التربية والتعليم

أطفال المملكة المتحدة في أدنى مستويات السعادة على مستوى أوروبا

  • ألكسندرا توبنج
  • ترجمة: سارة الفالح
  • تحرير: مريم إياد

أكثر من ثلث الأطفال البالغين عمر الخامسة عشر عامًا في المملكة المتحدة سجلوا درجات متدنية في التقرير السنوي حول الطفولة السعيدة. 

يعيش الأطفال في المملكة المتحدة أدنى مستويات الرضا عن الحياة مقارنة بجميع أنحاء أوروبا، ووفقا للتقرير المنشور حول الطفولة السعيدة، فإن السبب جزئيا يرجع إلى “مخاوف البريطانيين من الفشل”. 

ورد في التقرير السنوي الصادر عن جمعية الأطفال حول الطفولة السعيدة أن أكثر من ثلث الأطفال البالغين من العمر خمسة عشر عامًا في المملكة المتحدة سجلوا درجات متدنية في الرضا عن الحياة. كما حققوا نتائج سيئة في مقاييس الرضا بما في ذلك الرضا عن المدرسة والأصدقاء والإحساس بالهدف مقارنة بالأطفال في البلدان الأوروبية الأخرى.

وأشار التقرير إلى أن ارتفاع معدل الفقر بين الأطفال والضغوط المدرسية مع الخوف من الفشل هي الأسباب التي تجعل ٦٤٪ فقط من أطفال المملكة المتحدة يشعرون بالرضا تجاه حياتهم وهي أدنى نسبة من بين ٢٤ دولة شملتها الدراسة الاستقصائية التي أجرتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

كما ورد أن الأطفال في رومانيا يتمتعون بأعلى مستويات الرضا عن الحياة (بنسبة ٨٥٪) متقدمين على فنلندا (٨٤٪)، بينما كان أداء المملكة المتحدة أسوأ من إسبانيا (٨٢٪) وفرنسا (٨٠٪).

صورة2
رسم بياني للغارديان –المصدر: بيزا.

قال ريتشارد كريلين، أحد مؤلفي التقرير: “يتحدث الأطفال والشباب كثيرًا عن الضغط الممارس عليهم للقيام بعمل جيد، وهذا ينعكس على الضغط الحاصل في المجتمع البريطاني في حتمية تقبل الصعوبات ومواجهتها بشجاعة. وعليه عبّر الشباب على مستوى المملكة المتحدة عن شعورهم السيء تجاه الحكم عليهم بالفشل في حال أنهم لم ينجحوا في أمر ما من المحاولة الأولى.”

وأضاف مارك راسل، الرئيس التنفيذي لجمعية الأطفال: “كمجتمع: لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي حيث يكون الأطفال في المملكة المتحدة غير راضين عن حياتهم في أوروبا، يجب أن نحدث تغييرًا”

جُمعت البيانات قبل جائحة كورونا، مما يشير إلى أن الأمور قد تكون الآن أسوأ بكثير بالنسبة للشباب في المملكة المتحدة. تُبين دراسة استقصائية أجرتها جمعية الأطفال في يوليو، أن ما يقارب واحد من كل خمسة أطفال تتراوح أعمارهم بين عشرة وسبعة عشر عامًا في المملكة المتحدة –أي ما يعادل ١.١ ميلون– عبروا عن عدم رضاهم عن حياتهم ككل أثناء الحجر المنزلي خلال أزمة كورونا، وهذا يشكل ارتفاع من متوسط (١٠–١٣٪) على مدى السنوات الخمس الماضية.

يكافح ما يقارب ربع من الفتيات البالغات من العمر خمسة عشر عامًا في المملكة المتحدة من أجل رفاهيتهن 

أظهرت النسب المئوية أدناه نسبة الأطفال الذين يكافحون من أجل رفاهيتهم في ثلاث جوانب على الأقل من أصل أربعة.

صورة1
رسم بياني للغارديان | المصدر: بيزا. نسب الرفاهية لأربعة جوانب وهي (الرضا عن الحياة والسعادة والحزن والاحساس بالهدف)

قال راسل: “حتى قبل الوباء، والذي كان له أثر كبير على رفاهية أطفالنا، شعر الكثيرون أن حياتهم بلا هدف. باعتقادنا أن الخوف من الفشل ليس هو السبب الوحيد –الذي وجدناه في بحث سابق كان الأعلى نسبيا بين أولئك الذي يعيشون في بيئات فقيرة– ولكن أيضا ارتفاع مستوى انتشار الفقر بين الأطفال قد يكون سببًا جزئيًا”. ودعا الحكومة إلى “إعادة ضبط الوضع” وإدخال نظام وطني يُعنى بقياس الرفاهية عند الأطفال.

وفقا لبيانات Eurostat المذكورة في التقرير: ففيما بين عامي ٢٠١٥ و٢٠١٨، شهدت المملكة المتحدة أكبر نسبة زيادة في الفقر بين الأطفال -حوالي ٤٪- في حين انخفض متوسط الفقر بين الاطفال في ٢٤ دولة.

كان لدى الأطفال البالغين من العمر خمسة عشر عامًا في المملكة المتحدة أعلى نسبة مخاوف من الفشل مقارنة بين ٢٤ دولة أوروبية تم إدراجها وتقييمها في برنامج التقييم الدولي التابع لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (بيزا). بينما كان القادمين من سويسرا ورومانيا والنمسا  لديهم أدنى نسبة في درجات الخوف من الفشل، في حين قاربت مالطا فقط من درجة المملكة المتحدة.

وورد في التقرير، وفقا لبيانات من دراسة استقصائية حول السلوك الصحي للأطفال في سن المدرسة (HBSC) لعام ٢٠١٧ -٢٠١٨ أن المملكة المتحدة تشهد أعلى مستويات الضغط الدراسي التي عبر عنها الأطفال البالغين من العمرخمسة عشر عامًا. في حين جاءت إنجلترا في المرتبة الثالثة من بين ٤٥ دولة، حيث أفاد ٧٤٪ من الفتيات و٦٢٪ من الفتيان بأنهم يشعرون بالضغط بسبب التحصيل الدراسي؛ واحتلت ويلز المرتبة الخامسة (٧٥٪ من الفتيات، ٥٥٪ من الفتيان) واسكتلندا في المرتبة السادسة (٧٤٪ من الفتيات و٥٣٪ من الفتيان).

شهدت المملكة المتحدة انخفاضًا حادًا في الرضا عن الحياة عند الأطفال في السنوات الخمس الماضية، ووفقا للتقرير، والذي قام بمقارنة المملكة المتحدة بدول الاتحاد الأوروبي لأول مرة في عام ٢٠١٥. كانت في المرتبة التاسعة عشر من بين ٢١ دولة بدرجة ٦.٩٨، أعلى من إيطاليا ٦.٨٩ واليونان ٦.٩١؛ ولكن في حين كانت هناك زيادة طفيفة في مستوى الرضا عن الحياة في هذين البلدين، فقد انخفضت النسبة بشكل كبير في المملكة المتحدة.

ووجد التقرير أيضا أن الفتيات كن أكثر تعاسة من الفتيان، حيث يكافح أكثر من 25% من الفتيات البالغات من العمر خمسة عشر عامًا من أجل رفاهيتهن. كما كانت الفجوة بين سعادة الفتيان والبنات أكثر وضوحًا من أي بلد آخر.

وكان لدى ٢٣٪ من الفتيات درجات متدنية في ثلاثة من المقاييس الأربعة الواردة في التقرير (الرضا عن الحياة والسعادة والحزن والإحساس بالهدف) مقارنةً بـ ١٤٪ من الأولاد. وقالت كريللين إن الفتيات يَمِلن الى أن يكن أكثر سعادة من الفتيان في نهاية المرحلة الابتدائية، ولكن ما أن تتراوح أعمارهن بين ١٠ و١٥ سنة: “يسقطن من الهاوية”.

وفقًا للبيانات المذكورة في تقرير عن دراسة أجرتها اندرستاندينق سوسايتي وجد أيضا أن الصداقات قد تكون سببا للمعاناة بالنسبة للبعض. بين عامي ٢٠٠٩ و٢٠١٧، ارتفع عدد الأطفال غير الراضين عن أصدقائهم والذين تتراوح أعمارهم بين ١٠ و١٥، من حوالي ٨٦،٠٠٠ (١.٩٪) إلى ١٥٥،٠٠٠ (٣.٥٪). كما وجد أيضا أن ٣٪ من الأطفال في المملكة المتحدة قالوا إنه ليس لديهم أصدقاء مقربين يمكنهم التحدث معهم إذا وقعوا في مشكلة ما.

قالت البرفسور تامسين فورد، من كلية الطب النفسي للأطفال والمراهقين في الكلية الملكية للأطباء النفسيين، إن النتائج الواردة في التقرير مقلقة للغاية، لا سيما وأن عام ٢٠٢٠ كان صعبا بشكل خاص لكثير من الأطفال.

وقالت: “نريد أن نرى تركيز أكبر من الحكومة على تحسين الصحة النفسية عند الأطفال والشباب للتأكد من عدم تجاهل هذا الجيل من الأطفال. يجب أن نفعل كل ما بوسعنا لرفع مستوى الرفاهية عندهم، بما في ذلك زيادة توفير دعم الصحة النفسية في المدارس وعلاج خاص لجميع الأطفال الذين في حاجة له.”

المصدر
theguardian

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى