العلم

الأكاذيب البغيضة وإحصائيات أعداد النساء في مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات (STEM)

  • شين ويلش
  • ترجمة: محمود مصطفى
  • تحرير: لطيفة الخريف

دواعي القلق بشأن عدد النساء في STEM في غير محلها لثلاثة أسباب.

أولًا: إن ما يشير إليه الحرف (T) في STEM محدود وعشوائي (كذبة)، ثانيًا: ما يشير إليه الحرف (S) في STEM محدود وتعسفي وخاطئ بصورة صارخة. (كذبة مفضوحة). وثالثًا: مع أن عزو أعداد النساء المنخفضة في STEM (مع أن تعريفها ضيق النطاق) إلى التحيز ضد المرأة هو بلا شك صحيح في حالاتٍ معينة، إلا أنه أمر غير مقنع إذا استخدمناه لتفسيرٍ عام للأعداد المنخفضة نسبيًا للنساء في بعض المجالات الواسعة لدراسة الدكتوراه. هناك تفسيرات أفضل لهذه التباينات متاحة بسهولة.

 

النصر للمرأة في جوائز الدكتوراه بالولايات المتحدة لتسع سنوات متتالية.

في الولايات المتحدة حصلت النساء على درجات دكتوراه أكثر من الرجال خلال السنوات التسع الماضية. أحدث الأرقام تظهر في الجدول رقم 1. بناءً على البيانات، أضفت عمودًا بعنوان (التكافؤ). يصنف الحقل العام على أنه تعادل إذا كانت النسبة المئوية للإناث في حدود 40-60. إن كانت النسبة المئوية للإناث أكبر من 60 فيصنف هذا على أنه أغلبية للإناث، وإن كانت النسبة المئوية للذكور أكبر من 60 فهذا يصنف على أنه أغلبية للذكور. من بين 11 مجالًا عامًا، أربع مجالات متكافئة، وأربعة الأغلبية فيها للإناث، وثلاث الغلبة فيها للذكور.

المجال الرئيسيالإناث%الذكور %إجمالي رسائل الدكتوراهالتكافؤ
علوم صحية70.329.714.969الأغلبية للإناث
الهندسة23.476.69.656الأغلبية للذكور
التعليم68.831.29.453الأغلبية للإناث
العلوم الاجتماعية والسلوكية61.138.99.408الأغلبية للإناث
العلوم البيولوجية والزراعية52.647.48.590تكافؤ
علوم الفيزياء والأرض34.165.95.852الأغلبية للذكور
الفنون والعلوم الإنسانية53.246.85.528تكافؤ
الرياضيات وعلوم الحاسب25.174.93.353الأغلبية للذكور
حقول أخرى52.447.62.582تكافؤ
الأعمال48.951.12.324تكافؤ
الإدارة العامة والخدمات75.624.41.310الأغلبية للإناث
المجموع534778.779تكافؤ

الجدول 1: شهادات الدكتوراه الممنوحة حسب الميادين الرئيسية والجنس في الولايات المتحدة (2016-17) المصدر: مجلس مدارس الدراسات العليا.

 

 

لقد وجدت هذه الأرقام في مقال نشره المنتدى الاقتصادي العالمي. اقرأه بطريقة واضحة، فإنه يظهر أن النساء يقمن بعملٍ أفضل من الرجال من حيث الحصول على الدكتوراه.

 

انتزاع الهزيمة المستمرة من إحصاءات النصر

أنباء جيدة للنساء، ربما يفكر المرء. حقيقة أن النساء يحصلن على درجات دكتوراه أكثر من الرجال يسحق الصورة النمطية الجنسية القديمة، التي تقول إن (النساء غير قادراتٍ على التفكير والإدراك)، وإن التعليم للنساء مجهود مهدر.
تتمثل أحد المطالب الرئيسية للحصول على درجة الدكتوراه في تقديم (مساهمة أصلية في المعرفة). نساء أكثر من الرجال يقدمن الآن (مساهمات أصلية في المعرفة) في أمريكا. هذا تطور هام حقًا.

في الواقع، تشير البيانات إلى أن الفتيات في المدرسة والنساء في الجامعة كن يبلين بلاءً أفضل من الذكور منذ عقود من الآن. المجتمع المنصف والعقلاني يعطي كلًا على قدر موهبته، لا نصفها فقط، فرصة في أعلى مستويات التعليم. تظهر الأرقام أن الولايات المتحدة حققت هذه النتيجة الإيجابية لمدة تسع سنوات على التوالي.

كان من الممكن استخدام هذه الأرقام لكتابة قصة إيجابية ولكن بدل ذلك، قال مقال المنتدى الاقتصادي العالمي:

أكثر من نصف (53 في المئة) من 79000 درجة دكتوراه سلمت في الولايات المتحدة في العام الماضي ذهبت إلى النساء – وهو رقم قياسي.

ولكن كما يوضح الرسم البياني … [المكرر في الجدول 1 أعلاه]، لا يزال الرجال يحصلون على غالبية الدكتوراه في معظم مواضيع العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM).

 

بدلاً من الاحتفال بـ(الرقم القياسي) العام، اختارت (المؤلفة) لمقال المنتدى الاقتصادي العالمي إعادة النظر في بعض الشكاوى البالية بشأن النساء في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار. (STEM). غالبية النساء تجاهلن أنه:

في بعض المجالات، ذهب ما لا يقل عن ثلاثة أرباع ما تم منحه من شهادات الدكتوراه للنساء، بما في ذلك الإدارة العامة والخدمات (75.6 في المائة)، والعلوم الصحية (70.3 في المائة) والتعليم (68.8 في المائة). كانت النساء أيضا متقدمات على الرجال في الفنون والإنسانيات، وكذلك العلوم الاجتماعية والسلوكية.

 

لم يعتبر أي من هذه الأرقام (مشاكل) من حيث شروط المساواة بين الجنسين، من قبل مؤلفة مقالة المنتدى الاقتصادي العالمي، ولم يُعرب عن أي قلقٍ بشأن التمثيل الناقص للرجال في أي مجال واسع من مجالات العلوم. لذلك، مفاجأة، مفاجأة، STEM (كالعادة) هي المشكلة:

ومع ذلك، لا يزال الرجال يهيمنون على مجالات الهندسة (76.6 في المائة) والرياضيات وعلوم الكمبيوتر (74.9 في المائة) والعلوم الفيزيائية وعلوم الأرض (65.9 في المائة)، مما يشير إلى أنه يلزم القيام بالمزيد لتشجيع النساء على دراسة مواد العلوم والتكنولوجيا والابتكار والتكنولوجيا على مستوى أعلى.

 

لم يرد ذكر أي حاجة لتشجيع المزيد من الرجال على دراسة العلوم الصحية أو الاجتماعية على مستوى أعلى. وعلى ما يبدو تمثيل الرجال في أربع مجالات رئيسية بمستوى دون التكافؤ لا يمثل مشكلة.

 

تعاريف مشكوك فيها للعلوم والتكنولوجيا

STEM تمثل العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. ومع ذلك، عندما يتحدث الناس عن “STEM”، يبدو أنهم يفهمون “S” في STEM للإشارة إلى العلوم “الصلبة” مثل الفيزياء والكيمياء ولكن ليس العلوم “الناعمة” مثل علم النفس وعلم الأعصاب. يشير مصطلح “T” في STEM إلى أجهزة الكمبيوتر والسيارات ومصافي النفط والطائرات ولكن ليس إلى أجهزة الأشعة السينية وماسحات الرنين المغناطيسي الوظيفي المستخدمة في الصحة وتكنولوجيا الكربون الواعدة المستخدمة في علم الآثار ومجموعة كبيرة من البيانات النصية التي تتم معالجتها على أجهزة الكمبيوتر المستخدمة في اللغويات والعلوم السياسية. يشير “E” إلى الهندسة. تشير “M” إلى الرياضيات. ليس لدي أي شكوى حول “E” و”M”، ترتكز حجتي على التعريفين المحدودين لـ “S” و “T” فيSTEM.

 

يتم استبعاد بعض التقنيات (وهنا تكمن الأكذوبة) ، كما يتم استبعاد بعض العلوم (وهنا تكمن الأكذوبة المفضوحة) بصورة تعسفية، مما يعتبر توجه تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات STEM. هذه الاستبعادات التعسفية تؤدي إلى تعريف مشوه ومَصُوغ مسبقًا. حُددت الأرقام الإجمالية لتوجه تعليم العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات (STEM) بدقة كما هو موضح في الجدول 2:

المجال الرئيسيالإناث%الذكور %إجمالي رسائل الدكتوراه
الهندسة23.476.69.656
علوم الفيزياء والأرض34.165.95,852
الرياضيات وعلوم الحاسب25.174.93.353
المجموع277318.861

الجدول 2: شهادات الدكتوراه في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (مُعرَّفة بدقة) الممنوحة باعتبار المجال الأساسي والجنس في الولايات المتحدة (2016-17).

 

في هذا التعريف الذي يستثني العلوم الصحية والعلوم الاجتماعية والسلوكية والعلوم البيولوجية والزراعية من اعتبارها علمًا، يمكن للمرء أن يقدم (مشكلة) إذ إن النساء يشكلن 27% (فقط) من الحاصلين على شهادات الدكتوراه من STEM المحددة على هذا النحو.

وفقًا للتعريف فإن الإحصاء صحيح، لكن ما زال عليَّ أن أرى حجة مقنعة تشرح سبب اعتبار نسبة 27% من النساء الحاصلات على شهادات الدكتوراه من STEM (مشكلة)، بينما وجود 24.4% (فقط) من الرجال في الخدمات العامة والإدارة وخدمات الدكتوراه، و29.7% (فقط) من الرجال في شهادات الدكتوراه في العلوم الصحية ليس بمشكلة كذلك!

 

إذا تبنى المرء تعريفا أكثر دقة لـ “S” في STEM، فإن (مشكلة) التمثيل غير الكافي للإناث تختفي. يكون ذلك بعدم استبعاد العلوم الصحية والعلوم الاجتماعية والسلوكية والعلوم البيولوجية والزراعية من STEM على أساس أن هذه (الحقول الأساسية) تحتوي على علومٍ كما تشير أسماؤها بوضوح.

 

علاوة على ذلك، هذه المجالات تُطَوِّر، وتستخدم كثيرًا من التكنولوجيا. كيف يمكن أن لا يعد مثقاب طبيب الأسنان من التكنولوجيا؟ كيف يمكن أن لا تعد مجموعات (البيانات الضخمة) لعلوم اللغويات أو العلوم السياسية من التكنولوجيا؟ كيف يمكن أن لا يعد جهاز الأشعة السينية الذي يستخدم في التصوير الإشعاعي، أو أجهزة مراقبة القلب والتنفس التي تستخدمها الممرضات في وحدة العناية المركزة من التكنولوجيا؟ كيف يمكن أن لا يعد ماسح التصوير بالرنين المغناطيسي الذي يستخدم في تجربة علم الأعصاب من التكنولوجيا؟ كيف يمكن أن لا تعد نفحة الأوكسيتوسين التي تستخدم في تجارب علم النفس من التكنولوجيا؟ كيف  يمكن أن لا يعد فحص وتعديل الحمض النووي في الأحياء والعلوم الزراعية من التكنولوجيا؟

 

عندما يتم تعريف STEM بدقة، باستخدام تعريفات أوسع وأكثر واقعية للعلوم والتكنولوجيا، يتضح أن النساء يحصلن على 50 % من شهادات دكتوراه STEM كما هو موضح في الجدول 3:

 

المجال الرئيسيإجمالي رسائل الدكتوراهالإناث%الذكور %رسائل دكتوراه الإناثرسائل دكتوراه  الذكورالتركيز
علوم صحية14.96970.329.710.5234.446الناس
الهندسة9.65623.476.62.2607.396الأشياء
العلوم الاجتماعية والسلوكية9.40861.138.95.7483.660الناس
العلوم البيولوجية والزراعية8.59052.647.44.5184.072الحيوانات
النباتات
علوم الفيزياء والأرض5.85234.165.919963.856الأشياء
الرياضيات وعلوم الحاسب3.35325.174.98422.511الأشياء
المجموع51.82850.050.025.91425.914.

الجدول 3: شهادات الدكتوراه في العلوم STEM (محددة بدقة) التي تمنح بحسب المجال الأساسي والجنس في الولايات المتحدة (2016-17).

 

الأغلبية الساحقة للذكور في العلوم (الصلبة) تتم موازنتها بالأغلبية الساحقة للإناث في العلوم الصحية، والعلوم الاجتماعية والسلوكية (الناعمة). لذلك، إذا كانت المساواة بين النساء في رسائل دكتوراه STEM مهمة، فإن البيانات الواردة في جدول 3 توضح أن هذه المهمة قد أنجزت.

وهذا لا يعني أن كل الأمور على ما يرام بالنسبة للنساء في العالم. لا تزال الأمور قاتمة للغاية في العديد من البلدان غير الغربية، ولا تزال التحديات المتعلقة بترقية الإناث إلى مستويات عليا قائمة، حتى في الغرب. بكل بساطة، هناك اقتراح كما يفعل علماء النفس الإيجابيون أنه ينبغي على المرء أن يعد النعم التي تم الإنعام بها عليه. الفوز فوز. وإحصائيات الدكتوراه في الولايات المتحدة هي فوز رئيسي للنساء في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين.

 

الناس والأشياء

كما فعلت في الجدول 1، أضفت عمود تصنيف إضافي (التركيز) إلى الجدول 3. قد أصدرت حكمًا واسعًا على أن العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) محددة بدقة (أي الهندسة والعلوم الفيزيائية وعلوم الأرض والرياضيات وعلوم الكمبيوتر) تركز معظمها على الأشياء. أكثر من ثلاثة حقول رئيسية استبعدت من التعريف المحدود لـ STEM، والتي هي أكثر تركيزًا على الناس (العلوم الصحية، العلوم الاجتماعية والسلوكية).

الحقل الأساسي الثالث الذي استبعد من STEM المعرفة تعريفًا محدودًا، هو العلوم البيولوجية والزراعية، والتي أرى أنها تتعلق أكثر بالحيوانات والنباتات أكثر من البشر أو الأشياء. الحيوانات والنباتات تشبه الناس من حيث إنها تعيش، ومع أنها حية فإنها ليست بشرية. ومع ذلك فإنهم يشبهون الناس أكثر من الصخور، والكواكب، والآلات، والنجوم، لذا فإنني أحكم عليهم بأنهم (بيت في منتصف الطريق)،  بين الأشياء المادية/ التي تدرس في العلوم (الصلبة)، والأشخاص الذين درسوا في العلوم الصحية وما يسمى بالعلوم (الناعمة) أي العلوم الاجتماعية والسلوكية. وكما تظهر البيانات فقد تبين أن هذا (المنزل الذي في منتصف الطريق) أكثر المجالات الأساسية توازنًا من حيث معدلات مشاركة الذكور والإناث في الجدول 3.

باختصار، يبدو أن الجدول 3 يؤكد أن الذكور والإناث لديهم اهتمامات متساوية تقريبًا بالحيوانات والنباتات (الكائنات الحية). الذكور -بوصفهم مجموعة- أقل في الناس، وأكثر في الأشياء. والإناث يمِلن -بوصفهن مجموعة- لأن يكُن أكثر اهتمامًا بالناس، وأقل بالأشياء. هذا بالكاد يتجلى. لقد عرف علماء النفس بشأن هذا التباين بين (الناس/الأشياء) بين الجنسين لعقود.

والآن، لا نستطيع أن نقول إن امرأة بعينها غير قادرة على دراسة الأشياء، أو إن النساء غير قادرات على (وضع قواعد) أو أي شيء آخر. ولا يعني ذلك أن رجلًا أو امرأة بعينها لا يمكنهما الاهتمام بكليهما (الناس والأشياء). ولا يعني ذلك حتى الادعاء بأن الهندسة تدور بالكامل حول الأشياء لا الأشخاص. ولكن الأمر ليس كذلك. تفضيل الأشياء/الأشخاص موجود على نطاقٍ واسع. إنها ليست ثنائية إما/أو. ما تظهره الأرقام أن النساء الساطعات اللاتي يبدأن كمجموعة يملن لأن يكن أكثر اهتمامًا بما يسمى بالعلوم (الناعمة)، وأقل اهتمامًا إلى حدٍ ما بما يسمى العلوم (الصلبة). إن التمييز العلمي صلب/لين بالكامل مؤرخ بشكل ميؤوس منه في أي حال. والواقع أن المرء قد يميل إلى الاعتقاد بأن هذه التفرقة (المركزية) قد عفا عليها الزمن، ولكن هذه اللغة ليست مفيدة من الناحية التحليلية. ما من مشكلةٍ كبيرةٍ هنا: مجرد إعادة تأكيد للاكتشاف النفسي الشهير عن الأشخاص والأشياء.

 

مبدأ الأرجوحة

إذا افترضنا أن هناك تكافؤًا عامًا بين أعداد الرجال والنساء وأن نفس الأرقام تقريبًا متاحة للدخول في أي مجال عام من دراسات الدكتوراه، فمن الناحية الحسابية لا يمكن أن تحصل على أغلبية كبيرة من النساء في بعض القطاعات (مثل العلوم الصحية والتعليم) بدون أقليات مؤكدة من النساء في القطاعات الأخرى (مثل الهندسة والحوسبة). نسمي هذا مبدأ الأرجوحة.

إذا سمحنا لمائة طفل بالدخول إلى حديقة (53 فتاة و47 فتى) بها 11 أرجوحة، وتدافع الفتيات نحو 4 أرجوحات يعتقدون أنها مفضلة لأي سبب كان، و4 أرجوحات تقريبًا عليها أعداد متساوية من الأولاد والبنات، فلا ينبغي لنا أن نكون قلقين بلا داعٍ عندما نجد 3 أرجوحات عليها عدد قليل نسبيًا من الفتيات؛ لأننا ببساطة نفد من عندنا الفتيات اللاتي نضعهن على الأرجوحات. الأغلبية اختارت بحرية أن تلعب على الثمان أرجوحات الأخريات، بناءً على تفضيلاتهم واهتماماتهم.

لا نحتاج للمجادلة بأن هناك شيئًا بشأن الثلاث أرجوحات التي معظمها أولاد، مقارنةً بأربع معظمها فتيات، لو كان لدينا بيانات تظهر عدم تماثل في التفضيلات لأنواع معينة من الأرجوحات بين الجنسين. لدينا مثل هذه البيانات. لو شبهنا المجالات الأساسية لدراسة الدكتوراه بالأرجوحات، نجد أن الأرجوحات التي تتضمن أشخاص أكثر جذبًا للإناث: من تلك التي تتضمن أشياء أكثر جذبًا للرجال. بعض الأرجوحات (العلوم البيولوجية والزراعية، الأعمال التجارية، الفنون، والعلوم الإنسانية، وغيرها من المجالات)، جذابة بنفس القدر لكلٍ من الذكور والإناث.

 


التحيز الجنسي كتفسير للأعداد المنخفضة من النساء في
STEM

بناءً على ما يمكنني قوله، تستند الشكاوى المتعلقة بالنساء في STEM، إلى حد كبير، إلى تعريف معيب لـ “S” و “T” في STEM (محدود للغاية)، حساب معيب (تجاهل مبدأ الأرجوحة)، والجهل بسيكولوجية (عدم التماثل المعلوم بين الناس/الأشياء). يبدو أن هذه الشكاوى تغذيها الحكايات والدراسات الاستقصائية للتمييز الجنسي في الهندسة والعلوم (الصلبة). ومع ذلك، هناك حكايات واستطلاعات عن التمييز الجنسي في العلوم الصحية والقانون والفنون (كما  أعلنت حملة #MeToo) والعلوم الإنسانية (كما في قضية فتيات سيرل[1]) أيضًا.

يذهلني غرابة اقتراح أن التحيز الجنسي يؤدي لعرقلة النساء بشكلٍ درامي في بعض المباني الجامعية المعاصرة، وعدم عرقلتهن في مباني مجاورة، حيث يمكن لهن تحقيق أغلبية مؤكدة من حيث تحقيق شروط الدكتوراه.

مع وجود نفس سياسات إدارة الموارد البشرية وبغض النظر عن العنصرية الجنسية أو التفريق على أساس الجنس، أو التحرش، أو أي شيء من هذا القبيل، فهي كما توجد داخل الحرم الجامعي توجد في المجتمع بعامة.

ولا نغفل طرد عديدٍ من الأكاديميين حول العالم من مناصبهم تبعًا لما فعلوه من أفعال تنبع من عنصرية جنسية كما في حالة التحرش الخاصة بجون سيرل، وكما في حالة الكلام الاحتقاري الذي قاله تيم هانت الحاصل على جائزة نوبل عام 2001 عندما قال: إن النساء يبكين أكثر من الرجال عند فشل التجارب، وإنهن يمثلن تشتيتا للرجال في المعمل..

لذا، مما سبق ذكره يمكننا أن نستنتج أن التمييز الجنسي ليس تفسيرًا مقنعًا بشكل خاصٍ للافتقار النسبي إلى النساء في STEM، والذي يعد معرفًا بشكلٍ محدود في الجامعة.

لا أشك في كون التحيز الجنسي يفسر بعض حالات تخلي النساء عن الهندسة. لا أشك في كون التحيز الجنسي يفسر بعض حالات تخلي النساء عن الطب، والقانون أيضًا. الجميع سيصطدمون برئيس سيء أو زميل سام في العمل عاجلاً أم آجلاً. ومع ذلك، فإن التفسيرات الأكثر منطقية للعدد المنخفض نسبيًا من النساء في STEM المصممة وفق صورة محدودة، تفضيل الإناث للعمل مع الناس بدل الأشياء، ومبدأ الأرجوحة، والحقيقة البسيطة هي أنه بالنظر للتكافؤ الكلي فمن المستحيل إحصائيًا أن يكن أغلبية ساحقة في مجال أساسي، دون أن يكن أقلية ساحقة في مجالٍ آخر.

أنا أؤيد تمامًا الجهود المبذولة للحصول على مزيد من النساء في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات وتطوير البرمجيات والهندسة الكيميائية. ومع ذلك، لا يوجد أي دليل على أن الممرضات ومعلمات المدارس الابتدائية عبارة عن روبوتات محبطة سرًا أو أنهن مهندسات كيميائيات يرغبن في العمل مع الأشياء لا الأشخاص. علاوة على ذلك، يستلزم إدخال مزيد من النساء في هذه المجالات الحصول على عدد أقل من النساء في مجالات مثل التمريض والتعليم والطب وعلم النفس. لا يوجد هروب من الأرجوحة: ما لم يصبح الرجال بالطبع أقلية مؤكدة في الجامعة.

 

المصدر: quillette

[1] قضية اتهم فيها الفيلسوف جون سيرل بتهم متعددة بالتحرش الجنسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى