- يورام جوتفروند
- ترجمة: وائل وسام
- تحرير: ريمة بعث
توطئة
في هذا المقال المختصر يتتبع الكاتب التفسيرات التطورية لظاهرة الوعي من وجهة نظر تطورية بحتة؛ حيث نقوم مناقشته على افتراض صحة السردية التطورية، ومن ثم يبحث الإجابات التي قُدّمت على سؤال الوعي. استعرض الكاتب الأطروحات التطورية المختلفة التي حاولت تفسير الوعي، و أورد على جميعها أسئلة حاسمة واضحة تُركت بلا إجابة، وتوصل الكاتب بعد هذا الفحص إلى نتيجة مفادها: أن السردية التطورية لا تملك حتى الآن نظرية واضحة ومتماسكة تفسر نشوءه وتطوره ووظيفته التكيفية، كما أن عامة ما طُرح لتفسيره سابق لأوانه وغير قابل للدحض.
مقدمة
أدّى التطور إلى نشوء أنظمة بيولوجية متجسدة شديدة التعقيد ومتنوعة تسمى الحيوانات، والتي تتصرف بشكل تكيُّفي من أجل البقاء والتكاثر.
يمتلك نوع واحد على الأقل من بين ملايين الأنواع على الكوكب قدرةً رائعةً وغامضةً – ليس فقط على التصرف – ولكن أيضًا في بعض الأحيان قدرة على الشعور بأنه يتصرف، ونحن نعلم هذا لأننا ننتمي إلى هذا النوع. وكما لوحظ: لا شيء أكثر واقعية من مشاعر المرء (Clamers, 1996). وهذه القدرة تسمى الوعي الظاهري أو الإدراك الواعي أو الحس/الشعور الذاتي (سنشير إليه هنا بالوعي).
المتفق عليه من الناحية العلمية هو أن الوعي ينشأ من نشاط الدماغ، ومع ذلك، لا يوجد فهم لكيفية حدوثه (Revonsuo and Kamppinen, 2013). ما يخبرنا به حدسنا هو أنه يجب أن تكون هناك خاصية في دماغنا تمنحنا هذه القدرة، وهي خاصية قد تطورت، يعد تحديد هذه الخاصية وتتبّع تطورها هو المفتاح لفهم تطور الوعي.
وإذا كان الوعي بالفعل خاصية بيولوجية، كما هو متعارف عليه (Searle, 2013)، فيجب أن نكون قادرين على تطبيق أسئلة نيكو تينبرجن الأربعة (Bateson and Laland، 2013):
- ما آليات (مسببات) الوعي؟
- كيف يتطور الوعي منذ الولادة؟
- ما القيمة التكيفية للوعي؟
- ما التاريخ التطوري للوعي؟
يُدرس السؤالان الأول والثاني من الناحية العضوية؛ إلا أنه، عندما يتعلق الأمر بالوعي، فإن هذه الأسئلة تعيقها “مشكلة العقل والجسم” التي لم يتم حلها.
في الواقع، على الرغم من الاهتمام العلمي والفلسفي والشعبي الهائل بهذه الأسئلة، ما زلنا لا نعرف كيف يمكن للآليات العصبية أن تخلق الوعي.
هناك تقدم كبير في تحديد الارتباطات العصبية للوعي (NCCs) (Koch et al., 2016) ولكن حتى الآن، لم ينضج هذا إلى تفسير آلي للوعي (Chalmers, 2013).[1]
علاوة على ذلك، نظرًا للقدرة المحدودة في قياس الوعي عند الحيوانات، فإن الإجابة على السؤالين 1 و 2 بُحث عنها في الغالب عند البشر.
حتى الآن، لا توجد معرفة متفق عليها بشأن العلاقة بين السلوك والوعي أو بين الدماغ والوعي (Van Gulick, 2018). لذلك يظل السؤال حول ما إذا كانت الظواهر السلوكية أو التأثيرات الفسيولوجية قادرةً على أن تعلمنا أيُّ الحيوانات واعية وكيف= موضعَ شك. (Dawkins, 2017 ؛ Gutfreund, 2017).
ومع ذلك، قد يأتي الأمل من خلال محاولة تتبع الطريق التطوري لفهم الوعي، أي الإجابة على أسئلة تينبرجن 3 و 4. فبوجود نظرية تطورية للوعي، يمكننا التنبّؤ متى انبثق الوعي أثناء التطور وأي الحيوانات يجب أن تمتلكه.
أثبت مجال علم السلوك أنّ سلوكيات الحيوانات (بما في ذلك السلوكيات المكتسبة) تتشكّل من خلال التطوّر عن طريق الانتخاب الطبيعي (Burkhardt, 2005). يؤثّر السلوك بشكل مباشر على تكيف الحيوان، وبالتالي: فإن الانتقاء الطبيعي يهتمّ بما يفعله الحيوان؛ وليس بما يشعر به؛ فلكي يتطور الوعي أثناء التطور البيولوجي، يجب أن يكون له قيمةٌ تكيّفية على المستوى السلوكي (أي الذي يمكن ملاحظته).
التساؤل الرئيسي الذي يجب على أيّ نظرية تطورية للوعي تقديم إجابة مقنعة له هو: ما هي هذه القيمة التكيفية؟
يمكن العثور على طريقتين مختلفتين للتعامل مع هذا السؤال في الأوراق العلمية. إحداهما أن الوعي له وظيفة يعزز من خلالها القدرة التكيفية للكائن الحي (Seth , 2009). والآخر هو أن الوعي في حدّ ذاته ليس له وظيفة، لكنه نتيجة ثانوية لسمات أخرى (دماغية) يمكن ملاحظتها، ولها وظيفة تطورية (Robinson et al. , 2015).
الاقتراح القائل بأن الوعي له وظيفة
يمكن أن تكون الوظيفة البيولوجية إما وظيفةً لأداة تسمح بتحقيق هدف معين، أو تكون الوظيفةً نفسها هي تحقيق الهدف. على سبيل المثال، وظيفة أجنحة الطيور هي تمكين الطيور من الطيران، وبالتالي فإن الأجنحة هي أداة الطيران. من ناحية أخرى، فإن الطيران هو الهدف من وراء أدواته الأساسية، ووظيفته هي نقل الطائر بسرعة وكفاءةٍ إلى مصادر الغذاء، وإلى زملائه، وبعيداً عن الخطر.
هل الوعي بالنسبة للحيوان مثل الأجنحة للطائر، أي هل هو أداةٌ لتحقيق هدف مفيد [تطوريًا]؟
وإذا كان أداةً، فما الهدف الذي يتوصل إليه به؟
تتضمّن الإجابات: أن الوظيفة هي إنشاءَ تمثيل موحّد ومتماسك لجميع المعلومات الواردة للكائن ,(Crick and Koch 1998؛ Merker، 2005)؛ أو تمكين تعلّم التمثيلات الحسية والمعرفية (Grossberg, 1999)؛ أو اتخاذ قرارات معقدة بمرونة كافية (Earl, 2014).
كما قيل أن الوعي يعتبر بشكل عام أداةً لجعل السلوكيات الإدراكية القائمة على السياق والذاكرة أكثر مرونة، والتي بدورها ضرورية للتكيف بشكل واضح (Seth, 2009).
تتمثّل الصعوبة في هذه الفكرة في أنّ السلوكياتِ الإدراكية ناتجةٌ عن الدوائر العصبية للدماغ (دون الحاجة إلى إدخال حالات واعية إلى النماذج)؛ فيؤدّي هذا إلى ظهور مفارقةٍ مفادها أنه: إذا كان السلوك ناتجًا بالكامل عن دوائر عصبية غير واعية؛ فكيف يمكن أن يُنتَج نفس السلوكُ أيضاً من خلال الأحاسيس أو المشاعر (Gutfreund، 2017)؟
يتمثل أحد طرق الهروب من هذه المفارقة في اقتراح تطابقٍ هوياتي بين الوعي والحالات العصبية (Loorits، 2014 ؛ Smart، 2017)، أي أن بعض الحالات العصبية هي مشاعر واعية، فالاثنان متماثلان، لكنهما موصوفان على مستويات مختلفة. وتصبح الوظيفةُ البيولوجية للحالة العصبية هي ذاتها وظيفة الشعور (Searle, 2013).
مشكلة هذا الحل هي أن التطور يعمل على مستوى الجسم، وليس على مستوى المشاعر؛ فمن وجهة نظر التطور: كل ما هو مهم هو أفعال الحيوان، والعمليات العصبية التي تهيء القرارات وتثيرها. أما مسألة ما إذا كان يمكن وصف بعض هذه العمليات العصبية على أنها تجارب ذاتية على مستوى نفسيّ أعلى= فلا علاقة لها بالقصة التطورية. لذلك، فإن المعنى الضمني لفرضية التطابق الهوياتي هو أن الوعي يقع خارج أي نظرية تطورية.
ماذا لو كان الوعي هدفًا في حد ذاته؟
في هذه الحالة، فإن الخلايا العصبية المنظَّمة بطرق محددة في هياكل دماغية محددة هي الأجنحة التي تدعم الوعي. وعلى هذا الأساس تحسن خاصيةُ الوعي من مستوى تكيف الحيوان صاحب الوعي، تمامًا مثل صفات الطيران والسباحة أو المضغ.
ولكن ما هي الطرق التي تعمل بها المشاعر والعواطف على تحسين التكيف؟
يحتاج الظباء الهارب من أسد إلى الجري بسرعة وكفاءة؛ لكن: لماذا -من وجهة نظر تطورية- يحتاج أيضًا إلى الشعور الرهيب بالخوف؟ هذا لغز، وليس لنظرية التطور أجوبة.
أيُّ محاولةٍ للإجابة على هذا السؤال دون التذرع بالتطابق بين الحالات الواعية والعصبية تعوقها الصعوبةُ المذكورة أعلاه، حيث يجب أن تتحقق الوظيفة على المستوى السلوكي. لكنَ جميعَ السلوكيات البيولوجية ناتجةٌ بالكامل من العمليات العصبية، وهو ما يجعل المشاعر والتجارب الشخصية والنوايا وما إلى ذلك غيرَ ضرورية لتكيّف الكائنات.
الاقتراح القائل بأن الوعي ليس له وظيفة خاصة به
هناك مقاربة مختلفة تتجاوز الصعوبات المذكورة أعلاه، تتمثّل بالنظر إلى الوعي على أنه نتيجةٌ ثانوية لنشاط الدماغ.
في هذه الحالة؛ لا يؤثّر الوعي على السلوك، وليس له وظيفة خاصة به؛ إلا أن له قيمة تكيّفية تنبع من ارتباطه بظاهرة سلوكية، والتي بدورها لها وظيفة تكيفية (Eccles, 1994 ؛ Robinson, 2007).
تعد النظرية التطورية للوعي التي قدمها Bronfman et al. (2016) مثال على هذه المقاربة، فقد افترض أن الوعي ليس له وظيفة خاصة به ولكنه ينشأ بواسطة نفس خصائص الدماغ المطلوبة للخاصية الإدراكية المعروفة بـ “التعلم الترابطي غير المحدود” (Unlimited Associative Learning) (UAL).[2] ويصبح التعلم الترابطي غير المحدود بعد ذلك علامةً للوعي، وتتبُّع تطوره مرادفٌ لتتبّع تطوّر الوعي.
يكمن مأزق هذه المقاربة في أنه يمكن إزالة الوعي من النموذج، دون أيّ تأثير على تناسقه وتماسكه.
تعتمد صلاحية النموذج كنموذج تطوري للوعي بشكل حاسم على مجموعة صغيرة من السمات التي من المفترض أن تكون ضروريةً وكافيةً (بشكل مشترك) لوجود حد أدنى من الوعي (وهي ما يعر بمعايير الوعي) (Bronfman et al.، 2016). وبالتالي، فإن القدرة على تتبّع الأصول التطورية للوعي تعتمد على مسألةِ ما إذا كان بإمكاننا تحديد المعايير السلوكية والفسيولوجية الضرورية والكافية للوعي.
وضع دونالد جريفين خريطةَ طريق للدراسة الإثولوجية للوعي في كتابه الشهير “سؤال وعي الحيوان” (Griffin, 1981). تتمثّل الخطوة الحاسمة والأولى في الدراسة العلمية للوعي الحيواني في تكوين ما أسماه “تعريفًا عمليًا للوعي”. كان جريفين من أوائل من قدموا قائمةً بالمعايير التي يعتقد أنها كافية لوصف الوعي.
بعد جريفين؛ قام العديد بالإضافة على هذه المعايير وتعديلها واستخدامها في العديد من الأوراق العلمية لاستخلاص نتائجَ عن وعي الحيوان وكذلك تطور الوعي (Edelman and Seth، 2009؛ Butler، 2012؛ Feinberg and Mallatt، 2016).
تشترك جميع هذه المعايير في أنها تستند إلى الوعي البشري، إما من خلال فحص أو ملاحظة العمليات العقلية والعاطفية للفرد. أو من خلال الدراسة الحديثة للـ NCCs البشرية. مثال على الأول هو “تكامل وربط المعلومات” (Tononi et al.، 2016)؛ ومثال على هذا الأخير هو “التعديل العصبي للحلقات العصبية التي تربط بين المهاد والقشرة المخية” (Seth et al.، 2005).
ينطوي فحص أو ملاحظة العمليات العقلية والعاطفية للفرد على مخاطر الحصول على معايير خاطئة، لأننا على دراية بسلوكياتنا ولسنا على دراية بالخصائص التي تشكّل الوعي (Dennett, 2002).
حقيقةُ أننا ندرك بوعي تفاحةً كقطعة كاملة، لا يستبعد احتمالَ حدوثِ ارتباطٍ للمعلومات في الإدراك اللاواعي (العقل الباطن) أيضًا، ولا يستبعد إمكانية حدوث الإدراك الواعي دون ربط المعلومات. إنه يعكس ببساطة حقيقةَ أنّ تكامل المعلومات للتحكّم في السلوك التكيفي هو خاصية شائعة لوظيفة الدماغ.
من ناحية أخرى، فإن استخدام الترابطات العصبية للوعي لإلقاء الضوء على المعايير الدماغية اللازمة للوعي في الحيوانات يعوقه مغالطة جعل الارتباط معيارا، إذ أن الارتباط لا يعني وجود علاقة ضرورية أو أنه وصف كافٍ لطبيعة العلاقة؛ وللتبسيط: عادةً ما يرتبط الماء في بيئتنا بالسوائل، ولكننا لن نقول إن كل ما هو سائل ماء.
أخيرًا، فإن السمات المقترحة كمعايير للوعي معقدة، وفي معظم الحالات غير محددة بدقة. إن استقراء مثل هذه السمات كمعايير للوعي الحيواني دون معرفة كيفية ارتباطها بالوعي البشري= هو تبسيط مخل، يؤدي على الأرجح إلى استنتاجات مبكرة حول وعي الحيوان.
خذ على سبيل المثال مقولة (البجعة له جناح كبير يساعد على الطيران السريع) إذا قمنا بتوسيع هذا المعيار ليشمل الأنواع الأخرى دون معرفة فيزياء الطيران= فإننا نصل إلى تنبؤ خاطئ وهو أن الصقور تطير ببطء [لأن أجنحتها أصغر] وأن طيور المارابو (أبو سعن الأفريقي) تطير بسرعة [لأن أجنحتها أكبر].
خاتمة
الوعي هو أحد آخر الظواهر البيولوجية التي لا نملك فكرةً واضحة ومتماسكة حول كيف ومتى ظهر وتطور أثناء العملية التطورية.
استنتاج المناقشة أعلاه هو أنه من أجل تحديد القيمة التكيفية للوعي، يجب فهم العلاقات بين الدماغ والسلوك والوعي. وهكذا، فإن السؤال عن كيفية نشوء التعقل والوعي أثناء عملية التطور (مشكلة العقل والتطور) يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمسألة كيفية انبثاق الوعي في الدماغ (مشكلة العقل والجسد). يبدو أن تطور الوعي لا يمكن حله دون حل “المشكلة الصعبة” أولاً (Chalmers, 1995).
وحتى ذلك الحين، فأنا أرجح أن الادعاءات العريضة حول تطور الوعي بناءً على تطور الإدراك= سابقة لأوانها وغير قابلة للدحض.
[1] – للتوضيح: يرصد علماء الأعصاب في المختبرات ترابطاتٍ بين الحالات العقلية والحالات الدماغية (هذه الترابطات تسمى الترابطات العصبية للوعي)، فإذا كانت مشاعرك سلبية على سبيل المثال يترابط ذلك مع زيادة النشاط العصبي في القشرة الجبهية، لكن لم يصل أحد لآلية يمكن من خلالها لهذا النشاط العصبي أن يسبّبَ مشاعرك السلبية ذاتها. (المترجم)
[2] التعلّم الترابطي غير المحدود معناه أن الكائنات الحية التي تملك جهازاً عصبياً بدائي -بالنسبة لسلم التطور- لها القدرة على ربط الأفكار والخبرات مع بعضها البعض عندما تتعرّض لمؤثرات مختلفة. على سبيل المثال: الكلب يسيل لعابه عندما تقدّم له طعاماً (مؤثِّر)، فلو أن الكلب اعتاد أنّ الطعامَ يُقدَّم له عند صدور صوت جرس (مؤثر آخر)، سيربط بين المؤثرين وسيسيل لعابه عند سماع صوت الجرس حتى لو لم تقدم له طعاماً. (المترجم)
المراجع
- Bateson, P., and Laland, K. N. (2013). Tinbergen’s four questions: an appreciation and an update. Trends Ecol. Evol. 28, 712–718. doi: 10.1016/j.tree.2013.09.013
- PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar
- Bronfman, Z. Z., Ginsburg, S., and Jablonka, E. (2016). The transition to minimal consciousness through the evolution of associative learning. Psychol. 7:1954. doi: 10.3389/fpsyg.2016.01954
- PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar
- Burkhardt, R. W. (2005). Patterns of Behavior: Konrad Lorenz, Niko Tinbergen, and the Founding of Ethology. Chicago, IL; London: University of Chicago Press.
- Google Scholar
- Butler, A. B. (2012). “Hallmarks of consciousness,” in Sensing in Nature, ed C. López-Larrea (New York, NY: Springer-Verlag), 291–309. doi: 10.1007/978-1-4614-1704-0_19
- CrossRef Full Text | Google Scholar
- Chalmers, D. J. (1995). Facing up to the problem of consciousness. Conscious. Stud. 2, 200–219.
- Google Scholar
- Chalmers, D. J. (1996). The Conscious Mind: in Search of a Fundamental Theory. New York, NY: Oxford university press.
- Google Scholar
- Chalmers, D. J. (2013). How can we construct a science of consciousness?. N.Y. Acad. Sci. 1303, 25–35. doi: 10.1111/nyas.12166
- PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar
- Crick, F., and Koch, C. (1998). Consciousness and neuroscience. Cortex. 8, 97–107.
- PubMed Abstract | Google Scholar
- Dawkins, M. S. (2017). Animal welfare with and without consciousness. Zool. 301, 1–10. doi: 10.1111/jzo.12434
- CrossRef Full Text | Google Scholar
- Dennett, D. (2002). How could I be wrong? how wrong could I be?. Conscious. Stud. 9, 13–16.
- Google Scholar
- Earl, B. (2014). The biological function of consciousness. Psychol. 5:697. doi: 10.3389/fpsyg.2014.00697
- PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar
- Eccles, J. C. (1994). “The evolution of consciousness,” in How the Self Controls its Brain (Berlin; Heidelberg: Springer-Verlag), 113–124. doi: 10.1007/978-3-642-49224-2_7
- CrossRef Full Text | Google Scholar
- Edelman, D. B., and Seth, A. K. (2009). Animal consciousness: a synthetic approach. Trends Neurosci. 32, 476–484. doi: 10.1016/j.tins.2009.05.008
- PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar
- Feinberg, T. E., and Mallatt, J. M. (2016). The Ancient Origins of Consciousness: How the Brain Created Experience. Cambridge, MA: MIT Press.
- Google Scholar
- Griffin, D. R. (1981). The Question of Animal Awareness: Evolutionary Continuity of Mental Experience. New York, NY: Rockefeller University Press.
- Google Scholar
- Grossberg, S. (1999). The link between brain learning, attention, and consciousness. Cogn. 8, 1–44. doi: 10.1006/ccog.1998.0372
- PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar
- Gutfreund, Y. (2017). The neuroethological paradox of animal consciousness. Trends Neurosci. 40, 196–199. doi: 10.1016/j.tins.2017.02.001
- PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar
- Koch, C., Massimini, M., Boly, M., and Tononi, G. (2016). Neural correlates of consciousness: progress and problems. Rev. Neurosci. 17, 307–321. doi: 10.1038/nrn.2016.22
- PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar
- Loorits, K. (2014). Structural qualia: a solution to the hard problem of consciousness. Psychol. 5:237. doi: 10.3389/fpsyg.2014.00237
- PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar
- Merker, B. (2005). The liabilities of mobility: a selection pressure for the transition to consciousness in animal evolution. Cogn. 14, 89–114. doi: 10.1016/S1053-8100(03)00002-3
- PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar
- Revonsuo, A., and Kamppinen, M. (2013). “General introduction: the riddle of consciousness,” in Consciousness in Philosophy and Cognitive Neuroscience (Hove: Psychology Press), 13–36.
- Google Scholar
- Robinson, W. (2007). Evolution and epiphenomenalism. Conscious. Stud. 14, 27–42.
- Google Scholar
- Robinson, Z., Maley, C. J., and Piccinini, G. (2015). Is consciousness a spandrel?. Am. Philos. Assoc. 1, 365–383. doi: 10.1017/apa.2014.10
- CrossRef Full Text | Google Scholar
- Searle, J. (2013). Theory of mind and darwin’s legacy. Natl. Acad. Sci. U.S.A. 110(Suppl. 2), 10343–10348. doi: 10.1073/pnas.1301214110
- PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar
- Searle, J. R. (2013). “The problem of consciousness,” in Consciousness in Philosophy and Cognitive Neuroscience (Psychology Press), 105–116.
- Google Scholar
- Seth, A. K. (2009). “Functions of consciousness,” in Encyclopedia of Consciousness, ed W. P. Banks (Amsterdam: Elsevier/Academic Press), 279–293.
- Seth, A. K., Baars, B. J., and Edelman, D. B. (2005). Criteria for consciousness in humans and other mammals. Cogn. 14, 119–139. doi: 10.1016/j.concog.2004.08.006
- PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar
- Smart, J. J. C. (2017). “The mind/brain identity theory,” in The Stanford Encyclopedia of Philosophy, Spring 2018 Edn, ed E. N. Zalta (Metaphysics Research Lab; Stanford University).
- Google Scholar
- Tononi, G., Boly, M., Massimini, M., and Koch, C. (2016). Integrated information theory: from consciousness to its physical substrate. Rev. Neurosci. 17, 450–461. doi: 10.1038/nrn.2016.44
- PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar
- Van Gulick, R. (2018). “Consciousness,” in The Stanford Encyclopedia of Philosophy, Spring 2018 Edn, ed E. N. Zalta (Metaphysics Research Lab; Stanford University).