- تأليف : سو آندروز – Sue Andrews
- ترجمة : أمجاد الغرير
- تحرير : عبدالرحمن ربعين
إدارة مشاعرنا والتفاعل مع مشاعر الآخرين وكذلك الإبحار بنجاح خلال المواقف الاجتماعية المعقدة يتأثر بطبيعتنا و تربيتنا في آن واحد.
قد يجد البعض هذه المهام سهلة بينما يجدها آخرون صعبة، ولحسن الحظ لا يجب أن تبقى مستويات ذكائنا العاطفي ثابتة.
قلة هم الذين لا يعتقدون بأهمية الدورالرئيسي الذي يلعبه الذكاء العاطفيEI في نجاح أي منظمة. إن تأثير علاقات العمل المحسنة على الانتاجية والكفاءة والابتكار ملاحظ على نطاق واسع، ومن المسلم به و بشكل عام الدور الفعال لأعضاء فريق يتسمون بالوعي الذاتي والتعاطف.
أن يعرف الشخص كيف يتعامل مع مشاعره وكيف يعبر عنها وكذلك كيف يتفاعل مع الآخرين بكفاءة ضروري في بيئة العمل في الوقت الحاضر، ولكن هل نحن مولودون بنسبة محددة من الذكاء العاطفي أم أنه ببساطة مهارة أخرى يمكننا تعلمها ؟
هل يمكن تعلم الذكاء العاطفي ؟
الآراء تختلف عند هذه النقطة حيث يؤكد الأطباء النفسيون أن مستويات ذكائنا العاطفي تحدد بالولادة، وبمعنى أبسط بعضنا مولود بهبات يفتقر إليها آخرون.
من المؤكد أن جيناتنا وتجاربنا السابقة تحدد كيفية إدارة مشاعرنا وكيفية تفاعلنا مع مشاعر الآخرين ولكن ومن حسن الحظ أنه حتى حينما يفتقر بعضنا للموهبة الفطرية فإنه يمكنه تعلم بعض مهارات الذكاء العاطفي.
على العكس من معدل الذكاء الذي لا يتغير مع الوقت؛ فإن معدل الذكاء العاطفي يمكن أن يتقدم ويتطور مادام الشخص راغبا في التطور والتعلم وفقا لتقرير جامعة هارفارد للأعمال.
” فإنه يمكن تدريب البالغين على التعاطف، البرهان القاطع تزودنا به الدراسات النفسية العصبية التي تسلط الضوء على “ليونة “العقل المجتمعي وتعتقد هذه الدراسات أنه ومع التدريب الكافي يمكن أن يصبح الناس أكثر اجتماعية وإيثارا ورحمة “
العملية تحتاج إلى دافع!
ككل أشكال التعلم الحافز مفتاح مهم وهذا يتأكد أكثر في عملية تعلم مهارات الذكاء العاطفي وهي تستلزم مداومة وتدريبا واعيا وتدريبا على تطوير مهارات الذكاء العاطفي.
وكذلك يتطلب استعدادا لتقييم المشاعر والدوافع الشخصية بشفافية وصدق، وعندما يكون شخص ما غير مستعد لتفهم مشاعره فإنه لكن يكون قادرا على استيعاب مشاعر الآخرين.
لا يمكن أن يكون هناك شخصان متطابقان وبنفس الطريقة، احتياجات الموظفين تختلف في تطوير ذكاءهم العاطفي.
كيف تدعم موظفيك في رحلة تطوير مهارات الذكاء العاطفي ؟
وجدت الدراسات أن التدريب يكون نافعا للموظفين في تعريف وضبط مشاعرهم ويكونون أكثر وعيا بتأثيرهم على الآخرين.
دراسة للعالم المعرفي ديلفن نيليس حللت تأثير هذا النوع من التدريب على أكثر من مجموعتين من طلاب الكليات وبنتائج مثيرة.
خلصت الدارسة أنه مع التدريب والحافز المناسب يمكن ملاحظة تطور في الذكاء العاطفي ليس فقط مباشرة بعد التدريب ولكن حتى لمدة ستة أشهر لاحقة، ولذلك فائدة الاستثمار في مهارات موظفيك في الذكاء العاطفي قد يكون ذا أثر إيجابي ومستمر على تجارتك.
ولكن كيف تقوم بتنفيذ ماسبق ؟
1- تأكد من فهم موظفيك جدوى أهمية مهارات الذكاء العاطفي.
لا يستطيع الكل إدراك أهمية الذكاء العاطفي في مكان العمل، لذلك تأكد أن نظام التقييم والمراجعة يحتوي تغذية راجعة لهذه المهارات الناعمة، على سبيل المثال: استخدام تغذية راجعة ذات 360 درجة حتى يمكننا تسليط ” مرآة ” على المناطق المشكلة.
في البداية سيكون من الصعب أن تسمع من الآخرين أنك صعب الوصول أو أنك غير مستمع جيد، لكنها الخطوة الأولى نحو إدارك المشكلة ومحاولة حلها.
2- ساعد الأفراد على معرفة ما يحتاجون إلى تطويره.
استخدام تغذية 360 واختبارات الشخصية نقطة بداية جيدة نحو مساعدة الموظفين في تقييم أنفسهم واكتساب الوعي الذاتي اللازم.
معظمنا لا يعلم كيف يتقاطع مع الآخرين ولكن بدون هذه البصيرة يكون تحديد ومعالجة عناصر معينة في سلوك الآخرين مهمة مستحيلة.
3- الأشخاص مختلفون لذلك نوع أساليبك.
ما يشكل الذكاء العاطفي حقيقة معقد، لذلك وكما أنه لا يمكن أن يتطابق شخصان تماما فإنه سيكون لكل موظف احتياجات مختلفة فيما يخص ذكاءه العاطفي.
بالنسبة للبعض تعد المساعدة في الوعي الذاتي أولوية رئيسية مع إدراك كيف يتجاوبون عاطفيا في المواقف المختلفة، بينما يستفيد آخرون من تطوير المهارات الشخصية والتعاطف مع الآخرين مما يمكنهم من التناغم مع الآخرين بشكل أكثر فاعلية.
4- إدراك أن التغيير ممكن لكن يحتاج إلى جهد.
التدريب وجها لوجه مفيد في تطوير المهارات الشخصية لكن يتطلب التدريب المستمر للمهارات الجديدة حتى تصبح مدمجة في شخصية الفرد. تطوير المهارات الجديدة يستغرق وقتا لذلك كن مستعدا للاستثمار على المدى الطويل حتى ترى الثمرة.
5- التغذية الراجعة كل شيء !
الطريقة الوحيدة لمعرفة ما إذا كان مستوى شخص في الذكاء العاطفي ارتفع بدقة هي في تطبيق تغذية راجعة دورية ممن حوله. على كل حال من المهم جدا أن تطبق هذه العملية في جو ودود داعم لأنه من الخطر أن يرجع الناس لاستخدام سلوكيات دفاعية تقوض كل ما تم تعلمه من مهارات جديدة لتطوير الذكاء العاطفي.
بناء الأساس الصحيح للذكاء العاطفي للجيل القادم:
بدأت المدارس إدراك أهمية الذكاء العاطفي في بناء أساسات النجاح في الحياة المستقبلية.
بالإضافة إلى دعم تطوير التعلم والمهارات التقليدية فإن هناك وعي مضطرد بأن الناجحين في الحياة عادة هم أناس يتمتعون بنسب ذكاء عاطفي عالية، لذلك هناك فائدة جيدة من تغذية الذكاء العاطفي ومهاراته من أعمار صغيرة.
” تزايدت أهمية الذكاء العاطفي أكثر من أي وقت مضى بسبب التداخل الظاهري بين حياتنا العملية والاجتماعية ”
العمل مع الناس الصغار وتعليمهم مهارات الاستماع والتعاطف مع الآخر مكونات أساسية في تعليمهم.
وكذلك دعم الأطفال في تطوير لغتهم وتوسيع مفرادتهم في التعبير عن مشاعرهم أيضا مهم ويساعد في هذه العملية، تمكينهم من التعبير عن مشاعرهم بوضوح يساعد الأطفال على فهم مشاعرهم بشكل أفضل وكذلك على التعاطف مع الآخرين.
مستقبل تدريب الذكاء العاطفي:
تزايدت أهمية الذكاء العاطفي أكثر من أي وقت مضى بسبب التداخل الظاهري بين حياتنا العملية والاجتماعية، وقد أصبح تطوير الصفات الإنسانية الأساسية والمحافظة عليها مهمًّا في زمن أصبح فيه تواصلنا عبر البريد الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعية.
مع أخذ كل السابق في عين الاعتبار يجب أن يكون تدريب موظفيك على مهارات الذكاء العاطفي أولوية استراتيجية لمتخصصي التطوير والتدريب في العام المقبل لتتمكن من بث الميزة التنافسية في تجارتك وعملك.
اقرأ ايضاً: فن الاعتزال: أهم مهارة لم يعلمك إياها أحد
المصدر : Can we learn to be more emotionally intelligent?