التربية والتعليم

هل يمكن أن تكون المدرسة الصيفية أكثر من عقوبة؟

  • تأليف: ليفيا جيرشون
  • ترجمة: أسامة الوهيبي
  • تحرير: لطيفة الخريف

 

تعتبر الدراسة بالصيف واحدةً من أكثر العواقب غير المرغوب بها عند طلاب المرحلة الثانوية المكافحين؛ نتيجة للإهمال أو الفشل في فهم المواد المطلوبة. ولكن ما الجيد في أن يمضي الطالب أسابيع إجازته في الفصول الدراسية التي يريد – يائسًا – الهروب منها طوال السنة الدراسية؟ هل من الممكن أن تكون المدرسة الصيفية إكراهًا إيجابيًّا في حياتهم؟

هذه أسئلة طرحها معلم اللغة الإنجليزية في ثانوية كولورادو مايكل وينك (Michael Wenk) للإجابة عنها خلال فترة تدريسه برنامج فصل صيفي استثنائي. كتب مايكل تجربته في مجلة (English Journal) في عام ٢٠٠٥ م.

وكتب “وينك” أن زملائه المعلمين يرون أن البرنامج التقليدي للفصل الصيفي الدراسي للمنطقة عبارة عن فوضى: ” وقت للجلوس مقابل الساعات الدراسية” بدلا من أن يكون فرصة للتعلم الحقيقي. لذلك قرروا أن يبدأوا فصلًا دراسيًا من تخطيط المعلمين بعدد لا يتجاوز خمسة عشر طالبًا للقاعة الواحدة.

الأبحاث تعزز قيمة الفصول الدراسية الصيفية الصغيرة، وكتب “وينك” مقتبسًا من تحليل تلوي/بعدي (meta-analysis) أشار إلى أن البرامج الصغيرة قيمة لأنها تسمح للمعلمين أن ينسجوا المحتوى للطلاب الذين أمامهم حقيقةً. في دراسة “وينك”، لديه تسعة طلاب فقط في الفصل مما يسهل عليه تعليمهم. فقد قابل الطلاب وأباءهم وتحدث مع المعلمين الآخرين عن الطلاب وطالع معدلاتهم وكذلك درجات اختباراتهم حتى قبل أن يبدأ تدريسهم.

بدلا من إعادة دراسة نفس المواد التي لم يتعلمها الطلاب خلال العام (شيء لا يمكن للطالب أن يحظى بالوقت الكافي لاستيعابه على أي حال)، انتهج “وينك” منهجًا مغايرًا فركز على المهارات بدل المحتوى.  فإلى بجانب الرواية الكلاسيكية للشباب ” سلام منفصل” (separate peace)، طلاب الفصل قرأوا كتاب العادات السبع للمراهقين أكثر فعالية “Seven Habits of Highly Effective Teens”، ويتبادل الطلاب قراءة الكتاب بصوت عالي ويتوقفون ليتحدثوا عن أفكار الكتاب ويتشاركون التجارب الشخصية، وعندما تقارب الحصة على الانتهاء، يساعد “وينك” الطلاب بانتقاء الكتب التي سيقرأونها في عطلة الفصل الصيفي ويضع لهم أهداف للقراءة. هذه الآلية سوف تحرر المعلم من تعليم مجرد القراءة والكتابة، وستعلمهم استراتيجيات النجاح في المدرسة والحياة.

في نهاية المطاف، واحد من تسعة طلاب لم يحقق متطلبات الفصل الصيفي وآخر انتهى به المطاف في أن يتوقف عن الدراسة لتدخينه الماريوانا بعد عودته للدراسة في فصل الخريف بوقت قصير. أما البقية، فمع أن استراتيجيات القراءة وتحقيق أهداف الحياة تبدو عالقة. فقد حقق أحد الطلاب درجات “أ” و “ب ” في مادة اللغة الإنجليزية خلال فصل الخريف، وطالبة أخرى استطاعت أن ترفع معدلها الجامعي من 1.6 في السنة الماضية إلى 3.2 في منتصف السنة الجديدة. وآخرون ذكروا أنهم استمروا في تطبيق الأفكار التي وجدوها في كتاب العادات السبع.

من عدم الحكمة أن نستنبط كثيرًا من الاستنتاجات المؤكدة من فصل يضم تسعة طلاب، ولكن حكاية “وينك” تحتوي بعض الأفكار المشوقة التي تتناول الطلاب المكافحين. وتشير هذه القصة إلى أهمية الفصول التي يصممها المعلمون لتناسب أفراد الأطفال، والدروس التي تركز على المهارات التي يمكن أن تطبق في السنة الدراسية القادمة، وتلمح هذه الحكاية إلى أهمية النظر الواسع تجاه استراتيجيات الحياة والمدرسة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى