- هند السعد
تجمدت قبضتاه على الصحيفة وتسمرت عيناه على السطور الغامضة التي وافقت وأجابت عن مخاوفه.
رفع عينين مرعوبتين إلى تلميذه الذي كان قد أحضر له كوب القهوة للتو، والذي بادله نظرته تلك بنظرة متسائلة، فلم يزد على أن مد له الصحيفة مثبتاً أصبعه على النص: ” إنه هو” قالها أخيراً بطريقة نطقه المميزة
مرر تلميذه محمد العريان عيناه على الخبر في ثوانٍ ثم قال وقد فهم ما يرمي إليه:” لا يمكن ذلك! ليس هو!”
سرحت عينا الأديب مصطفى صادق الرافعي مفكراً، هناك شيء يحدثه أنه هو.. الأديب “م”
الأديب “م” كما أطلق عليه العريان فيما بعد، كان أديباً ينبض بالحماسة وفورة الشباب، إلا أنه كان ذا مزاج حاد يذكيه حيناً في الغيرة على دينه، وحيناً بإشعال قلمه بالمقالات الملتهبة الحماسية، لكن لابد للنار -مهما كان نفعها- أن تؤذي صاحبها يوماً.. وقد جاء هذا اليوم.
فقد اختفى قبلها هذا الأديب حتى افتقده الرافعي وسأل عنه تلميذه العريان فلم يجبه..
ثم ما إن وقعت عيناه على خبر محاولة انتحار أديب من أبناء أحد شيوخ الأزهر بقطع شريانه أيقن بحاسته أنه هو.. ولم يكذب في ذلك..
اشتعلت في نفس الرافعي حرقته المعهودة التي تلفحك لفحاً عند قراءة كتاباته، واحمرت وجنتاه المحمرتان أصلا، ووجد نفسه يمسك بالقلم، ويخط لصديقه طالبًا منه أن يشرح له ما الذي شعر به ليقدم على تلك الخطوة؟
ثم لم يتوقف عند هذا الحد، فقد توالت على ذهنه المواقف والأفكار والشخصيات حتى لكأنه يعيش ألف حياة وألف قصة تدور حول نفس الفلك.. “الانتحار“
وهكذا وما إن أرسل تلك الرسالة حتى اعتكف في مكتبه، وظل يدوّن سلسلة هي من أروع السلاسل العربية -إن لم تكن هي وحدها- التي تناولت هذا الموضوع الشائك، بروح شخص قد فهم حقيقة الحياة، ويحاول أن ينقلها لك بحرص واهتمام تتلمسه في كل حرف..
ومن هنا انطلقت فصول حكاية استمرت لستة فصول عنونها الرافعي بعنوان بيّن واضح، كأنه لا يجد كلمة أخرى تصف حقيقة ما هو عليه:
الانتحار:
الانتحار موضوع أقرب للتابو الذي يحرم الحديث عنه، وربما تتحدث عنه الأدبيات من الناحية الرومانسية في حكايا العاشقين وما شاكلهم..
لكن غض الطرف عن المشكلة لا يعني عدم وجودها، كما أن الحديث عنها لا يعني أنها تحولت إلى ظاهرة، لكنها موجودة، وفي تزايد، ومن المهم أن نتحدث عنها؛ لأننا هنا لا نتكلم عن مرض أو تقاليد لا ينبغي الحديث عنها، بل نتكلم عن أرواح معذّبة بين دارين..
أثناء قراءتي وجدت توافقاً بين تسلسل الرافعي في علاج المشكلة في قصته وبين طرق علم النفس في التعامل مع الأشخاص ذوي الميول الانتحارية أو المقدمين على الانتحار؛ والأفضل أنه أجاب عن تساؤلات مرت بي في مراحل العتمة، وتمنيت لو قرأتها في ذلك الحين بدلاً من أظل أتخبط بحثاً عن إجابة.. وتمنيت أكثر لو أحفظ ردوده لأساعد من يمر بمثل ما مرت به شخصيات القصة.. وهم كثر.
وفي هذا المقال جمعت بين طريقة الرافعي في علاج المشكلة وبين ما اتفق عليه علم النفس في مواضع مختلفة، مقسمة على نقاط ومحاولة أن يكون بالتسلسل المناسب، وبلغة مبسطة مع روابط اثرائية للاستزادة.
خلفية يمكن تجاوزها
العصر الأموي.. مسجد الكوفة..
والمسيب بن رافع راوي الحكاية (ويقال إن الرافعي كان ينقل نفسه في تلك القصص بهذا الاسم) جالس يتحدث ويمزح مع رفاق له، يلفت نظره شاب نضر جالس إلى بجوارهم، متجهم الوجه، محني الظهر، منطفئ العينيين.
ظانّاً أن الشاب ينصت لهم ألقى المسيب طرفة، فضحك من حوله، لكن الشاب لم يضحك..
وتتحرك مشاعر الأبوة في قلب المسيب الذي مات له شاب في نفس عمر هذا الفتى، فيسأله عما به، وبعد تمنع من الشاب يخبره أن والده قد قرر الانتحار، وأنه دعا ابنه ليلحق به، أو فليأت من صباح اليوم التالي وليغسله ويكفنه، فوعده ابنه أن يأتيه في غروب الشمس لينهيا حياتهما معاً ..
وكان الفتى كمحاولة أخيرة قد جاء يسأل الشعبي عن حكم قتل النفس لمن ضاقت عليه الأرض بما رحبت..
استمع له المسيب بتعاطف.. ثم اقترح عليه أن يأخذه الى الشعبي..
1- تلمّس التغيير
هل تغيرت عليك صديقتك؟ هل بدأ صديقك في الحديث عن ضيقه من الناس والحياة؟ بل بالعودة لنفسك؛ هل أصبحت فكرة الموت ليست سيئة إلى ذلك الحد؟ بل بدأت تتمنى الموت في اليوم ألف مرة، وتتأمل المخاطر برغبة أن تلقي بنفسك فيها.. لا شجاعة؛ وإنما رغبة في إنهاء الحكاية.
في القصة انتبه راوي القصة المسيّب إلى هذا الفتى وانطفاءه، وتألم لحاله وسأله عما به بعاطفة أبوية جعلت الفتى يتكلم وينفّس عما في داخله رغم تمنّعه في البداية، وكيف كان أبوه تاجراً غنياً وانقلبت حالهم وأغلقت الأبواب في وجههم (وهذه من عوامل الخطورة؛ صدمات في الحياة)
أعراض من المهم التنبه لها:
– أفكار سلبية مثل: أنا عبء على الآخرين، “أنا فاشل/ـة”، “ما الفائدة من الحياة؟”، “لن أستطيع أن أجد حلاً لهذه المشكلة”، “لقد خسرت كل شيء”، “لا أحد يهتم بي”، “أنا أخيب ظن الجميع”، “سأريهم ما فعلوا بي.”
– الحديث المتكرر عن الانتحار أو الرغبة في الموت مثل: “سأقتل نفسي”، “ليتني لم أكن”، “ليتني ميّت”
– اتخاذ خطوات لإنهاء الحياة: شراء حبوب، سكين أو سلاح في الغرفة
– الانعزال عن الناس والنشاطات الاجتماعية
– تقلبات مزاجية حادة
– الشعور باليأس والمحاصرة
– تغيرات في روتين الحياة: ينام كثيرا أو لا ينام، يأكل كثيرا أو يأكل أقل
– يتصرف بتهور: تعاطي المخدرات، قيادة متهورة وغيرها
– توديع من حوله وكأنها المرة الأخيرة
– توزيع مقتنياته للناس دون مبرر منطقي
ماذا نفعل بعد الملاحظة؟
يمكنك الاتصال على الرقم الخاص بالطوارئ أو الاستشارات النفسية في بلدك، في المملكة العربية السعودية يتوفر مركز اتصال الاستشارات النفسية: 920033360
وماذا أيضاً؟ لنرَ ما فعل المسيّب:
2– الاحتواء والإنصات
لا تبادر في طرح الحلول، أو الشجب والاستنكار، واسمع بقلبك قبل أذنيك، التعاطف والإنصات منزلته كبيرة.. أحياناً يريد المنتحر أن يقول :”اسمعوني، التفتوا لي، أنا هنا!!” ولعل هذا ما يفسر انتحار الكثير على مرأىً الناس.. لعلها دعوة أخيرة للنجاة.
أكد علماء النفس أهمية عدم الحكم على الشخص وعدم إعطاءه حلول سريعة، بل الإنصات والاحتواء والتعاطف مع ألمه، والحرص على الابتعاد عن عبارات تشعره بالذنب او بالندم على الحديث، مثل “احمد ربك أنت أفضل من غيرك”، و”بلا دلع”، و”هذا تصرف أناني”
إن كنت أنت من تمر بهذا ولا تجد أحداً ينصت لك.. فانتقل للنقطة الثانية
3– اذهب للمختصين
المختصون قد يكونون أخصائيين أو أطباء نفسيين، وقد يكونون علماء دين، أو خبراء عموماً لكن من المهم أن يكون هؤلاء العلماء والخبراء قريبين من الواقع، مطلعين على مشاكل الناس، فربما يكون العالِم مشتغلاً بالتعليم عن واقع الناس، وبهذا لن يساعد في حل مشكلة صديقك أو مشكلتك أنت، وربما لن يعرف كيف يتعامل معها فيبني لديك تصور سيئ عن العلماء وهم بالنهاية بشر ربما لم يكن لديهم خبرة في مجال الانتحار والأفكار الانتحارية.
في هذه الحالة عرف المسيّب أن الفتى لا يناسبه إلا الإمام الشعبي.
4– الحكمة والحذر في التعامل
قرر الشعبي أن يزور الأب بنفسه، لكن الابن كان يعرف أن أباه سيقدم على الانتحار فور أن يراهم عند عتبة بابه، خوفاً من أن يمنعوه.
لذا قفز الفتى من السور إلى داخل المنزل وأدخلهم خفية على والده في الغرفة.
كذلك يتضح معنى الحذر عندما حاول الشعبي أن يستفتح بذكر آية عن الصبر، فانفجر فيه الرجل:
“أيها الشيخ، قد صبرنا حتى جاء ما لا صبر عليه؛ وقد خلونا من معاني الكلام كله؛ فما نقدر عليها إلا لفظة واحدة نملك معناها، هي أن ننتهي!”
فلم يغضب الشعبي لتصرف الرجل أو ينهره لاعتراضه، وإنما انتقل معه للخطوة التالية..
5– ذكر القصص (في الوقت المناسب)
كما ذكرنا سابقاً، فالمقارنة بمصائب الناس لا تجدي نفعاً، فلكل معركته الخاصة في الحياة.
لكن الشعبي بدأ في سرد بعض قصص من ابتلوا بابتلاءات شديدة، لا ليقارن وإنما ليشد اهتمام الأب المكلوم..
فقد كان سبب رغبة الأب بالانتحار هو خسارته كل ما يملك، فبدأ الشعبي بذكر قصة عمران بن حصين الذي شل جسده 30 سنة لا ليشعر الأب بالذنب، وإنما ليبين له العلاج وهو كالتالي..
6– فهم حقيقة الحياة وسر الابتلاء
” إن هذه الأرض تحمل الجبال فلا يشعر موضع منها بالجبل القائم عليه، إذ كان تماسك الأرض كلها قد جعل لكل موضع منها قوة الجميع، ولولا هذا لدك الجبل موضعه وغار به؛ وكذلك يحمل المؤمن مثل الجبال من البلاء على أعضائه لا ينكسر لها ولا يتهدم؛ إذ كانت قوة روحه قوة في كل موضع، فالبلاء محمول على همة الروح لا على الجسم”
فكأنك بطل من الأبطال مع قائد الجيش -تعالى الله علوا كبيرا- فتفرض شجاعتك لتحظى بالقرب عند قائد الجيش أن تقول له:” امتحنّي وارم بي حيث شئت” وإذا رمى بك ورجعت مثخناً بجراح المعركة، هل تعتبرها آثار المصيبة أم ثناء على شجاعتك؟
هكذا ساقها الرافعي على لسان الإمام الجليل..
لكل منا نصيبه من البلاء من خير وشر، وهذه سنة الكون.
أما عما يجعلنا نواجه البلاء بقوة، ونتحكم به ولا يتحكم بنا، ولا ينتهي بنا الأمر باليأس
ومحاولة الانتحار، فهو كما في النقاط التالية:
7 – تقوية الإيمان والعقل الروحاني
“الإيمان الصحيح هو بشاشة الروح، وإعطاء الله الرضى من القلب، ثقة بوعده ورجاء لما عنده ومن هذين يكون الاطمئنان” وبهؤلاء يتكون ما سمّاه الرافعي بالعقل الروحاني
إذن:
بشاشة الروح+ الرضى + الثقة بوعد الله + الرجاء للثواب = عقل روحاني ما معنى هذا؟
لا لسنا بصدد معتقدات صوفية هنا، بل العقل الروحاني يعني باختصار: “عزيمة الإيمان وقوته”
وأسماها بذلك لأن المصائب تسلبنا عقولنا، فنصبح أقرب للجنون، وبالإيمان والرضى والرجاء للثواب، والثقة بوعد الله في العوض وفي تيسير كل عسير، يتكون لنا عقل آخر، عقل مرتبط بالله واثق به لا تزعزعه جبال المصاعب، يخوض به تلك المصيبة حتى يعود لنا عقلنا الطبيعي.
“فالبلاء محمول على همّة الروح، لا على الجسم“
فنلاحظ كيف يثبت البعض في المصائب رغم عظم مصيبتهم، وتراهم ولسانهم يلهج بالحمد؛ ذلك لأنهم قووا إيمانهم، فسهل عليهم الصبر.
– ماذا يفعل العقل الروحاني(عزيمة الإيمان وقوته والاطمئنان به)؟ باختصار:
– يقتل الخوف الدنيوي؛ بالتسليم والرضى وفهم حقيقة الحياة
-تحصر البلاء في مقداره، وتنقص من معانيه شيئا فشيئا، أما اذا نقصت عزيمة الإيمان يأتي البلاء مجاوزاً مقداره بما يصحبه من الخوف والروع.
-يغير تأويلك للمصائب، فتشعّ من النكبات معانٍ شريفة فـ “الفقر باباً من الزهد، والمرض نوعاً من الجهاد، والخيبة طريقاً من الصبر، والحزن وجهاً من الرجاء، وهلمّ جراً“
في مقطع للشاب المناضل عبدالباسط الساروت رحمه الله عن حصار حمص الذي استمر 3 سنوات. قال فيه ببساطة إنه كان يعتبر ذلك الحصار عداد حسنات يجري في كل لحظة، هذا الفكر وهذا التفاؤل هو – بعد عون الله- ما جعله يثبت بينما تخلى الكثير عن أهله وقضيته (ومن نحن لنلومهم؟)
“وفي النفس حياة ما حولها، فإذا قويت هذه النفس أذلت الدنيا، وإذا ضعفت أذلتها الدنيا!”
هنا انكب الرجل على يد الشيخ يقبلها وقد عادت له روحه، فقام الشيخ وعانقه فرحاً بعد أن رأى النور يجري في وجهه وطمأنه.. لكن الحكاية لم تنته فقد انتقل بعدها إلى النقطة التالية:
8- “لا تكن وحيداً. لا تكن فارغاً“.
كما يقول أحمد خالد توفيق على لسان أحد أبطاله في علاج هموم الحياة.
فقد أمر الشعبي المسيّب بن رافع بأن يبيت عند الرجل، حتى لا تحاصره أفكاره ويقدم على ما أزمع تركه، وليؤنس وحشته كذلك.
ثم في الصباح رافق الرجل المسيب في بعض أموره ثم لحقهم بالمسجد إلى درس الإمام الشعبي.
وهذا مهم في علم النفس لمن يقدم على محاولة انتحار، أن تتأكد أنه ليس وحيداً، وتبعد عنه ما قد يؤذيه، كما أنه من المفيد أن تبني معه “خطة أمان”
9– التذكير بحكمة تحريم الانتحار
بدلاً من أن تذكر له أنه حرام فقط دون تفسير أو إقناع، بل ثقف نفسك وغيرك بمقاصد تحريمها، وانتق الوقت والأسلوب المناسب.
الشعبي انتقى الوقت المناسب، في الدرس العام، وكان حديثه عامّاً للجميع وليس للأب وحده ليكون ذلك أقوى تأثيراً ويبعد الدفاع عن النفس.
وقد ذكر كلاماً عظيماً جميلاً يمكنك الاطلاع عليه هنا وهنا
10– المجتمع والانتحار
مما قد يدفع الإنسان إلى الانتحار -أو إلى كثير من الأمراض النفسية- هو نظرة الناس والمجتمع له.
فكم مرة قرأنا عمن انتحر بسبب التنمر، أو بسبب القيود المادية التي منعته من الزواج، او عوائق الدراسة، أو الابتزاز، وغيرها مما كان للناس ونظرة المجتمع أثر كبير عليه.
والحل؟
ذكر الشعبي آية ” محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم”
فإذا تحققت “رحماء بينهم” تقررت العظمة النفسية للجميع، فلم يحقروا الفقير بفقره، ولم يعظموا الغني لغناه، وإنما يحقرون ويعظمون لصفات سامية أو حقيرة.
وعندما تصبح الفضيلة هي معيار الناس في تقييمهم للآخر، يصبر الإنسان على مصائبه، لا بقوته وحده ولكن بجميع القوى التي حوله.
“أفلا ترون أن إعجاب الناس بالشجاعة وتعظيمهم صاحبها، يضع في ألم السلاح لذة يحسها لحم الشجاع البطل؟”
فدور كل فرد مهم في محاربة نظرة المجتمع المادية المهلكة.
هنا قام أحد الرجال في المجلس وبدأ يحكي تجربته مع الانتحار والآية التي استوقفته وهو في همه وضيقه، بعد محاولته للانتحار وفي الفصل التالي ساق لنا الرافعي على لسان بطل تلك الحكاية النقاط التالية:
11– تخيلها فيمن تحب
عندما همّ هذا الرجل بالانتحار رجته زوجته ألا يفعل قائلة – في محاولة أخيرة لاستبقاء حياته- أنهم إما أن يعيشوا معاً أو يموتوا معاً ؛ هي وهو وطفلهم الرضيع، لكن ذلك لم يكن ذلك ليفرق معه، بل رأى رأيها منطقياً.
أكملت: “فتعال اذبح الطفل..”
وقد همّ بذلك، إلا أنه ما إن رأى حد الشفرة على رقبة ابنه الغضّة، تراجع ثم فرّ من منزله مرعوباً..
في مقال 10 أسباب حتى لا تؤذي نفسك تذكر الكاتبة أحد أهم الأسباب التي ساعدتها على التوقف عن إيذاء نفسها في موقف مع “صديقها”، وهذا في شعورهم عندما يقدم من يحبون على إيذاء نفسه، فكيف بمن يقدم على الانتحار؟
12– الصحبة الصالحة
من المهم لمن أنجاه الله من الانتحار أو من يعاني من ميول انتحارية أن ينتقي صحبة متفائلة سامية الأهداف.
13– العقلية المتحركة لا العقلية الجامدة
من المهم أن تنمي لديك العقلية المتحركة، أن تتعامل مع التغيير بمرونة، وتتقبل الخسائر بروح رياضية.
وأن تعلم بيقين أن كل شيء سيمر بخيره وشره.. قال بطل تلك القصة:
“فأصبح من خصالي أن أرى الحاضر كله متحركاً يمر بما فيه من خيره وشره جميعاً”
“إن الإنسان ونفسه في هذه الحياة كالذي أعطيَ طفلاً نزقاً طيّاشاً عارماً متمرداً ليؤدبه ويُحكم تربيته وتقويمه، فيثبت بذلك أنه أستاذ، فيعطى أجر صبره وعمله، ثم يضيق الأستاذ بالطفل ساعة فيقتله.
أكذلك التأديب والتربية؟”
﴿وَلا تَقتُلوا أَنفُسَكُم إِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُم رَحيمًا﴾