عام

كيف تعمل الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟

  • نشر: BBC Bitesize
  • ترجمة: الجراح القويز
  • تحرير: عبير العتيبي

في 3 نوفمبر في عام 2020، توجه الناخبون الامريكيون لاختيار الرئيس التالي للولايات المتحدة الأمريكية.

ولكن سواء حصل دونالد ترامب على السلطة لعدة سنواتٍ أخرى، أو أصبح جو بايدن الرئيس السادس وأربعين لأمريكا، فالأمر ليس بسهولة أن من يحصل على أصواتٍ أكثر سيفوز!

في هذا المقال سنلقي نظرة على كيفية عمل الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

كان البيت الأبيض في واشنطن مقر إقامة كل رؤساء أمريكا منذ جون آدمز في عام 1800 م.

لمحة: شرح للمصطلحات الرئيسية

  • الانتخابات التمهيدية Primaries: هي سلسلة من التصويتات تنظمها الولايات لاختيار مرشح الحزب السياسي للرئاسة.
  • التصويت المبكر Early voting: مبادرة من قبل العديد من الولايات الأمريكية للسماح للمنتخبين بالتصويت المبكر تجنبًا للازدحام والتدافع في حالة التصويت الشخصي في يوم الانتخابات.
  • الهيئة (المجمع) الانتخابية Electoral college: لكل ولاية عدد من الناخبين يحدد حسب عدد سكانها. يصوت الناخبون مباشرة لرئيسهم المختار حسب نتائج الانتخاب العام في نفس الولاية. مجموع الأصوات 538 صوت انتخابي، ويحتاج المرشح للفوز أن يصل إلى أكثر من 270 (النصف).
  • الانتخابات الطارئة Contingent election: إذا لم يحصل أحد المرشحين على أغلبية الأصوات في الهيئة الانتخابية فإن مجلس النواب (هو المجلس الأدنى في الكونغرس الأمريكي) يصوت لاختيار الرئيس.

الانتخابات التمهيدية:

بحلول الوقت الذي يُعلن فيه الفائز فإن الحملات تكون قد بدأت مسبقًا بعدة سنوات لتحديد من سيختارون كمرشح رئاسي، وغالبًا تكون ممتدة أكثر من فترة الانتخابات نفسها.

وعلى العكس من السياسة البريطانية، فإن الأحزاب الأمريكية ليس لديها رئيس دائم. فلذلك كل 4 سنوات يُعبر مرشحو الحزب المحتملون عن أهليتهم للتنافس على رئاسة الحزب.

وقد أعلن جو بايدن في عام 2020 عن سعيه للحصول على موافقة الديموقراطيين لدخول الانتخابات في أبريل عام 2019، بتغلبه على 28 مرشح رئاسي وانتهاء الانتخابات بترشحه هو.

وقد قدم جون ديلاني وأندرو يناج اسميهما مسبقا في عام 2017، أي بثلاث سنوات قبل الانتخابات حتى يحصلوا على مكان.

أولئك هم المتنافسون على الترشح، ويشاركون في الانتخابات التمهيدية وهي انتخابات منظمة لكل ولاية لتحديد من سيرشح نفسه لمنصب الرئيس لاحقًا في ذلك العام.

بعض الانتخابات التمهيدية تقتصر على الأعضاء المسجلين في الأحزاب السياسية، بمعنى أن المصوتين فقط هم ممن يدعمون الحزب ليختاروا من المرشحين. بينما الأخرى تكون مفتوحة، وتسمح للحائرين أو المعارضين بأن يكون لهم صوتهم.

وهناك عدد من الولايات تستخدم نظامًا مختلفًا يسمى المؤتمرات الحزبية. فبدلًا من نظام الانتخاب التقليدي الذي تضع فيه علامة x أمام الأسماء التي تختارها، فإن المؤتمرات الحزبية تتحول إلى ما يشبه المؤتمرات الصغيرة، حيث يحضر المصوتون، ثم ينقسمون إلى مجموعات لكل مرشح، ثم يستمعون إلى العرض التقديمي ويتحدثون، بل وربما يدعمون المرشحين الآخرين في سبيل أخذ قرارهم في تحديد من يدعمون.

يقوم المسؤولون بعدها بإحصاء أصوات المجموعات، حتى تنتهي العملية بكسب أحد المرشحين نسبةً معينة، بمعنى أنه إذا كان هناك العديد من المرشحين، فقد يطول الوقت بسبب كثرة المجموعات التي في عملية التبادل، حتى يصل الفائز إلى الحد المطلوب.

من الناحية الفنية فإنك في الانتخابات التمهيدية لا تصوت للمرشحين أنفسهم، بل للنواب. فالنواب يتم تقسيمهم بالتناسب ولايةً ولاية، ويأخذون أصواتهم لمؤتمر الحزب في الصيف، وهناك يتم نقلهم إلى المرشحين الرئاسيين أنفسهم. ومن المؤتمر نعلم من سيكون مترشحًا لسباق الرئاسة.

من الناحية الرسمية فهي نفس عملية تنصيب الرئيس، ولكن لم يسبق لصاحب المنصب خسارة انتخابه التمهيدي.

في عام 2020، قد واجه ترامب مرشحين منافسين من الحزب الجمهوري، ولكن حزبه أعاد انتخابه بأغلبيةٍ ساحقة.

وقد كان هناك أربعة رؤساء لم يتلقوا ترشيحًا من قِبل أحزابهم لإعادة الانتخاب في الفترة التي تسبق الانتخابات التمهيدية. كل هؤلاء الأربعة كانوا نواب رؤساء في القرن التاسع عشر، وقد تولوا قيادة البيت الأبيض بعد وفاة الرئيس في منتصف فترة الرئاسة.

وفي عام 2016 أكثر من 138 مليون شخص قد صوت في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ويعد 55.5% من السكان هم ممن يعدون في السن المؤهل للتصويت.

الانتخابات:

وعلى الرغم من أن الانتخابات دائمًا ما تُعقد في أول يوم ثلاثاء من نوفمبر، إلا أنه من الممكن أن العديد من المواطنين قد صوتوا مبكرًا.

فمعظم الولايات تسمح بالتصويت شخصيًا قبل الانتخابات في فترة تعرف باسم “التصويت المبكر”. والآخرون من الممكن أن يصوتوا عبر البريد وأن يختاروا من يريدون أيضًا قبل نوفمبر.

وفي عام 2020 نظرًا لجائحة COVID-19 وتفشيها، فإن الأصوات عبر البريد ستشهد زيادةً كبيرة. وطبقًا لدراسةٍ أجرتها صحيفة نيويورك تايمز، فإنه من المتوقع أن يصل العدد إلى 80 مليون صوتًا عبر البريد، وهو تقريبًا ضعف ما كان عليه قبل أربع سنوات.

عندما يملأ الناخبون استمارات الاقتراع أو إيصالات التصويت، فإن ذلك مشابه للانتخابات التمهيدية بشكل كبير. فهم فعليًا لا يصوتون لاختيار الرئيس أو نائب الرئيس، بل يصوتون لاختيار ناخبي الولاية.

وهذا بسبب أن نظام الانتخابات الأمريكي لا يعمل عن طريق إجمالي عدد الأصوات (المعروف باسم التصويت الشعبي) ولكن عبر عمليةٍ تسمى بالهيئة الانتخابية.

الهيئة الانتخابية:

إن نظام الهيئة الانتخابية يقوم عمليًا بـ 51 عملية انتخابية مصغرة “خمسون عملية لكل الولايات الأمريكية، وواحدة آخرى للعاصمة واشنطن”.

في 48 من الولايات بالإضافة إلى العاصمة، يكون المرشح الحاصل على معظم الأصوات في الانتخاب من ضمن النواب عن الولاية لاختيار الناخيين.

وفي الولايات الكبيرة مثل: كاليفورنيا، تكساس، فلوريدا لديهم أكبر عدد من الناخبين (55، 38 و29 بالترتيب)، بينما الولايات الأصغر مثل وايومنغ، ديلاوير وألاسكا يحصلون على 3 فقط.

أما في ولايتي ماين ونبراسكا، فلديهم أربع وخمسة ناخبين لكل منهما، فهم يعطون أول ناخبين (اثنين) إلى الفائز على مستوى الولاية ثم يقسمون الباقين على حسب المقاطعات في المنطقة.

بالمجمل يوجد 538 ناخب في أنحاء البلاد، والمرشح الرئاسي يحتاج أن يحصل على غالبية الأصوات أي 270 فما فوق؛ حتى يصبح رئيسًا.

وفي عام 2016 حصل ترامب على 304 صوتًا من قِبل الهيئة الانتخابية ليصبح رئيسًا للبيت الأبيض، ولكنه في الواقع كان أقل من منافسته هيلاري كلينتون بثلاثة ملايين صوت على مستوى البلاد.

كان ناخبو الولايات قد صوتوا في منتصف ديسمبر، عندما تم بشكل رسمي تنصيب الرئيس ونائبه. لذلك هناك العديد من المناسبات التي يكون فيها الناخبين ضد إرادة الشعب، وهؤلاء الناخبون يطلق عليهم اسم: “الناخبون الخائنون faithless electors”.

والعديد من الولايات لديها قوانين لمنع حدوث ذلك، وفي عام 2016 انشق ناخبان خائنان من جانب ترامب، بينما انشق خمسة من جانب كلينتون.

والسبب الذي يجعل هؤلاء الناخبين خائنين -أي التصويت عكس ما تريده غالبية الأصوات- هو أنهم لا يدعمون الناخبين الفائزين من ولايتهم، فبإعطاء أصواتهم إلى مرشحين مختلفين، فإنهم يحاولون بذلك أن يضمنوا عدم وجود غالبيةٍ منتصرة، حتى تصبح نتائج الانتخابات غير واضحة.

ماذا إن لم يفز أحد؟

في حال لم يصل أي مرشح رئاسي للعدد المطلوب (270) من قبل الهيئة الانتخابية، فستقام انتخابات طارئة،  وهذا يعني أن مجلس النواب -وهو يعد المجلس الأدنى في الكونغرس الأمريكي- سيصوت لمن يريده رئيسًا.

يمنح النواب صوتًا لكل ولاية، حتى ولو كان يمثل الولاية عدة نوَّاب؛ فإنهم يحتاجون أن يصوتوا معًا. ويمكنهم الاختيار من بين المرشحين الرئاسيين الثلاثة الذين حصلوا على أكبر عدد من أصوات الهيئة الانتخابية، ويلزم لمن سيصبح رئيسًا أن يحصل على الأغلبية المطلقة أي 26 صوتًا فما فوق.

أما المجلس الأعلى من الكونغرس وهو مجلس الشيوخ، فإنه يصوت لنائب الرئيس، وهما فقط أعلى مرشحين من المؤهلين للانتخاب. وكل عضو من مجلس الشيوخ يمنح صوتًا واحدًا فقط، وكالسابق فإنه يلزم أن يحصل المرشح على غالبية الأصوات. هذه العملية تعني أنه من الصعب أن يكون نائب الرئيس من حزب مختلف عن حزب الرئيس الفائز حديثًا.

وإن كانت الانتخابات الطارئة أُجريت 3 مرات، وأشهرها كان لاختيار من يصبح رئيسًا بين توماس جيفرسون وآرون بار قبل أن يتدخل ألكسندر هاملتون، فهي لم تحدث تقريبًا منذ مئتي عام.

أيًا كان الفائز في صناديق الاقتراع في نوفمبر 2020، أو بمجلس الشيوخ بعدها بشهر، فإن الرئيس الجديد أو المنتخب مجددًا هو ونائبه سيتمتعون بمنصبهم لمدة أربعة سنوات بداية من العشرين من يناير 2021.

في حالة فوز دونالد ترامب، سيبدأ فترته الثانية كرئيس وهي حسب الدستور الأمريكي تعتبر الأخيرة له. فلا يمكن لرئيس أن يخدم أكثر من فترتين رئاسيتين كاملتين. أما في حالة تنصيب نائب الرئيس كرئيس في منتصف الفترة الرئاسية، فيمكنه فعليًا أن يخدم 3 فترات، شريطة ألا يكون الوقت المتصرف فيه كرئيس أكثر من 10 سنوات.

المصدر
bbc

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى