ماجد بن عبدالرحمن البلوشي
“أريكة وكتاب”.. هذا وسم لطيف مشوّق، أطلقه حساب “نديم” في شبكة التواصل الاجتماعي تويتر، و”نديم” لمن لا يعرفه جؤنة عطرة فاح شذاها وملأ عبقها أرجاء المتابعين، وقد قصد حين أطلق وسم “أريكة وكتاب” إلى تحفيزهم باغتنام مرحلة العزل المنزلي وحظر التجول بسبب مرض كورونا، ليخضد بذلك شوك مضيعة الوقت، ويُنبت زرع المعرفة، فانقاد إليه طائعين جذلين طوائف جادّة من فتية الشباب ذكرانًا وإناثًا، ممن أنعم الله عليهم بحب المعرفة واستعذاب القراءة، فملؤوا الرحب وأضاؤوا الدرب.
وقد كنت أحد أولئك الذين ابتهجوا بأثر الوسم الوضيء، فردني ردًّا جميلًا بعد انقضاء الأيام وتصرّف الأحوال وتبدّل النشاط، إلى ساعات طوِال كنت أقضيها يوميًّا في مكتبتي، لأستخرج منها كتبًا ذوات عدد قرأتها فيما مضى وتركت أثرًا حسنًا في داخلي، فأحببت أن أشارك القراء التعريف ببعضها بعبارات موجزة.
وقبل الاسترسال بذكر تلك الكتب، أحب أن أمهّد بهذه التوطئة:
إنَّ الكتب لا تُقرأ لأجل ما فيها من العلم المتخصص فحسب، بل الكثير منها جوادّ فسيحة ومراقٍ صاعدة إلى أنواع أخرى من المعارف والعلوم والمواهب، فكتب أصول الفقه على سبيل المثال تمكّن قارئها من امتلاك ناصية مهارة النقد وممارسة الحِجاج، وتعلمه أصول المرافعة عن رأيه ودفاعه عن توجهاته، انظر مثلًا إلى تفنّن الغزالي في تعاطي فنون الحِجاج في “المستصفى” وكذلك تألّق الرازي في “المحصول” فهذه المؤلفات ونظائرها تتأبط عقل قارئها وتقوده في رياض المحاجة والبحث والمناظرة.
وكتب العربية وآدابها تستفز طبع القارئ وتستثير شجونه وتحرك عواطفه، فهي ليست كتب نصوص مجردة، بل هي واحات غنّاءة تزيّنت بأفانين العقل والعاطفة والطرفة والمُلح والنوادر، مع ما فيها من تغذية الملكة بالألفاظ الجزلة والمعاني الحسنة والخيال الخصب.
وقد أشاد ابن العميد بكتب الجاحظ وذكر أنها تعلّم قارئها العقل، ويُنقل عن أبي العلاء المعرّي قوله: أبو تمام والمتنبي حكيمان، وإنما الشاعر البحتري، فكأنه يلمح إلى الأثر القوي لكتب الشعر في بناء العقول وتعزيز التجربة الإنسانية.
وكذلك كتب التراجم، فهي أكثر من أن تكون سيرًا مجرّدة، أو مسارات متخصصة بإطار معياري دقيق، بل إنَّ كثيرًا منها عبارة عن دورات متقدمة في تقويم السلوك وتأهيل النفوس وتحفيز الهمم، لما فيها من عبارات التزكية وقصص تهذيب النفوس وخوض التحديات وتحقيق الطموح، وكم يغشاني التقدير والإجلال وأنا أقرأ أخبار العلماء العاملين في كتاب “تهذيب الكمال” للمزي، مع أنه مخصص لتراجم رواة الكتب الست ومنازلهم في الضبط والعدالة جرحًا وتعديلًا، إلا أن ما فيها من أخبارهم في الديانة والعمل والورع يفوق أحيانًا ما يقال عنهم في الجرح والتعديل.
وفي لسان الميزان للحافظ ابن حجر من أخبار العلماء ومؤلفاتهم وأحوالهم ما قد يقصر عن استيعابه عنوان الكتاب الذي يظنه القارئ لأول وهلة أنه مخصص في نقد مرويات المجروحين فحسب.
ويلتحق بكتب التراجم: كتبُ تواريخ الحوادث ومجريات السنين وأخبار الأمم والدول والملوك، فهي ليست أحداثًا مجردة يذكرها المؤرخون من باب الترف العلمي، لكنها استشراف حضاري وتنبؤات مدنية، ومن هنا جاءت القيمة المعرفية الاستثنائية لمقدمة ابن خلدون لما تضمنه من تفسيرات للتاريخ ومجرياته، والتي عُدت فاتحة الطريق لعلم الاجتماع، في الوقت الذي لم ينل تاريخه ذات الحظوة والمكانة، لما فيه من الأوهام واعتماده كثيرًا على النقل المجرد عن سابقيه.
ولا تفوتني عبارة الشافعي المشهورة التي استفاض النقل بها عند كبار طلابه كالمزني والربيع بن سليمان ويونس بن عبدالأعلى الصدفي وغيرهم: “من تعلم القرآن عظمت قيمته، ومن تكلم في الفقه نبل قدره، ومن كتب في الحديث قويت حجته، ومن نظر في اللغة رق طبعه، ومن نظر في الحساب جزل رأيه”.
وكبار القرّاء يدركون هذا المعنى أيّما إدراك، وأعجبني وصف الطناحي لأستاذه محمود شاكر أنه يعامل المكتبة معاملة الكتاب الواحد، فجميع هذه الكتب المتفرقة في مكتبته الضخمة إنما هي بمنزلة الكتاب الواحد، تُقرأ جميعها، وتترابط موضوعاتها وإن اختلفت تخصصاتها.
ومن أهم مفاتيح المعرفة أن يعتاد القارئ القراءة المتأنية المكررة ، فهي أكثر التصاقًا بالمعرفة وبثمرتها من قراءة الجرد أو القراءة التصويرية السريعة، فإذا كرر القارئ الكتاب المميّز كان ذلك أدعى للاستفادة منه وضبط المعرفة، لاسيما كتب التخصص أو أمهات كتب فنون المختلفة.
فلا يعجل القارئ بالكتاب من قبل أن ينال حظه من فهمه وهضم معارفه، فلا استيعاب صحيح مع القراءة المستعجلة! إذ غاية القراءة تحصيل المعرفة واكتساب الثقافة ونيل الحكمة وإمتاع الروح، وهذا يحتاج إلى تأن وصبر ومعالجة.
وقد لفت انتباهي تعبير استخدمه الذهبي في أثناء كلام له في ترجمة ابن قدامة من كتابه “سير أعلام النبلاء” فقال: فمن حصّل هذه الدواوين – يعني المحلى والمغني والسنن الكبرى والتمهيد – وكان من أذكياء المفتين، وأدمن المطالعة فيها، فهو العالم حقًّا”.
تأمل قوله “وأدمن المطالعة فيها”، فهي مصباح سحري للتميّز المعرفي لاسيما في التخصصات العلمية أو العلوم الإنسانية المؤثرة في ثقافة الناس المحلية.
وقصص العلماء والمثقفين في تكرار قراءة الكتب كثيرة مشهورة، ومما قرأته أن كارل ماركس كان مفتونًا بهيغل إلى الحد الذي حفظ معه كثيرًا من نصوص كتبه لكثرة ما كان يقرأ فيها، ووقع شيء قريب منه للينين والذي تجاوز القراءة في مؤلفات ماركس وإنجلز وقرر الصعود إلى هيغل فقرأ مؤلفاته وعكف عليها مدة من الزمن في إحدى المكتبات العامة.
ويقال أن تشرشل كان يحفظ عددًا من مسرحيات شكسبير، وما جاء هذا الحفظ إلا من تكرار القراءة فيها ومعاودة النظر إليها، وكان عبدالقادر المازني يحفظ الكامل للمبرد، ووقع لعبدالعزيز الميمني خطأ في قراءة بيت من الشعر فانبرى على إثر ذلك إلى مكتبته وراح يكرر كتب الأدب والشعر ويديم النظر فيها حتى حفظ عشرات الآلاف من الأبيات.
ومكث الدكتور عبدالله الطيب إلى وفاته وهو يقرأ ويكرر كتاب سيبويه حتى قيل بأنه كان يستظهره، ومن أخبار المتقدمين أن الزريراني الحنبلي – كما في المقصد الأرشد لابن مفلح – قرأ المغني ثلاث وعشرين مرة، وكان يستحضره.
والقراءة الجادة المكررة لا تقتصر على الرجال فحسب، فمن نوادر أخبار النساء في القراءة واستحضار المقروء: ما يذكره المؤرخون عن فاطمة ابنة عباس البغدادية أنها كانت تستحضر المغني، وكان شيخ الإسلام ابن تيمية يذكر ذلك عنها ويتعجّب منها ويستعد لها حين تسأله وتناقشه لحضور ذهنها وقوة حافظتها، ولا ريب أن هذا الاستظهار إنما جاء من تكرار النظر وكثرة القراءة في الكتاب.
والكتاب الجيّد يفرض نفسه على القراء، ويحتل مكانة سامية بين نظرائه في أرفف المكتبة حتى وإن تأخر عنهم في الرتبة الزمانية، فلا تجعل من المعاصرة حجابًا يمنعك من القراءة لأهل عصرك ممن تمكّن من أدوات المعرفة، وقد قال العز ابن عبدالسلام: ما طابت نفسي بالإفتاء حتى صارت عندي نسخة من كتاب المغني، وهذا إمام النحاة سيبويه توفي سنة ١٨٠ هـ في شيراز بأقصى الشرق الإسلامي، وكان كتابه قد وصل في حياته إلى أقصى بلاد المغرب، وتدارسه وحفظه كثير من العلماء هناك، وممن كان يحفظه حمدون بن إسماعيل، وهو من معاصري سيبويه فقد توفي بعد وفاته بسنوات قليلة، كما في ترجمة حمدون عند طبقات النحويين واللغويين.
وحتى لا أطيل، دونكم القائمة:
سلامة القس
لعلي بن أحمد باكثير، رواية تسيل بالعاطفة الصادقة، حيكت فصول سردها بلغة جزلة وتسلسل محبوك، فهي من أرق ما قرأت من الروايات وأشجاها، ولا يكاد قارئها ينقضي من فصولها إلا وتغلبه عيناه بالدمع ويرق قلبه من الحزن، كأنّما ختمها كاتبها مودعًا فيها دموع الخنساء ووجد متمم بن نويرة على أخيه مالك، ولمؤلفها روايات أُخر لا تقل حبكة وسبكًا عن هذه، ومنها: الثائر الأحمر، وأعمال هذا الأديب الكبير جديرة بأن تصدر في مجموعة كاملة.
الصين عودة قوة عالمية
لكونراد زايتس، من أهم وأفضل ما وقفت عليه من المؤلفات العلمية التي تربط بين ماضي الصين وحاضرها، بدءًا من كونفشيوس ومرورًا بماو تسي تونج وانتهاءً بالصين الحالية، فيه عرض تاريخي حضاري وآخر اقتصادي تجاري، وعلى الرغم من كون الكتاب مطبوعًا في عام 2003م، إلا أنَّ كاتبه يتساءل في فصله الأخير: هل سيكون عام 2020م، هو عام هيمنة الصين على العام؟ ولعل ما نشاهده الآن من أحداث كورونا يجيب ولو بشكل جزئي عن هذا السؤال المهم.
عبدالله القصيمي التمرّد على السلفية
للدكتور يورغن فازلا، وهي رسالة دكتوراه استعرض فيها مسيرة حياة القصيمي الشخصية والعلمية، وأبرز محطات تغيره العلمي، ومراحل اشتعال جذوة شهرته ثم خبوتها التدريجي بعد انحسار أفكاره أو تلاشي تأثيرها، إلى انزوائه بعيدًا عن التأثير سواءً المعرفي المؤصل أو الثقافي العام.
سفرنامة
للرحالة الفارسي ناصر خسرو، دوّن فيها رحلته إلى الحج ذهابًا وإيابًا، في القرن الخامس الهجري، وذكر معلومات جغرافية وتاريخية مهمة عن تلك المرحلة الزمنية وعن بعض الممالك التي كانت قائمة كالدولة الأخيضرية في بلاد اليمامة بنجد، وفيها من الإشارات عن حالات البؤس وشدة الفقر وانعدام الأمن ما يندى له الجبين حزنًا وتوجّعًا، ونظرًا لندرة المؤلفات التاريخية عن تلك الحقبة الزمنية في نجد فإن سفرنامة أصبح مرجعًا مهمًا لدى المؤرخين المعاصرين المهتمين بتاريخ الجزيرة العربية.
عقل غير هادئ
للدكتورة كاي ردفيلد جاميسون، كتبت فيه سيرة ذاتية متفرّدة في بابها وملهمة لقرائها، حيث ساقت تجاربها مع القلق والاكتئاب والنوبات النفسية في مختلف مراحل حياتها، قبل أن تغدو عالمة في تخصصها النفسي، وتتخطى منعطفات الصعاب جميعها.
انتحار المثقفين العرب
للدكتور محمد بن جابر الأنصاري، يناقش فيه انزواء المفكّر والمثقف، وبعده باختياره عن المجتمع وضعف تأثيره أو تلاشيه، فمنهم من يلجأ إلى إزهاق روحه هروبًا مما يكابده ويعانيه، وهذه حالاته قليلة في العالم العربي، لكنها ظاهرة في المجتمع الثقافي الغربي، ومنهم من يُلغي آثاره العلمية إتلافًا لها بالحرق أو الرمي في الأنهار كما حصل لأبي حيان التوحيدي على سبيل المثال، وأيًّا ما كانت هيئة الهروب الحسّية أو المعنوية إلا أنها تعبّر عن حالة انتحار المثقف بمفهومه الأوسع.
تصفية استعمار العقل
لنغوجي واثينغو، أديب من أدباء كينيا والقارة الأفريقية المعروفين، ممن رُشح لنيل جائزة نوبل في الآداب، وفي كتابه هذا يستدعي فكرة مهمّة تتمثّل في أهمية الكتابة باللغة المحلّية، وأنَّ أول أشكال مواجهة الاستعمار هو التحررُ من لغات المستعمر التي كان يكتب بها الأفارقة وغيرهم، لا سيّما أن واثنيغو تعرّض لموجة استعمار لمفاهيمه وعقله وصلت إلى الحد الذي غيّر معه اسمه الأفريقي، ثم لما حانت منه صحوة ثاب معها إلى ثقافته المحليّة، قرّر أن يسبح في محيطها الأدبي الثقافي، نافضًا عنه غبار المستعمر، فاستعاد اسمه الأفريقي، وجنّد قلمه وفكره لمواجهة أشكال الاستعمار المختلفة.
موت الغرب
لباتريك بيوكانن، من الشخصيات السياسية المشهورة في أمريكا، وفي هذا الكتاب المهم يتحدث عن حزمة من المشاكل التي يعاني منها الغرب، وتؤدي إلى تآكل مجتمعاتهم، ومنها تراجع المواليد وتوالي الهجرات ومزاحمة الثقافات الطارئة، وأيًّا ما كان باعث المؤلف على تأليف هذا الكتاب، إلا أنّه نكأ فيه جراحات الغرب ونزيفهم الدامي.
وثبة حرف
للدكتورة أسيل ابنة عبدالمحسن الداود، من الكتب الملهمة والمعينة على مواجهة الصعاب وتحقيق الغايات، فقد درست المؤلفة مرحلتي الماجستير والدكتوراه في أكبر جامعات العالم وأكثرها صعوبة في تخصص يندر التحاق النساء به، فتجاوزتها بتفوّق نادر، كما سردت فيه مؤلفته محطات مرت فيها بتحديات قاسية وتجاذبات نفسيّة وأسريّة عنيفة جعل حياتها ساكنة كالمقبرة، غير أنّ نفسها الطموحة التوّاقة بعثت فيها قوة الإرادة فأعادت دوي الأمل إلى حياتها حتى حققت نجاحاتها، وفي الكتاب تأملات سامية عن النفس والحياة والتجارب.
تاريخ الفكر الأوروبي الحديث
لدونالد سترومبرج، كتاب مهم وجدير بالقراءة والعناية، تعرّض فيه مؤلفه إلى تأريخ الأفكار والفلسفات المؤثرة في أوروبا من عام 1601م إلى عام 1977م، مع حديث مستفيض عن أهم الفلاسفة في أوروبا، وهو بحق من الكتب الممتعة الرائقة، ومرد ذلك – بعد محتواه الثري – إلى ترجمته الجميلة التي قام بها أحمد الشيباني، فيسّر ألفاظه وليّن سياقه، حتى جاء الكتاب سهل المأخذ، ناصع العبارة، موطأ الأكناف، على الرغم من صعوبة هذا المبحث التاريخي الفلسفي ووعورة ألفاظه في الجملة.
كوابيس بيروت
لغادة السمان، عمل أدبي حجز لنفسه موقعًا متقدمًا في المكتبة العربية، رسمت فيه المؤلفة بفرشاة نصوصها لوحات دامية من حرب لبنان الأهلية في السبعينات الميلادية، حيث توارت العقول وراء حجاب الطائفية فاشتعل نار البارود وانتشرت روائح الدماء وضاقت طرقات الأرض بجثث القتلى، وقد دوّنت السمّان يوميّاتها عن الحرب اللبنانية وهي حبيسة شقّتها في بيروت، ثم نشرتها في إحدى المجلات اللبنانية، قبل أن تستلّها وتعيد نشرها مطبوعة في هذا الكتاب.
من بلاط الشاه إلى سجون الثورة
لإحسان نراغي، رصد في كتابه هذا المراحل الأخيرة لشاه إيران، وفيه حوارات ثريّة أجراها مع الشاه، ولقاءات متعددة، حملت في طيّاتها مشهدًا قاتمًا لمستقبل إيران مع حكومة الشاه، وهو ما تمخّضت عنه الأحداث بوصول الخميني إلى سُدة الحكم، وخروج الشاه إلى المنفى، وأما نراغي فقد اقتيد إلى سجون الثورة ومكث فيها ثلاث سنوات، كتب خلاصتها في هذا الكتاب.
حياتي
لرفسنجاني، وإذا كان كتاب نراغي السابق يرصد وجهة نظر الشاه ورجاله حول مستقبل إيران، فإن رفسنجاني في كتابه هذا يبوح بدور ملالي إيران وحركتهم الداخلية في عهد الشاه، وكيف كانت تجري ترتيباتهم للثورة وللإطاحة به، وما الأفكار التي تأثروا بها، والأثر الاجتماعي للملالي في إيران، والتنظيمات السرية التي أسّسها مراجع الشيعة، ناهيك عن تنظيماتهم المسلحة – والتي لم تزل تعيث فسادًا في بلاد المسلمين إلى يومنا هذا -، إضافة إلى علاقته الخاصة بالخميني وأسرار تلك العلاقة.
صدمة المستقبل: المتغيرات في عالم الغد
لآلفين توفلر، يُعد من المؤلفات الاستشرافية الكلاسيكية المهمة لدراسة أثر المتغيرات المتلاحقة، الإعلامي منها والاجتماعي والتقني وغيرها على مستقبل الفرد والمجتمع، ودور هذه المتغيرات في إحداث الصدمات المتلاحقة بالجيل غير القادر على مجاراة هذا التغيّر السريع والهائل في مدة زمنية وجيزة، وقد تنبأ المؤلف أثناء صدور الكتاب عام 1970م بثورة في عالم المعلومات والتكنلوجيا ستؤثر في العالم الصناعي، وبتراجع دور الأسرة كحاضنة رئيسة للفرد، ليحل محلها العلاقات المتأثرة بالنمط التقني والتسارع التكنلوجي، وظهور العزلة الفردية مما يتغيّر معه القيم السائدة وتحل محلها قيم جديدة، وهو ما نشاهده واقعًا معاشًا في وقتنا الحاضر.
العود الهندي عن أمالي في ديوان الكندي
للشيخ عبدالرحمن بن عبيدالله السقاف، من الكتب الأدبية ذات الإمتاع المتدفق والإبهار الممتد، جعله مؤلفه في الأصل شرحًا لأبياتٍ من ديوان المتنبي، ثم يسترسل ويقود قارئه في دهشة منسابة إلى أغراض أدبية أخرى تتصل بالبيت الذي يشرحه كإيراد أشباه المعنى ونظائره، ويستطرد في ذكر الأخبار والقصص والفوائد، فالكتاب روضة مزدانة بأفانين من زهر الآداب وخمائله، لا يمل معها القارئ ولا ينقضي نهمه.
لأنك الله، رحلة إلى السماء السابعة
للشيخ علي الفيفي:
وهل بفتى مثله على حاله نكرُ؟
كتاب فذٌّ في أسلوبه، ممتلئ بالروحانية والإيمانيات، فموضوعه مختارات من أسماء الله الحسنى، وأثر هذه الأسماء في واقع الإنسان المعاش، وعلى نفسه وروحه، والقراءة في هذا الكتاب كفيلة بإنعاش الروح وتغذيتها تغذية إيمانية تعيد ربطها بخالقها سبحانه وتعالى، وتجدد فيه معاني أسماء الله الحسنى وصفاته ومفعولها في النفوس البشرية إذا استحضرت تلك المعاني وتلبّست بها.
سير أعلام النبلاء
للإمام الذهبي، من الكتب المشهورة ومن دواوين الإسلام، حتى إني قرأت لأحد العلماء المعاصرين قوله: “لم اقرأ كتابًا أعذب منه وأكثر تأثيرًا في نفسي”، وهو عدة كتب في كتاب واحد، لأنه يستوفي تراجم العلماء ويطول فيها كما لو كانت كتابًا مستقلًا، وما زلت أذكر دهشتي بالكتاب حين اقتنيته وأنا في المرحلة الثانوية، فاعتكفت عليه أقرأه آناء الليل وأطراف النهار حتى أتممته في أسابيع معدودة، وإني لعلى يقين أنَّ غيري من القراء سيلحقه ما يلحقني من هذه الدهشة الغامرة.
الهادي والهاذي
للشيخ عبدالله الهدلق، وهو كتابه البكر ومولوده المعرفي الأوّل، فيه بيان وأدب، وفيه محاجّة ومرافعة نادرة المثال عن شيخ الإسلام ابن تيمية، وقد كنا نظن أن مدرسة النثر الفني الأدبي ختمت نوابغها بمصر! حتى أطل علينا الشيخ عبدالله بأسلوبه الفرد وثقافته الموسوعية، فذكّرنا قول القائل:
إنَّ بني عمك فيهم رماح!
وحقٌّ على الشيخ عبدالله أن يتصدى للتأليف والكتابة ونفع الناس، فهو رفيع القلم، جليُّ البيان.
الإمتاع والمؤانسة
لأبي حيان التوحيدي، وإنَّ أبا حيان لخليق هو وكتبه وبيانه الأدبي أن يكون من موارد القراء في كل جيل، وكتابه هذا على اسمه، فيه مختارات وأخبار وقصص ومعلومات، وفيه تتجلّى شخصية التوحيدي الموسوعية ونثره الفرد، الذي لا يكاد يجاريه فيه أحد، مما جعله يتربّع على عرش النثر العربي كما يرى الكثيرون من النقاد والأدباء، ونصوص أبي حيّان ومؤلفاته ليست للقراءة فقط، بل هي جديرة كذلك بأن يحفظ منها، وأن يستعان بنصوصه وتراكيبها في معالجة النثر والدُّربة على الكتابة الأدبية.
معجم الأفكار والأعلام
لهتشنسون، كتاب لطيف ينتفع به غير المتخصص لمعرفة أبرز الأفكار والنظريات والمفاهيم والأعلام المؤثرين في المجالات العلمية المختلفة، ويقدم تعريفًا بكل أولئك يتسم بالوجازة والعبارة السلسة دون تعقيد أو إغراب أو حشو.
آراء في فقه التخلف
للدكتور خلدون النقيب، من علماء الاجتماع البارزين في الخليج، وكتابه هذا يحوي عددًا من البحوث والدراسات والأوراق التي قدمها في بعض المؤتمرات العلمية، منها الحديث عن التطبيع مع إسرائيل باعتباره مؤشرًا على عجز المنظومة العربية، والمواجهة مع الغرب، وفقر السياسة العربي: الكويت إنموذجًا.
حلية طالب العلم
للشيخ الدكتور بكر بن عبدالله أبو زيد، يُعد هذا الكتاب مدخلًا مهمًا إلى بقية مؤلفات الشيخ، وعنوانًا لعلمه ومواهبه الضخام، ففيه مزايا أسلوبه في اللغة وفي موارده واطلاعه الثقافي الواسع وتبحّره في العلوم، وفي الكتاب روحانية وسمو وشحذ للهمّة يحتاج إليها القارئ في هذه المرحلة المادية المحضة، وفيه كذلك توجيهات مهمة متعلقة بالكتاب واختياره وآليات القراءة النافعة.
خرافة السر
للشيخ عبدالله العجيري، وقد عرفت الشيخ عبدالله من قديم ذكي الفؤاد لمّاح المعرفة، فما ألقاه إلا وهو يرقى في مدارج النفع وتترسّخ معارفه وتنمو ثقافته، حتى إنه ليذكرني بقول الشاعر:
رأيت عرابة الأوسي يسمو / إلى الخيرات منقطع القرينِ
وفي كتابه هذا مناقشة رصينة لقوانين الجذب وخرافات الطاقة، وختمه بحوار مع الدكتور صلاح الراشد.
وفي الجملة فإن مؤلفات الشيخ عبدالله العجيري نُخب وتستحق القراءة الفاحصة.
مصطفى صبري وموقفه من الفكر الوافد
للدكتور مفرح القوسي، ترجم فيه لشيخ الإسلام مصطفى صبري رحمه الله، آخر المفتين في الدولة العثمانية، وتطرق إلى علومه ومؤلفاته ونضاله المعرفي وضربه في الأرض هاربًا مما كان يمسّه من الأذى الحسي والمعنوي، وقد قضى الدكتور مفرح في تأليف الكتاب سبع سنوات، وهي رسالته للماجستير، والكتاب حقيق بأن يُقرأ ويُستلهم من سيرة المترجم له.
تحزيب القرآن
للدكتور عبدالعزيز الحربي، من الكتب الأثيرة عندي، يبحر بنا الدكتور خلاله في تقسيم قراءة القرآن حسب الأيام، واضعًا جداول للختمة حسب ما يناسب القارئ، كما يعرض لتجارب العلماء مع ختم القرآن الدوري ، فهو كتاب يشحذ الهمم بذكر تلك الأخبار والقصص.
المعرفة في الإسلام مصادرها ومجالاتها
للدكتور عبدالله القرني، يناقش فيه مسألة مهمة من مسائل الفلسفة وهي نظرية المعرفة أو مبحث الإبستملوجيا، كتبه بلغة سلسة وأسلوب علمي رصين دون غموض أو تعقيد، وفيه نقاش لأبزر النظريات الفلسفية في مبحث المعرفة، والكتاب يعد من مفاخر ما أُلّف من الرسائل الجامعية في المملكة.
جبران خليل جبران
لميخائيل نعيمة، يأخذ بقرائه إلى جولة في حياة جبران خليل جبران، وقد عرفته أوّل ما عرفته من ثناء الشيخ علي الطنطاوي عليه، وبعيدًا عن سيرة جبران التي امتلأت بالتيه والشتات الروحي، فإن الكتاب مكتنز بالبيان العذب والصور والتراكب البديعة، فلا يمل القارئ وهو يقرأ فيه.
الكفاح المسلح والبحث عن الدولة
ليزيد الصايغ، ملحمة تاريخية معاصرة، وجهد بحثي استقصائي عزيز المثال، استعرض فيه الصايغ مسيرة الحركة الوطنية الفلسطينية بمختلف التوجهات، وكفاحها ضد الاحتلال الصهيوني، من بداية عام 1949م إلى عام 1993م، من الكتب التي أنصح بقراءتها سواءً لمحتواها، أو لأسلوبها البحثي وطريقة مؤلفها الاستقصائية المميزة .
الحشاشون
للدكتور بيرنارد لويس، المستشرق والمؤرخ المعروف، يقدم في كتابه دراسة تاريخية مهمة عن إحدى أكثر الفرق غموضًا في التاريخ، ويعتمد في دراسته على بعض الوثائق التاريخية النادرة، إضافة إلى المؤلفات التاريخية المتعددة.
مقالات الطناحي
للدكتور محمود محمد الطناحي، وهو قامة علمية أدبية ذات باع طويل في تحقيق التراث ومعالجته، ومقالاته مدرسة في التفنن وتنوع الأغراض وفي براعة النقد والنقاش وحسن العرض، فضلًا عن لغته وأسلوبه المشوّقين، وفي مقالاته الكثير من الحديث عن معاصريه، وعن الكتب، وعن قضايا فكرية شغلت الناس وألهبت نقاشاتهم، فضلًا عن جملة من القضايا المعرفية والتراثية.
المكون اليهودي في الحضارة الغربية
للدكتور سعد البازعي، وأعدّه من أفضل ما كتبه الباحثون السعوديون بمنهجية تحليلية ونَفًس علمي رصين، يناقش الكتاب الوجود العلمي اليهودي باعتبارهم أقلية منبوذة مقصيّة، واستمدادهم المعرفي وأدوارهم العلمية وتأثيرهم الحضاري
وديع فلسطين يتحدث عن أعلام عصره
لوديع فلسطين، يتحدث فيه عن نحو 100 من الأعيان الذين عاصرهم، وهؤلاء الأعيان مختلفو التخصصات والتوجهات والمشارب، يجمعهم جميعًا أنّهم أعيان مؤثرون، وقد عاصرهم المؤلف وأدركهم ولقي منهم من لقي، فكتب عنهم بأسلوب عذب متدفّق يستمتع به القارئ ويسترسل في القراءة عفوًا دون ملل.
رجال حول الرسول
لخالد محمد خالد، وعنوان الكتاب ينبئ القارئ بمحتواه، وهو من أندى ما كُتب عن الصحابة وقصصهم بلغة أدبية عالية، وبالرغم من كون خالد مكثرًا في التأليف، إلا أن مولفاته الأخرى لم تبلغ شأو كتابه هذا ولا قاربته.
الجمر والرماد
للدكتور هشام شرابي، سيرة ذاتية لشخصية علمية تقلّبت في أعطاف الدول والأحزاب والأفكار، وتنقلت من الشرق العربي إلى الغرب الأمريكي، حتى صار شخصية علمية مرموقة في تخصصه، وفي سيرته هذه يتحدث عن محطات حياته وآماله التي صار كثير منها آلامًا وجراحًا وخيبات أمل.
لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث
للدكتور علي الوردي، ولا أعرف كاتبًا اشتهر ذكره وتداول الناس كتبه بكثرة في المملكة العربية السعودية خلال العقدين الأخيرين كالوردي، غير أنّهم تداولوا كثيرًا من كتبه التي ندم على تأليفها لأن محتواها لم يكن علميًا – كما ذكري إبراهيم الحيدري في ترجمته التي تُعد أثرى ترجماته وجديرة بالاطلاع والقراءة -، وأغفلوا كتابه هذا الذي جمع فيه فأوعى، واستعان عليه بمصادر قد يتعذر على كثيرين العودة إليها، حتى صار من أهم ما كُتب في تاريخ المنطقة منذ عقود.
علماء ومفكرون عرفتهم
للشيخ محمد المجذوب، تناول فيه سير طائفة من أعلام هذا العصر من العلماء والمفكرين والمثقفين والدعاة، ممن أثروا بشكل مباشر على الحركة العلمية الثقافية في عدد من دول العالم الإسلامي، وتميّز الكتاب بأن مؤلفه كان على صلة مباشرة وعلاقة وطيدة بمن ترجم لهم، والكتاب ليس تراجم مجردة، بل نزهة سلوكية ومواقف تربوية ومحطات تحفيزية.
الإسلام بين الشرق والغرب
لعلي عزّت بيغوفيتش، أحد رجالات هذا العصر جهادًا وفكرًا وعملًا، وكتابه هذا من نجوم المؤلفات الزاهرة في عصرنا، فهو عميق الأسلوب، قوي الحجة، يناقش فيه قضايا وجودية وفكرية وفلسفية، ويواجه فيه أفكار الإلحاد بإيمان المسلم المتسلّح بأصالة العلم واتساع الثقافة، كما يسهب في الحديث عن فلسفة التشريع والعبادات في الإسلام، فهو كتاب لا كالكتب.
وله كذلك: هروبي إلى الحرية، فيه تأملات واقتباسات تدل على عقل راجح وثقافة نادرة المثال.
الأعلام
لخير الدين الزركلي، هذا المؤلف الموسوعي الفذ الذي قضى كاتبه ٤٠ سنة في جمع محتواه وإثرائه حتى صار شامة بين مؤلفات عصرنا هذا بل والعصور السالفات، وهو يؤكد الحكمة القائلة: كم ترك الأول للآخر من شيء! يُعد من الكتب الثرية الممتعة، حيث يتيح لقارئه نزهة عقلية وجولة تاريخية وتغذية بصرية بالنظر إلى صور الأعلام ومخطوطاتهم وخطوطهم، والكتاب ليس مرجعًا للباحثين فحسب، بل هو كتاب ثقافي يُقرأ بصفة دورية.
ثمار القلوب في المضاف والمسلوب
للثعالبي، من المؤلفات الأدبية الرشيقة، تحدّث فيه الثعالبي عن التراكيب المضافة الدارجة على الألسن، ومعانيها والأحداث المتعلقة بها، فجاء كتابًا أدبيًا أخباريًا لطيفًا، من أمتع ما يُقرأ في أوقات الراحة.
فن الذكر والدعاء
للشيخ محمد الغزالي، كتاب روحاني عميق أخّاذ، يستل قارئه من عنصره الطيني البشري وواقعه المحموم بشتّى الهموم والصوارف، ليأخذ روحه في خلوة في ملكوت الذكر وجولة في تجلّياته، يحشد فيها الأدلة والآثار، مستعرضًا حال النبي صلى الله عليه وسلم في ذكر الله في يومه وليلته.
صندوق الدنيا
لإبراهيم المازني، والمازني مدرسة في النثر الفني ومن جيل النخبة من كبار كتاب مصر والعالم العربي في زمانه، وأستاذ في الترجمة، ومثقف ضليع راسخ الثقافة، وفي ترجمته – كما سبق ذكره – أنه كان يحفظ الكامل للمبرد، فلا ريب إذن أن تكون مقالاته مليئة بالجزالة، وصندوق الدنيا أحد الكتب التي ضمّنها مقالاته.
بلاك ووتر
لجيريمي سكاهيل، كشف المؤلف بأسلوب الصحافة الاستقصائية جانبًا غامضًا سوداويًّا من نشاط هذه المؤسسة الأمنية، وأدوارها المشبوهة في عدد من دول العالم، كمشاركتها في حرب العراق وأحداث الفلوجة وتدخلاتها في دولتي تشيلي والسلفادور، حتى غدت إمبراطورية كاملة لها أجندتها وجيشها وقادتها، لا شركة أمنية خاصة.
بلدي
لشاعر داغستان رسول حمزاتوف، من الكتب الفذّة المنفردة التي يتضلّع قارئها من رصانة أسلوب المؤلف وعمقه وثقافته العريضة الواسعة وعقله النابه، ناهيك عن لغته وصوره وتراكيب عباراته، إذ يأخذ المؤلف قرّاءه عنوة في جولة جبلية إلى بلدته ورجالها، وفي الكتاب كذلك اعتداد سامٍ ببلاده وثقافتها وأسلوب حياتها ونمط معيشتها.
المحافظون الجدد
لجهاد الخازن، ألّفه بعد أحداث ١١/ ٩، متصدّيًا لكشف رموز المتشددين من مفكري أمريكا وساستها ممن كانوا يشكّلون حركة التعبئة وشحن الرأي العام الأمريكي ضد العالمين العربي والإسلامي، وهؤلاء المحافظون الجدد جنود مجنّدة تحت الطلب، يستعين بها الساسة الغربيّون لتشكيل الرأي العام وإعادة تعبئته للمشاريع الاستعمارية أو ابتزاز الدول والحكومات والشعوب.
صفحات من صبر العلماء
للشيخ عبدالفتاح أبو غدة، رصد فيه مواقف وأخبارًا لصبر العلماء في مراحل طلب العلم المختلفة، ومكابدة مشاق التحصيل المعرفي، حتى بلغوا ما بلغوا من المكانة والمنزلة، وللمؤلف كذلك: قيمة الزمن عند العلماء، لا يقل نفاسة وإلهامًا عن كتابه السابق، والشيخ عبدالفتاح نفسه أحد هؤلاء العلماء الذين تسلّحوا بالصبر وأدركوا قيمة الزمن، ومما يدل على ذلك إتمامه تحقيق لسان الميزان لابن حجر وهو على فراش المرض وقبيل الموت.
مصادر الشعر الجاهلي
للدكتور ناصر الدين الأسد، من الرسائل الأكاديمية الرصينة والثرية التي يتعيّن قراءتها، نال بها شهادة الدكتوراه، والذي حفّزه في الأصل إلى كتابتها وقوفه على رأي الدكتور طه حسين في الشعر الجاهلي، فانبرى الدكتور ناصر الدين لمناقشة هذه الفكرة، حتى جاءت رسالته أشبه ما تكون بوثيقة علمية مؤصلة غاية التأصيل، كاشفة لجهود العرب في تدوين معارفها وعلومها.
ماذا عملتني الحياة
للدكتور جلال أحمد أمين، من كتب السيرة الذاتية المميزة، تعرض فيها كاتبها إلى شيء من حياة والده أحمد أمين، كما تحدث عن كثير من مراحل حياته بتجرّد ووضوح بعيدًا عن التزويق، وذكر محطات الفشل وعدم النجاح وخيبات الأمل التي مر بها، ولم تمنعه تلك العثرات وخيبات الأمل من بلوغه غاية المجد في دراسته ومناصبه.
حياة الرافعي
لمحمد سعيد العريان، من نوادر المؤلفات عن الشخصيات العلمية والأدبية في هذا العصر، يكتسب قيمته من كون مؤلفه تتبع سيرة الرافعي الحياتية والعلمية، وصراعاته الثقافية والأدبية ومعاركه المتبادلة مع لداته من أدباء مصر كالعقاد وطه حسين، ثم صاغ ذلك بأسلوب أدبي شيّق وجزل، فتقرؤه كما تقرأ القطعة الأدبية، فتستلذ بسيرة الرافعي، وتستلذ بالبيان الرشيق الذي كتب به العريان كتابه هذا.
منصور الأندلس
لعلي أدهم، من أعذب الكتب التاريخية العصرية وأنداها، والقول في هذا الكتاب، كالقول في كتاب حياة الرافعي للعريان، فهو كتاب تاريخي لكنه مكتوب بلغة أدبية جزلة وأسلوب مشوّق بهيِّ الطلعة، ففتتن القارئ فيه من حين بدايته بالقراءة فيه، ويأخذه أسلوب كاتبه الذي يتهادى فيه رخاءً حيث أصاب.
القرآنيون وشبهاتهم حول السنة
للدكتور خادم حسين رحمه الله، ناقش فيه بتأصيل وحجة محكمة شبهات الذين ينكرون السنة ويدّعون اكتفاءهم بالقرآن، وهذه الشبة عادت جذعة في بعض شبكات التواصل الاجتماعي، وتداعى لها طوائف من الجهلة وناقصو العلم، وإذا طالع القارئ هذا الكتاب فسيجد فيه قطعًا لدابر تلك الفتنة ونقضًا لأصولها وتشريدًا بجهلة أهلها.
التفسير والمفسرون
لمحمد حسين الذهبي، من الكتب المهمة السلسة التي استعرضت تاريخ تفسير القرآن الكريم من خلال المدارس التفسيرية واتجاهاتها، وأبرز المفسرين ومؤلفاتهم، وعلى الرغم من تطور الدراسات القرآنية وثراء المدرسة التفسيرية إلا أن هذا الكتاب بقي يحتل مكانته السامية كواحد من أهم الدراسات في تفسير القرآن الكريم.
هواجس المتنزه المنفرد بنفسه
لجان جاك روسو، تأملات وخواطر وبوح ذاتي، تجلّى فيه روسو وكان على سجيته وطبيعته، فكتب فيه جملة مما يدور من عفو خاطره، ما بين حكمة وتوجّع ونقد للمجتمع وللناس ولنفسه كذلك.
سفر برلك
للدكتور سعيد بن وليد طولة، كتاب تراجيدي نازف، يؤرخ فيه لحادثة سفر برلك الشهيرة التي وقعت في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، في أواخر عهد الدولة العثمانية، وما صحب تلك الحادثة من المواقف المؤلمة الموجعة التي لا تكاد تخطر على قلب بشر، وعلى الرغم من كون مؤلف الكتاب طبيبًا، إلا أنّه في بحثه هذا أوفى على الغاية، ونافس أصحاب التخصص وتفوّق عليهم.
داخل المكتبة خارج العالم
لراضي النماصي، جمع فيه عددًا من مقالات المثقفين والأدباء ومحبي القراءة من الكتاب والأدباء المعروفين، ثم ترجمها وضمّها في كتابه هذا، ليفتح بها آفاق القراء نحو تجارب الأدباء والمثقفين مع القراءة.
والله الموفق.
سلمت يداك فقد زودتنا بمؤنة الاسابيع القادمة، وأرشدتنا لأسماء لم نعرفها من قبل، وبا شك ان نافذة للمعرفة قد فتحت، وبوازغ نور من بعد قد لمعت، ولم يبقى سوى ان نشد الرحال، ونمضي اليها في الحال