وما أدراك ما ليلة القدر

بقلم:

زيد أولادزيان

في التّسمية والقدر

قال ربُّنا سبحانه مُعرِّفا بهذه الليلة: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ [القدر:1]. وهذا التّعريف لشَرَف الأوقات بكونها محلّ إنزال الكتاب العظيم قد تكرّر في القرآن؛ منه تعريف شهر رمضان بأنّه الظرف الزماني لتنزُّل القرآن: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ﴾ [البقرة:185]، ومنه تعريف هذه الليلة بصيغة أخرى في قول ذي العزّة: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ﴾ [الدخان:3]. وإذا اعتبرنا فضل القرآن وشرَفَه معروفا لا يخفى، والآيات فيه متوافرة؛ كان هذا التّعريف لليلة القدر في ذاته بيانا لشرف هذه الليلة، إذ هي التي تنزّل فيها هذا القرآن العظيم: على ما نعلم جميعا من قدرِه الذي لا يخفى. على أنّ أسلوب الآية نفسَه تضمّن من تعظيم القرآن فوق ما استُغني عن بيانه. ذلك أن الله أسند الإنزال لنفسه العليّة ﴿إنّا﴾؛ أي بما لنا من العَظَمة^([1])، وانظروا هنا إلى الإحالات في التعظيم، فكأنّه سبحانه يُرجِع عظمة هذه الليلة المباركة إلى عظمة القرآن، ويُؤجع عظمة القرآن إلى عظَمته سبحانه –جلّ وعزّ– المُنزِل له، وأيُّ شيء أعظم منه تعاظَم ربُّنا وتقدّس. ثمّ هو سبحانه ذكر ضميرَ القرآن ﴿أنزلناهُ﴾ دون اسمه الظّاهر؛ أي إنّا أنزلنا ذاك الذي تعرفونه ولا يخفى عنكُم، تعظيما له واستغناءً بشُهرَتِه عن تسميتِه^([2]). يقول ربُّنا: إنّا نحنُ أنزلناه بما لنا من العظمة، وعظمتُه من عظمتنا، في هذه الليلة. فكفى شرفا لهذه الليلة بتعظيم الله واستمداد العظمة منه.

ولهذا الذي سبق من شرف هذه الليلة؛ قيل في تسميتها بالقدْر أنّه بمعنى المنزِلة والمكانة والجاه؛ إذ هي ليلة ذاتُ قَدْرٍ، استمدّتهُ من قدْر الكتاب المُنزَل فيها، ومن قدر المُنزِل سبحانه ﴿وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الشعراء:192]، ومن قدرِ المُنزِل به عليه السلام ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ﴾ [الشعراء:193]، ومن قدْر المُنزَل عليه صلوات ربي وسلامه عليه ﴿عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ﴾ [الشعراء:194]. ثم يفيض هذا الشّرف ليشمل الأمّة المُنزَل عليها، فهي أمّة ذات قدْر اختُصّت به من لدُن مولاها، ويُطبِق الشرف حتّى يسَعَ ذكرى التنزيل فهذه الليلة على تعاقُب السّنين محفَل ملائكة ذوي قدْر وخطَر تتنزّل فيه، وظرف لتنزُّل الخير والبركة والمغفرة.

وقيل كذلك أنّ القدْر بمعنى قدَر، مِثلُه في اللغة مثل نهْرٍ ونَهَر بمعنى واحد، والقدَر الحُكم، فهي ليلة يقدّر فيها الله ما يشاء من المقادير، ويقدّر فيها الرحمة على المؤمنين. وقيل كذلك إنّ القدْر من الضّيق، مثل قوله تعالى: ﴿فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ﴾ [الفجر:16]، لأنّها ليلة تضيق فيها الأرض بالملائكة التي تنزل^([3]).

رمضان والقرآن

إذا كانت ليلة القدر ليلة من شهر رمضان المعظّم، وهي ليلة إنزال القرآن الكريم، ناسَب أن نتمادى في تناوُل فضائل رمضان وفضائل القرآن، ولو باقتضاب، فإن فضائل هذه الليلة يصدر من مشكاة تلك الفضائل.

أمّا رمضان فإنّي أُحبّ ها هُنا أن أقتصر في فضائله على كونه شهر المغفرة والرّحمة؛ فهو يمكن أن يُقال عنه إنّه شهرٌ أراد الله سبحانه أن يغفِر فيه لعِباده ويرحَمَهم. وهذا المعنى يبدو أنّه الأكثر تردُّدا في النصوص الشرعيّة عن رمضان –كما لعلّه سيظهر–، دون أن نغفل عن باقي مقاصد الشهر وفضائله.

ممّا يُبين عن المعنى الذي تقدّم، من كون هذا الشهر مُختصّا بالمغفرة، أنّه جُعلت فيه كلّ أسباب المغفرة؛ في صيامه وقيامه، وذلك قولُه صلى الله عليه وسلّم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»^([4])، وقوله عليه السلام: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»^([5])، وامتنّ الله فيه بأن جعل في كلّ ليلة منه عُتقاء، فقد قال عليه الصلاة والسلام: «إنَّ للَّهِ عندَ كلِّ فِطرٍ عتقاءَ وذلِك في كلِّ ليلةٍ»^([6])، وقال في حديث عن رمضان: «وللَّهِ عتقاءُ منَ النَّارِ وذلِك في كلِّ ليلةٍ»^([7]). كما عدّ رسول الله عليه الصلاة والسلام من المكفّرات للذُّنوب «وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَـهُنَّ إِذَا اجْتُنِبَتِ الكَبَائِرُ»^([8]). وهيّأ الله في رمضان نيل هذه المغفرة بتصفيد مرَدَة الشياطين وفتح أبواب الجنّة والخير وتغليق أبواب النار والشرّ، وجعل الله فيه للصائم دعوة لا تُردّ، كما جاءت بذلك الأحاديث.

ولأجل ما سبق، جُعِل مجرّد إدراك رمضان سببا للمغفرة، وجُعِل علامة الخسارة والعجز من لم تُدركه المغفرة بإدراكه؛ وهي دعوة جبريل عليه السلام أمّن عليها رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «رغِم أنفُ امرئٍ أدرك رمضانَ فلم يُغفرْ له»^([9]).

وليلة القدر لها نصيب خاصٌّ من مغفرة شهر العِتق، مع أنّه يجتمع فيها ما سبق من الفضل لكونها من ضمن رمضان، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمانًا واحْتِسَابًا، غُفِر لَهُ مَا تقدَّم مِنْ ذنْبِهِ»^([10]). فهذه ليلة خُصّت بمزيد مغفرة ورحمة وعفو من الغفور الرّحمن، وقد قالت أمُّنا عائشة رضي الله عنها: يا رسولَ اللهِ أرأيتَ إن علمتُ أيَّ ليلةِ القدرِ ما أقولُ فيها؟ فقال: «قولي: اللهمَّ إنك عفوٌّ تُحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي»^([11]).

أما عظيم قدر القرآن فلا يخفى على أحد، ونحن نقتصر هنا على حديث القرآن عن القرآن، وهو حديث طويل شيِّق، وعلى أوصاف القرآن للقرآن، وهي عظيمة بليغة.

وصف الله سبحانه القرآن بأحسن الصفات وأشرف النُّعوت؛ فوَسَمه بالكتاب المبارك ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ﴾ [ص:29]، والقرآنِ الكريم الشّريف كثيرِ الخَير ﴿بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ﴾ [البروج:21]. والقرآن هُدى ورحمة ﴿إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الإسراء:9] ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ﴾ [يونس:57] ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [الأعراف:204]. فأعظِم بها من ليلة ليلةُ ذِكرى إنزال هذا القرآن العظيم، لها نصيب من بركته وخيره ورحمته وهُداه ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ﴾ [الدخان:3] ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾ [القدر:3]، وليلة القدر تتنزّل فيها الملائكة بالرّحمة يسلّمون على المؤمنين، وهي سلام ورحمة كلُّها^([12]) ﴿تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)﴾ [القدر:4-5].

ومن صفات القرآن العظمة والجلال والعزّة والكرَم والحكمة، يقول مُنزِله سبحانه تعظيما له: ﴿وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَىٰ﴾ [الرعد:31] أي: لكان هو هذا القرآن، ويقول: ﴿لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۚ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الحشر:21]، ويقول سبحانه: ﴿وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ﴾ [فصلت:41]، ويُقسِم جلّ ذِكرُه قَسَمًا عظيما ﴿إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ﴾ [الواقعة:77] من شأنه أن يُعطي الخير الكثير^([13])، وأقسم به فقال: ﴿وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ﴾ [يس:2] مُبيّنا إحكامه؛ فكانت ليلة القدر عظيمة جليلة لما للقرآن المنزّل فيها من عظمة، ولذلك عجَّبَ الله تعالى نبيَّه فقال: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ﴾ [القدر:2] تعظيما وتفخيما من شأنها وخطَرِها، وهي ليلة كريمة ذكَر الله سبحانه من كَرَمِها ما ذكَر ، ممّا يتنزّل فيها من المغفرة والرّحمة والسّلام، وكانت ليلة القدر تُبرَم فيها الأقدار المُحكَمَة^([14]) بحكمة المقدِّر العليم سبحانه ﴿فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ [الدخان:4].

وإذا كانت هذه ليلة ذكرى القرآن، فإنّها فُرصة لتلقّيه أيضاـ، ولنا أسوة في رسول الله، فإن هذا النبي الذي أُنزل عليه القرآن صلوات الله عليه كان يُدارسه أمين الوحي إياه في ليالي رمضان، وكان صلى الله عليه وسلّم أجود ما يكون في هذه الأيّام لتلقّيه أنوار القرآن وهداياته «كانَ جبريلُ يلقاهُ في كلِّ ليلةٍ من شَهرِ رمضانَ فيدارسُهُ القرآنَ، كانَ رسولُ اللَّهِ حينَ يلقاهُ جبريلُ عليْهِ السَّلامُ أجودَ بالخيرِ منَ الرِّيحِ المرسلَةِ»^([15]).

ونحن لا نسلَم من آفاتٍ في علاقتنا مع الوحي، والتي منها عدم فهمه وتفهُّمه وإتباع هذا الجهل بالكتاب بالتمنّي على الله والظنّ والتخرُّص، كما أشار إليه سبحانه في قوله عن أهل الكتاب: ﴿وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ﴾ [البقرة:78]. فهذه الليلة من رمضان، ليلة للاحتفال بهذا الكتاب، وفرصة لتلقّيه وتفهُّمه بحسب الطاقة.

اليقظة

يقول الإمام القدوة العارف أبو العباس أحمد بن إبراهيم الواسطي الشهير بابن شيخ الحزّامين (تـ 711هـ):

«اليقظة: هي أصل المقامات الشريفة والأحوال العالية، وهي عبارة عن انتباه القلب عن رقدة الغفلات؛ والاستعداد للقاء الله عز وجل. قال الله عز وجل: ﴿لَّقَدْ كُنتَ فِى غَفْلَةٍۢ مِّنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ ٱلْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾.

وإنما يحجِب العبدَ عن إصلاح الحال والاستعداد للمآل: طولُ الأمل؛ وحب العاجلة؛ وإيثارها على الآجلة، فيَعمى بذلك عن ما بين يديه من أمور الموت والبرزخ والآخرة.

فإذا أراد الله بعبدٍ خيرا أيقظ قلبه من سِنَة الغفلة، وأحضر الموت بين يديه، وسار بقلبه في مقامات الآخرة ومواقفها مقاما مقاما؛ ومنزِلا منزلا.

     فإذا فكّر العبد فيها موقِنا بها؛ عالِما أنه لا يُنجيه في ذلك اليومِ إلا رحمة الله؛ وإصلاحه لأعماله في الدنيا: كان ذلك كله مما يُوجِب اليقظة والانتباه من غمار الغفلة، والاستعداد للآخرة بإصلاح الحال، وترك التفريط والإهمال.»^([16]).

فاليَقَظة تيقُّظ القلب وإحساسُه بحقيقة ما هو فيه وما هو مُستقبِلُه، ويمكن اختصار اليقظة في استشعار هذه الحقائق التي لخَصها الإمام المحقّق عالِمُ غرناطة وصالِحُها في زمنه محمد بنُ يوسُفَ العبدريُّ الموّاق (تـ 897هـ):

«إن الله سبحانه جعل الأرض ذلولا لعباده ليتّخذوها منزلا فيتزودون منها مُحترِزين من مصائدها ومَعاطِبها ويتحقّقون أن العمر يسير بهم سير السفينة بركّابها؛ فالناس في هذا العالم سفر أول منازلهم المهد وآخرها اللّحد، والوطن الجنة أو النار والعمر مسافة هذا السفر، والسّنون مراحل، والشهور فراسخ، والأيام أميال، والأنفاس خطوات، والطاعة هي البضاعة، والأوقات هي رأس المال، والشهوات قُطّاع الطريق، والربح الفوز بلقاء الله سبحانه في دار السلام مع المُلك الكبير والنعيم المُقيم، فإن كانت خسارةً والعياذ بالله فهي فَوت هذا الربح العظيم ويا ليت ذلك كان خاصة بل مع العذاب الأليم في درَكات الجحيم. فالغافل عن نفَس من أنفاسه حتى ينقضي في غير ما يُقرِّبه إلى الله زُلفی قد عرّض نفسه في يوم التغابن لخيبة وخسارة ما لهُما مُنتَهی»^([17]).

فاليقظة استشعار حقيقة هذه العاجلة وتلك الباقية والتزوُّد لها، وهذا مبثوث في الوحي، وكأنّي برسول الله عليه السلام أوّل ما أُمِر بالدّعوة الجهريّة يجمع قريشا ليُوقظهم ويوقِفَهُم على هذه الحقائق بقوله عليه السلام: «فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد»^([18])، وكأني به يذكّرنا بالحقائق الغيبيّة المُحيطة بنا وهو يقول: «وأنا آخُذُ بحُجَزِكُمْ عنِ النارِ ، وأنتم تفْلِتونَ مِنْ يَدَي»^([19]).

ومُناسبة ذكر مقام اليقظة أنّ ما سبق يبين عن عظيم هذه الليلة وأنّها ليست ليلة عاديّة، وأن الله ما عاملها كأيّة ليلة، فعلى الواحد ألّا يُعاملها كذلك كأيّ ليلة من الليالي، وينبغي فيها من الاجتهاد ما يربو على الاجتهاد في غيرها، ويُعين على ذلك اليقظة واستحضار المعاني التي وردت فيها، وتذكُّر ما بين يدَي المرء من منازل الآخرة، وأنّه لا يُنجي فيها إلا العمل، فذلك أدعى للاجتهاد. فهذا مقام شريف في تعظيم ما عظّم الله من الأوقات، واستشعار المعاني الغيبيّة التي تحُفُّ بنا من تنزُّل الملائكة بالرّحمة والبركة والصّلاة والسّلام على المؤمنين، والاجتهاد في نيل ما رغّب فيه الشارع من المغفرة والعفو.

([1]) تفسير الإمام برهان الدين البقاعي (تـ 885هـ).

([2]) ذكر أوجُه تعظيم القرآن في هذه الآية الإمام ابن جزي الغرناطي (تـ 741هـ) في تفسيره.

([3]) ذكر الأقوال في تسمية ليلة القدر الإمام أبو محمد البغوي (تـ 516هـ) في تفسيره.

([4]) رواه الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين.

([5]) رواه الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين.

([6]) رواه ابن ماجة في السنن وأخرجه الطبراني والبيهقي.

([7]) أخرجه ابن ماجة والترمذي.

([8]) رواه مسلم.

([9]) أخرجه البزار والطبراني والشجري.

([10]) رواه الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين.

([11]) أخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجة وأحمد.

([12]) ذكر الإمام البغوي هذه المعاني في تفسيره قوله تعالى ﴿سلام هي﴾.

([13]) تفسير الإمام البغوي.

([14]) تفسيري الطبري والبغوي.

([15]) رواه البخاري ومسلم.

([16]) في رسالته «مدخل أهل الفِقه واللّسان إلى ميدان المحبّة والعِرفان».

([17]) في تُحفته الفريدة «سُنَن المهتدين في مقامات الدّين».

([18]) رواه الإمام البخاري.

([19]) رواه الإمام مسلم.