- مولي جون
- ترجمة: يوسف داوود
- مراجعة: مصطفى هندي
- تحرير: نايفة العسيري
تطلق اللكنة الإنجليزية الأمريكية على جملة الاختلافات التي تميز اللغة الإنجليزية التي يتحدث بها السكان الأمريكيون، وهي أكثر اللكنات شيوعًا حيث اعتُبرت لغة رسمية في اثنين وثلاثين ولاية من الولايات الخمسين. وهي اللغة الفعلية نظرًا لانتشار استعمالها في الولايات المتحدة إلا أنها ليست اللغة الرسمية. وقد ظهرت اللكنة الأمريكية في الولايات المتحدة إثر الاستعمار البريطاني لأمريكا الشمالية في القرن السابع عشر، بالإضافة إلى حركة الهجرة في القرن الثامن عشر والتاسع عشر، ومن ثَمَ، تطورت اللكنة الأمريكية للكنات محلية؛ نتيجةً لتأثير المستمعرين البريطانيين والمهاجرين القادمين من ألمانيا وإفريقيا وألمانيا.
تاريخ الإنجليزية الأمريكية
في القرن الثامن عشر كانت اللغة الإنجليزية هي التي أُعلن بها الاستقلال الأمريكي والتي تعهد بها البريطانيون بالولاء للملك جورج، فلم يختلف الإنجليزي البريطاني عن نظيره الأمريكي، إذ كان من شأن اللكنتين نطق حرف الـ R بطريقة معينة، حيث كان من المعروف عن متحدثي الروتية [1] -التي كان ينظر إليها على أنها الإنجليزية الأمريكية التقليدية- أنهم ينطقون صوت الـ R في كلمات مثل (winter).
وإبان الثورة الأمريكية شرع البريطانيون -الذين كنزوا الثروات أثناء الثورة الصناعية- في التحدث بلكنة غير روتية لتمييز أنفسهم عن العامة، وبذلك وسّعوا نطاق اللهجة غير الروتية وصارت علامة على المكانة الاجتماعية المرموقة.
وفور أن حازت الولايات المتحدة استقلالها، سعت لفصل الغرب ثقافيًا عن أوروبا، كما وطأت أراضيها ثلةٌ جديدة من المهاجرين، وأخذت كل جماعة من الجماعات التي استقرت في الأراضي الأمريكية تترك آثارها على الإنجليزية الأمريكية التقليدية: حيث أدخل الحكام من النخبة البريطانية نطقهم غير الروتي إلى أمريكا وغيروا من النطق الروتي، كما أضاف سكان الشمال الشرقي بعض الأسماء البريطانية نظرًا لبقائهم على اتصال بأوروبا، كما أدّى جلب العبيد من غرب أفريقيا إلى تطور الإنجليزية الأمريكية الأفريقية العامية، والتي انبثقت منها لكنات الأفريقين الأمريكيين، أمّا الألمان الذين نزحوا بأعداد مهولة إلى الأراضي الأمريكية فقد عززوا الأصوات الأنفية، وأدخلوا أنماطَ نطقها المتقطّع الذي يعد حجر أساس في اللهجة الأمريكية، وأمّا الاسكندينافيون فقد جلبوا من لهجات عالمهم القديم، في حين أدخل اليهود الروس -الذين يتحدثون الييدية- العديد من كلماتهم وعباراتهم إلى الإنجليزية.
وتطورت عادة إدخال كلمات جديدة للإنجليزية الأمريكية التقليدية مع الحاجة لاستعارة أسماء لما يستجد من النبات والحيوان والتضاريس، فجاءت تلك الكلمات مختلفة الأصول باختلاف الجماعات التي اتخذت من الولايات المتحدة مستقرًا لها، وكان للتطورات التكنولوجية التي أعقبت الثورة الصناعية في القرن العشرين إسهام كبير في إدخال عبارات جديدة إلى الإنجليزية الأمريكية التقليدية.
التجانس
أما في حاضرنا هذا، فما يسمى باللكنة الأمريكية ما هو إلا مزيج من اللكنات التي يُنسب لها الحياد وخلوها من أيّ خصائص إقليمية، وتعوزها السمات السوسيولغوية التي تختص بها على غرار النطق غير الروتي، كما تفتقر إلى السمات العرقية مثل النطق الصريح للصوت I والسمات الاجتماعية الاقتصادية.
وتواجه لكنات الولايات المتحدة الإقليمية التقليدية خطر الانقراض بفعل منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام والاتجاهات السائدة، فلا يمكن للأطفال أن يتعلموا شيئًا عن لغتهم الأم أوعن ثقافتهم من المسؤولين عن تربيتهم ودمجهم في المجتمع، كالآباء والأجداد والمدرسين، إذ إنهم مدفوعون نحو اليوتيوب وقنوات ديزني ونيكيلودين التي تتحدث شخصياتها الرئيسة باللكنات الغرب أوسطية، والتي يقلدها الأطفال تاركين خلفهم لكناتهم الأصلية.
اقرأ ايضاً: مهارات دراسية للمبتدئين في اللغة الإنجليزية
الروتية هي اللهجات التي تنطق حرف الآر[1]