التربية والتعليم

مخاطر التَّعلُّم الإلكترونيِّ والتَّقنية على الصِّحَّة الجسديَّة والنَّفسيَّة والعاطفيَّة والاجتماعيَّة عند الطُّلاب

  • كولين هالوبا
  • ترجمة: أريج بنت ناصر القحطاني
  • تحرير: إيثار بنت فهد الجاسر

الخلاصة

انتشرت التَّقنية في المجتمع، ورغم أنَّ لها منافع جمَّة، إلَّا أنَّ لها مخاطر كذلك؛ خاصَّة على الشَّباب. فالاستعمال المفرط للتَّقنية قد يؤثِّر تأثيرًا سلبيًّا على صحَّة الشَّباب الجسديَّة والنَّفسيَّة والعاطفيَّة والاجتماعيَّة. وهذا قد ينتج عنه سلوكيَّات مرضية مثل إدمان التَّقنية. سيقدِّم هذا البحث نبذة مختصرة عن استخدام الشَّباب للتَّقنية؛ في الولايات المتَّحدة بالمقام الأوَّل، وفي الحالات العالميَّة بحسب توفرها وملاءمتها. والهدف هو زيادة الوعي عن المشكلات التي قد تنشأ عن استخدام التَّقنية عند الأطفال والمراهقين؛ خاصَّة أبناء الأسر ذات الدَّخل المنخفض، الذين أبلغوا عن استخدام أشمل للتَّقنية.

 

1- مقدِّمة

لقد اندمجت التَّقنية في جميع أوجه الحياة المعاصرة، إذ صار من المستحيل ألَّا تتعرض معظم الثَّقافات لبعض التَّقنية يوميًّا يستثنى من ذلك الثَّقافات الأنأى. فالتَّقنية تسمح للبشر بالتَّواصل دون قيود الجغرافيا، إذ إنَّها تجعل العمليَّات أكثر فاعليَّة، وتُكمِّل إدراك العقل البشريِّ وفاعليَّته. ورغم أنَّ للتَّقنية عددًا لا يستهان به من سمات بالغة الإيجابيَّة، إلا أنَّ العامَّة بأسرهم غالبًا ما يغفلون عن أنَّ للتَّقنية سمات سلبيَّة كذلك، والشَّباب خاصَّة مستهدف من هذه الآثار السَّلبيَّة المحتملة.

ما التَّقنية وكيف يمكن تعريفها؟

كانت التَّقنية في أبسط أشكالها عند إنسان عصر ما قبل التَّاريخ هي العجلة الحجريَّة. أمَّا اليوم فقد تطوَّرت التَّقنية إلى رقاقات وتقنية صالحة للَّبس مثل ساعة أبل. لاحظ بيتر بليد(1) المختصُّ بعلم الإنسان (الأنثروبولوجيا) أنَّه مع أنَّ أنواع التَّقنية المختلفة تُدرس، إلَّا أنَّ هذه الدِّراسات أُجريت بصورة منعزلة. ولاحظ أنَّ تعريف التَّقنية تعريفًا سلوكيًّا ما يزال -مبهما وليس هناك تعريف كامل- (صفحة1).  صار التَّعريف أوضح قليلًا بعد عشرين عامًا، إلَّا أنَّ آثار التَّقنية على الإنسان على المدى البعيد ما تزال غير مفهومة تمامًا؛ رغم شموليَّتها.

 

2- أرقام وحقائق عن التَّقنية

بحسب لينهارت(2) من مركز بيو للأبحاث أنَّه في عام (2015م) ذكر 92% من المراهقين الأمريكيِّين الذين تتراوح أعمارهم بين سنِّ (13-17) أنَّهم يتصفَّحون الإنترنت يوميًّا، وذكر 24% منهم أنَّهم يتصفَّحون الإنترنت تقريبًا باستمرار. وكان التَّوزيع العرقيُّ للمراهقين الذين يتصفَّحون الإنترنت باستمرار كما يلي: 34% من الأمريكيِّين من ذوي الأصول الأفريقيَّة، و32% من الأمريكيِّين من ذوي الأصول اللَّاتينيَّة، و19% من الأمريكيِّين من ذوي العرق الأبيض. وفي هذه الدِّراسة “مشروع أبحاث الإنترنت” التي أجريت في مركز بيو، ذكر 56% من المراهقين أنَّهم يتصفَّحون الإنترنت عدَّة مرَّات في اليوم الواحد، و8% منهم فقط ذكروا تصفُّحهم للإنترنت بمعدل أقلَّ من مرَّة في الأسبوع.

كما ذكر حوالي 75% من المراهقين أنَّهم يمتلكون هواتف ذكيَّة، و12% فقط منهم لم يمتلكوا هاتفًا نقَّالًا البتَّة. فيما كانت أعلى نسبة امتلاك هواتف نقَّالة من نصيب الأمريكيِّين الأفارقة؛ بنسبة 85%، فيما ذكر 71% فقط من المراهقين البيض واللَّاتينيِّين أنَّهم يمتلكون هواتف نقَّالة. وتزداد احتماليَّة امتلاك هاتف ذكيٍّ عند المراهقين الكبار مقارنة بنظرائهم الأصغر سنًّا. وبحسب مركز بيو للأبحاث(3) فإنَّه يمكن لأكثر من 88% من المراهقين الوصول إلى الهواتف النقَّالة، فيما ينام كثير منهم مع هواتفهم حسبما ذكر المركز(4) في عام (2012م). وذكر 90% منهم إرسال رسائل نصِّيَّة؛ إذ يبلغ متوسِّط عدد الرَّسائل التي يرسلها المراهق (30) رسالة يوميًّا. والبنات أكثر ميلًا لإرسال الرَّسائل من الأولاد، بينما يميل الأولاد أكثر إلى الاشتراك في ألعاب الفيديو، كما أشار مركز بيو(3) في (2015م).

المراهقون هم المستخدمون الأبرز لوسائل التَّواصل الاجتماعيِّ مثل فيسبوك، وإنستجرام، وسناب شات، وتويتر، وجوجل بلس، وفاين، وتمبلر. ومنصَّة فيسبوك هي المنصَّة الأكثر شيوعًا بين منصَّات التَّواصل الاجتماعيِّ؛ إذ ذكر 71% من المراهقين استخدامهم لها. ذكر لينهارت(2) إلى جانب ذلك أن 71% من المراهقين يتصفَّحون أكثر من منصَّة واحدة للتَّواصل الاجتماعيِّ.

الأرجح أنَّ الذُّكور هم أكثر زيارة لمواقع التَّواصل الاجتماعيِّ (45% مقارنةً بنسبة 36% من الفتيات). علاوة على ذلك، المراهقون من الأسر التي دخلها السَّنويُّ أكبر من (50 ألف دولار أمريكي) في السَّنة أكثر استخدامًا لسناب شات، فيما غالبًا ما يستخدم المراهقون من الأسر التي دخلها أقلُّ من (50 ألف دولار أمريكي) فيسبوك، بحسب لينهارت(2).

وبحسب رابطة المستهلكين الوطنيَّة(5) فإن 56% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين (8-12) سنة يمتلكون هواتف نقَّالة، 4% منها هواتف ذكيَّة. علاوة على ذلك فإنَّ 72% من الأطفال الذين تبلغ أعمارهم (8 سنوات) أو أقلَّ قد استخدموا هاتفًا نقَّالًا لنشاط إعلاميٍّ مثل مشاهدة مقاطع الفيديو، واللَّعب، إلخ… وأكثر من 38% من الأطفال تحت عمر السَّنتين قد استخدموا هاتفًا نقَّالًا. ذكرت لجنة الاتِّصال والإعلام(6) (CCM) في مجلة “بيدياتريكس” التَّابعة للأكاديميَّة الأمريكيَّة لطبِّ الأطفال أن 90% من الآباء ذكروا أنَّ أطفالهم في عمر السَّنتين وأصغر استخدموا الإعلام الإلكترونيَّ. إضافة إلى ذلك فإنَّ الأطفال في الأسر ذات الدَّخل المنخفض قضوا وقتًا أطول مع الإعلام عمومًا. وذكرت لجنة الاتِّصال والإعلام أنَّ استخدام الأطفال تحت عمر السَّنتين للإعلام لا يعزِّز المهارات اللُّغويَّة مثل تعزيزها عند الأطفال الأكبر سنًّا. بل إنَّ الاستخدام المتزايد للإعلام قد يُنقِّص من المهارات اللُّغويَّة وذلك لقلَّة تعامل الأطفال المباشر مع الآباء حتَّى يتعلَّموا اللُّغة بفاعليَّة. والأطفال تحت سنِّ الخامسة ممن يستخدمون الإعلام استخدامًا زائدًا يقضون وقتًا أقصر في اللَّعب الإبداعيِّ؛ وهذا قد يؤثِّر على مهارات القراءة عندهم تأثيرًا سلبيًّا. كما ذكرت لجنة الاتِّصال والإعلام أنَّ استخدام الإعلام قد يكون له علاقة بالسِّمنة ومشكلات النَّوم والسُّلوك العنيف ومشكلات الانتباه عند الأطفال في عمر الحضانة وعمر المدرسة (صفحة1042).

وبالإجمال فإنَّه بحسب جمعيَّة أطبَّاء الأطفال الأمريكية(7) يُمضي الشَّباب الأمريكيُّ في المتوسِّط (7.5 ساعة) في اليوم على تقنيات التَّرفيه التي تتضمَّن التّلفزيون، وممارسة الألعاب، واستخدام أجهزة الهاتف النَّقَّال، واستخدام الإنترنت. وذكرت مؤسَّسة (Common Sense Media(8)) في نوفمبر من عام (2015م) أنَّ الوقت زاد إلى تسع ساعات في اليوم عند المراهقين، وزاد إلى ستِّ ساعات في اليوم عند اليافعين -ما بين عمر التَّاسعة والثَّانية عشر. وهذا قدر كبير من الوقت، كما أنَّ الوقت الذي يُقضى في التَّقنية في ازدياد سنويًّا.

1-2 التَّباين في التَّقنية

زاد الدُّخول إلى الإنترنت من 42% في (2011م) إلى 45% في (2013م) بحسب مؤسَّسة (Common Sense Media(8)). إذ يمتلك 73% من الأسر في الولايات المتَّحدة إنترنت النِّطاق العريض بحسب الباحثين رايني وكوين(9) من مركز بيو للأبحاث. إنَّ النِّسبة انخفضت في عام (2015م) إلى 67%؛ لأنَّ الأسر التي تقتصر على استخدام الهواتف النَّقَّالة كثُرَت؛ ووفقًا لهوريجان ودوجان(10) فإنَّ نسبة 13% من الأمريكيِّين يستخدمون الهواتف الذَّكيَّة فقط.

ولاحظت مؤسَّسة (Common Sense Media(8)) ازدياد حصول العائلات ذات الدَّخل المنخفض على الهواتف الذَّكيَّة من 27% في (2011م) إلى 51% في (2013م). ولا يوجد تباين عرقيٌّ في ملكيَّة الهواتف النَّقَّالة أو الذَّكيَّة في الولايات المتَّحدة؛ بل إنَّ نسبة امتلاك الهواتف النَّقَّالة عند اللَّاتينيِّين والبيض متساوية (71%)، بينما عدد المراهقين الأمريكيِّين من ذوي الأصول الأفريقيَّة الذين يمتلكون هواتف نقَّالة أعلى بنسبة 81% بحسب مركز بيو للأبحاث(3). علاوة على ذلك فإنَّهم يميلون لتصفُّح الإنترنت باستخدام الهاتف أكثر من البيض واللَّاتينيِّين. كما أنَّ الشَّباب الأمريكيَّ الأفريقيَّ على الأرجح أكثر إشارة إلى ممارسة ألعاب الفيديو وفقًا للباحث لينهارت(2). وأشارت مؤسَّسة (Common Sense Media) في (2015م) إلى أنَّ المراهقين واليافعين ذوي الدَّخل المنخفض قضوا وقتًا أطول مع وسائل الإعلام أكثر من أقرانهم من الأسر ذات الدَّخل المرتفع، وكان القسم الأكبر من الذين يمضون أوقاتًا طويلة هم الشَّباب الأمريكيُّ الأفريقيُّ. إذ يقضي السُّود من الشَّباب الأمريكيٍّ متوسط (11 ساعة) وعشر دقائق يوميًّا في استخدام الإعلام، بينما يقضي البيض واللَّاتينيُّون متوسطًا يزيد قليلًا على (8 ساعات).

ويوجد تباين في ملكيَّة الحاسب إذ يمتلك 91% من المراهقين البيض أجهزة الحاسب، بينما يمتلك فقط 82% من الشَّباب اللَّاتينيِّ و79% من الشَّباب الأمريكيِّ الأفريقيِّ أجهزة حاسب في منازلهم. تزيد ملكيَّة مشغِّلات ألعاب الفيديو عند المراهقين البيض بنسبة 85%، أمَّا الرَّقم عند الشَّباب الأمريكيِّ الأفريقيِّ فيختلف اختلافًا طفيفًا بنسبة 84% منهم تمتلك مشغِّلات ألعاب الفيديو، بينما النِّسبة تبلغ 71% فقط عند الشَّباب اللَّاتينيِّ بحسب لينهارت(2). وفي كل الحالات فإنَّ المراهقين القادمين من العائلات ذات الدَّخل المرتفع أكثر ميلًا لامتلاك هواتف ذكيَّة في مقابل امتلاك هاتف بسيط وجهاز حاسب منزليٍّ. وبحسب بيانات مركز بيو للأبحاث التي ذكرها لينهارت(2) فإنَّه لدى سبعة من عشرة مراهقين قدرة وصول لثلاث أجهزة أو أكثر (هواتف نقَّالة، وحواسيب لوحيَّة، وأجهزة حاسب منزليَّة، ومشغِّلات ألعاب الفيديو، إلخ).

 

3التَّقنية السَّلبية وتعاملات الإنترنت

أشار الباحثون ستراسبيرجر وهوردان ودونيرستين(11) إلى أنَّ المراهقين غالبًا ما ينشرون صورًا غير لائقة ومعلومات شخصيَّة. فالتَّقنية إذا تجاوزت القيود الجنسيَّة الموضوعة عادة على الشَّباب. وبحسب وزارة العدل الأمريكيَّة في (12)(2014م) فإن واحدًا من كلِّ سبعة شباب أمريكيِّين تلقَّى تحرُّشات جنسيَّة غير مرغوبة على الإنترنت، و76% من هذه التَّحرُّشات حدثت في غرف الدَّردشة. وتعرض واحدًا من كلِّ (25 شابًّا) إلى تحرُّشات جنسيَّة غير مرغوبة بحيث شُجِّع الشَّباب على مقابلة الطَّرف الآخر شخصيًّا، فمعظم الشَّباب المعتدى عليهم جنسيًّا بمحض إرادتهم، و93% منهم انتهى بهم المطاف في الفراش مع الشَّخص الذي اعتدى عليهم على الإنترنت. وذكر الباحثون ميتشل وجونز وفينكيلور وولاك(13) في عام (2010م) أنَّ واحدًا من (11 شابًّا) من مستخدمي الإنترنت تعرض لتحرُّشات جنسيَّة غير مرغوبة، وقد انخفض هذا الرَّقم عن نسبة 19% المسجَّلة في عام (2000م)، إلَّا أنَّ التَّحرُّش ما يزال يمثِّل خطرًا عظيمًا على الشَّباب من مستخدمي التَّقنية. وذكر ميتشل وآخرون أنَّ التَّحرُّش يشمل طلب صور للشَّباب وهم عراة أو صور غير لائقة، وتقديم معلومات جنسيَّة دقيقة، وطلب معلومات جنسيَّة معينة وانتهاكات أخرى. كما ذكروا أنَّ هذه التَّحرُّشات كانت تتركَّز أكثر بين من هم في (16-17) سنة، فيما انخفض تعرض الأطفال في سن (10-11) إلى التَّحرُّش منذ عام (2000م) أيضًا. وكان الذُّكور أكثر من الإناث في ممارسة التَّحرُّش الجنسيِّ على الإنترنت ضد الشَّباب، ومعظم نسبة التَّحرُّشات الجنسيَّة صدرت من أصدقاء أو معارف، تليها نسبة الغرباء الذين عُرفوا على الإنترنت. وحصلت معظم الحوادث مرة واحدة فقط، إلا أنَّ بعضها استمرَّ لفترة طويلة. وأفادت “الحملة الوطنيَّة لمنع حمل المراهقات والحمل غير المخطَّط له” في عام (2008م)(14) أنَّ 20% من المراهقات قد نشرن صورًا لهن وهنَّ عاريات تمامًا أو جزئيًّا عبر البريد الإلكترونيِّ، أو عن طريق نشرها على الإنترنت، وعلى كلِّ حال فإنَّ هذه العينة لم تكن عشوائيَّة، كما أنَّها تضمَّنت فتيات في عمر (18 و19) سنة.

أورد الباحثون ميتشل وجونز وفينكيلور وولاك(15) بيانات عن رسائل الشَّباب الجنسيَّة في عام (2012م). فقد أجروا استفتاء استقصائيًّا عبر الهاتف شمل مجموعة متنوعة بلغت (1560) شابٍّ من مستخدمي الإنترنت؛ واقتصر الاستفتاء على شريحة عمريَّة تتراوح بين (10-17) سنة. ذكر 9.6% من الشَّباب المشمولين في الدِّراسة أنَّهم نشروا صورًا لهم وهم عراة تمامًا أو عراة جزئيًّا، 61% منهم كنَّ فتيات، ومعظم الصُّور كانت صور شخصيَّة -سيلفي.

وأشار 7% منهم إلى أنَّ نشر غيرهم لصور عارية أو صور تكاد تكون عارية لأنفسهم، 56% منهم كنَّ إناثًا ومعظمهن في سنٍّ يتراوح بين (16-17) سنة. إلا أنَّ نسبة 28% فقط ممن نُشِرت صورهم على يد غيرهم تواصلوا مع السُّلطات. ونشر وولاك وفينكيلور وميتشل(16) رقم الاعتقالات النَّاتجة عن نشر صور جنسيَّة صريحة على الإنترنت في دراسة استقصائيَّة وطنيَّة عن وكالات تطبيق القانون في عام (2012م)، إذ جرت اعتقالات بنسبة 62% عند تورُّط البالغين، بينما كانت اعتقالات الشَّباب منخفضة انخفاضًا ملحوظًا، وتعتمد على طبيعة الجناية. لكن هذه الدِّراسة لم تتطرَّق إلى الصِّور الجنسيَّة الصَّريحة التي لا تتضمن عريًّا كاملًا أو جزئيًّا، إلا أنَّ التَّعاملات التِّقنية المتعلِّقة بالجنس ليست الخطر الوحيد المحدِّق بالشَّباب؛ إذ نقل التَّنمُّر الإلكترونيُّ فعل التَّنمُّر إلى العالم الافتراضيِّ إضافة إلى وجوده في العالم الواقعيِّ.ً

وعرَّف كوالسكي وليمبر في عام (2013م)(20) التَّنمُّر الإلكترونيِّ على أنَّه التَّنمُّر عن طريق الوسائل الإلكترونيَّة؛ وهذا يشمل الرَّسائل النَّصِّيَّة، والبريد الإلكترونيُّ، والمواقع الإلكترونيَّة، ومنصَّات التَّواصل الاجتماعيُّ. وذكر كوي(21) أنَّ التَّنمُّر الإلكترونيَّ يحصل بهذه الصُّور:

  • المضايقة: الرَّسائل الغاضبة.
  • التَّحرُّش: تهديدات.
  • المطاردة الإلكترونيَّة: ترويع أو تهديدات.
  • التَّنكُّر: انتحال شخصيَّة الآخرين.
  • الفضح: مشاركة معلومات شخصيَّة سرِّية مع الآخرين
  • الإقصاء: أو الإبعاد العمد للشَّخص من المجموعة (الصفحة1).

وأفاد 25% من مراهقي الولايات المتَّحدة أنَّهم تعرَّضوا للتَّنُّمر عن طريق هواتفهم النَّقَّالة المخصَّصة للإنترنت؛ 95% من المراهقين الذين شهدوا التَّنمُّر على وسائل التَّواصل الاجتماعيِّ تجاهلوه. 10-20% منهم شهدوا تنمُّرًا إلكترونيًّا بانتظام بحسب موقع No Bullying(17) ففي بريطانيا في عام (2013م) تعرض 8% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين (12-15 سنة) للتَّنمُّر الإلكترونيِّ، فيما تعرَّض 4% من الذين تتراوح أعمارهم بين (8-11) إلى التَّنمُّر الإلكترونيِّ خلال العام الماضي بحسب أوفكوم (مكتب الاتِّصالات البريطانيُّ)(18). معدلات التَّنمُّر الإلكترونيِّ هي الأعلى في الهند (32%)، ثمَّ البرازيل (20%)، ثمَّ كندا والسُّعوديَّة (18%)، فيما كانت المعدَّلات في إيطاليا هي الأدنى بحسب وكالة رويترز(19).

بحسب المعلومات المنشورة في موقع stopbullying.gov(22) فإنه قد يكون للتَّنمُّر -بما في ذلك التَّنمُّر الإلكترونيِّ -أثرًا سلبيًّا على الصِّحَّة الجسديَّة والنَّفسيَّة؛ وهذا الأثر يتضمَّن الاكتئاب، والعزلة، والقلق، وتغييرات أخرى في السُّلوك، مثل ضعف الاهتمام بالأنشطة التي كان يستمتع بها الشَّباب. وقد يتطوَّر الأمر إلى قلَّة النوم، وتغييرات في أنماط الأكل، وغيرها من الشَّكاوى الجسديَّة الصِّحِّيَّة. وعادة ما يؤثر التَّنمُّر تأثيرًا سلبيًّا عظيمًا على التَّحصيل العلميِّ. إذ ذكرت كوي(21) نتائج المخاطر الصِّحِّيَّة نفسها. كما ذكرت الضَّرر العاطفيَّ والجسديَّ، بما في ذلك انخفاض تقدير الذَّات، وزيادة في تعاطي الكحول والمخدِّرات، وزيادة حالات الصُّداع، وحالات الرُّهاب، وجنون الارتياب.

وأشارت كوي(21) إلى أنَّ طريقة ردع التَّنمُّر الإلكترونيِّ هي في منعه، وهذا يتضمَّن سياسات السَّلامة المدرسيَّة التي تعالج تحديدًا تعاملات التَّقنية والإنترنت. كما أنَّ تثقيف الشَّباب عن كيفية التَّعامل مع التَّعاملات السَّلبيَّة في البيئة الإلكترونيَّة عامل حاسم في تخفيض حدوث التَّعاملات السَّلبيَّة، مثل التَّنمُّر الإلكترونيِّ، وإرسال الرَّسائل الجنسيَّة، والتَّعامل مع التَّحرُّشات الجنسيَّة غير المرغوبة.

 

4- التَّقنية الإيجابيَّة وتعاملات الإنترنت

ليست كلَّ الأخبار عن الشَّباب والتَّقنية والإنترنت أخبارًا سيِّئة. فللإنترنت مزايا كثيرة أيضًا. أوَّلها التَّعلُّم الإلكترونيُّ الذي أثمر فرصًا عديدة للشَّباب، منها القدرة على تلقِّي الدُّروس عبر الإنترنت بغرض المتعة، ولأجل ساعات الثَّانويَّة والجامعة المعتمدة. ورغم أنَّ التَّعلُّم الإلكترونيِّ زاد انتشاره في التَّعليم العالي بمعدل أكثر من (7 مليون) طالب منخرط في مقرَّرات إلكترونيَّة بحسب مجموعة بابسون للبحوث الاستقصائيَّة  (the Babson Survey Research Group)(23)، إلَّا أنَّه منتشر بوتيرة أشد بطئًا في التَّعليم الثَّانويِّ. وبحسب مؤسَّسة (INACOL) التَّعليميَّة(24) فإنَّه في عام (2013م) كانت توجد مدارس إلكترونيَّة بدوام كامل وعلى مستوى 31 ولاية. حيث التحق أكثر من (1.8 مليون) طالب في المراحل الممتدَّة من رياض الأطفال إلى الصَّفِّ الثَّاني عشر بمقرَّرات إلكترونيَّة من عام (2008 إلى 2009م)، والتحق أكثر من مليوني طالب بمقرَّرات إلكترونيَّة من عام (2011 إلى 2012م). وكان الطُّلاب الصِّغار في الصَّفِّ الأوَّل ملتحقين بمقرَّرات إلكترونيَّة. ويوفِّر التَّعلُّم الإلكترونيِّ للطُّلاب في المناطق الرِّيفيَّة وتلك التي تنقصها الخدمات إمكانيَّة الانخراط في تجارب تعليميَّة أكثر تنوُّعًا. علاوة على ذلك فإنَّه مع ظهور الإنترنت صارت المعلومات متاحة على نطاق واسع للشَّباب اليوم وبمجرد ضغطة زر. وقد يساهم التَّعلُّم الإلكترونيُّ في سلوكيَّات وضع الأهداف وضبط النَّفس بما أنَّ هذا هو ما يتطلَّبه النَّجاح في هذه البيئة.

أشار ستراسبيرجر وآخرون (2013م)(11) إلى عدَّة تأثيرات إيجابيَّة للتَّقنية والإنترنت، وهذه التَّأثيرات تشمل زيادة التَّحصيل العلميِّ، وزيادة الشُّعور بالتَّرابط الاجتماعيِّ الذي يعزِّز الرَّخاء، هذا لو استخدمت التَّقنية مع الأصدقاء والعائلة -ليس الغرباء. كما ذكر الباحثون شو وسياو(25) وموراهان-مارتن وشوميكر ازدياد معدَّلات السَّعادة. وبحسب بافيليير وجرين وستراسبيرجر وداي وآخرون فإنَّ التَّعرُّض لوسائل الإعلام التَّربويِّ في سنِّ صغيرة له تأثيرات إيجابيَّة لو أنَّها تربويَّة وتتطلَّب مشاركة مباشرة.

 

5- أثر التَّقنية على الصِّحَّة النَّفسيَّة والاجتماعيَّة والعاطفيَّة

لعلَّ أبرز أثر من آثار استخدام التَّقنية هو أثرها على صحَّة الشَّباب النَّفسيَّة والاجتماعيَّة والعاطفيَّة. حيث اكتشفت دراسات عديدة آثارًا سلبيَّة على هذه الجوانب الصِّحِّيَّة، وبعض هذه الآثار مُختصرة في الأسفل:

1-5 أثرها على الإدراك

معظم الأبحاث عن التَّقنيات الاستهلاكيَّة الشَّائعة في سنِّ الشَّباب تتركَّز على مشاهدة التِّلفاز والأطفال؛ نظرًا لأنَّ التلفاز ميسَّرٌ منذ الخمسينات. فقد لُوحظ وجود آثارا سلبيَّة ناتجة عن الاستخدام المُفرط للتِّلفاز. إذ وجد ليليارد وبيترسون(28) أنَّ لمشاهدة التِّلفاز أثرًا سلبيًّا على المهارات الرِّياديَّة عند الأطفال في سنِّ الحضانة. فبحسب جامعة ليستر(29) فإنَّ المهارات الرِّياديَّة هي مهارات أساسيَّة يحتاجها الأطفال في الحياة مثل الدَّافعيَّة، والمبادرة، والإبداع، والفردانيَّة، والقدرة على التَّوافق مع الآخرين، والتَّفكير الإستراتيجيِّ. واكتشف ليليارد وبيترسون أنّ تسع دقائق فقط من مشاهدة التِّلفاز أثَّرت آثارًا سلبيَّة فوريَّة على تلك المهارات الرِّياديَّة عند من هم في سنِّ الحضانة. واستُعين في هذه الدِّراسة بمجموعة تجريبيَّة مكوَّنة من أطفال في سنِّ الرَّابعة ومجموعة مرجعيَّة، حيث طُلِب من المجموعة المرجعيَّة أن ترسم صورًا بينما طُلِب من المجموعة التَّجريبيَّة مشاهدة أفلام كرتون سريعة الوتيرة. ثمَّ شاهدت المجموعتان فيديو تعليميِّ، وكلَّفت المجموعتين عندها ببناء برج من الأوتاد والأقراص، ثم القيام ببعض الأنشطة الجسديَّة البسيطة، مثل لمس أصابع أقدامهم. وعرض عليهم لاحقًا كيسًا من حلوى الخطمي وكيسًا من رقائق السَّمك المقليَّة. وأُوعز إلى المشاركين في المجموعة التَّجريبيَّة بأنَّهم لو انتظروا عودة الباحث فبمقدورهم أخذ عشر قطع من اختيارهم. كما وضع جرس إلى جانب المكافآت وقيل للأطفال بأنَّهم لو ضربوا الجرس فإنَّ الباحث سيعود، ولن يحصلوا إلَّا على قطعتين من المكافآت، وقد جرى تسجيل الوقت، انخرط آخر التَّلاميذ في نشاط إبداعيٍّ سُجل بالفيديو وجرى استعراضه. وكان مجموع درجات الأنشطة المقرَّرة للأطفال الذين شاهدوا أفلام الكرتون سريعة الوتيرة في غاية السُّوء، رغم أنَّه لم تكن هناك فروقات بين المجموعتين في مدة مشاهدة التِّلفاز، ولا في مشكلات التَّركيز. وتأثَّرت مقاومة الأطفال لإرضاء أنفسهم تأثُّرًا عظيمًا. أكَّدت هذه الدِّراسة النَّتائج التي نشرها هايسون وهيرش-باسيك وريسكوريا(30) اللذين وجدوا أنَّ المنبِّه أو الحافز إذا ما عُرض في الوقت الخطأ أو بالأسلوب الخطأ فإنَّ الموصِّلات العصبيَّة قد تتكيَّف بطريقة غير مُستحبَّة. تقنية بثِّ الفيديو المباشر اليوم هي التّلفاز، وألعاب الفيديو؛ التي هي في جوهرها تلفاز تفاعليٌّ. والاستعمال المفرط للإعلام والتَّقنية حين يتاح في الوقت -العمر- الخاطئ أو بالأسلوب الخاطئ قد يكون له آثار سلبيَّة. وأشار بافيلير وآخرون(27) إلى أنَّ التأثير الإدراكيَّ يعتمد على نوع التَّقنية المستخدمة، لكن معظم التَّقنيات تسبِّب تغييرات عارضة في المزاج وتغييرات طويلة الأمد في وظيفة الدِّماغ والسُّلوك. ولاحظوا أنَّ استخدام الانترنت وألعاب الفيديو قد يصبح مَرَضِيًّا.

ذكر ستراسبيرجر وآخرون(11) أنَّ سبع دراسات بحثيَّة مختلفة قد أظهرت تأخُّرًا لغويًّا في الأطفال الرُّضَّع الذين تعرَّضوا للتَّقنية تعرُّضًا مفرطًا. فالتَّقنية اليوم غالبًا ما تستخدم في ترفيه الرُّضَّع والأطفال الصِّغار -من عمر (12 إلى 36 شهر)-، ولم تؤكِّد تأثيرات التَّقنية بحقٍّ.

وقد أشار عدَّة باحثين إلى أنَّ الاستخدام المفرط للتَّقنية قد ينتج عنه تحميل مفرط للعقل، وقد يفصل النَّاس عن الطَّبيعة واللَّعب والنَّاس. فالطِّفل الذي يقضي وقتًا طويلًا في العوالم الافتراضيَّة أقلُّ تمتُّعًا بمهارات اجتماعيَّة فعَّالة تعينه على التَّواصل في العالم الحقيقيِّ؛ وذلك ببساطة لقلَّة ممارسة هذه المهارات. وافترض كيم ولاروس وبينج(49) أنَّ التَّقنية تؤثِّر تأثيرًا سلبيًّا على المهارات الاجتماعيَّة. وذكر بارك وهيون(31) أنَّ الأطفال المنشغلين بالاستخدام المفرط للتَّقنية عندهم إحساس متناقص بالوقت وتركيز منخفض بسبب تعدُّد المهامِّ. علاوة على ذلك، فإنَّهم لا يفكرون بالمستقبل وأكثر تهوُّرًا من غيرهم. كما اكتشف بارك وهيون أنَّ التَّحصيل العلميَّ قد تأثَّر أكثر من أيِّ عامل آخر.

2-5 مشكلات أخرى

ذكر شيريكو (1997م)(32) فرضيَّة بياجي التي تنصُّ على أنَّه لا يجب أن يُستعجل نموُّ الطِّفل استعجالًا اصطناعيًّا، إلا أنَّ الاستخدام المفرط للإعلام في سنِّ صغيرة قد يؤدِّي إلى هذا تمامًا. فالعقول الصَّغيرة مرنة وما يزال أمامنا الكثير لنقرِّره بشأن الأطفال الذين يبدؤون استخدام التَّقنية استخدامًا كبيرًا في مرحلة الطُّفولة.

وبحسب مجلس الاتِّصالات والإعلام (2011م)(6) “فإنَّ استخدام الاعلام مرتبط بمشكلات النَّوم والسُّلوك العنيف ومشكلات الانتباه عند الأطفال في سنِّ الحضانة وسنِّ الدِّراسة”(صفحة1042). ذكر جروسر وثاليمان وجريفيثس(33) أنَّ ممارسة الألعاب ممارسة مفرطة تتسبَّب بالتَّصرُّفات والممارسات العدوانيَّة، كما ذكر أنَّها تغيِّر المزاج ومستويات التَّيقُّظ. وأفاد باحثون كثيرون منهم أمنشاي-هامبورجر وبن-أرزي(34) وإرجودان(35) وهاردي وتي(36)، وموراهان-مارتن وشوميكر(26)، وميتشل، وليبو أرايب، وجراتهاوس وشوجر(37) أن الاستخدام المفرط للإعلام والتَّقنية يؤدِّي إلى العزلة، والعزلة قد تؤدِّي إلى الاكتئاب؛ وقد ذكره جانج وهوانج وشوي في عام(38) (2008م)، وين وكو وين -باحث آخر- وَوُ (Wu) ويانج في عام (2012م)(39) ، وقد تؤدِّي كذلك إلى انخفاض في تقدير الذَّات بحسب باركر(40) وإرينبيرج وجوكس ووايت(41). وذكر جروسر وآخرون(33) أنَّ استخدام التَّقنية المبالغ فيه قد يسبِّب تصرُّفات وسلوكيَّات عنيفة، كما قد يؤدِّي إلى أعراض انفصاليَّة/انعزاليَّة بحسب بوكسوجلان وديميرير وساهين(42) وكنعان وأتاوجلو وأوزتين وإسماعيل(43). وقد ذكر بعض الباحثين حدوث حمل زائد على الذِّهن، وأفاد بيرنتسون(44) وهاولاند وَوُلد وستيفينسون وآرون وويناروسكا(45) وكالتيالا-هينو ولينتونين وريمبيلا(46) وروان(47) أن استعمال التَّقنية المفرط قد يؤثر على إحساس الشَّباب بالهُويَّة كذلك بحيث أنَّه لم تعد لديهم القدرة على فصل العالم الحقيقيِّ عن العالم الخياليِّ. وذكر ميسرا وستوكولس(48) أنَّ استعمال التَّقنية المفرط قد يكون له تأثيرات سلوكيَّة ونفسيَّة سلبيَّة.

 

6- التَّأثير على الصِّحَّة الجسديَّة

ذكر كاوتيانين ولينتونين وفيرتانين وريمبيلا(50) أن استخدام وسائل التقنية -بما فيها ألعاب الفيديو والحواسيب- هو عامل من العوامل المساهمة في السُّمنة والبدانة. وبحثوا آثار التَّقنية على مجموعة من السُّكان قد بلغ عدد من فيها (6515 مراهق)، واكتشفوا وجود فرق عظيم إحصائيًّا في معدَّل البدانة عند أولئك الذين قضوا وقتًا أطول مع وسائل التَّقنية، إلَّا أنَّ الوقت الذي يُقضى في الألعاب لم يكن طويلًا عند السُّكان بأسرهم. إلَّا أنَّ الفرق بين الوقت الذي يُقضى في الألعاب والبدانة عند الفتيات في سن (18 عامًا) كان فرقًا عظيمًا إحصائيًّا. كما أنَّه وجدت علاقة ملموسة إحصائيًّا بين الزِّيادة في الوقت المُستغرق على الحاسب وبين البدانة. وربط مجلس الاتصالات في الاعلام (CCM)(6) استخدام الاعلام بالبدانة عند الأطفال في سنِّ الحضانة وسنِّ المدرسة. فبحسب كاولي(51) والأكاديميَّة الأمريكيَّة لطبِّ الأطفال(7) (2014م) أنَّ البدانة تضاعفت والتَّقنية ساهمت في ذلك. ورغم ذلك فإنَّ الحرمان من النَّوم المصاحب لاستخدام التَّقنية المفرط قد يزيد البدانة كذلك. اكتشف ستراسبيرج وآخرون(11) في عام (2013م) أنَّ وجود التَّقنية في غرفة الطِّفل أو المراهق زادت من البدانة بنسبة 31%. كما أنَّ استعمال التَّقنية المفرط تسبَّب في أسلوب تغذية مضطرب وغير صحِّيٍّ، وذلك وفقًا لوزارة الصِّحَّة والخدمات الإنسانيَّة الأمريكيَّة(52). ومن الحقائق الموثَّقة أنَّ البدانة قد تؤدِّي إلى مرض السِّكريِّ من النَّوع الثَّاني والبداية المبكِّرة لأمراض القلب. علاوة على التَّأخِّر في النُّموِّ العقليِّ فإنَّ التَّأخُّر في النُّموِّ الجسديِّ قد يحدث كذلك. فبحسب الباحث رُوان(47) في كتاب له بعنوان (Sensomorotishe Intergratie) أنَّ الجهاز الحسِّيَّ والحركيَّ عند الأطفال لا يلائمان طبيعة الاستقرار الجسديِّ والفوضى الذِّهنيَّة الملازمة للتَّقنية. فاستعمال التَّقنية المفرط قد أسفر عن فشل الأطفال في الوصول إلى مراحل النُّموِّ الرَّئيسة وانخفاض النُّموِّ الحركيِّ وتدهور الإثارة الحسِّيَّة عندهم. وأيد ليليارد وبيترسون(28) هذا الكلام في دراستهم بحيث كان للتَّقنية أثرٌ سلبيٌّ على الأطفال عند بنائهم برجًا. وذكر مجلس الاتِّصالات في الاعلام (CCM)(6) أنَّ استخدام الإعلام المتزايد قد يسبِّب حالات تأخُّر لغويٍّ عند الأطفال الصِّغار.

التعرُّض المفرط للإعلام على الإنترنت يؤدِّي إلى تزايد خطر التَّدخين وتعاطي المخدَّرات والكحول ونشاط جنسيٍّ مبكر، وذلك بحسب مدوَّنة التَّقنية والمراهق (The Technology and Teenager’s Blogspot)(53). ومن المخاطر الجسديَّة المباشرة على الشَّباب الأكبر سنًّا التَّورُّط في حوادث المرور عند إرسال الرَّسائل النَّصِّيَّة أثناء قيادة السِّيارة.

 

7- إدمان التَّقنية

إدمان التَّقنية والإنترنت متعدِّد الجوانب وليس له تعريف معياري بسبب تنوُّع أنواع التَّقنية المتاحة. غير أنَّ إدمان التَّقنية في أبسط أشكاله هو الاستخدام المفرط للتَّقنية للحدِّ الذي يتعارض مع الأنشطة اليوميَّة والمدرسة وعلاقات العائلة والأصدقاء. ناشد بيس(54) (2009م) وكاش وراي وستيل ووينكلر(55) (2012م) أن يُنظر في إدراج إدمان التَّقنية في تحديث الدَّليل التَّشخيصيِّ والإحصائيِّ للاضطرابات النَّفسيَّة (DSM) الذي تصدره الجمعيَّة الأمريكيَّة للأطبَّاء النَّفسيِّين(56) (APA). ففي الإصدار الخامس من الدَّليل أُدرج اضطراب ممارسة الألعاب على الإنترنت على أنَّه حالة مرضية تستدعي مزيدًا من الاختبار قبل النَّظر في إدراجها في الكتاب الرَّئيسيِّ. وأشار كاش وآخرون(55)، وكاو وسو(57)، ولونج وليي(58) إلى أنَّ الصِّين وكوريا قد ميزتا إدمان التَّقنية على أنه يشكل خطرًا عظيمًا على الصِّحَّة العامَّة.

ذكر كاش وآخرون(55) أن معدل تفشِّي إدمان الإنترنت بين 1.5 و38%؛ بحيث النِّسبة الأعلى عند الدُّول الآسيويَّة، واستجابة لهذا افتتحت هذه الدُّول عيادات صحِّيَّة مخصَّصة لمعالجة هذا الاضطراب. وتتراوح معدَّلات تفشِّي إدمان الإنترنت في الولايات المتَّحدة بين 1.5 و8.2%، وبين 6% و18.5% في أوروبا. ولاحظت العيادات أنَّ أنشطة الإنترنت تنشِّط مسار اللِّذة في الدِّماغ، مما يسبِّب انبعاثًا للدُّوبامين مشابهًا لابتلاع مخدِّر الأفيون. تزيد الحاجة إلى منبِّه ليثير اللَّذة في الدِّماغ بمرور الوقت. فالأنشطة مثل منصَّات التَّواصل الاجتماعيِّ واللَّعب على الإنترنت مصمَّمة خصيصًا لتقديم الجوائز التي تزيد من السُّلوكيَّات الإدمانيَّة. ولهذه الأسباب يقارن إدمان الإنترنت غالبًا بظاهرة إدمان القمار. وذكر دونج ولو وزو وزاو(59) أنَّ بعض حالات إدمان الإنترنت شهدت تزايدًا في الاكتئاب والقلق اللَّذان يتطوَّران إلى العدوانيَّة والذّهانيَّة. ولاحظ بيلانجر وأكر وبيرشتولد وميشاود(60) أنَّ هذا النَّوع من السُّلوك شائع في أوساط الفتيات المراهقات أكثر من الأولاد، غير أنَّ الباحثين ها وهوانج(61) ذكرا أنَّ هذا السُّلوك شائع أكثر عند الإناث المصابات بالاكتئاب. وقد لوحظ انخفاضٌ في الحساسيَّة بين الأشخاص عند أولئك المصابين بهذا الإدمان.

أجرى الباحثان ميسرا وستوكولس(48) دراسة على (484 طالبا) في آواخر مراهقتهم، وكانت نسبة 82% من العيِّنة من آسيا الذين تبين أنَّ لديهم استعداديَّة للإصابة بإدمان التَّقنية. وتنبَّأ الارتفاع في معدَّلات الإبلاغ الذَّاتيِّ عن (الإدمان الإلكترونيِّ) بحالات صحِّيَّة أسوأ، قيست حسب الإصابات وتكرار المشكلات الصِّحِّيَّة وتكرار زيارة الطَّبيب. وكانت أكثر الأعراض الجسديَّة شيوعًا هي مشكلات النَّوم، والاكتئاب، والصِّداع، وفقدان الشَّهيَّة، ومشكلات المعدة. كما لاحظ ميسرا وستوكولس أنَّ من عندهم مستوى عالٍ من النَّشاط الإلكترونيِّ؛ عانوا انخفاضًا في التَّركيز والتَّأمُّل الذَّاتيِّ. وناقش الباحث لي(58) تأثيرات الإجهاد النَّاتج عن شبكات التَّواصل الاجتماعيِّ الذي عرَّفوه على أنَّه شعور بالتَّدهور الذَّاتيِّ نابع من الإرهاق (صفحة51) يتسبَّب به الهوس بوسائل التَّواصل الاجتماعيِّ، وضرورة الرَّد الفوريِّ. ولاحظوا أنَّ هذا يؤدِّي إلى إرهاق جسديٍّ ونفسيٍّ. وذكر يونج(62) وجود شحٍّ في المؤلَّفات التي تناقش الإنترنت والتَّقنية في أوروبا؛ ووجود حاجة إلى اجراء مزيد من الدِّراسات عنهما. إذ إنَّ إدمان التَّقنية خطر صحِّيٌّ متنامٍ عند السُّكان من الأطفال والمراهقين.

 

8- الملخص

يجب الاحتراز أثناء استعمال التَّقنية عند كلٍّ من الأطفال والمراهقين. إذ إنَّه من المهمِّ تحقيق التَّوازن بين استعمال التَّقنية والأنشطة الأخرى التي تعزِّز العلاقات، والإبداع، والنُّمو عندهم. فاستعمال التَّقنية المفرِّط قد يؤثِّر تأثيرًا سلبيًّا على النُّمو الجسديِّ والعقليِّ والعاطفيِّ والاجتماعيِّ عند الشَّباب. لذا هناك حاجة في الولايات المتَّحدة والدِّول الأخرى إلى المزيد من التَّدخُّلات التَّوعويَّة الصِّحِّيَّة لزيادة الوعي حول هذه المشكلة المحتملة.


المراجع

[1] P. Bleed, “Toward a behavioral definition of technology,” American Anthropological Association. Oxford:Blackwell Publishing, Ltd.,1997.  http://dx.doi.org/10.1525/ap3a.1997.7.1.95

[2] A. Lenhart, “Teens, social media and technology overview 2015,” Pew Research Center, 2015, April 9. Retrieved from http://www.pewinternet.org/ 2015/04/09/teens-social-media-technology-2015/

[3] Pew Research Center, “Teens, social media & technology overview 2015:  Smartphones facilitate shifts in communication landscape for teens,” 2015.  Retrieved from http://www.pewinternet.org/2015/04/09/mobile-access-shifts-social-media-use-and-other-online-activities/

[4] Pew Research Internet Project, “Teens fact sheet,” 2012, September. Retrieved from http://www.pewinternet.org/fact-sheets/teens-fact-sheet/

[5] National Consumers League, “Survey: Majority of “tweeners” now have cell phones with many parents concerned about cost, 2012, July 10.  Retrieved from http://www.nclnet.org/survey_majority_of_tweeners_now_have_cell_phones_with_many_parents_concerned_about_cost

[6] Council on Communications and Media. “Media use by children younger than 2 years,” Pediatrics, vol. 128, pp. 1040-1045.  Retrieved from http://pediatrics.a appublications. org/content/128/5/1040. doi: 10.1542/peds.2011-1753.

[7] American Academy of Pediatricians, “The media, children and adolescents,” (2014, February. Retrieved from www.acpeds.org

[8] Common Sense Media, “Landmark report:  U.S. teens use an average of none hours of media per day:  Tween use six hours,” 2015, November 3.    Retrieved from https://www.commonsensemedia.org/about-us/news/press-releases/landmark-report-us-teens-use-an-average-of-nine-hours-of-media-per-day

[9] L. Rainie & D. Cohn, “Census: Computer ownership, internet connectivity varies widely across the US. Pew Research Center,” 2014, September 19.   Retrieved from http://www.pewresearch.org/fact-tank/2014/09/19/census-computer-ownership-internet-connection-varies-widely-across-u-s/

[10] J.B. Horrigan & M. Duggan, “Home Broadband 2015. Pew Research Center,” 2015, December 21.   Retrieved from http://www.pewinternet.org/ 2015/12/21/home-broadband-2015/, 2015.

[11] V. Strasburger, A. B Jordan & D. Donnerstein, “Health effects of media on children and adolescents,” Pediatrics, vol. 125, no. 4, pp. 756-767, 2010, March 1.

[12] U.S Department of Justice, “Fact and statistics:  Raising awareness about sexual abuse,” 2013. Retrieved from  http://www.nsopw.gov/en/Education/ FactsStatistics?AspxAutoDetectCookieSupport=1

[13] K. J. Mitchell, l. Jones, D. Finklehor & J. Wolak, “Trends in unwanted sexual solicitation:  Findings from the Youth Internet Safety Studies,” Crimes Against Children Research Center Bulletin, 2014, February. Retrieved from http://www.unh.edu/ccrc/pdf/Sexual%20Solicitation%201%20of%204%20YISS%20Bulletins%20Feb%202014.pdf

[14] The National Campaign to Prevent Teen and Unplanned Pregnancy,

“Sex and Tech: Results from a Survey of Teens and Young Adults,” Washington, DC; 2008.

[15] K. J. Mitchell, D. Finklehor, L.M. Jones & J. Wolak, “Prevalence and characteristics of youth sexting:  A national study,” Pediatrics, vol. 129, No.1, 2012.  Retrieved from http://unh.edu/ccrc/pdf/CV237.pdf

[16] J. Wolak, D. Finklehor, & K. Mitchell, “How often are teens arrested for sexting?  Data from a national sample of police cases,” Pediatrics, vol. 129. No. 1, 2012, January.  Retrieved from http://pediatrics.aappublications.org/content/129/1/4

[17] No Bullying.com, “Cyber bullying statistics 2014,”2014, September 18.    Retrieved from http://nobullying.com/cyber-bullying-statistics-2014

[18] OFCOM, “Children and parents:  Media use and attitudes report,” 2013, October 3. Retrieved from http://stakeholders.ofcom.org.uk/binaries/research/media-literacy/october-013/research07Oct2013.pdf

[19] Reuters, “Cyberbullying a problem around the globe: Poll,” Technology News, 2012, January 11.   Retrieved from http://www.reuters.com/article/us-cyberbullying-poll-idUSTRE80A1FX20120111

[20] R. M. Kowalski & S. P. Limber, ”Psychological, physical, and academic correlates of cyberbullying and traditional bullying,” Journal of Adolescent Health, vol.53, pp. S13–S2, 2013.

[21] H.  Cowie, “Cyberbullying and its impact on your people’s emotional health and well-being,” The Psychiatrist, vol. 35 no.5, 2013, May 1.  Retrieved from http://pb.rcpsych.org/content/37/5/167. doi:10.1192/pb.bp.112.040840

[22] Stopbullying.gov, “Effects of bullying,” 2013.  Retrieved from http://www.stopbullying.gov/at-risk/effects/

[23] Babson Survey Research Group, “Babson study:  over 7.1 million higher ed students learning online,” Babson College, 2014.  Retrieved from http://www.babson.edu/news-events/babson-news/Pages/140115-babson-survey-study-of-online-learning.aspx

[24] iNACOL, “Key K-12 online learning stats,” (2013, February.  Retrieved at http://www.inacol.org/cms/wp-content/uploads/2013/04/iNACOL_ FastFacts_ Feb2013.pdf

[25] C. Chou & M.C. Hsiao, “Internet addiction, usage, gratifications, and pleasure experience—The Taiwan college students’ case,” Computer Education. Vol. 3, 2000.

[26] J. Morahan-Martin & P. Schumacher. Incidents and correlates of pathological internet use among college students,” Computers in Human Behavior, vol.16, pp.13–29, 2013, February.

[27] D.  Bavelier, C.S. Green, & M.W. Dye, “Children, wired: for better and for worse” Neuron, vol. 67, no.5, pp. 692-701, 2010

[28] A. Lilliard & J. Peterson, “The immediate impact of different types of televisions on young children’s executive function,” Pediatrics, vol.128, no. 4, pp. 644-649. 2011, October.

[29] University of Leichester, “What are enterprise skills?” University of Leicester, n.d. Retrieved from http://www2.le.ac.uk/projects/enterprising-leicester/enterprise-skills

[30] M. Hyson, K.  Hirsch-Pasek & L. Rescoria, L., “Ingredients of parental pressure in early childhood,” Journal of Applied Developmental Psychology, vol. 12, no. 3, pp. 347-385, 2001.

[31] C.J. Park & J. Hyun, “Internet literacy vs. technology addiction:  Relationship analysis with time perspectives of secondary school students,” Advanced Science and Technology Letters, vol. 59, pp. 23-26, 2014.

[32] D. Chirico, “Building on shifting sand:  The impact of computer use on neural and cognitive development” Waldorf Education Research Institute Bulletin 2 1997: 13-19, 1997. Retrieved from http://www.allianceforchildhood.org.uk /uploads/media/RB2103.pdf

[33] S. M. Grüsser, R. Thalemann & M.D. Griffiths, “Excessive computer game playing: evidence for addiction and aggression?” CyberPsychology & Behavior, vol. 10, no. 2, pp. 290-292, 2006.

[34] Y. Amichai-Hamburger & E. Ben-Artzi,.“Loneliness and Internet use,” Computers in Human Behavior, vol. 19, no. 1, pp 71-80, 2003.

[35] Y. Erdoğan, “Exploring the relationships among Internet usage, Internet attitudes and loneliness of Turkish adolescents,” Cyberpsychology: Journal of Psychosocial Research on Cyberspace, vol.  2, no. 2, pp. 11-20, 2008.

[36] E. Hardie & M.Y.Tee, “Excessive Internet use: The role of personality, loneliness and social support networks in Internet Addiction,” Australian Journal of Emerging Technologies & Society, vol. 5, no. 1, 2007.

[37] M.E. Mitchell, J. R. Lebow, H. Uribe, H. Grathouse & W. Shoger, “Internet use, happiness, social support and introversion: A more fine-grained analysis of person variables and internet activity,” Computers in Human Behavior27(5), pp.1857-1861, 2011.

[38] K. S. Jang, S. Y. Hwang & J. Y. Choi, J. Y. (2008). “Internet addiction and psychiatric symptoms among Korean adolescents,” Journal of School Health, vol. 78, no. 3, pp. 165-171, 2008.

[39] J. Y. Yen, C. H. Ko, C.F. Yen, H. Y. Wu & M. J. Yang, “The comorbid psychiatric symptoms of Internet addiction: Attention deficit and hyperactivity disorder (ADHD), depression, social phobia, and hostility,” Journal of Adolescent Health, vol.41, no.1, pp. 93-98, 2007.

[40] V.  Barker, “Older adolescents’ motivations for social network site use: The influence of gender, group identity, and collective self-esteem,” CyberPsychologyand Behavior, vol.12, no. 22, pp. 209-213, 2009.

[41] A.  Ehrenberg, S. Juckes, K. M. White & S. P Walsh, “Personality and self-esteem as predictors of young people’s technology use,”Cyberpsychology and behavior, vol. 11, no. 6, pp. 739-741, 2008.

[42] B. Bozoglan, V. Demirer & I. Sahin,” Loneliness, self‐esteem, and life satisfaction as predictors of Internet addiction: A cross‐sectional study among Turkish university students” Scandinavian Journal of Psychology, vol. 54, no. 4, pp 313-319, 2013.

[43] F. Canan, A. Ataoglu, A. Ozcetin & C. Icmeli, C., “The association between Internet addiction and dissociation among Turkish college students,” Comprehensive Psychiatry, vol. 53, no.5, pp. 422-426, 2012.

[44] L. Berntsson, “Health and well-being of children in the Nordic countries in 1984 and 1996,” NHV. Report 2000. Vol. 8. The Nordic School of Public Health, Gothenburg, 2000.

[45] S. Haugland, B. Wold, J. Stevenson, l. E. Aaroe & B. Woynarowska, “Subjective health complaints in adolescence A cross-national comparison of prevalence and dimensionality,” The European Journal of Public Health, vol.11, pp.4-10. 2001.

[46] R. Kaltiala-Heino, T. Lintonen, & A. Rimpelä, “Internet addiction? Potentially problematic use of the Internet in a population of 12–18 year-oldadolescents,” Addiction Research & Theory, vol. no. 1, pp. 89-96, 2004.

[47] C. Rowan, “The impact of technology on child sensory and motor development,” Sensomotorishe-Integratie, n.d.  Translation retrieved from http://www.sensomotorische-integratie.nl/CrisRowan.pdf

[48] S. Misra & D. Stokols, “Psychological and health outcomes of perceived information overload,” Environment and Behavior, vol. 44, no.6, pp. 737-759, 2011  Retrieved from https://www.researchgate.net/profile/Daniel_Stokols/publication /258132623_Psychological_and_Health_Outcomes_of_Perceived_Information_Overload/links/0c960527bfad0c5d4b000000.pdf. doi: 10.1177/0013916511404408

[49] J. Kim, R. LaRose, & W. Peng, “Loneliness as the cause and the effect of problematic Internet use: The relationship between Internet use and psychological well-being,” CyberPsychology and Behavior, vol. 12, no. 4, pp. 451-455, 2009.

[50]  S. Kautiainen, L. Koivusilta, S.M. Virtanen & A. Rimpela, “Use of information and communication technology and prevalence of overweight and obesity among adolescents,” International Journal of Obesity; vol. 29. Pp. 925-933, 2005. doi: 10.1038/sj.ijo.0802994

[51] J. Cawley, “The economics of childhood obesity,” Health Affairs, 2010 March.   Retrieved from http://content.healthaffairs.org/content/29/3/364.full

[52] Health and Human Services, “Teen media use part 1:  Increasing on the move,” 2013, November.  Retrieved from: http://www.hhs.gov/ash/oah/news/e-updates/eupdate-nov-2013.html

[53] Technology and Teenagers Blogspot, “Impacts of media technology on teenagers,” n.d. Retrieved from http://technologyandteenagers.blogspot.com/

[54] R. Pies, “Should DSM-V designate internet addiction a mental disorder?” Psychiatry, vol. 6, no. 2, pp. 31-37, 2009, February. Retrieved from http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2719452/

[55] H. Cash, C.D. Rae, A.H. Steel & A. Winkler, A, “Internet addiction:  A brief summary of research and practice,”Current Psychiatry Review, vol. 8, no.4, pp. 292-298, 2012.

[56] American Psychological Association, DSM Gaming Disorder, 2015.  Retrieved from http://www.dsm5.org/Documents/Internet%20Gaming%20Disorder%20 Fact%20Sheet.pdf

[57] L. Leung & P.S. Lee, P. S. N., “The influences of information literacy, internet addiction and parenting styles on internet risks,” New Media and Society, pp. 1-21, 2011.

[58] A.R. Lee, M.S. Son & K.K. Kim, “ Informationand communication technology overload and social networking service fatigue:  A stress perspective,” Computers in Human Behavior, vol.55, pp. 51-61, 2016.  Retrieved from https://pdfs.semanticscholar.org/ebfe/80b9b2137562b21425e60b7eb9b90364cd21.pdfhttp://dx.doi.org/10.1016/j.chb.2015.08.011

[59] G. Dong, Q. Lu, H. Zhou & X. Zhao, “Precursor or sequela: pathological disorders in people with Internet addiction disorder.” Public Library of Science One, vol.6, no.2, 2013. Available from: http: //www.plosone.org/article/info%3 Adoi%2F10.1371%2Fjournal.pone.0014703

[60] R. E. Belanger, C. Akre, A. Berchtold, & P.A. Michaud PA, “A U-shaped association between intensity of Internet use and adolescent health, Pediatrics, vol. 127, pp. e330–e335. 2011.

[61] Y. Ha & J. W. Hwang, “Gender differences in internet addiction associated with psychological health indicators among adolescents using a national web-based survey,” International Journal of Mental Health and Addiction, vol. 12, no. 5, pp. 660-669, 2014, April 29. doi: 10.1007/s11469-014-9500-7

[62]K. Young, K. (2015). “The evolution of Internet addiction,” Addictive Behaviors, Advance online publication, 2015.    Retrieved from http://www.sciencedirect.com/ science/article/pii/S0306460315001884

 

المصدر
researchgate

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى