- إليزابيث شيرمان
- ترجمة: عبد الكريم الصافي
- تحرير: سهام سايح
في التاسع عشر من أبريل نشرت نيتفلكس العرض التشويقي لفيلم الممثل كريس هيمسورث “Extraction” والذي صُوِّر في بنغلاديش. أظهر العرض طريقة التصوير “عالية الجودة باستخدام الأوكتان” في تنفيذ الفيلم (على سبيل المثال: المصور متعلق بمقدمة السيارة وهي تسير بسرعة جنونية). ولكن العرض حمل معه عواقب غير متوقعة: تمكن المشاهدون وبسرعة من ملاحظة أنّ لقطات الفيلم الأولى بدت طبيعية، لكنها في الأخير بدت مختلفة ومزعجة ومُصفرة اللون.
هنالك مسمى لهذا اللون المميّز ويدعى “الفلتر الأصفر”، وهو عادة ما يستخدم في تصوير الأفلام التي تكون في الهند والمكسيك أو دول جنوب شرق آسيا. درجة الأصفر المتشبعة من المفترض أن تصور الأجواء الدافئة والاستوائية والجافة؛ ولكنّها استخدمت في جعل البساتين مستهجنة وغير صحية، بإضافة بريق من القذارة أو الاتّساخ إلى المشهد. يبدو أنّ”الفلتر الأصفر” يستخدم عالميًا في الأماكن التي يعتبرها الغرب خطرة أو بدائية لجعلها أقبح مما هي عليه، خصوصا عندما تحمل هذه الدول عجائب طبيعية والتي لا تظهر على الشاشات بقدر ما يظهر العنف والفقر.
يقول محلل الأعمال في كاليفورنيا سليمان والذي تنحدر أصول عائلته من الهند وباكستان وأفغانستان: “هذا الأمر محبط جدًا؛ وهو يجسد عنصرية الغربيين في تصورهم لهؤلاء الناس وأماكنهم، خصوصًا عندما تكون هذه الأماكن نابضة بالحياة وزاخرة بالألوان، تطبيق هذه الفلاتر يلعب دورًا في تكوين صورة نمطية عن هذه الأماكن وعن الناس الذين يعيشون فيها”.
فيلم “Extraction” ليس أول فيلم يقوم بتوظيف هذه الفلاتر المخيبة للآمال؛ ففي فيلم “Darjeeling limited” استخدمت هذه الفلاتر أيضًا في تصوير القرى الصغيرة في الهند. أيضًا فيلم ” The tone of Traffic” الذي صدر عام ٢٠٠٠ من إخراج ستيفن سودربرغ، والذي ركز على تجارة المخدرات في المكسيك، ظهرت مشاهده مصفرة بشكل جلي أثناء لقطات الإعدام في صحراء المكسيك بينما ظهر مايكل دوغلاس، والذي لعب دور القاضي في ولاية أوهايو بفلتر أزرق.
تقريبًا قبل عقد من الآن، أشار مستخدمو “ريدت” إلى أن مشاهدي مسلسل “Breaking bad” استطاعوا معرفة المشاهد التي تم تصويرها في المكسيك وذلك لتغير لونها إلى الباهت.
الأفلام الأمريكية تميل إلى إضافة الفلاتر الصفراء عندما يصورون في الدول التي تحمل صورة نمطيّة بأنّها فقيرة أو ملوثة أو منطقة صراعات وحروب. عبّر المعلقون على “تويتر” على تغريدة تشويقية لفيلم “Extraction” عن آرائهم المختلفة في استخدام الفيلم لهذا النوع من الفلاتر، من الالتباس إلى الإدانة لهذا الفعل. أحد مستخدمي تويتر علق بشكل هزلي قائلاً أنّه أيضا يسمى “فلتر المكسيك”؛ وعلق آخر ساخرًا “كلما انخفض الناتج الإجمالي للبلد، كلما أصبحت ملونة بالأصفر أكثر”.
خشية أن تظن –أيّها المشاهد- أنّ هذه الدول تحمل نفس الضبابية التي تصورها الأفلام في الحياة الواقعية، انظر إلى فيديو نيتفلكس على تويتر، والذي يُظهر مشاهد ما خلف الكواليس لتصوير أحد الأفلام حيث يظهر جزء المشهد الواقعي والجزء الذي سيتم عرضه على الشاشات. في المشهد الواقعي في لحظة معينة، السماء تبدو زرقاء عكس ما تظهر في الأفلام.
إنّ “الفلتر الأصفر” هو يدًا بيد مع الأفلام التي تساعد في رسم صورة نمطيّة سلبية عن الدول، بينما تعزز مركزية الرجل الأبيض. تظهر مجموعة من العصابات، والفقراء، ومدمني المخدرات في الأفلام ذات الفلتر الأصفر؛ ليس لأن هذه الأشياء قبيحة فقط ، ولكن لتعزيز صورة نمطيّة عن الناس في الدول التي لا يزال الأمريكيون يظنون أنّها من الدول النامية؛ من سيأتي لينقذ الموقف؟ المنقذون البيض يجب عليهم الرحيل، وأخذ فلاترهم الصفراء معهم.