الدين

الإعجاز البلاغي في القرآن

  • حمزة تزورتزيس
  • ترجمة: وائل وسام
  • مقدمة:

”اقرأ باسم ربك“ [1].

كانت هذه هي الكلمات القليلة الأولى من القرآن التي نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم منذ أكثر من 1400 عام. تلقى النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-  الذي عُرف عنه الجلوس والتأمل في كهف خارج مكة[2]، الكلمات القليلة الأولى من كتاب كان له تأثير هائل على عالم الأدب العربي[3]. لم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم-  معروفًا بتأليف أي قطعة شعرية، وليس لديه أي مواهب خطابية خاصة[4]، فقد تلقى لتوه بداية كتاب يتناول مسائل الإيمان والفقه والسياسة والطقوس والروحانية والاقتصاد[5] في ”شكل أدبي جديد تمامًا“. كما تقول المؤرخة الشهيرة كارين أرمسترونج:

”يبدو الأمر كما لو أن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-  قد ابتكر شكلاً أدبيًا جديدًا تمامًا … بدون هذه التجربة القرآنية، فمن غير المرجح أن يترسخ الإسلام“[6].

كان هذا الشكل الأدبي الفريد سبب النهضة الفكرية الدرامية لعرب الصحراء، وبعد ثلاثة عشر عامًا من الوحي الأول، أصبح المرجع الوحيد لدولة جديدة في المدينة المنورة [7]. أصبح هذا الشكل الجديد من الكلام، القرآن، المصدر الوحيد لوجهة النظر السياسية والفلسفية والروحية للحضارة الجديدة [8].

 

  • التحدي القرآني:

يشكل الشكل الأدبي الفريد خلفية لعقيدة إعجاز القرآن، الذي يكمن في صميم قول القرآن بأنه من أصل إلهي. يقول القرآن:

“وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ“ [9].

و ”فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ، أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ ۚ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ“ [10].

وفقًا للمفسرين [11]، فإن هذه الآيات تشكل تحديًا لإنتاج سورة تحاكي الشكل الأدبي الفريد للقرآن. الأدوات اللازمة لمواجهة هذا التحدي هي القواعد النحوية المحدودة والثمان وعشرون حرفًا التي تشكل اللغة العربية. هذه أدوات مستقلة وموضوعية متاحة للجميع. وحقيقة أن الآيات لم تتم معارضتها منذ ظهورها حتى يومنا هذا لا تفاجئ معظم العلماء المطلعين على اللغة العربية ولغة القرآن [12].

إن عدم قدرة أي شخص على إنتاج أي شيء مثل القرآن، بسبب شكله الأدبي الفريد، هو جوهر الإعجاز القرآني. تُعرَّف المعجزة بأنها ”أحداث تقع خارج القدرة الإنتاجية للطبيعة“. [13] إن الحجة التي يطرحها علماء اللاهوت والفلاسفة المسلمون هي أنه إذا لم يكن هناك تحدٍ فعال مع القرآن باستخدام المجموعة المحدودة من الأدوات اللغوية العربية المتاحة للإنسانية. فإن تقديم تفسير طبيعي لتفرد القرآن غير متماسك ولا يفسر عدم القدرة على تقليده. وذلك لأن القدرة الطبيعية لمنتج أو مؤلف النص قادرة على إنتاج الأشكال الأدبية المعروفة في اللغة العربية. إن تطوير شكل أدبي فريد تمامًا هو خارج نطاق الطبيعة الإنتاجية لأي مؤلف، وبالتالي فإن الكيان الخارق للطبيعة، وهو الله، هو التفسير الشامل الوحيد الكافي [14].

والغرض من هذه المقالة هو شرح كيفية تحقيق القرآن لهذا الشكل الأدبي الفريد وبالتالي شرح إعجازه.

 

  • النماذج الأدبية العربية:

وفقًا للأكاديميين المسلمين وغير المسلمين، لا يمكن وصف القرآن بأي من الأشكال المعروفة للخطاب العربي. وهي الشعر والنثر [15]. طه حسين، [16] أديب مصري بارز، خلال محاضرة عامة لخص كيف يحقق القرآن هذا الشكل الفريد:

”لكنك تعلم أن القرآن ليس نثرًا وأنه ليس شعراً أيضًا. إنه بالأحرى القرآن، ولا يمكن تسميته إلا بهذا الاسم. إنه ليس شعراً، وهذا واضح؛ لانه لا يربط نفسه بروابط الشعر. وهو ليس نثراً، لأن آياته مرتبطة بروابط خاصة بها، لا توجد في مكان آخر؛ بعض الروابط تتعلق بنهايات آياته وبعضها يتعلق بالصوت الموسيقي الخاص بالآيات. لذلك فهو ليس شعراً وليس نثرًا، لكنه “كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِير”ٍ  لذلك لا يمكننا أن نقول أنه نثر، ولا يمكننا أن نقول أن نصه شعر. لقد كان فريدًا من نوعه، ولم يسبقه أو يتبعه شيء مثله“ [17].

يندرج كل تعبير في اللغة العربية تحت الأشكال الأدبية للنثر والشعر. هناك أشكال “فرعية” أخرى تقع ضمن الفئات المذكورة أعلاه مثل سجع الكهان؛ شكل فرعي من النثر المقفى. ومع ذلك، يمكن تصنيف جميع الأشكال الأدبية على أنها نثر أو شعر.

  • ما هو الشعر العربي؟

الشعر العربي هو شكل من أشكال الخطاب الذي تتميز بنيته بوجود القافية. [18] وتتحقق القافية في الشعر العربي بانتهاء كل سطر من القصيدة بحرف معين. [19] يرجع هذا الجانب في الشعر العربي إلى نمطه الإيقاعي. يحتوي الشعر العربي على ستة عشر نمطًا إيقاعيًا وتسمى هذه الأنماط ”البحور“ باللغة العربية. تم استخدام هذا المصطلح لوصف التقسيمات الإيقاعية نتيجة لطريقة تحرك القصيدة وفقًا لإيقاعها، تمامًا مثل الأمواج في البحر.

فيما يلي قائمة بالأنماط الإيقاعية التي يلتزم بها الشعر العربي أو يعتمد عليها بشكل فضفاض؛

– الطويل

– البسيط

– الوافر

– الكامل

– الرجز

– الخفيف

– الهزّج

– المتقارب

– المنسرح

– المقتضب

– المضارع

– المديد

– المجتث

– الرمل

– الخبب

– السريع

كل واحد من البحور له نمط إيقاعي فريد [20]. تم تدوين البحور لأول مرة في القرن الثامن من قبل الخليل بن أحمد ولم يتغير سوى القليل منذ ذلك الحين. تعتمد البحور على طول المقاطع. المقطع اللفظي القصير هو حرف ساكن متبوع بحرف متحرك قصير. المقطع الطويل هو حرف متحرك متبوع إما بحرف ساكن أو حرف متحرك طويل. علامة التنوين في نهاية الكلمة تجعل المقطع الأخير من الكلمة طويلًا. في الشعر العربي ينقسم كل سطر إلى نصفين.

فيما يلي عمليات مسح أساسية للأنماط الإيقاعية الشائعة في الشعر العربي، والتي تعرض مقاطع لفظية طويلة (–) وقصيرة (^). إنها تمثل أزواج من أنصاف الأسطر ويجب قراءتها من اليمين  إلى اليسار لا يتم اتباع الأنماط بشكل صارم؛ يمكن استبدال مقطعين قصيرين بمقطع طويل.

– الطويل

فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن … فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن

– الكامل

متفاعلن متفاعلن متفاعلن… متفاعلن متفاعلن متفاعلن

– الوافر

مفاعلتن مفاعلتن فعولن… مفاعلتن مفاعلتن فعولن

– الرجز

مستفعلن مستفعلن مستفعلن… مستفعلن مستفعلن مستفعلن

– الهزج

مفاعيلن مفاعيلن… مفاعيلن مفاعيلن

– البسيط

مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن… مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن

– الخفيف

اعلاتن مستفعلن فاعلاتن… اعلاتن مستفعلن فاعلاتن

– السريع

مستفعلن مستفعلن فاعلن… مستفعلن مستفعلن فاعلن.

ومن الأمثلة على الشعر العربي القصيدة العربية القديمة للشاعر العباسي أبو عطاء السندي:

ذكرتك والخطي بيننا

وقد نهلت منا المثقفة السمر

فواللَه ما أدري وإني لصادق

أداء عراني من حبابك أم سحر

فإن كان سحراً فاعذريني على الهوى

وإن كان داءٌ غيره فذلك العذر [21].

تقع هذه القصيدة، باللغة العربية الأصلية، في النسق الإيقاعي لـبحر ”الطويل“ ، أحد بحور الشعر الموضحة أعلاه [22].

سيخلص التحليل الأدبي لأي قصيدة عربية إلى أنها تلتزم أيضًا أو تستند إلى الأنماط الإيقاعية. وهذا ما أيده لويس شيخو الذي جمع الشعر الجاهلي وما بعد الإسلامي وخلص إلى أن جميع القصائد تتوافق مع أو تستند إلى البحور [23].

فخلاصة ما ذكر هو أن الشعر العربي يحتوي على:

– القافية.

– النمط المقطعي الإيقاعي (بحور الشعر).

 

  • ما هو النثر العربي؟

يمكن وصف النثر العربي بأنه كلام لا يحتوي على نمط إيقاعي ثابت مثل الشعر المذكور أعلاه. يمكن تقسيم النثر العربي إلى فئتين؛ السجع وهو نثر مقفى ومرسل وهو نثر مستقيم أو ما يسميه البعض ”كلام عادي“ [24].

يقدم فون دنفر الوصف التالي في كتابه ”علوم القرآن: مقدمة في علوم القرآن“،

النثر المسجوع:

”شكل أدبي مع بعض التركيز على الإيقاع والقافية، ولكنه يختلف عن الشعر. إن السجع ليس معقدًا حقًا مثل الشعر، ولكنه استخدم من قبل الشعراء العرب، وهو أشهر الأعمال العربية قبل الإسلام. وهو يختلف عن الشعر في أنه ليس له نمط إيقاعي متسق، ويشارك الشعر عنصر القافية، رغم أنه في كثير من الحالات يتم توظيفه بشكل غير منتظم“ [25].

على الرغم من اختلاف السجع عن الشعر في أنه يفتقر إلى نمط إيقاعي ثابت، إلا أن هناك شكلًا ما من الأنماط يعتمد على اللهجة في كل قسم من أقسام السجع. [26] تستند الأنماط الإيقاعية القائمة على اللكنة إلى النبرات بدلاً من عدد المقاطع اللفظية،

”بابا، بابا خروف أسود، هل عندك صوف

بلي سيدي بلى سيدي، ثلاثة أكياس مليئة

واحد للسيد، وواحد للسيدة، واحد للطفل الذي يسكن في الحي“.

بالإضافة إلى ذلك، يتميز السجع عن الشعر وغيره من أشكال الخطاب العربي بسبب استخدامه المركّز للسمات البلاغية. الملامح البلاغية هي أدوات أدبية ولغوية تهدف إلى إرضاء أو إقناع وتختلف عن الكلام العادي. من أمثلة البلاغة: الصوت، والإيقاع، والإسقاط اللغوي، والتحول النحوي (الالتفات). يسلط ديفين ستيوارت في موسوعة القرآن الضوء على ميزة السجع،

“بالإضافة إلى ذلك، يتضمن السجع بانتظام الاستخدام المركز التوازي بالترادف، التوازي بالدلالة والجناس والأشكال البلاغية الأخرى“ [27].

باختصار، تعريف السجع أنه يحتوي على

– النمط الإيقاعي المعتمد على اللكنة.

– قافية النهاية.

– التركيز على استخدام الملامح البلاغية.

النثر المرسل:

يمكن تعريف النثر المرسل بأنه شكل أدبي مستمر، لكنه يستمر بشكل مستقيم في كل مكان دون أي تقسيمات، سواء قافية أو أي شيء آخر. يُقصد بـالمرسل أن تكون وسيلة التعبير قريبة من اللغة اليومية المنطوقة، ويمكن رؤية الأمثلة في الخطب التي تهدف إلى تشجيع أو تحفيز الجماهير.

باختصار تعريف النثر المرسل هو أنه:

– لا يوجد فيه نمط إيقاعي.

– لا قافية.

– تشابه مع الكلام العادي.

 

  • ما الصيغة الأدبية للقرآن.

للقرآن شكل فريد خاص به. لا يمكن وصفه بأي من الأشكال الأدبية المعروفة [28]. ولكن بسبب التشابه بين السور المكية والسجع، يصف بعض العلماء الغربيين الشكل الأدبي للقرآن بأنه نثر مسجوع. تقول أنجيليكا نويفرت:

”تم التخلي تمامًا عن “السجع” في السور اللاحقة …. أسلوب السجع هو سمة حصرية للسور المبكرة“ [29].

هؤلاء العلماء الذين يصنفون القرآن على أنه سجع يفعلون ذلك على أساس أن تفرد القرآن معترف به. لتوضيح هذا يقول رينولد نيكلسون في كتابه ”التاريخ الأدبي للدول العربية“:

”وهكذا، فيما يتعلق بملامحه الخارجية، فإن أسلوب القرآن مستوحى من السجع، أو النثر المقفى … ولكن بهذه الملامح يمكن وصفه بأنه أصلي إلى حد ما“ [30].

على الرغم من وجود محاولة لمحاولة وصف القرآن بأنه نثر مقفى، استنتج العلماء الغربيون أنه شكل فريد أو أصلي من أشكال السجع، مما يدعم فرضيتنا. لتسليط الضوء على هذه الحقيقة يقول بروس لورانس:

”تلك المقاطع من القرآن التي تقترب من السجع ما زالت بعيدة كل البعد عن الجهود المؤيدة لاختزالها إلى شكل بديل للسجع“ [31].

هناك ثلاثة آراء رئيسية تستند إلى الدراسات الحديثة والكلاسيكية حول كيفية تحقيق القرآن لهذا الشكل الأدبي الفريد وهذا الشكل الفريد من أشكال السجع. فيما يلي ملخص للآراء، سيتم شرحها بالتفصيل لاحقًا في هذه المقالة.

1– اندماج فريد بين الكلام ذو النمط الإيقاعي الموزون (الشعر) والكلام ذو النمط الإيقاعي غير الموزون (النثر):

يحقق القرآن هذا الشكل الأدبي الفريد من خلال دمج الكلام: ذو النمط الإيقاعي الموزون والكلام ذو النمط الإيقاعي غير الموزون. هذا الدمج بين النمطين موجود في القرآن بأكمله ولا يمكن العثور عليه في أي نص عربي، في الماضي أو الحاضر.

2– سجع القرآن:

يتشارك القرآن في ميزات متماثلة مع السجع، وتحديداً في السور المكية المبكرة، لكنه يتجاوز تمامًا العديد من جوانب ما يعرّف بأنه سجع، ومن ثم يصف العلماء الغربيون الشكل القرآني بأنه ”السجع القرآني“. وما يجعل القرآن فريدًا في هذا السياق هو:

– ميل أكبر للقافية الموحدة.

– قافية غير دقيقة.

– مجموعة أكبر من عبارات السجع.

– تواتر أعلى للخصائص البلاغية.

3– منوعات أسلوبية مرتبطة بالقرآن:

رأى علماء اللاهوت واللغويون العرب مثل الأشعري والرماني والباقلاني أن القرآن لا يحتوي على السجع وهو متميز عن كل أنواع السجع. منطقهم هو أن استخدام اللغة في القرآن موجه لغويًا وبنية اللغة الأدبية متميزة، بينما في السجع، يعد التطابق مع الأسلوب هدفًا أساسيًا. علاوة على ذلك، يستخدم القرآن أدوات أدبية ولغوية بطريقة لم يتم استخدامها من قبل وتحقق تأثيرًا تواصليًا لا مثيل له [32]. هذا الاستخدام للغة، المسمى بالاختلافات الأسلوبية، يشمل، على سبيل المثال لا الحصر:

– السجع والقافية مدفوعة المعنى.

– التحولات البلاغية (الالتفات).

– العلاقة المتبادلة بين الصوت والبنية والمعنى.

– اختيار الكلمات.

– النوع اللغوي الفريد.

– ترتيب الكلمات.

 

  • هل القرآن شعر؟؟

القرآن ليس شعراً لأن كل سورة فيه لا تتوافق مع أي من بحور الشعر العربي وفي كثير من الأماكن يعرض القرآن قافية غير دقيقة وغير منتظمة. سورة الكوثر خير مثال على أن القرآن ليس شعراً عربياً:

”إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ، فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ، إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ“.

الآيه الأولي: ^ – ^ – ^^ ––

الثانية: ^^^^^^^^^

الثالثة: ^ –– ^^^^^^^

كما يتضح من مسح السورة أعلاه [مقاطع لفظية طويلة (–) وقصيرة (^)] ، فإن إيقاع مقاطع الكلمات لا يتوافق مع أي نمط مشابه لبحور الشعر العربي. ويخلص محمد خليفة في مقالته ”تأليف القرآن“ بشكل صحيح إلى أنه:

”يدرك القراء المطلعون على الشعر العربي أنه تميز منذ فترة طويلة بالوزن والقافية وبحور الشعر – وهي مقاييس دقيقة للأصوات والإيقاعات اللفظية، والتي يجب الالتزام بها بدقة حتى على حساب القواعد اللغوية. كل هذا يختلف بشكل قاطع عن الأسلوب الأدبي القرآني“ [33].

 

  • هل القرآن نثر مرسل؟؟

القرآن ليس كلاماً عادياً. ويرجع ذلك إلى استخدام القافية والإيقاع والخصائص الأسلوبية الفريدة المتوافرة بكثرة في الخطاب القرآني. النثر المرسل هو مجرد كلام عادي لا يستخدم أيًا من الميزات المذكورة أعلاه. سيخلص التحليل السطحي لسورة الكوثر إلى أنه لا يمكن وصفها بالكلام العادي.

”إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ، فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ، إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ“.

تستخدم هذا السورة قافية نهائية كما يمكن رؤيتها من خلال الأحرف النهائية في السورة، وتكرار حرف ”ك” (الضمير أنت الذي يعود على الرسول -صلى الله عليه وسلم-) هو المسؤول عن إيقاع السورة؛ وهذا الإيقاع يختلف عن أي من بحور الشعر. فقط من خلال إبراز قافية هذه السورة وإيقاعها يظهر بوضوح أنها ليست كلامًا عادياً.

 

  • هل القرآن نثر مسجوع؟؟

1– اندماج فريد بين الكلام ذو النمط الإيقاعي الموزون (الشعر) والكلام ذو النمط الإيقاعي الغير موزون (النثر):

بعض الأجزاء من القرآن تتبع قواعد الشعر، أي أن بعض الآيات يمكن وصفها بأنها من آل بحور الشعر [34].

ومع ذلك، عندما يتم تحليل كل الآيات في سورة من سور القرآن التي تحتوي على بعض من هذه الآيات الشعرية، فلا يمكن تمييز شكل السورة الأدبي. وقد انعكس ذلك في كتاب ”الأدب العربي إلى آخر العصر الأموي“،

”ليس القرآن بالشعر لكنه إيقاعي. إن إيقاع بعض الآيات يشبه انتظام السجع … لكن نقاد قريش اعترفوا بأنه لا ينتمي لا إلى الشعر ولا إلى النثر ولا إلى أي فئة أخرى“ [35].

يحقق القرآن هذا الشكل الأدبي الفريد من خلال دمج الكلام ذو النمط الإيقاعي الموزون (الشعر) مع الكلام ذو النمط الإيقاعي غير الموزون (النثر) [36]، هذا التداخل بين التركيب الموزون وغير الموزون موجود في القرآن كله. توضح الأمثلة التالية هذا،

”إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي جَنَّٰتٖ وَعُيُونٍ (45) ٱدۡخُلُوهَا بِسَلَٰمٍ ءَامِنِينَ (46) وَنَزَعۡنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنۡ غِلٍّ إِخۡوَٰنًا عَلَىٰ سُرُرٖ مُّتَقَٰبِلِينَ (47) لَا يَمَسُّهُمۡ فِيهَا نَصَبٞ وَمَا هُم مِّنۡهَا بِمُخۡرَجِينَ (48) ۞نَبِّئۡ عِبَادِيٓ أَنِّيٓ أَنَا ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ ٱلۡعَذَابُ ٱلۡأَلِيمُ (50) وَنَبِّئۡهُمۡ عَن ضَيۡفِ إِبۡرَٰهِيمَ (51) إِذۡ دَخَلُواْ عَلَيۡهِ فَقَالُواْ سَلَٰمٗا قَالَ إِنَّا مِنكُمۡ وَجِلُونَ (52)“ [37].

عند قراءة النص العربي للآية أعلاه، ينتقل القارئ من التركيب الموزون (الشعر) إلى غير الموزون (النثر) دون التعرض لأدنى تغيير في الأسلوب أو النسق [38]. يمكن ملاحظة نفس الاختلاط بين التركيب الموزون وغير الموزون في الآية التالية من السورة رقم 12 من القرآن.

”فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (31) قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ (32) قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ (33) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34) ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (35)“ [39].

إن عبارة ”قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ“ عبارة شعرية. لها هيكل إيقاعي موزون تُراعى فيه قواعد الشعر العربي [40]، وتعليقًا على هذه السمة يقول الشيخ متولي الشعراوي:

”يكاد يكون من المستحيل على المستمع أن يكتشف التحول من شكل إلى آخر، ولا يؤثر هذا الاختلاط الرائع على رشاقة التعبير أو يضعف معناه“ [41].

القرآن فريد حقا في تكوينه. إنه ليس نثرًا وليس شعرًا. يتم تحقيق جانب من هذا الشكل الفريد من خلال دمج التركيب الموزون (الشعر) وغير الموزون (النثر). هذا الرأي يدعمه أيضًا عالم الأدب العربي الشهير المستشرق آرثر أربيري:

”القرآن ليس نثرًا وليس شعرًا ، بل هو مزيج فريد من نوعه لكليهما“ [42].

2– السجع القرآني:

سبق أن ناقشت أعلاه أن بعض الأكاديميين يصفون لغة القرآن بأنها نثر مقفى بسبب التشابه بين السور المكية والسجع. ومع ذلك، فمن الواضح أن هؤلاء العلماء ما زالوا يميزون القرآن على أنه شكل فريد من أشكال النثر المقفى. ديفين ستيوارت، وهو أحد العلماء الغربيين الذين ناقشوا الشكل الأدبي للقرآن وسلطوا الضوء على الاختلافات الشكلية بين السجع وما يسميه ”السجع القرآني“:

”التحليل الذي أجري في هذه الدراسة يجعل من الممكن توضيح بعض الملاحظات الأولية حول الاختلافات الشكلية بين السجع القرآني ….” [43].

 

السمات التي تجعل القرآن فريدًا في سياق مناقشة السجع هي:

أ. ميل أكبر للقافية الموحدة.

يختلف القرآن عن السجع بسبب استخدامه للقافية الموحدة، مما يعني أن نظام القافية يتوافق مع عدد قليل من القوافي بدلاً من اختيار العديد من القوافي. وفقًا لأحد التحليلات، ينتهي ما يزيد قليلاً عن 50% من القرآن بأكمله بالحرف نفسه [44]. هذا الاستخدام الخاص للقافية، في نص بحجم القرآن، لم يتكرر في أي نص عربي. يقول ديفين ستيوارت:

”السجع القرآني يميل إلى القافية الموحدة أكثر بكثير من السجع  الآخر. عدد قليل من القوافي …. سائدة في القرآن بينما القافية في السجع الآخر تظهر تباينًا أكبر“ [45].

ب. قافية غير دقيقة.

الوصف العام للسجع هو أن له قافية نهائية. ومع ذلك، فإن القرآن ككل لا يتوافق مع قافية ثابتة أو متسقة، هذا معكوس في عمل الرمانى [46] الذي ينص على أن استخدام القرآن للغة موجه لغويًا ولا يتوافق مع أسلوب معين. وينعكس هذا أيضًا في تحليل ديفين ستيوارت فيقول:

”القرآن يسمح بالقوافي غير الدقيقة التي لا توجد في السجع العادي“ [47].

ج. مجموعة أكبر من عبارات السجع.

يطلق على أقسام السجع مصطلح السجوع (سجع مُرصَّع، سجع مُتوازي، سجع مُطرَّف، سجع طويل، سجع قصير، سجع متوسط …) [48]. يختلف القرآن عن السجع العادي لأنه يحتوي على نطاق أكبر من السجوع القصيرة والطويلة. يقول ديفين ستيوارت:

“نرى في كل من القرآن والسجع الآخر أن السجع القصير أكثر شيوعًا، لكن نطاق السجع في القرآن أكبر“ [49].

د. تواتر أعلى للخصائص البلاغية:

القرآن هو ”بحر البلاغة“. يُظهر القرآن تواترًا لا مثيل له في الملامح البلاغية، متجاوزًا أي نص عربي آخر، كلاسيكي أو حديث [50]. يتميز أسلوب استخدام البلاغة في القرآن عن أي نوع من الخطابات الأخرى [51].

يمكن لتحليل القرآن عن قرب أن يسلط الضوء على نطاق واسع وتواتر من السمات البلاغية. هذا موضوع شامل يتطلب مزيدًا من التحليل، ولكن لإبراز تفرد القرآن، تم توفير القائمة التالية لإظهار أن القرآن يستخدم ميزات بلاغية أكثر من أي نثر مقفى آخر؛ في الماضي أو الحاضر.

– التشبيه (على سبيل المثال انظر القرآن 88 :15-16 و93: 9-10).

– المجانسة الاستهلالية (على سبيل المثال انظر القرآن 33:71 و77:20).

– المغايرة (انظر على سبيل المثال القرآن 44:49).

– الطباق (على سبيل المثال انظر القرآن 35: 7 و9:82).

– الفصل (على سبيل المثال انظر القرآن 13: 2).

– السجع (على سبيل المثال انظر القرآن 88: 25-26 و88: 14-15).

الإيقاع – هذا موجود في القرآن كله، وهو سمة بلاغية رئيسية وهي سمة لا تُضاهى في القرآن. يستخدم الخطاب القرآني السجع لإيصال جميع السمات البلاغية مع استخدام العديد من الميزات الصوتية مثل التأنف (إنتاج أصوات الكلام عن طريق انبعاث الهواء من خلال تجويف الأنف)، وتغيير الصوت ليصبح أكثر تشابهًا مع الأصوات الأخرى المجاورة، وما إلى ذلك. لم يقم أي نص آخر بهذا من قبل، خاصة بمثل هذا التواتر.

– المقابلة العكسية (انظر على سبيل المثال القرآن 3:27).

– التكرار التوكيدي (انظر على سبيل المثال القرآن 94: 5-6).

– الجناس التام  (انظر على سبيل المثال القرآن 24:43).

– المشترك اللفظي  (انظر على سبيل المثال القرآن 2: 14-15 و 3:54).

– المبالغة (انظر على سبيل المثال القرآن 7:40، 33:10 و 39: 71-72).

– الترصيع  (انظر على سبيل المثال 65: 7-10).

– الاستعارة (انظر على سبيل المثال 19: 4 و21:18).

– الكناية (انظر على سبيل المثال 54:13 و 6: 127).

– الاعتراض (انظر على سبيل المثال القرآن 7:42 و4:73).

– جناس الاشتقاق (انظر على سبيل المثال القرآن 80: 25-26).

– الاستفهامات البلاغية (انظر على سبيل المثال القرآن 55:60 و37: 91-92).

– التركيز على مقطع لفظي معين من الكلمة (انظر على سبيل المثال القرآن 29:62 و 3:92).

– المجاز المرسل (انظر على سبيل المثال 90: 12-13).

تميّز السجع القرآني باستخدام مكثّف للخصائص البلاغية، نظرًا لنطاق وتكرار هذه الميزات في القرآن، فهو يختلف تمامًا عن السجع العادي.

 

الاختلافات الأسلوبية المرتبطة بالقرآن

ماذا تعني الاختلافات الأسلوبية؟

علم الأساليب هو فرع من فروع علم اللغة الذي يدرس ميزات أنواع مختلفة من اللغة ضمن موقف وسياق ومعنى معين. يحاول علم الأساليب أيضًا تطوير مبادئ لشرح الاختيارات الخاصة التي قام بها المؤلف.

الاختلاف الأسلوبي هو استخدام سمات مختلفة للغة بطرق لا تعد ولا تحصى. لتوضيح ذلك، خذ الآيتين القرآنيتين التاليتين متطابقتين من الناحية الهيكلية ولكنهما متميزتان من حيث الأسلوب،

”تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا“ [53].

”تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا“ [54].

الفعل الأول ”تَقْرَبُوهَا“ في الآية الأولي هو في سياق التحريم الخطير ”… وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا” [55].

الفعل الثاني في الآية الثانية “تَعْتَدُوها“ فيه بعض المرونة التي تدل عليها أدوات العطف في العبارات السابقة ”إما“ و”أو“ [56]،

”الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ“.

في سياق الاختلاف الأسلوبي، يمكن للمثال أعلاه تقديم دليل تجريبي للرأي القائل بأن القرآن يستخدم كلمات وعبارات على وجه التحديد لتوفير معنى دقيق ومقصود.

 

  • كيف يتفرد القرآن بهذه الاختلافات الأسلوبية؟

يحقق القرآن شكله الأدبي الفريد من خلال تجاوز استخدام اللغة الشائعة في السجع، سامية جراح في مقالتها ”سحر القراءة: الصوت والمعنى والتعبير في سورة العاديات“، التي تناقش كيف يحقق القرآن تفرده بسبب الاختلافات الأسلوبية:

”العربية القرآنية تخلق مجموعة رائعة من معنى الكلمة والصوت تتحدى أعراف كل من السجع العربي والقواعد الأدبية للأدب العربي الكلاسيكي“ [57].

في مقالتها توضح بالتفصيل استخدام القرآن الفريد للأسلوب والبنية والصوت في سياق أدبي جديد. [58] لكن الاختلافات الأسلوبية في القرآن لا تقتصر على العناصر التي تصفها. هناك العديد من العناصر الأسلوبية المستخدمة في القرآن والمسؤولة عن تفرده [59]. هناك عدد لا يحصى من الطرق التي يستخدم بها القرآن لغة غير معروفة في أي خطاب عربي، ومن هذه الطرق،

– السجع والقافية ذات التوجه الدلالي [60].

التحولات النحوية (الالتفاتات) [61].

العلاقة المتبادلة بين الصوت والبنية والمعنى [62].

نوع لغوي فريد [63].

 

ترتيب الكلمات:

تقدم الأمثلة التالية أدلة لغوية وأدبية على تمييز القرآن في الأسلوب:

– المثال الأول: ترتيب الكلمات والصوت والمعنى.

الجملة التالية هي مثال على كيف يجمع القرآن بين الكلمات والأصوات والمعنى والنظام لتحقيق هدفه في التواصل؛ والنتيجة هي بلاغة سامية، وبلاغة لا تُضاهى [64]، وشكل أدبي فريد،

”وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ“ [65].

ترتيب بديل ممكن:

”وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَالْفُرْقَانَ مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ“.

هذا الترتيب البديل به بعض العيوب. أولاً، الترتيب الثاني يفتقر إلى الإيقاع، مقارنة بالبنية القرآنية، وهو أقل شأناً من الناحية الصوتية. ثانيًا، أدى هذا الترتيب إلى اضطراب في المعنى. ويرجع ذلك إلى حقيقة أن الكلمة الرئيسية ”أنزل“ قد تم حذفها وأن الكلمة الأخيرة ”الفرقان“، التي يكون لموقعها قيمة دلالية حاسمة، قد وُضعت في منتصف الجملة.

يعد تكرار كلمة ”أنزل“ وموضع كلمة ”الفرقان“ من الوسائل الأساسية المستخدمة لتعزيز التأثير الاتصالي والنفسي اللغوي والبلاغي. إن تكرار كلمة “أنزل” هو لتأكيد وحي الفرقان وأنه بالفعل كتاب إلهي بينما وضع كلمة “الفرقان” في نهاية الجملة هو تأكيد أن الفرقان هو الكتاب الأخير والنهائي. يشير عبدالقادر عطا إلى أمثلة مثل هذه على أنها ”التركيب الكيميائي للقرآن“ [67] والتي تشير إلى الاختلاف الأسلوبي الدقيق والمتوازن في القرآن [68].

– المثال الثاني: التحولات النحوية (الالتفاتات).

لفت البروفيسور عبد الحليم الانتباه في مقالته ”التحول النحوي للأغراض البلاغية: الالتفاتات والميزات ذات الصلة في القرآن“ [69]، إلى أن هناك ميزة أخرى لا تُضاهى في القرآن، وهي الاستخدام المكثف للتحولات النحوية. هذه الميزة هي أداة بلاغية فعالة تعزز التعبير الأدبي للنصوص وتحقق الهدف التواصلي؛ [70] وهي جزء مقبول ومدروس جيدًا من البلاغة العربية. يمكن العثور على مراجع في كتب البلاغة للأثير والسيوطي والزركشي [71].

تشمل هذه التحولات النحوية التغييرات في الضمائر، والتغيير في العدد، والتغيير في المرسل إليه، والتغيير في الزمن، والتغيير في الحالة، واستخدام اسم بدلاً من الضمير والعديد من التغييرات الأخرى [72]. يتم عرض مثال على هذه الميزة البلاغية المعقدة في الآية التالية،

”لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا“ [73].

فبدلاً من أن يقول ”سوف يعطيه …“ يتحدث الله في هذا المثال بصيغة الجمع بلفظ الجلالة ليعطي ضمانه الشخصي لمكافأة أولئك الذين يقومون بالأعمال الإيجابية المذكورة في الآية السابقة. يتم عرض مثال آخر لهذا التغيير المفاجئ في الضمائر والعدد في الآية التالية:

”هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ“ [74].

يشرح نيل روبنسون في كتابه ”اكتشاف القرآن: مقاربة معاصرة للنص“ هذه الآية في سياق خطابها:

”هناك 3 التفاتات في الآية، التحول من جمع المخاطب إلى جمع الغائب وهو مناسب لإدراك هؤلاء مدى سخافة ونفاق سلوكهم، والتحول مرة أخرى إلى جمع المخاطب وهو ما يشير لتحول الله لتوبيخهم، وتحول المتكلم من صيغة المفرد الغائب إلى صيغة المفرد المتكلم ليعبر عن جلاله وقوته، وهو أمر مناسب في ضوء الإشارة إلى القيامة والدينونة“. [75].

تساهم هذه التحولات في الأسلوب الديناميكي للقرآن. إنها سمة أسلوبية واضحة وممارسة بلاغية مقبولة. يستخدم القرآن هذه الميزة بطريقة تتوافق مع موضوع النص (مدفوعًا بدلالاته) مع تعزيز تأثير الرسالة التي ينقلها. ليس من المستغرب أن يستنتج نيل روبنسون أن التحولات النحوية المستخدمة في القرآن أنها ”أداة بلاغية فعالة للغاية“ [76].

القرآن هو الشكل الوحيد للنثر العربي الذي استخدم هذه الأداة البلاغية بطريقة شاملة ومعقدة. يقول عبد الحليم:

”… هناك توظف لهذه الميزة على نطاق أوسع وبتنوعات أكثر بكثير من الشعر العربي … لا يبدو أن أحدًا يقتبس مراجع للنثر بخلاف القرآن“ [77].

القرآن مميز من حيث الأسلوب عن أي شكل معروف من أشكال الخطاب العربي. تستخدم الوسائل اللغوية والأدبية بطريقة لم يتم استخدامها من قبل.

 

  • خاتمة.

– هل الشكل الأدبي مبني على معايير شخصية؟

غالبًا ما يزعم بعض نقاد القرآن أن التحدي القرآني هو أمر شخصي ويقوم على معايير ذوقية. هذا اتهام كاذب. يمكن وصف القرآن بأنه نثر أو شعر أو فريد من نوعه. لا تستند الأشكال الأدبية إلى معايير ذوقية شخصية؛ فهي تستند إلى السمات الهيكلية للنص. يمكن أن نرى بوضوح أعلاه أن الأشكال الأدبية محددة ويمكن تمييزها عن بعضها البعض.

– القرآن فريد.

القرآن شكل فريد من أشكال الكلام العربي. لا يمكن وصف شكل لغته بالنثر أو الشعر. يحقق هذا الشكل الأدبي الفريد من خلال،

– دمج الشعر والنثر معاً.

– تجاوز السمات المميزة للسجع.

– استخدام أدوات أدبية ولغوية تجعله متميز من حيث الأسلوب.

لكل فصل طابع خاص له شكله الفريد واستخدامه الفريد للأدوات الأدبية. هذه السمات للقرآن هي جزء من سبب عدم القدرة على تقليده حتى يومنا هذا. [78] يقول البروفيسور وعالم اللغة العربية المشهور هاميلتون جيب:

”……. لا يزال المكيون يطالبونه بمعجزة، وبجرأة ملحوظة وثقة بالنفس، استند محمد -صلى الله عليه وسلم-  كتأكيد أسمى لرسالته إلى القرآن نفسه. مثل كل العرب كانوا خبراء في اللغة والبلاغة. حسنًا، إذا كان القرآن من تأليفه الخاص، يمكن لرجال آخرين أن ينافسوه. دعهم ينتجوا عشر آيات مثل آياته. إذا لم يستطعوا (ومن الواضح أنهم لم يستطيعوا)، فليقبلوا القرآن باعتباره معجزة إثبات بارزة“ [79].

يشهد العديد من الأكاديميين المسلمين وغير المسلمين على أن القرآن فريد بالفعل ولا يُضاهى. تحليل مثير للاهتمام ومفيد لعائشة عبد الرحمن بعنوان ”التفسير البياني للقرآن الكريم“، والذي بني على أعمال العديد من علماء الإسلام على مدار العقود، يدعم الاستنتاج الذي أعرب عنه طه حسين بأن “يجب تقسيم التأليف العربي إلى ثلاث فئات، النثر والأبيات الشعرية والقرآن“ [80].

نتيجة للبحث في الدراسات الغربية والإسلامية يمكن أن نستنتج أن القرآن شكل أدبي فريد. مزيد من البحث في المراجع أدناه سيعزز النقاط التي أثيرت في هذه المقالة وسيوفر الفهم الصحيح لكيفية عدم تمكن أي شخص من إنتاج أي شيء مثل الخطاب القرآني. يؤكد البروفيسور بروس لورانس بشكل صحيح:

”الآيات القرآنية، كعلامات ملموسة، تعبر عن حقيقة لا تنضب، فهي تدل على المعنى متعدد الطبقات، نور على نور، معجزة بعد معجزة“ [81].


الهوامش

[1] Qur’an Chapter 96 Verse 1. This verse is known to have been the first revelation, there is a consensus amongst the scholars on this issue.

[2] Please see Martin Lings. Muhammad: His Life Based on the Earliest Sources. 1987. Inner Traditions; for a detailed account on the life of the Prophet Muhammad and details of the first revelation.

[3] The Qur’an is undoubtedly the most influential book in Arabic literature. Non-Muslim and Muslim Scholars do not contend that the Qur’an is an authority in Arabic literature and has had an unparalleled influence. For  example Chicago University Wadad Kadi and Mustansir Mir, Professor of Islamic studies at Youngstown State University state that:

“Although Arabic, as a language and a literary tradition, was quite well developed by the time of  Muhammad’s prophetic activity, it was only after the emergence of Islam, with its founding scripture in Arabic, that the language reached its utmost capacity  of  expression,  and  the  literature  its  highest  point  of  complexity  and  sophistication.  Indeed,  it  probably  is  no exaggeration to say that the Qur’an was one of the  most conspicuous forces in the making of classical and post-classical Arabic literature.” Wadad Kadi and Mustansir Mir, Literature and the Qur’an, Encyclopedia of the Qur’an, vol. 3, pp. 213, 216. Please also see Muhammed Abdel Haleem. 1999. Understanding the Qur’an: Themes & Styles. I. B.Tauris Publishers, p. 1 –4

[4] Understanding the Qur’an: Themes & Styles, p. 1

[5]  The Qur’an is a book that gives guidance on all of life’s affairs. This includes the personal and political sphere, for example the Qur’an details how treaties with other nations should be undertaken and how prisoners of war should be treated (Understanding the Qur’an: Themes & Styles, p. 66-67)

[6]  K. Armstrong. 1993. A History of God: the 4,000 Year Quest of Judaism, Christianity and Islam. Vintage, p. 171

[7 ] Part of the Qur’an’s intellectual miracle is its literary form. God has challenged the whole of mankind to try and produce a single chapter like it (Qur’an 2:23). This challenge, which has remained unchallenged, is what captivated the minds of the Arabs at the time of revelation. They rationally assessed that if an Arab cannot challenge the Qur’an and a Non-Arab could not, then the only ‘entity’ that could have possibly produced the Qur’an is the Creator. Margoliouth explains the results of this intellectual revival,

“The Koran [sic] admittedly occupies an important position among the great religious books of the world. Though the youngest of the epoch-making works belonging to this class of literature, it yields to hardly any in the  wonderful effect which it has produced on large masses of men. It has created an all but new phase of human thought and a fresh type of character. It first transformed a number of heterogeneous desert tribes of the Arabian peninsula into a nation of heroes, and then proceeded to create the vast politico-religious organizations of the Muhammadan world which are one of the great forces with which Europe and the East have to reckon today.”  G. Margoliouth. 1977. Introduction to J.M. Rodwell’s, The Koran. Everyman’s Library, p. vii

[8]  To understand the functions and objectives of this state, and its impact on the modern world please see the very informative site www.caliphate.eu

[9]  Qur’an chapter 2 verse 23

[10] Qur’an chapter 52 verses 33-34

[11]  See Tafsir Ibn Kathir; Tafsir al-Qurtubi; Tafsir al-Jalalayn and Ma’riful Qur’an by Mufti Mualana Shafi.

[12]  Please see The Encyclopedia Of Islam, 1971, Volume 3, E J Brill, Leiden, p. 1019; A F L Beeston, T M Johnstone, R B Serjeant and G R Smith (Ed.), Arabic Literature To The End Of The Ummayyad Period, 1983, Cambridge University Press, p. 212 & 127-128; Gustave E Von Grunebaum, A Tenth-Century Document Of Arabic Literary Theory and Criticism, 1950, The University of Chicago Press, Chicago, p. xiv; Abdul Aleem, I’jaz ul Qur’an, 1933, Islamic Culture, Volume VII, Hyderabad Deccan, p. 221 & 232; Ignaz Goldziher, Ed. S M Stern, Muslim Studies (Muhammedanische Studien) II, 1971, George Allen & Unwin Ltd., London, pp. 363.

[13]  See Stephen S. Bilynskyj, ‘God, Nature, and the Concept of Miracle’ (Ph.D. Diss.: Notre Dame, 1982) 10-42 and The Problem of Miracles: A Historical and Philosophical Perspective. Dr. William Lane Craig. Available online.

[14]  This will be discussed in detail in a forthcoming article. Additionally this argument depends on the understanding that a supernatural entity actually exists. The existence of God, or the cause of the universe, is a prerequisite to this discussion. Please see William Lane Craig. The Kalam Cosmological Argument. Wiqpf and Stock Publishers; Alister McGrath. The Dawkins Delusion. SPCK; Alister McGrath. The Twilight of Atheism. Rider; William Lane Craig and Walter Sinnot-Armstrong. God: A Debate Between a Christian and an Atheist. Oxford University Press and Keith Ward. God, Chance and Necessity. One World.

[15] See ‘Abd al-Jabbar. I’jaz al-Qur’an. Cairo. 1960, p. 224; Ali Ibn Isa al-Rummani. Thalath Rasa’il Ijaz al-Qur’an. Ed. M. Khalaf Allah & M. Sallam, Cairo. 1956, p. 97-98; Hamd Ibn Muhammad al-Khatibi. Al-Bayan fi I’jaz al-Qur’an. Ed. Dr ‘Abd al- Alim, Muslim University, Aligarh, India. 1953, p. 36; Abu Bakr Muhammad Ibn Tayyib Baqillani. Al-I’jaz al-Qur’an. Ed. A. Saqr, Dar al-Ma’arif, Eqypt pp 86-89; A’isha ‘Abd Ar-Rahman Bint ash-Shati’. At-Tafsir al-Bayani li-Qur’an al-Karim, 3rd ed. Cairo,1968; Arthur J Arberry. 1998. The Koran. Oxford University Press, p. x; Bruce Lawrence. Journal of Qur’anic Studies. Vol VII, Issue I 2005. Approximating Saj’ in English Renditions of the Qur’an: A Close Reading of Suran 93 (al-Duha) and the basmala p. 64.

[16]  The influential Egyptian Litterateur born in 1889 and died in 1973.

[17]  Lecture entitled “Prose in the second and third centuries after the Hijra” delivered at the Geographical Society in Cairo 1930. Dar al Ma-arif.

[18] Metrical speech is a form of speech that employs a strict rhythmical pattern, that is, it follows a type of poetic metre.

[19] Sir Charles J. Lyall. 1930. Translations of Ancient Arabian Poetry. Columbia University Press, p. xlv

[20]  Please see Sir Charles J. Lyall. Translations of Ancient Arabian Poetry, p. xlv-lii and William Wright. 1955 (1898). A Grammar of the Arabic Language, Vol II, part 4. Cambridge University Press, p. 350-390 for more information on the poetic metres.

[21]  Sir Charles J. Lyall. Translations of Ancient Arabian Poetry, p 13.

[22] Ibid

[23]  See Louis Cheikho, Shu’ara’ ‘al-Nasraniyah, 1890-1891, Beirut.

[24]  Devin J Stewart. Saj’ in the Qur’an: Prosody and Structure, in The Koran: Critical Concepts in Islamic Studies. Edited by

Colin Turner, Vol. II.

[25]  A. Von Denffer. 2003 (Revised Ed. 1994). ‘Ulum al-Qur’an: An Introduction to the Sciences of the Qur’an. The Islamic

Foundation, p. 75

[26]  Devin J Stewart. Saj’ in the Qur’an: Prosody and Structure.

[27] Stewart, Devin J. “Rhymed Prose”. Encyclopaedia of the Qur’an. General Editor: Jane Dammen McAuliffe, Georgetown

University, Washington DC. Brill, 2008

[28] See also Professor Abd al-Rahman Ali Muhammad Ibrahim. The Literary Structure of the Qur’anic Verse. Qur’anic Arabic

Foundation. 2005.

[29] Neuwrith, Angelika. “Rhetoric and the Qur’an”. Encyclopaedia of the Qur’an. General Editor: Jane Dammen McAuliffe, Georgetown University, Washington DC. Brill, 2008.

[30] R. A. Nicholson. 1930. Literary History of the Arabs. Cambridge University Press, p. 159

[31]  Bruce Lawrence. Journal of Qur’anic Studies. Vol VII, Issue I 2005. Approximating Saj’ in English Renditions of the Qur’an: A Close Reading of Suran 93 (al-Duha) and the basmala p. 64

[32] See ‘Abd al-Jabbar. I’jaz al-Qur’an. Cairo. 1960, p. 224; Ali Ibn Isa al-Rummani. Thalath Rasa’il Ijaz al-Qur’an. Ed. M. Khalaf Allah & M. Sallam, Cairo. 1956, p. 97-98; Hamd Ibn Muhammad al-Khatibi. Al-Bayan fi I’jaz al-Qur’an. Ed. Dr ‘Abd al-Alim, Muslim University, Aligarh, India. 1953, p. 36; Abu Bakr Muhammad Ibn Tayyib Baqillani. Al-I’jaz al-Qur’an. Ed. A. Saqr, Dar al-Ma’arif, Eqypt pp 86-89; A’isha ‘Abd Ar-Rahman Bint ash-Shati’. At-Tafsir al-Bayani li-Qur’an al-Karim, 3rd ed. Cairo, 1968.

[33]  Mohammad Khalifa. The Authorship of the Qur’an in The Koran: Critical Concepts in Islamic Studies. Edited by Colin Turner, Vol. I, p.129

[34] Kristina Nelson. 1985 (2nd Print 2002). The Art of Reciting the Qur’an. The American University in Cairo Press, p. 10

“Although some of the lines of the Qur’an may be scanned according to the Classical Arabic metres*, these are not as characteristic of Qur’anic syllabic rhythmic patterns as are the abrupt or progressive shifts in rhythmic patterns and length of line, and the shifts between regular and irregular patterns.” * See al-Sa’id (1997: 324 – 25) and al-Suyuti (1910: I/96 – 105) for a list of some of these lines.

[35]  A F L Beeston, T M Johnstone, R B Serjeant and G R Smith (Editors), Arabic Literature To The End Of The Ummayad Period, 1983, Cambridge University Press, p. 34.

[36] Mitwalli al-Sharawi, The Miracles of the Qur’an. Dar ul Taqwa, p. 31

[37] Qur’an Chapter 15 Verses 45-52

[38] The Miracles of the Qur’an, p. 31

[39] Qur’an Chapter 12 Verses 31-35

[40]  The Miracles of the Qur’an, p. 31

[41]  Ibid, p. 32

[42]  Arthur J Arberry. 1998. The Koran. Oxford University Press, p. x

[43]  Devin J Stewart. Saj’ in the Qur’an: Prosody and Structure, p.102

[44] Dr. Adel M. A. Abbas, Anne P. Fretwell, Science Miracles, No Sticks or Snakes (Beltsville, Maryland, USA: Amana

Publications: 2000)

[45]  Devin J Stewart. Saj’ in the Qur’an: Prosody and Structure, p.102

[46] Ali Ibn Isa al-Rummani. Thalath Rasa’il Ijaz al-Qur’an. Ed. M. Khalaf Allah & M. Sallam, Cairo. 1956, p. 97-98

[47] Ibid

[48] Ibid p. 84

[49] Ibid p. 90

[50] Please see H, Abdul-Raof. 2003. Exploring the Qur’an. Al-Maktoum Institute Academic Press, p. 265-398; H. Abdul-Raof. 2000. Qur’an Translation: Discourse,Texture and Exegesis. Curzon Press, p 95-137; F Esack. 1993. Qur’anic Hermeneutics: Problems and Prospects. The Muslim World, Vol. 83, No. 2. p. 126 -128.

[51] Ibid.

[52] Hussein Abdul-Raof. Qur’anic Stylistics: A Linguistic Analysis. Lincolm Europa. 2004, p. 9.

[53] Qur’an Chapter 2 Verse 187

[54] Qur’an Chapter 2 Verse 229

[55] Qur’an Chapter 2 Verse 187

[56] Hussein Abdul-Raof. Qur’anic Stylistics: A Linguistic Analysis, p 91-92

[57] S. M. Hajjaji-Jarrah. 2000. The Enchantment of Reading: Sound, Meaning, and Expression in Surat Al-Adiyat. Curzon Press, p. 229

[58] Ibid, p. 228

[59] See Hussein Abdul-Raof. Qur’anic Stylistics: A Linguistic Analysis. Lincolm Europa. 2004; The Qur’an: An Encyclopeadia. Edited by Oliver Leaman. “Qur’anic Style”. Routledge; and Hamza Andreas Tzortzis, Three Lines that Changed the World: The Inimitability of the Surah al-Kawtar (available from www.theinimitablequran.com) for a detailed analysis.

[60] See al-Hassan al-‘Askari (ed. Mufid Qamima). 1981. Kitab al-Sina-‘atayn: al-Kitaba wa ‘l-Shi’r. Beirut: Dar al-Kutub al-‘Ilmiyya, p. 285

[61] Muhammed Abdel Haleem. 1999. Understanding the Qur’an: Themes & Styles. I. B.Tauris Publishers, p. 184-210 and Neal and Neal Robinson. 1996. Discovering The Qur’an: A Contemporary Approach To A Veiled Text. SCM Press Ltd., p. 245-252

[62] Sayyid Qutb. 1966. al-Taswir al-Fanni fi al-Qur’an. Cairo: Dar al-Ma’arif, Sayyid Qutb. 1966. Mashahid al-Qiyama fi ‘l- Qur’an. Cairo: Dar al-Ma’arif., Michael Sells. 1991. Sound Spirit and Gender in Surat al-Qadr. Journal of the American Oriental Society 111, 2 p. 239-259, M. Sells. Sound and Meaning in Surat Al- Qariah in Arabica Vol 40, and M. Sells. 2000. A Literary Approach to the Hymnic Surahs of the Qur’an: Spirit, Gender and Aural Intertextuality. Curzon Press, p. 3-25.

[63] Hamza Andreas Tzortzis. The Unique Genre of the Qur’an. Can be accessed from www.theinimitablequran.com.

[64] For more information on the Rhetorical Features in the Qur’anic discourse see H, Abdul-Raof. 2003. Exploring the Qur’an. Al-Maktoum Institute Academic Press, p. 265-398; H. Abdul-Raof. 2000. Qur’an Translation: Discourse,Texture and Exegesis. Curzon Press, p 95-137; F Esack. 1993. Qur’anic Hermeneutics: Problems and Prospects. The Muslim World, Vol. 83, No. 2. p. 126 -128.

[65] Qur’an Chapter 3 verses 3-4

[66] The Linguistic Architecture of the Qur’an. Hussein Abdul-Raof. Journal of Qur’anic Studies. Vol. II, Issue II, 2000, p. 39

[67]  ‘Abd al-Qadir Ahmad ‘Ata, ‘Wujuh i’jaz al-Qur’an, in Mahmud ibn Hamza al-Karmani (ed.), Asrar al-tikrar fi’l-Qur’an (Cairo: Dar al-I’tisam, 1977), p. 243-63

[68] See also al-Suyuti, Abu ‘l-Fadl Jalal al-Din, Mu’tarak al-aqran fi i’jaz al-Qur’an (Beirut: Dar al-Kutub al-‘Ilmiyya, 1988), Vol. 1 p 128ff

[69] Muhammed Abdel Haleem. 1999. Understanding the Qur’an: Themes & Styles. I. B.Tauris Publishers, p. 184-210

[70]  Ibid. Please see H, Abdul-Raof. 2003. Exploring the Qur’an. Al-Maktoum Institute Academic Press and H. Abdul-Raof. 2000. Qur’an Translation: Discourse, Texture and Exegesis. Curzon Press.

[71]  Muhammed Abdel Haleem. 1999. Understanding the Qur’an: Themes & Styles, p. 184-210

[72]  Ibid.

[73]  Qur’an Chapter 4 verse 114

[74]  Qur’an Chapter 10 verse 22

[75] Neal Robinson. 2004. Discovering the Qur’an: A Contemporary Approach to a Veiled Text. Georgetown University Press.

[76]  Ibid.

[77] Muhammed Abdel Haleem. 1999. Understanding the Qur’an: Themes & Styles, p. 184-210

[78] Please see The Encyclopedia Of Islam, 1971, Volume 3, E J Brill, Leiden, p. 1019; A F L Beeston, T M Johnstone, R B Serjeant and G R Smith (Ed.), Arabic Literature To The End Of The Ummayyad Period, 1983, Cambridge University Press, p.212 & 127-128; Gustave E Von Grunebaum, A Tenth-Century Document Of Arabic Literary Theory and Criticism, 1950, The University of Chicago Press, Chicago, p. xiv; Abdul Aleem, I’jaz ul Qur’an, 1933, Islamic  Culture, Volume VII, Hyderabad Deccan, p. 221 & 232; Ignaz Goldziher, Ed. S M Stern, Muslim Studies (Muhammedanische Studien) II, 1971, George Allen & Unwin Ltd., London, pp. 363.

[79]  H. A. R. Gibb. 1980. Islam: A Historical Survey. Oxford University Press, p. 28

[80] Saj’ in English Renditions of the Qur’an: A Close Reading of Surah 93 (al-Duha) and the basmala p. 64

[81] Bruce Lawrence. The Qur’an: A Biography. Atlantic Books, p 8.

وهذا الرابط كزيادة، فيه العديد من شهادات المستشرقين الغير مسلمين علي إعجاز القرآن اللغوي، كتبه حمزة أيضاً.

http://linguisticmiracle.blogspot.com/2010/02/al-quran-linguistic-miracle-hamza.html?m=1

المصدر
hamzatzortzis

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى