي إلى النقد الكلي للاستشراق، إلا أن هناك ملاحظة قبل البداية بطرح وجهة نظره، أنه جرى لحلاق منعطفاً صوفياً من كتابه الدولة المستحيلة،[24] فقبل هذا الكتاب كان أغلب بحوثه في الفقه وأصوله، إلا أنه لما أن بدأ بطرح رؤى فكرية استعان بالرؤية الصوفية وإن لم يتخلَ كلياً عن الفقه وأصوله.

علاقة كتاب سعيد بوائل حلاق وكتابه علاقة واضحة، ويمتن حلاق كثيراً لكتاب سعيد ولتكوينه الفكري الباكر، إلا أن حلاق لا يرى أن كتابه ردٌ على كتاب سعيد وإن كان تعرض له كثيراً بالرد والنقد،[25] يقول حلاق أن سعيد لم يفهم فوكو جيداً،[26] في المقابل اعتمد حلاق على فوكو كثيراً في تحليله للاستشراق، يتميز كتاب حلاق عن سعيد بالعمق الفكري والنقد الجذري للحداثة، والخبرة المعرفية بالحقل، يرى المؤلف أنه أجدر من غيره بالكتابة عن الاستشراق فيقول “على خلاف كثير ممن تصدى لإشكالية الاستشراق وأشكال المعرفة الأخرى، فإنني أتناول هذا المشروع من داخل حقل الاستشراق، إذ كتبتُ فيه وكتبتُ عنه على مدار ما يربو على الأربعة عقود”[27]، وقبل الدخول في شرح أهم أفكار المؤلف، أن كتابه هذا يأتي ضمن سلسلة تأملاته في نقد الحداثة الغربية: الشريعة الممارسة، والنظرية والتحولات،[28] ثم الدولة المستحيلة ثم قصور الاستشراق ثم أخيراً إصلاح الحداثة.[29]

نقد حلاق الأساسي لسعيد هو في تفريقه بين العلوم البحتة والعلوم السياسية، فحلاق يرى أن “سعيد يحرث حقولاً سياسية تقليدية -إن لم تكن بدائية-“[30]؛ ولذا ذهب حلاق بعيداً في نقد العلوم الغربية الحديثة وكما سمى كتابه “منهج نقد العلم الحداثي”، فهو نقد لأساس العلوم الغربية المعاصرة، و”الاستشراق نموذجاً مصغراً للبنية الحداثية”[31]، بل ويزيد حلاق أن الاستعمار شرط أساسي للحداثة،[32] بل وتؤسس للاستعمار، الحداثة تحدد بنية الاستعمار والاستشراق، فهي علاقة تبادلية بين الحداثة من جهة والاستعمار والاستشراق من جهة أخرى،[33] وذلك أنه استفاد الأوروبيون من المناطق التي استعمروها من طب وتكنولوجيا وغيرها من خلال الاستشراق وأعادوا استخدامها ضمن أهدافهم لبناء حداثتهم واستعمار الأخرين،[34] وإيضاحاً لما يقول كتب حلاق في كتابه عن مفهوم النطاقات المركزية والنموذج التي يدور حولها جميع العلوم والمعارف والسياسات لحضارة وثقافة معينة، والنموذج في الغرب هي الرأسمالية، وهي التي تشكل جميع معارف وثقافة الغرب ومن ضمنها الاستشراق فهو تابع للنموذج الرأسمالي ويخدمه.[35]

استدعى حلاق رينيه غينون –العلامة الفرنسي- وقارنه بسعيد، سمى حلاق غينون بالمستشرق، صنف حلاق غينون بأنه ذو توجه باطني ومزدر للأكاديميا، تأثر بالتراث الإسلامي والطاوي، وأكثر ما تأثر به هو التراث الهندي،[36] ويسميه بالمؤلف الهدام،[37] بمعنى الذي يهدم الأساس التي قام عليها العلم الحداثي ككل؛ ولذا وجد حلاق في غينون ضالته في نقد الحداثة والعلم الحداثي، وأطنب في شرح وجهة نظر غينون في الحداثة وفكرة التقدم والمادية وغيرها، وأهم فكرة قالها في رده على الاستشراق والمستشرقين بقولهم إن الشريعة الإسلامية ثابته وجامده، يرد عليهم غينون أن الثبات هي المبادئ التي تقوم عليها، بعكس الغرب الذي فقد مبادئه وآمن بالتقدم، يلخص حلاق فكرة غينون عن منهج الاستشراق الذي هو فقه اللغة إذ يقول “إن الاتجاه العام هو قصر البحث على “الكتابات التاريخية والفيلولوجية”، واعتبار حشد التفاصيل دراسة علمية. يعنى ببساطة كتابة الكثير عن القليل”[38]، بالرغم من إعجاب حلاق بغينون الشديد إلا أنه “افتقر طرحه إلى التفصيل اللازم فيما يخص آليات عمل الاستشراق الداخلية”.

أما الحل الذي يطرحه حلاق فبناء على رؤية غينون، الحل هو إصلاح الحداثة بالكامل، وإعادة تأسيسها بشكل كامل، وبناء على هذا يقترح حلاق أن يقوم الاستشراق بدور بارز في إصلاح الحداثة؛ لأنه هو الذي يمتلك المعرفة والأدوات اللازمة لقراءة الثقافات الأخرى والاستفادة منها لإصلاح أمراض الحداثة الأخلاقية والبيئية.[39]

4- في نقد حلاق وسعيد

في الحقيقة أن حلاق وقع فيما وقع فيه سعيد، فحلاق يقول إن طريقة كتابة سعيد عن الاستشراق رسّخت من الاستشراق، ويسميه المؤلف المعارض،[40] بعكس المؤلف الهدام، الذي يمثله غينون، الحل الذي طرحه حلاق هو إصلاح الاستشراق وهي نفس دعوة سعيد، نعم قد يكون حلاق أكثر جذرية؛ وهذا قد يكون للفارق الزمني بينهما ووضع الحضارة الغربية نفسها بين الزمانين، وحلاق ضمن هذا المسار النقدي الموجود بالغرب والشرق على الحضارة الغربية وأشار إلى هذا حلاق أيضاً،[41] زد على ذلك أن حلاق يريد أن يصلح الاستشراق ليستفيد من علوم الشرق، ولماذا لا يكون الشرق نفسه يعرض ما لديه ويصلح الغرب وما أفسده من أخلاق وقيم العالم بل وما أفسده من الأرض؛ لأنه هو الأحق والأقرب لفهم نفسه وتعريف نفسه للعالم وليس للغرب فقط.

أما المشكلة المنهجية التي وقعا فيها أنهما منهجياً لما يخرجا من الغرب، وهذا ما نقد فيه حلاق سعيد فيقول عنه أنه “اتخذ إذن الحداثة الغربية معياراً”[42] فلم يدرس الأدباء العرب مثل محمود درويش وعبدالرحمن منيف، هذا غير أنه يرى أن الشرق “نتاج “ثقافة دينية” لا يخفى مقت سعيد لها”[43]، في المقابل اعتمد حلاق على غينون في شرح نظريته عن الشرق والإسلام، ولم يستعن بعرب ومسلمين قدموا رؤى مهمة عن الاستشراق والغرب ومن أبرزهم محمود شاكر كما سيأتي معنا، بل ولم يشر حلاق أن غينون أسلم[44] وعاش في مصر أغلب حياته.[45] اعتمد كلا المؤلفين على فوكو كثيراً بالرغم أنه غربي، فكيف يمكن أن ننقد الغرب بأدواته لنتخلص من تأثيراته، خاصة في مثل حالة سعيد وحلاق لم ينقحا كثيراً من رؤى فوكو لتناسب موضوع بحثهما، بل واقترح سعيد أن تكون هذه المنهجية التي تدرس من خلالها الثقافات والشعوب الأخرى، أما حلاق وانطلاقا ًمن اهتمامه بنقد الحضارة الغربية وبالأخص النقد الأخلاقي اقترح أن يدرس الشرق فيلولوجياً (فقه اللغة) ليستفيد الغرب ويصحح من أخطاءه،[46] لم يستطع حلاق أن يتجاوز المشكلة الرئيسية في الدراسات الاستشراقية وهي منهجية فقه اللغة في دراسات الثقافات والأديان، وقد يكون هذا؛ لأن دراسات حلاق تتبنى هذا المنهج. فقه اللغة ليس منهجاً خالياً من الفرضيات فهي أداة نشأت غربياً ضمن نظرة تاريخية إنسانية (علمانية) تفترض فصل الذات عن الموضوع وهو ما ينقده حلاق، حل هذه المعضلة هو بما يسميه محمود شاكر بمنهج التذوق، وهذه الفكرة أتت في ضوء نقد شاكر للمستشرقين والمثقفين العرب الذي يرددون أهمية المنهج والمناهج الأدبية بالذات، وهو ما سيكون موضع المبحث القادم.

5- نقد ومجاوزة محمود شاكر للاستشراق

نشأ محمود شاكر (1327ه-1418ه) في مصر في بيت علم وفي مرحلة تاريخية مليئة بالأدباء، وفي بداية دخوله الجامعة اختلف مع أستاذه طه حسين ثم انطلق في البحث عن المنهج الصحيح لقراءة الشعر والأدب العربيين وانتهى به المطاف إلى نقد الاستشراق؛ لأنه الأساس الذي اعتمد عليه المثقفون العرب في نقد الشعر الجاهلي وغيره من علوم العرب والمسلمين بل وفي التعليم النظامي الذي تلقوه، لما أراد شاكر أن يصف الاستشراق قال إن دراسات وأبحاث الاستشراق مقدمة للمثقف الأوروبي لها هدف معين “ولا يراد به الوصول إلى الحقيقة المجردة”[47]؛ ولذا فدراساتهم وكتبهم ليست جديرة الاحترام كدراسات علمية للمتلقي العربي والمسلم،[48] وقال ما قالا حلاق وسعيد عن الاستشراق وأكثر، وبالذات أوضح الجانب الديني من الاستشراق وناقش الخلفية التاريخية لنشأة الاستشراق، وأنها بدأت من لحظة الغضب من دخول المسلمين للشام،[49] وأسبابه الاقتصادية والسياسية، ثم طبق المداخل الثلاثة لما يسميه ما قبل المنهج اللغة والهوى والثقافة على المستشرق، ولما أن أتى للثقافة قال أنا مستحيلة التطبيق على المستشرق،[50] ننتهي من نقد شاكر للاستشراق في استحالة الدراسة العلمية من خارج الثقافة، وأن أهداف الاستشراق ليس علمية بل سياسية واقتصادية، وأن إمكانية الاستشراق تقع فقط فيما يستفيد منه المستشرق لبني جلدته من الثقافة التي يدرسها ضمن قدرته على فهم تلك الثقافة.

أما المنهج الذي قدمه شاكر في دراسة العلوم الإسلامية والعربية فهو منهج “التذوق”، إلا أنه قبل الدخول في معنى التذوق عند شاكر أشار إلى ما سماه قبل المنهج و يحتوي على عنصرين الأول: جمع المادة وهذا يدخل فيه المستشرق، والثاني: التطبيق[51] وهو الأهم بنظره وهنا يدخل منهجه في التذوق “وينشأ ما يسمى “المناهج” و”المذاهب””[52].

أما معنى التذوق فأشار إلى معناه الأول وأنه متعلق باللسان[53] ثم انتقل إلى تذوق المعاني المجردة،[54] ويدل على التكرار،[55] والتذوق “حدث مبهم غير معين ولا متميز”[56] وتحتاجه كل حضارة، “كل حضارة بالغةٍ تفقد دقة الذوق تفقد معها أسباب بقائها”[57] ولا يستغني عنه كل إنسان يقل ويكثر بحسب المعرفة والمصابرة والمجاهدة والتجربة،[58] ” وأن الإنسان “ما من شيء يسمعه أو يبصره أو يحسه أو يذوقه، أو يتوهمه أيضًا، إلَّا وهو محتاج فيه إلى “القدرة على البيان” بعمليها في “الإبانة” و”الاستبانة” أي “التذوق”، لأنه غير قادر على إدراك أي معنى أو تصوره، إلا عن طريق هذه القدرة وأدائها لعمليها أداء ما فالتذوق إذن، ضرورة لكل حي منا، منذ يولد إلى أن ينقطع أجله على هذه الأرض”[59]، وأشار شاكر إلى أن عبد القاهر ألمح إلى هذا المنهج في رسالته “الشافية”، بعد أن كان يظن أن سبق إليه،[60] وبالرغم من تطبيقه لمنهجه في التذوق في كتابه المتنبي حين طبعه في مجلة المقتطف عام 1936 إلا أنه “خالياً من إبانة عن هذا المنهج أو إشارة إليه”[61] وبقي هذا المنهج “مطموساً مغموراً مدة أربعين سنة”[62] “حين أعدت النشرة”[63] الثانية لكتاب المتنبي عام 1987م، بدأ شاكر في الإبانة عن منهجه في التذوق في كتابه أباطيل وأسمار في مقالته “هذه هي القضية” المنشور عام 1384ه/1964م، وهي إشارة بسيطة، وتوسع فيه في سلسلة مقالاته “المتنبي ليتني ما عرفته” المنشورة 1978م، ثم أخيراً أصل لها في كتابه في “رسالة في الطريق إلى ثقافتنا” عام 1407/1987م.

أما معنى التذوق اصطلاحاً عند شاكر فعرفه وأشار إليه في عدة مواضع منها قوله “هذا هو جوهر حديثي عن منهجي في “تذوق الكلام” كله شعراً ونثراً، وأخباراً تروى، وعلماً يكتب أو يستخرج، لأن ذلك كله إنما هو إبانة عما تموج به النفوس، وتنبض به العقول. ففي نظم كل كلام وفي ألفاظه، ولابد، أثر ظاهر أو وسم خفي من نفس قائله وما تنطوي عليه من دفين العواطف والنوازع والأهواء من خير أو شر أو صدق أو كذب”[64] ومن عقل وفكر أيضاً، وهذا يشير إلى التعمق في فهم هذا المؤلف وحديثه ويقول في موضعاً أخر قريباً من هذا الكلام وقسم التذوق إلى عنصرين فيقول:

“العنصر الأول: ما استخرجه “التذوق” من العلائق الباطنة الخفية الناشبة في أنفس الأحرف والكلمات والجمل والتراكيب والمعاني. وهذا في جملته يجعلنا قادرين على أن نستخلص منه ما يحدد بعض الصفات المميزة التي تدل على طبيعة منشئ الكلام، أي على بعض ما يتميز به من الطبائع والشمائل، أو ما شئت من هذا الباب.

والعنصر الثاني: ما استخرجه “التذوق” من العلائق الظاهرة بين أنفس الأحرف والكلمات والجمل والتراكيب والمعاني، وهذا في جملته يجعلنا قادرين على أن نستخلص منه ما يحدد بعض الصفات المميزة التي تدل على طبيعة الكلام نفسه، أي على ما يتميز به من “السذاجة” و”البلاغة” أو ما شئت من هذا الباب”[65]

وإن كان شاكر يرى أن التذوق ليس قواماً للآداب والفنون وحدها، بل هو أيضاً قوام لكل علم وصناعة”[66]، إلا أن منشأ حديثه في التذوق هو اللغة؛ ولذا وجب معرفة رأيه في اللغة وكيفية بنائها ليستبين منهجه في التذوق، يرى شاكر بالرغم أن “اللغة أداة التفكير”[67] “وأن النظرة الأولى توجب أن يكون “اللفظ” محدود المعنى المفرد، وأن يكون التركيب محدود الوجوه الدالة”[68] إلا أنه يرى أن هذا الكلام باطل “بطلاناً يفضي أحياناً إلى اليأس من قدرة اللغات على الإبانة”[69]، ويضيف شاكر أن بدء اللغة لم يكن بهذا العسر في تحديد المعاني وأن هذا حدث متأخراً ويوضح رأيه أكثر فيقول “يتوارث اللغة جيل بعد جيل، يستخدمها لمعان متجددة يتجدد إدراك النفس المبينة لأسرار ما يحيط به يوماً بعد يوم، فتحملها إرادة البيان عن جديد ما انفتح لها، على أن تتخير “لفظاً” تركبه في جملة، لتمنح هذ اللفظ طرفاً من المعنى الجديد”[70]، فيضيف المعنى الجديد على المعنى الأول،[71] ثم يستقل في معنى خاص فيكون للمفردة معنيان معنى الأول والمعنى الجديد،[72] ويأتي الخطأ “من عدم القدرة على بلوغ كنه هذه الروابط القريبة والبعيدة، وينشأ فساد النظر في الفكر من استخدامه هذا “اللفظ” أداة للتفكير، تبعاً لقصور القدرة على بلوغ كنه هذه الروابط”[73]، ثم بناءً على هذه الفكرة عدّد أوجه القصور في فهم اللغة ويتبعه القصور في التفكير الذي ينبني على فهم اللغة، ثم انعطف إلى التأويل ومنشأ الخلاف بين الفرق الإسلامية وقال “الإشكال ينشأ عندهم من القصور عن بلوغ كنه الألفاظ ذوات الصور الجامعة، فيحتاجون إلى تأويل هذه الألفاظ تأويلاً يناسب ما عند كل منهم من قدر القصور. فإن قل القدر، خف التأويل وإن علا قدر القصور أفضى إلى غلو في التأويل”.[74]

ويفهم من كلام شاكر في اللغة أن حل مشكلة التأويل هو منهج التذوق، فالتذوق يحدد المعاني الصحيحة التي قيلت ومعرفة نفسية من قالها، ويمنح الإنسان أداة للتفكير تغنيه عن الغلو في التأويل، ويحتاج التذوق إلى التضلع من العلوم الإسلامية والعربية بل وكل العلوم التي أنتجتها الحضارة الإسلامية ليتسنى للباحث أن يؤول ويفسر المعاني ويعرف نفسية القائل، ومعرفة نفسية القائل تعينه على معرفة معاني الألفاظ ومقاصد المؤلف.

وليكتمل بناء من دخل في منهج التذوق يجب أن ينشأ المؤلف على آداب تلك الحضارة عن طريق اللغة ثم الثقافة[75] ثم الأهواء،[76] ويقصد بالأهواء ضبطها، وأفاض في شرحه لمعنى الثقافة التي هي إيمان وانتماء[77]، “ورأس كل “ثقافة” هو “الدين” بمعناه العام والذي هو فطرة الإنسان”[78]، وما يسميه شاكر ما قبل المنهج والذي يشمل ضمن ما يشمل اللغة والثقافة والأهواء ذو أصلاً أخلاقي،[79] وهو بهذا التفصيل يعارض طه حسين في اعتمده على ديكارت في خلو الباحث قبل الدخول في بحثه من أي رأي، فشاكر من خلال كتابته عن ما قبل المنهج يريد أن يهدم رأي طه حسين في اعتماده على ديكارت في الشك، وأن منهجه “خارج عن طوق البشر”[80]، فلا يستطيع الإنسان أن يتجرد عن لغته وثقافته وأهوائه.[81]

 من خلال هذا التفصيل لمنهجية شاكر في التذوق التي يقول هو عنها مبهمة، وقد يكون هذا بسبب استحضاره لتجربته في دراسة المتنبي المغرقة في دراسة نفسية المتنبي، وفي تجربه أخرى لشاكر بعد ستين سنة من دراسته للمتنبي وهو كتابه نمط صعب، ونمط مخيف، وهذه التجربة وإلا لم يفصلها نظرياً بل طبقها مباشرة وأشار إلى بعض أدواته المنهجية في دراسته للشعر الجاهلي من خلال التطبيق كما أشار؛ وذلك لصعوبة توضيح منهجه وخوفاً من فوات شيء منه عند الاختصار،[82] فتجربته الثانية أهدأ نفساً وعالج الموضوع من خلال أدوات منهجية كثيرة وطبقها تطبيقاً متميزاً، إلا أنه كثيراً ما يشار إلى كتابه عن المتنبي ويغفل عن كتابه نمط صعب، ونمط صعب طرح كثيراً من الأدوات المنهجية التي بإمكان الباحثين توظيفها في أبحاثهم بعكس كتاب المتنبي فهو إلهام مشبوب العاطفة.

أما مريدي ومتابعي شاكر على كثرتهم وسعة علم بعضهم إلا أن القليل منهم أضاف إضافة مهمة أو طبق منهجه تطبيقاً مميزاً؛ ولذلك كثرت الحواشي على حديث شاكر وقلّت التطبيقات، مع أن الأصل العكس فالتنظير يأتي بعد التطبيق، وقد يكون لأسلوب شاكر المنغمس في صراعه مع مثقفي وأدباء جيله أثر في قارئيه ومشايعيه، فقل إنتاجهم مثل أستاذهم، وأحياناً سعة العلم لا تسعها الحروف، وقد يكونون تأثروا في كتاب شاكر عن المتنبي أكثر من تأثرهم بنمط صعب، إلا أنه وجبت الإشارة لتجربة سعد الصويان[83] في دراسته للصحراء العربية وإن لم يشر لمحمود شاكر ولا في المراجع، إلا أنه طبق منهجه في التذوق و وافقه الرأي في الشعر الجاهلي، وأضاف إضافة مهمة هي طريقة العرب في إنشاء الشعر وروايته وكتابته، ونقد طه حسين وناصر الدين الأسد أيضاً، وأشار شاكر إلى هذه إنشاء الشعر العربي وروايته وكتابته في أول مقالة له في كتابه نمط صعب.

6- الخاتمة

من خلال عرض آراء كل من سعيد وحلاق وشاكر يتضح تفوق شاكر الكبير في إنشاء منهج بحثي يناسب كل ثقافة، وليس لثقافة العرب والمسلمين فقط، وهذا ما أخفق فيه الاثنان سعيد وحلاق، بالرغم من نقد سعيد للاستشراق إلا أنه علق كما يرى حلاق بالمذهب الإنساني الغربي، مع أن محاولة حلاق أكبر من سعيد إلا أنه لم يستطع أن يتجاوز الإحساس بالتفوق الغربي، فالغربي هو الذي يدرس ويستفيد من الشرقي ليبني حضارة أخلاقية، مفهوم أن حلاق يوجه خطابه للغرب ومثففيه وهذا يعني أنه نقد المركزية الغربية التي  يقف عليها، وهذا ما يقوله شاكر أن الاستشراق موجه للملتقي الغربي وليس العربي؛ وبناء على هذا فنقد حلاق وسعيد يخاطب الغربي وليس العربي المسلم وخطاب شاكر موجه أساساً إلى المثقف والباحث العربي المسلم، وهنا الفرق الكبير بين شاكر من جهة وسعيد وحلاق من جهة أخرى.

في المقابل هذا الكلام ليس معناه التزهيد في كل ما ينتج في الغرب من نقد للاستشراق أو للمركزية الغربية، أو حتى للمنهجية الغربية والتي يعرفها شاكر جيداً أكثر من معرفة مريديه بها، بل لو لم يواجه شاكر طه حسين قد يكون لم ينعزل ويقرأ ويخرج لنا هذا العلم، بل  لو لم يتعلم اللغة الإنجليزية ولم يطلع على مقال المستشرق مرجليوث لم يغضب هذا الغضب على حسين، فوظيفة العلماء كما قال صلى الله عليه وسلم “يحمل هذا العلم من كل خلفٍ عدو له ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين”، فلا تستطيع أن تخلف وتنفي التحريف والانتحال والتأويل إلا بعد معرفتك بها واطلاعك عليها، لا أن نعيد ما قيل، بل أن نعيد تحقيق مناطات العلماء والأصول الراسخة عند جميع العلماء المتقدمين ضمن ما يحدث من تحديات وتغيرات في مجتمعات المسلمين وفي العالم ككل بحكم أن الإسلام أرسل للناس كافة.

مما يهدف له هذا البحث هو التقريب بين وجهتي نظر، واحدة لا تقرأ ولا تعتبر إلا ما هو متوافق مع ما تؤمن به وما تجده في ثقافتها، وطرف آخر يقرأ ما هو حديث الساحة والمجالس وشبكات التواصل وقد يكون من دون قصد معين، وبين هذين الطرفين يقع كثير من النقد إلا أنه في الغالب لا يسمع الطرفان هذا النقد؛ لأن البون شاسع واللغة والاهتمامات مختلفة، فطرف يتأثر بالساحة وآخر يهتم بما هو صحيح وحق يوافق ما يؤمن به، وتأثير سعيد وحلاق  عالمياً أعلى بمراحل من تأثير شاكر بل وقد يكون تأثيرهم عربياً أكبر من تأثير شاكر، ليس الهدف هو تخطئة وجود هذا التأثير إنما طريقة التعامل معه، معرفة الحق والصواب لا يكفي يحتاج لمجاهدة لإيصاله وإعادة بنائه إن تطلب الأمر ضمن ما استجد من علوم ومعارف ومسائل، وعمل شاكر متميز بالإتقان وهذا أتى من سعة اطلاعه وتدقيقه المنهجي ومصابرته وله تفسير لمعنى الدين في أباطيل وأسمار غاية في الإبداع، لعل البحوث العربية والشرعية خاصة أن تستقي من منهجيات شاكر.

اقرأ ايضًا: مدخل إلى الاستشراق


[1] راجع في تأريخ لهذه الدراسات، ديبيش شاكرابرتي، مواطن الحداثة مقالات في دراسات صحوة التابع، ترجمة مجيب الرحمن، 2011، كلمة، أبو طبي.

[2] سعيد، إدوارد، الاستشراق المفاهيم الغربية للشرق، ترجمة محمد عناني، دار رؤية، 2006، القاهرة، 47.

[3] المرجع السابق.

[4] المرجع السابق، 48.

[5] المرجع السابق، 50.

[6] المرجع السابق، 50.

[7] المرجع السابق، 51.

[8] المرجع السابق، 52.

[9] المرجع السابق، 62.

[10] المرجع السابق، 66.

[11] المرجع السابق، 75.

[12] المرجع السابق. 75.

[13] المرجع السابق، 54.

[14] المرجع السابق، 54، 55.

[15] المرجع السابق، 77.

[16] المرجع السابق، 228.

[17] المرجع السابق، 228.

[18] المرجع السابق، 128.

[19] المرجع السابق، 364.

[20] المرجع السابق، 362.

[21] المرجع السابق، 364.

[22] المرجع السابق، 74.

[23] المرجع السابق.

[24] حلاق، وائل، الدولة المستحيلة الإسلام والسياسية ومأزق الحداثة الأخلاقي، ترجمة عمرو عثمان، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الدوحة، بيروت، 2014.

[25] حلاق، وائل، قصور الاستشراق منهج في نقد العلم، ترجمة عثمان عمرو، الشبكة العربية للأبحاث والنشر، بيروت، 2019، 22.

[26] المرجع السابق، 26.

[27] المرجع السابق، 23.

[28] حلاق، وائل، الشريعة النظرية والتحولات والممارسة، ترجمة كيان يحي، دار المدار الإسلامي، بيروت، 2018.

[29] حلاق، وائل، إصلاح الحداثة الأخلاق والإنسان الجديد في فلسفة طه عبدالرحمن، ترجمة عمرو عثمان، الشبكة العربية للأبحاث والنشر، بيروت،  2020.

[30] حلاق، وائل، قصور الاستشراق، 30.

[31] المرجع السابق، 44.

[32] المرجع السابق، 54.

[33] المرجع السابق، 55.

[34] المرجع السابق، 54،55.

[35] المرجع السابق، 72، 73.

[36] المرجع السابق، 228، 229

[37] المرجع السابق، 228.

[38] المرجع السابق، 251.

[39] المرجع السابق، 363، 367.

[40] المرجع السابق، 266.

[41] المرجع السابق، 264.

[42] المرجع السابق، 225.

[43] المرجع السابق، 226.

[44] المرجع  السابق، 227.

[45] راجع في سيرة غينون مقدمة المترجم في ، جينو، رينيه (عبدالواحد يحي)، الشرق والغرب، ترجمة وتقدم وتعليق أسامة السيد، مدارات للأبحاث والدراسات، 2018، 11-85.

[46] حلاق، 367.

[47] شاكر، محمود، رسالة في الطريق إلى ثقافتنا، مقدمة كتاب المتنبي، مطبعة المدني، القاهرة، دار المدني، جده، 1987، 61.

[48] المرجع السابق، 61.

[49] المرجع السابق، 44

[50] المرجع السابق، 63.

[51] المرجع السابق، 22.

[52] المرجع السابق، 22.

[53] شاكر، محمود، جمهرة مقالات الأستاذ محمود شاكر، جمعها وقرآها وقدم لها عادل جمال، مكتبة الخانجي، القاهرة، ج2، 2003، 1133

[54] المرجع السابق، 1134.

[55] المرجع السابق، 1136.

[56] المرجع السابق، 1134، 1143.

[57] شاكر، محمود، أباطيل وأسمار، مطبعة المدني، القاهرة، دون تاريخ، 134

[58] شاكر، جمهرة، ج 2، 1136.

[59] المرجع السابق، 1188.

[60] شاكر، رسالة في الطريق إلى ثقافتنا، 8، 9.

[61] المرجع السابق، 16.

[62] المرجع السابق، 18.

[63] المرجع السابق.

[64] المرجع السابق، 15.

[65] شاكر، جمهرة، ج 2، 1187.

[66] شاكر، أباطيل وأسمار، 134، وفصل فيه في شاكر، جمهرة، ج 2، 1162-1169.

[67] شاكر، أباطيل وأسمار، 513

[68] المرجع السابق.

[69] المرجع السابق.

[70]المرجع السابق، 515.

[71] المرجع السابق.

[72] المرجع السابق، 516.

[73] المرجع السابق.

[74] المرجع السابق، 517.

[75] شاكر، رسالة في الطريق إلى ثقافتنا، 26.

[76] المرجع السابق، 28.

[77] المرجع السابق.

[78] المرجع السابق، 38.

[79] المرجع السابق، 31.

[80] المرجع السابق، 30.

[81] المرجع السابق.

[82] محمود شاكر، نمط صعب، ونمط مخيف، مطبعة المدني، القاهرة، ودار المدني، جدة، 1996، 294، 295.

[83] الصويان، سعد، الصحراء العربية ثقافتها وشعرها عبر العصور قراءة أنثروبولوجية، الشبكة العربية للأبحاث والنشر، بيروت، 2010.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى