- محمد الشثري
جرت العادة على محاولة ختم القرآن في رمضان.. منا من يختم مرة ومنا من يفتح الله عليه أبواب الحسنات من القرآن، ومنا فريق يرى أن التدبر عبادة متلازمة مع القرآن ولابد أن نقف عند كل آيةٍ منه.
كنت قبل أعوام -في عام 1439 تحديداً- قد نذرت على نفسي ألّا أتجاوز نداءات الله في القرآن، من دعواه الصريحة على التأمل والتفكر والتدبر. ودعوني أستطرد هنا قليلاً؛ فالتأمل هو إطلاق العنان لفكرك ولا تحاول أن تصل إلى نتيجة معينة، كأن تنظر إلى الجبال وتقول سبحان من أرساها، أما التفكر هو أن تنظر إلى الجبال كذلك لكن تحاول أن تصل إلى فكرة تريد إثباتها (والجبال أوتادا) وتتفكر في كيف أننا لا نرى إلا طرف الوتد – طرف الجبال – وأصلها في أعماق الأرض كما الأوتاد. وأما التدبر هو أن تتمعّن في الجبال وتأخذك الآيات والمعاني بعيداً بعيداً؛ فهي التي عُرضت عليها الأمانة، وافتخر قوم ثمود بنحتها وكانت سكناً للنحل كما أنها أكنانا للبشر في كهوفها، وكيف ارتبطت الجبال بأهوال يوم القيامة؛ يسألون الرسول صلى الله عليه وسلم عن الجبال وقتها، فقل ينسفها ربي نسفا. وكيف سخرها الله لداود عليه السلام تسبّح معه بالعشي والإشراق. وأما التدبر فهي مرتبة إنما يصل لها العلماء لفتحِ الله عليهم وتوسع علمهم ومداركهم وقدرتهم على الربط فيما بين الآي ولذلك لا نستغرب أنهم أكثر من يخشى الله.
نعود، بعد ذلك النذر تغيرت حياتي مع القرآن.. وكل مرة تمر علي نفس الآية أقرأها بشكل مختلف، وربما تلاحظون تدفق المعاني الجديدة لديكم في كل رمضان؛ فقراءة القرآن في رمضان السابق حتماً ستكون مختلفة في رمضان الحالي، والسبب واضح وبيّن: فخلال 330 يوم بين رمضان ورمضان ستكون صفحات حياتك مليئة بالتجارب والقراءات والدروس والمحاضرات والفوائد وغيرها.. كل هذه المدخلات تساهم في نضج عقلك وإعطائه زوايا مختلفة للنظر. فما إن يدخل رمضان الجديد حتى تمر عليك الآيات التي كنت تحدو بها حدواً لتوقفك وتخاطبك: كيف كنت تمر مرور السحاب ولا تقف؟ متدبراً مستبصراً.. ستجد مع الوقت أن القرآن بدأ يخاطبك، يشدّك بقوة ليصحح مسيرتك ورؤيتك له. يوماً بعد يوم ستبدأ تدرك عظمة هذا القرآن. هذه العظمة التي تُصيّرك لتتفاعل معها.
كل هذه المقدمة لأخبرك عن سورة لم أتجاوزها منذ ذلك العام، ولم تتجاوزني كذلك، كنت ومازلت أبحث عن مفاتيح التدبر. تلك المفاتيح التي تفتح لي الأبواب لأرى معالم الطريق الصحيح. معالم تدبر القرآن. وكان في سورة الأنعام وقفات كثيرة.
قرأتها كما لم أكن أقرؤها من قبل.. كما لم أكن قد مررت على آيها عشرات المرات وإن لم تكن المئات. أسمعها من قارئي المفضل ويقرأها الإمام في التراويح ومرة تلو مرة.. أقرؤها. وتوقفني آية وأتجاوز آيات، لكن في ذلك العام قلبت صفحة جديدة من حياتي مع القرآن، حينما حاولت أن أقرأه بطريقة كانت جديدة علي.
ماذا عن التسلسل النزولي للقرآن؟ هل سيوصلني إلى فهم مالم أفهمه؟ لمَ لا أجرب.
قرأت سورة الأنعام وكنت أريد ختم القرآن ذلك العام.. سورة التوحيد التي بدأتُ بقراءتها بروحٍ مختلفة. من آية إلى آية حتى وصلت إلى ختامها وأركاني لم تعد أركاني.. المعاني مُلقاه على الطريق لماذا لم أكن ألتقطها! وبدأت في البحث عن هذه السورة أكثر.
هذه السورة مكية.. والقرآن المكي ظل يتنزل على الرسول عليه الصلاة والسلام ثلاثة عشر عاماً كاملة، لا يحدثه إلا عن قضية واحدة لا تتغير.. مركزية في كل الأديان. ولم يُبعث الرسل إلا لأجلها؛ إخراج الناس من الظلمات إلى النور بتوحيد الله. وهذا التوحيد هو قضية الوجود الإنساني. من أنا ومن خلقني وماذا يطلب مني؟. التوحيد هو الرسالة السماوية التي نزلت مع آدم حتى يومنا هذا. ومن اللحظة الأولى لانبثاق الوحي الرباني على محمد صلى الله عليه وسلم صدح بالحق: لا إله إلا الله. وهذه الجملة التي لا تتعدى 4 كلمات كان لها ضريبة واسعة وشديدة على نفس الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة. فالعرب يعرفون جيداً مع (لا إله) ويعرفون أن إثبات وجود الله بدون الـ365 صنم حول الكعبة سيزلزل اقتصاد مكة. فبدأت المواجهة بين الحق والباطل. لا إله.. إلا الله.
أتابع سياق السورة ومشاهدها وإيقاعاتها وأنا مشدود البال.. فإن الروعة تبلغ فيها حد الإبهار. وكما قال بعض العارفين عنها: ” إنها في جملتها تعرض حقيقة الألوهية.. تعرضها في مجال الكون والحياة. كما تعرضها في مجال النفس والضمير. وتعرضها في مجاهيل هذا الكون المشهود وكما تعرضها في مجاهيل ذلك الغيب المكنون.” إلى آخره من قوله.
ولعلي ذكرت لكم في معرِض حديثي تساؤل حول التسلسل النزولي للقرآن. وكان ذلك التساؤل انبثق في ذلك العام؛ هل قراءتنا للتفسير النزولي للآي سيعطينا قراءة مختلفة؟ ليس شرطًا مختلفة من باب البدع والضلال.. لا لا.. مختلفة من زاوية الإضاءات الإلهية التي كانت غائبة عنك.
في البدء يقول لنا ابن عباس رضي الله عنه أن سورة الأنعام نزلت كاملة في ليلة باردة معها سبعون ألف من الملائكة يسبحون.. يا لله تخيلوا هذا المشهد. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم في روايات يسبح: سبحان الله العظيم سبحان الله العظيم وهي تنزل عليه.
لم أستطع تجاوز مشهد هذا النزول الملائكي الذي غطّى الأفق كما قيل ليحملوا سورة واحدة من القرآن لينزلوها على حبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام. لم أتجاوزه يا رفاق.. وعهدت على نفسي أن أدرك هذا السبب. فأتبَعتُ سببا حتى وصلت إلى ما وصلت إليه والحديث هنا لا يسعنا ذكره بالتفصيل. لكن لكي نفهم سورة الأنعام -باعتقادي- وربما غيرها من السور علينا أن نتقمص الحالة النزولية والمكانية والزمانية وأن نلبس قبّعة ذلك الزمان ونتخيل المشاهد؛ الرسول صلى الله عليه وسلم يتنزل عليه القرآن.
مباشرة بدأت في البحث عن ترتيب النزول لسورة الأنعام فكانت أغلب الأقوال أن ترتيبها 55 من القرآن، قبلها سورة الحجر وبعدها الصافات وبدأت الرحلة. في تأمل السور المكية كاملة لفهم وجودها تحديداً في هذا الترتيب.
لنلتفت قليلاً إلى مشاهد لحظات نزول الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم وكيف أن التنزيل القرآني ليس بالأمر السهل، تنزل عليه الآيات في ليلة باردة وترى عائشة رضي الله عنها جبين الرسول صلى الله عليه وسلم يتصبب عرقاً. وغيرها من المشاهد التي وصف أحدها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: أَحْيَانًا يَأْتِينِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ وَهُوَ أَشَدُّهُ .
لذلك ندرك أولاً أن نزول الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم ليس بالأمر السهل على النفس البشرية.
ثم ثانياً الرسول صلى الله عليه وسلم يصيبه ما يصيبه وقت نزول الوحي فكيف بنزول سورة كاملة من الطوال تحمل 165 آية ومعها سبعون ألف ملك من الملائكة يسبحون وفي عمق السورة معاني التوحيد ونشأة الكون وفي طياتها الكثير. تساؤلي كيف وصل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى تلك القدرة من أن يستقبل دفعة واحدة هذه السورة.؟! لابد للتراكمات من أثر بعد فضل الله ولابد أن نؤمن أن الرسول صلى الله عليه وسلم يُصنع على عين الله.
إن كان ترتيب السورة 55 فأين ترتيبها في السيرة النبوية؟ بمعنى آخر متى نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم؟ قيل إنها في وقت الحصار على شعب أبي طالب، ويبدو التوقيت مناسب. فالنبي صلى الله عليه وسلم يحتاج وقتها إلى مثل سورة الأنعام، ولكننا نميل مع قول إنها بعد حادثة الإسراء والمعراج لأن الأمر لا يحتاج إلى تفكير طويل، فترتيب سورة الإسراء في النزول 50. فإن كان سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله. فإن الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور هي بالتأكيد بعد حادثة الإسراء.
نحن إذن في السنة العاشرة من البعثة
نحن إذن بعد أشد لحظات الحزن والأسى التي مرت على الرسول عليه الصلاة والسلام، فنحن بعد حصار شعب أبي طالب، ونحن بعد موت أبي طالب الذي فضّل دين عبدالمطلب على رسالة ابن أخيه. ونحن أيضاً بعد موت أمنا خديجة رضي الله عنها.. حينما تكالبت عليه الهموم ودخلت عليه الخُلّة كما استنكرت ذلك خولة بنت حكيم عندما رأت حزن رسول الله بعد وفاة خديجة، فيقول لها عليه الصلاة والسلام: “أجل .. كانت أم العيال وربَّةَ البيت”).
أم العيال وربة البيت .. ماتت سيدة نساء العالمين في الليلة العاشرة من رمضان، في السنة العاشرة للبعثة. “هل بقيت الليلة العاشرة من رمضان في الأعوام التالية جرحًا في ذاكرته عليه الصلاة والسلام”؟ لا نعلم .. الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقل شيئا . ثم يمسك زمام عشيرته عمه أبو لهب فتبت يدا أبي لهب وتب. ولنحاول أن نستشعر تلك اللحظات. لم يكن للرسول صلى الله عليه وسلم من أحد.
لذلك فضّل الخروج واختار الطائف.. والطائف وما أدراكم ما أيام الطائف؛
ثبت في الصحيحين أنَّ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا-، سألتِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سؤالاً عجيباً غريباً، قَالَتْ: يا رسول الله: هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ؟!
سؤالٌ مُفاجئٌ وصعبٌ على النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، حيث بدأ يعود بذاكرته إلى السنوات الخالية، والأيام الماضية.
أيُّ يومٍ كان أشدَّ عليه مِنْ يومِ أُحُد، ذلك اليومُ الذي قُتل فيه سبعون من أصحابه، ومُثلت بجثثهم، وبُقرت بُطون كثيرٍ منهم.
ذلك اليومُ الذي شُج فيه وجهه، وكُسرت فيه بعض أسنانه، ودخلت الحديدةُ الواقية في رأسه.
فإنْ لم يَكُنْ ذلك اليومُ أشدَّ يومٍ مرّ عليه، فرُبَّما يكون يومَ الخندق، الذي قال الله تعالى فيه، حاكياً حال المؤمنين يومها، وما هم فيه من الشدَّةِ والخوف والأذى: (إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا).
فهل هناك يومٌ كان أشدَّ عليه -صلى الله عليه وسلم-، من هذين اليومين؟!
نعم، إنه يوم العقبة، قَالَ -صلى الله عليه وسلمَ- مُجيباً على سُؤالها: “لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ مَا لَقِيتُ -أي: لقيت منهم العناء والشدَّة والأذى- وَكَانَ أَشَدَّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ العَقَبَةِ”. وهو اليوم الذي وقف -صلى الله عليه وسلم- عند العقبة، التي بمنى، يدعو الناس إلى الإسلام، فما أجابوه، بل آذوه وسبُّوه، فذهب إلى الطائف علَّه أنْ يجد آذاناً مصغية، وقلوباً واعية. وبدأ يسرد لها ما حصل له تلك الأيام من تكذيبٍ وأذى.. ثم فرصة الانتقام التي سنحت له مع ملك الجبال ولكن يختار العفو فهو الذي أرسل رحمة للعالمين. إن عرفنا هذا السياق فلن يمر علينا دعاءه وقتها مرور السحاب أيضاً:
“اللَّهُمَّ إِلَيْكَ أَشْكُو ضَعْفَ قُوَّتِي، وَقِلَّةَ حِيلَتِي، وَهَوَانِي عَلَى النَّاسِ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، أَنْتَ رَبُّ الْمُسْتَضْعَفِينَ، وَأَنْتَ رَبِّي، إِلَى مَنْ تَكِلُنِي؟! إِلَى بَعِيدٍ يَتَجَهَّمُنِي، أَم إِلَى عَدُوٍّ مَلَّكْتَهُ أَمْرِي، إِنْ لَمْ يَكُنْ بِكَ غَضَبٌ عَلَيَّ فَلَا أُبَالِي، غَيْرَ أَنَّ عَافِيَتَكَ هِيَ أَوْسَعُ لِي، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظُّلُمَاتُ، وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، أَنْ يَحِلَّ عَلَيَّ غَضَبُكَ، أَوْ أَنْ يَنْزِلَ بِي سَخَطُكَ، لَكَ الْعُتْبَى حَتَّى تَرْضَى، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ”.
ولا حول ولا قوة إلا بك.
يعود الرسول إلى مكة وتكون حادثة الإسراء. وكما قيل إن الإسراء والمعراج ليس للمسلمين بل كان في المقام الأول لحبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام ومثل هذه المواساة لا تكون إلا ربانية.
ثم تأتي يونس وآيات الكتاب الحكيم ثم هود التي شيّبته عليه الصلاة والسلام ثم يوسف كأحسن القصص وبعدها الحجر وآيات القرآن المبين ثم في ليلة باردة موحشة تهتز الأرض بما رحبت ويُسدّ الأفق فهنالك سبعون ألف من الملائكة يحملون هذه السورة. سورة الأنعام.
لتذكره بقضية الإنسان وتربطه بإبراهيم خليل الله ارتباط الابن بأبيه وتذكره كذلك، وتذكرنا أيضاً أننا خلائف الأرض إن كنا على ملة النبي الخليل إبراهيم وعلى منهاج خاتم الرسل والنبيين محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لم تكن هذه كل الحكاية.. ففي آخر الآي ندرك كيف جرى الزمان وقت الرسول صلى الله عليه وسلم وكيف سيجري وقتنا.. بعد كل ما مر على الرسول صلى الله عليه وسلم من لحظات حزن ويأسٍ وألمٍ وخذلان وفقد وما أدراكم ما فقد درعه المتين في الخارج والحضن الدافئ في الداخل تأتي هذه الآية لتشكل لنا خارطة الطريق في هذه الحياة: (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين .. لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلين). هنا ندرك ونستوعب كيف تغيرت أحداث السيرة النبوية؛ فالعشر السنوات الماضية لم يتنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم إلا 50 سورة تقريباً إن أخذنا بالترتيب النزولي ولكن بعد سورة الأنعام وخلال 3 سنوات فقط؛ كانت نفس الرسول تستقبل السور الطوال في فترة وجيزة؛ كأكثر من 30 سورة تقريباً في ثلاث سنوات فقط! ومن يتتبع الخطاب الإلهي يجد أن لغة الحديث تغيرت فالمواجهة أصحبت أكبر وأوضح، والوعود الربانية بدأت تظهر والبحث عن خيارات أخرى كان من صالح الرسالة. ومن صالح البشرية. كل شيء تغير بعد هذه السورة.
كأن الرسالة الإلهية وأكدها الرسول صلى الله عليه وسلم في أن تكون كلّك لله.. فالكل زائل إلا وجهه تبارك وتعالى.
ولن تستلم زمام خلافة الأرض ما دمت بعيدًا كل البعد عن ملة أبينا إبراهيم ومنهج رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام.