عام

أين الكيمياء؟ في أصل الحياة، عالم الكيمياء جيمس تور يفضح المدون “البروفيسور ديف” ويثبت جهله

كيسي لوسكين

ترجمة: عبد الله دبجن

 

ناظر أستاذ الكيمياء الشهير في جامعة رايس جيمس تور صانع محتوى اليوتيوب الشهير ديف فارينا، المعروف أيضا باسم “البروفيسور ديف”، كان محور المنظارة عن أصل الحياة. جرت المناظرة في جامعة رايس في هيوستن، تكساس، في القاعة التي يلقي فيها تور محاضراته، وتم بثها مباشرة عبر الإنترنت. على عكس الدكتور تور، فإن فارينا ليس أستاذاً حقيقياً. وأظن أنه يمكننا حسب أسلوب الحديث اليوم أن نقول إنه يعرف نفسه على أنه أستاذ، رغم أنه لا يتمتع بدرجة الدكتوراه، أو منصب في هيئة تدريس جامعية، بل كما يبدو في هذه المناظرة لا يملك أي خبرة كيميائية لازمة لشرح كيف نشأت الحياة.

ما الشيء الذي وضحته المناظرة

كان موضوع المناظرة: “هل نحن جاهلون بأصل الحياة؟” بعد مشاهدة المناظرة اتضح أن البروفيسور ديف أيضًا، مثل مجال بحوث أصل الحياة، “جاهل” بالتأكيد بأي مستوى معقول من التفاصيل الكيميائية لكيفية حدوث محتملة لأصل الحياة.

جاءت اللحظات الحاسمة في المناظرة بعد العبارات الافتتاحية عندما أتيحت الفرصة لكل مناظر لطرح أسئلة على خصمه. ركز تور على العلم. كان التحدي الذي طرحه على فارينا بسيطاً: إن كان فارينا يعتقد حقًا أن أصل الحياة قد فسره العلم، فاصعد إلى السبورة وبيّن للجمهور الكيمياء التي قد تنتج تحت ظروف ما قبل ظهور الحياة “البريبايوتك” الواقعية، خمسة عناصر رئيسية في البيولوجيا وهي عديدات الببتيد، عديد النيوكليوتيدات، عديدات السكاكر، معلومات محددة، وخلية وظيفية.

وقد رفض فارينا أن يخرج إلى السبورة في كل حالة ذكرها الأستاذ تور.

كتب الأستاذ تور تلك العناصر الخمسة الرئيسية لعلم الأحياء على السبورة. وتحت كل منها كتب بعد أن رفض فارينا التثدم إلى السبورة لشرح الكيمياء المفسرة لهذا العنصر للجمهور، كتب تور “نجهله” بجوار العنصر. في سياق آخر يبدو هذا التعبير قاسيًا، ولكن نظرًا لأن السؤال المتفق على مناقشته في تلك الليلة إن كان الباحثون في أصل الحياة “جاهلين” بكيفية نشوء الحياة، فقد بدا الأمر عادلاً تماماً.

تعليقات عالم على المناظرة

بينما ركز تورعلى الكيمياء، استهلك ديف فارينا معظم وقت المناظرة في توجيه الهجمات الشخصية ضد الدكتور تور، واصفا إياه بأنه “كاذب” مرارًا وتكرارًا بالإضافة إلى العديد من الشتائم الأخرى. سنناقش هذا الجانب البغيض من النقاش بشكل أكبر في منشور لاحق. شاهد عالم آخر صديق لي الحدثَ وقال معقبًا:

حضرت المناظرة دون معرفة ديف. لم يكن لدي أي موقف مسبق يتعلق بمستوى كفاءته في الكيمياء أو قضايا أصل الحياة. (لكني أعرف جيم تور على أنه خبير كيميائي.) كنت منفتحًا على أن يكون ديف خبيرًا علّم نفسَه في هذه القضايا، وعلى استعداد للرد على إبطالات جيم بأدلة واضحة.

أوضح ديف في طرحه الافتتاحي أنه لم يأت لمناقشة الكيمياء، بل جاء للتهجم على جيم. وهذا لا يقنع السامعين، لأنه حتى إن كان جيم حمارًا، فهناك أسئلة في كيمياء ما قبل الحياة البريبايوتك تحتاج إلى إجابة بغض النظر عمن طرحها. (لم يساعد أنهم كانوا في الجامعة التي يدرّس فيها جيم، مع وصف ديف لجيم بأنه محتال أمام زملائه الذين يعرفونه مباشرة بأنه ليس محتالًا.)

كانت نقطة التحول في النقاش لصالح جيم عندما كتب بالطبشور على السبورة مواد السلائف ومخطط المادة المشتقة. ثم تحدى ديف: إذا لم نكن جاهلين بكيفية صنع ذلك كيميائيَا، فاكتب المعادلات. فقال ديف “لكن أطنانًا من الأدبيات التي راجعها النظراء تفسر ذلك …”. حسنًا إذن افتح تلك الأوراق، وابحث عن المعادلات، واكتبها هنا. ولم يستطع ديف.

أصبح من الواضح بالنسبة لشخص غريب مثلي أن

(1) المسارات والمعادلات لعناصر الحياة الأساسية مجهولة في الواقع، و

(2) إذا كانت معروفة وموجودة بالفعل في الأوراق العلمية، فلن يتمكن ديف من فهمها. وإلا لكتب ببساطة معادلات التفاعل المناسبة.

يبو أن جزءًا كبيرًا من الجمهور أدرك ذلك أيضًا، وبدأ في الانقلاب على ديف، مما دفعه في مواضع إلى انتقادهم. (نصيحة من محترف: إذا وصلت في مناظرة إلى النقطة التي ُتهاجم فيها جمهورَك، فقد خسرت.) لكن شهادتي مجروحة في هذه المناظرة، فراجعت تعليقات اليوتيوب لمعرفة إن كانت تصوراتي منتشرة على نطاق واسع. رأيت أكثر من بضع تعليقات من الملحدين وأولئك الذين يقفون إلى جانب ديف يقولون إنه أحرجهم في النقاش. لم يكن لدى ديف حرفيًا سوى التهجم الشخصي والرجوع إلى كلمات في عناوين الأوراق والملخصات. كان لدى جيم كيمياء فعلية. أظهر قسم التعليقات على الفيديو أن جمهور ديف نفسه قد رأى المناظرة خاسرة له.

فرصة ضائعة

في الواقع، قدم فارينا العديد من التأكيدات حول الأوراق العلمية المختلفة – وسنناقشها قريبًا. لكن تور أعطى فارينا فرصة واضحة: إذا كانت الورقة تشرح كيف نشأت الجوانب الرئيسية للحياة، فاكتب على السبورة معادلات التفاعل الكيميائي التي توضح كيف حدث ذلك. لم يأخذ فارينا الطباشير لعجزه عن كتابة المعادلات، فلو كان بإمكانه لفعل ذلك بالتأكيد.

في نهاية المناظرة، أخذ فارينا الطباشير وكتبت شيئًا على السبورة. كانت كلمتين: “ليست مجهولة”. كان القصد منها التحدي السافر، لكنني أعتقد أنه جاء بنتائج عكسية لأنه لم يعمل إلا على تسليط الضوء على حقيقة أنه لم يكن قادرًا على شرح تفاصيل الكيمياء وراء أصل الحياة. والأهم من ذلك، أنه لم يستجب لطلب تور للحصول على تفسير علمي. لم يستطع فارينا الإجابة على تحد واحد من تور.

إن عدم قدرة اليوتيوبر “البروفيسور ديف” على تقديم الكيمياء لدعم ادعاءاته يستدعي إلى الذهن إعلان ويندي الشهير من ثمانينيات القرن العشرين، حيث تسأل امرأة مسنة مكررة: “أين لحم البقر؟” قد يسأل المرء أيضًا ديف فارينا: أين الكيمياء؟ لكن لا أمل أن يجيبك “البروفيسور ديف”.

لقد كانت أمسية صاخبة وهذه خلاصة النقاش الرئيسية. سنقدم المزيد من التحليل في المشاركات اللاحقة.

المصدر
evolutionnews.org/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى