الفلسفة

كيف تُطوِّر المقالة البحثيَّة وتتجنَّب الرَّفض المكتبيّ؟

مجموعة مؤلِّفين

ترجمة: يارا عمار

تحرير: إيثار الجاسر

نبذة:

قد يكون الرَّفض المكتبيُّ أمرًا محبطًا ومثبّطًا لعزيمة الباحث، لكنَّه أيضًا خطوة حيويَّة للمحرِّر، ويستغرق وقتًا طويلًا؛ إذ يُكلَّف بانتقاء المقالات المناسبة الَّتي تفي بالمعايير اللَّازمة لإجراء المزيد من المراجعة والتَّدقيق. تبرز تعليقات (فيدباك) المحرِّرين الواردة في هذه الافتتاحيَّة الثَّغراتِ الكبيرة في فهم كثير من الأكاديميِّين لعمليَّة التَّقييم ومعايير القبول للتَّقدُّم إلى مرحلة المراجعة. تقدِّم هذه الافتتاحيَّة منظورًا واقعيًّا/ حيًّا لعمليَّة الرَّفض المكتبيِّ من خلال عدسة المحرِّ، بعرض آراء مختلفة لتسعة محرِّرين في مجلَّاتٍ رائدة. يبيِّن كلُّ محرَّر نظرته الخاصَّة لأسباب الرَّفض المكتبيِّ المتعدِّدة، ويقدِّم للباحث الفكرة المفتاحيَّة لكيفيَّة مواءمة التَّقرير مع متطلَّبات المجلَّة ومعايير الجودة اللَّازمة، مع إيضاح الصِّلة والمساهمة في النَّظريَّة والتَّطبيق. تطوِّر هذه الافتتاحيَّة ملخَّصًا موجزًا لأهمِّ النَّتائج من وجهة نظر المحرِّر، وتمثِّل إسهامًا ذا قيمة وفائدة للأكاديميِّين والباحثين الصِّناعيِّين على حدٍّ سواء.

  1. مقدِّمة

اصطُلح على عمليَّة استنتاج أنَّ مقالةً بحثيَّة لا تناسب أهداف المجلَّة ونطاقها، أو لا تفي بالدِّقَّة والجودة المطلوبة باسم الرَّفض المكتبيِّ (desk rejection). عادة ما يجري عمليَّةَ المراجعة هذه محرَّرُ المجلَّة مباشرة، أو فريق متخصِّص من المحرِّرين المساعدين. تُرسَل المقالات المقدَّمة الَّتي اختارها المحرِّر بعد الفحص الأوَّليِّ للمراجعين لإجراء تقييم مفصَّل لمراجعة الأقران لتحديد مدى ملاءمتها وحداثتها للنَّشر في هذه المجلَّة.

قد يكون الرَّفض المكتبيُّ تجرِبةً مؤلمة ومحبطة للباحثين؛ حيث يضعون توقُّعات عالية بشأن المقالة المقدَّمة. وكذلك قد يكون عمليَّة محبطة للغاية للمحرِّرين وتستغرق وقتًا طويلًا؛ إذ يُرفَض عددٌ هائلٌ من التَّقارير في هذه المرحلة الأوَّليَّة؛ فقد لا يتمكَّن المؤلفون من مواءمة المقالة المقدَّمة مع نطاق المجلَّة وجودتها وصلتها (Craig, 2010, Flanagan, 2021, Stolowy, 2017)، أو يقدِّمون إسهامًا بحثيًّا غير كافٍ (Billsberry, 2014, Hierons, 2016, Hulland, 2019). أدَّت زيادة نسبة التَّقارير المقدَّمة في المجلات الكبرى، خاصَّة من دولٍ كالهند والبرازيل والصِّين، إلى تفاقم الموقف؛ حيث يدخل عددٌ كبير من الأوراق الضعيفة في المسار وينتهي بها الأمر بالرَّفض المكتبيّ في هذه المرحلة المبكرة (Ansell and Samuels, 2021, Ashkanasy, 2010).

تتطلب عملية المراجعة والقبول في المجلَّة مساعدةَ وخبرة مجموعة محدودة من خبراء الأكاديميين الذين يتطوعون بخدماتهم بدافع حسن لمجلات معينة. تحتاج المجلات عمومًا ثلاثة مراجعين أو أكثر، يقدم كل واحد منهم رؤيته ووجهة نظره في المقالات المقدمة. ومع ذلك، يحتاج المحررون إلى التواصل مع ما بين خمسة إلى عشرة مراجعين؛ لضمان إتمام الالتزامات الضرورية، لذلك يحدث تأخيرات كبيرة في عملية المراجعة (Ansell & Samuels, 2021; p. 5). ولدراية المحرِّرين بموارد المراجعين القيّمة، يتجهون عمومًا إلى الرَّفض المكتبي بدلًا من إرسال الأوراق منخفضة الجودة التي ستستنزف أوقات المراجعين الثمينة (Bannister & Janssen, 2019).

سلّطت الأدبيَّات الضَّوء على المستويات المنخفضة للبحوث التي تركِّز على الرَّفض المكتبيِّ (Balyakina & Kriventsova, 2021)، وثمَّة دراسات حالية تطرح نظريَّات تشير إلى أن معدَّلات الأسباب والممارسات المؤسَّسيَّة الكامنة وراء الرَّفض المكتبيِّ تقع بين 20٪ و50٪ (Ansell and Samuels, 2021, Balyakina and Kriventsova, 2021, Hassell, 2021). يتَّضح وجود فجوة كبيرة بين أهداف وتوقُّعات المؤلِّفين ومتطلَّبات المحرِّرين، ولا يبدو أنَّ هذا الوضع سيتحسَّن عمَّا قريب، لذا نشرنا هذه الافتتاحيَّة بهدف سدِّ تلك الفجوة، بعرض رؤى جديدة لتسعة محرِّرين في مجلَّات قياديَّة قدَّموا خلاصة خبراتهم الحيَّة حول أسباب الرَّفض المكتبيِّ، وإرشادات للمؤلِّفين لاجتياز هذه المرحلة الحاسمة في عمليَّة النَّشر. سترد وجهات نظر المحرِّرين في القسم الثَّاني، حيث يتناول كلُّ محرِّر أو محرِّرة خبرته الخاَّصة في مجلَّة معينة. وتجدر الإشارة إلى أنَّ تعليقات واقتراحات المحرِّرين التِّسعة المذكورة في القسم الآتي غير محرَّرة، بل نُشرت كما قدَّمها المحرِّرون مباشرة. ومع أنَّ هذا النهج لا يوازن التُّدفُّق المنطقيَّ (Dwivedi et al., 2021a, Dwivedi et al., 2021b, Dwivedi et al., 2020, Dwivedi et al., 2015)، لكنَّه يبرز التَّوجُّهات المتميِّزة للمحرِّرين واقتراحاتهم المتعلِّقة بعمليتَي الفحص والرَّفض المكتبيِّ. القسم الثَّالث مخصَّص لمناقشة وجهات نظر المحرِّرين وإرشاداتهم. ويقدِّم القسم الأخير ملخَّصًا سيساعد المؤلِّفين في تجنُّب الرَّفض المكتبيّ.

  1. وجهات نظر المحرِّرين

2.1. الأستاذة كريستي تشونج [CMKC]: رئيسة تحرير أبحاث الإنترنت

قد يؤدي الرَّفض المكتبي إلى إحباط وخيبة أمل معظم المؤلِّفين. أود شكر البروفسور دويفيدي لإتاحة الفرصة لي لمشاركة ملاحظاتي من إدارة تحرير أبحاث الإنترنت. ومع أنها تستند إلى خبراتي في أبحاث الإنترنت فقط، فالأسباب التي سأذكرها شائعة في المجلات المرجعية الأخرى أيضًا. آمل أن توفر بعض الأفكار التي ستساعد المؤلِّفين على إجراء إعداد أفضل لمخطوطاتهم وتسهيل رحلة التَّقديم.

السَّبب الأوَّل: عدم التَّوافق مع أهداف ونطاق المجلَّة.

هذا هو السَّبب الأساسيُّ للرَّفض المكتبيِّ في بحوث الإنترنت.

تنشر بحوث الإنترنت أوراقًا تتناول مجموعةً كبيرة من موضوعات البحث المتعلِّقة بتكنولوجيا المعلومات (بما في ذلك الإنترنت). نحن نركِّز بشكل خاصٍّ على البحوث الَّتي تطوِّر الأفكار النَّظريَّة، وفهم الموضوعات والقضايا الَّتي تعالج الآثار الاجتماعيَّة والأخلاقيَّة والاقتصاديَّة والسِّياسيَّة الَّتي قد تنشأ من وصول العامَّة إلى مصادر المعلومات. ومع ذلك، نستقبل أحيانًا تقارير تتناول بشكل أساسيٍّ مشكلات فنيَّة، مثل تطوير النُّظم أو هندسة تكنولوجيا المعلومات. يعتمد قرار الرَّفض المكتبيِّ على مناسبة الموضوع لقرَّاء المجلَّة فحسب.

اقتراحات للمؤلِّفين:

– اقرأ أهداف ونطاق المجلَّة المستهدفة بعناية.

– ألقِ نظرة سريعة على الأوراق المنشورة في الإصدارات الأخيرة للمجلَّة المستهدفة.

– تطوَّع كمراجع في المجلَّة المستهدفة.

السَّبب الثَّاني: انعدام الحداثة والأهميَّة

تتوَّقع بحوث الإنترنت مخطوطات ذات أسس نظريَّة قويَّة. ونحن مع ذلك نبحث عن مخطوطات تتناول أهمَّ القضايا، وتطور النظريات، وتوفر رؤى نظرية جديدة. فالمخطوطات الَّتي تطبِّق ببساطة نظريَّة راسخة، وتختبرها في سياق جديد (كالتُّكنولوجيا الجديدة) أو في بلدان معينة، دون أن تقدِّم رؤى نظريَّة جديدة أو تبرز إسهاماتها الفريدة؛ يُستبعد إرسالها لمراجعة الأقران.

اقتراحات للمؤلِّفين:

– أظهر حداثة عملك وأهميَّته في الرِّسالة التَّعريفيَّة.

– انتبه إلى الملخص، واعتبره فرصة لتسليط الضَّوء على حداثة بحثك وأهميَّته.

السَّبب الثالث: سوء الإعداد

الانطباع الأوَّل مهمٌّ للغاية. يؤثِّر الإعداد لتقديم مخطوطتك على إمكانيَّة إرسالها للمراجعين بنجاح. لدينا ثلاث مشكلات شائعة: 1- ضعف اللغة. 2- عرض المخطوطة. 3- قضايا أخلاقيَّة. على المؤلِّفين أن يطرحوا على أنفسهم هذه الأسئلة أثناء إعداد المخطوطة:

– ضعف اللُّغة: ما مدى انسيابيَّة المخطوطة؟ هل راجعت المخطوطة لتصحيح الأخطاء المطبعيَّة والنحوية؟

– عرض المخطوطة: هل أعددت المخطوطة طبقًا لإرشادات المؤلِّفين؟ هل أدرجت كل الاقتباسات في قائمة المراجع، وهل طبَّقت الأسلوب الصَّحيح لكتابة المراجع؟ هل تحقَّقت من شكل مخطوطتك وطولها؟

– القضايا الأخلاقيَّة: هل تناولت المعايير الأخلاقيَّة اللَّازمة المتعلِّقة بالبحث؟ هل أنت على وعي بالسَّرقة الفكريَّة الممكنة/ غير المقصودة (كالانتحال الذَّاتيّ)؟

اقتراحات للمؤلِّفين:

– اتبع إرشادات المؤلِّفين أثناء الإعداد لتقديم بحثك.

– استخدم أدوات فحص التَّشابه لمساعدتك في اكتشاف الانتحال المحتمل.

– استعن بخدمات تحرير النُّسخ الاحترافيَّة.

2.2. البروفيسور كيران كونبوي [KC]: رئيس التَّحرير المشارك في مجلة European لنظم المعلومات

1– تناول موضوعًا واحدا

أدركت من واقع خبراتي كمؤلِّف ومراجعٍ في المجلات أنَّ بعض المحرِّرين، والمحرِّرين المساعدين لديهم تفضيلات خاصَّة عندما يتعلَّق الأمر بما يريدون رؤيته في الورقة. يتحمَّس البعض للنَّظريَّة أو المنهج، ويتحمس غيرهم للتُّكنولوجيا أو سياق الدِّراسة، وآخرون للإسهامات التي ستقدمها. تأمَّل أنَّ يكون محرِّر ورقتك متوازنًا وغير مولع برفض الأوراق الَّتي لا تفي بالمعايير العالية غير المعتادة الَّتي يضعونها وفقًا لاختياراتهم الخاصَّة. ومع ذلك، اكتشفت أنًّ البحث لا يسقط بسبب قسم معيَّن عادة؛ فالمحرُّرون متفائلون ومستعدُّون غالبًا للتَّغاضي عن الجزء الضعيف إن كان الموضوع قويًّا إجمالًا، أو يمكن تقويته بعد المراجعة. تنشأ المشكلة عند ضعف الموضوع أو عدم وضوحه أو عدم وجوده، وعدم تجانس الورقة ككلّ. قد تكون الأهداف واضحة للغاية ولها دوافع حسنة، والمنهج رصين، والنتائج باهرة؛ لكن عندما لا يتناسب المنهج مع الأهداف، ولا تسترسل الإسهامات الموضحة منطقيًا من الأهداف أو النظرية أو المنهج، تكون النتائج سلبية عادة. وهذا أمر محبط عندما يكون كل جزء من الورقة على حدة متين. إذن أول ما يلزم أثناء إعداد المخطوطة هو تناول موضوع واحد من البداية إلى النهاية.

2- استهداف الجمهور

يفكر الأكاديميُّون ويتصرَّفون بنفس الطَّريقة، سواء أعَلِموا بذلك أم لا، لذا فهم يميلون إلى ما هو مألوف لهم. ما زلت مندهشًا من مدى تأثير طول الأقسام، ووزن النَّظريَّة مقابل المكوِّنات التَّجريبيَّة، وحتَّى الأسلوب والشَّكل، على قرارات المحرِّرين. وأنا شخصيًّا أشعر بالقلق إزاء كل ما يعمل تجانس محتوى المجلَّة، إذ ليس من المحبذ أن تكون كل الأوراق على نفس النَّمط. لا أعتقد أنَّه يجب على المرء أن يدع شكلَ ومظهرَ محتوى المجلَّة يؤثِّران على قراراته المحوريَّة بشأن تصميم البحث. ينبغي أن يكون الهدف إخراج أفضل بحث، وليس مجرد الالتحاق بالمجلَّة المعنيَّة. أقترح عليك أن تعلم جمهور المجلَّة وفئة الأكاديميِّين الَّذين ستقدِّم لهم، وتبيَّن مدى ملاءمة بحثك مع أهدافهم وأسلوبهم. إن لم يكن ملائمًا، فالأمر ليس سيئًا بالضَّرورة من وجهة نظري، بل قد يكون رائعًا. ومع ذلك، من المهم أن تفسِّر أوجه اختلاف بحثك، وكيف سيعمل نشره على تعزيز قيمة المجلَّة وإسهاماتها وتنوُّعها، وإلا فاحتماليَّة الرَّفض المكتبيِّ عالية.

3- لا تجعل دعاواك أكبر من حقيقة موضوعك

كتبت مؤخرًا أنَّ بحوث نظم المعلومات يجب أن تشجِّع التَّفكير الثَّوريَّ، وتثير “قفزات بروميثيَّة” غير متوقَّعة (Conboy ، 2019). يجب أن تهدف بحوث نظم المعلومات كنظام إلى دفع المجتمع خارج الرَّفاهيَّة المعتادة وروتين الحياة اليوميَّة؛ لتمكين التَّفكير الإبداعيِّ والرُّؤى المتشابهة لأولئك الذين يفكِّرون في النَّار قبل اختراعها. يسهُل بالطَّبع تحدِّي المؤلِّفين لتجاوز مجرَّد استهداف الثَّغرات والبحث التَّكميليِّ، وإجراء بحث يؤدِّي إلى هذه القفزات الجوهريَّة. هذا بالطَّبع ينطبق على جميع أنواع الدِّراسات لإنشاء مجتمعٍ بحثيٍّ ناجح، من الدِّراسات الصَّغيرة والتَّكميليَّة إلى الكبيرة والبروميثيَّة. ليس السَّبب في رفض معظم الدِّراسات أنَّها صغيرة أو كبيرة للغاية، لكن إمَّا أنَّها تزيد أو تقل عن إسهاماتها. أحيانًا نتوقَّع من الملخَّص أو الدَّافع أنَّ الدِّراسة ستغيَّر كلَّ ما نعتقد صحَّته، ثمَّ يظهر بعد ذلك أنَّ الإسهام اللَّاحق غير مثير للإعجاب كما توحي البداية.  ويتبيَّن في حالات أخرى أنَّ الدِّراسة الَّتي بدت بسيطة وتفتقر إلى الحداثة أوَّل الأمر باهرة للغاية، لكن ذلك بعد قراءتها حتَّى النَّهاية؛ وكثير من المحرِّرين يأخذون قرار الرَّفض المكتبيِّ قبل هذه النقطة.

2.3. البروفيسور يانكينغ دوان [YD]: محرِّر مشارك في المجلَّة الدوليَّة لإدارة المعلومات

قد يرفض المحرِّر أو المحرِّرون المشاركون التَّقارير دون إرسالها للمراجعة حفاظًا على أوقات المراجعين الخبراء ولتحسين كفاءة عمليَّة المراجعة. للرَّفض المكتبيِّ أسبابٌ كثيرة، لكن ثمَّة أسباب رئيسة، سأشير إليها بناءً على خبرتي:

1– أن يخرج الموضوع عن نطاق المجلَّة: أول وأهم ما في الأمر أن تختار المجلَّة المناسبة لتقديم تقريرك. لا ينبغي أن تؤجِّل تحديد المجلَّة المستهدفة حتَّى الانتهاء من كتابة المخطوطة، بل ينبغي أن تنظر في أمر المجلَّة التي ستنشر فيها عند تطوير أفكار بحثك والبدء في صياغة مخطوطتك. ويجب أن تشير في مخطوطتك إلى المنشورات المشابهة؛ حتى تثبت صلتها بالمجلَّة. كما سيفيدك بيان صلة بحثك بنطاق المجلَّة وقرَّائها في رسالتك التَّعريفيَّة إلى المحرِّر.

2– الافتقار إلى الحداثة والإسهامات الجديدة: قد تُرفض مخطوطتك مكتبيًّا إن افتقرت إلى التَّفسيرات والأدلَّة الكافية على حداثتها والإسهامات الجديدة الَّتي تقدِّمها، لا سيَّما فيما يتعلَّق بالنَّظريَّة والتَّقدُّم البحثيّ. قد تُقدِّم مخطوطة متقنة وتتْبِع عمليَّة البحث الصَّارمة، لكن إن لم تظهر بما يكفي حداثة عملك وإسهاماتك الجديدة، فقد لا تجتاز تقييم المحرِّرين الأوليّ. لتفادي هذه المشكلة عليك أن تضمِّن في مخطوطتك مراجعةً نقديَّةً للبحث الحاليِّ، وأن تحدِّدَ الثَّغرات الَّتي تعالجها في البحث بوضوح، وأن تثبت ادِّعاءك بشأن الإسهامات الجديدة الَّتي يقدِّمها عملك.

3- الافتقار إلى الاعتبارات والدَّعم النَّظريِّ: للنَّظريَّة أهميَّةٌ بالغةٌ في البحوث الأكاديميَّة، ويُتوقَّع أن يكون للمقالات المنشورة في المجلات الرَّائدة تأسيسٌ نظريٌّ قويٌّ (Gregor, 2006)؛ لذا يجب أن تُظهِر مخطوطتك فحصًا كافيًا للنَّظريات ذات الصِّلة في المجال وإسهاماتك في النَّظريَّة والتَّطوُّر النَّظريّ. يمكن تحقيق ذلك بمراجعة النَّظريَّات ذات الصِّلة، وتطبيق النَّظريَّة لدعم حجَّتك أو مقترحاتك إن كانت مناسبة، وشرح الإسهام الذي قدَّمته للتَّطوُّر النَّظريّ، مثل توسيع النَّظريَّات الحاليَّة أو تطوير فهم نظريٍّ جديدٍ أو مفاهيم أو نماذج جديدة.

4- افتقار البحث إلى الدِّقَّة: حتَّى إذا اخترت موضوعًا بحثيًّا مهمًّا وقدَّمت حجَّة قويَّة على الإسهامات الجديدة، ما زالت احتماليَّة رفض مخطوطتك مكتبيًّا قائمة إن كان البحث غير كافٍ أو فيه عيوب واضحة. تشير دقَّة البحث إلى “مدى إظهار العمل للتَّماسك الفكريِّ والنَّزاهة، وتبنِّي مفاهيم وتحليلات ومصادر ونظريَّات ومنهجيَّات متينة ومناسبة (REF, 2021, 2019)). يمكن أن تؤثِّر عوامل متعدِّدة على دقَّة عملك، قد تتعلَّق بالخلط المفاهيميِّ أو ثغرات في الحجج الرَّئيسة، والأكثر شيوعًا منهجيَّة البحث غير المناسبة، نحو: عدم المواءمة بين أهداف البحث والأساليب المختارة، خطأ إستراتيجيَّة أخذ العيِّنات، سوء جودة البيانات، تحيُّز المشاركين المحتمل، استخدام تقنيات تحليل بيانات غير مناسبة، الافتقار إلى الدِّقَّة في تحليل البيانات، إلخ.

5- سوء جودة الكتابة: من المهمِّ أن تكتب المخطوطة بأفضل جودة أكاديميَّة، وأن تفي بمعايير الجودة المطلوبة الَّتي تؤخذ في الاعتبار عند النَّشر. قد يؤثِّر سوء جودة الكتابة سلبًا على وضوح وانسيابيَّة المخطوطة، لذا قد تُرفض في مرحلة التَّقييم الأوليَّة. إن لم تكن الإنجليزيَّة لغتك الأم، فمن الضروري أن تدفع مخطوطتك إلى متحدَّث أصليٍّ لمراجعتها، أو أن تستخدم خدمات التَّدقيق الاحترافيَّة لتصحيح الأخطاء اللُّغويَّة. ومع ذلك، لا تقتصر جودة الكتابة على مشكلة اللُّغة، بل سيساهم كلٌّ من التَّركيب ووضوح الحجَّة والتَّقدُّم المنطقيِّ والتَّماسك إلخ… في جودة المخطوطة. فمثلًا، عليك أن تتبع تركيبًا مماثلًا لأغلب الأوراق المنشورة في المجلَّة. ويمكن أن تعرض على زملائك قراءة المخطوطة وتطلب منهم ملاحظات صادقة من أجل التَّحسين.

2.4. . د. راميشوار دوبي [RD]: محرر مشارك في المجلَّة الدولية لإدارة المعلومات

إن الرَّفض المكتبي من أصعب القرارات التي يتعيَّن على المحرِّرين اتخاذها. كلُّنا أكاديميُّون ونعلم أهميَّة أيِّ عمل منشور وتأثيره على الحياة المهنيَّة. قد يؤثِّر الرَّفض المكتبيُّ على معنويَّات المؤلِّفين. وعلى الرَّغم من الواجبات الأخلاقيَّة الكثيرة، فإنَّنا نعتقد أنَّ الرَّفض المكتبيَّ أحد أفضل الطَّرائق لضمان جودة الدِّراسات والأدبيَّات. أقرأ المخطوطة بعناية قبل تحديد مراجعي جودة التّقارير، وعليَّ أن أقرِّر إمَّا أن أرفضها مكتبيًّا أو أرسلها للمراجعين. المخطوطات المعيبة علميًّا أرفضها بلا تردُّد. على سبيل المثال، لاحظت أنَّ معظم المقالات مقدَّمة على عجل. نستقبل في IJIM (المجلَّة الدُّوليَّة لإدارة المعلومات) الكثير من الأعمال غير التَّجريبيَّة. نحن نؤمن بالتَّنوُّع ونشجع البحث غير التَّجريبيِّ، لكنَّه يجب أن يكون أحد هذه الأنواع الثَّلاثة: أوَّلًا، نستقبل الكثير من الأوراق البحثيَّة القائمة على المراجعة. يجب أن يستند البحث القائم على المراجعة إلى مراجعة نقديَّة للأدبياَّت الحاليَّة الَّتي تجمع بين النَّظريَّة الحاليَّة والنَّظريَّة الجديدة والدِّراسات المفاهيميَّة والتَّصنيفات والنَّماذج الَّتي توفِّر أساسًا متينًا لتطوير الحدود النَّظريَّة لمجال إدارة المعلومات. ثانيًا، تنتقد مقالات بناء النَّظريَّة النَّظريَّات القائمة وتساعد في تطوير اقتراحات بحثيَّة قويَّة في إدارة المعلومات يمكن اختبارها في المستقبل. ثالثًا، تتناول أشهر المقالات في إدارة المعلومات فلسفات إدارة المعلومات ونقاشات تاريخيَّة وتعريفات لإدارة المعلومات عند تداخل التَّخصُّصات الأخرى، مثل إدارة التَّسويق والإدارة المالية وإدارة العمليَّات وإدارة الموارد البشريَّة. وللأسف لا تندرج أغلب التَّقارير غير التَّجريبيَّة تحت أيٍّ من هذه الفئات الثَّلاث؛ لذا تُرفض مكتبيًّا للحفاظ على نطاق IJIM)) بالإضافة إلى أنَّ معظمها لا يقوم على فلسفة إدارة المعلومات.

اقتراح: يجب أن يستند التَّقرير إلى نظريَّة إدارة معلومات تعمل على تطوير الحدود النَّظريَّة، وتفسح المجال لنقاشات جديدة وشائقة في مجال إدارة المعلومات.

كما أنَّنا نرفض العديد من المقالات البحثيَّة التَّجريبيَّة التي تفتقر إلى الدِّقَّة العلميَّة. مثال: تُرفض المقالات الَّتي لا يوضح مؤلفوها كيفيَّة صياغة الأنموذج النَّظريّ أو وضع فرضيَّة البحث الخاص بهم. نحن نحاول فهم الكيفية التي تم بها اختيار العيِّنات في جمع البيانات. كما أنَّنا نتأكَّد، في حالة البحث القائم على الاستبيان، مما إذا كان الكاتب قد أدَّى اختبار تحيز عدم الاستجابة مع تجاوز إرشادات Armstrong and Overton (1977). لاحظنا في معظم التقارير أن نتائج طريقة التحيز الشائعة لا تُسجل بصورة صحيحة/ دقة. نوصي المؤلفين بشدة أن يتجاوزوا اختبار هارمان أحادي العامل (Ketokivi & Schroeder, 2004). كما نوصيهم، بجانب هذه الاختبارات، أن يتحققوا من السَّببيَّة قبل اختبار الفرضيَّة. وللأسف تشير معظم التَقارير إلى نتائج إحصائيَّة لا معنى لها، أو لا تضيف أي قيمة للنقاشات النظرية الحالية. ومع أننا أحيانًا نعطي المؤلفين فرصة للمراجعة، لكن عندما نرى أن الخطأ أثناء جمع البيانات الناجم عن سوء تصميم البحث لا يمكن تعديله في مرحلة المراجعة، نرفض هذا البحث مكتبيًّا لتوفير جهد المراجع.

اقتراح: يجب أن يلتزم التَّقرير بالدِّقَّة العلميَّة ويتجنب الاستخدام الخاطئ للتَّحليلات الإحصائيَّة.

2.5. البروفيسور يوغيش ك.دويفيدي [YKD]: رئيس تحرير المجلة الدولية لإدارة المعلومات

تستقبل IJIM معدلًا كبيرًا من التقارير، ومراجعتها كلها قد تؤثر سلبًا على عمل وجودة المراجعين. لذلك تجري IJIM مستويين من الفحص المكتبي لاستبعاد كل الأعمال التي يترجح عدم اجتيازها عمليَّة المراجعة، إما لعدم ملاءمتها لنطاق المجلة أو لافتقارها إلى الدِّقَّة النَّظريَّة والمنهجيَّة. أقرأ المقال المقدَّم في المستوى الأول من الفحص، بصفتي رئيس تحرير المجلة، وقد أرفضه مكتبيًّا إن لم يفِ بالمعايير المحددة أدناه. أما المقالات التي تتخطى المستوى الأول من الفحص تمر بمستوى ثان من فحص المحرِّرين المساعدين (بالاعتماد على مجال الموضوع). وهذا قد يؤدي إلى زيادة حالات الرَّفض المكتبيّ. في القسمين 2.3 – 2.4 بعض أسباب الرَّفض المكتبيّ التي حدَّدها اثنان من المحرِّرين المشاركين في IJIM.

الأسباب الشَّائعة للرَّفض المكتبيّ في المرحلة الأولى من الفحص هي:

– التَّقارير المكررة والمرفوضة سابقًا: قد تُرفض التقارير مكتبيًا أو بعد المراجعة لأنها ببساطة غير كافية أو غير مناسبة للنشر في IJIM. إن وُجدت إمكانيَّة لإعادة تقديم التَّقارير المرفوضة بعد معالجة المشكلات المحددة، فإننا نوليها العناية الواجبة عند إعادة تقديمها. لكن ينبغي أن لا يُعاد تقديم التقرير المرفوض مكتبيًا إن لم يدعُ إخطار الرفض إلى ذلك؛ لأنه سيُرفض مكتبيًّا ببساطة. تُقدم بعض الاعمال مرارًا وتكرارًا والنَّتيجة واحدة: رفض آخر.

اقتراح: لا تُعد تقديم تقرير مرفوض مكتبيًا إن لم تُدع إلى ذلك بعد إجراء بعض التعديلات.

– السَّرقة الفكريّة والانتحال الذَّاتيّ: بصورة عامَّة، تُرفض التَّقارير التي يتشابه محتواها إلى حدٍّ كبير مع مصادر أخرى (بما في ذلك أعمال المؤلف المنشورة سابقًا) بسبب افتقارها إلى الأصالة ومشكلات حقوق الطَّبع والنّّشر. ترفض IJIM الأعمال التي يتجاوز معدل التشابه فيها مع مصادر أخرى 15%، وكذلك الحال في كثير من المجلات الأخرى. ومع ذلك، تُراجَع هذه التشابهات بعناية قبل الرفض؛ للتأكد من أنها ليست بسبب استخدام كلمات ومصطلحات شائعة متعلقة بالنَّظريَّات والنَّماذج والمنهجيَّات. ومن المهمِّ ملاحظة أن التشابه المتعلق بالاقتباسات والمصادر ليس أساسًا في الرَّفض المكتبّي.

اقتراح: يجب أن تُقرأ التقارير وتُحرَّر بعناية للتَّخلُّص من التداخل المفرط أو الانتحال من مصادر أخرى.

– عدم الالتزام بإرشادات المجلَّة/ المؤلِّفين: ليس من الضّروري تنسيق التَّقرير الأول تمامًا حسب إرشادات المؤلفين، لكن يجب أن يطبَّق متطلبات التَّنسيق الأساسية وأن يرفق بالملفات المطلوبة. فمثلًا، يقدم عدد من الباحثين ملخصًا هيكليًا، لكنه يجب أن يكون معياريًا. وكذلك، طبقًا لإرشادات المؤلفين، يجب أن يُرفق التقرير بملف منفصل قابل للتعديل به 3-5 نقاط تعدادية (مميزة) (85 حرفًا بحدٍّ أقصى بكل نقطة، تشمل المسافات). لكن ما يحدث غالبًا عدم إرفاق هذا الملف، أو طول النقاط للغاية. تتبع IJIM تنسيق المؤلف للاقتباسات والمراجع، لكن غالبًا ما يكون أسلوب الاقتباسات والمراجعات في التَّقارير مرقمًا. بالإضافة لذلك، تجري المجلة عملية مراجعة مزدوجة التَّعميَّة، ومع ذلك تُقحم تفاصيل المؤلفين في المخطوطة الأساسية. هذه مجرد أمثلة قليلة تشير إلى أن المؤلفين إما أنهم لا يعتنون بالإرشادات، أو أن التَّقرير قد رُفض من مجلة أخرى وأُعيد تقديمه إلى IJIM دون إجراء أي تعديلات حتَّى يتوافق مع إرشادات المجلَّة.

اقتراح: يجب أن تنسَّق التَّقارير طبقًا لإرشادات المؤلفين، وأن تُرفق بجميع الملفات المطلوبة.

– عدم ملاءمة نطاق المجلَّة: يعود سبب النِّسبة الأكبر من حالات الرَّفض المكتبيّ إلى عدم التَّوافق مع نطاق IJIM. نستقبل كثيرًا تقارير إمَّا أن تكون تقنية بطبيعتها او تركز على مجالات أخرى كعلم النفس وبحوث العمليات وإدارة المعرفة وإدارة المشروعات والإدارة وإدارة المنتجات والابتكار وسياسة البحوث والتسويق وتجارة التجزئة وإدارة الموارد البشريَّة وعلم الحاسوب ومعالجة البيانات/ المعلومات وعلم البيانات والتعلم الآلي والاقتصاد والتمويل والرعاية الصحية والطب وعلم المكتبات، إلخ. تُرفض مثل هذه الأعمال مكتبيًا بناءً على مدى ملاءمتها للمجلَّة وقرائها. تطبق كثير من التقارير مناهج لا تناسب قراء المجلة، كالنَّمذجة الرِّياضيَّة والتحليل الاقتصادي القياسي. من المهم أن يتفحص المؤلفون بعناية المقالات المنشورة في IJIM خلال السنوات الأخيرة؛ لفهم التّوجُّه الحالي للمجلة فيما يتعلق بنوع البحث الملائم للنشر (من حيث المواضيع والمناهج).

اقتراح: يجب أن تركِّز التَّقارير على القضايا المتعلِّقة بإدارة المعلومات لاجتياز مرحلة الفحص المكتبيّ.

– عدم الارتباط بالأعمال المنشورة في المجلَّة: هذه النُّقطة متصلة إلى حدٍّ ما بالنُّقطة السَّابقة. قد تركِّز بعض التَّقارير على إدارة المعلومات، لكن ربما لم تنتفع من الأعمال ذات الصِّلة المنشورة في IJIM و/ أو المجلات وثيقة الصِّلة. وهذا يصعّب تقييم إسهاماتهم في النِّقاشات العلميَّة الجارية في IJIM والمعارف المتوافرة في إدارة المعلومات والمجالات وثيقة الصلة. كما أن الاقتباسات المناسبة تعين المحرِّرين والمحرِّرين المشاركين على تحديد المراجعين المناسبين الَّذين قد تكون لهم رغبة إجراء المراجعة. وهكذا قد يثير عدم وجود الاقتباسات ذات الصِّلة والحديثة من IJIM أو المجلات الأخرى وثيقة الصلة مشكلات في تحديد المراجعين المناسبين، مما قد يؤخر عملية المراجعة فترة طويلة.

اقتراح: يجب أن تبرز التَّقارير ارتباطًا كافيًا بالأعمال المنشورة مؤخًّرًا في المجلة المستهدفة والمجلات ذات الصِّلة الوثيقة.

– سوء تنظيم المخطوطة وعدم تطويرها: بوجه عام، تُرفض التقارير سيئة التنظيم وغير المطورة مكتبيًا. قد لا تتضمن هذه التقارير أقسامًا مهمة كمراجعة الأدبيات وتطوير الفرضيات والمناقشة والاستنتاج. وقد توجد هذه الأقسام، لكن التقرير غير مطور تطويرًا كاملًا. أمثلة: قد يكون الدافع لهذا العمل ضعيفًا ومشكلة البحث غير محددة بوضوح في المقدمة، قد يكون جزء مراجعة الأدبيَّات وصفيًّا للغاية، قد لا تتوفر النقاشات الكافية لدعم الفرضيات جيدًا، قد لا يحتوي قسم المنهجية على التفاصيل المتعلقة بجمع البيانات (مثل زمان ومكان جمعها وحجم العينة والمقاييس ومصادرها)، قد لا يشمل قسم النتائج الاختبارات المتعلقة بالموثوقية والصلاحية، قد لا يوفِّر البحث تفاصيل المستجيبين الدِّيموغرافيَّة، قد لا يجمع قسم المناقشة بين النتائج والأدبيات الموجودة بشكل كاف، قد لا تتوفر مناقشة الإسهامات النظرية والآثار التي تلحق الممارسة (أو تتوفر لكنها غير مطورة). وأخيرًا، قد لا يتوفر قسم الاستنتاج أو يكون غير مطوَّر. من القضايا/ المشكلات الأخرى المتعلقة بهذا سوء/ ضعف كتابة الملخص، وعدم تنسيق المراجع. كل ذلك قد يؤدي إلى الرَّفض المكتبيّ. من المهم أن يفحص المؤلفون بعناية المقالات المنشورة في IJIM في السنوات الأخيرة ليفهموا توقعات هيكلة المخطوطة ومستوى تطويرها.

اقتراح: يجب أن تكون التقارير بنفس جودة المقالات المنشورة في المجلة لتجنب الرَّفض المكتبيّ، أو رفض المراجعين.

– طول المخطوطة والمشكلات اللُّغويَّة: من المرجَّح ألا تجتاز المخطوطات الطَّويلة أو القصيرة للغاية عمليَّة الفحص المكتبيّ. غالبًا ما ينتقد المراجعون بشدة المخطوطات الطّويلة للغاية؛ لأن مثل هذا العمل قد يفتقر إلى الإيجاز والوضوح. وفي المقابل، تلك التي تبلغ نحو 4000 أو 5000 كلمة لن تصل في الغالب مستوى التطوير الذي تتوقعه المجلَّة. بالإضافة لذلك، كثير من المخطوطات تكثر بها الأخطاء النحوية التي تؤثر سلبًا على الانسيابية؛ مما يؤدي إلى الرفض المكتبي.

اقتراح: ينبغي ألَّا تكون التَّقارير طويلة أو قصيرة للغاية، حوالي عشرة آلاف كلمة تكفي لتطوير مخطوطة قوية. ينبغي تحرير المخطوطة لضمان سلاستها وانسيابيتها.

– المشكلات النَّظرية و/ أو المنهجيَّة: مما يؤدي إلى الرفض المكتبي: الافتقار إلى الأسس النَّظريَّة الداعمة، عدم دراسة الفرضيات (المدعومة)، العيِّنة المختارة، صغر حجم العيِّنة للغاية، عدم موثوقيّة وصلاحيّة البحوث الكمية. وكذلك المقالات الَّتي تركز على اعتماد التكنولوجيا، حيث تفحص الورقة فكرة استخدام البيانات المقطعيَّة، بدلًا من التَّركيز على جانب السلوك/ الاستخدام. وقد يؤدي ضعف بناء/ تطوير نظرية على خلفية الأوراق النوعية إلى الرفض المكتبي. من المهم ملاحظة أن مجرد وصف نتائج المقابلات لا  يكفي لتقديم إسهام جديد. وللأسف يواجه الكثير من الأبحاث النوعية هذه المشكلة، لذلك ترفض مكتبيًا.

اقتراح: ينبغي أن تشمل التقارير أقسامًا نظرية ومنهجية مطورة جيدًا؛ حيث أن الدقة النظرية والمنهجية ضرورية لإبراز الإسهام المقدم.

– قصور إسهام البحث: يحدُّ عدم حداثة الموضوع والنَّظريّة بالإضافة إلى محدوديّة أهميّة النتائج وصلتها من إسهام البحث الذي يعرضه التقرير. يحاول بعض الباحثين أن يفحصوا القضايا التي دُرست باستفاضة في الماضي لكن ليس لها كبير أهمية في السياق الحالي، فيترجح عدم تقديمهم إسهامًا كافيًا ومثيرًا للاهتمام. تحاول بعض التقارير أن تفحص مشكلات توظيف النّماذج النظرية المدروسة والمختبَرة (TRA, TPB, DoI & TAM)، لكنها تفتقر إلى الحداثة النظرية، ويترجح عدم اجتيازها مرحلة الفحص المكتبي.

اقتراح: ينبغي أن تبرز التّقارير قدرًا كافيًا من الحداثة، من حيث مشكلة البحث المدروسة والنظرية المستخدمة. وينبغي أن يكون للموضوع المتناوَل أهمية في السياق الحالي لإبراز الإسهام المقدم.

– تحليل الاستشهادات المرجعيَّة، المراجعة الوصفيَّة، التَّحليل الشُّموليّ، البحث القائم على البيانات (تحليل المشاعر): لوحظ في العامين الماضيين زيادة هائلة في عدد التَّقارير القائمة على تحليل الاستشهادات المرجعية والمراجعة الوصفيَّة وتحليل المشاعر. وكلُّ هذه الأنواع لا يمكن أن تثبت إسهامات نظرية واضحة، وهي ضرورية للنشر في IJIM؛ لذلك يترجح عدم اجتيازها مرحلة الفحص المكتبي. ينبغي توجيه التقارير القائمة على تحليل الاستشهادات المرجعيَّة إلى مجلَّة متخصصة في نشر هذا النوع من الأبحاث. قد توفر المراجعات الوصفية بيانًا جيدًا للوضع الحالي للبحث في موضوع معين، لكن لا يمكن أن تبرز أي شكل من أشكال التَّطوير النَّظريّ الَّتي قد تستفيد منها الأبحاث المستقبليَّة. تزداد أعداد دراسات التَّحليل الشُّموليّ، لكنها وصفيَّة بدرجة كبيرة وغالبًا لن تجتاز الفحص المكتبي. ينبغي أن تكون دراسات التَّحليل الشُّموليّ تأكيديَّة وأن تستوفي الشّروط المنصوص عليها في المقالة الإرشاديّة التي نشرناها مؤخرًا (انظر Jeyaraj & Dwivedi ، 2020). يوجد توجه حديث نسبيًا للباحثين، حيث يطورون المخطوطات القائمة على تحليل البيانات التي ينتجها المستخدم بناءً على وسائل التواصل باستخدام تحليل المشاعر. وهذه التقارير بوجه عام تفتقر إلى الأساس النظري، مما يحد من إسهام البحث. ناقشنا في مقالنا الإرشادي الأخير (Kar & Dwivedi، 2020) كيفية بناء واختبار النظرية في بحث تحليل المشاعر.

اقتراح: ينبغي توجيه تقارير تحليل الاستشهادات المرجعية والمراجعة الوصفية إلى مجلة متخصصة في هذه الأنواع. وينبغي أن تفي تقارير التحليل الشمولي وتحليل المشاعر بالشروط المذكورة في المقالات الإرشادية المنشورة مؤخرًا في IJIM.

2.6. البروفيسور مارين يانسن [MJ]: رئيس التحرير المشارك في مجلة المعلومات الحكومية الفصلية.

تبدأ عملية التحرير بعد فحص تنسيق ودقة التقرير. الخطوة التالية فحص مبدئي للورقة لتحديد إمكانية الترقي لمرحلة النشر. من المسؤوليات التي تقع على عاتق أي محرر عدم إرسال مخطوطة سيئة الجودة للمراجعة (Bannister & Janssen ، 2019). قد يقوم بهذا الفحص محرر واحد أو عدة محررين، لكن يقيّمها كل واحد على حدة. أحيانًا يجري رئيس التحرير الفحص الأول، فإن اجتاز التقرير هذه الخطوة، أُرسل إلى محرر المعالجة ليجري فحصًا آخر. يمكن لمحرر المعالجة أيضًا أن يحدد إمكانية نشر الورقة. إن لم يمكن أن ترقى لمستوى النشر، تُرفض مكتبيا. وأحيانا يُدعى الباحث لإعادة تقديم الورقة عندما يرى المحرر أهميتها، لكن يترجح عدم اجتيازها عملية المراجعة في شكلها الحالي.

يعد الرفض المكتبي أسلوبًا شائعًا بين المحررين لتجنب مراجعة الأوراق غير المناسبة. المراجعون الأكفاء مصدر نادر وثمين ينبغي ألا نهدره وأن نقدره ونرعاه (Bannister & Janssen، 2019). ترفض بعض المجلات أغلب الأوراق المقدمة، لكن هذا غير مستحسن، حيث يفضل المحررون استقبال أوراق عالية الجودة. ومع ذلك، فهذا أفضل من مراجعة ورقة لن تنشر غالبًا. تستقبل الكثير من المجلات الرائدة أوراقًا تفوق طاقة المراجعين، وتستلزم المراجعة الجيدة وقتًا وتفرغا وينبغي ألا تُهدر في محاولات بائسة.

للرفض المكتبي أسباب عدة: بعض الأوراق لا تلائم نطاق المجلة، وأخرى يترجح تقييم المراجعين لها بالسلب، فلا فائدة من مراجعتها. خلاصة القول: يجب أن تكون الأوراق جديرة بالاهتمام حتى تُرسل للمراجعة، هذا يوفر وقت المراجعين، ويوفر عناء انتظار المؤلفين للنتائج، لكنه مع ذلك يُثقل كاهل المحرر المسؤول عن الرفض المكتبي. قد يفضل المحررون عدم رفض أي ورقة، لأن ذلك سيخفف عنهم العبء. عادة ما يكون تقديم الأوراق منخفضة الجودة محبطًا، وتكمن أهمية هذه الافتتاحية في مساعدتك على تجنب هذا الموقف غير المرغوب فيه.

إليك بعض الاقتراحات الَّتي ستساعدك على تجنُّب الرَّفض المكتبيّ، لكنَّها ليست ضمانًا لعدم حدوث ذلك.

– ابذل قدرًا من الاهتمام وتجنَّب الأخطاء الواضحة: تتطلَّب الكتابة بوجه عامٍّ عناية وتفانيا. ينبغي أن تكون الكتابة منظَّمة، وبلغة سليمة مع التَّحقُّق من المراجع. ويجب إجراء تدقيق لغويٍّ قبل الإرسال. لا تتوقَّع أن يبذل المحرِّرون والمراجعون عناية واهتمامًا بمخطوطتك أكثر ممَّا فعلت. تأكَّد من تطوير ورقتك جيِّدًا قبل تقديمها.

– ملاءمة نطاق المجلَّة: أقلُّ ما على المؤلفين فعله أن يتعرَّفوا على المجلَّة، ويمكنهم التَّواصل مع المحرِّر سلفًا في حالة الشَّكِّ. تتطلَّب بعض المجلَّات الدِّقَّة والصِّلة، وينبغي أن يظهر ذلك في الأوراق (Janowski & Janssen, 2015). أحيانًا تُستهدف مجلَّات معينة؛ لشهرتها ودرجات تأثيرها، لا من أجل الجمهور. لماذا تكلِّف نفسك عناء التَّقديم في مجلَّة قراؤها ليسوا من جمهورك المستهدف؟ لن يحدث الأثر المنشود غالبا. تأكَّد من أنَّ ورقتك تقع في نطاق المجلَّة.

– المواءمة بين التَّوقُّعات: أحيانًا لا يفهم المؤلفون توقعات المجلة؛ مما يؤدِّي إلى عدم توافق توقعاتهم مع توقعات المحررين. يعتقد المؤلفون أنهم كتبوا ورقة مناسبة للمجلة، لكن المحرِّرين يعرفون جيدًا الأوراق التي تناسب المجلة، ولديهم رؤية واضحة عن نطاقها، ولديهم توقعات عن الأوراق الجيّدة. اقرأ الأوراق المنشورة سابقًا في المجلة لتحسين فهمك لتوقعاتها.

– قدّم إسهامًا واضحًا: يتوقع كل من محرري المجلة وقرائها أن يجدوا إسهامًا علميًّا واضحا. تعدُّ الأوراق التي تتناول التَّبنِّي/ الانتشار، أو قضايا شركة Bigtech، أو COVID-19 ولا تقدم سوى توصيفات يعلمها جيدًا كل من يقرأ الأخبار والمجلات؛ أوراقًا ذات إسهام محدود. دراسات النّسخ المتماثل مفيدة أيضًا ويمكن نشرها في المجلَّة، لكن ينبغي بيان دوافع إجراء هذه الدراسات. تأكد دائمًا من أن الورقة تقدم إسهامًا واضحًا ومفصلًا.

– اطلع على المجال التَّجريبيّ: تركز المعلومات الحكومية الفصلية (GIQ) على المجال التجريبي. أحيانًا تقدم أوراق لا يفهم كتابها المجال التجريبي، أو على الأقل يكون فهمهم محدودًا. قد يكونوا مبتدئين في ميدان معين، كالسَّعي للثَّروة، وليس لديهم فهم عميق للقضايا المطروحة وأحدث التطورات في المجال. مثلًا، لا تُفهم طبيعة الحكومة أحيانا، ولا يُعبر عن طبيعتها الخاصة بتكرار أدبيات التجارة التي لا تناسب معالجة القضايا المطروحة. وهذا قد يجعل الأوراق غير صالحة أو تجريدية للغاية فلا تقدم إسهامًا للمجال. تأكد من فهمك للمجال التَّجريبي جيّدا.

– الإشكاليَّة: ينبغي أن توصف المشكلة وتحلل بوضوح، وأن تعالج فجوة معرفيَّة. ينبغي أن تتَّصل المشكلة المعالَجة بالمجلة، وأن يُستمد تحدي البحث من الأدبيات. يبين التحليل البسيط لحالات الرفض المكتبي السابقة أن أكثر من نصف الأوراق المرفوضة لم تكن إشكالياتها ملائمة لنطاق المجلة. هذا يختلف بالطبع بمرور الوقت، لكنه يوضح لنا فكرة أن الإشكالية الواضحة التي تلائم نطاق المجلة أمر ضروري.

– سؤال/ أسئلة وأساليب البحث الصحيحة: مما يجعل البحث غير مناسب للنّشر: عدم وجود سؤال/ أسئلة وهدف/ أهداف بحثيَّة، التَّحيُّز في أساليب البحث، عدم ملاءمة العينات أو صغرها للغاية، وجود مشكلات أخرى في أساليب البحث. قد تؤثر واقعية البيانات في المجلات التي تشتغل بالميادين سريعة التَّطوُّر، مثل إدارة المعلومات. وقد لا تعكس الحالات السابقة أو البيانات الأخرى الوضع الحالي. ينبغي أن تكون النتائج سليمة مع الاعتراف بالقيود.

– استعن بالأدبيَّات الرَّئيسة: ينبغي أن تكون أسس أدبيَّات البحث واضحة. قد يكون الرَّفض المكتبيّ نتيجة عدم توفّر الأدبيَّات المعاصرة، أو العناصر أو المفاهيم أو التطورات الأساسية. لذا، من المهم أن تظهر معرفتك بالأدبيات الحديثة والأسس النظرية والتطورات. ومن الضروري أن تطلع على القضايا الحديثة في المجال، وأن تمتلك الأسس الصّحيحة.

للرَّفض المكتبيّ أسباب أخرى بالتأكيد. لا يتَّصف المحررون بالعصمة أو العلم بكل شيء، لكنهم مؤهلون للحكم على الأساسيات. يمكن تجنب الأسباب الظاهرة باتباع النصائح السابقة. وبوجه عام، تجنب تقديم ورقة سابقة لأوانها. لن تتعلم شيئًا من الرفض المكتبي، على عكس الرفض بعد إنهاء عملية المراجعة. يهدر كل من الكتاب والمحررين أوقات بعضهم بعضًا. تخلص من أوجه القصور الشائعة في التقارير. قد تجنبك الاستفادة من ملاحظات زملائك قبل التقديم هذه المزالق.

2.7. البروفيسور بول جونز [PJ]: رئيس تحرير المجلَّة الدَّوليَّة لسلوك وأبحاث ريادة الأعمال (IJEBR)

يعدُّ تجنُّب الرَّفض المكتبيّ عند التَّقديم في مجلَّة مراجعة الأقران من الشُّروط الأساسيَّة للوفاء بالحدِّ الأدنى من معايير الجودة لأيّ أكاديميّ. فتقدم عملك واجتيازه مرحلة المراجعة علامة على أن المخطوطة تفي بالحد الأدنى من المعايير، وأن الدراسة تقدم إسهامًا فريدًا. وحتى يحدث ذلك يجب أن تجتاز ما أسميه باختبار الخمس عشرة دقيقة، وهو عبارة عن قراءة الملخَّص والمقدِّمة والمنهجيَّة والاستنتاج (في 15 دقيقة) وثبوت أنَّ المخطوطة تقدِّم رؤية جديدة لظاهرة بحثية لم أعلم عنها من قبل. ببساطة، تعلمت شيئًا جديدًا في مجال هذا البحث.

إنَّ حياتي الأكاديميَّة مزدحمة للغاية (محمومة)، مثل أغلب رؤساء التَّحرير. تستقبل IJEBR 900 تقرير تقريبًا سنويًّا؛ لذا يتعين عليّ أن أصدر أحكامًا سريعة وملائمة على جودة المخطوطات الفرديَّة. لا تتقدَّم أي ورقة إلى عملية المراجعة الكاملة إلا بموافقة كلٍّ من محرّر المراجعة المكتبية ورئيس التحرير. ما الأمور الرئيسة التي ينبغي مراعاتها عند التَّقديم في مجلة مثل IJEBR؟

أوَّلًا: هل لمخطوطتك صلة بمحور المجلَّة؟ خذ وقتًا كافيًا لفهم محور المجلة بالاطلاع على نطاقها وأهدافها المتاحة على الموقع. يفضل بعد ذلك أن تقرأ بعض أوراق المجلة لتفهم كيف يمكن أن تطوِّر دراستك المناقشة في مجال البحث. فإن ما زالت تشعر بالقلق، أرسل إلى المحرر عبر البريد الإلكترونيّ ملخص عملك واسأله عمّّا إذا كانت المجلَّة ستهتم بمخطوطتك أم لا.

ثانيًا: يجب أن تكون قادرًا على إقناع محرري المجلة بأن عملك يقدم إسهامًا معرفيًا جديدًا يوسع نطاق فهم النظرية الحالية. يجب أن تشمل مخطوطتك نظريَّة ذات صلة، وأن تسعى الدراسة لتطوير هذه النظرية، لذا يجب أن تلخص بإيجاز الإسهام الذي تقدمه المخطوطة. ينبغي أن تذكر في مقدمة المخطوطة مجال البحث وملخصًا فعالًا (لنَقُل أربع فقرات) عن صلة عملك والهدف منه ومحوره. ينبغي أن تلخص مراجعة الأدبيات أهم الأدبيات في المجال تلخيصًا نقديًا، وأن تحدد بدقة أسئلة البحث أو الأطروحات المدعومة بالإطار النظري أو المفاهيمي. يجب أن تفسر المنهجية بوضوح عملية البحث المُجراة للتحقيق في الظاهرة، وأن تستعين بالأساليب والأدبيات والأعمال الأكاديمية السابقة المناسبة. كما يجب إبراز الدِّقَّة الأكاديميَّة؛ لإثبات إتقان الدِّراسة. وبما أنه يتعين على المؤلِّفين أن يقنعوا المحرِّرين بأنَّ عملهم يقدِّم إسهاما مناسبًا ذا أهميَّة دوليَّة، فمن الضَّروري أن تُؤطَّر المخطوطة بلغة سليمة تبين بوضوح الإسهام النَّظريّ المحقق. 

ثالثًا: يجب تنسيق المخطوطة كما يتطلَّب موقع المجلة. وينبغي بذل نفس الجهد والعناية في تنسيق قائمة المراجع النهائية، وإلا ستُرفض مخطوطتك مكتبيا.

وفي الختام، تقدم أوراقك إلى عملية المراجعة لا يعني قبولها بالضرورة. ذلك يتطلب التأكد من بيان إسهامك بوضوح وعناية أثناء إعداد المخطوطة. إن راعيت هذه الأمور ستحظى بفرصة جيِّدة لاجتياز المراجعة الكاملة.

2.8. البروفسور ماريانا سيغالا [MS]: رئيسة تحرير مجلَّة إدارة الضِّيافة والسِّياحة

مجلة إدارة الضِّيافة والسِّياحة (JHTM) هي المجلَّة الرَّسميَّة لمجلس تعليم السِّياحة والضِّيافة الأستراليّ (CAUTHE).

تعد JHTM من أفضل المجلَّات في هذا المجال. والآن بلغ عامل تأثير مؤشِّر الاقتباس العلميّ 5.959؛ وترتيبها 17/58 مجلة في الضيافة والترفيه والرياضة والسياحة، و61/226 مجلة في الإدارة (تصنيفات مجلة عامل تأثير مؤشر الاقتباس العلمي).

JHTM مجلة متعدِّدة التَّخصُّصات تنشر البحوث التي تقدم إسهامات نظريَّة وعمليَّة واضحة ومهمَّة. يشمل نطاق JHTM عددًا كبيرًا من الموضوعات المتعلِّقة بالسَّفر والسِّياحة والضِّيافة والتَّرفيه والمتعة وإدارة المناسبات. ترحب المجلَّة بالتَّعدديَّة النَّظريَّة والمنهجيَّة، كما أنها تقدر الدراسات البحثيَّة والتَّجريبيَّة.

تعتمد جودة JHTM على جذب ونشر الأبحاث ذات الجودة العالية. بصفتي رئيس التَّحرير خلال الأعوام الستة الماضية، وضعنا مرحلتين لعمليَّة المراجعة للتأكد من الجودة: 1) مراجعة مكتبية يجريها رئيس التحرير ويحدد ما إذا كان التقرير ذا قيمة ويمكن أن يتقدم لعملية المراجعة. 2) عملية مراجعة أقران مزدوجة التعمية (يديرها المحررون المشاركون، ويشرف عليها رئيس التحرير). تهدف عملية المراجعة إلى دعم وتحسين سمعة المجلة ومعاييرها، بالإضافة إلى تزويد المؤلفين والمراجعين وفريق التحرير بفوائد إنمائيَّة وبنّاءة.

عملية المراجعة المكتبيَّة ليست سهلة ومباشرة دائمًا؛ فعليّ أن أضع في الاعتبار أمورًا كثيرة، وأتخذ قرارات حاسمة، وأحيانًا أتحمل “المخاطر”، وهذا كلُّه قد يؤثِّر على سمعة المجلة وإدارة مواردها بفعالية. يتعين عليّ أن أحقق هذه الأهداف أثناء عملية المراجعة: تطبيق نطاق المجلات وشروط الجودة لإضفاء الشَّرعيَّة على معاييرها وتشجيعها، عدم تقديم الأوراق الَّتي لا يمكن أن تجتاز مراجعة الأقران (حتى لا تُهدر موارد المراجعين النَّادرة والثمينة)، عدم رفض الأوراق التي يمكن نشرها في أماكن أخرى (منع خسائر المجلة). ويلزم، لإدارة هذه الأهداف والمخاطر، أن أكون حذِرة للغاية في معالجة موارد كل شخص، وأن أتحمل مسؤولية انتقاء اختيارات JHTM لتقديم العمل أو مراجعته باحترام وإنصاف.

أستعين بالمعايير والأسئلة الرئيسة الآتية أثناء المراجعة المكتبية (Sigala, 2021 لتحقيق ذلك):

هل الورقة موثوقة وذات صلة بنطاق JHTM؟

هل تقدِّم الورقة إسهامًا نظريًّا وتجريبيًّا جديدًا ومهمًّا؟

هل للورقة تصميمٌ بحثيٌّ دقيق؟

ثم أفصّل هذه المعايير أكثر بتحديد: 1) بعض المؤشرات الرئيسية التي تقدم إجابات شافية لهذه الأسئلة (أي ما الذي يجب فعله)؛ 2) الأسباب/ السمات الشائعة للأوراق المرفوضة مكتبيًّا (أي ما الَّذي يجب تجنبه).

يعتمد الحكم الأولي على التقارير على مدى ملاءمتها لنطاق JHTM ورسالتها. ينبغي على الأقل أن يتصل البحث بالقطاعات الأوسع المرتبطة بالسِّياحة. تزداد احتمالية الرَّفض المكتبيّ للأوراق التي مع تقديمها دراسة بحثية متينة، إلا أن صلتها بـ JHTM مقتصرة على اكتشافات مجمعة من نموذج/ سياق “السياحة”. يجب أن تتشابك الأوراق نقديًّا مع أدبيَّات السِّياحة القديمة، وأن تتأمَّل فيها (لا يكفي مجرد الاستشهاد) لإثبات الموثوقيَّة والصِّلة بمجال JHTM؛ بالإضافة إلى إيراد أدلَّة على فهم عالم صناعة السِّياحة الواقعيّ.

 

ثانيًا: تقيَّم التقارير بناءً على أهميَّة أو إمكانيَّة الإسهام الجديد للنَّظريَّة والتَّطبيق. من أشهر أسباب الرَّفض المكتبيّ تكرار دراسة أو نقل المعرفة والعلاقات و/أو الأُطر القائمة إلى نموذج وسياق و/ أو “تخصص” جديد دون إضافة أي جديد للمجال. إن الحكم على أصالة البحث صعب ومثير للجدل (Hollenbeck, 2008)، لكن من المؤشرات الجيدة: الأفكار الجديدة، المنهجيَّات الجديدة، و/أو البيانات الجديدة التي تعيد تفسير أو توجد معارف جديدة، توسيع المعرفة بأبعاد غير مكتشفَة وغير متخيَّلة. كما أن الصِّلة بالأعمال مهمّ، وعادة ما يحكم عليه بناءً على الحجج أو إمكانيَّة الآثار الإداريَّة القابلة للتَّنفيذ والهادفة المستمدة من الدِّراسة.

 

ثالثًا: دقة ومتانة منهجية البحث. لا توجد دراسة ذات منهجية مثالية، لكن عندما يقع الخطأ في التصميم (أي لا يمكن إصلاحه إلا بإعادة الدراسة)، تُرفض مكتبيًّا بلا تردد. من المؤشرات العامة على ضعف الدراسة مفاهيميًّا أو منهجيًّا: أسئلة/ أطروحات/ نماذج بحثيَّة ذات أسس نظرية سطحية أو غامضة، و/ أو حجج نظرية غير كافية أو غير مناسبة، عينة بحث إشكالية، افتراضات خاطئة، عدم الاعتراف بـ و/ أو عدم مناقشة حجج الباحثين المنافسين.

كما أضع في الاعتبار العرض واللغة وأسلوب الكتابة واتباع الإرشادات. قد تترك هذه الأمور انطباعًا سلبيًا يدل على أن أن المؤلفين لم يؤدوا “واجبهم المنزلي”، ولا يُستبعد ألا يحترموا المجلة وفريق التحرير. ومع ذلك، نادرًا ما يُرفض تقرير مكتبيًا لهذه الأسباب فحسب؛ إذ ليس الغرض من المراجعة المكتبية رفض الأوراق و/ أو اكتشاف الورقة المثالية، لم ولن توجد أوراق مثالية. هدفي أثناء المراجعة المكتبية هو تصفية التقارير وتحديد أيها سيتقدم، بالحكم على قيمة الدراسة وقدرة الكتاب على التفكر والاستفادة من ملاحظات المراجعين من أجل تحسين المخطوطة والوصول بها لمرحلة القبول.

آمل أن تكون هذه الأفكار بنّاءة وتساعدك على تجويد بحثك، وأن تقلِّل من غموض عملية المراجعة المكتبية. كما آمل أن تقصد JHTM إن كانت دراساتك تتلاءم مع أهدافها ونطاقها.

2.9 البروفيسور جيامباولو فيجليا [GV]: رئيس تحرير قسم علم النفس والتسويق والمحرر المساعد في مجلة حوليات أبحاث السياحة.

سأذكر قضية شكلية وأربع أخريات موضوعية لرفض المقالات مكتبيًا في المجلتين اللتين لدي فيهما مسؤوليات تحريرية موضوعية.

 

السبب الشكلي هو ضبابية الجُمل وسوء البيان. مثل قول “نوقشت الآثار” في نهاية الملخص. كن دقيقًا وتجنب صيغة المجهول واضرب أمثلة. تشتِّت الصِّياغة الضعيفة والأخطاء النَّحويَّة والاسترسال المراجعين، وستكون النتيجة غالبًا الرفض على أي حال. يقدم Warren, Farmer, Gu, and Warren (2021) بعض الإرشادات في هذا الصدد. والأسوأ من ذلك عدم الاهتمام بالمخطوطة (مثل علامات الترقيم والمسافات والأخطاء النحوية الأساسية في العنوان والملخص وما إلى ذلك)؛ فلن تحظى بأي فرصة لاجتياز الفحص المكتبيّ. إن لم يبذل المؤلفون جهدًا في المسودة، فلم يفعل المراجعون؟ وبوجه عامّ، تعمل الجداول والأشكال والمواد الدَّاعمة الموضحَّة جيدًا على زيادة البيان/ الانسيابيَّة.

القضايا الموضوعية هي:

1) عدم ملاءمة المحتوى مع المجلَّة، لذا أنصح المؤلِّفين بقراءة أهداف ونطاق المجلّّة المستهدفة والاطِّلاع على مقالاتها واستخدام نظريَّة أو منهج مشابه. من المثير للدَّهشة أن يكثر في الأوراق الَّتي نستقبلها مقالات لا علاقة لها بما ينشره قسم علم النفس والتَّسويق (أي تطبيق النَّظريَّات والتَّقنيات النَّفسيَّة على التَّسويق). هذا لا يعني أنَّنا لا نشجِّع الأفكار الجريئة الجديدة، لكن ينبغي مراعاة اتِّساق هذه الأفكار مع أهداف ونطاق المجلَّة. كما يمكن التَّأكُّد من مناسبة الورقة للمجلَّة المستهدفة بقراءة الافتتاحيات الَّتي تحدِّد توجُّهات المجلّّة. انظر الافتتاحيَّة (Viglia, 2021) الَّتي قدمت فيها “رؤية” المجلة.

2) عدم تقديم المحتوى إسهامًا واضحًا وأصليًّا وقويًّا للأدبيَّات الحالية، أقترح لإبراز إسهامك أن تدرج جدولًا لمراجعة الأدبيّّات، وبذلك سيظهر إسهامك مقابل المقالات الأخرى ذات الصِّلة.

3) اعتماد السُّؤال اعتمادًا كبيرًا على السِّياق، يمكن تحديد السِّياق التَّجريبيّ، لكن اجعل نتائج عملك أكثر قابلية للتَّعميم. عمومًا لا يمكن لدراسة نابعة من تخصص واحد ومعتمدة على سياق واحد أن تقدِّم إسهامات موضوعيَّة. من أهمِّ أهداف المجلَّة التَّأكُّد من أن المقالات يمكن أن تُحدث تأثيرًا ذا صلة وقابلًا للتَّنفيذ على شتَّى الجهات المعنيَّة.

4) احتواء الورقة على أخطاء منهجيَّة فادحة، هذا يجعل الفحصَ الأوليَّ شاقًّا على المحرِّر (أو المحرر المساعد). ومع كثرة أعداد المخطوطات الَّتي يستقبلها المراجعون، فإنَّنا نجري مع ذلك هذا الفحص قبل أن نرسل أي مخطوطة لهم. وهذا يوفِّر أيضًا بعض الوقت للمؤلِّفين الَّذين قد يعيدون تصميم الجزء المعيب ويرسلون ورقة دقيقة منهجيًّا لمجلة أخرى.

  1. مناقشات واقتراحات

يناقش هذا القسم استنتاجات هذه الافتتاحيَّة والمحرِّرين المدعوِّين؛ حيث تتناول بالتَّفصيل الآراء المجمعة على أسباب رفض التَّقارير مكتبيًّا والإرشادات المقدَّمة للباحثين. ستساعد الآراء الموضَّحة في هذا القسم، مع توجيهات المحرِّرين الموضوعيَّة للباحثين، على التَّقليل من الأسباب الشَّائعة للرَّفض المكتبيّ، وستمهِّد السَّبيل للتَّقدُّم لمرحلة المراجعة.

ربما لا يهتم كثير من الباحثين برؤية عمليَّة المراجعة المكتبيَّة من خلال عدسات المحرِّر. يفصِّل البروفيسور جونز في هذا الموضوع؛ حيث يسلِّط الضَّوء على حقيقة ضيق الوقت، وتعين معالجة 900 تقرير بالسنة، والبراغماتيَّة اللَّازمة للتَّمكُّن من إصدار أحكام مناسبة لكلِّ تقرير. ينبغي أن ييسِّر الباحثون على المحرِّرين تقييم الإسهام والحداثة والنَّظريَّة والمنهجيَّة ولا يضطروهم إلى البحث عن هذه الجوانب في ثنايا الورقة. وضَّحت البروفسور سيجالا هذه الآراء أكثر بتسليط الضَّوء على تعقيدات عمليَّة المراجعة المكتبيَّة؛ حيث يتعيَّن عليها الموازنة بين عدد من الاعتبارات، وتقييم مخاطر التَّأثير على سمعة المجلَّة والإدارة الفعالة لموارد المراجعين. كما ناقشت محاولة تحقيق أهداف المجلَّة، وهي التَّوافق مع النِّطاق والجودة والرَّفض المبكِّر لتجنُّب إهدار أوقات المراجعين وعدم رفض الأوراق التي يمكن نشرها في مكان آخر. تعد النُّقاط التي يؤكِّد عليها البروفيسور يانسن ذات أهميَّة خاصَّة، حيث يقترح عدم العجلة وتقديم الأوراق مبكِّرًا/ قبل أوانها، لا يمكن تعلم شيء يُذكر من الرفض المكتبي قبل أيِّ مراجعة رسميَّة، وحقيقة أنَّ المحرِّرين والمؤلِّفين على حدٍّ سواء يضيِّعون أوقات بعضهم عند رفض الأوراق في هذه المرحلة المبكِّرة.

3.1. أسباب الرَّفض: الإدارة والجودة

تبدو بعض أسباب الرَّفض المكتبيّ إداريَة بطبيعتها، مثل: تقديم مخطوطات سيِّئة الجودة، وعدم التزام المؤلِّفين بإرشادات المجلَّة، أو عدم تصحيح الأخطاء النَّحويَّة واللُّغويَّة الأساسيَّة. ومع أنَّه نادرًا ما تُرفض مخطوطة لهذه الأسباب فحسب، فغالبًا ما ينظر المراجعون إلى هذه الجوانب باعتبارها مؤشِّرات أوليَّة على الإمكانيَّات العامَّة للمخطوطة؛ مما يعطي تصوُّرًا عن الجودة السَّيِّئة والافتقار للدِّقَّة (Ashkanasy, 2010; Billsberry, 2014; Phillips, 2019). يناقش أغلبيَّة المحرِّرين هذه الجوانب؛ حيث يصف كلٌّ منهم تأثيرها، ودور هذه القضايا الأساسيَّة في تشكيل رؤية عن المخطوطة المقدِّمة. يشير الأساتذة تشيونغ ودوان وفيجليا إلى أهميَّة جودة الكتابة والانطباع الأوَّلي المترتِّب عليها الَّذي يؤثِّر على قرار إرسال المخطوطة إلى المراجعين. كما أكَّد الأساتذة دويفيدي ويانسن وجونز على هذه النُّقاط؛ حيث يشيرون إلى القضايا المتعلِّقة بالباحثين الَّذين لا يحرِّرون أو ينسِّقون الورقة على الوجه المناسب قبل التَّسليم. يوضِّح الأستاذ دويفيدي القضايا المتعلِّقة بالمخطوطة: إعادة تقديم ورقة مرفوضة سابقًا، عدم الالتزام بإرشادات المجلَّة، ثبوت الانتحال. تعطي هذه القضايا فكرة عن سوء الجودة وعدم الدِّقَّة، بالإضافة إلى عدم استحقاق الورقة مزيدًا من المراجعة.

يُنصح الباحثون بتخصيص وقت وموارد للتَّدقيق ومراجعة الأقران لمحتوى المجلَّة المستهدفة وهيكلها ونطاقها قبل التَّقديم، والتَّأكُّد من الالتزام بالإرشادات. يؤكِّد محرِّرون كثُر على أهميَّة الانطباعات والتَّصورات الأولى عن الجودة، وستعمل جهود الباحثين المبذولة لتصحيح هذه المشكلات على غرس المزيد من الثِّقة في الورقة ككلّ.

أسباب الرَّفض: النِّطاق وعدم التَّوافق

يتعرَّض المحرِّرون باستمرار لتقارير لا تتلاءم مع أهداف ونطاق المجلَّة ومجالاتها الموضوعيَّة. يميل المحرِّرون لرفض هذه التَّقارير، بغضِّ النَّظر عن جودة الموضوع ودوافعه، بسبب عدم ملاءمتها مع مجال موضوعات المجلَّة وعدم أهميَّتها لقرَّاء المجلة (Lake, 2020; Phillips, 2019; Tarafdar & Davison, 2021). يتعيَّن على المحرِّرين أن يقرِّروا سريعًا ما إذا كانت المخطوطة تناسب مجلَّتهم أو لا، وعلى الباحثين أن يبذلوا وقتًا وجهدًا للتَّثبُّت من أنَّ ورقتهم تتوافق مع نطاق المجلَّة المستهدفة وأهدافها. يرُدُّ كلُّ المحرِّرين سببَ رفض المخطوطات مكتبيًّا إلى النِّطاق أو عدم ملاءمة مجالات موضوع المجلَّة ومناسبة جمهور القرَّاء. نوقش هذه العامل باستفاضة؛ حيث يوضح المحرُّرون عدم وجود تحليل وإعداد من جهة الباحثين، لإصدار تقييم مناسب لتوافق المخطوطة مع أهداف ونطاق المجلَّة. يشير الأستاذان دويفيدي وتشيونغ إلى أنَّ النِّسبة الأكبر من حالات الرَّفض المكتبيِّ تُعزى إلى هذا السَّبب. يستقبل المحرُّرون تقارير إمَّا أن تكون تقنيَّة للغاية أو تركِّز على موضوعات خارج نطاق المجلَّة. يذكر الأساتذة فيجليا وسيغالا ويانسن وجونز وجهات نظر مماثلة بشأن النِّطاق، حيث يقدِّم الباحثون مخطوطات لا تتوافق تمامًا مع المجلَّة، ولذلك تُرفض مكتبيّا.

يُنصح الباحثون بتحديد المجلَّة أو المجلَّات المستهدفة أثناء إعداد الورقة، لا بعد الانتهاء منها، والتَّأكُّد من توافق الورقة مع أهدافها ونطاقها. إن لم تكن المجلَّة مناسبة، فلا تقدِّمْ فيها. ينبغي أن تُبيِّن المخطوطات أنَّ موضوعات ومناهج الأبحاث تتوافق مع الأهداف العامَّة للمجلَّة، وأنَّ تشير إلى منشورات المجلَّة الحديثة الَّتي تدعم البحث.

3.2. أسباب الرَّفض: إسهام البحث وحداثته

نوقش هذا العامل باستفاضة في الأدبيَّات (Ashkanasy, 2010; Billsberry, 2014; Craig, 2010; Sigala, 2021)، وذكره كلُّ المحرِّرين المساهمين بلا استثناء. غالبا ما يؤدِّي هذا العامل إلى الرَّفض المكتبيّ، ما لم يتمكَّن الباحثون من إبراز الحداثة والإسهام المتوافقين مع أهداف ونطاق المجلَّة. يناقش الأساتذة تشيونغ ودوان ويانسن هذه القضايا المتعلِّقة بالمخطوطات الَّتي لا تبرز إسهاماتها الفريدة ولا تقدِّم أدلَّة على الحداثة، ولذلك تُرفض مكتبيّا. يذكر الأستاذ دويفيدي أنَّ الباحثين يميلون إلى فحص القضايا الَّتي سبق البحث فيها باستفاضة في الماضي ولا صلة لها بالوقت الحالي، فلا تقدِّم إسهامًا ذا أهميَّة. يوضِّح الأستاذ كونبوي هذه النُّقاط جيِّدا، حيث يبيِّن فوائد تناولت موضوعًا واحدًا ذا إسهام واضح، مشيرًا إلى أنَّ هذه المشكلات تحدُث عندما لا يكون الموضوع قويّا، وعند عدم تدفُّق أو استنتاج الإسهام منطقيًّا من الأهداف أو النَّظريَّة أو الأسلوب.

يُنصح الباحثون بأن يكونوا واضحين بشأن الإسهام والحداثة، وأن يتأكَّدوا من متابعة أيِّ ادِّعاء ذُكر في بداية الورقة عند قسم النَّتائج. يناقش المحررون القدر الأكبر من المخطوطات الَّتي يلزم معالجتها، وأهميَّة رؤية الباحثين عمليَّة المراجعة المكتبيَّة من وجهة نظر المحرِّ، وتسهيل الحكم على حداثة الورقة، وما الإسهام الَّذي ستقدمه للمجلَّة وقرائها.

3.3. مشكلات الرَّفض: القضايا النَّظريَّة والمنهجيَّة

يقيِّم المحرُّرون بوجه عامٍّ ما إذا كانت الورقة تقدِّم إسهامًا نظريًّا وعمليًّا جديدًا في بداية مرحلة مراجعة المخطوطة. غالبًا ما ترفض في هذه المرحلة الدِّراسات الَّتي لا تقدِّم تبريرًا أو تطويرًا نظريًّا متماسكًا (Ashkanasy, 2010; Craig, 2010; Eden, 2009; Hulland, 2019).. من أهمِّ ما يقيِّمه المحرِّر في البداية الدِّقَّةُ المنهجيَّة، وغالبًا ترفض المجلَّات الكبرى المخطوطات الَّتي لا تسفر عن نتائج موثوقة وبيانات ذات أهميَّة في الوقت الحالي وتطبيق منهجيَّة تتوافق مع أهداف ونطاق المجلَّة (Lake, 2020; Phillips, 2019; Stolowy, 2017; Tarafdar & Davison, 2021).

أكَّد المحرِّرون على أهميَّة أن يعرض الباحثون تطبيقًا واضحًا للنَّظريَّة ودقَّة المنهجيَّة. يشير الأستاذان دويفيدي وتشيونغ والدكتور دوبي إلى الآثار السَّلبيَّة المترتِّبة على تطبيق نظريَّة راسخة في المخطوطة واختبارها ضمن سياق جديد، مع الافتقار إلى الأسس والاعتبارات النَّظريَّة. وتؤكِّد إسهامات الأساتذة جونز ويانسن وفيجليا والدُّكتور دوبي في هذا الصَّدد على أهميَّة المنهجيَّة الَّتي تفسِّر عمليَّة البحث، وإبراز الباحثين -منهجيًّا- الدِّقَّةَ الأكاديميَّة للدَّلالة على أنَّ الدِّراسة أجريت بإتقان، وآثار الأخطاء المنهجيَّة الفادحة. يناقش الأستاذ داون الخلط المفاهيميَّ الَّذي يحدث في بعض المخطوطات؛ مثل تطبيق منهجيَّة بحثيَّة غير مناسبة، أو إستراتيجيَّة أخذ عيِّنات خاطئة، أو الافتقار إلى الدِّقَّة في مرحلة تحليل بيانات البحث. كذلك أكَّد الأستاذان كونبي وسيجالا هذه النُّقاط بتوضيح النَّتائج السَّلبيَّة المترتِّبة على ضعف المخطوطات منهجيّا، بحيث لا يحقِّق أسلوبُها الأهدافَ، أو الَّتي يكرر فيها الباحثون نظريَّات قائمة باستخدام عيِّنات أو سياق جديد، دون إضافة أيِّ شيء جوهريٍّ للمعرفة الحاليَّة. يُنصَح الباحثون بإبراز الدِّقَّة النَّظريَّة والمنهجيَّة الَّتي تتوافق مع نطاق المجلَّة المستهدفة، حيث يمكن أن توسِّع المخطوطة النَّظريَّات الحاليَّة أو الأساليب المنهجيَّة. ينبغي للدِّراسات الَّتي تستهدف المجلَّات الكبرى أن تراعي تطبيق الأساليب المختلطة أو متعدِّدة المنهجيَّات حتَّى تقدِّم رؤى فريدة وتبرز حداثتها.

  1. ملاحظات ختامية

إنَّ مهمَّة حكم المحرِّرين على جودة المخطوطة وإمكانيَّة تطويرها متعدِّدة الجوانب ضمن إطار وعمليَّة تهدف إلى الإنصاف، مع إظهار الدِّقَّة واتِّخاذ الإجراءات اللَّازمة لتحقيق أهداف ونطاق المجلَّة. توضِّح هذه الافتتاحيَّة أهمَّ ما يراعيه المحرِّرون عند الرَّفض المكتبيِّ، وتقدُّم نصائح وإرشادات للباحثين لتجنُّب الوقوع في هذه المزالق وللتَّرقِّي إلى مرحلة المراجعة بتقديم ورقة محكَّمة ومتماسكة مع إسهام واضح وحداثة. يمكن أن يكتسب الباحثون رؤية عميقة لعمليَّة البحث بعرضها من وجهة نظر المحرِّر، وبتقبُّل أنَّ التَّقدُّم بعد المراجعة المكتبيَّة أمر مكتسب، وليس مجرَّد افتراض. تقدِّم اقتراحات وإرشادات المحرِّرين إسهامًا ثريًّا ووافيًا في معرفة الباحثين السَّاعين إلى في النَّشر في المجلات الأكاديميَّة عالية الجودة.

المصدر
www.sciencedirect.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى