- نشر: newsweek
- ترجمة: رزان الزايدي
- تحرير: عبير العتيبي
يرى غالبية البالغين الأمريكيين أن يسوع كان معلمًا عظيمًا خلال حياته ولا شيء أكثر من ذلك؛ مما جعل عدد من الرموز المسيحيين يقولون بأن هذا دليل على أن مؤمني اليوم يحيدون بعيدًا عن تعاليم الإنجيل المعروفة.
وحسبما جاء في صحيفة The Christian Post، أُجريت دراسة استقصائية لعام ٢٠٢٠ من قبل ليجونير مينستريز -وهي كنيسة إصلاحية غير ربحية تقع في ولاية فلوريدا- وجدت أن ٥٢٪ من البالغين الأمريكيين يؤمنون بأن المسيح يسوع ليس إلها؛ وهي الفكرة التي تتعارض تمامًا مع تعاليم الإنجيل المعروفة في الكنيسة المسيحية، والتي تنص على أن يسوع كان بشرًا وإلهًا في نفس الوقت.
اتفق حوالي ثلث البروتستانت في هذه الدراسة على أن يسوع ليس إله، مقارنةً بـ ٦٥٪ ممن قالوا بأن “يسوع هو أول وأعظم مخلوق خلقه الله”.
جُمعت نتائج هذه الدراسة من ٣٠٠٠ أمريكي، بما في ذلك ٦٣٠ ممن صَنفوا أنفسهم على أنهم بروتستانت، وقد دَعوا إلى إجراء دراسة حديثة أكثر تمحيصًا وصرامة للكتاب المقدس.
صرح ستيفان نيكولاس -كبير الموظفين الأكاديميين في ليجونير مينيستريز ورئيس كلية Reformation Bible – في بيان له:
“مثل هذه الإحصائيات التي قامت بها مؤسسة State of Theology تُشكل صدمة كبيرة بالنسبة لنا، لكنها في ذات الوقت تسلط الضوء على المخاوف التي أعربت عنها الكنائس والمسيحيون الأمريكيون على مدى عقود؛ فالثقافة من حولنا تتخلى شيئًا فشيئًا عن بوصلتها الأخلاقية، مما يجعل البروتستانت ينجرفون بعيدًا عن تعاليم الرب في الكتاب المقدس”.
ويُكمل نيكولاس حديثه محذرًا كبار البروتستانت اليوم:
“من الواضح بأن الكنيسة لا تملك رفاهية الوقوف مكتوفة الأيدي؛ لقد حان الوقت للمسيحيين بأن يدرسوا الكتاب المقدس بشكلٍ جاد ودؤوب، وينخرطوا مع الناس في بيئاتهم، ويتمسكوا دون خوف بهوية المسيح يسوع وإنقاذ تعاليمه الإنجيلية”.
إن النقاش الدائر فيما إذا كان يسوع إلهً أم لا يُركز على التفسيرات المسيحية المختلفة للكتاب المقدس، أي تلك الفروق الدقيقة بين يسوع التاريخي -الفلاح الناصري الذي يقال أنه صُلِب في القرن الأول- ويسوع المسيح كأقنوم من الأقانيم الثلاثة المقدسة.
ترى العقيدة المسيحية أن الله هو الإله، ولكن هناك ثلاثة شخصيات تتشارك هذه الألوهية الأزلية : الأب، الابن، والروح القدس.
اتفق نحو ٤٤٪ من المشاركين في الدراسة على أن يسوع كان إلهًا وبشرًا في ذات الوقت، وبسبب ذلك؛ فإن يسوع اقترف الآثام كأي مخلوقٍ فانٍ؛ وهو موقف مثير للجدل داخل التعاليم اللاهوتية المسيحية.
سلط الكاتب وعالم العهد الجديد بارت إيرمان -مؤلف كتاب كيف أصبح يسوع إلهًا- الضوء على الجانب التاريخي في كيف يؤثر تصور يسوع بين المسيحيين على إيمانهم بشكل عام؛ فقال: “إذا لم يعلن أتباعه أن يسوع هو الرب، فإن هذه الفرقة لن تعدوا كونها ثلة صغيرة ضمن دائرة أكبر من اليهود”.
لكن ليجونر مينيستريز- المؤسسة التي ساعدت في إجراء الدراسة جنبًا إلى جنب مع LifeWay Research- ترى الموضوع بشكل مختلف؛ فأعلنت في الأسبوع الماضي “إذا كان الادعاء بأن يسوع هو الرب خاطئًا، فإما أنه كان مخلصًا متوهمًا أو مخادعًا، وفي كلا الحالتين لم يكن بإمكانه أن يكون معلمًا عظيمًا”.