عام

ثماني فوائدَ مُحقَّقةٍ لتعلم لغة جديدة!

  • نشر: مجلة بابل BABEL MAGZINE
  • ترجمة: ياسين جملاوي
  • تحرير: مريم إياد

هل من غير المجدي تعلُّم لغةٍ جديدة في عالم يسير بخطىً متباطئة؟ على العكس: ففوائد تعلمها متعددة… بل ومثيرة للدهشة أيضا!

يأتي تعلم اللغات في صدارة القرارات التي يتخذها العديد منكم كل سنة، ونحن ندرك السبب في ذلك تمام الإدراك! ولكن هل تعلم أن تعلُّم لغة جديدة يوفر العديد من الامتيازات لمن يخوض غمار هذه المغامرة؟

إننا ندعوك إلى اكتشاف بعض الفوائد المُحقَّقة التي تنتظر أولئك الذين لديهم شغف باللغات الأجنبية لإقناعك بأهمية تعلمها. وقد أدرجنا في مقالتنا هذه ثمانية منها (وبالطبع فهناك الكثير سواها لتكتشفه بنفسك) ستمكّنك دون أدنى شك من تحقيق رغبتك في أن تصير متعدد اللغات، وهو أمر لَطالما أهملته! ودون إبطاء، فهذه ثمانية أسباب بها يصير تعلم لغة ما هوايتك المفضلة دون شك في عامك الجديد.

  1. فوائد ممارسة نشاط صباحي روتيني مُحْكَم التنظيم 

لا شيءَ يعدل أن تفتتح يومك بممارسة نشاط صباحي روتيني بسيط ومثمرٍ وغيرِ مرهِق كي تبدأ يومك على أحسن وجه.

وهذا الأمر يتيح لك أن تبدأ يومك بداية أحسن بكثير مما لو بدأته مباشرة بالانغماس في تصفح رسائل بريدك المهنية، أو في الأعمال المنزلية، إضافة إلى أنه يعينك على تنظيم شؤون يومك تنظيما محكما.

ثم إنك حين تستهلّ يومك بدرس في اللغة، فإنك تستطيع أن تأخذ فكرة أولية عن هذه المساحة الذهنية التي تسمى أيضا “التدفق”؛ أو المنطقةَ اللغوية، ولا شك أنك قد اكتشفت ذلك. إن الاقتصار على ربع ساعة من التعلم يوميا كاف من أجل تهيئة عقلك لليوم كله، سواء أكان ذلك بٱستخدام تطبيقنا أم بطريقة ذاتية.1

  1. وسيلة ممتازة للعناية بصحتنا الذهنية من خلال ممارسة نشاط عقلي

هل من الممكن تنمية عضلات الدماغ، والعنايةُ بصحتنا الذهنية  من خلال تعلم اللغة الإنجليزية؟ نعم، هذا ممكن، فالعلم هو الذي يقول ذلك. وبالتالي، فإن الأشخاص مزدوجي اللغة يواجهون تراجعا ذهنيا متأخرا مقارنة بالأشخاص أحاديِّي اللغة، وذلك وَفقا لدراسات عديدة عن الخرف ومرضِ الزهايمر.

إن آثار ذلك لا يمْكن ملاحظتها بالعين المجردة، ولكن من المهم للغاية أن تمرن عقلك كما تمرن عضلاتك، تذكر آخر مرة حاولت فيها ممارسة الرياضة بعد مرور بضعة أسابيعَ (أو شهورٍ أو سنواتٍ) دون القيام بأي تمرين. والأمر نفسه ينطبق على عقلك: فهو يحتاج إلى تحفيز ليكون في حال جيدة!

وهذا أيضا ما أكدته لنا شهادة هذا الشخص الذي يستخدم بابل بانتظام من أجل تعلم اللغة الإسبانية:

إنني أستخدم بابل منذ أسبوع من أجل تجديد معارفي في اللغة الإسبانية، لم أكن أحب هذه المادة بتاتا في المدرسة، ولكنني صرت الآن أعشقها!”

– أحد مستخدِمي بابل –

  1. التواصل مع ملايين الأشخاص في أنحاء العالم ممن يتعلمون هم أيضا لغة جديدة

هل من طريقة مثلى لتكوين صداقات جديدة أفضل من مشاركة اهتماماتك الشخصية مع الجميع؟ لاشك أنه من بين أكثرَ من سبعة مليارات نسمة يعيشون معا على هذا الكوكب الأزرق وَفق تقديرات سنة 2021، فإن ٱحتمالات الالتقاء بأشخاص يشاطرونك نفس الشغف باللغات الأجنبية أو بغيرها ستكون هائلة، والمثير للإعجاب في الأمر هو أنك لم تعد أصلا مضطرا إلى السفر كي تلتقيَ بأشخاص جدد!

تواصل عن طريق الإنترنت مع أشخاص أو مجتمعاتٍ ٱفتراضية يلتفون حول قضايا ذات أهمية قصوى بالنسبة لك، وناقش معهم كل الموضوعات المطروحة (ما عدا كوفيد 19 طبعا)، وجرب حظك في ممارسة لغتك الجديدة، وستجد العديد من منتديات النقاش في الإنترنت، ومواقعَ أخرى للدردشة في الوسائط الاجتماعية من أجل استكشاف الغرائب اللغوية على مهل، والعثورِ على أفضل الميمات.

  1. الغوص في أسرار الثقافات الأخرى

إن الحديث بلغة ما أكبر بكثير من أن يكون مجرد وسيلة للتواصل الشفوي: فهو وسيلة ممتازة لاكتشاف أسرار الثقافات التي تحيط بنا. إلقاء نظرة فريدة على تقاليد شعب ما وعاداتِه، وتعميقُ فهمنا لقيمه وتاريخِه، تلك بعض فوائد تعلم لغة ما: وبالتالي، فإن تعلم لغة ما يسهّل علينا فهم الفروق الثقافية التي قد تبدو ٱعتباطية للوهلة الأولى.2

  1. الحديث مع جدتك (أو ابنِ أخيك أو أحدِ أصدقائك البعيدين عنك) بلغتهم الأم

الأمر لا يعدو قيد أنملة ما قاله بحق ديل كارنيجي في كتابه {كيفية تكوين صداقات، والتأثيرِ في الآخرين}: «يُعد ٱسم أي شخص حين يُنطق أعذب صوت وُجد وأكثرَه أهمية بالنسبة له، كيفما كانت لغته.».وأود شخصيا أن أضيف أن ٱسم أي شخص يكون أعذب بكثير حين يُنطق بلغته الأم. وإن كنت معجبا بشخص ما مِمَّن ليست الفرنسية لغته الأم، فحاول أن تتعلم أساسيات لغته الأم. ثم راقب بعناية وجهه الذي يستنير حين تحاول التواصل معه بتلك اللغة الجديدة!

بالنسبة لدييتيه أحد مستخدِمي بابل البالغ من العمر 76 سنة، فإن التواصل مع أحفاده قد صار على هذا النحو3 أسهل بكثير منذ أن عاد إلى تعلم اللغة الإنجليزية. وهذا ما كتبه لنا:

«لم أتحدث عمليا باللغة الإنجليزية، وقد صار اليوم أحفاديَ الذين يعيشون في الولايات المتحدة الأمريكية كبارًا بما يكفي لأكون قادرًا على التحدث معهم. ولهذا أردت تحسين لغتي الإنجليزية التي كانت معارفي فيها [تقتصر] على أساسيات اللغة.».

-دييتيه، أحد مستخدمي بابل.

  1. جني المال

من المهم للغاية أن تكون قادرًا على فهم لغتين على الأقل كي تظل قادرًا على المنافسة في سوق الشغل العالمي. وينطبق هذا الأمر بوجه خاص على المرء إذا كان يعمل في مجالات مثل المالية والفندقةِ والتسويقِ. إنه فعلا أكثر متعة من أخذ دروس في برنامج الإكسيل، وهو فعلا أقل تكلُفةً من تَلَقِّي تكوين في تطوير الويب مثلا، إنه استثمار مضمون النتائج! وعلاوة على ذلك، فهذه التعددية اللغوية ستجلُب لك امتيازات أخرى لاسيما في علاقاتك الاجتماعية مع عناصر فريق العمل، إذ إن إتقان العديد من اللغات يتيح لك فهما أمثل لاحتياجاتهم، ونقلَها إلى المسؤولين على الوجه الأمثل.

  1. القراءة بلغة جديدة

إن كنت تحب القراءة، فستجد كثيرًا من المتعة والفائدةِ في أن تكون قادرًا على إغناء هذه التجربة من خلال مطالعة قصص بلغات جديدة.

وستكون قادرًا على الغوص في المزيد تِلْو المزيد من الأعمال الدرامية والرواياتِ الجديدة خلال مسار تعلمك، ولا تنس أنه يوجد نظير لميشيل ويلبك4 وإيمانويل كارير 5  في كل لغة، وستتاح لك الفرصة ليسبح ذهنك في ملايين الكتب الأخرى بمجرد أن تتعلم لغة جديدة.

  1. التغلب بسلاسة على مصاعب الحياة اليومية

إن القول بأن التاريخ الحديث (للغاية) يتسم بالكآبة ما هو إلا كناية ناعمة. ومن المؤكد أن تعلم لغة جديدة لن ينقذ العالم من كوفيد 19. ولكن خوضك لغمار هذه المغامرة سيمنحك دون شك إحساسًا بالتقدم والرضا الشخصي، وهذا سيساعدك على إقامة علاقات جديدة مع الآخرين عند توديع هذه المرحلة الصعبة على نحوٍ أحسنَ من أي وقت مضى.

وهذه أيضًا هي الرسالة التي أرسلها لنا أندريه أحدُ مشتركينا الأوفياء:

«لعلكم لن تصدّقوا هذا الأمر، ولكنني صرت أتعلم الألمانية بعد تجاوزي الخامسة والسبعين عامًا كيلا أفقد صوابي في أيام كوفيد العصيبة هذه، وكي أقرأ كتابًا أهدانيهِ بعض أصدقائي الألمانيين».

– أندريه، أحد مستخدِمي بابل –


هوامش

1: أي تطبيق بابل Babel لتعلم اللغات، وهو تطبيق تعليمي نافع ومفيد، غير أنه غير مجاني عكس بعض التطبيقات الأخرى النافعة كدولينجو dolinguo مثلا. (المترجم)

2: أي لا تفسير لها، ولا مسوغ لوجودها أصلا. (المترجم)

3: أي بعد ٱستخدامه تطبيق بابل Babel من أجل تعلم الإنجليزية. (المترجم)

4: مؤلف ومخرج سينمائي وشاعر فرنسي. ولد في 26 فبراير 1956 أو 1958 في سانت بيير بفرنسا. حصل على العديد من الجوائز المتميزة، مثل جائزة دبلن الأدبية الدولية عام 2002. (المترجم)

5: روائي فرنسي ومخرج أفلام، ولد في 9 دجنبر 1957 بباريس، حصل على جائزة رينودو الأدبية عام 2011، (المترجم)

المصدر
babbel

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى