الفلسفة

أن تُعطِيَ المال أَمْ أًنْ تأخذه؟ آثار الاختيار على التَّبرُّعات والسعادة

هادي ودانيال فاستفجيل
قِسْم العُلوم السُّلُوكية والتَّعلُّم، جامعة لينكوبنغ، لينكوبنغ، السويد.
مؤسسة  “القرار” البحثية، يوجين، مكتب الشُّؤون القانونية، الولايات المتحدة الأمريكية[1]

ترجمة: كرم دراج
تحرير: معتز عبد الله

الخُلاصة:

تُظهِر الدّراسات السابقة أن إنفاق المال على الآخرين يَجعل الناس أكثر سعادةً من إنفاقه على أنفسهم. اختَبرت هذه الدِّراسة هذه الفكرة ووسَّعتها بدراسة دور الاختيار الإِيجابيّ مقابل الاختيار السلبيِّ والأوضاع الافتراضيَّة. حيث لعب 788 (سبعمائة وثمانيةٌ وثمانون) مشاركًا وفازوا بالمال في لعبة يُمكن من خلالها التبرُّع ببعض الأرباح للجمعيّات الخيريَّة.

   قُسِّم المُشاركون عشوائيَّاً إلى خمس فئاتٍ بشروط هي: التحكُّم، أو الاختيار السلبيّ، أو الاختيار النشط، أو الوضع الافتراضيّ، أو الأعمال الخيرية، كما استُخْدِمت ثلاثةُ مقاييس للرفاه الذاتي [ر.ذ]. وأَظهرت النتائج أن الأشخاص الذين تبرعوا بالمال كانوا أكثر سعادةً من الّذين احتفظوا به لأنفسهم، وأن الخيارات الإيجابيّة أحدثت تأثيراً سلبيًّا أكبر بكثيرٍ من الخيارات السلبيّة، وكذلك فإنّ عدد الذين اختاروا الحفاظ على المال كان أكثر عندما كان هذا هو الخيار الافتراضيّ. وأخيرًا، فقد كان التغيير من الخيار الافتراضيّ المحدد صاحب التأثير الأكبر على السعادة. وهذه النتائج تتوافق مع سابقاتها في علم النفس الإيجابيّ وصنع القرار.

ما الذي يجعل الناس سعداء؟ أَظهرت الأبحاث أن السلوكيّات الرّامية إلى إفادة شخصٍ آخر لها تأثير إيجابيٌّ كبيرٌ على السعادة. (على سبيل المثال، جينين وآخرون، 2014 [2]، وأينشتاين وراين 2010 [3]). السلوك الاجتماعيّ يُشِير إلى السلوك الرّامي إلى حماية أو إفادة رفاه الآخرين، أو ببساطة فعل الخير للآخرين. (نيلسون وآخرون [4]، 2014، أينشتاين وراين، 2010 [3]).

تُبيِّن كلٌّ من الدراسات الترابطية (بورجونوفي، 2008 [5]) والتجريبيّة (على سبيل المثال أكنين وآخرون، 2012 [6]، جينين وآخرون، 2014 [2]) أنّ السلوك الاجتماعيّ الإيجابيّ له آثارٌ إيجابيةٌ على السعادة والرفاهية. وأُكِّد ذلك أيضًا في تحليل اختبارين أُجْرِيا مؤخرًا ووَجَدا تأثيرًا منخفضًا إلى معتدلٍ للإيجابيّة الاجتماعيّة على السعادة (كاري وآخرون 2018 [7]، هوي وآخرون 2020 [8]). غير أن كلا التحليلين قد ذكرا أنّ الآليّات الكامنة وراء هذه العلاقة لا تزال غير واضحةٍ وتحتاج إلى مزيدٍ من التحقيق.

تتضمّن السلوكيّات المُؤيِّدة للمجتمع أفعالًا مختلفةً تتراوح بين الإيماءات الرقيقة والتبرّعات الماليّة الكبيرة (إرلاندسون وآخرون، 2018 [9])، وأحد أنواع هذه السلوكيات الاجتماعية ذات الفائدة يتضمن إنفاق المال لمساعدة الآخرين ويسمى ’الإنفاق الاجتماعي‘. وعلى غرار السلوكيّات الاجتماعيّة الأخرى فإن الإنفاق الاجتماعي يعمل على تحسين السعادة (اكنين وآخرون، 2012ب 2013ب [10]، دان وآخرون، 2008،2011 [11] ). على سبيل المثال، في دراسةٍ أجراها (أكنين وآخرون، 2013ب [10] ) وَجدت علاقة إيجابيّةً بين الإنفاق الاجتماعي، والرفاه ، والرضا عن الحياة – حتى بعد مراقبة فروق الدخل-  في العديد من البلدان المختلفة. كما وَجدت الدراسات التجريبيّة أن الإنفاق الاجتماعي الإيجابي يؤثر في السعادة (دان وآخرون، 2008 [11] ، جينين وآخرون، 2014 [2])، وهو ما أُكِّد في تحليلٍ حديثٍ يفحص الدراسات التجريبية للسلوك المؤيد للمجتمع (كاري وآخرون 2018 [7] ). وكثيراً ما قُورِن تأثير الإنفاق الاجتماعي على السعادة بتأثير إنفاق المال على النفس، والذي يطلق عليه “الإنفاق الشخصي”، ووُجِد الأول متفوقًا (اكنين وآخرون، 2015 [13]). وعلى الرغم من البحوث المكثفة حول العلاقة بين الإنفاق الاجتماعي والسعادة، فإن الآليّات الكامنة وراء هذا التأثير ليست موثقةً بشكل جيد.
في هذه الدراسة، سوف نبحث كيفية تأثير اختيار الإنفاق الاجتماعي على السعادة.

الاختيار والسعادة:

تُمثِّل كيفية اتخاذنا للقرار أحد العوامل المُحدِّدة لما نشعر به تجاه النتائج المترتبة عليه. على سبيل المثال، يمكن أن تنشأ مشاعر مختلفة سواءً اتخذ الناس خيار الفعل أو رد الفعل (كارول وآخرون، 2011 [14]). فالقرارات النشطة (الفعل) هي قرارات واضحة ومُتَّخَذة طواعيةً ممّا يعني أنّ الشخص قد نظر في إيجابيات وسلبيات الخيارات قبل اتخاذ قراره (والش وآخرون، 2011 [15])، في حين أن القرارات السلبيّة (رد الفعل) هي المواقف التي لا يحتاج فيها الشخص إلى اتخاذ خيارٍ واضحٍ. ويمكن أن يكون لوجود الكثير من الخيارات في بعض الأحيان تأثيرٌ سلبيٌ على الرفاهية (شوارتز، 2000)، كما يميل الناس إلى شعور أقل بالرضا وانخفاضٍ في الرفاهية باختياراتهم عندما يكون لديهم العديد من الخيارات (رويتس وآخرون، 2012 [16] ).

فضلًا عن ذلك فقد أظهرت الأبحاث في الاقتصاد السلوكي لـ “التحفيز” أن التغييرات في كيفية عرض الخيارات (أي بنية الاختيار) تؤثر على القرارات التي يتخذها الناس وكيف يشعر الناس إزاء النتيجة (ثالر وسونشتاين، 2008 [17] ). والتحفيز هو محاولات تغيير قرارات الشخص أو سلوكه أو كليهما بطريقةٍ يمكن التنبؤ بها دون إزالة الخيارات الأخرى أو تغيير الدوافع الاقتصادية للشخص بشكلٍ كبيرٍ مع مراعاة عدم التكلفة أيضا (ثالر وسونشتاين، 2008 [17] ).

تُمثِّل تقنية الوضع الافتراضي إحدى تقنيات التحفيز الأكثر شيوعًا (جاتشيموفيتش وآخرون، 2019 [18]). والوضع الافتراضي هو الوضع المحدد مسبقًا الذي سيتم اختياره عند عدم اتخاذ قرار نشط (دينر وآخرون 2011 [19] ، جونسون وغولدشتاين، 2003 [20]). وقد ثَبُت أنّ الأوضاع الافتراضية فعالةٌ في العديد من المجالات، مثل تغيير قرار الأشخاص بشأن التبرع بالأعضاء أو لا (جونسون وغولدشتاين، 2003 [20] )، وكذلك مقدار المال الذي يختار الناس التبرع به للجمعيات الخيرية (ألتمان وآخرون، 2019 [21] ، زارغامي وآخرون، 2017  [22] ).

طُرِحت ثلاثة أسباب عن كيفيّة عمل الأوضاع الافتراضية وهي: أولًا، ينظر إلى الخيار الافتراضي على أنه الخيار الذي يوصي به صانعو السياسات (أي التأييد). ثانيًا، التمسك بالخيار الافتراضي لا يتطلب أي جهد (أي الجمود). وأخيرًا، الخيارات الافتراضية تُشبِه النقاط المرجعية التي تتم مقارنة الخيارات الأخرى بها؛ لذا فإن التغيير من الإعدادات الافتراضية يتطلب بعض المقايضة (أي الوضع الراهن). (دينغرا وآخرون، 2012 [23] ، جونسون وغولدشتاين، 2003 [20] ).

أَظْهَر تحقيقٌ عن تحليلاتٍ بيانيةٍ مُتعلِّقةٍ بتأثير الأوضاع الافتراضية أنّها أكثر فعاليةً من خلال آليات التأييد والوضع الراهن (ياشيموفيتش وآخرون، 2019 [24] ). وعلى الرغم من العمل كثيرًا على فعالية الأوضاع الافتراضية، إلا أنه لا يعرف الكثير عن الكيفية التي تؤثر بها الأوضاع الافتراضية على رفاه الناس، وسيتم التحقيق في هذا الأمر في هذه الدراسة.

الدراسة الحالية:

نُخلُص إلى أنّه على الرغم من إظهار الأبحاث السابقة ارتباطًا إيجابيًا بين الإنفاق الاجتماعي الإيجابي والسعادة (أكنين وآخرون، 2013ب [10] )، إلا أن السبب وراء هذا ليس مفهوما تماما. ولتسليط الضوء على ذلك، سوف ندرس كيفية تأثير عملية اتخاذ قرارٍ بالإنفاق على أشخاصٍ آخرين، وكيفية تأثير التعديلات على الأوضاع الافتراضية على رفاهية الناس.

تَهدف هذه الدراسة عمومًا إلى تكرار النتيجة القائلة بأنّ الإنفاق الاجتماعي الإيجابي يجعل الناس أكثر سعادةً من الإنفاق الشخصي، وتوسيع هذا بدراسة كيفية تأثر مستويات سعادة الناس بالخيارات الإيجابية والسلبية، وكذلك الأوضاع الافتراضية. عليه سوف ندرس ما إذا كانت هنالك أيُّ اختلافاتٍ في مستويات السعادة في كلٍّ من الحالات الآتية: أولًا، الإنفاق الاجتماعي الإيجابي والإنفاق الشخصي. وثانيًا، عندما يكون الإنفاق الاجتماعي الإيجابي نتيجة لقرارٍ نشطٍ مقارنةً بقرار سلبي. وثالثًا، عندما تكون هنالك مجموعةٌ افتراضيةٌ إما للإنفاق الاجتماعي الإيجابي أو الإنفاق الشخصي. وأخيرا، تماشيًا مع توصيات كاري وآخرين 2018 [7] ، نهدف إلى القيام بذلك بحجم عينة أكبر من العديد من الدراسات السابقة مع عينة تمثيلية كذلك.

الفرضيّة:

قمنا بصياغة ثلاث فرضيات:

أوّلًا: نتوقّع أنّنا سنكرّر النتيجة القائلة بأن الإنفاق الاجتماعي الإيجابي يجعل الناس أكثر سعادةً من الإنفاق الشخصي (أكنين وآخرون، 2013ب [10] ، دان وآخرون، 2008 [11] ، جينين وآخرون، 2014 [2]).

ثانيًا: من الصعب التنبؤ مسبقًا بما إذا كان الاختيار النشط أو السلبي سيجعل الناس أكثر سعادةً في المجال الاجتماعي الإيجابي. فقد يكون الأشخاص الذين يتخذون قرارًا نشطا أكثر سعادةً من الأشخاص الذين يتخذون قرارًا سلبيًا، ولكن من الممكن أيضًا أن يكون مجرد تحديد خيارٍ (أي القرار السلبي) يجعل الناس أكثر سعادةً، لأنهم لن يواجهوا أي ندم على الاختيار بعد ذلك (روتس وآخرون، 2012 [25] ).

ثالثًا: لم يُختَبَر بَعدُ تأثير متابعة مجموعة أوضاعٍ افتراضيةٍ أو تغييرها على مستويات السعادة. ونظرًا للتأثير السلبي للاختيار على السعادة (شوارتز، 2000 [26] )، فمن الممكن أن يصبح الناس أكثر سعادةً بمجرد اتباع الخيار الافتراضي مقارنةً بما قد يكون عليه عند تغييره.

منهج الدراسة:

المشاركون:

اشترك في الدراسة سبعمائة وثمانيةٌ وثمانون (ع= 788) شخصًا (51.0 ٪ من النساء، عمر متوسط = 54.8) اختِيرُوا من قِبَل  مؤسسة ’تحليل السوق المقارن‘  البحثية (تسمى الآن مجموعة أوريغو)، وهي شركة مسحٍ مستقلةٍ مع عينة تمثيلية تقارب السكان البالغين بالسويد. ولم تكن هنالك اختلافاتٌ كبيرةٌ في العمر أو عدد المشاركين في هذه الحالات.

يعرض الجدول 1 معلومات وصفية عن المشاركين في التجربة

الجدول 1. إحصاءات وصفية لكل حالة والإجمالي (عرض الجدول):

التحكمالخيار السلبيالخيار الإيجابيالافتراضي – الاجتماعيالافتراضي – الشخصيالمجموع
ع156156155164157788
ع النساء87 (55.8%)71 (45.5%)85 (54.8%)76 (46.9%)83 (52.9%)402 (51.0%)
متوسط الأعمار SD55.0 (14.8)54.8 (16.5)54.0 (14.9)53.6 (15.3)56.5 (13.1)54.8 (15.0)

التصميم:

 أُجِريت التَجرِبة على الإنترنت، ووُزِّع المشاركون عشوائيًا على خمسِ فئاتٍ بشروط المواضيع المصممة. والشروط هي: حالة التحكّم، والاختيار السلبي، والاختيار النشط، والحالة الافتراضيّة المؤيّدة للمجتمع، والحالة الافتراضيّة الشخصيّة. (الموضحة بالتفصيل أدناه).

فُعِّل الانفاق الاجتماعي الإيجابي عمليًّا كتبرعاتٍ خيريةٍ في هذه الدراسة. وقد أصدرت الدراسات السابقة تعليماتٍ للمشاركين بإنفاق الأموال على من يريدون (على سبيل المثال دان وآخرون، 2008 [11] )، أمّا هنا فقمنا بتعزيز السّيطرة على السلوك الاجتماعي الإيجابي من خلال تقديم خيارين فقط للمشاركين، إمّا الاحتفاظ بالمال لأنفسهم أو التبرّع لمنظمة خيرية معينة (منظمة أطباء بلا حدود). واخْتِيرَت هذه المؤسسة الخيرية لأنها واحدةٌ من المنظمات التي ينظر إليها الشعب السويدي على أنها الأكثر جدارةً بالثقة (إرلاندسون وآخرون، 2018 [9]).

اعتُبِرَت السعادة على أنها رفاهية ذاتية [ر.ذ] في هذه الدراسة. [ر.ذ] هو بناء المتعة من السعادة، التي تعرف بأنها تجربة المشاعر الإيجابية المتكررة، والآثار السلبية النادرة، فضلًا عن تجربة الرضا عن الحياة بشكل كبير (لامبرت وآخرون، 2015 [27]، و ريان وديسي، 2001 [28]).

المعايير:

جنبًا إلى جنبٍ مع اختيار المشاركين للتبرع أو عدمه، كانت هنالك ثلاثة معايير من [ر.ذ] هي المتغيرات المعتمدة الرئيسة، أجاب كل مشارك على التدابير الثلاثة مرتين، قبل وبعد التلاعب.

مقاييس الرفاهية الذاتية:

استخدمنا جدول التأثير الإيجابي والسلبي (باناس، واتسون وآخرون، 1988 [29]) كأحد مقاييس الرفاه الذاتي. وهو يتكون من عشرين 20 بندًا، يقيس عشرة 10 آثارٍ إيجابيةٍ (أي ب أ، على سبيل المثال: سعيد، ملهم، قوي)، وعشرة 10 آثارٍ سلبيةٍ (على سبيل المثال: خائف، عدائي، مذعور). وقد صنف المشاركون كيف كان تأثير كل من الأثرين في اللحظة الراهنة على مقياس “ليكرت” المؤلف من خمس نقاط (1 = على الإطلاق ، 5 = كثيراً)

الرضا عن مقياس الحياة [ر.ع.م] يقيس الرضا الشامل عن الحياة ويتألف من خمسة بنود (دينر وآخرون، 1985 [19]). و يُصَوَّر الرضا عن الحياة على أنّه الجزء المعرفي والحاكم على الرفاه الذاتي. ولأن التغييرات في الرضا الحالي عن الحياة كانت ذات أهمية، فإن عبارة “الآن” أضيفت إلى جميع البنود الخمسة، على سبيل المثال (الآن، إذا استطعت أن أعيش حياتي مرة أخرى، فلن أغير شيئا تقريبا). قدّر المشاركون مدى موافقتهم على التصريحات على مقياس ليكيرت المؤلف من 5 نقاط (1 = على الإطلاق، 5 = كثيراً،  كوباو وآخرون، 2010).

اختبار التأثير الإيجابي والسلبي الضمني [ ا ت ا س ض] هو اختبارٌ ضمنيٌ لقياس التأثير الإيجابي والسلبي باستخدام اقترانات الكلمات. تُعَرَّف التأثيرات الضمنيّة على أنّها مفاهيم إدراكية للحالات العاطفيّة الّتي تنشط تلقائيًا (كويرين وبود، 2014 [30] ، وكويرين وآخرون، 2009 [31]). قرأ المشاركون ست كلمات مصطنعة (سافمي، فييكس، تونبا، تاليب، بيليني وسوكوف) قُدِّمَت مع ثلاثة مشاعر إيجابية (سعيدة، ومبهجة، وحيوية) وثلاثة مشاعر سلبية (عاجزة، ومتوترة، ومثبطة). وقاموا بتقييم مدى توافق الكلمات المصطنعة مع المشاعر على مقياس ليكرت المكون من 5 نقاط (1 = لا يصلح على الإطلاق ، 5 = يناسب بشكل كبير).

في هذه الدراسة، استُخدِمت نسختان من الاختبار-الأصلي والجديد-لتقليل خصائص الطلب. في النسخة الجديدة، التي قُدِّمت قبل التلاعب، تم خلط حروف كل كلمةٍ أصليّةٍ إلى ست كلماتٍ اصطناعيةٍ جديدةٍ [فيسما، سيكفي، نوبات، إتلاب، نيبلي وكوفسو].

 وأخيرًا، أدرجنا أيضًا مقياسين للاختلافات الفردية لأسباب استكشافية: المقياس الموحد لتقييم الاختلافات الفردية في الحدس والتداول (باشور وسبار، 2015 [32]) ومهمة التفكير المعرفي 7 (توبلاك وآخرون، 2014 [33]). وعلى الرغم من ذلك بما أننا لم نجد أي آثارٍ منهجيةٍ لهذه التدابير على السعادة أو الاختيارفإنّها لن تُناقش أكثر من ذلك.

الإجراءات:

أولًا، أجاب المشاركون على المتغيرات الديموغرافية، وقرأوا المعلومات حول الدراسة، واستجابوا لثلاثة مقاييس مسبقة: باناس وسولز وإيبانات. بعد ذلك، لعب المشاركون لعبةً حيث رَأَوْا خمسة أبوابٍ وقرأوا أنّ مبلغًا معيّنًا من المال كان مخفيًّا خلف كل باب. طُلِب من المشاركين الإشارة إلى الباب الذي اعتقدوا أنه يخفي أكبر مبلغٍ من المال. وبعد اختيار الباب، قرأوا أنهم فازوا بـستين 60 كرونة سويدية (حوالي 6.5 دولار أمريكي) وأيضًا، حصلوا على مكافأةٍ إضافيةٍ قدرها عشرون 20  كرونة (تطبيق. 2.2 دولار). تَلَقَّى جميع المشاركين نفس المبلغ، بغض النظر عن الباب الذي اختاروه.

بعد ذلك، تلقى المشاركون معلوماتٍ مختلفةٍ تبعًا للحالة التي تعرضوا لها عشوائيًّا. قرأ المشاركون الذين كانوا في وضعية التحكم أن الأموال كانت لهم لإنفاقها كما يرغبون، والمشاركون في حالة الاختيار السلبي أنّه سيتم التبرّع بمكافأة قدرها 20 كرونة سويدية لمنظّمة أطباء بلا حدود، الّتي ستستخدم الأموال بأفضل طريقةٍ لمساعدة المحتاجين (كانت هذه المعلومات تقدّم دائما عندما كانت منظّمة أطباء بلا حدود جزءًا من التلاعب).

وفي حالة الاختيار النشط حصلوا على خيارين، إمّا التبرع بالمكافأة لمنظّمة أطباء بلا حدود (اختيار الإنفاق الاجتماعي الإيجابي) أو الاحتفاظ بالمكافأة لأنفسهم (اختيار الإنفاق الشخصي). قرأ المشاركون في الحالة الاجتماعية الافتراضية أنّ المكافأة تمّ تعيينها للذهاب إلى منظّمة أطباء بلا حدود، ولكن يمكنهم تغيير ذلك إذا أرادوا الاحتفاظ بالمال لأنفسهم. إذا أراد المشاركون تغيير الوضع الافتراضي، فقد تم توجيههم للضغط على زرٍّ يُسَمَّى (أُرِيد التغيير) ،الّذي يأخذهم إلى صفحةٍ أخرى يمكنهم فيها تغيير اتّجاه المكافأة. وإذا أرادوا بدلا عن ذلك متابعة الوضع الافتراضي، أُصدرت لهم تعليماتٌ للضغط على زرٍّ يُسَمَّى (أنا راضٍ).

وقرأ المشاركون في الحالة الشخصيّة الافتراضيّة أنّ المكافأة من المُقَرَّر أن تذهب إليهم ولكن يمكنهم تغييرها و التبرُّع بالمكافأة لمنظّمة أطبّاء بلا حدود. كان الإجراء الخاص بتغيير أو اتّباع الوضع الافتراضي مطابقًا للإجراء الموصوف للحالة الافتراضيّة الاجتماعيّة.

بعد هذه المرحلة من التجارب، قام جميع المشاركين بتقييم الإجراءات التالية: باناس وسولز وإيبانات، جنبًا إلى جنبٍ مع مقاييس الفروق الفرديّة. بعد ذلك، تم شكر المشاركين على مشاركتهم وصرفهم.

الخصائص السيكومترية وتحليل البيانات الاستكشافية للإجراءات:

حُسِب مُعَامِل ألفا كرونباخ لجميع الإجراءات. بالنسبة للإجراءات الرئيسة، أَظهَر ألفا كرونباخ اتّساقًا داخليًّا عاليًا لباناس (التلاعب المسبق:=.88 ، بعد التلاعب:= .89) ، وسولس (قبل التلاعب:=.91 ، بعد التلاعب:= .92) ، وإيبانات (ما قبل التلاعب:=.91 ، بعد التلاعب:= .93).

وكانت الارتباطات ضعيفة للتدابير بين [ب أ] و [ن أ] (في باناس; قبل التلاعب: ص =.14، بعد التلاعب: ص = .06) على التوالي IPAو INA(في إيبانات، قبل التلاعب: ص = .10 ، بعد التلاعب: ص = .16). وبالتالي، يشير هذا إلى أنه يجب فصل التركيبات بدلا من دمجها في مقياس باناس أو إيبانات بشكل عام.

كما فُحِصَت صلاحية التركيب، فإنها ترتبط من ص = .29 ل إينا وغ (سواء قبل – وبعد التلاعب) لص= .39 ل إيبا [ب أ] (بعد التلاعب ، قبل التلاعب: ص= .29). لذلك، سيتم الإبلاغ عن التدابير الضمنية والصريحة بشكل منفصل. بناء صلاحية ل سولز و إيبا كان ص= .18 (سواء قبل وبعد التلاعب)، في حين أنه لسولز و إينا كان ص= -.10 (قبل التلاعب) وص= −.09 (ما بعد التلاعب). لسولس و[ب أ], كان بناء صحة ص= .39 (قبل التلاعب) وص= .35 (بعد التلاعب), في حين أنه لسولس وغ كان ص= −.28 (قبل التلاعب) وص= −.23 (ما بعد التلاعب).

 لذلك سيتم أيضا الإبلاغ عن نتائج سولس بشكل منفصل. وبالنسبة للتدابير الصريحة والضمنية،تم فحص التوزيع الطبيعي والقيم الطرفية، مما يدل على أن مقياس نا كان له توزيع ثنائي النسق مع حوالي 75 ٪ من المشاركين متجمعين حول أدنى قيمة بينما ظهر المشاركون ذوو القيم العالية كقيم متطرفة وقيم متطرفة. لقياس ما قبل التلاعب من نا، كانت قيمة الانحراف 1.84 وكان التفرطح 4.27. بالنسبة لمقياس ما بعد التلاعب، كان الانحراف 2.88 وكان التفرطح 10.1. وبالتالي، سيتم استبعاد مقياس ما بعد التلاعب من نا في النتائج، مما يعزز أيضا استخدام بنيات منفصلة بدلا من استخدام مقياس باناس مجتمعة.

الدراسة الاستشرافية:

كميزةٍ إضافيّةٍ للدراسة، أَجرَيْنا دراسة تنبؤٍ صغيرة قبل الدراسة الرئيسة. حيث وُظِّف واحد وثلاثون (العدد =31) شخصًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي وطُلب منهم التنبّؤ بمدى سعادة الشخص العاديّ إذا واجه ثمانية نتائج مُحتَمَلة، مُستَمَدة من الشروط الخمسة (كانت الشروط الثلاثة الأخيرة لها نتيجتان مُحتَمَلتان، انظر الشكل 1، على مقياس من 1 إلى 10 (1 = غير سعيد على الإطلاق ، 10 = سعيد جدا). ثم حُسِبت درجة متوسطة لكل سيناريو (انظر الجدول 2). أظهرت النتائج أن الناس توقعوا أنّ اختيار الإنفاق الاجتماعي الإيجابي في حالة القرار النشط من شأنه أن يُثِير أكبر قدرٍ من السعادة (م = 7.27، سد = 1.76)، وأنّ الانسحاب في حالة الوضع الافتراضي الاجتماعي الإيجابي من شأنه أن يُثِير أقلّ سعادة (م = 4.55 ، سد = 2.11).

الجدول 2. إحصاءات وصفية لكل نتيجة في دراسة التنبؤ (عرض الجدول)

الاختيار الافتراضي – السلبيالخيار الافتراضي – الاجتماعيالخيار النشط
الشخصيالاجتماعيالشخصيالاجتماعيالشخصيالاجتماعيالسلبيالتحكم
3131313131303131N
5.42 (2.08)7.1 (1.92)4.55 (2.11)6.77 (1.76)5.16 (2.16)7.27 (1.76)6.55 (1.46)6.52 (1.84)M (SD)

النتائج:

ستُقدَّم نتائج الفرضيات الثلاثة بشكلٍ منفصل. يُوضِّح الشكل 1 النتائج الثمانية المحتملة لخيارات المشاركين وعدد المشاركين (النسبة المئوية) الذين اختاروا النتيجتين المُحتَمَلَتَيْن في الحالة 3-5.1 عند تحليل النتائج لكل فرضية، تُقرَن النتائج بشكلٍ مختلف. وتُوصَف الاختبارات المُختَلِفة لكل فرضية في الجدول 3 جنبًا إلى جنبٍ مع نظرة عامّةٍ على النتائج. ويُبَيِّن الجدول 4 الوسائل لكل تدبير، قبل وبعد التلاعب لكل من النتائج الثمانية المُحتَملة. فُحِصت جميع المتغيرات التابعة الأربعة (السلطة أ ب، إيبا، إينا و سلس) في جميع الاختبارات، ولكن ستُعرَض النتائج المُهِمّة أساسًا فيما يلي. لكل فرضية، حصلنا على نتائج مهمة وغير مهمة في المقاييس المختلفة. ويمكن رؤية ذلك في الجدول 3.

الجدول 3. وصف نتائج كل اختبار أُجرِي للفرضيات الثلاثة في الدراسة (عرض الجدول)

الوصفالنتيجة
 

الفرضية الأولى –

الإيجابيات

الاجتماعية مقارنة

بالإنفاق الشخصي

الاختبار 1قورن جميع المشاركين في حالة التحكم

(تلقي الأموال لأنفسهم) بجميع المشاركين في

حالة الاختيار السلبي (التبرع بالمال دون اختيار

خاص).

أعلى بكثير سنويا للإنفاق

الاجتماعي الإيجابي من الإنفاق

الشخصي. أي تأثير ل إينا ،

إيبا ، أو سولز.

الاختبار 2قُسِّم جميع المشاركين إلى مجموعتين:

شمل الإنفاق الاجتماعي الإيجابي المشاركين 1)

في حالة الاختيار السلبي ، 2) اختيار الإنفاق

الاجتماعي الإيجابي في حالة الاختيار النشط ،

3) بعد التخلف عن السداد في الحالة الاجتماعية

الإيجابية ، و 4) اختيار تغيير الافتراضي في

الحالة الشخصية الافتراضية.

شمل الإنفاق الشخصي 1) جميع المشاركين في

حالة التحكم ، 2) المشاركون الذين اختاروا

الإنفاق الشخصي في حالة الاختيار النشط ، 3)

المشاركون الذين غيروا الافتراضي في الحالة

الافتراضية-الاجتماعية الإيجابية ، و 4)

المشاركون الذين اتبعوا الافتراضي في الحالة

الافتراضية-الشخصية.

أعلى بكثير سنويا للإنفاق

الاجتماعي الإيجابي من الإنفاق

الشخصي. أي تأثير ل إينا ،

إيبا ، أو سولز.

الاختبار 3قورن المشاركون الذين اختاروا الإنفاق

الاجتماعي الإيجابي في حالة الاختيار النشط

بالمشاركين الذين اختاروا الإنفاق الشخصي في

نفس الحالة.

لا توجد نتائج مهمة.
 

الفرضية الثانية – الاختيار نشط

مقارنة بالاختيار

السلبي

الاختبار1قورن جميع المشاركين في حالة الاختيار

النشط بجميع المشاركين في كل من حالة التحكم

وحالة الاختيار السلبي.

أعلى بكثير في الاختيار النشط

من الاختيار السلبي. أي تأثير

ل با ، إيبا ، أو سولز.

الاختبار 2قورن المشاركون الذين اختاروا الإنفاق

الاجتماعي الإيجابي في حالة الاختيار النشط

بجميع المشاركين في حالة الاختيار السلبي.

أعلى بكثير في الاختيار النشط

من الاختيار السلبي. أي تأثير

ل با ، إيبا ، أو سولز.

الاختبار 3قورن المشاركون الذين اختاروا الإنفاق

الشخصي في حالة الاختيار النشط بجميع

المشاركين في حالة التحكم (الاختيار السلبي)

سولس أعلى بكثير للاختيار

النشط من الاختيار السلبي. أي

تأثير ا ب، إيبا ، أو في أ.

 

الفرضية الثالثة – الاوضاع الافتراضية

الاختبار 1الإنفاق الاجتماعي الإيجابي: المشاركون في حالة

التخلف عن السداد-تمت مقارنة الحالة الشخصية

التي تغيرت عن الوضع الافتراضي بالمشاركين

الذين اختاروا الإنفاق الاجتماعي الإيجابي في

حالة الاختيار النشط.

أعلى بكثير سنويا وأقل في

الاختيار من النشط.

أي تأثير ل إيبا أو سولس.

الاختبار 2الإنفاق الاجتماعي الإيجابي: المشاركون في حالة

التخلف عن السداد-تمت مقارنة الحالة الاجتماعية

الإيجابية التي أعقبت التخلف عن السداد

بالمشاركين الذين اختاروا الإنفاق الاجتماعي

الإيجابي في حالة الاختيار النشط.

لا توجد نتائج مهمة.
الاختبار 3الإنفاق الاجتماعي الإيجابي: قورن

المشاركون في حالة التخلف عن السداد-الحالة

الاجتماعية الإيجابية التي أعقبت التخلف عن

السداد بالمشاركين الذين تغيروا عن الوضع

الافتراضي في الحالة الشخصية الافتراضية.

أقل بكثير في الاشتراك من

اتباع الافتراضي. أي تأثير ل

با ، إيبا ، سولز.

الاختبار 4الإنفاق الشخصي: المشاركون في حالة التخلف

عن السداد- قورنت الحالة الشخصية التي

أعقبت التخلف عن السداد بالمشاركين الذين اختاروا الإنفاق الشخصي في حالة الاختيار

النشط.

سولس أعلى بكثير للاختيار

النشط من اتباع الافتراضي.

أي تأثير ب أ،
إيبا ، أو في أ.

الاختبار 5الإنفاق الشخصي: المشاركون

في حالة التخلف عن السداد-

تمت مقارنة الحالة الاجتماعية

الإيجابية التي تغيرت عن

الوضع الافتراضي بالمشاركين

الذين اختاروا

الاختبار 6الإنفاق الشخصي: قورنالمشاركون في

الوضع الافتراضي-الحالة الشخصية التي أعقبت

الوضع الافتراضي بالمشاركين الذين تغيروا من

الوضع الافتراضي الافتراضي-الحالة الاجتماعية

الإيجابية.

لا توجد نتائج مهمة

الجدول 4. الوسائل والانحرافات المعيارية لكل مقياس وكل نتيجة ممكنة من الشروط (عرض الجدول)

 

الاختيار النشط

 

الافتراضي الاجتماعي

 

الافتراضي الشخصي

المجموع ع = 788
التحكم ع = 156الاختبار السلبي ع = 156المؤيدة للمجتمع ع = 128الشخضية ع = 27المؤيدة للمجتمع ع = 140الشخصية ع = 24المؤيدة للمجتمع ع = 99الشخصية ع = 58
قبل ب أ30.9 (7.51)30.2 (7.82)29.8 (8.06)29.4 (5.99)31.2 (8.12)32.7 (6.48)31.9 (7.53)29.8 (8.44)30.7 (7.78)
بعد ب أ26.9 (9.46)29.0 (8.47)27.8 (9.11)26.4 (7.30)29.6 (8.89)31.1 (7.89)31.2 (8.66)28.3 (9.03)28.7 (8.95)
قبل اي ب أ34.4 (11.6)34.9 (12.2)33.4 (12.1)35.4 (11.2)34.0 (13.2)34.9 (14.0)34.5 (13.0)33.1 (12.8)34.2 (12.4)
بعد اي ب أ35.1 (11.8)35.4 (12.5)33.9 (13.2)34.9 (11.9)34.4 (13.3)35.8 (15.1)35.1 (12.7)33.0 (13.1)34.7 (12.7)
قبل اينا31.7 (9.05)31.2 (9.78)32.7 (10.5)33.2 (12.0)33.2 (11.5)34.0 (11.2)30.9 (9.56)31.1 (10.8)32.0 (10.2)
بعد اينا29.5 (8.56)28.8 (9.31)31.4 (10.8)32.1 (12.7)30.2 (10.1)30.2 (9.81)27.2 (8.78)27.7 (10.0)29.5 (9.77)
قبل سولس15.6 (4.54)16.0 (4.74)15.6 (5.02)17.5 (5.15)16.3 (5.00)15.7 (5.59)16.4 (4.58)15.2 (4.79)16.0 (4.82)
بعد سولس15.8 (4.75)15.9 (4.91)15.8 (5.20)17.8 (5.35)16.2 (5.05)15.9 (5.80)16.6 (4.69)14.9 (5.14)16.0 (4.99)

الإنفاق الاجتماعي التطوعي:

ذكرت فرضيّتُنا الأُولى أنّ الإنفاق الاجتماعي الإيجابي سيجعل الناس أكثر سعادةً من الإنفاق الشخصي. اختُبِر هذا بثلاث طرقٍ باستخدام أنوفا أحادية الاتجاه. واختُبِرت الاختلافات الأوّليّة في التدابير المُسبَقة ا ب، إيبا ، إينا و سولس ، ولكن لم تظهر نتائج مُهِمّة. لذلك، فُحصَت مقاييس البعدية فقط في كل اختبار.

في الاختبار الأَوّل، قُورِن الإنفاق الاجتماعي بالإنفاق الشخصي عن طريق مقارنة تقديرات المشاركين في حالة السيطرة مع المشاركين في حالة الاختيار السلبي. وهنا ظهرت نتيجةٌ مُهِمّة بالنسبة ل ب أ : F (1 ، 310) = 4.02 = 046 = hp2 = 013 ، حيث أظهرت أنّ المشاركين الّذين تبرعوا بالأموال شهدوا تأثيراتٍ أكثر إيجابيّةً بشكلٍ ملحوظٍ (M = 29.0 ، SD = 8.47) من المشاركين الّذين احتفظوا بالأموال (M = 26.9 ، SD = 9.46). ويبين الشكل 2 الانحرافات المتوسطة والمعايير لهذا الاختبار.

الشكل 2: المتوسط والانحرافات المعيارية للآثار الإيجابية للاختبار 1 و 2 عند مقارنة الإنفاق الاجتماعي الإيجابي بالإنفاق الشخصي

في الاختبار الثاني، قُورِن الإنفاق الاجتماعي الإيجابي مرّةً أخرى بالإنفاق الشخصي من خلال تضمين المشاركين من جميع الشروط الخمسة إمّا بالإنفاق الاجتماعي الإيجابي أو الشخصي (انظر الجدول 3 لوصف كيفية تعيين المشاركين). وأسفر ذلك عن نتيجةٍ مُهِمّة ل ب أ, و(1, 786) = 6.46, ص = .011 ، ن 2 = .008 ، تَبَيّن أنّ المشاركين الذين تبرّعُوا بالمال عانوا من تأثيراتٍ أكثر إيجابيّة بشكل ملحوظ (م= 29.3 ، سد = 8.83) من أولئك الذين احتفظوا بالمال (م= 27.6 ، سد = 9.08 ؛ انظر الشكل 2).

في الاختبار الثالث، ضُمِّن واختُبِر المشاركون فقط في حالة الاختيار النشط بناءًا على اختيارهم إمّا للتبرع أو الاحتفاظ بالمال لأنفسهم. ولم تظهر نتائج مهمة هنا.

الخيارات النشطة والسلبيّة:

اختَبَرت الفرضيّة الثانية الفرق في مستويات السعادة بين القيام باختيارٍ نشطٍ مقابل اختيارٍ سلبي للإنفاق الاجتماعي الإيجابي أو الشخصي بثلاث طرقٍ باستخدام تحليل اختبار التباين أُحادي الاتّجاه. مرةً أخرى، لم تكن هناك اختلافات أولية في التدابير السابقة؛ لذلك كانت التدابير الأربعة اللاحقة متغيراتٍ تابعة في كل اختبار.

في الاختبار الأوّل، يتكوَّن الاختيار النشط من جميع المشاركين في حالة الاختيار النشط بينما يتكوَّن الاختيار السلبي من جميع المشاركين في حالَتَي التحكُّم و الاختيار السلبي. وأَظهَرت التحليلات نتيجةً مُهِمّةً ل إينا ، و (1 ، 465) = 6.13 ، ع = .014 ، نب 2 = 0.013 ، ما يَدُل على أنّ المشاركين الّذين اتّخذوا خيارًا نشطًا عانوا من تأثيراتٍ سلبيّةٍ ضمنيّةٍ أكثر (م= 31.5 ، سد = 11.1) من المشاركين الّذين اتّخذوا خيارًا سلبيًّا (م= 29.2 ، سد = 8.94).يوضح الشكل 3 المتوسط والانحرافات المعياريّة لهذا الغرض.

الشكل 3: المتوسط والانحرافات المعيارية للآثار السلبية الضمنية (في أ) للاختبار 1 عند مقارنة الاختيار النشط والسلبي.

بعدها اختبرنا الاختلافات في الاختيار النشط مقابل السلبي للإنفاق الشخصي الاجتماعي الإيجابي بشكلٍ منفصل. في الاختبار الثاني، قارنّا الخيارات النشطة والسلبية للإنفاق الاجتماعي الإيجابي (انظر الجدول 3 لوصف المجموعات التي تمت مقارنتها). مرةً أُخرى، كانت هناك نتيجةٌ مُهِمّةٌ ل إينا ، و (1 ، 282) = 4.84 ، ع= .029 ، نب 2 = 0.017 ، ما يدل على أن المشاركين الذين اتخذوا خيارًا سلبيًا عانوا من تأثيراتٍ سلبيّةٍ أقل ضمنيّة بشكلٍ ملحوظٍ (م = 28.8 ، سد = 9.31) من المشاركين الذين اتخذوا خيارًا نشطًا (م = 31.4 ، سد = 10.8).في الاختبار الثالث ، قارنّا الخيارات النشطة والسلبية للإنفاق الشخصي (انظر الجدول 3 للوصف). كانت هناك نتيجة مُهِمّة ل سولس، و (1 ، 181) = 4.08 ، ف = .045 ، نب 2 = 0.022 ، ما يدل على أنّ الشُّعور الرِّضا عن الحياة الحالية عند المشاركين الّذين اتّخذوا خيارًا نشطًا لأخذ المال كان أعلى بكثيٍر منه عند (م = 17.8 ، سد = 5.35) أولئك الذين تلقوا المال بشكل سلبي (م = 15.8 ، سد = 4.75).

الأوضاع الافتراضية:

اختَبَرت الفرضيّة الثالثة تأثير الخيارات الافتراضية على السعادة، إمّا باتّباع الخيار الافتراضي أو بتغييره.  وقد اختُبِرُت هذه الفرضية بست طرقٍ مختلفةٍ باستخدام تحليل اختبار التباين أُحادي الاتجاه، مقسومًا على الإنفاق الاجتماعي الإيجابي والإنفاق الذاتي (ثلاثة اختبارات لكلٍّ منهما). وضُمِّن شرط الاختيار النشط في بعض الاختبارات، لأنّ هذا الشرط يتَطَلَّب أيضًا الاختيار، ولكن بدون تعيين خيارٍ افتراضي.

بَدءًا، قبل وصف نتائج الفرضية الرئيسة، فقد وجدنا تأثيرًا افتراضيًّا. كما يُوضِّح الشكل 1، كانت هناك زيادةٌ بنسبة 20 ٪ تقريبًا في عدد المشاركين الّذين اختاروا الاحتفاظ بالمال لأنفسهم عندما كان خيارًا افتراضيًّا ممّا كان عليه عندما لم يكن هناك خيارٌ افتراضيٌّ (17.4 ٪ في حالة الاختيار النشط مقابل 36.9 ٪ في الحالة الشخصية الافتراضية). كانت الزيادة الطفيفة في الإنفاق الاجتماعي الإيجابي واضحةً أيضًا عندما كان هو الخيار الافتراضي (حوالي 3 ٪ زيادة، من 82.6 ٪ إلى 85.4٪).

مرةً أُخرى، اختُبِرَت  الاختلافات الأوّليّة في التدابير المُسبَقَة ل با ، إيبا ، إينا ، و سولز لجميع الاختبارات الستّة. كان هناك اختلافٌ كبيرٌ في الاختبار الأول لل (ب ا)، و(1 ، 224) = 3.97 ، ص = 0.05 ، ن 2 = 0.02.لذلك، أُجرِي اختبار تباين احصائي عند فحص الاختبار الأول ، مع ما قبل قياس (ب ا) كمتغير مشترك. بالنسبة للاختبارات والمقاييس الأخرى، فلم تكن هناك اختلافات أوّلية، لذلك كانت المقاييس الأربعة اللاحقة متغيراتٍ تابعةً مرةً أُخرى في الاختبارات.

أوّلًا، قارنّا الإنفاق الاجتماعي الإيجابي مع وجود خيارٍ افتراضي وبدونه. قُورِن المشاركون في الحالة الشخصية الافتراضية الذين اختاروا التبرع (أي الذين اختاروا) بالمشاركين في حالة الاختيار النشط الذين اختاروا الإنفاق الاجتماعي الإيجابي. كان هناك اختلافٌ كبيرٌ في إنا، و (1، 224) = 9.54 ، ع = 0.02 ، نب 2 = 0.041 ، ما يَدُل على أنّ المشاركين الذين اختاروا أخذ المال في حالة الاختيار النشط أظهروا سلبيةً أكبر (م= 31.4 ، سد = 10.8) من أولئك الذين اختاروا في (م= 27.3 ، سد = 8.82).علاوةً على ذلك، أُجِري تحليل اختبار تباين لقياس ما بعد ب أ، مع ما قبلها كمتغيّرٍ مشتركٍ. أَسفَر هذا عن نتيجةٍ مُهِمّة، و (1 ، 223) = 4.30 ، ص = 0.39 ، نب 2 = 0.019 ، ما يدل على أنّ المشاركين الّذين يختارون في الحالة الشخصية الافتراضية عانوا من تأثيراتٍ أكثر إيجابيًّة بشكل ملحوظ (م= 31.2 ، سد = 8.71) من الّذين يختارون التبرع في حالة الاختيار النشط (م= 27.8 ، سد = 9.11).

في الاختبار الثاني، فُحِص الإنفاق الاجتماعي الإيجابي من خلال مقارنة المشاركين في الحالة الاجتماعية الإيجابية الافتراضية الّذين اتّبعوا التقصير والمشاركين في حالة الاختيار النشط الذين اختاروا الإنفاق الاجتماعي الإيجابي. ولم تظهر نتائج مُهمّة هنا.

بالنسبة للاختبار الثالث، فقد فُحِص الإنفاق الاجتماعي الإيجابي من خلال مقارنة المشاركين الّذين اختاروا اتّباع الخيار الافتراضي في الحالة الاجتماعية الإيجابية الافتراضية مع المشاركين في الحالة الشخصية الافتراضية الّذين غَيَّروا عن الخيار الافتراضي (أي اختاروا). وأظهرت النتائج فرقًا كبيرًا في إنا، و (1، 235) = 5.02 ، ع = 0.026 ، نب 2 = 0.021 ، ما يَدُلُّ على أنّ المشاركين الّذين اتّبعوا الخيار الافتراضي المُؤَيِّد للمجتمع  شَهِدُوا تأثيراتٍ سلبيّةً أكثر ضمنيّةً (م= 30.1 ، سد = 10.1) من أولئك الّذين اختاروا في (م= 27.3 ، سد = 8.82).

في الاختبار الرابع، فُحِص الإنفاق الذاتي، وقُورِن المشاركون في الحالة الشخصية الافتراضية الذين اتّبعوا الخيار الافتراضي بالمشاركين في حالة الاختيار النشط الّذين اختاروا الإنفاق الشخصي. كان هناك فرقٌ كبيرٌ ل: س ل س، و (1 ، 84) = 5.79 ، ع = 0.018 ، ن ب 2 = 0.064 ، ما يَدُل على أنّ المشاركين الّذين اختاروا الإنفاق الذاتي في حالة الاختيار النشط كان الرضا عن الحياة عندهم أعلى بشكلٍ ملحوظٍ (م= 17.8 ، سد = 5.35) من الّذين اتّبعوا الإنفاق الشخصي الافتراضي (م= 14.9 ، سد = 5.11).

في الاختبار الخامس، قُورِن المشاركون في الحالة الاجتماعية الإيجابية الافتراضية الّذين اختاروا أخذ المال (أي انسحبوا) بالمشاركين في حالة الاختيار النشط الّذين اختاروا أخذ المال لأنفسهم. أظهرت النتائج فرقًا كبيرًا في ب أ، و (1 ، 49) = 4.99 ، ع = 0.030 ، نب 2 = 0.092 ، ما يَدُل على أنّ المشاركين الّذين اختاروا الانسحاب أظهروا تأثيراتٍ أكثر إيجابيّةً بشكلٍ ملحوظٍ (م= 31.1 ، سد = 7.89) من الّذين اختاروا أخذ المال لأنفسهم (م= 26.4 ، سد = 7.30).

أخيرًا، في الاختبار السادس، قُورِن المشاركون في الحالة الاجتماعية الإيجابية الافتراضية الّذين اختاروا الانسحاب بالمشاركين في الحالة الشخصية الافتراضية الّذين اختاروا اتّباع الحالة الافتراضية. لم تظهر نتائج مهمة هنا.

المناقشة:

بحثت هذه الدراسة كيفيّة تأثّر مستويات السعادة بالإنفاق الاجتماعي مقابل الإنفاق الشخصي بنوعين من القرارات والوضع الافتراضي. كان الهدف الأوّل من هذه الدراسة هو تكرار النتيجة التي تُظهر أنّ الإنفاق الاجتماعي الإيجابي يجعل الناس أكثر سعادةً من الإنفاق الشخصي (دان وآخرون., 2008 [11] )، وهو ما دعمته نتائج هذه الدراسة. ثانيًا، وَسَّعت الدراسة هذا البحث بالتحقيق في دور الخيارات الإيجابيّة والسلبيّة على الإنفاق الاجتماعي الإيجابي والسعادة. تُشير نتائجنا إلى أنّ الناس يصبحون أقل سعادةً عندما يتّخذون قرارًا نشطًا مقارنةً بسعادتهم فيما لو اتّخذوا قرارًا سلبيًّا. ثالثًا، هذه الدراسة هي الأُولى الّتي تبحث في كيفيّة تأثير الوضع الافتراضي على مستويات السعادة. وتُظهر النتائج أن التغيير من الوضع الافتراضي المُحدَّد له تأثيرٌ إيجابي أكبر على السعادة مقارنةً باتخاذ خيارٍ نشطٍ أو اتباع الوضع الافتراضي، خاصةً عندما يختار الناس الإنفاق الاجتماعي الإيجابي.

ظهر دعمٌ متزايدٌ للتأثير الإيجابي على السعادة من خلال الإنفاق الاجتماعي الإيجابي مقارنةً بالإنفاق الشخصي (أكنين وآخرون، 2013 أ [34] ، ودان وآخرون، 2008 [11] ) وتُضيف الدراسة الحالية إلى هذا المبحث بإيجاد تأثيرٍ مماثلٍ في عينة سويدية. وأظهرت الدراسات السّابقة أيضًا أنّ الناس يصبحون أكثر سعادةً بشكلٍ ملحوظٍ حتى عندما يتصرفون بإيجابية اجتماعيا مع شخص لن يلتقوا به أبدا (أكنين وآخرون، 2013ب [10])، وهو ما تتوافق معه نتائج هذه الدراسة،  حيث تبرّع المشاركون لقضيّةٍ خيريّةٍ ذات أهدافٍ مجهولة. يُشير هذا إلى أنّ السعادة المُستَمَدّة من الإنفاق الاجتماعي الإيجابي لا تَعتمد على من هو المُتَلَقِّي. وهذا يتوافق مع مفهوم (الإيثار غير السليم)، ما يعني أن الناس على استعدادٍ للتخلّي عن الفوائد الاقتصاديّة الشخصيّة لمساعدة الأفراد الآخرين حتى المجهولين منهم (أندريوني ، [1990 [35]) . و يتسق هذا أيضًا مع النتائج الّتي توصّل إليها علم الأعصاب والّتي تُشِير إلى أنّ مساعدة الآخرين مجزيةٌ شخصيًّا، وأنّ نفس مراكز المكافأة في الدماغ تَنشَطُ عندما يتلقى الشخص مكافأةً شخصيّةً كما هو الحال عندما يتصرّف الشخص لصالح الآخرين (هاربو وآخرون., 2007 [36]).

علاوةً على ذلك، وجدنا تأثيرًا إيجابيَّا على السعادة بالرغم من صِغَر الفعل الاجتماعي الإيجابي. حيث اكتسب جميع المشاركين في الدراسة المال وأمكنهم التبرُّع بجزءٍ صغيرٍ فقط من المبلغ الإجمالي. وعليه فحتى الفعل الاجتماعي الإيجابي الصغير إلى حدٍّ ما قد يزيد مستويات السعادة. وهذا يتماشى مع (هوى وآخرون 2020 [37]) الّذي يجادل بأنّه حتى التأثير الذي يتراوح بين الصغير إلى المعتدل للسلوك الاجتماعي الإيجابي على السعادة يمكن أن يكون حيويًّا. ومع ذلك، يمكن أن تُؤثِّر هذه الميزة في تصميم الدراسة أيضًا على النتائج التي توصَّلنا إليها. فمن الممكن أن يكون التأثير الإيجابي على السعادة مزيجًا من تلقِّي مبلغٍ أكبرَ من المال والتبرُّع بمبلغٍ أقلّ. ولو كان التبرُّع بالربح كاملًا بدلا من ذلك، ما يعني عدم حصول المشاركين في الظروف الاجتماعية الإيجابية على أيّ شيءٍ لأنفسهم، فقد يتضاءل هذا التأثير الإيجابي أو يختفي. وهذا أمرٌيجب أن تدرسه البحوث المستقبليّة.

أخيرًا، تَجدُر الإشارة إلى أنّه من بين أربعة مقاييس، عُثِر على الفرق في الإنفاق الاجتماعي والشخصي فقط للتأثيرات الإيجابية. وهذا يُشِير إلى عدم وجود فرقٍ كبيرٍ بين الإنفاق الاجتماعي الإيجابي والإنفاق الشخصي للتأثيرات الضمنيّة (سواءً كانت إيجابية أو سلبية) أو الرضا عن الحياة.

النتيجة الثانية لهذه الدراسة هي أنّ الاختيار النشط يُحدِث تأثيراتٍ سلبيّةً أكثر بكثيٍر من الاختيار السلبي. و يتماشى ذلك مع فكرة (طغيان الاختيار)، ما يُشِير إلى أنّ الاضطرار إلى الاختيار يُمكن أن يُحدِث تأثيرًا سلبيًّا على الرفاهية (شوارتز، 2000 [26] ). حيث يُمكن أن يشعر الناس بالإرهاق وقِلَّة الرِّضا عن قرارهم عندما تُقدَّم لهم العديد من البدائل لاحتمال ندهم على اختيارهم (روتس وآخرون، 2012 [25] )،وعلى الرّغم من تقديم هذه الدراسة لبديلين فقط للمشاركين – التبرُّع أو الاحتفاظ بالمال لأنفسهم – فإنّ النتائج تتماشى مع هذا البحث. وعلاوةً على ذلك، فإنّ نظرية (طغيان الاختيار) قد تُفَسِّر أيضًا لماذا تم العثور على فرقٍ كبيرٍ بين الخيار الإيجابي والسلبي فقط لتأثيراتٍ سلبيّةٍ، ولكن ليس لتأثيراتٍ إيجابيّةٍ أو للرضا عن الحياة. ومن المُرجَّح أن يُؤدِّي تقليل الرضا كسببٍ لاتّخاذ قرارٍ نشطٍ إلى تأثيراتٍ سلبيّةٍ. من الناحية النظريّة، من الممكن أن تنخفض التأثيرات الإيجابية أيضًا عند الانتقال من خيارٍ سلبيٍّ إلى خيارٍ نشطٍ. ومع ذلك، كانت التأثيرات الإيجابيّة والسلبيّة مرتبطةً بشكلٍ ضعيفٍ في الدراسة الحالية، ما يُشير إلى أنها بنيات متميزة قد تلتقط جوانب مختلفة قليلا من عملية اتخاذ القرار.

وفيما يتعلق بذلك، وجدنا أن الأشخاص الذين اختاروا الاحتفاظ بالمال لأنفسهم بشكلٍ مقصودٍ كان لديهم رضًا عن الحياة أعلى بكثيرٍ من الأشخاص الّذين تلقّوا أموالًا لأنفسهم بشكلٍ سلبي. التفسير المُحتَمَل لهذه النتيجة يأتي من البحث عن تكلفة الفرصة البديلة (موشي وآخرون، 2020 [38])، ما يَدُل على أنّ زيادة الوعي بالاستخدامات البديلة للأموال قد تكون بمثابة نقطةٍ مرجعيّةٍ للمقارنة (غرينبرغ وسفاك، 2016 [39]). المشاركون الّذين تلقّوا الأموال بشكلٍ سلبِيٍ لم يعرفوا عن الخيار الاجتماعي الإيجابي، في حين أنّ المشاركين الّذين اتخذوا قرارًا نشطًا كانوا يعرفون كلا الخيارين. وهكذا، عندما اختاروا الاحتفاظ بالمال شعروا بارتياحٍ عامٍّ أعلى؛ ربّما لأنّهم كانوا مُقتَنِعين بصِحَّة اختيارهم. ومع ذلك، فإن الرِّضا عن الحياة فقط -وليس التدابير العاطفية-  أسفر عن فرقٍ كبيرٍ هنا. قد يكون التفسير المُحتَمَل لذلك هو أن سولس يتضمن جوانب تقييمية ومعرفية أقوى من التدابير العاطفية، وأن هذه المكونات قد تستحوذ بشكل أفضل التفكير في تكلفة الفرص البديلة.

الهدف الثالث من هذه الدراسة كان اختبار كيفية تأثير الوضع الافتراضي على السعادة. حسب علمنا، لم تختبر أي دراسة سابقة هذا الأمر. وأظهرت النتائج أنّ التحول من الوضع الافتراضي كان له التأثير الأكبر على السعادة، خاصّةً عند اختيار التحول من الوضع الافتراضي إلى الإنفاق الشخصي. فضلًا عن ذلك فإنّ التأثير الأعظم على السعادة بالنسبة للأشخاص الذين أرادوا الاحتفاظ بالمال لأنفسهم كان عند اختيارهم الخروج من الوضع الافتراضي الاجتماعي، والتأثير الأصغر عندما كان الوضع الافتراضي هو الإنفاق الشخصي. ويمكن أن يُفَسَّر ذلك بشعور الناس  بأنّ التغيير عن الوضع الافتراضي يُنظَر إليه على أنّه أكثر مغزًى وأعظم تضحيةً من اتباع الوضع الافتراضي (ديفيداي وآخرون، 2012[40] ). و يشير هذا إلى أنّ التغيير عن الوضع الافتراضي يُنظَر إليه باعتباره قراراً أكثر أهميةً، وخاصةً عندما يختار سببًا جيّدًا، وهو ما يُثِير بدوره المزيد من المشاعر الإيجابيّة والأقلّ سلبيّةً. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أنّنا لم نجد أي آثارٍ مُهِمّةٍ على الرضا عن الحياة ولا تأثيرًا ضمنيًّا على الوضع الافتراضي للإنفاق الاجتماعي ولا آثار مهمةً على الوضع الافتراضي لإنفاق الشخصي.

كما أنّ الوضع الافتراضي لا يُؤثّر على السعادة فحسب، بل يُؤثّر أيضًا تأثيرًا مُباشِرًا على القرارات. واتّساقاً مع العديد من الكتابات حول الحثّ، وجدنا أنّ المزيد من الناس اختاروا الإنفاق الشخصي عندما كان هذا هو الوضع الافتراضي مقارنةً بما كان عليه عندما كان هذا أحد خيارين (ألتمان وآخرون،2019 [21] و جونسون وغولدشتاين، 2003 [20] ). غير أنّ هذا الأثر كان صغيرًا إلى حدٍّ ما لأنّ معظم المشاركين اختاروا الانسحاب من الإنفاق الشخصي الافتراضي.

على الصّعيد ذاته، وجدنا نتائج متناقضةً إلى حدٍّ ما من القرارات النشطة على السعادة. في بعض الحالات، أدّى اتّخاذ قرارٍ نشطٍ إلى زيادة مستويات السعادة (عند التغيير عن الوضع الافتراضي) وفي حالاتٍ أُخرى أدَّى إلى انخفاض مستويات السعادة (عند اتخاذ خيارٍ نشطٍ بدون وضعٍ افتراضيٍّ مُعَيَّن)، و  تَكمُن إحدى التفسيرات لذلك في التأثير الذي يَملِكه الوضع الافتراضي على الناس. غالبًا ما يُنظر إلى الوضع الافتراضي على أنه الوضع الراهن أو مُؤشِّر على ما يَعتبره صانعو السياسات الخيار الأفضل (أي التأييد، ديفيداي وآخرون،  2012 [40] ، جاشيموفيتش وآخرون، 2019 [41] ، ثالر وسونشتاين، 2008 [17]). وعليه، فعندما يُمنَح الأشخاص خيارًا بدون تعيين افتراضي فإنّهم يُترَكون لأجهزتهم الخاصّة لمعرفة ما يجب عليهم فعله، وهذا الجهد المُتزايد أو المعالجة العقليّة قد يقلِّل بدوره من رفاهيتهم. مع ذلك، فعندما يكون هناك وضعٌ افتراضي، يتبع الناس حدسهم بسهولة أكبر ويرون الوضع الافتراضي كمُوَجِّهٍ لهم. ويمكن القول أنّه من الأسهل اتّباع الوضع الافتراضي أو تركه من الاختيار دون أي مبادئ توجيهيّة أو مساعدات (دينر وآخرون، 2011 [42]). وبالتالي، يشير هذا إلى أن الوضع الافتراضي يُحدِث تأثيرًا سلبيًّا أقلّ من الخيارات النشطة.

أخيرًا، تشير دراستنا الاستشرافية إلى ضعف الناس في معرفة ما سيجعلهم أكثر سعادةً؛ فقد اعتقد المشاركون أنّ اتّخاذ خيارٍ نشطٍ لإنفاق الأموال على الآخرين من شأنه أن يحقِّق أكبر قدرٍ من السعادة، في حين أنّ الانسحاب من الوضع الافتراضي الاجتماعي الايجابي سيؤدي إلى أقلّ قدرٍمن السعادة.بالرغم من ذلك، تُشير نتائج الدراسة الرئيسة إلى أنّ هذه التنبُّؤات كانت غير صحيحة، ما يتوافق مع النتائج التي تُظهر ضعف الناس عمومًا في التنبؤ بكيفيّة تأثير النتائج أو الأحداث على رفاههم (أي التنبؤ العاطفي كما عند دان وأشتون جيمس، 2008 [11] ، وجيلبرت، 2006 [43]، وكانيمان وشكادي، 1998 [44]، وكورتز، 2015 [45]). هذه النتيجة أيضا تكرر نتيجة دراسة دان وآخرين، (2008) [11] ، حيث توقّع الناس أنّ الإنفاق الشخصي سيُثِير المزيد من السعادة من الإنفاق الاجتماعي الإيجابي، وكان الواقع عكس ذلك.

القيود

لهذه الدراسة بعض القيود والمحددات. على سبيل المثال، قُيِّد الفعل الاجتماعي الإيجابي للمشارك بحصره على منظّمة خيريّة واحدة اختِيرَت من قِبَل المُجرِّب. يمكن أن يؤثر ذلك على مدى طوعيّة الفعل الاجتماعي الإيجابي وبالتالي يضعف التأثير على السعادة. من الممكن اتّخاذ طريقةٍ أخرى تتمثل في تقديم مجموعةٍ من المنظّمات للمشاركين للتبرع لها ثم مقارنتها بتعيين منظّمة معينة. وبالمثل، فإنّ ما شكّل خيارًا إيجابيًّا أو سلبيًّا كان قد حُدِّد مُسبَقًا، نظرًا لأنَّ المشاركين إمّا حصلوا على خيارٍ بخيارين أو تمّ تكليفهم بخيارٍ واحد. كان بالإمكان أن يُطلب من المشاركين تقييم مقدار التحكُّم الذي شعروا به عند الاختيار، ثمّ تصنيف الخيارات كونها نشطةً أوسلبيةً. علاوةً على ذلك، يمكن أن تؤثّر الخصائص الفرديّة للمشاركين، مثل مدى تحفظّهم أو تفاعلهم، أو كيف ينظرون إلى تأثير الحثّ والافتراضات على الاستجابة للوضع الافتراضي (هاجمان وآخرون، 2015 [46]، و جونغ وميلرز، 2016 [47]). يجب أن يُوسِّع البحث المستقبلي النتائج الحاليّة من بفحص ذلك. أخيرًا، فنظرًا لأن هذه الدراسة أُجرِيت فقط في السويد، يصبح التعميم عبر الثقافات مستحيلًا؛ لذلك يجب أن تبحث الدراسات المستقبليّة عمّا إذا كانت هذه النتائج ستصمد عند الثقافات الأخرى.

خاتمة:

تُضَاف هذه الدراسة إلى مجموعةٍ متزايدةٍ من الأبحاث الّتي تُظهِر أنّ الإنفاق الاجتماعي الإيجابي يجعل الناس أكثر سعادةً من الإنفاق الشخصي. نُضيف إلى هذه الكتابات بالإشارة إلى أنّ الاختيار بحد ذاته له عواقب ممتعة، فالاختيار النشط للإنفاق الاجتماعي الإيجابي يجعل الناس أكثر تعاسةً من اختياره بشكل سلبي. أخيرًا، نُبين أن خيارات الإعدادات الافتراضية تؤثر على القرارات وأنّ التغيير من مجموعة افتراضية له أكبر تأثيرٍ على السعادة، مقارنة باتّباع الوضع الافتراضي أو اتّخاذ قرارٍ نشطٍ بدون مجموعة افتراضية.

هوامش:

1- إجمالًا، أسفرت اختيارات المشاركين للتبرع عن تبرعاتٍ بمبلغ 10,440 كرونة (حوالي 1050 دولار أمريكي)  لمنظمة أطباء بلا حدود.

التمويل:

دُعم هذا العمل من مجلس البحوث السويدي.

المراجع:

1 https://www.tandfonline.com/doi/epub/10.1080/17439760.2021.1940248?needAccess=true

  1. Geenen, N. Y. R., Hohelüchter, M., Langholf, V., & Walther, E. (2014). The beneficial effects of prosocial spending on happiness: Work hard, make money, and spend it on others? The Journal of Positive Psychology, 9(3), 1–5. Crossref
  2. Weinstein, N., & Ryan, R. M. (2010). When helping helps: Autonomous motivation for prosocial behavior and its influence on well-being for the helper and recipient. Journal of Personality and Social Psychology, 98(2), 222–244. Crossref
  3. Nelson, S. K., Della Porta, M. D., Jacobs Bao, K., Lee, H. C., Choi, I., & Lyubomirsky, S. (2014). “It’s up to you’: Experimentally manipulated autonomy support for prosocial behavior improves well-being in two cultures over six weeks. The Journal of Positive Psychology, 10(5), 463–476. Crossref
  4. Borgonovi, F. (2008). Doing well by doing good. The relationship between formal volunteering and self-reported health and happiness. Social Science & Medicine, 66(11), 2321–2334. Crossref
  5. Aknin, L. B., Dunn, E. W., & Norton, M. I. (2012a). Happiness runs in a circular motion: Evidence for a positive feedback loop between prosocial spending and happiness. Journal of Happiness Studies, 13(2), 347–355. Crossref
  6. Curry, O. S., Rowland, L. A., Van Lissa, C. J., Zlotowitz, S., McAlaney, J., & Whitehouse, H. (2018). Happy to help? A systematic review and meta-analysis of the effects of performing acts of kindness on the well-being of the actor. Journal of Experimental Social Psychology, 76, 320–329. Crossref
  7. Hui, B. P. H., Ng, J. C. K., Berzaghi, E., Cunningham-Amos, L. A., & Kogan, A. (2020). Rewards of kindness? A meta-analysis of the link between prosociality and well-being. Psychological Bulletin, 146(1), 1–33. Crossref
  8. Erlandsson, A., Västfjäll, D., Tinghög, G., & Nilsson, A. (2018). Donations to outgroup-charities, but not ingroup-charities, predict helping intentions towards street-beggars in Sweden. Nonprofit and Voluntary Sector Quarterly, 48(4), 814–838. Crossref
  9. Aknin, L. B., Hamlin, J. K., & Dunn, E. W. (2012b). Giving leads to happiness in young children. PLoS ONE, 7(6), 1–4. Crossref
  10. Dinner, I., Johnson, E. J., Goldstein, D. G., & Liu, K. (2011). Partitioning default effects: Why people choose not to choose. Journal of Experimental Psychology. Applied, 17(4), 332–341. Crossref
  11. Dunn, E. W., Aknin, L. B., & Norton, M. I. (2008). Spending money on others promotes happiness. Science, 319(5870), 1687–1688. Crossref
  12. Aknin, L. B., Broesch, T., Hamlin, J. K., & Van De Vondervoort, J. W. (2015). Prosocial behavior leads to happiness in a small-scale rural society. Journal of Experimental Psychology. General, 144(4), 788–795. Crossref
  13. Carroll, L. S., White, M. P., & Pahl, S. (2011). The impact of excess choice on deferment of decisions to volunteer. Judgment and Decision Making, 6(7), 629–637. Crossref
  14. Walsh, M., Fitzgerald, M. P.,Gurley-Calvez, T.&Pellillo, A. (2011). Active versus passive choice: Evidence from a public health care redesign. Journal of Public Policy & Marketing,, 30(2), 191–202. Crossref
  15. Roets, A., Schwartz, B., & Guan, Y. (2012). The tyranny of choice: A cross-cultural investigation of maximizing-satisficing effects on well-being. Judgment and Decision Making, 7(6), 689–704. http://journal.sjdm.org/12/12815/jdm12815.html
  16. Thaler, R. H., & Sunstein, C. R. (2008). Nudge: Improving decisions about health, wealth, and happiness. Yale University Press.
  17. Jachimowicz, J., Duncan, S., Weber, E., & Johnson, E. (2019). When and why defaults influence decisions: A meta-analysis of default effects. Behavioural Public Policy, 3(2), 159–186. Crossref
  18. Diener, E., Emmons, R. A., Larsen, R. J., & Griffin, S. (1985). The satisfaction with life scale. Journal of Personality Assessment, 49(1), 71–75. Crossref
  19. Johnson, E., & Goldstein, D. (2003). Do defaults save lives? Science, 302(5649), 1338–1339. Crossref
  20. Altmann, S., Falk, A., Heidhues, P., Jayaraman, R., & Teirlinck, M. (2019). Defaults and donations: Evidence from a field experiment. The Review of Economics and Statistics,101(5), 808–826. Crossref
  21. Zarghamee, H. S., Messer, K. D.,Fooks, J. R.&Schulze,, W. D.Wu, S.&Yan, J. (2017). Nudging charitable giving: Three field experiments. Journal of Behavioral and Experimental Economics, 66, 137–149. Crossref
  22. Dhingra, N., Gorn, Z., Kener, A., & Dana, J. (2012). The default pull: An experimental demonstration of subtle default effects on preferences. Judgment and Decision Making, 7(1), 69–76. http://journal.sjdm.org/10/10831a/jdm10831a.html
  23. Jachimowicz, J., Duncan, S., Weber, E., & Johnson, E. (2019). When and why defaults influence decisions: A meta-analysis of default effects. Behavioural Public Policy, 3(2), 159–186. Crossref
  24. Roets, A., Schwartz, B., & Guan, Y. (2012). The tyranny of choice: A cross-cultural investigation of maximizing-satisficing effects on well-being. Judgment and Decision Making, 7(6), 689–704. http://journal.sjdm.org/12/12815/jdm12815.html
  25. Schwartz, B. (2000). Self-determination. The tyranny of freedom. American Psychologist, 55(1), 79–88. Crossref
  26. Lambert, L., Passmore, H. A., & Holder, M. D. (2015). Foundational frameworks of positive psychology: Mapping well-being orientations. Canadian Psychology, 56(3), 311–321. Crossref
  27. Ryan, R. M., & Deci, E. L. (2001). On happiness and human potentials: A review of research on hedonic and eudaimonic well-being. Annual Review of Psychology, 52(1), 141–166. Crossref
  28. Watson, D., Clark, L. A., & Tellegen, A. (1988). Development and validation of brief measures of positive and negative affect: The PANAS scales. Journal of Personality and Social Psychology, 54(6), 1063–1070. Crossref
  29. Quirin, M., & Bode, R. C. (2014). An alternative to self-reports of trait and state affect. European Journal of Psychological Assessment, 30(3), 231–237. Crossref
  30. Quirin, M., Kazén, M., & Kuhl, J. (2009). When nonsense sounds happy or helpless: The implicit positive and negative affect test (IPANAT). Journal of Personality and Social Psychology, 97(3), 500–516. Crossref
  31. Pachur, T., & Spaar, M. (2015). Domain-specific preferences for intuition and deliberation in decision making. Journal of Applied Research in Memory and Cognition, 4(3), 303–311. Crossref
  32. Toplak, M. E., West, R. F., & Stanovich, K. E. (2014). Assessing miserly information processing: An expansion of the Cognitive Reflection Test. Thinking & Reasoning, 20(2), 147–168. Crossref
  33. Andreoni, J. (1990). Impure altruism and donations to public goods: A theory of warm-glow giving. The Economic Journal, 100(401), 464–477. Crossref
  34. Harbaugh, W. T., Mayr, U., & Burghart, D. R. (2007). Neural responses to taxation and voluntary giving reveal motives for charitable donations. Science, 316(5831), 1622–1625. Crossref
  35. Hui, B. P. H., Ng, J. C. K., Berzaghi, E., Cunningham-Amos, L. A., & Kogan, A. (2020). Rewards of kindness? A meta-analysis of the link between prosociality and well-being. Psychological Bulletin, 146(1), 1–33. Crossref
  36. Moche, H., Erlandsson, A., Andersson, D., & Västfjäll, D. (2020). Opportunity cost in monetary donation decisions to non-identified and identified victims. Frontiers in Psychology, 10(January), 1–11. Crossref
  37. Greenberg, A. E., & Spiller, S. A. (2016). Opportunity cost neglect attenuates the effect of choices on preferences. Psychological Science, 27(1), 103–113. Crossref
  38. Davidai, S., Gilovich, T., & Ross, L. D. (2012). The meaning of default options for potential organ donors. Proceedings of the National Academy of Sciences, 109(38), 15201–15205. Crossref
  39. Jachimowicz, J., Duncan, S., Weber, E., & Johnson, E. (2019). When and why defaults influence decisions: A meta-analysis of default effects. Behavioural Public Policy, 3(2), 159–186. Crossref
  40. Dinner, I., Johnson, E. J., Goldstein, D. G., & Liu, K. (2011). Partitioning default effects: Why people choose not to choose. Journal of Experimental Psychology. Applied, 17(4), 332–341. Crossref
  41. Gilbert, D. T. (2006). Stumbling on happiness. Harper press.
  42. Kahneman, D., & Schkade, D. (1998). Does living in california make people happy? A focusing illusion in judgments of life satisfaction. Psychological Science, 9(5), 340–347. Crossref
  43. Kurtz, J. L. (2015). Affective forecasting: Teaching a useful, accessible, and humbling area of research. Teaching of Psychology, 43(1), 80–85. Crossref
  44. Hagman, W., Andersson, D., Västfjäll, D., & Tinghög, G. (2015). Public views on policies involving nudges. Review of Philosophy and Psychology, 6(3), 439–453. Crossref
  45. Jung, J. Y., & Mellers, B. A. (2016). American attitudes toward nudges. Judgment and Decision Making, 11(1), 62–74. http://journal.sjdm.org/15/15824a/jdm15824a.pdf
المصدر
journal.sjdm.orgwww.tandfonline.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى