- أندريا بورجيني
- ترجمة: سمية يسري
- تحرير: ريم الطيار
عندما تشرعُ في قراءةِ نص فلسفي لأول مرة، ستجد أنه نص مختلف فهو ليس برواية، ولا بمصطلح في موسوعة، فتتساءل: كيف أتعامل مع هذا النص؟
إليك هذه النصائح:
اقرأ بهدف أن تفهم:
أولاً: النظر قليلاً إلى السياق أمر مهم، تذكر دائماً وأنت تقرأ نصاً فلسفياً بأن ما تفعله حقيقةً هو أنك تحاول فهم نص مكتوب، وهذا مختلف تماماً عما تفعله حقيقةً عندما تقرأ نصوصاً متنوعة، مثل:
قراءة صفحة من جريدة أخبار لجمع بعض المعلومات، أو قراءة رواية لتستمتع بقصة جميلة، لذا فالنصوص الفلسفية هي تدريب على الفهم والاستيعاب، ولا بد أن تُعامل على أنها كذلك.
الفلسفة قائمة على الجدل:
الكتابة الفلسفية توصف بأنها إقناعية؛ عندما تقرأ نصاً فلسفياً فإنك تقرأ رأي الكاتب الذي يحاول إقناعك بصحة رأي ما، أو بعدم صحته.
فهل ستتبنى رأي الكاتب أم لا؟
ولكي تقرر تحتاج أن تفهم بشكل كامل الأفكار المعروضة، والاستراتيجيات اللغوية المستخدمة.
خذ وقتًا كافيًا:
الكتابات الفلسفية كثيفة وشاقة، لذلك عندما تقرأ ضَع أهدافاً واقعية؛ فبينما يمكنك قراءة صفحة من رواية في ثلاثين ثانية، فإن بعض صفحات النصوص الفلسفية تتطلب على الأقل عشر دقائق أو أكثر.
ما هي الفكرة الرئيسية؟
قبل أن تشرع في القراءة، مُرّ على النص سريعاً بعينيك؛ لتكوّن تصوراً عن الفكرة الرئيسية التي يريد الكاتب إيصالها، وعن هيكل النص؛ فإذا كان النص على هيئة مقال اقرأ الفقرتين الأولى والأخيرة، و إذا كان كتاباً ألقِ نظرةً على الفهرس، ثم اقرأ التعليقات الافتتاحية، وبمجرد أن تنتهي من أخذ هذه الفكرة السريعة، ستكون جاهزاً للتعمق في النص بخفة وذكاء.
اكتب تعليقاتك:
ابقِ معك قلمَ رصاصٍ، و قلمَ تحديدٍ لوضع علامات تبدو لك أنها فقرات محورية؛ وهي التي ذُكرت فيها الجملة الرئيسية، أو عُرضت فيها المفاهيم الأساسية، أو قدِّمت فيها الحجج، والتعليلات الأساسية، حاول أيضاً أن تحدد أضعف النقاط في النص ككل.
فكر تفكيراً ناقداً:
إن مهمتك كقارئ لنص فلسفي ليست أن تستوعب المعلومات كما تفعل عند قراءتك لمرجع في الأحياء؛ بل أن تشترك في النقاش.
ربما ستتفق أو ستختلف مع الرأي الذي يطرح للنقاش، ولكن على أي حال لا بد أن تعرف لماذا تبنيت هذا الرأي أثناء القراءة؟
ابحث عن عيوب الحجة التي يقدمها الكاتب، و ضع عليها علامة إذا كنت ستقدم هذا في حصة دراسية فلا بد وأنه سيُطلب منك أن تكتب، أو تتحدث عن ردودك على النقاش الذي قدمه الكاتب.
لا تفكِّر بسرعة:
لا يمكن للنقد الفلسفي أن يتمّ بالتفكير السريع، فالفلسفة بطبيعتها تأملية؛ فبينما يعتبر التفكير أثناء قراءتها أمراً مقبولاً جداً فإنه لا بد من المرور على ما كتبته من ردود وتعليقات ثلاث مرات على الأقل؛ لتتأكد من أنه قوي و مصوغ جيداً؛ لأنك إن لم تفعل فقد يؤول الأمر إلى أن يظهر تفكيرك الناقد الذكي، و نظرتك العميقة في النص في صورة غير منظمة، لذلك كن صبوراً دقيقاً.
- ضَع نفسك موضع الفيلسوف، و مارس النقد الذاتي:
لكي تبني مهارات جيدة في قراءة النصوص الفلسفية لا بد وأن تضع نفسك موضع الفيلسوف وتمارس النقد ذاتياً؛ الكتابة الفلسفية صعبة وتشكل تحدياً، لذلك بعدما تنتهي من كتابة نقدك لما قرأت تخيّل نفسك في موضع الخصم، وحاول أن تجيب على الانتقادات التي كتبتها، هذا التدريب سوف يحسّن من فهمك للنصوص الفلسفية بشكل كبير، وسوف يجعلك ترى وجهات نظر لم تكن واضحة لك من قبل.
اقرأ النص أكثر من مرة:
أثناء تدقيقك فيما كتبت من تعليقات نقدية، وإعادة لصياغتها أعد قراءة النص لتنعش ذاكرتك، وتقوي أفكارك، وتتأكد من أنك فهمت كلام الكاتب جيداً.
شارك في النقاشات الفلسفية:
أحد أفضل الوسائل المعينة على فهم وتحليل أي نصّ فلسفي هو أن تناقشه مع الآخرين في الواقع، ليس من اليسير دائماً أن تجد أصدقاء مهتمين بمناقشة الأمور الفلسفية بشكل متوسع، ولكن كثيراً ما سيكون زملائك في الصف مستعدين لأن يناقشوا معك محتوى التكاليف التي تعطى لكم معاً، يمكنكم أن تصلوا إلى نتائج لم تكن لتصل إليها بمفردك.
اقرأ ايضاً: ضياع البوصلة والتبدد في عوالم المعرفة
المصدر: thought co