عام

نصائح مُجربة لحياة أفضل

  • د. مارتي نيمكو
  • ترجمة: عبد الملك البلادي
  • مراجعة: مصطفى هندي
  • تحرير: صفاء الشاهد

يميل الناس -في معظمهم- إلى الأخذ بالنصائح سهلة التطبيق عوضاً عن المعقدة، فعلى سبيل المثال: يحبذون الدعابة والطُرفة وسيلةً سهلة لتبقيهم يقظين وحاضرين.

تعد التجارب الشخصية مفيدة لكونها أكثر مرونة من القوانين، إلى جانب كونها نصائح إرشادية، وغالباً ما تكون صائبة. وسأسرد لكم بعض تلكم النصائح في عدة جوانب من جوانب الحياة والتي كانت مفيدة لمن قابلتهم.

 

حسن التواصل

 – مفهوم إشارة المرور

 إن لكلٍ منا إشارة مرور ذاتية ينبغي التقيد بها أثناء الحديث، ففي أول ثلاثين ثانية من حديثك تكون إشارتك خضراء، مما يتيح لك الحديث بأريحية، وفي الثلاثين ثانية التالية تكون إشارتك صفراء، والتي قد يشعر فيها المخاطب بالضجر من حديثك، وعند إتمامك الدقيقة تصبح إشارتك حمراء، فينبغي عليك السكوت أو طرح سؤال.

   – مفهوم 20 %-40 %

 تحدَّث بما نسبته 20 %-40 % من الوقت حينما تكون في محادثة ثنائية، حينها سيخالج المخاطب شعور جيد تجاهك وتجاه المحصلة من حديثك، وفي المقابل ستخرج بفائدة ملموسة.

وضع النقد في محله إذ إنك تدفع ثمن كل اعتراض، وابتعد عن النقد المفرط، ولكن انقد حينما يستحق الأمر الثمن الذي تدفعه.

 

العلاقات

   – تقبل الآخرين كما هم أو دعهم

إن تغيير شخصية أحدهم أصعب من تغييرك شخصيتك، ويمكنك سؤال أي عالم سلوكي وسيؤكد لك ما سبق.

فحينما تظهر انطباعاتك السلبية عن الأشخاص، فالحكمة تقتضي تقبل عيوب صديقك أو شريكك العاطفي أو أن تدعه وشأنه؛ إذ إن محاولة تغيير شخصية أحدهم لتتناسب مع أهوائك هو أمر محفوف بالمخاطر.

 – خالط من يفوقك بدرجة

 سواءً أكان يفوقك ذكاءً أو لطفاً أو حرصاً على العمل، أو ما إذا كان زميلاً لك في فريقك الرياضي أو في فرقتك الموسيقية، إذ إن مخالطتك أمثال هؤلاء سيحسّن منك ويؤثر عليك بالإيجاب، أما إن خالطت من يفوقك بفارقٍ كبير فسيؤثر عليك بالسلب، إذ إنه سيشعرك بالإحباط عوضاً عن تشجيعك.

   – حفّز الدوافع الداخلية لمن هم في دائرة مسؤوليتك سواء أكنت رئيساً أو والداً

إن قدرتك على تغيير سلوك أحدهم تتضمن قدرتك على تحفيز دوافعه الداخلية، فعلى سبيل المثال عندما تقول لمرؤوسك: “أرى أنك تمتلك قدراتٍ هائلة وأدرك قدرتك على إحداث الفارق، والتي بدورها تجعلك فخوراً بما أنجزت”، بدلاً من قولك: “إن أدّيت ما عليك قد تحصل على ترقية” أو قولك: “آمل ألّا اضطر إلى رفع تقريرٍ سيئ عنك”.

والأمر سيّان عندما تقول لابنك: “يا لك من فتى رائع، وأدرك رغبتك في أن تكون ذا شأن في المستقبل، لكن ألا يجدر بك محاولة العودة إلى المنزل في الوقت المحدد؟” والتي تساعده في تحفيز الدوافع الذاتية الدائمة، بدلاً من تهديده بقولك:” إن تأخرت ستُعاقب”.

 

العمل

   – اتبع شغفك بلهفة

لكن الشغف وحده لا يكفي، فهنالك العديد ممن يتبعون نفس الشغف، فهناك من هو شغوف بالرياضة، وآخر شغوف بالأزياء أو السعي في حماية الحياة البرية، مما يعني أن العرض والطلب يلعبان دوراً محورياً، فإن لم تكن مميزاً أو محظوظاً بما فيه الكفاية فستعاني للحصول حتى على ثمن رغيف الخبز.

   – ضع نفسك مكان الموظِف

ينبغي على المتقدمين للوظائف إبراز ما يميزهم عن غيرهم، إذ يتوجب عليهم الكتابة بصدق عمّا يميزهم في سيرهم الذاتية وصفحاتهم في موقع “لينكد إن” ورسالة التقديم على الوظيفة بالإضافة إلى المقابلات الشخصية، وإن حدث ذلك فسيتمكن أرباب الأعمال من اختيار الأكفأ.

   – خذ الأهم فالمهم

نقر جميعنا بأن التسويق هو أسرع القطاعات نمواً، ولكن يؤسفني القول إنه ينبغي عليك الحذر من الانغماس فيه، صحيحٌ أن إقامة العلاقات مع الآخرين والبروز في سوق العمل أمران مهمان، لكن انغماسك في تطوير وإظهار مهاراتك سيشعرك بشعور جيد حيال ذاتك ويمنحك المزيد من النجاح في نهاية المطاف.

  – نمِّ نقاط قوتك، وراوغ نقاط ضعفك

من الصعوبة بمكان أن تغير البشر، وهذا ما يؤكده خبراء تطوير الذات، وبالتأكيد ينبغي العمل على تغيير مكامن الضعف الأساسية (كالميل لاستعمال العنف) لكن من الحكمة الانشغال بتعزيز مكامن القوة وتقبل مكامن الضعف.

  – حاول قدر الإمكان تحقيق الموازنة ما بين العمل والحياة

يفتقر البعض إلى اللياقة البدنية والقدرة الذهنية للعمل لساعات طوال؛ لذلك رشِّد استخدام طاقتِك البدنية والعقلية. إن تخصيصك بعضاً من الوقت للقيام بعملٍ تستغل فيه أفضل مهاراتك ساعياً لتحسين حياة الآخرين ممن هم في نطاق تأثيرك سيجعلك تحيا حياةً أفضل.

 –   التقدم ليس السبيل الوحيد

 قلّة هم من لديهم الحكمة للسعي قُدماً، ولتجنُّب بلوغك منزلة تفوق متطلباتُها كفاءتك أو تتطلب عملاً مجهداً، قرر ما إذا كانت الحكمة تقتضي السعي نحو القمة، أو شكر الله على ما بلغته والبقاء في موضعك، أو حتى العودة خطوة للوراء، على الأقل في الوقت الراهن.

 

المال

القناعة كنزٌ لا يفنى، فالوجاهة تعد العدو الأول للقناعة، لذلك نحن نبذر المال ونقاوم آلام الحياة المهنية سعياً وراء الوجاهة فقط، سواء شراء سيارة فارهة أو السكن بحيٍّ راقٍ أو أن تكون أسير حياتك المهنية، فسل نفسك ما إذا كانت الوجاهة تلعب دوراً محورياً في قراراتك.

   – ارفض العرض الأول واقبل الثاني

في المفاوضات عادة ما يتضاءل ما يمكن أن تحصل عليه بعد العرض الثاني، وقد يؤدي رفضك له إلى العداء أو سوء الظن أو قد تفقد العرض كله.

   – تبرع بناءً على المردود المجتمعي لا على الفاقة

حينما تود التبرع لأي جمعية خيرية، اجعل أولويتك أن تتبرع للجمعية التي تعود بالفائدة على المجتمع، لا على قدر احتياجها.

وكمثالٍ يبين ما سبق بجلاء: يعلم كل مسعف أن الموارد الطبية المحدودة يجب أن تذهب لأولئك الذين سيستفيدون منها بأقصى درجة ممكنة وليس بالضرورة أن تذهب للأكثر مرضاً.

 

الصحة العاطفية

  –  التجاهل كدواء

لا خلاف على أن المشكلات الشخصية قد تتطلب علاجاً نفسياً أو أدوية نفسية، وقد يستلزم الأمر الاثنين معاً، ولكن تقتضي الحكمة -أحياناً- أن تكبح جماح الأفكار السلبية وتشغل نفسك بالقيام بما هو بنّاء أو ممتع.

 يهدف العلاج إلى تغيير الذاكرة التي تربطها الخلايا العصبية بالمشكلات أو التجارب الفاشلة، وعلى النقيض من ذلك، فإن تجاهلك للمشكلات والانشغال بنفسك سيساعد تلكم الخلايا على الخمول، مما يمنحك شعوراً أكبر بالسعادة. إضافة إلى ذلك، فإن تجاهلك المشكلة وعدم التفكير بها مراراً وتكراراً يزيد من إنتاجيتك ويقلل من إزعاجك الآخرين بمأساتك المكررة.

 – تدني تقدير الذات أحياناً يعد مؤشراً على مدى حاجتك لتطوير ذاتك

يفترض ذوو الاختصاص أن تدني تقدير الذات يحمل إشارة دلالية على أنه ما هو إلا تقييمٌ ذاتيٌ سلبي.

 فالكرة في ملعبك، قرر ما إذا كان من الحكمة أن تنشغل بتطوير ذاتك أم فقط تزيد من تقديرك لذاتك.

 

التعليم

إن الدراسة في مدرسة لها رسوم منخفضة وفيها معلمون أكفاء ويرتادها طلابٌ جيدون لهي أفضل من مدرسة ذات رسوم عالية ويرتادها طلاب مستواهم دون الجيد؛ إذ يمكن للمباني الفخمة والحدائق أن تغريهم فينشغلوا عن دراستهم. عندما يتعلق الأمر بالتعليم، فالمهم هو مع من ندرس، لا أين ندرس، لذلك أفضّل أن أتعلم أو يتعلم طفلي في بيتٍ لدى معلمين ملهمين وبين طلاب أذكياء لطفاء، عِوضاً عن التعلم في قصر لدى معلمين وطلاب ضعاف العقول.

 

نصائح متنوعة

   – هل هناك طريقة أستفيد بها من وقتي الثمين؟

أعتقد أن هذه هي النصيحة الأكثر فائدة، يمكن أن يؤدي استخدامها قبل اتخاذ قرارات بسيطة إلى إحداث فرق بين كونك منتجًا وجديرًا بالسيطرة على حياتك مقابل الشعور بعدم الفعالية والإرهاق.

   – اجبر نفسك

نعم، أرغم نفسك على القيام بهذه المهمة.

يصر بعض خبراء ظاهرة التسويف على أنه يجب عليك التعامل مع التسويف على أنه ليس إلا عرض له أسباب خفية، إبحث بعمق عن السبب الحقيقي وراءه، وغالبا ما يكون السبب هو الخوف من الفشل. لكن في كثير من الأحيان، تكون المشكلة ببساطة هي البحث عن المتعة، أي الرغبة في القيام بشيء أكثر إمتاعًا حتى إذا لم يكن من ضمن اهتماماتك. الناجحون والنشطون هم الذين يألفون الكد وهجر الراحة. على سبيل المثال، هم لا يسوفون المشروع الذي لا يحبونه، وكذلك الضرائب، وبالتأكيد ينجزون كامل قائمة أعمالهم.

  – كن حكميًا

المصطلح الأكثر قبولًا هو “التمييز بين الأمور” ولكن “الحكمة” ربما تكون أكثر دقة، بغض النظر عن مدى كرهك لنفسك، فأنت لا تستحق عقاب قبول أذى الناس، زن الأمور بحكمة بناءً على الخبرة الحالية والسابقة، وستكون أكثر سعادة وأكثر نجاحًا.

  –  املك عقلية تجريبية

فبدلاً من الإفراط في التنظير وتضييع الوقت في التفكير، اتخذ إجراءات منخفضة المخاطر وراقب نجاحها، على سبيل المثال: في بحثك عن وظيفة أفضل، أو في التعامل مع زملاء العمل، والأصدقاء، وأفراد الأسرة.

   – كيف ستستفيد من حكمتك؟ 

فكر مرتين قبل القيام بشيء أو تصديقه، سواء أكان زواجاً أو كره/ حب الرئيس ترامب.

   – “أكثر من تناول الفواكه والخضراوات وقلل من تناول باقي الأطعمة”

إنني مؤمن بهذه النصيحة من مايكل بولان، فقد اختصر بولان بنصيحته جبالا من الأنظمة الغذائية في قولٍ حكيم، وبودّي أن أضيف: اغفر زلاتك في ما هو بعيد عن مسألة الحياة والموت.

 

الخاتمة

لا تنسَ أن كل ما سبق ليس قواعد، بل نصائح مجربة، فالأخذ بها أو تركها يعود إليك.


تقتضي الأمانة العلمية عدم حذف شيء من النص الأصلي، مع ذلك لا يتبنى “أثارة” جميع الأفكار الواردة في المقال.

المصدر
psychologytoday

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى