عام

خمس خرافات كبرى عن الوحدة

  • كاسلي كيلام
  • ترجمة: سارة اللحام
  • تحرير: محمد بن داود الفضيلي

ما الذي يخطر ببالك عندما تفكر بالوحدة؟ ماذا قرأت عنها في نشرات الأخبار؟ من خلال عملي في مجال الصحة الاجتماعية هناك غالبًا تعارض بين ما تقوله الأبحاث وما يفترضه معظم الناس، في ما يلي أشهر خمس خرافات عن الوحدة:

الخرافة الأولى: الوحدة والعزلة الاجتماعية لهما نفس المعنى

هذه الأوصاف تستعمل غالبًا بمعنى واحد، بينما في الواقع لكل منها معنى مختلف، العزلة الاجتماعية هي وجودك في مكان ما وحدك، أي بالمعنى المادي، في مقابل ذلك الوحدة هي الشعور النفسي بالانفصال عن الواقع أو عدم الانتماء له، ومعنى ذلك هو أن التواجد مع أشخاص جسديًا لا يمنع من الشعور بالوحدة.

لماذا يحدث هذا؟ يمكن أن تنشأ الوحدة بسبب شعورك بأنك غير مهم، وأن من حولك لا يفهمونك، أو أنك تبدد الوقت مع أشخاص لا يشاركونك قيمك العليا و اهتماماتك، ويمكن أن يراودك شعور الوحدة أيضًا بسبب قلة التفاعلات وسطحيتها مع من حولك وعدم وجود منطقة مشتركة عميقة.

على سبيل المثال، أجريت دراسة عامة قال فيها ٤٧٪ من الأشخاص أن علاقاتهم “بلا معنى”، ٥٨٪ منهم يشعرون أن لا أحد يعرفهم جيدا، ٦١٪ منهم يشعرون أن من حولهم لا يشاركونهم الاهتمامات. وبسبب ما سبق، الوحدة لا تعتمد على عدد علاقاتك الاجتماعية بل على طبيعتها، فطبيعة العلاقات هي الأهم.

الفرق بين الوحدة والعزلة الاجتماعية مهم، خصوصًا خلال الوباء -جائحة كورونا- فوجودنا في عزلة اجتماعية تامة لا يستلزم شعورنا بالوحدة.

الخرافة الثانية: الوحدة دائمًا سيئة

أنا أول من يقول إن الوحدة يمكن أن تؤثر سلباً على صحتك بينما العلاقات تعزز المشاعر الإيجابية، لكن هذا ليس صحيحًا دائمًا.

الجميع يشعر بالوحدة من وقت لآخر، الوحدة تجربة إنسانية طبيعية، وهي طريقة أدمغتنا لتجعلنا نتعلم أننا لا نحصل على كل الأشياء التي نحتاجها، يمكننا أن ننظر لشعور الوحدة على أنه دعوة للاطمئنان على أنفسنا، أو التفكير في حاجاتنا الاجتماعية الصحية، وأخذ خطوة لجعل التواصل أولوية، الوحدة يمكن أيضًا أن تكون مصدرًا للإبداع حيث ألهمت الكتاب و الفنانين فعبروا عن تجاربهم.

تشير الدراسات إلى أن الوحدة تكون مشكلة حقيقية عندما تكون مستمرة، فإذا شعرت أن علاقاتك مع من حولك غير مُرضية لفترة طويلة من الزمن، عندها يمكن أن تكون قد دخلت في حدود الأخطار الصحية للوحدة : الاكتئاب،والالتهابات، وأمراض القلب، وعلى المدى البعيد ستكون الوحدة مرهقة, ترهق الجسم و تدمر الصحة.

الخرافة الثالثة: الوحدة مشكلة عند كبار السن

ربما نشأت تلك الخرافة بسبب التمييز ضد كبار السن،رغم أن الحقائق لا تدعمها، لقد ظهر أن الوحدة منتشرة أكثر بين الأجيال الأصغر سنًا، ففي دراسة أجرتها الولايات المتحدة أظهرت أن جيل الألفية والأجيال المتأخرة احتوت نسبة أكبر من الأشخاص الذين يشعرون بالوحدة بالمقارنة مع مواليد ما بعد الحرب العالمية الثانية.

مؤخرًا، أغلب الجهد المبذول للتصدي لانتشار الوحدة ركز على كبار السن، على سبيل المثال: أقر مجلس النواب تشريعًا تضمن خدمات داعمة و توصيات تتعلق بالعزلة الاجتماعية و الوحدة عند كبار السن.

بينما يتم الاحتفال بهذه الجهود، يجب على السياسيين و المبدعين وبناة المجتمع أخذ خطوة أيضًا لتطوير مدى العلاقات الاجتماعية الصحية بين الشباب وحديثي البلوغ.

الخرافة الرابعة: الوحدة سببها التكنولوجيا

هذه الخرافة ربما هي الأكثر تعقيدًا، فمن المؤكد أن العادات التقنية غير الصحية مثل كثرة التصفح بلا وعي عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن تجعل الناس يشعرون بالوحدة والبؤس، والحد من استخدام التكنولوجيا يمكن أن يكون مفيدًا.

ومع ذلك، يمكن أن تشكل التكنولوجيا روابط قوية، فهي تساعدنا على التعرف على أشخاص جدد وتنظيم التجمعات والتواصل مع المعارف عن بعد، وهذا ينطبق بشكل خاص على كبار السن والأشخاص الذين قد يكونون منعزلين بسبب إعاقة أو طبيعة جغرافية؛ فتصبح التكنولوجيا أداة أساسية للبقاء على تواصل والبحث عن الدعم الاجتماعي.

ذكرت إحدى الدراسات أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ترتبط غالبًا بالصحة الاجتماعية، لكن الارتباط العاطفي بها ينم عن نتائج معاكسة، وبالمثل، أشارت دراسة أخرى إلى أن استخدام الهاتف الذكي يمكن أن يقلل الشعور بالوحدة إذا كان المستخدم يتواصل مع شخص آخر، لكنه يمكن أن يسبب التوتر إذا لم يكن كذلك.

 خلاصة القول إن استخدام التقنية بطريقة صحيحة يمكن أن يساعد في منع أو تخفيف حدة الشعور بالوحدة.

الخرافة الخامسة: الوحدة تدل على أنك بحاجة إلى أصدقاء جدد

إذا كنت قد انتقلت للتو إلى مدينة جديدة أو لا تشعر أن لديك علاقات اجتماعية بالعدد الذي تريد، فقد تستفيد من تكوين صداقات جديدة، لكن الطريقة البديلة للتخلص من الشعور بالوحدة تتمثل في تقوية -علاقاتك الحالية – و جميعنا يمكن أن يستفيد من القيام بذلك.

اقرأ ايضاً: فن الاعتزال: أهم مهارة لم يعلمك إياها أحد

المصدر
psychologytoday

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى