عام

ما وراء المشاعر

قراءة اجتماعية لفيلم Inside Out 2

أشواق إبراهيم الجرباء

في صباح أحد الأيام.. يرن جرس الإنذار داخل دماغ الطفلة “رايلي” معلنًا دخولها لمرحلة “البلوغ” بطريقة درامية ممتعه تستضيف فيها لوحة التحكم مشاعر جديدة؛ وهي القلق، والحسد، والإحراج، والملل. وبطل الفيلم للجزء الثاني بلا منازع كان ” القلق” “Anxiety “.

مقدمة

لطالما كانت المشاعر الإنسانية واحدة من أكثر محفزات السؤال والإبداع، وهي سيدة اللحظة وهي تجسيد “الأنا” الذي نشعر به، من خلالها نُدرك المواقف ومن خلال المواقف تُدركنا هي ذاتها..  إن تجسيد المشاعر هو أحد الأشكال الفنية والإبداعية التي يمكن خلالها التعبير عنها ومخاطبتها ووصفها؛ فيأتي ذلك عن طريق الرسم، الموسيقى، والنحت، والكتابة وغيرها من الفنون.. وتُعتبر الأفلام واحدة من أهم أشكال التمثيل والتجسيد للكثير من المشاعر والمعاني الإنسانية، فماذا لو كان الفيلم ذاته أبطاله هم (المشاعر)؟!

إن المشاعر تلعب دورًا رئيسياً خلال مراحل الانسان العمرية وخاصة مرحلة المراهقة، ولا ينفصل ذلك -بطبيعة الإنسان- عن الدور الذي تلعبه المشاعر في جميع مظاهر حياتنا الاجتماعية، اذ تُشكل مرحلة المراهقة تحديًا شعوريًا نتيجةً للتغييرات الجسدية والنفسية الي يمر بها الإنسان؛ فهو ينتقل خلالها من مرحلة الطفولة الى الرشد، ومن علاقات محددة بالأسرة إلى حياة اجتماعية خارجية؛ مما يجعله في مواجهة مع أداء الأدوار الاجتماعية المخُتلفة التي تُديرها مجموعة من المعايير العاطفية.

وكان فيلم Inside Out 2 واحدة من الأفلام التي قدّمت تجسيداً رائعاً للتحديات العاطفية التي يواجهها المُراهق في حياته الاجتماعية كما سيرد خلال المقال.

تعريف بالفيلم

يُجسد فيلم “Inside out” أو ” قلبًا وقالبًا” الصادر في عام 2015 والجزء الثاني عام 2024م المشاعر داخلنا كما لو أنها شخصيات مختلفة – وأشعر بأنها كذلك فعلا- فيبدأ الجزء الأول مع “رايلي” البالغة من العمر 11 عاماً بالمشاعر الأساسية ممثلةً شخصيات مختلفة بدءًا بالفرح؛ والذي يمثل الشخصية الأساسية التي تُوجه باقي المشاعر، والحزن، والغضب، والخوف، والاشمئزاز، وكأنها تُدير لوحة التحكم لإدارة مشاعر “رايلي”.

أما في الجزء الثاني للفيلم عام 2024م، فيظهر زر جديد غامض يسمى (سن البلوغ) على (لوحة التحكم)، ثم بعد وقت قصير يتحول هذا الزر إلى إنذار أحمر، معلنًا دخول “رايلي”، التي وصلت إلى عيد ميلادها الثالث عشر لمرحلة المراهقة، يرن جرس الإنذار داخل دماغ “رايلي” بطريقة درامية ممتعه تستضيف فيها (لوحة التحكم) مشاعر جديدة؛ وهي القلق، والحسد، والإحراج، والملل. وبطل الفيلم للجزء الثاني بلا منازع كان ” القلق” “Anxiety “.

يعمل على الفيلم العديد من المستشارين النفسيين منهم المؤلفة وأخصائية علم النفس الإكلينيكي ليزا دامور التي اُستخدمت كتبها كدليل إرشادي حول التصوير الدقيق لكيفية تغير مشاعر المراهقين خلال فترة البلوغ. وأستاذ علم النفس  داشر كليتنر ، الذي ساهم في الجزء الأول من الفيلم كما لعب دورًا رئيسيًا في اختيار المشاعر التي يجب تقديمها في القصة كما قدّم استشارات هامة في مجال تخصصه -ايماءات الوجه-.

المشاعر في إدارة لوحة التحكم

ان لكل شخصية من المشاعر لدى “رايلي” صفات مميزة؛ فالفرح شخصية إيجابية قيادية ومرحة، وأما الغضب شخصية متقدّة مهاجمة!، والحزن شخصية ذو طابع متخاذل هادئ، وللخوف شخصية متأهبة كما وكأنها جرس انذار!، تصف كل شخصية نفسها في الفيلم على انها تقوم على حماية ” رايلي”.

اذ يُجسّد الفيلم المشاعر على أنها تقوم على عدة وظائف؛ منها الوظائف البيولوجية التي تقوم بدورها بالتنبيه والحماية، والنفسية تعمل على توازن الانسان داخلياً، والاجتماعية في التواصل والتفاعل والتكيّف مع العالم الخارجي، كما لو ان المشاعر داخل معمل وتستخدم (لوحة تحكم) تحتوي على لوحة مفاتيح بألوان مختلفة؛ لضبط هذه المشاعر والانفعالات بما يتناسب مع الموقف الاجتماعي ليظهر ذلك أخيراً على شكل إيماءات الوجه ونبرة الصوت وحدّة النظرات أو نزول الدموع.

ففي الجزء الأول للفيلم كانت شخصية “joy ” “الفرح” هي من تدير كفة لوحة التحكم لمشاعر “رايلي” اذ يكون شعورها بالفرح أكبر في طفولتها، ثم مع دخولها لمرحلة المراهقة تُصبح المشاعر أكثر حدة؛ فيطفو على السطح الغضب، الحزن، الإحراج، الملل والقلق، ويكتسح الأخير (لوحة التحكم) متلاعباً بكافة العواطف الأخرى.

لاسيما كون مرحلة المراهقة تختبر العديد من التناقضات الشعورية، والتغييرات الجسدية والنفسية، ويؤدّى فيها أدوار اجتماعية تمكّن الفرد من المساهمة في البناء الاجتماعي؛ والذي بدوره يزيد الشعور بـ “القلق”.

فشخصية “القلق” قلقة حيال توقعات المستقبل، متسائلاً ماذا سيقول الآخرين عني؟ وكيف يروني؟ مردفاً ذلك بسيل من الخيالات والتوقعات حيال كل تفصيل بسيط في الحياة، تقول ليزا دامور-أحد المستشارين في الفيلم- في هذا الصدد خلال لقاء مع VOX: ” أحد الأشياء التي تحدث عندما يصبح الناس مراهقين هو أن عقولهم تصبح أكثر تطورًا، وتسمح بمشاعر الوعي الذاتي، فقبل سن 13 عامًا، يكون الأطفال محددين في تفكيرهم. لا يمكنهم دائمًا رؤية الأشياء من منظور آخر. ثم في سن 13 أو 14 عامًا، تصل القدرة على تصور الذات من الخارج، وتخيل سيناريوهات مختلفة، نتيجة لتطور الدماغ. مع هذا تأتي القدرة على الشعور بالحرج وتخيل ما يعتقده الآخرون عنك. أو أن تشعر بالحسد… ومن ثم، فإن القلق يلعب دورًا رئيسيًا في هذا الفيلم. وما يتطلبه القلق هو القدرة على التخيل والتوقع…”[1]

فيتجسد القلق في أبهى صورة في مرحلة المراهقة وينشط في حالات المنافسة والمقارنة، ومحاولة اكتساب الأصدقاء وارضائهم؛ حيث يتيقّظ القلق من خلال محاولاتنا للامتثال للمعايير الاجتماعية المطلوبة، وإرضاء الآخرين للحظي بالقبول، اذ يشير مفهوم “(القلق الاجتماعي) الى مشاعر التوتر والتهيب والشعور بالذات والكرب الانفعالي، وزيادة الاستثارة الذاتية التي تنشط في المواقف الاجتماعية المتوقعة أو الواقعية، خصوصا عندما يدرك الشخص أنه معرض للتقييم السلبي من قبل الآخرين”[2]

يأخذنا ذلك لتفسير سعي “رايلي” للحظي بالقبول كعضوة في فريق الهوكي وتحصيل الثناء من المدربة، ومحاولاتها في الاندماج مع بقية أعضاء الفريق، بتقليدهم في صبغة لون الشعر مثلاً ونوع الأحاديث وحتى طريقة المشي.

وباعتبارها – أي رايلي- فتاة؛ فتُشير نتائج التقارير والأبحاث الى ارتفاع مستويات القلق الاجتماعي لدى الإناث أكثر الذكور[3]،ويعد أحد المواضيع المثيرة للاهتمام والتي تحتاج مزيداً من الدراسات والأبحاث التي تدرس القلق الاجتماعي وعلاقته بالنوع الاجتماعي.

أدوار اجتماعية “عاطفية”

تعيش “رايلي” مُحاطة بأنساق اجتماعية مختلفة بدءًا بالأسرة ثم الأصدقاء وفريق الهوكي وغيرها من الأنساق الاجتماعية الأخرى؛ مُشكلة جُزر منفصلة في دماغها تُشع وميضاً عندما تنشط أحداها في كل مرحلة من مراحل حياتها؛ فمع وصولها لمرحلة البلوغ يكون وميض جزيرة الأصدقاء مُشع أكثر حيث يتوافق ذلك مع اهتمامات مرحلة المراهقة.

وفي كل نسق اجتماعي تعيش فيه تؤدي دورًا عاطفيًا مختلفاً؛ فيُصوّر إرفنغ جوفمان في نظريته الشهيرة ” التمثيل المسرحي” 1959 في كتابه المُعنوَن (تقديم الذات في الحياة اليومية) أن الحياة الاجتماعية ماهي الا مسرح كبير والممثلون هم الأفراد الذين يعيشون في المجتمع ويمثلون أدوارهم الاجتماعية.

وقد زخرت الدراسات الاجتماعية في مجال التفاعل الاجتماعي والمشاعر بإسهامات العديد من العلماء في المدرسة التفاعلية الرمزية؛ كجورج ميد وتشارلز كولي وغيرهم؛ مما أدى لنشوء فرع مستقل لعلم اجتماع العاطفة في السبعينات كان من أبرز رواده: آرلي هوشيلد، وتوماس شيف.

بدأ علم اجتماع العواطف بدوره في بلورة الطبيعة الاجتماعية لعواطف الانسان؛ فإنه يرى انه لا يمكن عزل عواطف الانسان عن البيئة التي يعيش فيها، بل هي مبنية على مجموعة من الاستعدادات الجسدية والمشاعر التي نشأت من خلال تفاعله مع المجتمع من حوله، وأن لكل معنى وفهم للمشاعر يرتبط ارتباطا وثيقا بطبيعتها الاجتماعية المحددة لها في سياق اجتماعي ويرسم لها المعايير والحدود في طريقة التعبير عنها ووصفها.

فيمكننا من خلال أحداث الفيلم رؤية تفاعل مشاعر “رايلي” مع المجتمع من حولها، على سبيل المثال المشهد وهي تجلس على طاولة الطعام مع والديها لتناول وجبة الغداء حيث يبدأ حوار مع والديها الذين بدورهم يملكون كذلك (لوحة تحكم بالمشاعر داخل رؤوسهم) تدير فيها (مشاعرهم) دفة الحوار والتفاعل الاجتماعي فيما بينهم.

ونرى أيضاً دور “رايلي” الطالبة التي تسعى للتفوق في المدرسة، والصديقة المفضلة، والمتدربة في فريق الهوكي!، فلكل دور اجتماعي تلعبه “رايلي” نوع من المشاعر الذي تُديره وتختبره، بحسب ما يقتضي هذا الدور الاجتماعي من معايير.

كما إن العواطف لا يقف دورها في أداء الأدوار وفق القواعد الاجتماعية انها كذلك وسيلة للانتماء؛ فيذكر ديفيد لوبرتون في كتابه أنثروبولوجيا العواطف:” فالعواطف هي أنماط للانتماء للفئة الاجتماعية، وطريقة للتعرّف والتواصل الاجتماعي على خلفية مشاعر متقاربة”[4].

العمل العاطفي في الحياة اليومية

ان حياتنا اليومية عبارة عن ممارسات عاطفية؛ تتم من خلال أداء الأدوار المختلفة والتي توجهها معايير معينة ضمن إطار الثقافة العاطفية للمجتمع، ويُعبّر عن ذلك بما أسمته هوشيلد (قواعد الشعور) التي تمثل مجموعة من المعايير المحددة ثقافياً لإدارة العاطفة؛ فالتعبير عن المشاعر يأتي في سياق الرغبة بالامتثال للمعايير الاجتماعية المطلوبة، والسياق الثقافي الذي نعيش فيه.

كما لفت نظري خلال الفيلم محاولة “رايلي” لمقاومة مشاعرها وإدارتها في بعض المواقف خاصةً عندما تلقّت خبر انتقال صديقاتها المفضلات لمدرسة أخرى، فقد كان يشعرها ذلك بالحزن الا انها حدثت نفسها بمقاومة ذلك لحين نزولها من السيارة حتى تتمكن من البكاء.

وذلك هو العمل العاطفي كما تعرفه هوشيلد: “اُستخدم مصطلح العمل العاطفي ليعني إدارة المشاعر من أجل خلق عرض للجسد والوجه بحيث يكون ملاحظاً للعيان”[5]

وهو يتكوّن من التمثيل السطحي والتمثيل العميق، ويُعبّر التمثيل السطحي (surface Acting) عن عملية التنظيم في الشعور؛ يخفي من خلالها الانسان الشعور الحقيقي أثناء تعامله مع أفراد المجتمع، فيقوم بإخفاء ذلك الشعور من أجل إظهار شعور اخر يتناسب مع الموقف من خلال تغيير تعابيره الخارجية كتعابير الوجه ونبرة الصوت، أي كما أظهرت” رايلي” ابتسامة باردة على وجهها متظاهرةً فيها أنها لم تتأثر بشأن خبر انتقال صديقاتها قائلةً: “حسناً، لا مشكلة”. وأما التمثيل العميق (Deep Acting) فيعبر عن تغيير المشاعر الداخلية من أجل استثارة العواطف المطلوبة- أي عندما حدثت رايلي نفسها بمقاومة البكاء لحين نزولها من السيارة-، ويتطلب التمثيل العميق إدارة كل من المشاعر الداخلية والخارجية معًا، كما قد حرص معدوا الفيلم الذي على إخراج العواطف بصورة في غاية الدقة خاصة في تعابير وإيماءات “رايلي” التي تُمثّل التعبير الخارجي للعواطف الداخلية لها.

فالعمل العاطفي يحضر كثيراً في مواقف حياتنا اليومية؛ إما خلال العمل في وظيفة خاصة وإن كانت تستلزم مقابلة جمهور، أو الحضور لمناسبة اجتماعية وغيرها من المواقف.

الإحراج: عاطفة اجتماعية

شعرت “رايلي” بالإحراج في عدة مشاهد منها عندما اقتحمت مكتب المُدربة سراً، لاكتشاف ما إذا كان اسمها مُدرج ضمن ترشيحات الفريق؛ فشعرت بالإحراج خشية ان يراها أحد داخل المكتب.

في هذا يُقدّم توماس شيف تمييزاً بين العواطف الاجتماعية وتلك التي يمكن تفسيرها من ناحية العوامل الفردية والبيولوجية كالخوف مثلاً، ليس اجتماعياً في المقام الأول لأنه يشير إلى تهديد للجسم. فيعتبر شيف أن (الخزي) هو ” العاطفة الاجتماعية الأولى”. ويعرفه على النحو التالي: “أعني بالخزي مجموعة كبيرة من العواطف التي تشمل العديد من المترادفات والمتغيرات. وعلى الأخص الإحراج والإذلال والمشاعر ذات الصلة مثل الخجل، التي تنطوي على ردود فعل للرفض أو الشعور بالفشل أو عدم الكفاية ما يوحد كل هذه المترادفات هو أنها تنطوي على الشعور بتهديد الروابط الاجتماعية”[6]؛ ولهذا فهو عاطفي اجتماعي.

فعادةً ما يرتبط الإحراج والخجل لدى المراهقين بآراء وأحكام الآخرين إذ يقول (كليتنر) في لقائه مع مجلة التايم: “أما بعد أن أصبحت رايلي مراهقة، أصبحت أكثر تعقيدًا بكثير. يصبح المراهقون خجولين للغاية ويهتمون جدًا بآراء الآخرين، لذلك تظهر هذه المشاعر الاجتماعية مثل القلق والحسد والإحراج…”[7].

يجدر بالذكر ان الشعور الوارد في الفيلم كان مسمى بـ(الإحراج)(Embarrassment)، الا انه ذُكر ضمن المفردات التي عدّها شيف ضمن المشاعر ذات الصلة، ووجه الارتباط بينهم أنها جميعها مرتبطة بالأحكام الصادرة عن المجتمع.

الشعور و الأنا

قاد القلق “رايلي” خلال أحداث الفيلم الى التشكيك بقدراتها بعد ان رسم سيناريوهات خيالية مختلفة تؤدي في النهاية لاعتقادها بالفشل، حتى أصبحت تُردد في داخلها ” أنا لست جيدة كفاية” “I’M not good enough “؛ مما يعكس دور الشعور في تقييم ذواتنا والإحساس بها، في هذا تقول هوشيلد في كتابها القلب المنظم The Managed Heart)) : “في الواقع، كل عاطفة لديها وظيفة اشارة. وليس كل العواطف اشارات للخطر. لكن كل عاطفة تشير الى “انا” التي تراها “انت”. فهي تشير الى المشهد اللاوعي الذي غالبا ما نطبقه عندما نحاول ان نفهم. تشير المشاعر الى المنظور الداخلي. “[8]

كما اهتم البورت (Alport) بتتبع تطور الذات أو الأنا، بمعنى أن الأنا هي التي تساهم في تطوير الشخصية من الطفولة نحو المراهقة، ولذلك فالفرد يهتم بذاته كثيراً حين وصوله إلى فترة البلوغ والمراهقة، في محاولة منه لإثباتها أو تأكيدها أو الدفاع عن استقلاليتها بكافة السبل الممكنة، كما ان دورة النمو في مرحلة المراهقة تُعيد هاجس الذات من جديد وتضعه في بؤرة الاهتمام.[9]

فكانت “رايلي” تنظر لنفسها وحسها بالذات (sense of self) – كما ورد في الفيلم- بمقتضى ماذا تشعر؛ بناء على أدائها في مسرح الحياة اليومية وتفاعلها مع المجتمع حولها، من هنا تبرز أهمية إدارة وتنظيم المشاعر والوعي بها؛ لأنها العدسة التي نحدد من خلالها ” من نحن”.

كان من أكثر ما يمكن ملاحظته في الفيلم ان لدى كل شعور وظيفة اجتماعية؛ يؤدي من خلالها دوره الاستجابة والتواصل والتكيّف مع المحيط من حوله؛ لإحداث التوازن والتوافق مع الأنساق الاجتماعية المختلفة، ويكون الوجه والجسد مسرحًا لتمثلات هذه العواطف ووسيلة للتواصل والتفاعل الاجتماعي.

أخيراً كانت فرصة مشاهدة الفيلم في السينما لأكثر من مرة رائعة، حيث استطاع الفيلم استثارة عواطفنا، بل وأكثر من ذلك فهو يعد وسيلة رائعة للوعي بالعواطف وإدارتها وتمييزها، كما أنه طرح التحديات الاجتماعية التي يمر بها المراهق بطريقة تجعلها أكثر وضوحاً وتجريداً وهو ما يحتاج إليه الفرد كثيراً خلال هذه المرحلة التي يختبر فيها انتقاله من مرحلة الطفولة الى الرشد سالكاً طريقاً من الصراعات الشعورية ومؤدياً للأدوار الاجتماعية وساعياً لتحقيق ذاته.

[1] https://time.com/6987825/inside-out-2-neuroscience/

[2] (زيدنر وماثيوس،2016: 56)

[3] (زيدنر وماثيوس،2016: 104)

[4] (لوبرتون،2023: 45)

[5] (والاس وولف،2012: 404)

[6] ( ريتزر وستيبنسكي،2021: 254)

[7] https://time.com/6987825/inside-out-2-neuroscience/

[8] https://hekmah.org/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%A7%D8%B9%D8%B1-%D9%83%D8%AF%D9%84%D9%8A%D9%84/

[9] https://www.ijrsp.com/pdf/issue-26/6.pdf

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى