عام

تايلور سويفت تؤكد وجهة نظري عن ضرر النسوية على جيل الألفية

  • تأليف : سوزان فينكر – Suzanne Venker
  • ترجمة : أفنان نويد طيب
  • تحرير : لطيفة الخريف

لقد أكدت تايلور سويفت وجهة نظري! فقد تحدثت في منشوري الأخير عن الآثار الضارة للنسوية على جيل الألفية، وفي أقل من 24 ساعة أرسل أحد الأصدقاء مقالًا من (USA today) يسلط الضوء على مقابلة أجرتها تايلور سويفت أثناء سياحة ترويجية، وفيها تساءلت المذيعة الألمانية إن كان في ذهن تايلور سويفت أي أطفال أو عائلة كونها ستبلغ الثلاثين هذا العام.

توضيح سريع: أشعر أني مجبرة للقول إن مثل هذا السؤال لا ينبغي أن يطرح على أي امرأة؛ لأنه لا شأن لأحد به غيرها. لكن هذه الأسئلة الدقيقة التي تطرح من قبل الإعلام هي حتمية عند ذلك المستوى من الشهرة. كانت سويفت تستطيع تفادي السؤال، وهذا ما فعلته؛ إلا أن لمنطقها في عدم الإجابة وزنًا، حيث قالت: “لا أظن أن الرجال يُسألون أسئلة كهذه عند بلوغهم الثلاثين، ولن أجيب عن هذا السؤال الآن

هنا إضاءة جديدة لسويفت وغيرها من النساء الصغيرات اللاتي لم يفهمن المغزى: لا أحد يسأل الرجال هذا السؤال لأنه لا يوجد للرجال ساعة بيولوجية، أما النساء فلديهن.

أعلم أنكن نشأتن منذ ولادتكن مؤمنات أن جنسي النساء والرجال متساويان أو ينبغي أن يكونوا كذلك، ومن ثم يجب أن يعاملا بطريقة متماثلة، لكن المساواة بين الجنسين حالة مضللة -وسترين ذلك مع الوقت إن أصبح لديكن أطفال، عندها سيكون الاختلاف الجنسي واضحًا رأي العين- لأنها مرتبطة بصورة لا تنفصل بحركة سياسية تقدمية ليس لها أساس في الواقع.

بعد منشوري الأخير، وصلتني رسائل كثيرة عبر البريد الإلكتروني. كانت إحداها من رجل انتقد اقتراحي أن نساء الألفية انخدعن بالنسوية. وقال إني لا أستطيع أن أفكر بأي دليل أفضل من انخداع النساء بالحركة النسوية من التعليق الأخير لسويفت.

بصراحة، لقد عُلمت النساء في جيلها وكذلك في جيلي (أنا من الجيل العاشر)، أن أميركا ذات نظام ذكوري قمعي، وأن الرجال والزواج (وحتى الأطفال) معوقات للنساء في تحقيق ذواتهن. إلا أن الثورة التقنية ومواقع التواصل الاجتماعي، رفعا الرهان لجيل الألفية، الذي رُبي ليكون مؤهلًا ومتمركزًا حول ذاته -كان عنوان أغنية سويفت الفردية الأخيرة “أنا” وهذا يجعل الأمر واضحًا بصورة كبيرة-، وأخبروا أن العلاقة الجنسية بدون التزام هي متعة غير مضرة، وأن الزواج اختياري حتى مع رغبة الحصول على أطفال، وأن الطلاق أمر حتمي لكثير من النساء؛ لأن الرجال متخلفون.

ومن الطريف، أنه في مناسبة تذكارية كانت في نهاية الأسبوع، أحضر أحدهم إلى الحفل أكلة أعجبت زوجي، واقترح أن آخذ الوصفة وأعدها – عند هذه النقطة قالت ابنة أخته البالغة من العمر 34 عامًا (والتي أحبها جدا): “يمكنك صنعها بنفسك، كما تعلم”. وهذا بالضبط ما أقصده عندما قلت: إننا قللنا من تأثير الحركة النسوية على النساء الشابات، فمثل هذه الافتراضات حول الأدوار الزوجية تلوح في الأفق. إنهم يرون عدم المساواة الجنسية في كل مكان حتى في حالة عدم وجودها.

إليكم مثالًا آخر، تقول سويفت في مقابلة أخرى أجريت في بداية العام في مجلة إيلا: “أرى أنه في حالة حصول الاعتداء الجنسي، فأنا أصدق الضحية”!

إن وسم #صدقوا_جميع_النساء لا يتفق مع الشخصية الأمريكية، إنه يقضي تمامًا على الإجراءات القانونية، بافتراض أن الرجال هم المفترسون دومًا والنساء هن الضحايا. وإن لم تأت هذي العقلية من النسويات، فمن أين باعتقادكم أنها قد جاءت؟

لقد سيطرت النسويات المفكرات تمامًا على ثقافة الأربعين سنة الماضية، في مدارسنا وجامعاتنا وحتى الإعلام. هناك عدد لا نهائي من الآباء ممن رموا أيديهم في وجه المجتمع الذي يعلم أبناءهم عكس ما يعلمونهم في المنزل.

لا تستسلموا! أخبروا أطفالكم الحقيقة. أخبروا أبناءكم وبناتكم أن الرجال لم يولدوا قمعيين بطبيعتهم وأن النساء لسن ضحاياهم. وأن دور الرجال الفطري أنهم يحبون ويحمون ويهتمون بنسائهم. وبدون شك يمكنهم أن يكونوا أقوى داعم للنساء. وأن وجود بعض الرجال الذين ليسوا كذلك لا يغير من الحقيقة. وأن بعض النساء لا تستحق المداراة أيضًا، لكن ذلك لا يمنعنا من إطراء جميع النساء كلما أتيحت لنا الفرصة.

في كتابي الجديد الذي سيصدر يوجد باب بعنوان: “كيف لا تصلين للثلاثين بدون أن يكون لديك رجل وخطة“، بلا شك أن تايلور وغيرها من ذوات الأفكار المتشابهة سيشعرن بالإهانة بسبب هذي الجرأة، لكن لابد لشخص ما أن يصحح الرسائل السلبية والنتائج العكسية التي ترسلها النساء يوميًا في الإعلام عن الرجال والجنس والحب والزواج.

على شخص ما أن يخبر النساء أن الجنسين في الحقيقة غير متساويين، وأن الرجال والنساء مخلوقات مختلفة بصورة واسعة، وذوي أجساد وعقول تخصهم وتتضاعف عندما يأتي الأطفال. على شخص ما أن يوقف الكذب الذي نكذبه به على النساء.

– – – – – – – –

  • سوزان فينكر: مؤلفة وكاتبة عمود ومدربة في العلاقات بين الجنسين، تعرف باسم ” The Feminist Fixer”، ناشطة في إصلاح المفاهيم الخاطئة التي تنشرها النسويات عن العلاقة بين الجنسين، لها كتاب سيصدر في شهر أكتوبر 2019م بعنوان: “النساء اللاتي ينتصرن في الحب: كيف تبني علاقات تدوم”

المصدر: feminism’s harm on millennials

اقرأ ايضاً: عن الأنوثة المتوحشة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى