د. سليمان العبودي
كلما سمع شيئا من أخبار الصالحين المخبتين مِن أُنْسِهِم بخالِقِهم وإطالَتِهم القيام والسجود، أو لهج ألسنتهم بالذكر والتسبيح، أو وَلعهم بِكَثرة التلاوات وموالاة الختمات، أو حفظهم لجوارحهم عامة الأوقات، همَّ همًّا صادقا باللحاق بذلك الركب البهي، وعزم على تصحيح المسار المتعرج، وترميم البِناء المتداعي، وتغيير أحواله السابقة التي استولى عليها الانهماك في الاستجابة لرغائب الجسد الآنية العابرة.
هذه المرة كان الباعث قويا هز معطفيه هزا، وأشعل فتيل مشاعره، ونفض ملاءة ذكرياته، فقد بلغه نبأ رحيل أحد المصلحين ممن جمع بين العلم والعمل والإخبات، وظلَّ في عيش رغيد من القرب من الله، وبقي في أنس عظيم من التقلب بين مراضيه حتى قضى نحبه، ومع سماع تفاصيل حياة ذلك المصلح العابد توثَّبت همته مجددا للحاق بتلك القافلة النورانية، نظر إلى التاريخ في التقويم ووجد أن شهر رمضان المبارك على الأبواب، فازدادت شموع همته اشتعالا.
بعد تفكير مليْ ناضج في تحديد منطقة الانطلاق، قرر البدء من ضفاف الصلاة، حدَّث نفسه أنها العمود الذي تثبت بثباته خيمة الإيمان في القلب، وأنها إذا صلحت تَبِعَها سائر العمل، وضعَ منبِّه ساعته قبيل الفجر بدقائق، واستيقظ لأول رنين، فما أُحيلَى البدايات وألذّها! وَثَبَ إلى الميضأة، وتوضأ وُضوءًا سابِغًا، ثم قَصَدَ سجادته الصغيرة المنزوية في آخر الغرفة، وحين بَسَطَها باتجاهِ القبلة ثار منها غُبارٌ مُتراكِمٌ يحكي وقائع الصدود والهجران، نفضها مرتين وبسطها على الأرض، ثم كبر وصلى ما كتب الله له من ركعات، وابتهل في ختام صلاته بين يدي مولاه ابتهالا فياضا، شعر فيه بفيض القرب ولذة المناجاة، بعدما سلَّم سَمِعَ الأذانَ يَرْفع من المسجد المجاوِر، فَذَهَبَ ليصلّي وهو يحسّ أن السكينة تنشر أشرعتها البيضاء في فؤاده، وسار بخطى نورانية كأنما كان يسمع رفيف أجنحة الملائكة، وغدا إلى المسجد ماشيا في الظُّلْمة الدامِسة، وشعر وهو يلمح من بعيد أشعة المنارة الخضراء بنسائم علويةٍ باردةٍ خَفَقَ لها قلبُه، خطر بِباله أن لو لم يمنح الله الغادين في الظُّلَمِ إلى المساجد إلا هذه النسائم التي تنعش أرواحهم وتجعلها معلقة في برزخ بين السماء والأرض.. فقد أجزلَ لهم العطاء!
ولصلاةِ الفَجر على وجه الخصوص تأثيرٌ عجيب (في تصفية القلب وفي تنويره أكثر من تأثير سائر الصلوات.. فإن كل من له ذوق سليم وأدَّى هذه الصلاة في هذا الوقت بالجماعة وجد من قلبه فُسحة ونورًا وراحة[1])، لذا كثيرا ما تتهدج أصوات الأئمة بالخشوع في صلاة الفجر أكثر من سواها من الفرائض، لما يحصل فيها عادةً من مواطأةِ قلبِ المصلي لسانَه، وتشهدها ملائكة الليل وملائكة النهار، كما قال تعالى {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [سورة الإسراء:78].
رغم تبكيره لمح في المسجد وجوهًا وضيئةً سبقته إلى الروضة وبين السواري، وكان قد رأى هذه السحنات المشرقة قبل عدَّةِ أشهرٍ في مثل هذا الوقت المبكر، وذلك حينما اعترته نحو هذه الحالة الإيمانية ثم زايَلَتْه، بعضهم حضر قبل الأذان، وبعضهم في أثنائه، غبطَهم من أعماق مشاعره على استمرارهم وثباتهم على وتيرة واحدة متنامية في علاقتهم بخالقهم، وتحسّر لانقطاعه المتكرر ولارتخاء حبل عزيمته كلما جذبه، لكنه عازم هذه المرة على الثبات والمواصلة إلى آخر الطريق، وشَرَعَ بعدها بيوم في صيام بعضِ أيامِ النوافلِ، وفي أثناء الإفطار على وجه الخصوص كان يجد فرحة جامحة بالطاعة، في تلك الأيام البهيجة كان يخالجه إحساسٌ عميقٌ أنه نجى من قبضة الشيطان المحكمة، وما عادت الشهوات التي كان يساكنها قبل مدة تستهوي قلبه الآن، وحينما لاحت في خيالِه تلك الخطايا بدت شائهة بلا إغراءٍ أو بريقٍ أو لذَّة، واندهش كيف كان يتقلب في أعطافها تقلب الفراش حول الضوء قبل مدة قريبة، وفهم حينها معنى عظيما طالما قرأه نظريا في كتب السلوك، وهو الآن يعيشه بكل تفاصيله، وهو أن (القلب إذا كان فيه مرض آذاه أدنى شيء من الشبهة أو الشهوة، حيث لا يقدر على دفعهما إذا وردا عليه، والقلب الصحيح القوي يطرقه أضعاف ذلك وهو يدفعه بقوته وصحته[2])، وأدرك أننا لا نستجيب للخطايا لأنها فاتنة، ولكنها واردات شيطانية تتسلط على القلب إذا ضعف يقينه وخبا نوره وتكاثفت ظلماته، فتعبث به وتقتاده حيث شاءت.
ووجدَ لهذا المسلك الإيماني الجديد لذةً غامرة وسعادةً آسرة وسكينةً مهيمنة تركت أثرها الواضح حتى على أخلاقه وتعاملاته مع الآخرين، ونشرت حولَه طاقةً هلامية من النُّور، تحسّها الأنفس، ولا تراها العيون، فللطاعة نورٌ رُوحاني أخَّاذٌ يومِض حتى في ملامِح الجبين.
ثم ما دخل شهر رمضان الذي كان يعقد فيه العزائم إلا وقد ذهبتْ حلاوةُ البدايات، وأدركه جيش الفتور شيئا فشيئا، واستحوذ على إرادتِه تدريجيًّا، وغِيضَ ماء الأوراد والنوافل فَعَلِقَ المركب السعيد بصخور القاع، وتسرَّبت إليه كتائب هذا الجيش من منفذٍ خفي لا يخطر له ببال، لكنه يؤتى منه في كل مَرَّة.
شعر وهو يتقهقر أن الهدمَ أسرعُ من البناء، وأن التَّهاوي إلى سفحِ الوادي لا يتطلب سوى التوقف عن الحركة نحو الأمام، تَردَّى سريعا من القِمَّة إلى السَّفْح حتى عاد لحاله السابق وربما أربى عليها، وكالعادة: حينما تَسَّاقطُ أسوار الطاعات، يجد الشيطان باب القصر موارَبا فيلجه، وعاد للشهوات السابقة في عينيهِ بريقَها اللامع وزُخرفَها الأخَّاذ، واندهشَ كيف كان يواقِعُها أول عهده بها تحت ضغطِ اللذة، ثم صار يبحث عبرها عن اللذَّة، وتأسى على حاله كثيرا، خصوصا حينما أصبح بينه وبين لَذَّةِ المناجاة وحلاوةِ الابتهال حجبٌ كثيفة.
بداية التقاط الخيط:
رغم ذلك لم ييأس من شدّ الرحال إلى الله تعالى، وكلما أوغل مركَبُه في النأيِ عن محاريبِ الإيمان والبعد عن كُوى النور، وَجَدَ أُنْسًا مؤقتا وجذوةً توشك على الاشتعال في تقليبِ تراجم الصالحين الواصلين الذين جعلوا ارتكاز تواصُلِهم الأعظم في هذه الحياة الدنيا بالله تعالى، وَضَعَ قُرْبَ فِراشِه مجلَّدا من (سير أعلام النبلاء) علّ عواصفَ القومِ تدفع زورقه الصغير العالق دَفْعًا إلى شواطئ الآمال، كان يشعر بتقليب تلك الصفحات أنه يدني فتيل قلبه من بؤرة الضوء ومركز اللهب، فيجد بمطالعة أحوال الصادقين أشواقا عارِمة وأعضاءً ساكنة تعالج القيود.
كان كلما فتش بين تلك السطور النورانية لاح له معنى خفي من وراء تلك العبادات والقربات، هذا المعنى بعدما انتبه له أمسى أكثرَ ما يخلبُ انتباهَه ويشدٌّ ناظريه ويستحوذ على قَلْبِه، فلم يعد يُدهشُه الآن مجرد عباداتهم الظاهرة مهما بلغت من الكثرة، وإنما اللافت له الآن هو السِّرُ الذي بدأ بالتلويح والظهور، وكلما جذب الخيط المنعقد بدأت قرائنه ودلائله بالبزوغ، ألا وهو الباعث الذي كان يحرك القوم إلى هذه القربات بلا انقطاع، قال لنفسه: هناك شعورٌ قلبي يأخذ بمجامعهم أخذا إلى مراضي الله تعالى، يوقظهم من نومهم والناس نائمون، ويحرك ألسنتهم بذكره والخلق غافلون، وينشر في نفوسهم في أزمنة الهرج الطمـأنينة والورى قلقون، ويجعلهم يستمرون على ما يشبه الوتيرة الواحدة المتصلة بينما غيرهم يَثِبُ وثبتين أو ثلاث ثم ينقطع بقُرِب، أو يعقد العزائم الكبار ثم تنفسخ سريعا، هناك اتصال قلبي لا نراه بالعين المجرَّدة إلا في صورة عبادات ظاهرية، إنهم محبُّون والهون يعيشون لذاتٍ متصلة بلا أكدار، ومشتاقون قد جمعوا بين حرارة الشوق ولذة الوصل، ومتلهفون ما إن ينتهي وصالٌ بمحبوبهم حتى يشتاقوا إلى وصال آخر، لا يحول بينهم وبين المحبوب بابٌ ولا حجاب، ما بين ذكر وصلاة ودعاء وصيام وامتثال، وكل ذلك بأنسٍ وطمأنينة ولهفة ولذّة، فشتان بين من يحمل جوارحه حملا على طاعة المحبوب، وبين من لا يجد أُنْسَ قَلْبِه إلا بهذا المحبوب! فالأمر كما قال ابن القيم -رحمه الله-: (القلب إنما يسير الى الله بقوته فإذا مرض بالذنوب ضعفت تلك القوة التي تسيره فإن زالت بالكلية انقطع عن الله انقطاعا يبعد تداركه[3]).
في غمرة البحث عن بصيص النور لاحت له آية من كتاب الله، وحديث مشهور عن النبي صلى الله عليه وسلم، كانا بالنسبة له بمثابة خارطة طريق دقيقة لمن فَقَدَ البوصلة، وكلاهما كان يحفظهما من أيام الصِّبا عن ظهر قلب، وما لفتا انتباهه إلا الآن، وذلك لأن القارئ الشَّجي بشكوى تؤرِّقُه يمسي قلبُه شديدَ الاستشعار كالمغناطيس الجاذب لكل ما يتصل بأزمته الرُّوحيَّة، بخلاف القارئ الخليّ الفارغ القلب فإنه يمر بمناجمِ الذهب مرور الكرام.
أما الآية فهي قوله تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} [سورة البقرة:45]. طالما مرّ هنا على لَفْظَة الخاشعين دون أن يُنْعِم النَّظر في معناها العميق، وهي الآن تختلج في فؤاده اختلاجًا، يقول تعالى بأن الصَّلاة شاقَّةٌ إلا على قومٍ من الموفَّقَين، وهؤلاء الذين سهلت عليهم الصلاة لديهم قوى خاصة، ولكنها ليست امتيازات جسدية ولا مواصفات جِسمانية، وإنما هم يختصون عن سائر المصلين بحياة قلبية حاضرة حال الصلة بالله، وهؤلاء يسهل عليهم فعل الصلاة مهما وَهَنَتْ أجسادهم وتقوَّست ظهورهم وبلغوا من الكبر عِتيا، وما يزال بهم الخشوع والحضور القلبي حتى تكون قرةَ عينهم وغايةَ أنسهم ومنتهى فَزَعِهم إذا حزبتهم الأمور.
حينها ألقى نظرةً فاحصةً على حاله السابقة ورأى أن علاقته بِرَبِّه في أحسن أحوالِها فقيرة الشعور، مقصوصة الرِّيش، مَهِيضَةَ الجناح، مفعمةً بالحركات الظاهرية والأوراد اللِّسانية التي يؤجر عليها بإذن الله، ولكن لم يواكبها عمل قلبي يكافئ كثرتها، وينشر في أرجاء نفسه حلاوتها، فلذا كان يفتر سريعا ولا يدرك ساعتها أين منفذ الخلل.
هو لا يشكُّ طرفةَ عين في محبة قلبه لربه تعالى، تلك المحبة التي تُبقِي له اسمَ الإيمان، وتُشْعِل في قلبِهِ أشواقَ التَّعبد والتقرب، ومن ظلالِها كان يتذوق اللذاتِ العابرة للمناجاة والطاعات، ومن فيض أنوارها كان يجد حلاوة الصيام، ولو واجهه أحد بهذا السؤال المباشر: هل تشعر أنك تحب الله عز وجل؟ لما وجد للسؤال معنى، ولَقَابلَ السائلَ بالصدود والإعراض، ولكن حين تكون حركةُ قَلْبِ العاملِ أبطأ من حركة جوارحه سيجرفه طوفان الكلل، ويكون كمن يجدِّف بيد واحدة، يدور حول نفسه، ثم يدركه الملال وينقطع، أما إذا تحركت أشواق الروح وعصفت الرياح بها بين الجوانح، وفاض الفؤاد بالمحبة الفيَّاضة، فإن الجوارح لا تَكَلْ!
وأما الحديث فكان دعاءً نبويًا مأثورا، فقد جاء في السنن أن عمار بن ياسر صلى صلاة فأوجز فيها، فقال له بعض القوم: لقد خففت أو أوجزت الصلاة! فقال: أما على ذلك فقد دعوتُ فيها بدعوات سمعتهنُّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، والدعوات التي دعا بها عمار هي الدعوات المشهورة: اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي، اللهم وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب، وأسألك القصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيما لا ينفد، وأسألك قرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضا بعد القضاء، وأسألك برد العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين.
وهذه الدعوات عليها أنوار النبوة تومض في كل جَنَباتِها، فإنها جمعت -كما يقول ابن القيم- (أطيبَ ما في الدنيا، وأطيبَ ما في الآخرة[4])، ولكن الذي لَفَتَ انتباهه الآن في هذه الدعوات أن النبي صلى الله عليه وسلم يسأل ربه منزلة الشوق! كل الأحباب في الدنيا يتمنون منازل الوصال مع المحبوبين، ويتحاشون بواعث نار الأشواق، لما في الشوق من آلام مبرِّحَة، فهذا شأن المحبوبات الدنيوية، أما خليل الرحمن فيسأل ربه في هذا الحديث منزلة الشوق إلى المحبوب! ففي هذا السؤال النبوي معانٍ كثيرة تظهر بطول التأمل لا يعلم مداها إلا الله وحده، فالشوق الصادق إلى لقاء الرحمن، وما يتضمنه من استحضار الأعمال القلبية الأخرى كالمحبة واستحضار المراقبة إذا سكن قلب المؤمن أدخله جنةً دون الجنة، لأن المشتاق للقاء ربه يجد من فيض القرب بالشعور، وحلاوة الأنس بالمناجاة، ولذة الروح بتلاوة كلامه ما يجعله يوقن أنه ليس شوقا مجردا، وإنما هو شوق لا ينفك عن الصِّلة بالمحبوب سبحانه.
وبهذا ينكشف لك حجاب بعض الكلمات في توصيف أحوال القوم، فأعظم الأمة بعد نبيِّها صلى الله عليه وسلم إنما كان سَبْقُه بالذي وَقَرَ في قلبه! وذو النورين كان يُكْثِر الصلاة ويطيل قراءة القرآن، حتى روي أنه يختم القرآن في ركعة! وكان يقول -رغم ذلك-: لو أنَّ قلوبَنا طهرت ما شبعت من كلام الله عز وجل! وقد قتله أهل الشِّقاق وهو محتضن حبيبه الذي لم يشبع منه، حتى سال الدم على أديم المصحف، فيالها من علاقة قلبية صادقة بعيدة عن هالة التصنّع الكاذبة! فلذلك حين قرأ ابن عمر قولَه تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} [سورة الزمر:9]. قال: ذاك عثمان بن عفان. والقرآن في غاية البيان لم يقتصر على ذكر الأحوال الظاهرية لهذا القائم القانت، وإنما وصفه بحضور شعور الحذر والرجاء، وهما جناحا العابد، ومن تأمل آيات القرآن وجد ارتباطا وثيقا بين ذكر الأحوال القلبية والعبادات البدنية.
فهذا الشعور هو وقود المسير في هذا الطريق، وهو الذي يجعل ألوان الطاعات وصنوف القربات سهلةً على أولئك السائرين على ما يشبه الوتيرة الواحدة المتنامية، فإن الأعمال القلبية تتبعها في مراداتها الأجسام، فتطوي الآلام، وتقرِّبُ البعيد، وتعيد حساب المسافات بغير قوانين الفيزياء!
فسبحان من جعل السير إليه يُقْطَع بحسب أشواق القلوب وأعمالها، لا بسرعة الأقدام ولا بقوى الأجساد! ومن استراب فلينظرْ في أحوال أهل المناجاة والذكر والتلاوة من الماشين في الظلم إلى المساجد!
[1] مفاتح الغيب (21: 385).
[2] إغاثة اللهفان (1: 18).
[3] الداء والدواء (178).
[4] إغاثة اللهفان (1: 29).
مقالة توقذ من الغفلة اجارنا الله منها…. طرقت قلبي وروحي كلماتها.. جزى الله كاتبها واعاننا وإياه على كسب مراضي الرحمن
ما شاء الله!! تكون دائما كما نتوقع وزيادة أستاذ سليمان!! لي مع كتاباتك قصة.. حفظك الله وأدام هذا العطاء والإبداع ..??
يا لها من كلمات احسبها خرجت من قلب
نعم إنه الخشوع والشوق كلها أعمال للقلب غفلنا عنها ،رزقنا الله وإياكم الصدق في طلبها ??
كيف نبقي هذا الشعور حيًّا؟
جزاك الله خيراً.. اللهم ارزقنا الثبات