- تأليف : نيك مايو
- ترجمة : مصطفى هندي
- تحرير : روضة بنت عمر
- مراجعة التحرير: سعيد السوادي
إنها الساعات الأخيرة من المؤتمر، يقوم آخر المتحدثين بقراءة العرض التقديمي (PowerPoint) الخاص به، وبدلاً من أن ينبهروا ويُعجبوا بعرضه، يدخل الجمهور الذي يعاني من التعب في حالة من النوم، ويفشل المقدِّم في ترك انطباع جيد.
سلطت تغريدة حديثة من إعداد ليزلي فوشال، عالمة بيولوجيا الأعصاب في جامعة روكفلر، الضوء على العوامل الكامنة وراء هذا السيناريو الشائع في المؤتمرات. أثارت التغريدة الكثير من النقاش – وحصلت على أكثر من 4000 إعجاب – وكانت نصيحتها للعلماء: إذا رأيت أنك مضطر لتقول: ”أعرف أن هذه الشريحة (slide) معقدة“ أو “هذه شريحة مليئة بالمعلومات، ولكن …” أو ”لست متأكدًا مما إذا كان بإمكانكم رؤية هذا”، فلا تعرض هذه الشريحة.
فكيف ينبغي للأكاديميين القيام بذلك؟ لقد سألنا العديد من الخبراء عن الأخطاء الشائعة التي تحدث عند تقديم عروض تقديمية للمؤتمرات باستخدام شرائح الـ (PowerPoint) ونصائحهم المتعلقة بنجاح هذا العرض.
آن فاندري، عالمة التكنولوجيا الأكاديمية في كلية الفنون الحرة بجامعة مينيسوتا وصاحبة كتاب (التصميم الأكاديمي لعرض الشرائح: التواصل المرئي في التعليم والتدريس) قالت: “لدى الجمهور فرصة واحدة لتلقي الرسالة”، وأضافت أن المفتاح لذلك هو التركيز على ماهية “الأفكار الرئيسة الأساسية” وكتابة عرضك التقديمي بناءً على ذلك.
أحد الأخطاء الشائعة التي تحددها السيدة فاندري هو حشو النص كاملًا على الشرائح وإجبار جمهورك على “الاختيار بين القراءة أو الاستماع” يمكننا أن ننتقل بين الشرائح للأمام أو للخلف لكن لا يمكننا القراءة والاستماع في نفس الوقت، وتعتقد فاندري أن الشرائح يجب أن تُستخدم كوسيلة بصرية مساعدة بدلاً من استخدام جهاز التحكم عن بُعد للتقليب فقط.
وتضيف “إذا رأى شخص ما شيئًا وسمعه، فمن الأرجح أن يتذكره. ومع ذلك، إذا رأى المتلقون الكثير من الأشياء، فإنهم يخرجون بتخمة معلوماتية ولن يتذكروا أي شيء”.
“إما أن يستمعوا إليك طوال الوقت الذي يقرؤون فيه الشريحة، أو أنهم سيتجاهلون كل الشرائح أثناء استماعهم إليك، ومن ثم تصبح الشرائح بلا قيمة”
لقد قالت بات تومسون، أستاذ التعليم في جامعة نوتنغهام، التي كتبت مؤخرًا عن كيفية تنسيق العرض التقديمي للمؤتمر، أن هناك خطأ شائعًا، خاصة بين المقدمين الأقل خبرة، وهو إعداد عدد كبير جدًا من الشرائح ونفاد الوقت قبل الانتهاء منها.
يواجه هؤلاء المقدمون خطر عدم إيصال وجهة نظرهم الرئيسة، خاصة إذا اتبعوا نموذجًا تقليديًا، ونصيحتها هي تسريع العرض وإخبار الجمهور في وقت مبكر بما يجب أن تقوله، بدلاً من ترك ذلك إلى حين انتهاء الشرائح.
وقالت “عليك أن تتذكر أن الناس قد جاءوا لسماع أهم شيء عليك أن تقوله، وإذا كنت تريد منهم الإنصات والمتابعة، فلا يمكنك أن تقف مع كل شريحة”
تتبع كريس جرانت، التي تعمل في مجال التعليم في جامعة بولتون، نصيحة تعلمتها منذ عدة أعوام: “لا تضع أبدًا كلمات على شريحة العرض التقديمي أكثر من تلك التي على قميصك”.
“أحد الأشياء التي أعتقد أن معظم الناس يفعلونها هو وضع الكثير من الكلمات في شريحة العرض التقديمي، يجب أن تضيف الشرائح إلى ما تقوله، أو تعطي منظورًا مختلفًا؛ ولا ينبغي أن تكون مجرد شيء تقرؤه”
عندما يتعلق الأمر بتصميم الشرائح، فإن جوناثان بالدوين، رائد برنامج ابتكار التصميم في كلية غلاسكو للفنون ومصمم جرافيك سابق، لديه إيمان راسخ بأنه “ليس فقط لأنك تستطيع، يجب أن تفعل”.
وقال إنه قد يكون من المغري أن تزين الشرائح بتأثيرات صوتية أو رسوم متحركة جذابة، ولكن هذه المشتتات ستنقص جودة العرض التقديمي الخاص بك ويجب تجنبها. “أفضّل أن يتكلم الناس ويستخدموا الشريحة كملخص سريع”.
“إذا كنت تعرف المادة التي تقدمها وتفخر بالعمل الذي تقوم به، فسوف تقدم عرضًا جيدًا”. وقال إنه لخطأ “قاتل” بالنسبة لمقدمي العروض استخدام “الكثير من النصوص أو النصوص الصغيرة أو الاختيار السيّء للخطوط” مثل (Comic Sans).
وأضاف السيد بالدوين أنه يجب على الأكاديميين أن يتذكروا أنهم “يروون قصة”، وليس مطلوبًا منهم قراءة ورقة في صحيفة.
”إن أسوأ العروض التقديمية هي تلك التي يأتي فيها الناس وكل ما يفعله المقدِّم هو قراءة ورقة. حسناً، كان بإمكاني قراءة هذه الورقة فقط، لست بحاجة إلى إنفاق 500 جنيه إسترليني على حضور المؤتمر لتقرأ عليّ ورقتك”.
ربما يتفق العديد من الأكاديميين مع السيد بالدوين على أن أسوأ العروض التقديمية “هي تلك التي تكرر فيها ما تقوله مرارًا”. وأضاف “إذا لم يكن لديك المزيد لتقوله، فالحل هو المضي قدمًا وجعل الأمر مرحًا”.
اقرأ ايضاً: إطفاء الأنوار في المحاضرات ليست دائما فكرة جيدة
المصدر: #