- محمود زكي*
الأوبئة عبر التاريخ
شهد تاريخ البشرية العديد من الأوبئة والجوائح، ومنه التاريخ الإسلامي، الذي غالبًا ما أُطلق على جميعها فيه اسم «الطَّاعون» أو على الجوائح اسم «الطاعون الكبير» أو «الجارف».
وقد نتج عن العزلة التي فُرضت على العلماء والمؤلِّفين العرب والمسلمين الذين عاصروها أو اختاروها بأنفُسهم عددٌ كبيرٌ من المؤلَّفات المُفردة في موضوع الأوبئة والطواعين. منها ما تناول هذه النوازل من جانبٍ طبيّ، ومنها الشرعيّ الدينيّ، إضافةً إلى السرد التاريخيّ -الاجتماعيّ والأدبيّ، فضلًا عما وقع تناوله ضمن كتب الحديث والفقه والطب العامة.
وكانت التجارب الفردية لمن عايشوا هذه الطواعين حاضرةً بجلاء في أعمالهم، كلٌّ منهم بحسب مجال تخصُّصه. وتبعاً لمحمد علي عطا[1]؛ “فالطبيب يصف المرض وعلاجاته وكيفية الاحتراز منه، والفقيه يُذكِّر بالأحكام الشرعية المتعلقة به، والواعظ يرقِّق قلوب الناس ويسوقهم لحسن الظن بالله والتوبة، ويُذكّرهم بالقضاء والقدر، والأديب يصف الحال بأبلغ مقالٍ لينقل الصورة للأجيال، ويسلِّي المحزون ويخفِّف آلامه، والمؤرخ يثبِّت الحَدَث على مدار الزمان، ويحفظه ليستفيد اللاحق من تجارب السابق”.
التآليف العربية في الطاعون وجَدَل العَدْوَى والاحْتِراز
من هذه المؤلَّفات المـُبكِّرة رسالة الكندي (توفي نحو 252 هـ/866 م) في «الأَبْخِرَة المـُصْلِحَة للجو من الأوباء»، و«كتاب الطواعين» لابن أبي الدنيا (توفي 281 هـ/894 م)، و«نعت الأسباب الموَّلِّدَة للوباء في مصر، وطريق الحيلة في دفع ذلك وعلاج ما يتخوف منه» لابن الجزار (توفي 369هـ/980 م)، وثلاثتها لم تصلنا. بينما وصلنا كتاب «مادة البقاء بإصلاح فساد الهواء والتحرز من ضرر الأوباء» لمحمد التميمي (توفي نحو 390 هـ/990 م) متوسعًا في موضوعه.
ثم شهد القرن الثامن الهجري / الرابع عشر الميلادي «الطاعون الكبير»، وهي الجائحة التي اجتاحت الأرض قبل أن تبلغ العالم الإسلامي سنة 749 هـ/ 1348 م، والتي عُرفت في أوروبا باسم «الموت الأسود». وقد ذكر المؤرَّخ المقريزي (توفي 845 هـ / 1441 م) أن ابتداءه كان في الصين، وأنه لم يكن كسابقيه بل «عمَّ أقاليم الأرض شرقًا وغربًا، وشمالًا وجنوبًا، جميع أجناس بني آدم، وغيرهم حتى حيتان البحر، وطير السماء، ووحش البرّ»[2].
أما ابن خلدون (توفي 449 هـ / 1057 م) فقد وصفه في مقدمته وصفًا مُوحيًا، ينطبق على كل جائحةٍ وكل زمانٍ، فقال: «هذا إلى ما نزل بالعمران شرقًا وغربًا في منتصف هذه المائة الثامنة من الطاعون الجارف الذي تحيَّف الأُمم وذهب بأهل الجيل، وطوى كثيرًا من محاسن العُمران ومَحاها، وجاء للدول على حين هَرَمِها وبلوغ الغاية من مَداها، فقلَّص من ظِلالها، وفَلَّ من حَدِّها، وأَوْهَنَ من سُلطانها، وتداعَتْ إلى التَّلاشي والاضمحلال أحوالُـها، وانتقض عمران الأرض بانتقاض البَشَر، فخَرِبَت الأمصار والمصانع، ودَرَسَت السُّبُل والمعالم، وخلت الديار والمنازل، وضَعُفت الدُّول والقبائل، وتبدل الساكن … وكأنّـّـما نادى لسانُ الكَوْن في العالم بالخُمول والانْقِباض فبادر إلى الإجابة، والله وارث الأرض ومن عليها. وإذا تبدَّلَت الأحوالُ جملةً فكأنـَّما تَبدَّل الخَلْقُ من أصْله، وتحوَّل العالم بأسْره، وكأنه خَلْقٌ جديدٌ، ونشأةٌ مُستأْنَفَةٌ، وعالمٌ مُحدَثٌ»[3].
نتيجة لذلك شهد هذا القرن كتابات مهمةً ممن عاصروا هذا الحَدَثْ الكبير، من أهمها: «تحصيل غرض القاصد في تفصيل المرض الوافد»[4] لابن خاتمة (توفي بعد 770 هـ/1369 م) وهو طبيب ومؤرخ وأديب أندلسي، و«مقنعة السائل عن المرض الهائل» للسان الدين ابن الخطيب، الأديب المؤرِّخ ذي الوزارتين (توفي 776 هـ/1374 م)، والذي كانت له مشاركةٌ في الطب. صرَّح الصاحبان ابن خاتمة وابن الخطيب بثبوت وجود العدوى في المرض «بالتجربة والاستقراء والحسّ، والمشاهدة والأخبار المتواترة»، وضرورة الاحتراز واتخاذ الأسباب، وأن ذلك لا يُعارِض التوكل على الله. بل وصف ابن الخطيب القول بخلاف ذلك بأنَّه «زَعارَةٌ وتَصاقُرٌ على الله، واسترخاصٌ لنفوس المسلمين».
قال ابن خاتمة في مجموعةِ نصوصٍ مهمةٍ ننقلها بسياقاتها، مساهمةً في تذوُّق النُّصوص التراثية وقراءتها:
“الظاهر الذي لا خفاء به ولا غطاء عليه أنَّ هذا الدَّاء يسري شرّه ويتعدَّى ضرّه. شهدت بذلك العادة وأحكمته التجربة. فما من صحيحٍ يُلابس مريضًا ويُطيل ملابسته في هذا الحادث إلا ويتطرَّق إليه أذيته ويصيبه مثل مرضه، عادةً غالبةً أجراها الله تعالى. والفعل في الأول والثاني للحقِّ جلَّ جلاله خالق كل شيء، نفيًا للتوليد الذي يذهب إليه أهل الضلال، وإبطالاً للعدوى التي كانت تعتقدها العرب في الجاهلية، وإعلانًا بالحقِّ الذي قام عليه شاهد الوجود”[5]. وأكَّد على أن “كل ذلك شهد له العلم والتجربة”[6].
ثم قال: “وهو فعل الله سبحانه، إذ هو سبحانه خالق الأسباب وخالق المُسبَّبات، وأن السبب لا يقتضي بنفسه ولا بطبعه ولا بوصفٍ من أوصافه فعلاً، بل إن شاء سبحانه خَلَقَ مسبّبه ورتّبه عليه، وإن شاء لم يخلق، لا مُكرِه ولا قاهر فوقه، ولا فاعل غيره، يفعلُ ما يشاء ويحكمُ ما يريد، وهو الوليّ الحميد”[7].
ثم تكلَّم عن اتخاذ الأسباب والتوكل معًا فقال: “فإنه مطلوب بإصلاح أمور دنياه، كما هو مطلوب بإصلاح أمور دينه، وإن تفاوت الطلب، ومُثابٌ ومعاقبٌ بحسب الامتثال والمخالفة فيهما … ثم لا ينبغي للعبد أن يحلّ يده من التوكل طَرْفَةَ عينٍ، فلا يكون توكُّله على الله سبحانه بعد استفراغ جهده في التحفُّظ والاحتراز بدون توكّله عليه دونه مع الإعراض والترك، إذ لا يُنجي حَذَر عن قَدَر، وهذه حقيقة العبودية. ومن ركن قلبه إلى هذا المعنى وانشرح له صدره، فهو الذي قبض من الدين على حبلٍ متينٍ”[8].
كما توسَّع ابن خاتمة في التحليل الطبي والعلاجات، والاحترازات الوقائية. وفي أثناء ذلك تنبَّه إلى أهمية الجانب النفسي الوقائي لمن يعيش في زمن الأوبئة، يقول: ومنها “الأمراض النفسانية، فأصلحها التعرُّض للمسرَّات والأفراح، وبسط النَّفس وانشراح الصدر، وامتداد الآمال. فليستدع ذلك بما أمكن ذلك من الأمور المباحة، ومجالسة من تَلْهَج النَّفس بحديثه وينصرف الفكر إليه، ولا جليس آنسُ من كتاب الله عز وجل، قال تعالى: ((وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ)) [الإسراء: 82]. ومن لم يوفَّق لذلك فعليه بمطالعة كتب التاريخ، وخصوصًا أخبار الفكاهات، ومناشدة الأشعار الغزلية وما في معناها. وليحذر التعرُّض للغير، وكل ما يُحزن النَّفس، ويجلب الغمّ، ويُلهي عن ذلك بكل وجه يُمكن، فإنه من الأسباب القوية لحلول هذا العارض. فأتعبُ الناس في هذه النازلة أرباب العقول، وأروحهم البُلهُ وأصحاب الفراغ”[9].
من ورقة (7 و) و(8 و) من مخطوط «مقنعة السائل»
يمكنك مطالعة كامل محتوى النسخة المخطوطة من «مقنعة السائل عن المرض الهائل» المحفوظة بالمكتبة الوطنية الإسبانية: هنا
وهذا أندلسيُّ ثالثٌ هو الطبيب محمد بن علي الشَّقُوري (توفي بعد 749 هـ/1348 م) ألَّف «تحقيق النَّبا عن أمر الوَبا» ثم «تقييد النصيحة» وهي مختصرة[10]، وهذه مقتطفات منها ومن نصائحها:
الأوراق (2 ظ)، (3)، (4 و) من مخطوط «النصيحة»
يمكنك مطالعة مخطوط «تقييد النصيحة» من المكتبة الوطنية الإسبانية: هنا
ويمكن أن نشير إلى جملةٍ ممن عاصر الطاعون الأكبر كذلك، بل مات به بعد تأليفه عنه، منهم ابن الوردي (توفي 749 هـ / 1349 م) له مقامة «النَّبَا عن الوَبَا»، أو من مات بطاعونٍ لاحقٍ مثل الصَّفَدِي (توفي 764 هـ / 1363م) الذي كتب فيه مقامةً أدبيةً كذلك، وتاج الدين السُّبْكِي (توفي 771 هـ / 1370 م) حيث له «جزء في الطاعون» الذي لم يصلنا منه سوى نقول، وابن أبي حَجَلَة التِّلِمْساني (توفي 776 ه / 1375 م)، الذي ألَّف فيه رسالته المختصرة «الطب المسنون في دفع الطاعون» بعد تأليفه كتابه الأوسع «دفع النقمة في الصلاة على نبي الرحمة»[11].
***
لقائمة موسَّعة للمؤلَّفات التراثية التي بلغت أكثر من 150 كتابًا (فيها مكرر)، وللطواعين في التاريخ الإسلامي مرتبةً على القرون، انظر: كتيبة الطاعون: الجهود العلمية الإسلامية في مكافحة الأوبئة والطواعين
«بذل الماعون» ومعاناة مؤلِّفه بفقد بناته
يُعدُّ كتاب «بذل الماعون في فضل الطاعون» من أشهر الأعمال العربية في الطاعون، التي بنى عليها واعتمدها كثيرٌ ممن كتب بعده، اختصارًا وتهذيبًا، مثل السيوطي (توفي 911 هـ / 1505 م) وغيره. وهو من تأليف ابن حَجَر العَسْقَلاني (توفي 852 ه/1449 مـ) المُحّدِّث والمؤرخ المعروف الذي عاش في عصر المماليك في مصر والشام، وعاصر عدة طواعين. وفقد بسبب طاعون سنة 819 ه / 1416 م ابنتيه غالية وفاطمة، ثم فقد ابنته الكبرى زين خاتون التي توفيت وهي حامل أثناء الطاعون (الكبير) الذي وقع سنة 833 هـ / 1430 م[12]، وهو تاريخ تأليف كتابه، فضلًا عما عايشه هو من طواعين أخرى، وتجربته الشخصية بإصابته بالمرض ثم شفائه منه[13].
وتحتفظ مكتبة قطر الوطنية منه بنسخة مخطوطة نفيسة كُتبت بالمسجد الأقصى بفلسطين سنة 864 هـ / 1460 م، أي بعد اثني عشرة سنة من وفاة المؤلف، وإحدى وثلاثين سنةً من تاريخ تأليفه لها (سنة 833 هـ / 1430 م).
وقد تناول ابن حجر في كتابه هذا مبدأ الطاعون، والتعريف به، وبيان كونه شهادةً، وحكم الخروج من البلد الذي يقع به والدخول إليه، بينما خصَّص الباب الأخير فيما يُشرع فعله بعد وقوعه، مع خاتمةٍ فيها تأريخ الطواعين التي وقعت إلى زمانه.
ومما أبانه في مباحثه الأولى الفرق بين الوباء والطاعون، حيث ذكر نقلاً عن ابن سينا والقاضي عياض أن أصل الطاعون القروح الخارجة في الجسد، أو هي الأمراض التي تفضي للموت، بينما الوباء هو عموم الأمراض المعدية التي تنتشر، أو هي فساد الهواء، فكلّ طاعون وباء، وليس كلّ وباء طاعونًا[14].
المسؤولية المجتمعية ونصائح للوقاية الصحية والروحية
بنى ابن حجر، وغيره من المؤلفين، كتابه ومناقشاته على عددٍ من الأحاديث النبوية والمرويات المـُسْنَدة التي تُعطي جملةً من التوجيهات والرسائل المفيدة بكلماتٍ موجزةٍ، من أهمها:
«إنَّ اللهَ أنزَلَ الدَّاءَ والدَّواءَ، وجعَل لكلِّ داءٍ دواءً، فتَداوَوْا، ولا تَداوَوْا بِحَرامٍ»[15].
«ما أنزَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ مِن داءٍ إلَّا أنزَلَ معه شِفاءً -وقال عَفَّانُ مَرَّةً: إلَّا أنزَلَ له شِفاءً- عَلِمَه مَن عَلِمَه، وجَهِلَه مَن جَهِلَه»[16].
«لاَ يُورِدُ المــُمْرِضُ عَلَى المــُصِحِّ»[17]. أي: لا يُؤتَى بمريضٍ على صَحيحٍ سَليمٍ؛ مخافَةَ أن يُعديَه.
«رُوى أنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، خَرَجَ إلى الشَّأْمِ، حتَّى إذَا كانَ بسَرْغَ لَقِيَهُ أُمَرَاءُ الأجْنَادِ، أبُوعُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ وأَصْحَابُهُ، فأخْبَرُوهُ أنَّ الوَبَاءَ قدْ وقَعَ بأَرْضِ الشَّأْمِ … فَقالوا: نَرَى أنْ تَرْجِعَ بالنَّاسِ ولَا تُقْدِمَهُمْ علَى هذا الوَبَاءِ، فَنَادَى عُمَرُ في النَّاسِ: إنِّي مُصَبِّحٌ علَى ظَهْرٍ فأصْبِحُوا عليه. قَالَ أبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ: أفِرَارًا مِن قَدَرِ اللَّهِ؟ فَقَالَ عُمَرُ: لو غَيْرُكَ قَالَهَا يا أبَا عُبَيْدَةَ؟ نَعَمْ، نَفِرُّ مِن قَدَرِ اللَّهِ إلى قَدَرِ اللَّهِ». من أثناء قول عمر بن الخطاب[18].
«إذَا سَمِعْتُمْ بِهَذَا الوَبَاءِ بِبَلَدٍ فلاَ تَقْدمُوا عَلَيْهِ، وإذَا وَقَعَ وَأَنْتُمْ بِهِ فَلا تخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ»[19].
«ليس مِن رَجُلٍ يَقَعَ الطاعونُ فيَمكُثُ في بَلَدِهِ (وفي روايةٍ: في بَيتِه) صابِرًا مُحتَسِبًا يَعلَمُ أنَّه لا يُصيبُه إلَّا ما كَتَبَ اللهُ له إلَّا كان له مِثلُ أجْرِ الشَّهيدِ»[20].
يمكنك الاطلاع على مخطوط «بذل الماعون» بالمستودع الرقمي لمكتبة قطر الوطنية، هنا
«مـَجِنَّة الطاعون والوَباء»
كما تقتني مكتبة قطر الوطنية مخطوطًا نادرًا بعنوان «مِجَنَّة الطاعون والوَباء» لإلياس بن إبراهيم اليهودي الإسباني، ألَّفها سنة 915 هـ / 1509 م للسلطان العثماني بايزيد الثاني. وهو طبيب له شرح على «القانون» لابن سينا. وقد ذكر في مقدمة رسالته داعيه لتأليفها أنَّها بعد وقوع زلزالٍ شديدٍ، خَشِي أن يقع بعدهُ وباءٌ وطاعونٌ، حسب مفاد كلام أرسطو قديمًا. وقد بيَّن فيها أسباب الوَباء والطاعون، وعلاماتهما، وطرق علاجهما ومداواتهما.
وقد فصَّل الإسباني الكلام على الحُمَّى الوبائية، ونقل تجارب علماء بلده، مقارنًا بين علاجاتهم وعلاجات المسلمين ومنهم الشيخ الرئيس ابن سينا. وممَّا تعرَّض له موقف أطباء النصارى واختيارهم الفرار من الطاعون. كما ذكر جملةً من التدابير الصحية التي يمكن اتخاذها للوقاية من الأوبئة، ومن ذلك مثلاً استخدام خِرْقَة (قطعة قُماش) مُبلَّلة بالخلِّ وماء الورد والصَّندل. واعتنى ببيان أهمية الصحة النفسية للمريض والمعايش للأوبئة، فنقل عن أفلاطون قوله: «ويجب على الطبيب الحاذق أن يعالج المزاج المستعد لمرضٍ قبل حدوث ذلك المرض».
وقد كُتبت هذه النُسخة سنة 996 هـ / 1588 م في ولاية بودين العثمانية، التي تقع اليوم في أراضي سلوفاكيا والمجر وكرواتيا وصربيا.
ورقة (9 ظ) و(14 ظ) من مخطوط «مجنة الطاعون»
يمكنك الاطلاع على مخطوط «مِجَنَّة الطاعون والوباء» بالمستودع الرقمي لمكتبة قطر الوطنية، هنا
إشارات تاريخية ونصائح تراثية لمواجهة الأزمات
ونختم المقال بمجموعة من النصوص التراثية وعناوينها، وما احتوته من إشارات ونصائح طبية وقائية، نستشف منها، إضافة إلى ما سبق، كيف واجه السابقون أزماتهم وعبَّروا عنها، مما قد يُقارِب بعضه هذه الأجواء المشابهة التي نعيشها اليوم، أو يُخفِّفُ من وطأتها، ويطمئننا بعض الشيء أن هذه الأحداث العظام لم تستمر للأبد، وأن الحياة الطبيعية رجعت في النهاية:
«غَمَّ الطاعون على النفوس وعَمَّ، وهمَّ بالرَّدَى فأودع القلوب الهمَّ … وشغلهم بأنفسهم عن القيام بالطاعات، بل وبالمعاصي». (من وصف السبكي. عن بذل الماعون)
«وهذا أمر لم يسمع بمثله في الوجود، ولم يقع نظيره في الحدود. وأيُّ طاعونٍ دخل الأرضين من كل جانب، ووصل المشارق والمغارب؟!». «وعمل الناس بقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح».» (ابن الوردي. عن بذل الماعون)
«والعبد مأمور باتِّقاء أسباب البلاء إذا كان في عافية منها، فكما أنه يُؤْمَرُ ألا يُلقِي نفسه في الماء أو في النار أو يَدخل تحت الهدم ونحوه مما جرت العادة بأنه يُهلك أو يؤذي، فكذلك اجتناب مقاربة المريض كالمجذوم أو القدوم على بلد الطاعون، فإن هذه كلها أسباب للمرض والتَّلَف، والله تعالى هو خالق الأسباب ومسبباتها، لا خالق غيره ولا مُقدِّر غيره». (ابن رجب الحنبلي. لطائف المعارف[21])
«إن هذا المرض (أي: الطاعون) يُعدِي، إذ ثبت بالتجربة، وكل بلدٍ حافظ أهله على رَدِّ من جاء من أهل الوباء، فإنهم يتعافون بذلك مدةً حتى ينزل بهم أهلُ الوباء». (محمد بن يحيى السُّوسِي. تأليف في الطب. مخطوط[22])
«ومنذ دخل الفرنسيون الجزائر إلى يومنا هذا لم يظهر أثر الوباء بها لإحداثهم الكرنتينة (quarantine). ويؤيد ذلك أن بعض من يسكن البلدان التي بدون كرنتينة عند وقوع الوباء يلتزمون عدم الاختلاط بالناس، ويلزمون ديارهم على قاعدة الكرنتينة، فلا يصاب لهم أحدٌ بإذن الله، وتكرَّر ذلك واضطردت السلامة. وأنا العبد الحقير حضرتُ وقوعَ الوباء بالجزائر نحو عشرين سنة كما سبق، والتزمتُ التحرُّز بأقل مما يحتاط به الفرنج؛ فكنتُ أصلي الجمعة وأحضر جنائز أصحابي، من غير أن أَقْتَحِمَ مجتمع الناس، ومن غير أن أَمِسَّ أحدًا ولا قماشًا، ثم أرجع فأتبخَّر، فسلمني الله أنا وجميع من معي». (حمدان بن عثمان خواجه. إتحاف المنصفين والأدباء بمباحث الاحتراز من الوباء. 1252 هـ / 1836 م[23])
«في طاعون سنة 749 هـ / 1348 م خرج أغلب الناس إلى الصحراء، ومعظم أكابر البلد، فدعوا واستغاثوا، فكان الطاعونُ قبل ذلك أخفّ، ثم إنه كثُر بعد ذلك – يعني: بسبب الاجتماع-». (“كتاب الطاعون وأحكامه” للمَنْبِجي (توفي 785 ه / 1383 م))[24].
«وسمعتُ أنكِ أشفَقتِ من عظيم النَّفقَة، وليس هذا موضع الشفقة؛ فالأمن ليس بغالٍ، ولو يُشترى بكل ذخيرةٍ وكل مالٍ؛ والأولى بالمَـلامَةِ مَن يُفضِّلُ شيئًا على السَّلامة. القمح يأكله السُّوس، والذَّهب يُغني عنه الفُلُوس، فكيف يُستعظَمان فيما تُؤمَّن به النفوس؟!».
«فإن الأولاد سوائمٌ والوالدُ راعٍ؛ والراعي لا يتركُ غَنمه في طريق سَبُعٍ ضارٍ، ولا قريبًا من حريق نارٍ».
«لي في الاعتصام بالتوكل على الله ما يزيد عن سبع مئة العام … أثِقُ في اليوم والغدِ، بالرزق الرَّغَدِ، تأتي به الرياح على الأعناق، ويَفيضُ سيله على جوانب الدواوين وأكناف الأسواق، وتجلبه الأحباب والأعداء بإذن اللطيف الخبير الوهَّاب الرزَّاق». (مقامة في أمر الوباء لعمر المالقي (توفي بعد 844 ه / 1441 مـ)[25])
«من الأمور المانعة منه والدافعة له … كثرة الطهارة، وبر الوالدين، وصلة الرحم، والصدقة، والذكر والدعاء». (فنون الماعون في الوباء والطاعون لابن المِبْرَد (توفي 909 هـ / 1503 م)[26])
«الحث على غسل اليدين». رسالة لأبي سعد السَّمْعاني (توفي 562 ه / 1162 م ـ)[27].
«في الحِسْبَة (الرقابة) على الخبازين: ويكون مـُلَثَّمًا أيضًا لأنه ربما عطس أو تكلَّم … ». نهاية الرُّتبة الظريفة في طلب الحِسْبَة الشريفة للشَّيْزَرِي (توفي نحو 590 ه / 1194 م)، ونهاية الرُّتبة في طلب الحِسْبَة لابن بَسَّام[28].
((الرسالة المـُغْنِيَة في السكوت ولزوم البيوت)) لابن البناء (توفي 471 ه / 1194 م)[29].
«حسن الظن بالله»، «الرضا عن الله والصبر على قضائه»، «الفرج بعد الشدة»، «العزلة والانفراد»، «قضاء الحوائج». جميعها رسائل لابن أبي الدنيا صاحب رسالة «الطواعين»[30].
«جنة الرضا في التسليم لما قدر الله وقضى» لابن عاصم الغرناطي (توفي بعد 857 ه / 1471 مـ)[31].
«الفرج بعد الشدة» أشهر المـُصنِّفين فيه ابن أبي الدنيا والتَّنُوخي (توفي 384 ه / 994 مـ). وبالمستودع الرقمي ثلاثة كتب مجموعة في الموضوع.
- باحث في علم المخطوطات
[1] محمد علي عطا. كتيبة الطاعون: الجهود العلمية الإسلامية في مكافحة الأوبئة والطواعين.
[2] تقي الدين المقريزي. السلوك لمعرفة دول الملوك. صحَّحه وعلق حواشيه محمد مصطفى زيادة. القاهرة: دار الكتب المصرية: الجزء الثاني، القسم الثالث: ص 773.
[3] ابن خلدون. المقدمة. كتاب العِبَر وديوان المبتدأ والخبر. قرأه وعارضه بأصول المؤلف إبراهيم شبوح وإحسان عباس. تونس: الدار العربية للكتاب ودار القيروان للنشر: ص 51.
[4] حققها ونشرها مع رسالة ابن الخطيب، محمد حسن ضمن كتابه “ثلاث رسائل أندلسية في الطاعون الجارف”. ورسالة ابن خاتمة هي الرسالة التي ننصح بالبدء بقرائتها من أولها لآخرها ضمن النصوص التراثية في الطاعون عامة، فقد جمعت ما بين الجانب الطبي والديني الشرعي، وناقشت الإشكالات المثارة.
[5] محمد حسن. السابق: ص 157.
[6] السابق: ص 158.
[7] السابق: ص 241. وابن خاتمة هنا يتناول سياق الحديث الذي رواة البخاري وضمنه التساؤل: ((فمن أَعْدَى الأول؟)) [رقم 5717].
[8] السابق: ص 171 – 172.
[9] السابق: ص 170-171.
[10] وقد طبعها وحققها محمد حسن في كتابه “ثلاث رسائل أندلسية”: ص 255 –.366
[11] وقد ألَّف السيد مراد سلامة كتابًا فيمن مات بالطاعون: «ريب المنون فيمن مات بالطاعون». كما ألَّف أبو عبد الرحمن أحمد بن محمد كتاب «عظماء ماتوا بالطواعين والأوبئة».
[12] ابن حجر العسقلاني. إنباء الغُمْر بأنباء العُمْر. تحقيق حسن حبشي. القاهرة: وزارة الأوقاف، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية: 3/ 87، 445. شمس الدين السخاوي. الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر. تحقيق إبراهيم باجس عبد المجيد. بيروت: دار ابن حزم: 3/1208-1211.
[13] السخاوي. التبر المسبوك في ذيل السلوك. تحقيق لبيبة إبراهيم مصطفى ونجوى مصطفى كامل. القاهرة: دار الكتب المصرية: 1/199.
[14] انظر أيضًا: فؤاد أحمد عطا الله. أوراق وفوائد في أحكام الطاعون: ص 767-768؛ الفرقان الحسين. مفهوم الوباء عند الإخباريين المغاربة في القرن التاسع عشر: ص 310-312. ولمزيد من التفصيل والتحليل، راجع: أحمد العدوي. الطاعون في العصر الأموي: الفصل الأول: الطاعون وعالم العصور الوسطى. وعن طبيعة مرض الطاعون (Plague)، انظر: Benedictow, O. (2010). What Disease was Plague? Leiden, Netherlands: Brill.
[15] سنن أبي داود: 3874.
[16] مسند أحمد: 4334 .
[17] المسند: 9612، وصحيحي البخاري ومسلم.
[18] البخاري: 5729.
[19] المعجم الكبير للطبراني: 1/270، البخاري: السابق.
[20] البخاري: 3474، المسند: 26139.
[21] إلا أنه رجع فاستثنى، راجع: ابن رجب. لطائف المعارف. تحقيق ياسين محمد السواس. الطبعة الخامسة. دمشق: دار ابن كثير، 1999: ص 139.
[22] محمد الأمين البزاز. تاريخ الأوبئة والمجاعات بالمغرب: ص 405. وأكَّد على هذا المعنى قبله ابن خاتمة في كتابه، حتى أنه ذكر أنهم كانوا يؤرِّخون بدخول الوباء البلدان، بقدوم المصاب من بلدٍ مَوبوءَةٍ، وموته ببلدهم. انظر: ثلاث نصوص أندلسية : ص 159.
[23] صفحة 32-33. وللمزيد راجع: خير الدين سعيدي. الأوبئة بالجزائر العثمانية. مركز التاريخ العربي للنشر، 2020.
[24] تحقيق أحمد بن محمد بن غانم آل ثاني. الدوحة: روايا، 2017: ص 76-75 . وله أيضًا مما ألَّفه بعده: تسلية أهل المصائب ، وهذه نسخة مخطوطة بمكتبة جوتا.
[25] أزهار الرياض في أخبار عياض للمَقَّري. القاهرة: لجنة التأليف والترجمة والنشر: 1/ 130، وبقيتها جميلة يحسن مطالعتها.
[26] مخطوط رقم (3591) مجموعة أحمد الثالث باستانبول: ورقة 27 و. طبع العمل مؤخرًا (2020) بتحقيق عبد المجيد جمعة، عن مركز دراسات الإبانة بالجزائر.
[27] ذُكر أنها في خمس طاقات، والطاقة: نصف كراسة، والكراسة غالبًا نحو عشر ورقات. وهي مفقودة لم يُعثر عليها. المنتخب من معجم شيوخ السمعاني: ص24؛ عبد الرحمن المعلمي اليماني. مقدمة تحقيق كتاب الأنساب للسمعاني: ص 25.
[28] الشيزري: ص 22؛ ابن بسام: ص 108.
[29] طبع بتحقيق عبد الله بن يوسف الجديع. الرياض: دار العاصمة، 1989.
[30] طبعت ضمن: رسائل ابن أبي الدنيا في الزهد والرقائق والورع. جمع وضبط أبي بكر السعداوي. الشارقة: المنتدى الإسلامي، 2000.
[31] فصَّل في الصورة الرابعة توقُّع الابتلاء بالطاعون والأوبئة والأمراض، راجع: الطبعة الأولى في ثلاث مجلدات: تحقيق صلاح جرار. عمان: دار البشير، 1989. الطبعة الثانية في مجلدين: تحقيق صلاح جرار وبشار عواد معروف. بيروت: دار الغرب الإسلامي، 2010.
ببليوجرافية وقراءات مزيدة
مصادر أوليَّة
- إدريس بن حسام الدين البدليسي (توفي 930 هـ / 1524 م). الإِباء عن مواقع الوَباء. من نُسَخِه الخطيَّة: مخطوط بمجموعة الشيخ حمد بن عبد الله آل ثاني بالدوحة [محمد همام فكري. قطوف من التراث: على هامش جائحة كورونا. الدوحة: مجلة فنار، العدد العاشر (ربيع 2020): ص 43.
- إلياس بن إبراهيم اليهودي الإسباني (توفي بعد سنة 915 هـ / 1509 م). مـِجَنَّة الطاعون والوَباء. مخطوط رقم (MS.01296) بمكتبة قطر الوطنية.
- ابن حَجَر العَسْقَلاني (توفي 852 هـ / 1449م). بذل الماعون في فضل الطاعون. مخطوط رقم (MS.2014.0006) بمكتبة قطر الوطنية. وله عدة طبعات، من أجودها: تحقيق أحمد عصام عبد القادر الكاتب. الرياض: دار العاصمة، 1990. كما طبع بتحقيق أبي إبراهيم كيلاني محمد خليفة. القاهرة: دار الكتب الأثرية، 1993.
- أحمد بن علي ابن خاتمة الأنصاريّ الأندلسيّ (توفي بعد 770 هـ/1369 م). تحصيل غرض القاصد في تفصيل المرض الوافد. طبع بتحقيق محمد حسن ضمن: ثلاث رسائل أندلسية في الطاعون الجارف ( مصدر تالي).
- لسان الدين ابن الخطيب، محمد بن عبد الله اللوشيّ الغرناطيّ (توفي 776 ه / 1374 م). مقنعة السائل عن المرض الهائل. نسخة رقمية من مخطوط رقم (MSS/5067/7) بالمكتبة الوطنية الإسبانية. المكتبة الرقمية الإسبانية. تم الوصول إليها في 5 مايو 2020. طبع بتحقيق حياة قارة ، وبتحقيق محمد حسن ضمن: ثلاث رسائل أندلسية (التالي).
- محمد حسن (محقق). ثلاث رسائل أندلسية في الطاعون الجارف. تونس: بيت الحكمة، 2011 (النصوص الثلاثة هي لابن الخطيب، وابن خاتمة، والشَّقُورِي).
- محمد بن أحمد التميمي المقدسي (توفي نحو 390 هـ/990 م). مادة البقاء في إصلاح فساد الهواء والتحرر من ضرر الأوباء. تحقيق ودراسة يحيى شعار. القاهرة: معهد المخطوطات العربية، 1999.
- محمد بن قاسم الرَّصَّاع (توفي 894 هـ / 1489 م). الأجوبة التونسية على الأسئلة الغرناطية. تحقيق محمد موسى حسن. بيروت: دار المدار الإسلامي، 2007.
مصادر ثانوية
أولًا: المراجع العربية والمعرَّبة
- أحمد العدوي. الطاعون في العصر الأموي: صفحات مجهولة من تاريخ الخلافة الأموية. الدوحة: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2018.
- آسية بنعدادة (منسق). المعرفة الطبية وتاريخ الأمراض في المغارب. الرباط: جامعة محمد الخامس، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، 2011.
- بيرن، جوزيف باتريك. الموت الأسود. ترجمة عمر سعيد الأيوبي. أبو ظبي: هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة، كلمة، 2013.
- تاريخ الأوبئة: دور الحضارة العربية الإسلامية في تطور علم الأوبئة. المؤتمر الثامن لتاريخ الطب بجامعة فاس. المغرب. ديسمبر 2020.
- حسين بوجرة. الطاعون وبدع الطاعون: الحراك الاجتماعي في بلاد المغرب بين الفقيه والطبيب والأمير (1350-1800) . بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، 2011. [يمكن لمنتسبي المكتبة الوصول إلى أصل الكتاب: أطروحة دكتواره].
- جوتفريد، روبرت س. الموت الأسود: جائحة طبيعية وبشرية في عالم العصورالوسطى. ترجمة وتقديم أبي أدهم عبادة كحيلة. القاهرة: المركز القومي للترجمة، 2017.
- روزنبرجي، برنار وحميد التريكي. المجاعات والأوبئة في مغرب القرنين 16 و17. الطبعة الثانية. الرباط: دار الأمان، 2011.
- علي السيد علي محمود. الفناء الكبير والموت الأسود في القرن الرابع عشر الميلادي: دراسة مقارنة بين الشرق والغرب. المجلة التاريخية المصرية، عدد 33، 1986: ص 149-187.
- المجاعات والأوبئة في تاريخ المغرب [مجموعة أبحاث]. المغرب: جامعة شعيب دكالي، 2002.
- محمد أبطوي. دراسة الوباء وسبل التحرُّز منه: الأوبئة في الطب العربي وفي التاريخ الثقافي والاجتماعي. محاضرة مرئية ومسموعة ومفرَّغة. الدوحة: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، مايو 2020.
- محمد الأمين البزاز. تاريخ الأوبئة والمجاعات بالمغرب في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. الرباط: جامعة محمد الخامس، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، 1992. (خاصة فصل: أدبيات الطواعين والكرنتينة).
- محمد علي عطا. كتيبة الطاعون: الجهود العلمية الإسلامية في مكافحة الأوبئة والطواعين. موقع الأستاذ الدكتور محمد حماسة. تاريخ الزيارة 28 مايو 2020.
- محمود الحاج قاسم. البيئة والأوبئة في التراث العربي الإسلامي. العراق: إصدارات رابطة التدريسيين الجامعيين في نينوى. كتاب إلكتروني.
- محمود زكي. أدبيات الوباء في التراث العربي والدروس المستفادة لجائحة كوفيد-19. محاضرة مرئية. مكتبة قطر الوطنية، 2020.
- معتز الخطيب. الطاعون والوباء: من اللاهوت العملي إلى الأخلاقيات التطبيقية. تبيُّين، ع35 (مارس 2021).
- معتز الخطيب. مجموعة مقالات. الجزيرة الإخبارية. 2020-2021.
- المؤتمر الدولي الإلكتروني الأول لقسم التاريخ والآثار: الأوبئة عبر التاريخ. جامعة الكويت، كلية الآداب، قسم التاريخ والآثار، 20-21 أبريل 2020.
- ناصر أحمد إبراهيم. الأوبئة والأزمات الاجتماعية في مصر القرن السابع عشر. ط.2. سلسلة تاريخ المصريين: الكتاب 351. القاهرة: الهيئة المصرية للكتاب، 2021.
ثانيًا: المراجع باللغة الإنجليزية
- Aberth, John. The Black Death: The Great Mortality of 1348–1350: A Brief History with Documents. Second edition. New York: Bedford/St. Martin’s Macmillan Learning, ]2017[. (Includes translated texts from Ibn Khātima, Ibn al-Khatīb, Al-Maqrīzī and others).
- Ayalon, Yaron. Natural Disasters in the Ottoman Empire: Plague, Famine, and Other Misfortunes. Cambridge University Press, 2014.
- Byrne, Joseph Patrick. Daily Life During the Black Death. Westport, Conn.: Greenwood Press, 2006.
- Conrad, Lawrence I. Arabic Plague Chronologies and Treatises: Social and Historical Factors in the Formation of a Literary Genre. Studia Islamica, No. 54 (1981), pp. 51-93. https://www.jstor.org/stable/1595381\. Accessed 6 May 2020.
- Conrad, Lawrence I. “Tāʿūn and Wabāʾ Conceptions of Plague and Pestilence in Early Islam.” Journal of the Economic and Social History of the Orient, vol. 25, no. 3, 1982, pp. 268–307. JSTOR, jstor.org/stable/3632188 . Accessed 6 May 2020.
Dols, Michael W. “The Second Plague Pandemic and Its Recurrences in the Middle East: 1347-18941)”. Journal of the Economic and Social History of the Orient 22.1: 162-189. https://doi.org/10.1163/156852079X00070 . Accessed 6 May 2020.
- Starkey, Janet. “Pathology and Epidemics”. Pathology and Epidemics. Leiden, The Netherlands: Brill, 2018. https://doi.org/10.1163/9789004362130_014 . Accessed 6 May 2020.
- Stearns, Justin. “Contagion in Theology and Law: Ethical Considerations in the Writings of Two 14th Century Scholars of Naṣrid Granada.” Islamic Law and Society, vol. 14, no. 1, 2007, pp. 109–129. JSTOR, jstor.org/stable/40377927 . Accessed 6 May 2020.
- Varlik, NÜkhet. Plague and Contagion in the Islamic Mediterranean. Arc Humanities Press, 2017. JSTOR, jstor.org/stable/j.ctvvnc4d . Accessed 6 May 2020.