عام

نمط قلم الرصاص في الحياة

سبعة أسباب تجعلك تعيش حياتك بأسلوب قلم الرصاص

  • ليون سيلزر
  • ترجمة: سهام محمد
  • مراجعة: إسراء سعيد

 

الحياة مليئة بالمجهول، فلا تقيد نفسك بالالتزامات في وقت مبكر.

تشير الكتابة بالحبر إلى أمور مثل الديمومة والالتزام والتمام واليقين، وعكسه تمامًا القلم الرصاص حيث يشير إلى التأني والحذر والشك ومنح مساحات واسعة من الحرية والإبداع.

فباستخدام قلم الرصاص تصبح شخصًا تجريبيًا، يفتح لنفسه بوابة من المحاولات التي قد لا تُفلح، ويمحوها بكل بساطة ليحظى ببدايات جديدة، ففي النهاية لم تنقش أفعالك على الحجر، ولم تخطها بالحبر.

ولكن دعونا ننظر بمنهجية إلى الأسباب التي تجعل العيش على نمط “قلم الرصاص” منطقيًا جدًا.

(1) يساعدك قلم الرصاص على أن تبدأ.

من أهم الأمور التي تقودك إلى التسويف هو شعورك بالقلق من خيبة مساعيك أو أن لا تكون كما تشتهي، وكلما زاد تفكيرك بالنتائج السلبية، زاد التهرب من البداية.

والحقيقة أن تقلبات الحياة لا تعطينا الضمانات الكافية التي تؤكد جدوى المشروع. وكما يقول المثل الشهير “من يتردد يضيع”، إذا بقينا نتداول للأبد خططنا المرسومة عن بداية المشاريع، أو العلاقات، أو مساعينا، فقد ينتهي بنا الأمر بلا عوائد تُذكر.

إلا أنك لو سلكت نمط “قلم الرصاص” فإن ذلك سيحدُّ من أي ميول تواجهك وتجعلك متوجسًا من العواقب، ستكون أفضل حالًا، وقد تكتشف أن المخاطر التي ستعترضك أقل من تقديراتك الكارثية. وحين تتخذ موقفًا حازمًا للانطلاق، فإن ذلك سيخفف من قلق البدايات، وسيدفعك للتركيز على الفرص التي تساعدك على النجاح بدل التركيز على عواقب الفشل.

وهكذا لن تتسرع في تأجيل أي عمل قد يحقق لك فوائد كبيرة.

فحين تبدأ نمط “قلم الرصاص” -لا تستثمر الكثير من الوقت والمال والجهد في هذه العملية حتى تكتشف مدى قدرتها على الاستمرارية- فأنت تفتح مساحات أوسع في حياتك من أجل الإبداع والحداثة والحماس والإنجازات.

(2) الكتابة بالقلم الرصاص هي الأنسب للمسودات المبعثرة، فكل ما يُكتب به يُمحى بسهولة.

ولتسأل نفسك: ” ما مقدار الأشياء التي أفكر في تحقيقها لاحقًا -لاحقًا لا أكثر- وقد أعتبر أن فعلها لم يكن في محله؟” هذا هو ما يجعل الالتزام بشيء يعتبر طيشًا مالم نعطه “مهلة تجريبية” تمنحنا أدلة تأتي مع الممارسة. على غرار الفكرة القائلة “استعد-أطلق-هدف” “ready-fire-aim”.

أن تعيش على نمط قلم الرصاص يعني أن تحظى بميزة التعامل مع ما يواجهك مبدئيًا. ومع هذا النهج الاستكشافي سيتوج بحثك بحكمة “مكتسبة”. ومع تقييمك المنتظم لثمرات جهدك، يتسع أفقك، وتُدرك أكثر الطرق فاعلية.

وإذا كنت مثل أغلبنا، فستتعلم أفضل بعد التجارب الفاشلة، وهذا بالتحديد ما يفعله القلم الرصاص (لا الحبر) حين يمنحك فرصة للتجربة.

الكتابة بقلم الحبر تتضمن قطعية غير موجودة في كتابة القلم الرصاص. وحين تحاول تجربة شيء، فإنه من الحماقة أن تظن أن الانطلاقة الأولية متساوية مع كتابة المسودة النهائية، ويجب أن يأتي شعورك بالتمام بشكل طبيعي بعد أن تمنح نفسك الوقت الكافي لاختبار أفكارك.

(3) يبقي قلم الرصاص ذهنك متقدًا.

فهو يمنحك خيارات أكثر، ويجعلك تؤجل اتخاذ قرارك حتى تصل بمنطقية إلى درجة من درجات اليقين، وقد يكون هذا أفضل ما يمكنك الوصول إليه في مرحلة ما.

هكذا تسمح لنفسك بالحذف والإضافة دون التحيز إلى نتائجك السابقة وإساءة فهمها.

فالكتابة بالحبر تعبر عن التزامك برؤية ما، في حين يجعلك الرصاص أكثر مرونة أثناء تقصي الأمور، مما يسهل عليك المضي قدمًا.

(4) يساعدك قلم الرصاص على أن تكون مرنًا.

فرأس قلم الحبر معرض للكسر أكثر من قلم الرصاص الذي يمكنك بريه وصقله بسهولة إذا كُسر، وبهذا يؤدي وظيفته على أتم وجه، بل وقد يكون من الممتع شحذ قلم الرصاص إلى الحدة التي تفضلها. ولن تجد هذا في قلم الحبر الذي ما أن يتلف أو يُبلل حتى نرميه بعيدًا.

لذا فإن من الآمن كتابة خططك بالرصاص، يمنحك هذا -والآخرين- رسالة مفادها أنك لا تحتاج لتكون متسرعًا ومتهورًا، وأنك تريد أن تدرس بعناية جميع جوانب التحديات التي تواجهها، مع جهلك لما تحمله تلك التحديات.

(5) يخلق لك قلم الرصاص الأجواء التي تحتاجها.

فكلما كان الهدف بعيدًا، احتجت مساحةً تسمح لك بالتراجع والتعديل، وكلما اقتربت من إنجاز غاياتك، احتجت أكثر لفهم كيفية ضبطها، وإعادة تقييمها، وتحسينها أو تنقيحها.

إذا لم تفعل، وسلكت مسلك “قلم الحبر” في الصرامة والالتزام بمنظورك الأول، فإنك أكثر عرضة للفشل حتى لو كنت تتعلم -أو يجب أن تتعلم- أنه قد تكون هناك حاجة للتعديلات إذا أصبح هدفك واقعًا.

(6) يخفف قلم الرصاص من خيبتك وسخطك.

حين ترميك الحياة على قارعة الطريق، فعلى الأرجح أنك ستكون عرضة لمشاعر الاستياء والانتكاس إذا كانت نظرتك لتوقعاتك السابقة جيدة، كتخمينٍ منطقي. ومهما كان اجتهادك عظيمًا، إلا أن تقلبات الحياة وانعطافاتها قد تباغتك وتؤثر على بلوغ أهدافك.

لا يمكننا أن ننكر مدى تأثر مسارات حياتنا بعددٍ من الأحداث المفاجئة، وليس الأمر أننا لا نملك بعض السيطرة على مستقلبنا، بل أنه لا يمكن أن نسيطر عليه كليًا كذلك.

وهناك دومًا ما يمكن معرفته وتعلمه، وهذا هو السبب في أنه من الحكمة الحذر من -أو قبول- الاحتمالات المباغتة.

الحياة ببساطة مليئة بالمفاجئات والتطورات غير المتوقعة. لهذا احذر من الالتزام بشيء قبل أوانه، وستكون أكثر سعادة حين تتخلى عن الفكرة القائلة أنك مع التصميم، والجهد والإرادة ستحقق كل أحلامك، لأنك لن تبلغها.

وعلى غرار ما نفعله مع أمور شتى، فإن صلاة الصفاء -سواء كانت من نظرة دينية أو علمانية- تعد من أهم الحكم التي يمكننا تطبيقها، وهنا بالضبط تكمن الشجاعة في تغيير ما في إمكانك تغييره، والتعامل بصفاء وسكينة لتقبل ما لا يُحتمل، وأخيرًا، القدرة على التمييز بين الاثنين.

المصدر
psychologytoday

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى