- أمارتيا سين
- ترجمة: فريد أكوزال
في كتاب علم النفس الرياضي (Mathematical Psychics)، المنشور سنة 1881، أكد إدجورث (Edgeworth) أن “أول مبدإ اقتصادي هو أن كل فاعل لا يتحرّك إلا عن مصلحةٍ شخصيّة”. هذا المنظور عن الإنسان بقيَ صامداً في النماذج الاقتصادية ويبدو أن طبيعة النظرية الاقتصادية متأثرة بقوّة بهذه المُسلّمة الأساسية. في هذا المقال، أسعى إلى اختبار بعض المشاكل التي أنتجها هذا المفهوم عن الكائن الإنساني.
لا تفوتني الإشارة إلى أن إدجورث بنفسه كان على تمام الوعي بأن هذا المبدأ الاقتصادي لم يكن بعينِه واقعيا، حيث كان يعتبر أن “الإنسان الملموس في القرن التاسع عشر هو في الغالب أنانيّ غير خالص ونفعيّ مخلتط”. الشيء الذي يدفع للسؤال المثير: لماذا خصّص إدجورث معظم حياته وموهبته في تطوير توجّه بحثي مع أن أول مبادئه يبدو خاطئاً بالنسبة إليه؟ ليست القضية ما إذا كان يجب استخدام التجريدات في بحث الأسئلة الاقتصادية العامة -إذ طبيعة البحث تجعل الاستعمال حتميا- ولكن لماذا يتم النزوع إلى اختيار فرضية يُعتقد ليس فقط أنها غير دقيقة في تفاصيلها بل خاطئة من الأساس؟ هذا السؤال، كما سنرى، ما يزال ذا أهمية حتى في علم الاقتصاد الحديث.