- ديفيد بيرلينسكي
- ترجمة: سمية محروس
- تحرير: عبد الرحمن عمر القِيّام
“كانوا رجالًا -بكل ما تحمله الكلمة من معنى- في مواجهة الظلام”
جوزيف كونراد
في أوائل القرن الخامس بعد الميلاد، تسنّى للقس الإسباني باولوس أوروسيوس الفرصة لنشر أحد أعماله وهو سبعة كتبٍ تاريخية في الرد على الوثنيين Historiarum Adversum Paganos Libri باللاتينية، كان أوروسيوس تلميذًا لدى القديس أوغسطين، وكان الغرض الأساسي من الكتب السبعة هو الدفاع عن النصرانية ضد التهم الوثنية المُوَجَّهَة لها بأنَّها سرَّعت أو كانت السبب في انهيار الإمبراطورية الرومانية. وواجه أوروسيوس طعنهم المشبوه هذا بجعل الدائرة تدور عليهم. حيث احتج بأنَّه إنْ كانت الأحوال قد ساءت في القرن الخامس في ظل النصرانية، فإنَّها كانت أسوأ من ذلك بكثير قبل النصرانية. ويُعَدُّ مُؤَلَّفُه سِجِّلًا مُفَصَّلًا عن عنف ووحشية وحماقة الوثنيين في الماضي.