الكاتب: د. عايض بن سعد الدوسري
كان الصاحب إسماعيل بن عباد (٣٨٥هـ) من أهم وأقوى الوزراء في التاريخ الإسلامي وأكثرهم تأثيراً، وكان من أكبر داعمي الاعتزال، حتى عد من أهم الشخصيات العلمية والسياسية التي ارتبطت بمذهب المعتزلة، فـ “الغالب عليه کلام المتكلمين المعتزلة”، “مشتهرًا بمذهب المعتزلة داعية إليه”. وهو مع دعمه وتبنيه للاعتزال كان ينسب أيضاً من قبل علماء السنة والشيعة إلى التشيع، وكان مع اضطهاده لمخالفي المعتزلة، يعظم شيوخ الإمامية والزيدية ويكرمهم.
ومع شبه اتفاق معظم العلماء والمؤرخين من الطوائف المختلفة على ثبوت انتمائه إلى المعتزلة في الأصول، فإنهم قد اختلفوا في درجة هذا التشيع الذي يقال إن الصاحب بن عباد يعتنقه وينتمي إليه. والسؤال هنا: ما الاعتقاد الحقيقي الذي ينتمي إليه الصاحب إسماعيل بن عباد؟
أهو معتزلي؟ أم متشيع معتزلي؟ أم زيدي معتزلي؟ أم إمامي خالص؟
أميل إلى الاعتقاد أن بعض الحقب التاريخية الخاصة بعلم الكلام تحتاج إلى إعادة نظر أو تغيير من النظرة التي تستلزم الحكم على شخص ما بأنه ينتمي إلى فرقة أو مذهب ما، أظن أن التاريخ الكلامي يتضمن حقب تاريخية امتزجت أو اختلطت فيها الفرق عند مجموعة من الشخصيات. التاريخ الكلامي لا يتحدد ضرورة بالمواجهة الحادة بين تياراته وفرقه