- تيم أوربان
- ترجمة: تسنيم حلوبي
- تحرير: إسراء سالم
ينامُ معظم النّاس حوالي سبع أو ثمان ساعاتٍ في اللَّيلة، ممَّا يُبقي في اليوم ستّ عشرة، أو سبع عشرَة ساعة؛ أي ما يعادل الألف دقيقة. لنتخيل أن الألف دقيقة هذه، هيَ عبارة عن مئة مكعب، يُمثّل كلُّ واحدٍ منها عشرَ دقائق، وهذا كلّ ما تملكه في الصباح حين تستيقظ.
تقضي خلال اليوم عشر دقائق من حياتك في كلّ مكعب، إلى أن تنفد منك كلُّها، ويحين وقت النوم.
إنه لمن المستحسن دائما أن تتراجع خطوة إلى الوراء، وتفكر بكيفية استخدامك للمئة مكعب الّذِين تحصل عليهم يوميًّا؛ كم منهم وظفته لجعل مستقبلك أفضل؟ وكم مكعبٍ متاح للاستمتاع وحسب؟
كم تقضي منهم وقتا مع الآخرين؟ وكم تقضي وقتا مع نفسك؟ كم منهم استخدمته لتصنع شيئا ما؟ وكم قضيتَ منهم وأنت تستهلك شيئا ما؟ كم من المكعبات تكرسه للتركيز على جسدك؟ وكم مكعّبٍ لعقلك؟ وكم قضيتَ من الوقتِ دونَ أن تُركز على شيءٍ معيّن؟ أيُّ المكعبات أحبُّهم إليك باليوم؟ وأيُّهم الأقلُّ تفضيلا؟
لنتخيل أن المكعبات مصفوفات بجانب بعضهم البعض، لتكوين شبكة من الخلايا المربعة، ثم لنسأل أنفسنا: ماذا لو كان عليك أن تميّز كل حيّز منها بهدف؟
سيتحتم عليك حينها أن تفكر بكل شيء قد تقضي وقتك فيه باقترانه مع قيمته في المكعب؛ إعداد العشاء يتطلب ثلاثة مكعبات، في حين أن طلب عشاء جاهز لا يتطلب أي مكعب؛ فهل إعداد العشاء يستحق ثلاثة مكعبات من وقتك؟ هل العشرُ دقائق من التأمّل في اليوم ذات أهمية كافية لتخصص لها مكعبا؟ إن عشرين دقيقة من القراءة في الليلة، قد تتراكم إلى قراءة خمس عشرة كتاباً في السنة؛ فهل يستحق ذلك مكعبين مما تملك في اليوم؟
إذا كانت وسيلة الترفيه المفضلة لديك هي ألعاب الفيديو، فعليك أن تأخذ بعين الاعتبار قيمة هذا الترفيه، قبل أن تقرر كم مكعبا ستخصّص له. قد يستغرق شرب كوبٍ من القهوة مع صديق عشرة مكعبات؛ كم عدد المرات التي تريد استخدام العشرة مكعبات لهذه الغاية؟ ومع مَن من الأصدقاء؟
أيّ المكعبات يجب أن تُعاملها معاملةً غير قابلةٍ للتفاوض بالهدف المخصَّص لها؟ وأيّهم أكثر مرونة للاستهلاك خارج إطارِ الهدفِ المخصّص؟ وأيّ المكعبات يمكن أن تبقى فارغة دون تمييزِها بأي هدف على الإطلاق؟
لنتخيل الآن شبكة مربّعة مشابهة، إلا أنّك استَهلكت مكعباتها تماما بالأمس؛ السؤال هو: كيف تختلف الشبكتين أمامنا عن بعضهما البعض، ولماذا؟